قمة البعران - حسن هاني زاده

(صوت العراق) - 10-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق

قمة البعران
التأم قادة الدويلات العربية المطلة على الخليج الفارسي في قمتهم السابعة والعشرين بمدينة الرياض لدراسة اوضاع العراق وما سمي بالتهديدات الايرانية وآخر التطورات في لبنان والمنطقة.
وتشبه هذه القمة اجتماع بعران حول بئر مع الفارق ان راعي الابل يجلس في مسافات بعيدة عن البعران والبئر وهو يتحكم بمصائر تلك البعران.
وتطاول المجتمعون في مناقشاتهم كالعادة على شيعة آل رسول الله (ص) زاعمين ان الخطر الحقيقي لا ياتي من اسرائيل بل ياتي من ايران وشيعة العراق.
ولم يتطرق قادة هذه الدويلات البعرانية الى الخطر الحقيقي الكامن في الترسانة النووية الاسرائيلية التي تهدد امن المنطقة برمتها لا بل حذروا من خطر الشيعة الداهم والنفوذ الايراني الواسع في العراق ولبنان وفلسطين.
وكان من المفترض ان يوجه قادة دول الخليج الفارسي في قمتهم البعرانية دعوة رسمية الى رئيسي ايران والعراق لاستماع وجهات نظر بلديهما حتى تطمئن قلوبهم طالما الشكوك تراودهم حول هذين البلدين.
والحقيقة ان كل هذه التهويلات والتأويلات بشان خطر الشيعة في العراق والنشاطات النووية الايرانية انما تاتي من اجل اعطاء ذريعة للاميركان للحفاظ على قواتهم في المنطقة والسماح لهم بالبقاء في قواعدهم التي تقع على مرمى حجر من الحدود الايرانية والعراقية.
ولا شك ان مجلس تعاون دول الخليج الفارسي تأسس في بداية الحرب الصدامية ضد الجمهورية الاسلامية بايعاز من اميركا لتقديم شتى انواع الدعم المالي والاقتصادي واللوجستي الى النظام البعثي البائد للقضاء على الثورة الاسلامية اولا واضطهاد الشيعة في العراق ثانيا.
وكانت مجزرة قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة في وسط وجنوب العراق ومجزرة حلبجة وعمليات الانفال المشؤومة ضد خيرة ابناء العراق من شيعة وكورد في الجنوب والشمال نتيجة تواطؤ بعض قادة دول الخليج الفارسي آنذاك مع الدكتاتور العراقي المخلوع صدام.
وكان على قادة هذه الدول ان تعتذر الى الشيعة والكورد بعد سقوط الدكتاتورية في العراق وتقديم تعويضات ملائمة الى ابناء هاتين الطائفتين الاصيلتين لكنهم بقوا على حقدهم الدفين واصبحوا يتباكون على الطاغية المخلوع صدام ويحاولون انقاذه من حبل المشنقة بشتى الاساليب.
فبدل ان يغيروا مواقفهم والقبول بالامر الواقع والرضوخ الى ارادة الشعب العراقي اتخذ هؤلاء لهجة عدائية ضد قادة الشعب العراقي الجدد في السر والعلن واطلاق تسمية على قادته لا تليق الا بهم.
فمثلا يسمون رئيس الوزراء العراقي بـ "الرافضي" ورئيس جمهورية العراق بـ "هذا الكردي " (بكسر الكاف لا بالضمة) من باب الازدراء.
هذه النظرة الاستعلائية والعنجهية والشعور بالعظمة التي تراود رعاة البعران "القادة" لا تسمح لهم بان يقوموا بتحليل الاوضاع في العراق بشكل منهجي وعلمي بل من منظور طائفي جاهلي شوفيني.
فاذن يجب على الحكومة العراقية ان تعمل بنفس المنهج الذي ينتهجه قادة دول مجلس تعاون الخليج الفارسي وتشكل حلفا مع جيرانها من غير العرب في مواجهة مؤامرات دول مجلس التعاون ودرء المخاطر التي تهدد امن العراق ومستقبله./حسن هاني زاده