الادارة الامريكية بين الحكيم والهاشمي.....1
مثل كلٌ من السيد عبدالعزيز الحكيم والهاشمي حزبيهما في محادثاتهما التي جرت ,وتجري في واشنطن بخلاف ماأرادت
إرادة الرئيس بوش من أن تستضيف من يمثل الطائفتين
(المتنافستين) على الحكم في العراق ...
فالسيد الحكيم لم يرافقه خلال الزيارة سوى أعضاء من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالرغم من أنه ذهب كزعيم للائتلاف العراقي الموحد مقابل رئاسة جبهة التوافق
(عدنان الديلمي)الذي استبدلته الادارة الامريكية بطارق الهاشمي وهو سبب أمريكي بحت لان الامريكان لايحبذون استقبال أشخاص تظهر عليهم علامات العجز والمرض،من
هنا كان اختيارها لشخص آخر قد يبدو أكثر تأهيلا للوقوف بجانب الرئيس الامريكي في المؤتمر الصحفي أو خلال لقائه بأعضاء الكونغرس الامريكي من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)
وسأتحدث عن هدف الزيارة للفريقين العراقي والامريكي
اولا : الادراة الامريكية
تحاول الادارة الامريكية تجربة كل الوسائل لاقناع الكونغرس الامريكي والشارع السياسي الضاغط بأنها مازالت تمتلك كل
الاوراق اللاعبة في العراق وهاهي تستضيف زعيم تيار
سياسي شيعي ويترأس الان الائتلاف العراقي الموحد الذي
يضم معظم الاحزاب والتشكيلات السياسية الشيعية الداخلة في العملية السياسية
كما يمكن للادارة الامريكية أن تقول لمنتقديها أو من ينصحها بالحوار المباشر مع ايرانتعوض ذلك بحوارغير مباشر عن
طريق وساطة السيد عبدالعزيز الحكيم
وبذلك تحتفظ الادارة الامريكية بورقتها المتشددة تجاه ايران وهي رسالة لاعضاءالكونغرس ممن يتشدد تجاه ايران النووية
كما إن الادارة الامريكية تحاول ان تقول أنها قادرة على وضع حد للصراع والعنف الطائفي في العراق من خلال استضافة
رئيس الائتلاف العراقي الموحد ورئيس جبهة التوافق أو
الهاشمي (فيما بعد) كرد على من يقول :أن الادارة الامريكية
تسعى بسياستها الى حرب أهلية بين السنة والشيعة.
والتساؤلات التي نطرحها هل نجحت الادارة الامريكية في ماسعت إليه أم لا؟
وهل اقتنع السياسون الامريكيون بالسيد الحكيم كرجل يستطيع أن يحقق ماتسعى إليه الادارة الامريكية؟
وستكون التساؤلات ذاتها عندما نتعرض لزيارة طارق الهاشمي في الحلقة القادمة؟
ولابد من التأكيد أن امريكا خاضعة للاعلام الامريكي وان ذلك يعود الى شخصية الحكيم ذاتها في اقناع الجمهور الامريكي من خلال الاعلام الذي تناول شخصية السيد في أكثر من حديث أم تم تهميش زيارته وعدم الاكتراث بقدومه
ثانيا:هدف السيد الحكيم
حاول السيد الحكيم تقديم نفسه كزعيم للشيعة في العراق ويبدو أن هذا الامر وجد معارضة شديدة من قبل بقية أعضاء
الائتلاف فلم يرافقه أحد منهم في هذه الزيارة أو إن الحكيم
أراد الاسئتثار بالزيارة ونتائجها لوحده !!!
وقد يرى السيد عبدالعزيز أن زيارته لواشنطن تصب في المصلحة الوطنية العليا وفي مصلحة الطائفة التي ينتمي إليها
فلابد من الذهاب الى واشنطن والاطلاع على مايدور في خلد
الادارة الامريكية وما تخبأه للعراق.
ولاننسى أن السيد عبدالعزيز الحكيم يحمل معه مشروع إقليم الوسط والجنوب الشيعي ويسعى لموافقة واشنطن أو تطمينها بأنه لن يكون تابعا أو امتدادا لايران،وهي أصعب نقطة قد
يتوقف عندها الساسة الامريكان والسيد الحكيم.
فهل استطاع السيد النجاح في مهمته هذه ام لا؟
وهل استطاع اقناع الادارة الامريكية بفكرة الفدرالية الشيعية في ظل الفصل والتهجير الجاري في مناطق الالتصاق الطائفي في العراق مقابل تغاضي وتشجيع من القوى السياسية وكأنه
خيار جماهيري!!
ولاننسى ان انشاء الفدراليات قد أقرها الدستور العراقي وإن كانت ضمن استراتيجات الولايات المتحدة تقسيم العراق الى
ثلاث دويلات واحدة في الشمال واخرى في الغرب والوسط وثالثتهما في الجنوب.
ولاأدري كيف سيوفق أصحاب هذه الاستراتيجية وتوصيات لجنة بيكر_هاملتون الداعية الى دعم الحكومة المركزية في بغداد؟
وتبقى التساؤلات مطروحة حول النتائج والمكاسب من هذه الزيارة على الصعيد الوطني و(الطائفي أيضا)
وهل كانت للسيد رؤية واضحة في هذه الزيارة التي تختلف عن الزيارات السابقة .
فقد كان سابقا معارضا يطلب الدعم الامريكي واليوم كان عليه التعامل كصديق للولايات المتحدة وكرجل دولة يحمل مصالح
شعبه أولا وأخيرا .
وهل كان مع السيد رجال يعرفون ماالذي يقنع الامريكان ومالذي يثيرهم؟
هذه التساؤلات ستجيب عليها الايام القادمة أمريكيا وعراقيا
وكعراقيين ننتظر أن تصب زيارة السيد الحكيم في مصلحة العراق والعراقيين
ومع النتائج والاهداف التي لاتضر بنا وبالخطوات التي قعطعناها للوصول الى بر الامان
وسياتي الحديث عن زيارة الهاشمي في الحلقة القادمة انشاءالله
عبدالامير علي الهماشي
[email protected]