برامج الإفطار المدرسي ترفع من المستوى الصحي للأطفال

صحة وتغذية


نشرت مجلة الرابطة الأميركية للتغذية في عدد نوفمبر (تشرين الأول) الماضي، نتائج دراسة الباحثين من وزارة الزراعة بالولايات المتحدة مقارنة نوعي برامج الإفطار المدرسي على تغذية الأطفال. وهي دراسة تُضاف نتائجها الإيجابية إلى مجموعة سابقة من دراسات التغذية الصحية التي أثبتت جدوى تبني برنامج للإفطار في المدارس الأميركية بشكل إلزامي منذ منتصف السبعينات الماضية.
ودعا الباحثون في توصياتهم إلى تبني تعميم توفير الإفطار لعموم الطلاب في المراحل الابتدائية بالمجان، وذلك بغض النظر عن المستوى المادي لأهاليهم. لأن ذلك يرفع من ضمان بدء الأطفال يومهم وهم مزودون بتغذية صحية.

واستمرت دراسة الباحثين ثلاثة أعوام، تابعت خلالها عناصر مكونات وجبات الإفطار وكمية الأطعمة التي يتناولها الطالب خلال اليوم كاملاً والعناصر الغذائية التي تحتويها تغذيته اليومية. وشملت بالبحث تغذية أكثر من 4300 طالب من الجنسين، من طلاب صفوف المستوى الثاني وحتى السادس، في 153 مدرسة ابتدائية.

وقام الباحثون بمقارنة تغذية الطلاب في ما بين المدارس التي تُقدم وجبات الإفطار المجانية العامة لكل الطلاب، أي بغض النظر عن مستوى أُسرهم المادي، والمدارس التي تتبع الأنظمة الفيدرالية الملزمة فقط بتقديم وجبات الإفطار بالمجان أو بأسعار مخفضة للطلاب الذين مستوى دخل أهليهم المادي دون خط الفقر.

وتبين للباحثين من النتائج أن الطلاب من المدارس التي تُقدم برنامج وجبات الإفطار المجانية العامة لكل الطلاب يتناولون من الكوليسترول كميات أقل، لكن لم يظهر للباحثين أي اختلافات تُذكر بين الطلاب في كلا نوعي برامج وجبات الإفطار المدرسية من ناحية، كمية الغذاء المتناولة خلال اليوم كله، أو نوعية محتوى الوجبات من العناصر الغذائية، أو معدل حالات عدم تناول الطلاب لوجبة الإفطار.

وقال الباحثون في دراستهم، إنه يجب توفير الفرصة لتناول وجبة الإفطار في المدرسة للطلاب الذين لا يتمكنون من تناولها في منازلهم. وأضافوا بأن الدراسة هذه تُضاف إلى غيرها من الدراسات التي بينت أن تحسين مستوى تغذية الأطفال هو مطلب صحي مُلح، خاصة من ناحية كمية طاقة الوجبات الغذائية، والدهون والصوديوم والألياف، بالإضافة إلى الكاليسيوم للأطفال الأكبر سناً.

برنامج فيدرالي

* وبرنامج الإفطار المدرسي في الولايات المتحدة، هو برنامج لتوفير وجبات غذائية بدعم فيدرالي في المدارس العامة والمدارس غير المدعومة حكومياً، إضافة إلى دور رعاية وإقامة الأطفال. وبدأ كمشروع مبدئي واختياري عام 1966، ثم أصبح عاماً منذ عام 1975، ويُطبق اليوم في أكثر من 78 ألف مدرسة. ويتبع البرنامج قسم خدمات التغذية والأطعمة في وزارة الزراعة، ويتوفر للطلاب بنوعين، إما المجاني أو بالسعر المخفض.

ويخضع إعداد مكونات وجبات الإفطار لإرشادات التغذية في الولايات المتحدة، التي تشمل ألا تتجاوز كمية الدهون نسبة 30% من طاقة الطعام اليومي، التي لا تتجاوز الدهون المشبعة نسبة 10% منها. ويُقدم الإفطار ربع الكمية اليومية اللازمة من البروتينات والكالسيوم والحديد وفيتامينات إيه وسي، ومن طاقة وجبات الطعام اليومية. ويُترك للمدارس في الولايات المختلفة وضع تشكيلة واختيارات أصناف الطعام في وجبات الإفطار، كذلك في وجبات الغداء ضمن برنامج الغداء المدرسي المماثل.

وتشير إحصاءات نشرات وزارة الزراعة الأميركية بأن في الموسم الدراسي لعام 2002 كان 8.2 مليون طالب يتلقون تلك الوجبة يومياً، بلغت إجمالي كلفتها 1.54 بليون دولار. بينما في موسم عم 1985 كان العدد لا يتجاوز 3.6 مليون طالب بكلفة تقارب 379.3 مليون دولار.

إفطار صحي

* وغالبية الأطفال، في دول العالم أجمع، لا يتناولون الإفطار بالأصل يومياً، أو لا يتناولون إفطاراً يشمل العناصر الغذائية اللازمة. وبغض النظر عن المستوى المادي للأهل، فإن الانشغال العائلي وأسبابا أخرى، تجعل من الصعب على الأهل توفير تقديم وجبة إفطار للطلاب، خاصة الأطفال منهم. إضافة إلى أنه في أيام أخرى لا يكون الطفل الطالب في حالة نفسية أو بدنية تُمكنه من تناول الإفطار عند الاستيقاظ من النوم، خاصة أيضاً حينما يستيقظ متأخراً، أو يضطر لمغادرة المنزل إلى المدرسة مبكراً لأسباب عدة. هذا بالإضافة إلى أنه في بعض حالات الأطفال يكون الوقت طويلاً نسبياً بين تناول وجبة الإفطار في المنزل صباحاً، وحلول وقت وجبة الغداء بعد الظهر. مما تجعل الأسباب هذه كلها من المناسب والصحي توفير وجبة إفطار متكاملة وغنية للطلاب في المدارس.

وكانت قد صدرت عدة دراسات صحية حول تقويم الجدوى الصحية لتناول الطلاب وجبة الإفطار المدرسي، ودلت نتائجها على أن الأطفال الذين يتناولونها يحصلون على درجات أعلى في مواد الرياضيات والقراءة، إضافة إلى إثباتها تحسين سرعتهم وذاكرتهم في اختبارات الذكاء مقارنة بالأطفال الذين لا يتبعون برامج الإفطار المدرسي أو لا يتناولونه بالأصل أو يتناولون الإفطار في منازلهم.

وبعض المدارس في الولايات المتحدة تُقدم وجبة الإفطار في الفصل الدراسي، أي عند البدء في البرنامج اليومي، وليس في المطعم (الكفتيريا) المدرسية قبل البدء في وقت البرنامج الدراسي اليومي. والدراسات في هذا الشأن أظهرت أن الطلاب الذين يتناولون الإفطار في الفصل الدراسي، يُبدون انضباطا أكبر في الحضور إلى المدرسة، أي أقل غياباً وأقل تأخيراً في الحضور، وأكثر اتباعا للتوجيهات المدرسية، كما لديهم مشاكل اجتماعية نفسية أقل وزياراتهم أقل إلى ممرضة المدرسة، ذلك كله مقارنة بالطلاب الذين يتناولون الوجبة الصباحية في مطعم المدرسة.