النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي خطاب بوش حول العراق الدلالات اللفظية لـالحرب الكلامية

    خطاب بوش حول العراق الدلالات اللفظية لـالحرب الكلامية

    (صوت العراق) - 17-01-2007
    ارسل هذا الموضوع لصديق

    فرانك لونتز
    منذ فترة الحرب الباردة، لم يبحث ويحلل كثير من الناس كلمات ومصطلحات زعيم دولي مثلما حدث مع الرئيس بوش في خطابه الأخير، حيث تابع الأميركيون ليلة الأربعاء الماضي حديث الرئيس عن "أسلوب جديد إلى الأمام". كما تابعناه نحن أيضاً سعيا للاقتناع والاطمئنان، بأن الرئيس بوش هو الشخص المناسب لتنفيذ هذا المخطط.

    كان الخطاب محاولة واضحة لرسم خط فاصل بين الماضي والمستقبل؛ حيث تناول الرئيس بشكل مباشر أغلب الهجومات والانتقادات التي استهدفته وإدارته، فرد على ألفاظ كـ "غير المرن" و"غير الواقعي" و"غير المحنك"– وهي ثلاثة توصيفات يسمعها العاملون في مجال استطلاعات الرأي من الناخبين الغاضبين منذ ما يزيد عن العام- بكلمات من قبيل "تكييف" و"تغيير" و"تمحيص" و"المسؤولية"، وبشكل خاص "استراتيجيتنا الجديدة".

    قال الرئيس بوش: "لقد منيت جهودنا السابقة الرامية إلى تأمين بغداد بالفشل ...". وهو أمر صحيح، غير أن الأميركيين يدركون ذلك منذ بعض الوقت. ولذلك، فهم يتساءلون اليوم لماذا تطلّب الأمر من الرئيس كل هذا الوقت الطويل. والواقع أن ارتفاع عدد قتلى القوات الأميركية، وأعمال العنف الوحشية واللاإنسانية بين العراقيين من فصائل مختلفة، تناقض محاولة "التقليل اللغوي" من هول الورطة العراقية.

    "لم تكن ثمة أعداد كافية من القوات العراقية والأميركية... كما كانت ثمة قيود كثيرة مفروضة على القوات التي كنا نتوفر عليها". إذا كانت هاتان الجملتان تبدوان صريحتين ومباشرتين في خطاب الرئيس الأميركي، فربما تكونان من أهم ما ورد في الخطاب برمته. والحال أنه قيل للأميركيين مراراً وتكراراً أنه سيتم منح القادة والقوات كل ما يلزم للانتصار في الحرب. وعلى ما يبدو فإن الرئيس نفسه بات يعترف اليوم بأن الوضع لم يكن كذلك.

    "سنمنح قادتنا وموظفينا المدنيين قدراً أكبر من المرونة فيما يتعلق بالإنفاق في برامج المساعدة الاقتصادية". إلا أنه بالنظر إلى المعدلات الحالية للبطالة في الولايات المتحدة، فإن برنامج بوش للوظائف في العراق يجبر الأميركيين الواعين بالعجز الاقتصادي على الاختيار بين الأمن الأميركي والأمن العراقي، وبين التنمية الاقتصادية الأميركية والتنمية الاقتصادية العراقية. غير أنه اختيار قد لا يتطلب الحسمُ فيه جهداً كبيراً بالنسبة لمعظم الأميركيين.

    "سنضاعف عدد فرق إعادة الإعمار الإقليمية من أجل مساعدة السكان العراقيين المحليين على مواصلة عملية المصالحة". المصالحة؟ مما لا شك فيه أنها هدف رائع على المدى البعيد، إلا أنه قبل أن يشرع الناس في اقتسام الخبز، عليهم أولا أن يكفوا عن قتل بعضهم بعضاً. فعلى مدى سنتين، شاهدنا أشرطة فيديو فظيعة لأعمال العنف الطائفية. والحقيقة أن الصورة التي تثيرها "المصالحة" في ذاكرتنا لا تتطابق مع أي شيء نحتفظ به في بنك المعلومات المرئية التي نتوفر عليها.

    "من أجل تقوية الزعماء المحليين، فإن العراقيين يخططون لإجراء انتخابات إقليمية...". ولكن إذا سألنا الأميركيين (وربما العراقيين أيضاً) بخصوص الأولوية الأكثر إلحاحاً، فسيعبرون عن أملهم في السلام والهدوء قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى.

    الحقيقة أن خطاب بوش لم يكن كله على هذا النحو؛ حيث اشتمل على أمثلة عديدة لفقرات تروم بناء الثقة وإشارات إلى الحياة اليومية التي يُتوقع أن يستحسنها الجمهور الأميركي، ومن ذلك قوله "إن عراقاً ديمقراطياً لن يتصف بالكمال؛ غير أنه سيكون بلداً يحارب الإرهابيين بدلاً من إيوائهم". ولعل هذه إشارة ملموسة إلى مزية حقيقية يستطيع الأميركيون أن يستحسنوها ويقتسموها بغض النظر عن قناعاتهم الأيديولوجية. إنها حقيقة أننا لم نشهد هجوماً إرهابياً على التراب الأميركي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وبالرغم من أن الكثير من "الديمقراطيين" سينكرون على بوش هذا الإنجاز، إلا أنه ما زالت في رصيد الرئيس نقاط إيجابية بخصوص طريقة خوضه للحرب على الإرهاب.

    "إذا زدنا دعمنا في هذه المرحلة الحاسمة، فإننا سنعمل بذلك على تسريع قدوم اليوم الذي تشرع فيه قواتنا في العودة إلى الوطن"، وأخيراً إشارة إلى نهاية الصراع؛ فاللافت أن ما كان يفتقر إليه خطاب بوش لأزيد من عام هو ذاك الضوء الذي يظهر في نهاية النفق– أي الفرصة التي يمكن للأميركيين خلالها أن يضعوا الحرب خلفهم ويركزوا على مستقبل مفعم بالأمل.

    الواقع أنه إذا كانت لخطابات الرئيس لحظات قوة وضعف، فإن رد "الديمقراطيين" لم يكن خطابا موفقاً أيضاً؛ ذلك أن خطابهم المتصلب وعدم رغبتهم في التوصل إلى توافق إنما تعكس عجزهم المستمر عن تقديم بديل شامل وذي مصداقية. ففي حوار مع صحيفة "يو إس إيه توداي"، قال المتحدث باسم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن رئيسته ستعمل على إخضاع مقترح بوش لـ"تمحيص دقيق". والحال أن كلمات مثل "فحص" أو "محاسبة" كانت ستشكل مقاربة أكثر موضوعية وأقل سياسية بالنسبة لحزب يسعى لإظهار أنه ليس مغرقاً في السلبية.

    وعلى المنوال نفسه، فإن كلمات السيناتور "باراك أوباما": "إننا لسنا مسؤولين عن حرب أهلية" تتجاهل مخاوف لدى الكثير من الأميركيين الذين يخشون أن تتحول الحرب الأهلية اليوم إلى حرب إقليمية غداً، مع ما ينطوي عليه ذلك من عواقب على العالم بأسره. والواقع أن كلام "أوباما" يفتقر إلى الرزانة والاتزان اللذين يستحقهما صراع حصد أرواح آلاف الأميركيين وعشرات الآلاف من العراقيين.

    من حق الشعب الأميركي في أوقات الحرب أن يتوقع رئيساً يتحدث إليهم بلغة صريحة لا لبس فيها، سواء كان الأمر يتعلق بأخبار سارة أو سيئة، وحزباً معارضا يستعمل كلمات تهدف إلى التوحيد والشرح بدلاً من التقسيم والهجوم. ولكننا للأسف لم نتوفر على ما يكفي من ذلك في الجانبين.

    فرانك لونتز
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    خبير أميركي في استطلاعات الرأي- من الحزب "الجمهوري"

    ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    000
    المشاركات
    1,930
    أخي الحبيب الاطرقجي قرة الاعين على سلامة الاخ زيد

    تحياتي لك أيها الطيب وشكرا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني