هذه قصيدة للشاعر معتوق المعتوق احببت ان اشارك بها
في وفا فقيدنا العظيم
وَصَمَتَ الهَزَارُ
في تأبين فارس المنبر والقافية المترجل للخلود
الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (طاب ثراه)
تلَعْثَمَ في مَباسِمِكَ الهَدِيلُ
فَدَمْدَمَ في مَسَارِبِنَا العَويْلُ

وغَارَ بِصَدْرِكَ النَفَسُ المُعَنَّى
فثَارَ الحُزنُ في دَمِنا يَصُولُ

وأُخمِدَ ضَوءُ قِنديلِ الحَكايا
فأُلْهِبَ في محاجِرِنا الفَتيلُ

وقامَ المِنْبَرُ المَوْتـُورِ ينعى
وبُحَّ بِصَمْتِكَ القلَمُ الجديلُ

وجَفَّ نَدَاكَ من جَارِي رُؤَانا
فَمَاتَ النَخْلُ بَعْدَكَ والفَسِيْلُ

وأَغْفَت في جَدَاوِلكَ الأَمَاني
وعَذبُ رُواكَ في دَمِنا يسيلُ

فَسِرْتَ بلُجَّةِ العُشَّاقِ نَعْشَاً
ومَرْفَأُ مَوْجِهِ العاتي رَحِيلُ

وأَرْعَدتِ القُلُوبُ تدُكُّ صَدْراً
تَجَهَّمَ في أَضَالِعِهِ الذُهُولُ

وناجتكَ المنَابِرُ والقوافي
فَهَامَ بِرَجْعِها الأملُ الخضيلُ

تدَفَّق ايُّها النَبْعُ المُصَفَّى
لتنهَلَ من مَشَارِبكَ العُقولُ

تَدَفَّق في جوانِحِنا شُعَاعاً
فنَجْمُكَ لن يُغَيِّبَهُ الأُفولُ

***
سِنيناً عِشْتَها سَيْفَاً صقيلاً
فلم يهْدَأ على فَمِكَ الصليلُ

وصَولاتٍ على سُوْحِ القوافي
تُدَقُّ على روائِعها الطُبولُ

وجَوْلاتٍ يُنَظِّمُها يَرَاعٌ
بِرَبِّكَ بعدَ فَقْدِكَ من يجولُ؟

طَلَعْتَ بِسَاحَةِ الدُنيا رَبيعاً
فلم تُدْرِكْ رَوائِعَكَ الفُصولُ

وذُبْتَ بجَدْوَلِ الباقِينَ نَهْلاً
فأعْشَبَ حولَكَ المَجْدُ الأثيلُ

وطاوَلَ شَأْوُكَ السامي الثُرَيَّا
فأُوقِدَ من مشَاعِلِكَ الأصيلُ

وظَلَّ هَدِيْرُكَ السيَّالُ مَجْرىً
تلاطَمُ في جوانِبِهِ السُيولُ

وتهتِفُ في جوانِحِهِ السَواقي
ليَنْهَلَ مَسْمَعٌ ويَعُبَّ جيلُ

ويُبذَرَ فيهِ (إيقاعُ) القوافي
وتُثْمِرَ في (هويتِهِ) النخيلُ (1)

وَيبقى نَبْعُهُ الصافي نميراً
تَدُورُ على مَوَارِدِهِ الحُقولُ

فما غَالَ الَردى جَذْراً دفيناً
وتحتَ التُربِ يبقى يستطيلُ

***
ستَبْقَى رَغْمَ آنـَافِ المنايا
مَعِينَاً بين أَضْلُعِنا يَسِيْلُ

وتَبقى رغمَ صَمْتِ الموتِ بَحْراً
يُحمْحمُ في شواطِئِهِ الصَهيلُ

وتَبقى رَغْمَ جَدْبِ القبْرِ غيثَاً
تفايَضُ من سواكِبِهِ السُهولُ

وتبقى كَفُّكَ البيضاءُ طَوقاً
بأرواحٍ تَحَيَّرُ ما تقولُ

فليتَ الخُلْدَ في يَدِنا، ولكن..
سيَجْزِيْكَ الرِسالَةُ والرسولُ

وتُسْقَى الكَوثَرَ الشَهْدَ المُصَفَّى
ويَعْذُبُ عندَ حيدَرةَ النُزولُ

وِتَأمَنُ في حِمَى أسَدٍ هصورٍ
فَقَرَّ وقُلْ وَقَدْ سَكَنَ الغليلُ:

أيأمَنُ كُلُّ مذعورٍ وتَبقى
تُرَوَّعُ بين أَعْيُنـِكَ البتولُ

وتُكْسَرُ أضلُعُ الزهراءِ جَهْراً
وفي يَدِكَ المهَنَّدُ لا يَميلُ

ويَصْرَخُ خَدُّها المُحْمَرُّ لَطْمَاً
أغِثْني يا حِمايَ فلا تصولُ

فعُذْراً نفثَةُ المصدورِ فَحَّت
وهل يدري بِنَفثَتِهِ الثَكُولُ

(1) إشارة لديوانه (إيقاع الفكر) و كتابه (هوية التشيع) معتوق المعتوق