النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    Thumbs up (الصفويون! ؟؟ حكاية أسطوانة مشروخة )..بقـلـــــــــــم المفكرالمغربي السيد ادريس هاني

    [align=center][frame="2 80"][align=center]

    الصفويون ! ؟؟ حكاية أسطوانة مشروخة..

    بقلم المفكر السيد ادريس هاني - المغرب[/align][/frame][/align]


    [align=justify]بات واضحا أن ثمة من يسعى اليوم كادحا بالليل والنهار، راكبا موجة ما يشهده العراق من أحداث جسام ، في مقدمتها إعدام طاغية بغداد المخلوع، وما تبعه ذلك من تداعيات ذلك المأتم العربي الكبير الذي وشح طاغية مهزوما بوسام لم يمنحه إياه قومه..وزفوه باحتفالية خجلت ضميرنا أمام المعذبين من مواطنيه..أهل الدم والحق رضوا والأغراب شطوا و كفروا..واليوم ها هم بصدد اهتبال الفرصة إياها..غنما لن يجدوا له نظيرا للعودة إلى ضلالهم القديم.. وما أكثر ضلالات عالمنا الإسلامي في كل بلد وفي كل جيل.. بل وهاهم في سعي حثيث في سبيل إيقاظ فتنة ملعونة ظلت منومة بالكاد حتى حين.. بينما ظل رجالاتها خلايا نائمة بين ظهرانينا نعرف بعضهم أحيانا وما فتئ يفاجئنا بعضهم أحيانا أخرى بحماقات يندى لها الجبين..لعل أكبر دليل على أننا نشهد بذور فتنة عمياء، هو أنها لم تجد لها من سند يرفعها سوى الاستقواء بشخوص لا يعدوا أن يكونوا إما همجا رعاعا انكسرت عن ذكر شططهم أقلام العقلاء أو مغرضين طويت عند الحكماء سجلاتهم السوداء و تنزه عن محاججتهم الفضلاء..كما دل على ذلك استنادهم إلى أسلوب لا يعدو إلا أن يكون من جنس التجديف المردد المكرور، حفظوه بلا ملل عن ظهر قلب مغرض ونفس غير سوية .. وعلى ضروب من تقنيات قلب الحقائق الواضحة كما مردوا على ذلك.. و على صولة إعلام مضلل كلما زادت بضاعته واتسعت سوقه ضحى بالحقيقة وساهم في التجهيل . فلا يهم فتنتنا الملعونة أمر الوقائع ولا منطق الأشياء..فالفتنة بطبيعتها صماء..

    [align=center][frame="7 80"][align=center] أمكن المجرمين الذين ظننا أنهم قد يخشون الموت من أجل حياتهم ولو بمرتبة أقل من الطغيان ، أن يبرهنوا لنا على أن الطاغية مستعد للموت وأن لا يقبل أن يحيى كما يحيى سائر الخلق..فالموت عنده أفضل من حياة لا يعربد فيها فوق رؤوس الخلق..بل من الطغاة من يعاند وهو معلق على مشنقة الموت لا يوقف بهتانه إلا الموت كما حدث مع صدام حسين ..[/align][/frame][/align]


    وليسمح لي القارئ وليسمح لي السياب أن أقول إنها مومس عمياء..ورجالاتها ليسوا أهل إنصاف أو أهل وفاء للحقيقة.. ولا حتى أصحاب إحساس إنساني يستحقون به الاصطفاف في نوع الأوادم ..إنهم من جنس المجرمين أنفسهم الذين يؤسسون لثقافة الكراهية فيصبح حديثهم المغرض بؤرة لخطاب العنصرية والشوفينية والكراهية، تسير به ركبان السوء المسافات الطولى فيعم الجغرافيا ويتغنى به شعراء الفتنة جيلا بعد جيل فيستوعب التاريخ..إذا كان الموقف الإنساني والشرعي ، يقضي بأن تكون وظيفة المتشرع أو العاقل في الفتنة كما قال علي بن أبى طالب، "كابن اللبون لا ضرع يحلب ولا ظهر يركب".. وأن لا يصب الزيت في النار وينفخ كما تنفخ الشياطين فيما من شأنه إهدار طاقة الأمة والدفع بها حثيثا باتجاه مستقبل اقتتالي مظلم ، فإن الموقف الإنساني والشرعي أيضا ، هو أن يظهر العالم علمه متى اشتدت الفتن . لا ليكون لهذا ظهيرا أو لذاك خصيما، بل لإحقاق الحق وقمع الجهل وسورته التي يسعى الكثير من المغرضين أن ينفثوها هذه الأيام .. وقد تفجرت غرائزهم الطائفية واشرأبت أعناق شيطانهم وشربوا من كأس الهجر حتى الثمالة..


    اختار كل الشوفينيين والعنصريين والطائفيين قاموسا جديدا لمحاربة الشيعة في بلدانهم بما في ذلك البلاد العربية..حتى لو كانت نسبتهم في بعض البلاد العربية مثل العراق أو البحرين يفوق كل الطوائف الأخرى..بل و حتى لو كانوا وطنيين قدموا لبلدانهم ما يقدمه كل هؤلاء الذين باتوا يتحدثون عن الوطنية وعن العروبة ، ناسين بأن أكبر من أسس للتيارات القومية والتقدمية وتغنى بها حينا ، كانوا عربا شيعة..وقد كانت أكثر هذه العبارات التي باتت تتردد على مسامعنا وكأنها شتيمة أو تهمة ، من قبيل:

    هؤلاء صفويون.. هذا غدر الصفويين..الخطر الصفوي..الاختراق الصفوي..حكومة الصفويين..الاحتلال الصفوي..التآمر الأمريكي ـ الصفوي...


    وقد صار ذلك بمثابة ورد يتردد على ألسنة الكثير من محترفي تزييف الحقائق وصناعة الأكاذيب..وفي كل مكان ومن أكثر من وسيلة إعلامية .. بل تكاد تكون وردا لقناة مثل الزوراء الرعناء لأحد يتامى العهد البائد وحاطب ليل محترف صنعته تناقضات المشهد السياسي العراقي ، وكان بإمكانه أن يسلم ما سلمت مواقعه وغض الطرف عن حركاته المشبوهة واختلاسه المال العام..لكنه ، وتلك مصيبة الكثير من محترفي الابتزاز السياسي ، أبى إلا أن يخرب العراق من أجل مصلحة شخصية دنيئة..ولا غرابة، فتلك هي ثقافة صدام المخلوع ، الذي ربى أعوانه الكبار منهم والصغار، على أن لا يتركوا وراءهم أثرا يحمد ..بل وأن لا يستسلموا إلا بأن يسلموا العراق رمادا إلى شعبه المعذب..هي قصة أن نكون أو لا نكون..لكننا لم نكن نعلم لها وجها آخر حتى زمان شكسبير..حيث أمكن المجرمين الذين ظننا أنهم قد يخشون الموت من أجل حياتهم ولو بمرتبة أقل من الطغيان ، أن يبرهنوا لنا على أن الطاغية مستعد للموت وأن لا يقبل أن يحيى كما يحيى سائر الخلق..فالموت عنده أفضل من حياة لا يعربد فيها فوق رؤوس الخلق..وأن يستمر مجده الزائف في ذاكرة الدهماء أولى له من أن يقضي بقية حياته مستورا في عاصمة من عواصم الدنيا مسلوب الصولة والطغيان..بل من الطغاة من يعاند وهو معلق على مشنقة الموت لا يوقف بهتانه إلا الموت كما حدث مع صدام حسين ..فلنكن إذن ، طغاة أو لا نكون..ولقد كان صدام رمزا لهذا النموذج من الطغيان العاري..والعتب على من قاس إحساسه بإحساس صدام ، وظن أن أمثال هؤلاء يملكون أن يقبلوا بحياة طبيعية..حتى إذا رأوهم يلجون ويعاندون لفوت سلطانهم الجائر ظنوهم شجعانا..والحق أن صدام وأمثاله من المجرمين ، لا يرضوا أن يعيشوا مثل الشعوب التي بكتهم.. فهم يحتقرونها ويعتبرونها عبيدا لا تصلح إلا للعبودية.. فلو كان طاغية العراق كريما لكانها مع شعبه ..ولو كان شهما لكانها مع شعبه..وحتما يتعين أن نسأل شعبه ، كل شعبه،

    [align=center][frame="7 80"][align=center]إيران ليست دولة إسلامية..بل هي كسروية وساسانية وصفوية ومجوسية..ليس لأنها فارسية ، بل لأنها شيعية..هؤلاء ما فتئوا يحرضون ضد تقتيل الشيعة لأنهم شيعة حتى لو كانوا عربا ويمجدون بالسنة حتى لو كانوا فرسا..لا نريد أن نذكر بأرشيف كامل من الوثائق في فتاوى من كفر الشيعة وطالب بحرمانهم من حقوقهم المدنية والوطنية وهم عرب..يكرهون إيران الشيعية وليس إيران السنية التي قدمت كبار أعلام السنة وأئمتهم..بل وحتى لو أن الإيرانيين والوا أئمة أهل البيت العرب ، فإنهم سيحاربونهم بالسنة رغم أن أغلب أئمتها ورموزها هم إيرانيون، بدءا بأبي حنيفة وابن حنبل وانتهاء بالبخاري ومسلم و الترمذي والحاكم وأبى حامد الغزالي والطبري و..و..[/align][/frame][/align]

    لا أن نسأل أعوانه والمنتفعين من طغيانه.. لكن دعني أحدثك عن شيء من هذا الجهل وأنا ابن بيئة عربية سنية زعم صدام أنه يكن لها احتراما خاصا وصاحب أفضال عليها اشترى منها الكثير من المثقفين والسياسيين .. وآوى منها الكثير من الشغيلة والمشردين..وهو ما فعل ذلك إلا ليشتري الذمم ويصحح صورة طغيانه في الخارج ويحاصر شعبه بالغوغاء..ليت هؤلاء جميعا دروا أن صدام لم يكن يقدم هذه الأموال من كيس أبيه ..فهي أموال الشعب العراقي ينفقها بكرم حاتمي على الأغراب فيما يفقر شعبه .. وحتى زمان الحصار المشؤوم كانت ألوف الدولارات توزع على هؤلاء المرتزقة ، فيما الموظف العراقي لا يحصل على ثلاث دولارات في الشهر الكامل..حيث تحولت بغداد وعموم المدن العراقية إلى سوق خردة كبير لبيع أغراض المنازل والملابس المستعملة..دعني أقول ما يرد العار عن ضمير من مشوا في جنازة الطاغية وداسوا على دماء العراقيين وبكوا ولعنوا ضحايا الطاغية، كما لو كان التاريخ عندنا يمشي مقلوبا..وكما لو كنا كما كنا في عصر الظلمات في زماننا سواء بسواء لا وسيلة للحق بها نهتدي ولا إرادة للتحقيق تبعثنا على التمييز..سائبة دهماء غفل غمر همج رعاع ..نرى ولا نرى..نسمع ولا نسمع..اشتق الجهل في عرصاتنا فغدا جهلا وجهالة وتجهيلا ومجاهيل وجاهلية..وتمخض الحمق في فنائنا فتولد منه بؤس وعي وقصور نظر و سفه و عناد .. واستشرى الانحطاط فينا حتى صرنا عبيدا، نعبد طاغية وننصب له نصبا ونمجده على طغيانه الذي جهلنا منه الكثير ولم نحقق أوعلمنا منه الكثير ولم نكترث..فقط وفقط لأن ثمة احتلالا ، من هوله قلوبنا انفطرت.. وهو أيضا احتلال فينا نعشقه في الغدو والآصال..احتلال ناعم يسكن بيوتنا ونأنس به ولا نبالي..أمريكا محبوبة هذه الجماهير الدهماء التي تحلم بالليل والنهار أن تكون متأمركة عن بكرة أبيها .. يتساقطون على أنماطها قردة خاسئين..يمشون مشيتها ويرقصون رقصتها ويتغنون بأغنيتها و يعربدون عربدتها..يحبون أمريكا بل ويتأمركوا حتى النخاع في بلدانهم ويعبدون طريقتها ويستلبون في ثقافتها لكنهم يكرهونها لما يعدم عميل سابق لها، فقط لأن الذي شهد إعدامه صلى على محمد وآل محمد..هذه جماهيرنا المسكينة المغلوب على وعيها وأمرها.. المذبذبة المنكوسة مخيبة الآمال..يتراقص بها الإعلام المضلل والمدجل ..وتأنس في أرجوحة مغالطاته وتتثمل من معتق سكره..وليتها كانت ضد الإحتلال الأمريكي لأذهانها وترفض طحينه وزيته ومعوناته الملعونة قبل أن تعطي دروسا لشعب العراق الذي كانت حتى الأمس القريب تصفه بأنه عراق أم الحضارات..ويا له من تحليل بئيس ذلك الذي يبرر حزننا على طاغية بغداد فقط لأنه كان يتكرم علينا من مسروقات المال العام ، ويشتري ضمائرنا من حقوق الشعب العراقي المحروم..هل يشرفنا أن نحب مجرما صانعا للقبور الجماعية فقط لأنه كان يشتري مجده في نفوسنا ببعض المال المنهوب ..هذا حقا ليس مشرفا لشعوب حرة وكريمة..بل هو اللؤم ما كل اللؤم..ومع ذلك هناك من يتحدث بوقاحة وغفلة عن صدام الذي منحنا النفط بأثمنة تفضيلية ومنح أبناءنا الأراضي الزراعية التي كان يغصبها من مواطنيه..
    قد نتفهم أي جهة تستعمل هذه العبارة ومشتقاتها ـ أيديولوجيا لا لغويا: كالكسروية والساسانية والمجوسية وما شابه ـ لما يكون الخصم صداميا يتيما أو سلفويا غاليا ، لكن كيف وأنت اليوم تسمعها ممن يصفون خطابهم بالاعتدال .. وكيف تتقارب المسافة هذه الأيام فيصبح الخطاب موحدا مشتركا، لا تكاد تميز في العالم العربي بين خطاب تقدمي علماني وآخر متطرف يميني وثالث متأسلم سلفوي..

    [align=center][frame="7 80"][align=center] الآن انتهى العراق!؟ ... لأن عراق القتل والديكتاتورية وعراق الكوبونات والمواسم المخملية ولى..وما تبقى من عراق هو عراق الشعب العراقي .وهو بالتأكيد عراق غير مرغوب فيه وليس مغر لهؤلاء المرتزقة والحاقدين ..ولا تغتر بأسفهم لكون العراق اليوم تحت احتلال هو حتما سيتخلص منه كما تخلصت أدنى الدول منه وأقل الشعوب رسوخا في التحضر.. فالاستعمار لا يدوم ولا يملك عناصر البقاء..لكن الديكتاتورية تبقى وتخلد ما دام هناك إرادة للطغيان ومرتزقة مستعدون أن يمجدوا الاستبداد في كل مكان..ولك أن تقيس ذلك بنفسك ، وتخبر: من كان أطول عمرا في مجالنا ، أهو الاستبداد أم الاستعمار..وهل جاء بالاستعمار إلا الديكتاتورية ؟![/align][/frame][/align]


    كيف حصل هذا الإجماع بين عقول لا يجمع بينها خير قط ، إلا أنها اليوم تجتمع على شيطنة شيعة العراق خاصة والشيعة بالجملة..وكيف يجتمع الخطاب اليوم في العالم العربي ضد الشيعة وتتقارب ثيماته ونبراته ونكاته في كل المواقع، سواء من على منابر المساجد أو في حديث الحانات ..ويتحدث به إمام مسجد أو سكير مترنح على أرصفة الطرقات..مثقف كبير أو أمي غارق في الجهل..كبير قوم أو عتل زنيم..حالة غريبة لا نكاد نفسرها إلا بشيء واحد ، أن شيطان الطائفية غير معني بالحقيقة ولا هو مستعد لكي يرى الأشياء كما هي أو يستمع إلى الكلام كله ثم يتبع أحسنه كما وصف الرحمان أو على الأقل أن يتبع أقربه إلى الحقيقة حتى لا يوغل في الطغيان..لا أريد أن أطنب زيادة فوق الحاجة، لأن ما يعنينا هنا أن نقف عند هذا الجهل العريض الذي تتم به صناعة الصورة النمطية للآخر الذي يشاركنا الدين والثقافة والمجال..كان الشيعة العراقيون قد تضرروا بما فيه الكفاية من السيارات المفخخة التي كانت تزف قتلاهم أمام مرأى ومسمع من العالم حتى بات العراق يغرق في الظلم والدم وصار الوطن عبارة عن مأتم كبير أو لنقل غدا في عرس دم بامتياز..حتى أولئك الذين يحبون أن يظهروا الإنصاف موسميا اكتفوا بالتأسف وبعبارات لا تكاد تسمن ولا تغني من جوع . بل ، وفيها من الاستهتار بالدم العراقي ما يجعلهم لا يكلفون أنفسهم بوقفات احتجاجية، بقدر ما انزلقوا في تبرير ما نزل عليهم من جرائم ، بطرق مباشرة وغير مباشرة. وأقسموا أن لا يدينوا جهة ما بأسمائها..وهذا يذكرنا بمثال المجزرة التي ارتكبتها طالبان في حق الديبلوماسيين الإيرانيين وفي حق أهالي مزار شريف حيث برروا ذلك بالتدخل الإيراني في الشؤون الأفغانية ولم يكثروا الحديث ولا الاحتجاج حول مقتل أهالي مزار شريف.. مع أننا لم نر أحدا منهم دعى إلى مسيرة أو وقفة احتجاجية ضد كل الفظاعات التي ارتكبت في حق شيعة العراق شعبا وقيادات. هذا فيما تراهم يسيرون المسيرات تباكيا على رمز الطغيان الذي لم يكن ليشرف مالك و ابن حنبل وأبا حنيفة والشافعي لو كانوا أحياء . فأبوا إلا أن يجعلوا مجرم حرب قذر، شهيدا ورمزا للسنة رغما عن أنف الحقيقة والدين

    والشعب..فكان بعض السلفيين الذين عبروا عن موقفهم بأن صدام لا يمثل السنة وهو غير مأسوف عليه أكثر منطقية ووفاء لمدرستهم من أولئك الذين أساءوا للسنة، حيث " جكارة" في الشيعة رفعوه إلى مقام خير الشهداء . ليؤكدوا لنا جميعا ويقدموا لنا دليلا إضافيا على أنه بمثل هذه العقلية تم الاحتفاء يوما برموز تاريخية على غرار يزيد والحجاج ونظرائهم ، حيث باتوا يترضون عنهم رغم المذابح والمقاتل التي أقاموا عليها سلطانهم..لقد أطل رأس شيطان الطائفية ، ولكنه هذه المرة بوجهه الأقبح وصورته الأنكر..يذكرنا هذا في الحملة المسعورة التي رافقت الحرب العراقية ـ الإيرانية..كان العراق يومها قد تراءى لبعضهم بمثابة حربة سنية في خاصرة إيران الشيعية..لا ندري من كانوا يظنون يومها شعبا في العراق.. وهل حل اليوم شعب محل آخر..ألم يكن الشعب هو الشعب ، سوى أنه اليوم ظهر على حقيقته بغير الإخراج الصدامي اللعين..كان الجيش الذي قاتل إيران مؤلفا من أغلبية شيعية..زج صدام بشيعة العراق ضد شيعة إيران ، لذلك تحديدا لم يكن يهمه أن يقتل ملايين من الشعبين ، لأن الأمر يتعلق بشيعة غير مرغوب فيهم ، بل هو أقل حرصا على جيشه الشيعي بالنسبة الغالبة والذي زج به في حرب استمتع بها صدام طائفيا وأعاد صياغة الخريطة الاجتماعية والسياسية في العراق على حسابات طائفية دقيقة يدركها الشعب العراقي الذي اكتوى بنارها بينما فاتت المحلل العربي الذي ما كان له أن يدركها وهو لا يطل على واقع العراق إلا من خلال الصورة المخملية التي ترافقه عادة من قصر الضيافة حتى المطار وقصور صدام واحتفاليات بغداد صدام الماجنة ، التي كانت تحجب بأضوائها الكثيفة ليل عراق
    آخر ..

    [align=center][frame="7 80"][align=center]

    محمود الدغيم وهو أحد طلائع ثقافة الكراهية و الطائفية التي طلت بوجهها القبيح هذه الأيام ، لينثر جهله ويخلط الحقائق من دون أدنى ورع ... لا يعترف للشيعة بأدنى مزية. بل هم في نظره الهزيل، ليسوا مسلمين؛ هكذا يقول بوقاحة في وسائل الإعلام. ومن دون إحساس بمسؤولية كلامه.. ..يقرأ الدغيم قصيدة من أتفه قصائد الرثاء على الطاغية المقبور..ومرة أخرى " جكارة " في الشيعة يصبح صدام شهيدا وبطلا و يغدو سبطاه نشامى وأبطالا..ويجعل منه حفيدا للحسين..وهكذا لا تكاد تجد ذرة من ورع ينطق بها عطار الطائفية الجديد.. لقد أدخل حزب الله في المشروع الصفوي ، ليؤكد على أن المسألة في نظر هؤلاء الحاقدين أبعد من كونها مسألة إعدام صدام . بل هي تتجه إلى الشيعة كشيعة .

    يكون جنبلاط عند الدغيم مرجعا يستشهد به ضد المد الكسري الإيراني ، وهو الذي مارس القتل والإجرام الطائفي في لبنان وطالب اليوم بالتدخل الأمريكي في لبنان ، فيما تكون حكومة المالكي عميلة للأمريكان في العراق..أين رأس الخيط في كل هذه الفوضى النظرية؟! هذا النمط من التفكير والتحليل لا يوجد إلا عند هذه العينة البائسة من الخلق

    [/align][/frame][/align]

    عراق يساس بأعنف العنف..عراق الشمال أو عراق الجنوب أو عراق الشعب المسحوق المقموع المعذب..عراق أهالي الأهوار الذين لا زالوا قبل أن يجفف الطاغية الأهوار في أبشع جريمة بيئية وإنسانية ، يعيشون على طريقة الحياة القديمة في بلاد الرافدين، لم يشهدوا من آثار ومكتسبات الدولة العراقية الحديثة إلا أجهزة وأدوات التعذيب المتطورة التي كان يستورد صدام أحكمها وأقدرها على إهانة الإنسان العراقي وأكثرها تفننا في صناعة الموت العبثي..حيث لا زلنا لا ندري أي أسرار تحتاج إلى كل هذه الأجهزة و تقنيات انتزاع الاعترافات . فكل ما يمكن تصوره من اعترافات هو أقل من هول تلك الأجهزة والأدوات..ذلك هو عراق صدام الذي تخفيه ليالي عدي الحمراء واحتفاليات موسمية تقام على شرف الزوار الذين ساهموا في جنوح صدام، حينما رأوه كما أحب أن يروه ،هو العراق وليس العراق إلا هو!؟و لقد عبروا عنها حقا بعد إعدام الطاغية: اليوم، فقط وجب أن نقرأ الفاتحة على العراق.. الآن انتهى العراق!؟ هكذا حكموا على العراق بالموت والنهاية وقرؤوا عليه الفاتحة . لأن عراق القتل والديكتاتورية وعراق الكوبونات والمواسم المخملية ولى. أما عراق المستقبل ، فهو ليس عراق . لقد أقبر عراقهم مع الطاغية وما تبقى من عراق هو عراق الشعب العراقي . وهو بالتأكيد عراق غير مرغوب فيه وليس مغر لهؤلاء المرتزقة والحاقدين كما أغراهم عراق صدام حسين..ولا تغتر بأسفهم لكون العراق اليوم تحت احتلال هو حتما سيتخلص منه كما تخلصت أدنى الدول منه وأقل الشعوب رسوخا في التحضر.. فالاستعمار لا يدوم ولا يملك عناصر البقاء..لكن الديكتاتورية تبقى وتخلد ما دام هناك إرادة للطغيان ومرتزقة مستعدون أن يمجدوا الاستبداد في كل مكان..ولك أن تقيس ذلك بنفسك ، وتخبر: من كان أطول عمرا في مجالنا ، أهو الاستبداد أم الاستعمار..وهل جاء بالاستعمار إلا الديكتاتورية ؟! ففي الوقت الذي كان صدام يعمل جاهدا لإدخال الكثير من العرب وتوطين الفلسطينيين في العراق كان يقوم بسحب الجنسية العراقية من العراقيين غير المرغوب فيهم . بهذه الطريقة عمل طاغية بغداد على محاولة تغيير الخريطة الطائفية في العراق وقام بطريقة خبيثة بأكبر عملية إبادة وتطهير في حق الشيعة عبر التهجير إلى الخارج أولا ، وعبر زجهم في حروب مدمرة ثانيا ، وعبر سحب الجنسية العراقية من المواطنين العراقيين ثالثا ..كان العراق في نظر هؤلاء سنيا. ولذا رأوا فيه حربة سنية في خاصرة إيران الشيعية ، رغم أن الذين كانوا على الجبهات يقتتلون هم شيعة البلدين..

    [align=center][frame="7 80"][align=center]



    المواقف الصفوية تجاه العثمانيين لا تحجب ما قام به العثمانيون أيضا في حق إيران والعالم العربي وبلاد البلقان في زمن الخلافة العثمانية التي يتباكى عليها هؤلاء الأيتام الذين أصبحوا يتباكون على كل أمر فاشل ويحزنون على كل مجرم ..حيث دعمت قبائل ودول عربية سنية المحتل الإنجليزي في الحرب على الأتراك كما لا يخفى..لقد اصطفوا مع الإنجليز ضد تركيا ثم سرعان ما عادوا وتباكوا على آل عثمان.[/align].
    [/frame][/align]

    [align=center][frame="7 80"]



    حينما تحدث شريعتي عن التشيع الصفوي ، فعل ذلك في سياق خاص كرجل ثوري ينشد الإصلاح في بلده . لكنه لم يعش في بلد عربي حتى يدرك معضلاته أيضا..لكن لا ننسى أن شريعتي اعتبر أن هناك عينات من التشيع العلوي داخل التشيع الصفوي وقدم أمثلة على ذلك ، منهم السيد شرف الدين الموسوي الذي ينعته الطائفيون بأبشع الصفات.. إن الاعتبار الذي أطر أحكام شريعتي ضد التشيع الصفوي هو نفسه الاعتبار الذي أطر حكمه بضرورة تحرير الحج ومكة من أسر التخلف والانحطاط ..
    [/frame][/align]


    [align=center][frame="7 80"][align=center]



    يتحدث محمد كبيسي عن ذلك في وسائل الإعلام ويستشهد بشريعتي ويجعل منه واحدا من دعاة المخطط الإيراني القديم ؛ وبالتأكيد هو يقصد المخطط الكسروي أو الصفوي أو..أو..لم ينج حتى علي شريعتي من تنميطهم، وهو الذي قدم آراء مشهودة ضد الكسروية وضد الاستبداد وحتى ضد التشيع الصفوي..ولم يحسنوا حتى قراءة علي شريعتي، بل اعتبروا ما قاله في موضوع تحرير الحج ومكة ضمن رؤيته الإصلاحية واللاطائفية ، وكذا في نظر أمثال الكبيسي، مثالا للنهج القرامطي....هكذا أصبح شريعتي قرمطيا في نظر دعاة الطائفية الجاهلية.. لكن أنا لي أن أصدق وقد كنا نسمع من الأفواه نفسها حكايات شبيهة ، إبان الحرب العراقية الإيرانية المشؤومة ، أن إيران تحاول أن تسرق الكعبة وتهربها إلى إيران[/align]..
    [/frame][/align]



    يتحدث محمود الدغيم وهو أحد طلائع ثقافة الكراهية و الطائفية التي طلت بوجهها القبيح هذه الأيام ، لينثر جهله ويخلط الحقائق من دون أدنى ورع ، وهذا ليس غريبا مادام أنه كان يستشهد بكلام للوليد جنبلاط حول خطر الكسروية الإيرانية في لبنان..المفارقة هنا واضحة جدا..فمحمود الدغيم لا يعترف للشيعة بأدنى مزية. بل هم في نظره الهزيل، ليسوا مسلمين؛ هكذا يقول بوقاحة في وسائل الإعلام. ومن دون إحساس بمسؤولية كلامه..ولا أدري كيف أن الأخ الهاشمي في قناة المستقلة يسمح لخطاب التكفير أن ينطلق من قناته باسم الديمقراطية والتسامح..مرة أخرى يجب أن يقضي شيعة العراق وغير العراق على مذبح الازدواجية والكيل بمكيالين ..وهو بذلك ـ وهي لغة نعيها جيدا ـ يساهم في تأجيج نار الطائفية حتى وهو يبكي لمحنة المسلمين..الدغيم الذي استقبلته الفضائية المذكورة أبى إلا أن يصب جهالاته بجاهلية طائفية وبوقاحة وعصبية ممقوتة.. لقد شيطن الشيعة ، ولكنه يستشهد بكلام جونبلاط الدرزي كما لو كان وحيا يوحى..تستطيع أن تقرأ في صفحات هذه الوجوه الطائفية المجرمة كل معاني الاستهتار بالحقيقة وإرادة التضليل..يقرأ الدغيم قصيدة من أتفه قصائد الرثاء على الطاغية المقبور..ومرة أخرى " جكارة " في الشيعة يصبح صدام شهيدا وبطلا و يغدو سبطاه نشامى وأبطالا..ويجعل منه حفيدا للحسين..وهكذا لا تكاد تجد ذرة من ورع ينطق بها عطار الطائفية الجديد..نعم في كل ما قاله الدغيم الحاقد الطائفي هناك حقيقة يجب الوقوف عندها ؛ لقد أدخل حزب الله في المشروع الصفوي ، ليؤكد على أن المسألة في نظر هؤلاء الحاقدين أبعد من كونها مسألة إعدام صدام . بل هي تتجه إلى الشيعة كشيعة . موقف طائفي مسبق و أحكام قيمة على الهوية. جنبلاط الدرزي الذي هو في حكم الكافر في صكوك ومدرسة الدغيم والذي راهن على الأمريكان وإسرائيل يصبح عند هؤلاء المتباكين على صدام البطل الذي يواجه المشروع الصهيوني والأمريكي ، شاهدا على خطر حزب الله الصفوي.. وهذا الكلام يصح بالنسبة لأولئك الذي تبنوا عناوين الطائفيين فيما هم يكنون احتراما للمقاومة اللبنانية..لو أننا صدقنا بهذا كان لا بد أن نصدق بذاك.. تكون إيران التي لها علاقة دعم لوجستيكي في لبنان عمقا استراتيجيا للعرب والمسلمين ، لكنها في العراق هي صفوية متآمرة وكسروية مجوسية.. يكون جنبلاط كما عند الدغيم مرجعا يستشهد به ضد المد الكسري الإيراني ، وهو الذي مارس القتل والإجرام الطائفي في لبنان وطالب اليوم بالتدخل الأمريكي في لبنان ، فيما تكون حكومة المالكي عميلة للأمريكان في العراق..أين رأس الخيط في كل هذه الفوضى النظرية؟! هذا النمط من التفكير والتحليل لا يوجد إلا عند هذه العينة البائسة من الخلق..مثلها قال الزرقاوي قبل أن يلقى حتفه بأن حزب الله عميل لإسرائيل..وقالها صدام في سجنه ، متحدثا عن حلف أمريكي وصهيوني وإيراني في المنطقة.. مثل ذلك يقوله أمثال الدغيم ويتردد بنفس مغرض في وسائل الإعلام..الدغيم الذي بدء يقدم لنا دروسا في تاريخ الدولة العثماني " جكارة " أخرى ضد الدولة الصفوية ، كحافظ تاريخ على القراءة الطائفية الرسمية التي لا تعمل تحقيقا ولا تقرأ رأيا آخر سوى حالة حاطب ليل طائفي لا يميز بين الأجود وغيره ..ولذا يدعو بغباء إلى طرد إيران من منظمة المؤتمر الإسلامي وكذا الاتحاد العالمي للمسلمين، و بأن يطرد التسخيري من منظمته بوصفه نائبا عن أمينه العام يوسف القرضاوي..وإذن بات واضحا أن هؤلاء الحمقى يدعون إلى تأسيس منظمة مؤتمر العالم السني وليس منظمة مؤتمر العالم الإسلامي . اللهم إلا أن يكون الشيعة ليسوا مسلمين في نظر هؤلاء. ويكون الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو اتحاد عالمي لمسلمي السنة وليس اتحادا لعلماء المسلمين. اللهم إلا أن يكون الشيعة ليسوا مسلمين في نظر هؤلاء أيضا..يذكرنا كل ذلك في تلك النداءات الحمقاء التي صدرت من بعض السلفويين الذين دعوا إلى مقاطعة مؤسسات التقريب واستهتروا بعلماء سنة كبار من أمثال الشيخ شلتوت رحمه الله، شيخ الأزهر العاقل المتورع ، فقط لأنه أفتى بجواز التعبد بالمذهب الجعفري..ينصب الدغيم هؤلاء السلفويين المحرضين ضد وحدة المسلمين بوصفهم أعلم بأصول وفروع الإسلام في حين هم أجهل المسلمين بذاك.. إيران ليست دولة إسلامية..بل هي كسروية وساسانية وصفوية ومجوسية..ليس لأنها فارسية ، بل لأنها شيعية..هؤلاء ما فتئوا يحرضون ضد تقتيل الشيعة لأنهم شيعة حتى لو كانوا عربا ويمجدون بالسنة حتى لو كانوا فرسا..لا نريد أن نذكر بأرشيف كامل من الوثائق في فتاوى من كفر الشيعة وطالب بحرمانهم من حقوقهم المدنية والوطنية وهم عرب..يكرهون إيران الشيعية وليس إيران السنية التي قدمت كبار أعلام السنة وأئمتهم..بل وحتى لو أن الإيرانيين والوا أئمة أهل البيت العرب ، فإنهم سيحاربونهم بالسنة رغم أن أغلب أئمتها ورموزها هم إيرانيون، بدءا بأبي حنيفة وابن حنبل وانتهاء بالبخاري ومسلم و الترمذي والحاكم وأبى حامد الغزالي والطبري و..و..

    [align=center][frame="7 80"][align=center]..يحاسبون إيران المعاصرة بألف ليلة وليلة من حكايات تاريخها القديم ..كما لو كان ذنبهم أن ماضيهم شهد أمبراطورية عظمى ..كأن مجوسية كسرى كانت أضل من وثنية خرقاء عند العرب ..حتى كان لا بد أن نؤسس في عالمنا العربي علم نفس الأدواء الإيرانية ..هل مشكلتهم الأنطولوجية مع إيران لها أفق ومخرج ممكن أم أن الحل لا يتحقق إلا بأن ينقرض أهل فارس ولا يبقى فوق البسيطة إلا عرباننا .. وهو لعمري العار الذي نحس به كعرب أن يكون بيننا من جنس هؤلاء العربان الشوفينيين الذين حولوا العروبة السمحة الشهمة الكريمة إلى شوفينية مجرمة أشبه بقطاع طرق...وأخشى لو قرأنا التاريخ خارج شوفينيتنا المقيتة لوجدنا أن محمدا بن عبد الله ـ ص ـ المنحدر من نسل إبراهيم ـ ع ـ كان فارسيا..ألم تكن بابل يومها فارسية..وأين كان العرب يوم لم يكونوا عربا..وأين كانت الأعراق يوم لم تكن أعراقا..فكلكم من آدم وآدم من تراب..[/align][/frame][/align]



    يتحدثون اليوم عن جماعة السيد مقتدى الصدر وهم يدركون أن هذا التيار يمثل الشيعة العرب في العراق ، لكنهم مع ذلك أصبحوا صفويين في نظر التيار الزورائي وأمثال الدغيم..فهذا الأخير يتحفنا برواية محفوظة عن التاريخ العثماني ، ولا يقف عند مجازر العثمانيين في حق العرب بكل أطيافهم . . يقبل بالعثمانيين لما كانوا ضد الصفويين..ويقبل موقف جنبلاط لما يكون ضد حزب الله..فالمسألة فوق أن يضبطها منطق إنساني ، بل هي الغريزة الطائفية العمياء..وقد سال لعاب كلاب الطائفية بما فيه الكفاية هذه الأيام..


    لا نريد الاستطراد هنا أكثر. ولنعد إلى حكاية الصفوية التي أصبحت عنوانا رديئا يفيض جهلا في قاموس الطائفيين بعد أن جن جنونهم هذه واستأنسوا بمقدمات التطاحن الطائفي حيث هم لا يحسنون السباحة إلا في المياه العكرة. فمن هم يا ترى هؤلاء الصفويون الذين أصبحوا ممضوغات ممجوجة على ألسنة طائفية غبية.. وما هي الدولة الصفوية التي طالما أشار إليها بالبنان أمثال الدغيم وهو بالتأكيد ليس سوى مردد طاعن في الحفظ والتقليد؟

    أقول وأنا به زعيم ، ليت إيران تكون مثل ما كانت، صفوية..وليت الإيراني يكون صفويا مثل ما كان أبناء صفي الدين..فمن يا ترى يحاول أن يزيف التاريخ ويمارس مهنة المؤرخ في أزمنة الظلام. فيقلب الحقائق ويدخل الرأي العام في معميات الجهل ..لماذا تشيطن كل ما هو إيراني..ولماذا تصبح إيران خطرا حتى لو شكلت عمقا إستراتيجيا للعمل المقاوم..ولماذا في نظر هؤلاء تصبح إيران حليفا لأمريكا وإسرائيل حتى لو أنها كانت في طليعة المواجهة للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة..ألا يطرح أحدهم سؤالا حول ما إذا كان هذا الهجاس الإيرانوفوبي دليلا على أن هناك من مرض بإيران ويحاول أن يصدر عدواه إلى العالم..وهل مشكلتهم الأنطولوجية مع إيران لها أفق ومخرج ممكن أم أن الحل لا يتحقق إلا بأن ينقرض أهل فارس ولا يبقى فوق البسيطة إلا عرباننا .. وهو لعمري العار الذي نحس به كعرب أن يكون بيننا من جنس هؤلاء العربان الشوفينيين الذين حولوا العروبة السمحة الشهمة الكريمة إلى شوفينية مجرمة أشبه بقطاع طرق..فتراهم يكرهون من إيران كل جميل..بل يجرمونها حتى على الزلزال الطبيعي الذي شهدته بعض مناطقها..جرموها جغرافيا وتاريخيا..وجرموها حضاريا وثقافيا ، كأن مجوسية كسرى كانت أضل من وثنية خرقاء عند العرب ..كما لو كان ذنبهم أن ماضيهم شهد أمبراطورية عظمى..يحاسبون إيران المعاصرة بألف ليلة وليلة من حكايات تاريخها القديم..حتى كان لا بد أن نؤسس في عالمنا العربي علم نفس الأدواء الإيرانية..والحق يقال ، بل الحمد لله أن كان هذا المرض محصورا في بعض النخب وبعض وسائل الإعلام وشذاذ من الطائفيين..وأخشى لو قرأنا التاريخ خارج شوفينيتنا المقيتة لوجدنا أن محمدا بن عبد الله ـ ص ـ المنحدر من نسل إبراهيم ـ ع ـ كان فارسيا..ألم تكن بابل يومها فارسية..وأين كان العرب يوم لم يكونوا عربا..وأين كانت الأعراق يوم لم تكن أعراقا..فكلكم من آدم وآدم من تراب.. وإذا عرفت أن هؤلاء يغالطون فيما هو واضح كالشمس في رائعة النهار ، فكيف نصدقهم فيما خفي على عامة الناس..إنهم يغالطون في المسلمات، فكيف لا تريدهم أن لا يغالطوا في الأمور المعقدة..ماذا فعل الصفويون حتى يستحقوا من هذه الشرذمة المغرضة كل هذا التشهير والتشويه ؟

    [align=center][frame="7 80"][align=center]إيران هي إيران اليوم لا إيران الكسروية أو الساسانية أو الصفوية..وهي حكومة بشر يحلمون ويفكرون ويصيبون ويخطئون كما هو ديدان سائر الشعوب والدول..مشكلة إيران هي مشكلة الآخرين إذن . بل هي مشكلة من لا يزال يتعامل معها بمتخيل تاريخي خرافي غارق في الصور النمطية القديمة..[/align][/frame][/align]


    [align=center][frame="7 80"][align=center] لسنا هنا في وارد الدفاع عن الحكومة العراقية..وليس من الحكمة أن ندافع عن كل مواقفها وكل مبادراتها وكل برامجها صحت أو أخطأت..فنحن ضد التجديف والشطط والإسراف في إدانة حكومة يحاول الكثيرون أن يقولوا إنها ليست على شيء فيما هي على الأقل منتخبة من ملايين الناخبين العراقيين..ليتهم انتقدوا أداء حكوميا هنا أو هناك..وليتهم طالبوا برحيل الاحتلال وقاوموه بمنطق مقاومات الشعوب الحرة لا بمنطق المرتزقة الذين يقتلون ألف مدني آمن ليجرحوا جنديا أمريكا أو لا يفعلون..فمستقبل العراق في أن يعيد إنتاج ثقافة سياسية تحدد علاقته بدول الجوار على أساس التعاون لا على أساس التحريض والتخويف ..وتحدد علاقته بالداخل على أساس التوافق والمصالحة لا على أساس الاستئصال والتخوين للحكومة وغيرها إلا ما ثبت بالدليل..[/align][/frame][/align]



    كان علي شريعتي قد تأثر كثيرا بهذا التشهير وهو يتحدث عن التشيع العلوي مقابل التشيع الصفوي..ومع أن مقاربته ذات الأبعاد الاجتماعية والثورية كانت تتجه إلى إصلاح الشأن الإيراني الداخلي، حيث هو خطاب لن يكون له معنى حينما يتلقف من الخارج ، لأن غلبة الطقوسية على التشيع في إيران لا يعني أن التسنن في البلاد العربية ظل صافيا ومجردا عن طقوسيته أيضا..والمواقف الصفوية تجاه العثمانيين لا تحجب ما قام به العثمانيون أيضا في حق إيران والعالم العربي وبلاد البلقان في زمن الخلافة العثمانية التي يتباكى عليها هؤلاء الأيتام الذين أصبحوا يتباكون على كل أمر فاشل ويحزنون على كل مجرم ..ومع أن الصفويين دخلوا في مناوشات مع الأتراك إلا أن هذا لا يحجب عنا صورة الخيانة العظمى ، حيث دعمت قبائل ودول عربية سنية المحتل الإنجليزي في الحرب على الأتراك كما لا يخفى..لقد اصطفوا مع الإنجليز ضد تركيا ثم سرعان ما عادوا وتباكوا على آل عثمان..أجل ، فحينما تحدث شريعتي عن التشيع الصفوي ، فعل ذلك في سياق خاص كرجل ثوري ينشد الإصلاح في بلده . لكنه لم يعش في بلد عربي حتى يدرك معضلاته أيضا..لكن لا ننسى أن شريعتي اعتبر أن هناك عينات من التشيع العلوي داخل التشيع الصفوي وقدم أمثلة على ذلك ، منهم السيد شرف الدين الموسوي الذي ينعته الطائفيون بأبشع الصفات.. إن الاعتبار الذي أطر أحكام شريعتي ضد التشيع الصفوي هو نفسه الاعتبار الذي أطر حكمه بضرورة تحرير الحج ومكة من أسر التخلف والانحطاط ..يتحدث محمد كبيسي عن ذلك في وسائل الإعلام ويستشهد بشريعتي ويجعل منه واحدا من دعاة المخطط الإيراني القديم ؛ وبالتأكيد هو يقصد المخطط الكسروي أو الصفوي أو..أو..لم ينج حتى علي شريعتي من تنميطهم، وهو الذي قدم آراء مشهودة ضد الكسروية وضد الاستبداد وحتى ضد التشيع الصفوي..ولم يحسنوا حتى قراءة علي شريعتي، بل اعتبروا ما قاله في موضوع تحرير الحج ومكة ضمن رؤيته الإصلاحية واللاطائفية ، وكذا في نظر أمثال الكبيسي، مثالا للنهج القرامطي، حيث زعموا أن القرامطة، استولوا على مكة وسرقوا الحجر الأسود..هكذا أصبح شريعتي قرمطيا في نظر دعاة الطائفية الجاهلية.. لكن أنا لي أن أصدق وقد كنا نسمع من الأفواه نفسها حكايات شبيهة ، إبان الحرب العراقية الإيرانية المشؤومة ، أن إيران تحاول أن تسرق الكعبة وتهربها إلى إيران..

    لست هنا في وارد الدفاع عن إيران ، لأنني عربي أكثر من أي عربي أو عروبي مدع ، إذ موقفي سيكون ضد أي حالة من محاولات التنميط ضد شعوب مسلمة أخرى تركية أو أسيوية أو أفريقية أو أمازيغية أو كردية أو أوربية، أو عربية إذا ما تعرض العرب لهذا النوع من العنصرية.. بل هو بالأحرى دفاع عن عقلنا ووعينا من داء التخريف والهجر والاستقالة..إذ يفترض في الإخوة العراقيين أن لا يقعوا مرة أخرى في فخ التنميط التهريجي الذي يجعلهم يدفعون الثمن غاليا باستدعاء تخريفات زمن الحرب البشعة بين العراق وإيران..فالتاريخ يعلمنا بأن أقدم علاقة تمت بين إيران والعرب كانت بين إيران والعراق..فمصلحة البلدين في أن يسود بينهما السلم والتعاون ، وأن تقرأ الأمور بينهما على أساس مقتضيات الجوار والمصالح والتداخل الثقافي والتاريخي بين البلدين وفي ضوء مفهوم الدولة الحديثة ومتطلباتها ، وليس أن نستدعي تاريخ الإمبراطوريات التي لم يعد لها مكان إلا في أذهان الحمقى الذين ما زالوا لم يستوعبوا إمكانات عصرهم..فإيران هي إيران اليوم لا إيران الكسروية أو الساسانية أو الصفوية..وهي حكومة بشر يحلمون ويفكرون ويصيبون ويخطئون كما هو ديدان سائر الشعوب والدول..مشكلة إيران هي مشكلة الآخرين إذن . بل هي مشكلة من لا يزال يتعامل معها بمتخيل تاريخي خرافي غارق في الصور النمطية القديمة..كما أننا لسنا هنا في وارد الدفاع عن الحكومة العراقية..وليس من الحكمة أن ندافع عن كل مواقفها وكل مبادراتها وكل برامجها صحت أو أخطأت..فنحن ضد التجديف والشطط والإسراف في إدانة حكومة يحاول الكثيرون أن يقولوا إنها ليست على شيء فيما هي على الأقل منتخبة من ملايين الناخبين العراقيين..ليتهم انتقدوا أداء حكوميا هنا أو هناك..وليتهم طالبوا برحيل الاحتلال وقاوموه بمنطق مقاومات الشعوب الحرة لا بمنطق المرتزقة الذين يقتلون ألف مدني آمن ليجرحوا جنديا أمريكا أو لا يفعلون..فمستقبل العراق في أن يعيد إنتاج ثقافة سياسية تحدد علاقته بدول الجوار على أساس التعاون لا على أساس التحريض والتخويف ..وتحدد علاقته بالداخل على أساس التوافق والمصالحة لا على أساس الاستئصال والتخوين للحكومة وغيرها إلا ما ثبت بالدليل..

    إذا استوعبنا ذلك ، حق أن نتساءل : من هم هؤلاء الصفويون الذين تشيطنوا في وسائل الإعلام الجهولة ، وترددوا على أفواه أبالسة الطائفية المتعطشين لجريان الدم المسلم وغير المسلم في كل مكان وفي كل جيل ؟

    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي

    [align=center][frame="7 80"][align=center]لو كانت الدولة الصفوية متعصبة لقوميتها الإيرانية لما حاولت أن تجعل أئمتها من بني هاشم ولا نسب أصحابها أنفسهم لبني هاشم، ليؤكدوا بذلك على نسبهم العربي..وكان أحرى بهم أن يكونوا سنيين حيث أعلام السنة ومؤسسوا مذهبهم خرجوا من طوس ونيشبور وترمذ ...بل كان أحرى أن يكونوا أحنافا أو حنبليين ، مادام الشيخان من فارس..وكان أولى أن يتبعوا المحدث البخاري السمرقندي أو مسلم النيشبوري أو الترمذي وهم من فارس..بل كان أولى أن يكونوا غزاليين طوسيين كما هو مسقط رأس أبي حامد الغزالي الذي عبر عن مواقفه ضد الباطنية..فحتى ورود الدولة الصفوية، كان أعلام التشيع عربا وفقهاءهم عربا..فأين يذهب المهرجون الذين اختزلوا التشيع في الحركة الصفوية وخلطوا وضربوا أخماس بأسداس حتى باتت الصفوية في نظرهم ليست شيئا آخر سوى الكسروية و المجوسية[/align][/frame][/align]

    [align=justify]في القرن الرابع عشر الهجري شهدت إيران نشوء حركة صوفية نشطة ، وتحديدا من أردبيل . وحتى ذلك الوقت ، لنقل حتى ورود صفي الدين لم يكن هناك ما يزعج القوم من هذه الحركة التي كان أحرى أن تكون تجربة صوفية ترقى ببعض رجالها إلى مصاف الجيلاني أو ابن عربي أو ابن الفارض..كما ترقى ببعض نسائها كما هو شأن والدة صفي الدين إلى مصاف رابعة العدوية وفاطمة القرطبية..لكن السياسة فعلت فعلها..فحينما تأسست الدولة واختارت الحركة التمذهب بالمذهب الجعفري هاجت النفوس وأصبح من السهولة بمكان شيطنة حركة من أهل التصوف..ولقد كان هؤلاء أكثر واقعية واعتدالا وذكاءا لما عرفوا أن الدول تتأسس على الفقه لا على محض التصوف ، فاستقدموا إلى إيران من المحققين والفقهاء العرب ما أغناهم في تأسيس الدولة..تحولت الحركة الصفوية من حركة أو لنقل طريقة إلى دولة بفضل الفقهاء..فلنقل أن السياسة وتأسيس الدولة الصفوية هو راجع للدور العربي ، بينما كانت الحركة صوفية تربوية قبل هذا التأسيس..قصة هؤلاء بدأت إذن ، حينما اعتنقوا مذهب أهل البيت ، بعد أن كانوا شوافع..وبعد أن كانت هي الدولة الأولى التي أعلنت عن اعتناقها المذهب الجعفري دونما تقية أو تردد.. وبعد أن قامت بالدعوة لهذه المدرسة صراحة.. ولا غرابة إذن من عجرهم وبجرهم..فهم يعتبرون تقية الشيعة كذب كما يعتبرون صراحتهم وقاحة وكفرا صراحا ، باختصار هم يكرهون الشيعة كشيعة .هذه الحركة في الأصل هي حركة صوفية قد تحول أتباعها إلى الدعوة العلوية وأسسوا لهم دولة. إذا تجنبنا الحديث عن أول ملهم للحركة المدعو فيروز بن محمد بن شرفشاه الذي عاصر الدولة المغولية حتى صفي الدين عبر سلسلة من خلفاء طريقته ، سنكتشف أننا أمام شخصيات تركية بامتياز . فقد كان صفي الدين متولدا من امرأة متصوفة بلغ صيتها في التصوف مبلغا ، حتى ـ كما قيل ـ قورنت برابعة العدوية..لكن ما يجب قوله في المقام أن صفي الدين الأردبيلي كان سنيا ..يؤكد ذلك الكثير من الباحثين أحدهم مصطفى الشيبي الذي أكد ـ وهو باحث سني ـ رأي من قال بأن صفي الدين كان تركيا لم يثبت له من النظم بالفارسية إلا بيتا واحدا رواه رضا قلي هدايت. بدأ التدرج في التحول إلى الدعوة العلوية إلى أن بلغ ذلك أوجه مع التأسيس للدولة لا سيما مع إسماعيل الصفوي..إذا كان تاريخ الاحتكاك بين الدولتين الصفوية والعثمانية يكاد يجرم حركة الصفويين من طرف واحد وينسب لهم كل أشكال الغلو والتطرف ، فإن لا أحد يجازف لكي يدين تاريخ الأتراك العثمانيين في مجال الحرب المعلنة على كل التيارات العلوية في كل البلاد التي بلغتها السلطة العثمانية سواء في بلاد الشام أو العراق ..الأجواء الطائفية وما يصاحبها من انشحانات و عصبيات تحولت إلى ثقافة في العالم الإسلامي..لقد تحرش بإيران الصفوية كل من الأفغان والأتراك وتحالفوا ضدها لأسباب طائفية محض..الذين يتحدثون إذن عن فرس مقابل عرب ، يفوتهم أن حركة الصفويين قادها أتراك من أصول سنية في بداية دعوتهم..وقد كان من الأفغان ذوي الأصول الفارسية من حارب الصفويين ذوي النشأة التركية..لم يكن هؤلاء الصفويون هم من أدخل التشيع إلى إيران، بل إن الصفويين جلبوا إلى إيران علماء عرب من الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام..وكان المحقق الكركي الذي دعاه

    [align=center][frame="7 80"][align=center]الدولة الصفوية هي الدولة التي مكنت للعرب من التغلغل في إيران ، بل هي حركة كادت تؤدي إلى تعريب إيران..وقد وجد العرب ضمن نخبها السياسية والعلمية ، بل قاتل الكثير من العرب في صفوف الجيش الصفوي ضد العثمانيين.. التاريخ يفضح السياسوية المقيتة..لكن بشرط أن يقرأ كما هو لا كما تشاء أهواء المؤرخ، لا سيما إذا أضاف إلى هواه ، سذاجة، تجعله يحفظ متونا تاريخية لا أن يقف على حقائق تاريخية يتعين نقدها وإن اقتضى الحال مراجعتها..وإلا فإن الغريزة الطائفية تجعل التاريخ وظيفة تافهة للتحريض والتجهيل[/align][/frame][/align]

    إسماعيل طهماسب ، هو الشخصية العلمية الأولى في إيران الصفوية وهو من جبل عامل اللبنانية..كما يجدر بنا ذكر علم كبير من أعلام الشيعة العرب وهو الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب موسوعة وسائل الشيعة، بالإضافة إلى شخصيات أخرى من هذا القبيل ..فالصفويون في أصلهم تركا وفي نشأتهم سنيون ، وقد نشر التشيع في إيران الشيعة العرب..وقد كانت إيران معقلا لأكثر التيارات الأموية غلوا حتى أن فيها من بقي على سنة سب علي بن أبى طالب من على المنابر بعد أن منعه عمر بن عبد العزيز..إن شيطنة الدول لم تكن غريبة عمن شيطن الأشخاص..فشخصية من أنصار العلويين من أمثال مؤمن الطاق الذي عرف بالصلاح والعلم يسميه أصحاب هذا المزاج السيئ شيطان الطاق..وما تكرير هذه النعوت وإيرادها في سياق التآمر على الإسلام بما يوحي أننا أمام حركة خارج الملة وليست مشمولة في التاريخ والعالم الإسلاميين ، إنما يراد منه التلبيس على من ليس له إلمام بالتاريخ الإسلامي، الذي يحتاج إلى مراجعة تنفض عنه أهواء المؤرخين وتحرره من القراءات ذات النزعة العصبية الطائفية..أجل ، لو كانت هذه الدولة الصفوية متعصبة لقوميتها الإيرانية لما حاولت أن تجعل أئمتها من بني هاشم ولا نسب أصحابها أنفسهم لبني هاشم، ليؤكدوا بذلك على نسبهم العربي..وكان أحرى بهم أن يكونوا سنيين حيث أعلام السنة ومؤسسوا مذهبهم خرجوا من طوس ونيشبور وترمذ ...بل كان أحرى أن يكونوا أحنافا أو حنبليين ، مادام الشيخان من فارس..وكان أولى أن يتبعوا المحدث البخاري السمرقندي أو مسلم النيشبوري أو الترمذي وهم من فارس..بل كان أولى أن يكونوا غزاليين طوسيين كما هو مسقط رأس أبي حامد الغزالي الذي عبر عن مواقفه ضد الباطنية..فحتى ورود الدولة الصفوية، كان أعلام التشيع عربا وفقهاءهم عربا..فأين يذهب المهرجون الذين اختزلوا التشيع في الحركة الصفوية وخلطوا وضربوا أخماس بأسداس حتى باتت الصفوية في نظرهم ليست شيئا آخر سوى الكسروية و المجوسية..ويكفي ذلك دليلا على أننا أمام شكل من أشكال الانحطاط في وعي صانع الصور المغالطة وتشوه في وعي المتلقي الذي لا يحاكم أولئك الذين يستخفون بوعيهم وعقولهم وما أكثرهم..فالدولة الصفوية هي الدولة التي مكنت للعرب من التغلغل في إيران ، بل هي حركة كادت تؤدي إلى تعريب إيران..

    [align=center][frame="7 80"][align=center]أن السياسة وتأسيس الدولة الصفوية هو راجع للدور العربي ، بينما كانت الحركة صوفية تربوية قبل هذا التأسيس..قصة هؤلاء بدأت إذن ، حينما اعتنقوا مذهب أهل البيت ، بعد أن كانوا شوافع..وبعد أن كانت هي الدولة الأولى التي أعلنت عن اعتناقها المذهب الجعفري دونما تقية أو تردد.. وبعد أن قامت بالدعوة لهذه المدرسة صراحة.. ولا غرابة إذن من عجرهم وبجرهم..فهم يعتبرون تقية الشيعة كذب كما يعتبرون صراحتهم وقاحة وكفرا صراحا ، باختصار هم يكرهون الشيعة كشيعة [/align][/frame][/align]


    وقد وجد العرب ضمن نخبها السياسية والعلمية ، بل قاتل الكثير من العرب في صفوف الجيش الصفوي ضد العثمانيين.. التاريخ يفضح السياسوية المقيتة..لكن بشرط أن يقرأ كما هو لا كما تشاء أهواء المؤرخ، لا سيما إذا أضاف إلى هواه ، سذاجة، تجعله يحفظ متونا تاريخية لا أن يقف على حقائق تاريخية يتعين نقدها وإن اقتضى الحال مراجعتها..وإلا فإن الغريزة الطائفية تجعل التاريخ وظيفة تافهة للتحريض والتجهيل..بل كما في مثالنا المذكور تجعل زعيما ذي أصل تركي كصدام رمزا للعراق العربي ، وتجعل الصفويين الأتراك رغما عنهم كسرويين..لعل جهل هؤلاء لم يفرض عليهم سؤال : أين كان أجداد صفي الدين التركي لما كان كسرى يعربد في الجزيرة العربية ويوم كان الفرس مجوسا.. أجداد صفي الدين لم يكونوا كذلك..سيقولون إن ابن المقفع والبويهيين و الصفويين وما شابه كسرويون ومجوس فقط لأنهم إيرانيون .. لكن هل يجرءوا أن يقولوا يوما إن مسلم والبخاري والترمذي والغزالي و الشهرستاني والطبري وأمثالهم مما لا يعد ولا يحصى من أعلام السنة ، هم أيضا كسرويون ومجوس فقط لأنهم إيرانيون وأجدادهم كانوا مجوسا؟! بل إنك تجد منهم من كان أبوه مجوسيا في مرحلة من عمره قبل أن يدخل في الإسلام ، مثل والد المحدث البخاري صاحب الصحيح؟! أجل لن يقولوا ذلك ولن يجرءوا عليه ..ولا نريدهم أن يقولوا ذلك أو يجرءوا عليه .. لأن ذلك عين الخطا، وصميم البهتان.. بل نريدهم فقط ، أن يكفوا عن التعبير عن شوفينيتهم المقيتة و البوح بعنصريتهم التي تكاد تزول من هولها الجبال..حتى يعلموا أنهم يرددون ما جاء في أسطوانة مشروخة ساهم الدجل في صناعتها ويسر الجهل قبولها..فلعن الله تأريخنا يوم كتب على أديم الجيف وخطته أنامل السكارى وحفظه المجدفون!
    [/align]





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي

    [align=center][web]http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=31213[/web][/align]





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني