[align=center]
[frame="2 80"]

[align=center]
مجلة

[motr]نصوص معاصرة[/motr]

- العدد 6 -
في تواصلها مع الفكر الآخر في تجربته حول المرأة[/align]

[/frame][/align]



إعداد : زكي العليو

[align=justify]للساحة الثقافية العربية حالة تواصل مع الفكر الآخر، وهذا ليس بجديد على المهتمين بالشأن الثقافي العربي حيث سبق للثقافة العربية أن تواصلت مع الثقافة الفرنسية والألمانية والإنجليزية والأميركية، ولكن الجديد هنا هو تواصل الساحة الثقافية العربية مع الفكر " القادم " من الشرق هذه المرة، واقصد هنا تحديداً الفكر الإسلامي باللغة الفارسية، فعند الابتعاد عن الصراعات والنزاعات السياسية التي برزت خلال عقود خلت بين إيران وبعض الدول العربية فإنه يمكننا أن نرى أن ثمة آخر يحمل فكراً يستحق الانفتاح والتعرف عليه وذلك لدواعي عديدة أهمها أنه آخر بداخل الدائرة الإسلامية، وأنه آخر داخل الدائرة الشرقية، كما أن لهذا الآخر محاولات ومجهودات لمواجهة التحديات والصعوبات التي تعترضه - كحالنا- ، وحيث إن الساحة الثقافية العربية بحاجة للتعرف على المزيد من المحاولات والمجهودات التي بذلت في هذا الفكر لقهر هذه التحديات والصعوبات لا سيما أنه يشترك معنا في معاناته لهذه التحديات والصعوبات، ولأن الثقافة الإيرانية المعاصرة هي امتداد لحضارة امتدت لأكثر من ثلاثة الآف سنة فإن ذلك يضيف استحقاق آخر للتعرف عليها بما تحمله من فلسفة وفكر وعرفان وفقه وسياسة وقانون ونحوه.. وهنا أتصور أن ثمة مسألتان مهمتان يلزم الالتفاف لهما، الأولى أهمية توسيع دائرة التواصل مع الفكر الآخر الشرقي وأقصد تحديداً التواصل مع الفكرين الصيني والهندي، كي تتمكن الثقافة العربية المعاصرة من توسيع دائرة الاحتكاك بجميع الثقافات والأفكار من أجل صياغة ذاتها مجدداً، والثانية أهمية استمرار مجلة " نصوص معاصرة " في تقديم المزيد من التواصل مع الفكر الإسلامي الإيراني المعاصر بالتعريف بجوانبه المختلفة وأن توفق بالتوسع في طرح العديد من المشاريع الثقافية في المستقبل.

" نصوص معاصرة " المجلة الفصلية التي تعني بالفكر الديني المعاصر وتحديداً الذي يكتب باللغة الفارسية واصلت في سنتها الثانية إصدار عددها الجديد السادس ربيع 2006م-1427هـ، وقد تضمنت الفصلية مقدمة رئيس التحرير وملف العدد ودراسات وقراءات.

العمل الثقافي وتعدد الاتجاهات

تضمنت مقدمة رئيس التحرير حيدر حب الله موضوع " العمل الثقافي بين تنوع الرؤى وتعدد الاتجاهات " حيث ناقش في هذه المقدمة مسألة رسم استراتيجية للعمل الثقافي التي تتجاذب الحياة الثقافية من خلال التركيز على نقاط بنيوية في تفكير الاتجاه الداعي لتغيير وإصلاح الأمور القائمة ثقافياً والاتجاه المحافظ، وتمثلت أهم هذه النقاط البنيوية في تفكير الاتجاهين في أن الخلاف بين الاتجاهين هو في فهم الواقع وقراءته، وفي كيفية رؤية المشكلة لدى الفريقين من ناحية ثنائية الخارج والداخل، وناقش المبرر الشرعي للتغييريين المستند على تقديم الأهم على المهم، وعن ضمانات عملية التغيير، وإمكانية أحياناً اتحاد رؤية الاتجاهين للواقع المحيط ولكن تختلف الإجراءات المتبعة، وفي آخر المقالة أكد على مسألة أهمية عدم تبادل الاتهام بين الاتجاهين في المسائل الدينية.

ملف العدد : قراءت نقدية في قضايا المرأة

وتضمن محور ملف العدد المعنون بـ " قراءات نقدية معاصرة في قضايا المرأة " - الذي يعد استكمالاً لملف عدد المجلة التجريبي " صفر " ولكن من وجهة نظر أخرى- مجموعة حوارات مع عدد من رموز الفكر الديني الإيراني المعاصر ودراسات لعدد من الباحثين والكتاب.

ففي الحوار المعد مع الشيخ مجتهد شبستري المعنون بـ " الفقه الإسلامي وحقوق المرأة : رصد للمنطلقات الفلسفية " تم تناول موضوعي الحقوق الطبيعية والحقوق التاريخية، القراءة التاريخية للدين وتأثيرات منظومة الحقوق النسوية.

وفي الحوار المعد مع الدكتور عبد الكريم سروش المعنون بـ " مسألة المرأة بين القوانين الفقهية ونظام القيم الأخلاقية " تم تناول موضوعات المجتمع الديني بين الفقه والأخلاق، نظام القيم في علاقات الجنسين، أصالة التاريخية في الأحكام التشريعية الدينية، قضايا المرأة وأسطرة المقولات الدينية، مفهوم المرأة ودوره في بلورة قوانينها، التاريخ النسوي والإسهام في تكوين صورة عن المرأة، مسألة المرأة والاختلافات النفسية والبيولوجية، وعن وجود قراءة نسوية للعالم وقراءة ذكورية للوجود.

وفي الحوار المعد مع الدكتور مصطفى ملكيان المعنون بـ " الإسلام، النسوية وسيادة الرجل " تم تناول موضوعات المرأة والقراءات الثلاث للإسلام، اتجاهات النزعة الذكورية، الاختلاف الطبيعي بين الجنسين ومديات التأثير، مسألة اختصاص الخطاب القرآني بالرجال.

وأما في الدراسة المعنونة بـ " الاتجاهات الدينية في تاريخ إيران المعاصر المواقف من مسألة المرأة " للشيخ مهدي مهريزي الذي تعرض لموضوعات مسألة المرأة إبان الحركة الدستورية وقبلها، تطور مسألة المرأة في القرن العشرين، الاتجاهات في مسألة المرأة ( الاتجاه التراثي التقليدي والاتجاه الكلامي الاجتماعي والاتجاه الفقهي – الحقوقي ) .

وأما الدراسة المعنونة بـ " القصاص في الفقه الإسلامي : إبطال نظرية الفارق الجنسي والديني " للمرجع الشيخ يوسف الصانعي الذي تعرض لموضوعات مبدأ المساواة في القصاص على ضوء القرآن الكريم من خلال الآيات الخاصة والعامة، نظرية عدم التكافؤ في القصاص بين الرجل والمرأة ( دراسة ونقد )، نظرية عدم التساوي في القصاص بين المسلم وغيره ( دراسة ونقد ) حيث تعرض لقتل المسلم لغير المسلم وقتل غير المسلم للمسلم، وحيث خلص إلى " عدم اشتراط التساوي في الجنسية ( الذكورية والأنوثة ) في القصاص، ولا التساوي في الدين ( الإسلام ) بل تدل الآيات القرآنية وتقتضي احترام نفس الإنسان، فكل من يُقدم – عمداً – على قتل الآخر يحق لأولياء المقتول إجراء القصاص عليه، دون دفع فاضل الدية، أما الروايات الواردة في المسألة فهي أعجز من أن تقع مرجعاً للإفتاء أو إبداء الرأي الفقهي؛ نظراً لمخالفتها القرآن الكريم، إضافة إلى جملة من الإيرادات المسجّلة عليها على صعيد فقه الحديث " ص 136.

وقدمت المجلة في هذا الباب دراسة عن النسوية ونقد لهذه الدراسة، والدراسة الأصل هي المعنونة بـ " النسوية في إيران : والبحث عن موطن جديد " للدكتورة ناهيد مطيع التي تعرضت لموضوعات النسوية: المصطلح والمدلولات والاتجاهات، نظرية التوظيف الرسمي للمرأة قراءة نقدية، بين عمل المرأة واستقلالها المادي، نظرية العدواة بين الجنسين وقفة ناقدة، نظرية المرأة العالمية الواحدة تعليق نقدي، نظرية التشابه التام بين الجنسين، الحركة النسوية في إيران الاستراتيجيات وبرامج العمل، وحيث تخلص في دراستها إلى دعوة أنصار حقوق المرأة في إيران إلى أهمية التدقيق والمقارنة الطويلة الأمد للتوصل إلى معرفة عميقة بالنسوية والاستفادة من أسسها التي تعتمد عليها، وأن التطبيق الكامل للأنموذج الغربي ونتائجه غير مناسب للمرأة الإيرانية، كما تنتقد الرؤية التي تروج إلى عدد من المقولات كأن عمل المرأة يمثل خشبة خلاصها أو الترويج لفكرة العداوة بين الجنسين أو التشابه التام سوف يؤدي إلى عواقب خطيرة على الأسس العائلية دون أن يكون حلاُ لمشكلة المرأة ص 153.

مشروع الحركة النسوية

وأما بالنسبة للدراسة الناقدة للدراسة السابقة فهي المعنونة بـ " مشروع الحركة النسوية : ما الذي تبحث عنه النسوية في إيران " للدكتور حامد شهيديان حيث أشار في دراسته على أهمية ألا تبقى النسوية الإيرانية أسيرة للمفاهيم والتعاريف المؤسسة المسبقة وإن كان لا بد للنسوية من أن تخطو خطوتها الأولى نحو الديمقراطية والتساوي فلا بد لها من أن تسير نحو البحث عن الهوية الإنسانية أيضاً، ولذلك تحتاج النسوية للقيام بتعريف لمفهوم الجنسين وأن يكون محدود بقيود الاجتماعي – التاريخي ص 175 ، وحيث نقد الباحث المذكور الدراسة السابقة من خلال موضوعات الغرب والنسوية أين وصلت الحركة النسوية في الغرب، النسوية والجنس المتنوع، النسوية والأشكال الجديدة للأسرة، المرأة والعمل المنزلي، هل عصور ما قبل التاريخ تمثل مرجعاً يتحاكم إليه؟.

وتضمن العدد عدد من الدراسات المختلفة الموضوع بين الفلسفة والفقه والقرآنيات واللغوية وحركة النشر لعدد من الباحثين بالإضافة إلى حوار.

العلم الإلهي بالجزئيات

تضمنت الدراسة المعنونة بـ " العلم الإلهي بالجزئيات : قراءة تقويمية مقارنة في نظريات المدرستين المشائية والمتعالية " للدكتورة زهراء المصطفوي والتي ترى أن أهمية هذه الدراسة تكمن في ارتباطها بمسائل أخرى كالجبر والتفويض واتحاد الصفات مع الذات الإلهية وحكمة الصانع تعالى ص 175، وقد تعرضت لموضوعات العلم في المدرستين المشائية والمتعالية، آراء الحكماء في علم الباري، توضيحات ابن سينا رئيس المشائين، اضطراب موقف ابن سينا في مسألة العلم الإلهي، نقد صدر المتألهين لموقف ابن سينا، نظرية اتحاد العلم بالذات مع العلم بالمخلوقات تفصيلاً، طريقة العرفاء وتبرير العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي، ملخص بعناصر الاشتراك والامتياز بين المدرستين المشائية والمتعالية في العلم الإلهي.

قراءة في نظريات الشهيد الصدر

وفي الدراسة المعنونة بـ " نظرية حق الطاعة عند الشهيد الصدر : قراءة تاريخية " للباحث اسماعيل دارابكلائي حيث تنطلق هذه الدراسة بفكرة تفرد السيد محمد باقر الصدر من بين العلماء والمحققين في رفضه لنظرية " قبح العقاب بلا بيان " وتبنيه نظرية " حق الطاعة "، وحيث تعرض الباحث دارابكلائي لذلك من خلال عرض دليلي السيد الصدر على ذلك وهما دليل عدم تمسك القدماء بنظرية " قبح العقاب بلا بيان " ودليل اختلاف الفقهاء حول دائرة جريان نظرية " قبح العقاب بلا بيان "، كما تعرض الباحث دارابكلائي لقاعدة " حق الطاعة " من مدركات العقل العملي، والقاعدة عند الشك في حجية الدليل، وتعارض قاعدة " قبح العقاب بلا بيان" مع مبدأ " حق الطاعة "، وتعرض لنظرية " قبح العقاب بلا بيان " من الصدوق حتى البهبهاني رصد تاريخي من خلال ( الصدوق، المفيد، الطوسي، المرتضى، المحقق الحلي، العلامة الحلي، المحدث يوسف البحراني، البهبهاني)، المتكلمون وقاعدة: " قبح التكليف " و" قبح العقاب " .

وفي الدراسة المعنونة بـ " الأدلة القرآنية على حرمة التوسل بالأولياء عرض ونقد " للدكتور فتح الله نجار زادكان الذي تعرض لموضوعات وجوه الامتياز بين اعتقادات المؤمنين وأوهام المشركين، إطلالة على حقيقة الشرك والعبادة.

وفي الدراسة المعنونة بـ " فن الالتفات في اللغة العربية وتطوره من ابن المعتز إلى المدني " للدكتور قاسم فائز حيث الذي تعرض لموضوعات ظهور الدرس اللغوي للالتفات مع ابن المعتز وتمركزه على أحد معانيه مع قدامه، تنويع أبي هلال العسكري للمعنى الثاني للالتفات، الالتفات والاعتراض اتحاد أم مغايرة؟ ، الزمخشري والمحاولات الجادة لرصد فوائد الالتفات، الوطواط وإخراج الالتفات من الفوضى اللغوية للقدماء، ابن الاثير وتحوير الالتفات إلى أول معنيي ابن المعتز، ابن أبي الإصبغ ومحاولات التلفيق اللغوي، الطيبي والتعريف الأكمل للالتفات، صفي الدين الحلي وحصر الالتفات بالاعتراض، السيوطي والتأسيس لشروط الالتفات، معاني الالتفات عند المدني، استخدام البلاغيين الأمثلة القرآنية في مسألة الالتفات.

وفي الدراسة المعنونة بـ " النشر في إيران إطلالة على الحركة الثقافية في إيران المعاصرة ( 1970- 1990 ) " للدكتور بهاء الدين خرمشاهي الذي تعرض لموضوعات رؤية إلى الماضي، ركود تجارة الكتاب في إيران قبل عام 1979م، النشر في إيران من انتصار الثورة حتى 1990م، تحولات النشر الخاص في إيران، أهم مؤسسات النشر الخاصة بعد الثورة، النشر الحكومي، مؤسسات نشر لا تتوخي الربح، سلبيات وإيجابيات النشر المعاصر، ويخلص الدكتور خرمشاهي إلى أن الرهان على الشباب رهان مربح، وأنه لا يوازي الكتاب أو ينافسه من بين الظواهر الثقافية إلا السينما ص 278-288.

كما تضمن ملف الدراسات حوار مع الدكتور غلام حسين إبراهيمي ديناني عنون بـ " العرفان والتجربة الدينية : قراءة عقلانية نقدية " حيث تم تناول موضوعات نقد المنهج العرفاني وعقلنة التجربة الدينية، هل العقل عاجز عن الوصول إلى الله؟ ، استكمال الإنسانية مقولة وجودية صحيحة، ما هو العقل؟ وفهم الذات من خلال الآخر، ومنتهى المعرفة وحدة الوجود، ونظرية أزمة الانحطاط عن جواد الطباطبائي.

وتضمن محور قراءات مراجعة لكتاب " دين لا رب " Religion Without God للكاتب Ray Billington " حيث قام الباحث محمد مهدي مجاهدي بمراجعة الكتاب حيث يذكر أن هذا الكتاب يمتاز بميزتين الأولى إتباع أنموذج الأديان الشرقية لصياغة صورة من الفهم الديني والمتدين المسيحي من دون الإيمان بالرب، والثانية تعميم الانتقادات الواردة على الفهم الديني والتدين الإلهي بضرب القياس على الأديان الغربية الأساسية ( اليهودية والمسيحية والإسلام ) ص 291 حيث يسعى الكاتب لإثبات مدعيين أولهما أن التدين الذي لا يبتنى على مفهوم الرب، ممكن من الناحية العملية في عالم التدين المتعالي وحاضر بكل حيوية ، وثانيهما أن الالتزام بتدينٍ كهذا في الفترة الأخيرة وما بعد الحداثة أمرٌ مطلوب، بل ضروري بالنسبة للمتدينيين ولا مفر منه ص 291 ، ثم عرض المراجع مجاهدي محتويات الكتاب ومن ثم قام بقراءة نقدية للكتاب.


وساهم في إعداد ترجمة مواد المجلة المترجمون

السيد على عباس الموسوي،
وحيدر حب الله،
وعبد الهادي الموسوي،
وأحمد أبو زيد،
ومحمد حسن زراقط،
ومشتاق الحلو

.
[/align]