[align=justify]هيرالدتربيون - ترجمة المؤتمر

قبل سنوات قليلة فقط , لم يكن عمار عدنان يعرف أي شيء عما يجري في عالم رياضة الكاراتيه . أما اليوم, فان السيد عدنان الذي يرأس اتحاد الكاراتيه العراقي مستمر بالتواصل مع جماعات كثيرة عبر انحاء العالم حيث يتابع عن كثب ما يجري من احداث و بطولات اينما تكون. أن كل الفضل في ذلك يعود إلى مقاهي الانترنيت التي كانت نادرة جدا ضمن حقبة حكم الدكتاتور السابق صدام حسين, و التي انتشرت انتشارا كبيرا في عراق اليوم. قبل سقوط نظام صدام ربيع العام 2003 , سمع الكثير من العراقيين عن الانترنيت لكن القليل جدا منهم تمكنوا فعلا من استعماله لان مقاهي الانترنيت لم تكن شائعة او موجودة اصلا بسبب الاجراءات و القيود الامنية الصارمة التي كانت متبعة من قبل اجهزة النظام السابق فضلا عن الكلفة الباهظة جدا التي كان يجب دفعها للدولة مقابل شراء خط انترنيت. أما اليوم, فان العديد من العراقيين يتمتعون بمداخيل مالية مرتفعة قياسا بما كانوا يتقاضوه في عهد النظام السابق ما يسمح للكثيرين منهم بالذهاب بصورة مستمرة إلى مقاهي الانترنيت لتفقد بريدهم الالكتروني و الدخول إلى غرف المحادثة و الملاحة في شبكة الانترنيت العالمية رغم المخاوف من احتمالات استهداف أي مكان عام بهجمات ارهابية. وفيما كان يتفقد بريده الالكتروني في احد المقاهي شرقي بغداد,علق السيد عدنان ذي البنية القوية قائلا انني اقوم بمقدار كبير من العمل على الانترنيت

واضاف انني اتواصل مع المنظمة العالمية للعبة الكاراتيه من هنا . أن ذلك بسيط جدا الان في حين كان ذلك صعبا جدا في الماضي عندما كنا نحاول التواصل سابقا في اشارة منه إلى رداءة خدمات الاتصالات وبطء خدمات البريد خلال حقبة نظام صدام الماضية. بعد ثلاثة اشهر من سقوط نظام صدام ربيع العام 2003 اصبح مقهى الربيعي واحدا من اشهر مقاهي الانترنيت في بغداد و من اوائل الشركات الاهلية المتخصصة في مجالات خدمات الانترنيت. و منذ ذلك الوقت فان عمل تلك الشركة و ارباحها تسير على خير ما يرام حسب تاكيدات مديرها السيد جرير ماجد.

ويعلق السيد ماجد قائلا لقد جاءتنا الفكرة عندما تصورنا أننا نريد أن نقوم بشيء ما في هذا المكان , شيء يحتاجه الناس. أن الانترنيت شيء رائع وأن من المؤسف أن العراقيين كانوا محرومين من هذه التكنولوجيا في الماضي و كان السيد ماجد يشير اثناء حديثه إلى اجهزة الحاسبات في مركزه و التي تبلغ 50 جهاز حاسوب التي كانت معظمها مشغولة بالمستخدمين وقت حديثه مع جريدة الواشنطن بوست. ورغم أن عمل السيد ماجد تدهور العام الماضي عندما انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من المقهى ما ادى إلى تدمير جزء كبير منه الا انه عاد و استأنف عمله و نشاطه و عاد لتحقيق الارباح مرة اخرى. أما قبل سقوط نظام صدام كان عملاء مخابرات صدام كانوا يعملون على مدار الساعة داخل الطابق العاشر من بناية وزارة الاعلام التي تقع وسط العاصمة بغداد من اجل غلق كافة مواقع البريد الالكتروني المجاني و غرف المحادثة امام المستخدمين العراقيين .

و لا شك أن اخر شيء كان الدكتاتور السابق يريده ضمن دولته المحكومة و المقيدة امنيا و مخابراتيا أن يتحدث مواطنوه من خلال الانترنيت مع اناس اجانب من الخارج او الدخول إلى مواقع المعارضة العراقية التي كان يديرها المنفيون العراقيون المعارضون من الخارج. في هذا السياق يقول السيد اثير حسن الذي عمل في السابق كتقني معلومات في وزارة الاعلام معلقا اعتاد عملاء المخابرات العراقيون في العهد السابق على تصفح كل انواع المواقع و اينما يجدوا موقعا او رابطا مشبوها فانهم يقومون باغلاقه على الفور على المستخدمين داخل العراق أما اليوم فان السيد حسن يدير شركته الخاصة و المتخصصة بخدمات الانترنيت حيث يقوم ببيع خدمات الانترنيت اللاسلكية إلى المستخدمين في منازلهم. في حقبة حكم صدام عندما كان دخل الغالبية الساحقة من العراقيين لا يتجاوز بضعة دولارات في الشهر الواحد بسبب التضخم و العقوبات الاقتصادية فان عددا قليلا جدا من العراقيين كانوا قادرين على دفع تكاليف الاشتراك السنوي لخدمة الانترنيت و التي تقدر ب 500 دولار في ذلك الوقت . أما خدمة البريد الالكتروني فكانت متاحة فقط من خلال وزارة الاعلام ما يعني أن كل المراسلات كانت مقروءة من قبل عملاء المخابرات العراقية.

أما اليوم فان القيود و الضوابط اصبحت من نوع اخر مختلف تماما , حيث أن بعض مقاهي الانترنيت تقوم بوضع لافتات تدعوا من خلالها زبائنها إلى عدم زيارة المواقع الاباحية مثل تلك الافتة المكتوبة في احد مراكز الانترنيت و التي تقول إلى الاخوة مرتادي المقهى الاعزاء , نرجوكم أن لا تقوموا بزيارة المواقع المنافية للدين و التقاليد من جانب اخر فان مقاهي الانترنيت ليست الوسيلة الوحيدة لاستخدام الانترنيت من قبل الناس حيث أن هنالك ايضا الاشتراكات اللاسلكية و التي تقدر تكاليف اشتراكها بمعدل 40 دولار شهريا فضلا عن استخدام الانترنيت عبر خطوط الهاتف المنزلي . لكن المستخدمين يتذمرون كثيرا من رداءة و ضعف الخدمة عبر خط الهاتف مؤكدين انها بطيئة و لا يمكن الاعتماد عليها. و بالرغم من التوفر الكبير لخدمات الانترنيت المتنوعة تلك إلى أن اسعارها لا تزال مرتفعة بالنسبة للعديد من العراقيين و لذلك فان المقاهي تعمل من جانبها على سد هذه الاحتياجات للمستخدمين حيث تكلف الساعة الواحدة للتصفح على الانترنيت ما يقدر بـ دولار واحد فقط. يذهب ابراهيم محمود البالغ من العمر 24 عاما إلى مقهى انترنيت قريب من منزله مرتين في الاسبوع لكي يتحادث مع اصدقائه و اقاربه في الخارج. و يعلق السيد محمود عن هذا الموضوع قائلا لقد كنت معتادا على الحديث مع اقاربي الذين يعيشون في الخارج كل بضعة اشهر أما الان فاني اتحدث معهم في أي وقت اشاء و دون صعوبة “[/align]