صناعة الأغذية الحلال تغزو أوروبا وأميركا

150 مليار دولار حجم السوق عالميا وتوقعات بوصولها لنصف تريليون في 2010


دبي: «الشرق الأوسط»
«حلال».. كلمة انتشرت فجأة على واجهات كثير من المحلات التجارية في أوروبا واميركا.. الكلمة تعني أن هذه المحلات تبيع أغذية تعد وفقا لضوابط الشريعة الاسلامية. انتشار هذه اللوحة (باللغة العربية أو الانجليزية) يعبر عن المدى الذي وصلت له شعبية الأغذية (الحلال)، ليس فقط على مستوى المسلمين، بل ايضا غير المسلمين كما تشير الاحصائيات.
وأظهرت آخر الدراسات التي قامت بها مؤسسة «هايبيم» العالمية للأبحاث، أن صناعة الأغذية الحلال هي صناعة مزدهرة ويقدر حجم التعامل في أسواقها بنحو 150 مليار دولار أميركي، وتوقعت الدراسة أن ترتفع إلى 500 مليار دولار أميركي في عام 2010 «تمشياً مع انتشارها في مختلف الاتجاهات الجغرافية في العالم».

ولأن انتشار صناعة الأغذية الحلال أصبح على مستوى عالمي، بعد أن كان على نطاق محدود في بعض المحلات التجارية في أوروبا، فقد استضافت مؤسسة «الإسلامي للأغذية» المتخصصة في تصنيع المنتجات الحلال عالية الجودة، ومقرها دبي، أمس أول ندوة عالمية حول الأغذية الحلال بالتعاون مع «منتدى الحلال العالمي» الماليزي، وذلك على هامش معرض الخليج للأغذية (جلف فوود 2007) الذي يمثل الحدث الصناعي الأكبر في المنطقة والمقام حالياً في مركز التجارة العالمي بدبي.

ويتناول المنتدى التدابير اللازمة والمناسبة لتعزيز ودعم توافق أسواق الأغذية الحلال إقليميا ودوليا، بحيث يمنح الفرصة للمشتركين فيه لتبادل وجهات النظر والآراء والقضايا المختلفة التي تواجه هذه الصناعة والعمل على إيجاد الحلول والطرق المناسبة والفعالة من أجل دعم وتعزيز وتقوية الطلب التجاري على المنتجات الحلال في دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول خبراء إنه يمكن للسوق الخليجي أن يلعب دورا رئيسيا في السوق العالمي للمنتجات الحلال من خلال رفع مستويات التعاون بين الشركات الكبيرة في حال ما تم العمل قدماً لتحقيق المعايير الدولية للأغذية الحلال.

ولكن لماذا هذا الاقبال الكبير على المنتجات الغذائية المنتجة أو المذبوحة وفقا للشريعة الاسلامية؟ يقول صالح عبد الله لوتاه، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «الإسلامي للأغذية»، أنه ثبتت علميا أهمية الفوائد الصحية للأغذية الحلال، «ومن هذا المنطلق صارت أسواقها منطقة جذب الكثير من الطلبيات من مختلف أنحاء العالمين الإسلامي وغير الإسلامي حيث يقبل عليها المستهلكون بقوة مما ينقل أسواق الأغذية الحلال الحقيقية من المحلية إلى العالمية».

وأضاف لوتاه «الحوار حول صناعة الأغذية الحلال طريقة مهمة للغاية لأنها تساعدنا على مواصلة التزامنا تجاه المجتمع من خلال سد الفجوة بين منتجات الأغذية الحلال الحقيقية في الأسواق العربية والعالمية، وأيضاً للقيام بدور نشط وفعال من أجل توفير معايير مقبولة عالمياً للأغذية الحلال». وأعرب لوتاه خلال هذا المنتدى عن إصراره على جعل الإمارات العربية المتحدة سوقاً فاعلة وأساسية لصناعة الأغذية الحلال على الصعيد الدولي، وأضاف أن الوقت حان لتوحيد كل الأطراف المعنية من أجل العمل على قضية الأغذية الحلال امتثالاً لمبادئ الشريعة الإسلامية. وتنمو صناعة الأغذية الحلال بوتيرة متسارعة في البلدان المختلفة والجهات الإقليمية والشركات المتنوعة، ما يوفر المزيد من الفرص في جوانب مختلفة لهذه السوق التي يبلغ حجم التعامل فيها مليارات الدولارات.

وتشير ارقام نشرت في المنتدى إلى أن مستهلكي الأغذية الحلال في العالم يزدادون بكثرة حيث ارتفع عدد المسلمين في أوروبا وحدها بأكثر من 140 في المائة خلال العقد الماضي إذ بلغ عددهم 25 مليون نسمة، في حين أن عددهم ازداد في أستراليا بنسبة 250 في المائة في الفترة ذاتها. ويبلغ حجم التعامل في الأغذية الحلال في السوق البريطاني وحده أربعة مليارات دولار أميركي، من خلال الطلب المتزايد على الأغذية الحلال. ويرى مختصون ان الحوار حول صناعة الأغذية الحلال على الصعيد العالمي أظهر الحاجة إلى مواءمة وتوحيد الجهود وتعزيز الانسجام بين الجهود المبذولة من أجل تقوية التطبيقات التجارية في هذه الصناعة.

من جهته، يقول داتو جمال الدين، الرئيس التنفيذي لجمعية تطوير صناعة الأغذية الحلال في ماليزيا، «أعتقد أن المنتجات الحلال ستصبح واحدة من القوى الكبرى في صناعة الأغذية في العقد المقبل. الأغذية الحلال ليست مجرد سوق محدودة، لأن الحلال ملك للجميع. أتوقع أن نشهد هذه الأمور تتحقق على الصعيد الاقتصادي في السنوات المقبلة».