السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبث اليكم خطبة هذا الاسبوع لسماحة الشيخ حبيب الكاظمى ، فى مسجد الرسول الاعظم (ص) فى امارة ابوظبى ، الجمعة 3 جمادي الثاني1423 / 1-8-2003 ، وقد تناول فيه سماحته النقاط التالية :

1- إن الناس أصناف في تناولهم لفضائل المعصومين (ع) الذين ارادهم الله تعالى افضل صورة يمكن نقشها في روح بشر !!.. فمنهم من ينكر تلك الفضائل لمجرد عدم استيعابها بحسب فهمه القاصر ، ولو اتبع مقولة شيخ الفلاسفة ابن سينا القائل : (انه كلما قرع سمعك من العجائب ، فذره في بقعة الامكان ، حتى يذودك عنه قاطع البرهان ) لكفاه ذلك في عدم المسارعة الى الانكار من دون استيعاب خلفية برهانية تكون دليلا على القبول او الرفض.

2- ومنهم من يجعل احاديث الفضائل ، ذريعة الى الركون الى واقعه الذى لا يطابق شيئا من سيرتهم (ع) على امل نيل الشفاعه، والحال ان اصحاب الشفاعة هم اكثر الخلق خشية، واشدهم اجتهادا فى طاعه الله تعالى .. وهذه الطبقة ستعيش الحسرة الشديدة يوم القيامة ، حينما ترى ان تلك المعرفة النظرية - بدلا من ان تكون عامل تحفيز وبعث - اصبحت حجة عليهم ، فان الجاهل اقرب الى الاعذار من العالم !!

3- ان الزهراء (ع) من نوادر التاريخ التى جمعت فى شخصيتها - رغم قصر عمرها - جهات من الكمال متنوعة ، من الصعب ان يحوز احد على جهة من تلك الجهات من دون مجاهدة وتسديد .. ومن هنا اكتسبت ذلك الموقع المتميز من قلب المصطفى (! ع) حيث عبر عنها تعبيرا لم يعبر به عن احد من الخلق ، حينما قال : فداها ابوها !!.. ومن قبل ذلك حازت على رتبة ربانية يغبطها عليها جميع الخلق ، عندما جعل الله تعالى رضاه مطابقا لرضى فاطمة (ع) ، وهل هناك دليل على العصمة اعظم من ذلك؟!..

4- ان من الصفات المتميزة في حياة الزهراء (ع) حرصها الشديد على ان تكون زوجة مثالية لامير المؤمنين (ع) بكل ما في الحياة الزوجية من مكابدة ومعاناة ، فلم تجعل انتسابها للنبي وللوصي وللحسنين (عليهم السلام) ذريعة الى ترك حسن التبعل ، وهو جهاد المرأة كما هو معلوم .. فتأمل في هذا النص ، تدركك الرقة لما آل اليه امرها (ع) في منزل علي (ع) .. فقد حدث عنها علي (ع) قائلا : ( انها استقت بالقربة ، حتى اثرت في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت ( اي ثخن الجلد من العمل) يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت (اي اسودت) ثيابها ، فاصابها من ذلك ضرر شديد)..

5- ولكن في مقابل ذلك ، نرى النساء في هذا اليوم أوكلن الامور كلها او جلها الى الخادمات ، حتى تلك الامور التي تعكس امومتهن وحنانهن تجاه الطفل .. فصار البعض منهن ينتهي دورها بمجرد الولادة ، لتستلم الطفل الايدي الغريبة الى حين بلوغه ! .. ومن هنا لا يرى الرجل من زوجته ! جهادا تبعليا يجعله يفكر في رد ذلك الجميل ، بشيء من الوفاء والتقدير .. اننا بهذا القول لا نسجل تكليفا فقهيا على المرأة في هذا المجال ، ولكن نريد منها ان تتأسى بالزهراء (ع) في تحمل مسؤولية البيت ، بحيث تجعل المنزل هي الدائرة الاولى لنشاطها واهتمامها ، ومن بعد ذلك الدوائر الاخرى كالمعاهد والوظائف ..

6- ان ما ذكرناه من عفاف فاطمة (ع) والتزامها في حياتها الزوجية ، وتربيتها لاولادها - تلك التربية التي تخرج منها سيدا شباب اهل الجنة (ع) - كل ذلك لم يمنعها من القيام بدورها الفاعل في حياة الامة ، فعندما اقتضى الامر خروجها الى المسجد ، وإلقاءها تلك الخطبة التي خلدها الدهر : دفاعا عن عقيدتها ، وحماية لامام زمانها ، فإنها لم تتوان عن ذلك ، مستشهدة تارة بلطائف القرآن الكريم ، ومتطرقة تارة اخرى الى دقائق الامور العقائدية ، التي لا زالت الى اليوم مثار بحث ودراسة لدى العلماء .

7- عندما نراجع التأريخ ، نرى ان الزهراء (ع) كانت تؤكد من خلال حديثها وحركاتها على ضرورة الفصل النفسي والتباعد الجسدي بين الرجل والمرأة ، وذلك مما يفهم من قولها (ع) : (خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال) .. وكذلك حجبها للاعمى لانه يشم الريح .. و فرحها لتكفل علي (ع) لشؤون المنزل ، حتى ترتاح من تخطي رقاب الرجال .. كل ذلك لعلمها بما في تمازج الرجا! ل والنساء من الآفات والزلات ، وإلا فهي اجل من أن تتأثر بهذه الامور ، فإن ما كانت هي مشغولة به ، يشغلها عن الدنيا وما فيها ، مصداقا لهذه المقولة : ( صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالملأ الاعلى).

8- إننا حذرنا في مواقف متعددة من عدم ازالة القيود مع الجنس المخالف ، فإن وجود التجاذب الغريزي بين الجنسين ، ارضية للتعلق النفسي ، ومن ثم الارتياح القلبي عند اقتراب كل واحد من الآخر ، وهي مشاعر لا يمكن انكارها إلا مكابرة ، وخاصة في جانب الفتاة التي يغلب عليها الحياء .. ومن الواضح ان الحب مدعاة للميل الى الاجتماع بالاخر ، ومع عدم امكانية ذلك ، فإن البديل الاخر إما هو : ارتكاب الحرام ، او الكبت النفسي والاكتئاب المزمن ، وهي لا شك عقوبة الهية ، لمن خرج عن الحدود الالهية التي يستسهلها البعض ، ناسيا قاعدة : ( لا تنظر الى ما عصيت ، بل انظر الى من عصيت !.. ).

===============================
مـلاحـظـات - Notes

- للمشاهدة أو الاستماع ، اذهب إلى العنوان التالي

http://www.alseraj.net

*** ان من المناسب جدا ان يتخذ الانسان من كل شيئ حوله ، ذريعه للتامل والتفكير .. وقد قام قسم الانتاج فى موقع السراج بالتقاط هذه الدروس من خلال المشاهد المعروفة فى الحاسوب .. فنرجو ممن لديه افكار فى هذا المجال ، اتحافنا بذلك لتتسع دائرة الدروس المستفادة ....

نظرا الى ان الاحصائيات الدقيقة مقدمة للبرمجة الناجحة ، فاننا قد ارسلنا لكم هذا الاستبيان ، من اجل العمل على تطوير الموقع ، ومعرفة امزجة زوارنا الكرام .. فيرجى التكرم بملئ هذا الاستبيان ، الذى نظمت فيه الاجابات بشكل تلقائى ، ليكون لكم دوركم فى تطوير الموقع الذى يراد به تخليص المجتمع من كثير من المفاسد والسرور ، والتى هى ليست قليلة هذه الايام .

http://www.alseraj.net/q/

نسال الله تعالى ان يجعلكم ممن ينشر بهم الهدى ، فان من سن سن حسنه ، كان له اجر من عمل بها الى يوم القيامة ***/

*** الدال على الخير كفاعله ***

===========================