قناة الرافدين..تعصب مبطن
- 26/03/2007م -


( بقلم : باسم محمد )



--------------------------------------------------------------------------------


مازالت الافكار الشخصية تقود لغة الاعلام والصحافة في العراق وتعمل على دفع الجماعات لاتخاذ مواقف معينة وعلى وفق ميولاتهم الهوائية والنارية والترابية ، فاصبح فلان غير مقتنع بقناة العربية وزميله يمقت الجزيرة ..وهذه الاهواء عند العراقيين لم تات من فراغ بل جاءت نتيجة السياسة التي اتخذتها هذه القناة او تلك..

ان مانحتاجه اليوم هي وسائل اعلام متوازنة في خطاباتها وسياساتها وليست متحيزة لفئة معينة من ابناء العراق ، ولامبنية على فكر مغلق يعتقد انه الاصح وغيره الخطأ ..وعليها ان تحمل حسا وطنيا وتغلق صفحة الماضي الذي دمّر البلاد اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا ، لا ان تفاجئنا بعض القنوات بخطوات بعيدة عن اللّحمة الاجتماعية والوحدة الفكرية لابناء العراق .

لقد صدمتُ كثيرا بقناة (الرافدين) التي اتابعها بين الحين والاخر باعتبارها قناة عراقية ضمن حزمة القنوات المحلية التي حطمت الرقم القياسي في قمرنايل سات وهي مفخرة للعراقيين بعد تحررفكري من نظام مغلق على نفسه .. والمفاجاة كانت من العاملين في القناة الذين يخضعون وبلا شك لسياسة القائمين عليها وهم معذورون (لان القائمين معروفون) ، وذلك عندما يمررون رسائل sms التي تعجبهم فقط ويتركون ما يدعو الى الوحدة بين الجميع ..حيث ارسلتُ لهم رسالتين قصيرتين نصهما ..(اللهم رد كيد القائمين على السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة الى نحورهم ) و( اللهم افضح القائمين على التفجيرات الانتحارية امام العراقيين والملأ يارب) ...الا انهما لم ينشرا على السبتايتل ،بالرغم من تأكدي من الرقم المخصص للرسائل مع العلم ان هاتين العبارتين ليس فيها شي خطير او بعيد عن الاخلاق الوطنية .

اقول، ان الافكار الشخصية هي التي تقود وسائل الاعلام ، وعجبا لهذه الوسائل التي مازال القائمون عليها لم يدركوا حتى الان ان الجهاد الاكبر هو جهاد النفس ...لاجهاد الحث على تحفيز طاقات ذوي العقيدة الناقصة الذين لايفهمون من الدين شيئا سوى الصلاة والصوم لنسف اجسادهم بين الابرياء ، متناسين قول حبيب القلب محمد (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) "المسلم من سلم الناس من يده ولسانه" .

وسؤالي هو ..اين التوازن في الخطاب الاعلامي اذا كان هناك حرفية في العمل ..واذا كانت الافكار تقود ،فلا باس ..لكن بالنقد والتشجيع والحث على نبذ الفتن بشكل اوباخر بعد ان سقط الاف الابرياء من السنة والشيعة ...بسبب افكار شخصية . ومن اجل ان يطلع الاخرون على هذه الخطوة المؤسفة ، تم ارسال هذه الرسالة الى عدد من مواقع الاعلام العراقية وعدد من الكتّاب العراقيين .


باسم محمد