[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم




((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))




ابها الاخوة .. ايتها الاخوات




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




يطيب لي ان اخاطبكم وانتم تجتمعون في ظل رجل وهب الانسانية فكرا انسانيا يتعدى حدود الدين والمذهب والايديولوجيا ، ووهب الحركة الاسلامية في العراق المنار الذي سارت عليه ولا تزال ، وقدم للشعب العراقي كل ما يملك من اجل عراق حر كريم...




ايها المؤتمرون الكرام


ان المعركة التي قدم الشهيد الصدر نفسه الزكية من اجلها لا تزال مستمرة فصولا ، صحيح ان فصل الديكتاتورية قد انتهى الى غير رجعة ، وان الجلاد قد نال جزاءه العادل في محكمة عادلة وشفافة لم تعرفها المنطقة وربما العالم من قبل ، ولكن اهداف الصدر الكبيرة في عراق حر كريم ما زالت قائمة وما زلنا نواصل ونواجه والشعب العراقي الكريم والشجاع فصولها..


وما زال جلادو المقابر الجماعية والغازات الكيمياوية يواصلون مهمتهم القذرة في ابادة الشعب العراقي عبر ادوات التكفير والكراهية الذين يفجرون السيارات بالاسواق والشوارع العامة والمدارس مستهدفين الابرياء من ابناء شعبنا من نساء واطفال وشيوخ كما استهدفوهم من قبل ايام الحكم الفاشي.




ايها الاخوة ، ايتها الاخوات




لقد حقق الشعب العراقي انجازا سياسيا هائلا عبر اعتماده على دستور دائم حرم منه العراق لاكثر من نصف قرن، وحكومة وحدة وطنية منتخبة لم يعرفها العراق في تاريخه الحديث ، كما استطاعت هذه الحكومة وعبر مبادرة المصالحة الوطنية ان تمتد لمساحة من شعبنا كانت بعيدة من قبل ، وقد فضح ذلك النجاح مقولات الارهابيين واعداء الديمقراطية ، فليس هناك – كما يدعون- صراع سني – شيعي، وانما هناك معركة واحدة بين الشعب العراقي وبين اعدائه من الارهابيين وحلفائهم بقايا الديكتاتورية.


و كان في المقدر لهذا النجاح ان يضع نهاية سريعة لمعركة الشعب العراقي مع اعدائه لولا ان هب جميع الذين يخيفهم نجاح العراق القوي و الديموقراطي و الموحد و الفاعل في المنطقة ...


فتحركت اجهزة و دول ، و تحركت ماكينة التحويل بالمال و السلاح و الرجال لأمداد قتلة الشعب العراقي و تحركت دوائر الظلام و ماكينة الدعاية ، وكل ادوات الشر لاحراق العراق من البصرة الى اربيل و من الانبار الى ديالى بحقد اسود و بقلوب اكثر سوادا حتى لا ينعم العراقيون ...كل العراقيين بحياة امنة كريمة ....




و كلما اشتدت مؤامرة الاعداء ازداد اهلكم في العراق مضاء و عزيمة في دحر الارهاب و من وراءه و تحقيق النصر .و التحدي اليوم هو سمة العراقي صغيرا و كبيرا .... و الا اي شعب من شعوب العالم بين السيارات المفخخة و قذائف المورتر العمياء يتوجه اطفاله في صبيحة كل يوم الى مدارسهم غير عابئين ....


و اي شعب تتعرض اسواقه الى السيارات المفخخة فلا تغلق هذه الاسواق و لا يهجرها مريدوها ....


و اي شرطة في العالم تصبح هدفا يوميا لأعداء القانون فيزداد الناس اقبالا على التطوع في الجيش و الشرطة بما يفوق قدرتنا على استيعاب طلباتهم ؟





ايها الاخوة ...ايتها الاخوات


و كما خاطب الامام الشهيد الصدر العراقيين داخل و خارج العراق ، اخاطبكم اليوم و انتم خارج العراق للأسهام مع اهلكم داخل العراق في مواجهة التحديات و صد الهجمة السوداء التي تريد اعادة اهلكم الى زمن العبودية و انا واثق من عزيمة اهلنا و شعبنا في العراق على الصبر و العزيمة حتى الحاق الهزيمة الكاملة بكل المخططات التي لا تريد للعراق خيرا .... و حتى اعادة البسمة لكل اليتامى و الارامل ...


و ستبقى روح التضحية التي زرعها الصدر تجري في جسد الامة ، و سيبقى الصدر فكرا نيرا و منهاج حوار نستضيء به و نعتمده و ندعو له مختلف الفرقاء ليكون الرأي و الحكمة هما الفيصل بدل لغة المفخخات و التكفير و الالغاء ....





و ما النصر الا من عند الله


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته








نوري كامل المالكي[/align]