[align=justify][align=center]مرتب الواحد منهم ثلاثة آلاف دينار فقط

نزلاء دار الأيتام في الكوت يعانون قلة المخصصات
[/align]



الكوت-( أصوات العراق)

يعانى نزلاء دار الأيتام في مدينة الكوت بمحافظة واسط من قلة المخصصات المالية الممنوحة لكل نزيل والتي لا تكفي لثمن الخبز فقط. وتقول ساجدة جميل شبيب، مديرة دار الايتام في الكوت إن مرتبات النزيل الشهرية تبلغ ثلاثة آلاف دينار. واضافت أن الدار منذ افتتاحها عام 1968 كانت تعنى بالرعاية الاجتماعية وتحقيق التكيّف الاجتماعي والنفسي للنزلاء من فاقدي الابوين وهي تتبع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وتابعت تستقبل الدار، وهي الوحيدة في المحافظة، الايتام الذين فقدوا الابوين إضافة إلى الاطفال الذين يعانون جراء تفكك اسرهم من الذين تتراوح اعمارهم بين 6 سنوات و 18 سنة..وقالت الدار تقدم خدماتها التربوية والاجتماعية والانسانية لهؤلاء النزلاء إضافة الى المأكل والملبس والعمل على خلق الاجواء المريحة لتلك الشريحة التي كانت وما تزال تعاني الحرمان وفقدان الحنان. أضافت أن الدار يضم في الوقت الحاضر( 27 ) نزيلاً من الذكور بأعمار ما بين 6 ــ 18 عاماً وأن مرتبات النزيل الشهرية هي ثلاثة آلاف دينار ، وهو ما يعني أن مخصصاته اليومية مائة دينار. وطالبت مديرة الدار الحكومة المركزية أن تهتم بهذه الشريحة خصوصاً في تعديل الراتب الذي لم يعد كافياً، وتوفير السبل الاخرى المهمة للنزلاء وتمنحهم وظائف حكومية عندما يبلغون سن الثامنة عشر. وقالت لابد من فتح ورش عمل تتيح لنزلاء الدار اكتساب مهارات عملية تساعدهم على اشغال اعمال معينة عقب تخرجهم من الدار.ونوهت أن القانون الحالي يلزم اخراج النزيل من الدار عند بلوغه سن الثامنة عشرة من العمر. وتساءلت أين يذهب هؤلاء ؟ هل يضيعوا مجدداً ؟. وقالت نطالب الحكومة بضرورة وضع تشريعات جديدة تراعي روح العصر لانقاذ هذه الفئة المهمة في المجتمع واشراكها فيه لتكون منتجة ومبدعة في مختلف المجالات. كما طالبت بانشاء دار خاص بالاناث. وأوضحت أن تردي الوضع الامني شكل عبئا نفسيا على نزلاء الدار في ظل قيام ادارته بمنعهم من الخروج منه حفاظا على ارواحهم. ولفتت الإنتباه إلى أن قبول الأطفال كنزلاء في دار الايتام يتطلب تقديم مايثبت وفاة الوالدين وشهادة الجنسية الخاصة بالنزيل مع تقديم طلب وكفالة الى الدار. من ناحيتها قالت مديرة قسم دور الدولة فى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عبير مهدي الجلبي إن الوزراة أعدت مسودة تعديل بعض فقرات نظام دور الدولة، وتضمن مقترح لزيادة مصروف الجيب بالنسبة للمستفيدين من الايتام في دور الدولة الذي سيرفع الى مجلس شورى الدولة مع بعض التعديلات الاخرى. واوضحت الجلبي أن وزارة العمل اوعزت الى مراكز التشغيل والتدريب المهني والباحثين الاجتماعيين المسؤولين عن برنامج الرعاية اللاحقة في دور الايتام بالتنسيق مع مراكز التدريب المهني في المحافظات لغرض زج المستفيدين المشمولين بالرعاية الاجتماعية بالدورات التدريبية المقامة في المراكز. وشددت الجلبي على ضرورة تغيير مصروف الجيب بالنسبة للمستفيدين الايتام، لأن نسبته ضعيفة حيث يتسلم المستفيد في رياض الاطفال راتب 100 دينار يومياً، و150 دينارا راتب المرحلة المتوسطة، ويتسلم اصحاب المرحلة الاعدادية راتب 250 دينارا، اي ما يعادل 7500 دينار شهرياً. واشارت الى ان هناك عدة مقترحات سترفع الى الوزارة ،وبالتالي ترفع الى مجلس شورى الدولة للعمل بها لرفع معاناة دور الدولة للايتام من بينها رفع رواتب المستفيدين الايتام ووضع تشريعات جديدة لهم تراعي روح العصر لانقاذ هذه الفئة لتكون مبدعة من خلال زجهم في ورش العمل والاستفادة من خبراتهم التي يكتسبونها. وقالت الجلبيان دور الدولة للايتام تحتضن اليتيم وذوي الوضع الخاص في الدور لحين اكمال الثامنة عشرة من عمره، وهناك تنسيق مع وحدة الرعاية اللاحقة اي بعد انتهاء فترة بقاء المستفيد اليتيم في الدار لايجاد فرص عمل في مراكز التشغيل في بغداد والمحافظات ومنحهم الاولوية في القبول..اما بخصوص الاناث فانه بعد اكمال المراحل ينتقلن كموظفات في نفس الوزارة أو تعليمهن في ورش عمل الخياطة وصناعة الزهور والسيراميك وغيرها. ودعت الجلبي الحكومة ان تحصل دور الدولة للايتام باستثناء في القطع المبرمج بالنسبة للكهرباء على اعتبار انهم حالة انسانية خاصة. فى الوقت نفسه ، قالت رئيسة قسم البحث الاجتماعي في دار الايتام بمحافظة واسط حليمة شاكر أن القسم مسؤول عن أي نزيل من نزلاء الدار من حيث المتابعة اليومية له سواء داخل الدار أو في خارجها. وأضافت من المؤكد أن نزلاء دار الايتام يعانون بالاصل من التفكك الاسري الذي يكون سببه الاباء ما يجعل أن يكون هناك دور كبير للبحث الاجتماعي في التعرف على مشكلاتهم والتحري عن همومهم والعمل على حلها. وتابعت في الايام التي يدخل النزيل الى الدار ننظم له استمارة وينظم له ملف خاص تدون به كل المعلومات التي تخص النزيل وما يطرأ على حياته من متغيرات خلال فترة وجوده في الدار . ولفتت الى أن القسم يسعى لاعادة اليتم الى عائلته اذا كانت الاب والام على قيد الحياة بغض النظر ما اذا كانا منفصلين أم لا ؟ واضافت أن هذا الموضوع يتطلب جهوداً وتنسيقا ما بين الاسرة والدار واليتم لمعرفة ميوله وما إذا كان يرغب بالعيش مع الاب أم الام أو أنه لا يريد ذلك. وأشارت الى أن دور البحث الاجتماعي ينصب في التعرف على رغبة كل من الاب والام بتبني ولدهما . وقالت انه خلال العام الحالي تم اعادة أحد الايتام الى ذويه وحسب رغبته، وأن القسم يسعى الان لجمع إحدى العوائل بعد أن تم التفريق بين الزوجين .وأشارت الى أنه تم البدء بتنفيذ خطة جديدة ما بين الدار وبين احد اقرباء كل نزيل لغرض تهيئة الاجواء الملائمة لاعادته الى اسرته خصوصا للذين يعانون من التفكك الاسري . ويقول الطفل حيدر فلاح ( 7 سنوات ) أنه لم يتعرف على والديه حتى الان، ولا يعرف الظروف الي جعلته يكون مشرداً ،لكنه ذكر أن الدار هي منزله وأن المربيات فيها هن بمثابة عائلته. واضاف لا أعرف والدي بالضبط، ووجت نفسي نزيلاً من نزلاء الدار، وانا أعيش فيها منذ أكثر من سنتين بعد أن كنت عند إحدى العوائل التي ربتني منذ طفولتي. وقال زميله حسين عبد الله عبد الوهاب ( 15 عاماً ) إن الاجواء في الدار أفضل من غيرها وأن الجميع يشعرون أننا عائلة واحدة. وأضاف تعلمت خلال السنوات الاربع في الدار أشياء كثيرة، في مقدمتها القراءة والكتابة، كما تعلمت الحاسوب وأشتركت في دورة اقيمت في دار الايتام.وتابع مشكلتي في أنني يتيم الابوين، ولم اجد أحداً من اقاربي يهتم بي، لذلك جئت هنا الى الدار وأعيش فيها بكرامة الان بعد أن كنت مشردا تارة هنا وتارة هناك وزاد أطمح حاليا بالاعتماد على نفسي والدخول في معترك الحياة ،واتمنى بعد بلوغي 18 عاماً أن أفتح مكتباً للحاسوب.واستدرك لكن ليس عندي رصيد لفتح هذا المكتب، والمخصصات التي نستلمها شهريا قليلة جداً ولاتستحق الذكر.وأردف اتمنى من الحكومة أن تهتم بنا ،وننتظر منها العون، فما زلنا لم نتلمس منها أي شيء ، نأمل بأن تمنحنا فرص عمل أو تجد لنا مشاريع انتاجية بعد أن نبلغ السن القانوني وبذلك لا يمكن لنا السكن في الدار.[/align]