المالكي أمضى ثلاثة أيام ليلقن البرزاني درسا واحد
ا
أمضى رئيس الوزراء نوري المالكي ثلاثة أيام في اربيل اجتمع فيها مع البرزاني رئيس ما يسمى بحكومة إقليم كردستان ليلقنه درسا واحدا وهو الكف عن أسلوبه المستفز للأتراك ومساندته للمنظمة الإرهابية، حزب العمال الكردستاني. وأخيرا نجح المالكي على الأقل يوم مغادرته حين قال البرزاني إن أسلوب التهديد لا ينفع مخاطبا القيادات العسكرية التركية وطالب بالحوار وقد نسى أنه هو الذي كان يهدد الأتراك بإثارة الفتنة في تركيا و إيوائه المنظمة الإرهابية التي تنفذ عملياتها في تركيا وتصريحاته بان يجعل أراضي كردستان مقبرة للجيش التركي.
جاءت زيارة المالكي إلى الشمال ليفهم قادة الكرد بالخطر المحدق بهم وبالعراق من خلال إثارة الأتراك، الدولة الوحيدة التي لها مصالح في العراق ولا تتدخل في شؤونه الداخلية لحد اليوم. ولكن العمليات الإرهابية داخل تركيا التي ينفذها حزب العمال الكردي الذي وجد لنفسه مأوى آمنا في شمال العراق ويستخدمه البرزاني كورقة ضغط على الأتراك استنفذ صبر الأتراك وأصبحت العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية اقرب إلى التنفيذ من أي وقت مضى وتوحدت وجهات النظر السياسية والعسكرية التركية في حتمية التدخل العسكري لضرب مقرات حزب العمال الكردي المدرج ضمن المنظمات الإرهابية.
المؤشرات تقول أن التوغل التركي في شمال العراق بات حتميا وهو مسالة وقت فقد صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن أي طلب من القيادات العسكرية سيكون موضع دراستنا ومن جهة أخرى قال رئيس أركان الجيش التركي بأنهم مستعدون لتنفيذ العملية العسكرية إن ورد طلب من القيادات السياسية ولكي يبيض كل طرف وجهه أمام الرأي العام التركي وخصوصا أن الانتخابات على الأبواب فان العملية العسكرية باتت قاب قوسين أو أدنى.
العمليات العسكرية ربما تكون محدودة داخل الأراضي العراقية لكنها ستكون وبلا شك ضربة للعلاقات الجيدة بين الحكومتين العراقية والتركية وربما التداعيات التي ستلي تلك العمليات وخصوصا إن حاول البرزاني إيقاف القوات التركية ستفتح جبهة في الحدود الشمالية للعراق وربما تكون سببا لبقاء القوات التركية لفترة أطول مع إحتمال توسيع العمليات العسكرية لضرب مقرات القوات التي ستحارب القوات التركية أي مقرات المليشيات الكردية.
حكومة المالكي أدركت خطورة الوضع مما جعله يمضي ثلاثة أيام في الشمال محاولا إفهام البرزاني خطورة الوضع وجدية الأتراك في تصريحاتهم وان تسليم الأمريكيين دفة الأمن في المحافظات الشمالية للمليشيات الكردية في مثل هذا الوقت يثير في الأذهان إحتمال أن الأمريكيين قد اضاؤا الضوء الأخضر للتوغل التركي.
ربما أدرك البرزاني ما نقله المالكي، ولكنه بالمقابل يريد تبرير تراجعه بوعود من المالكي في تنفيذ المادة 140 حيث يؤكد الإعلام الكردي بأن المالكي قد وعد بتنفيذه في الوقت المحدد ولكن تصريحات رئيس الوزراء الدبلوماسية تقول غير ذلك، حيث صرح بأنهم يريدون تطبيق كافة بنود الدستور أي إن الحكومة العراقية لا تعطي الأسبقية لفقرة دون أخرى من الدستور وأكد بان العملية التنفيذية متعطلة وهذا ما يعطي مبررا لتأجيل الاستفتاء المزمع لتقرير مصير كركوك.