النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي الضحك على معاناة العراقيين بوهم العلمانية

    كثيرا ما تترد كلمة العلمانية الآن في العراق وعلى أن العلمانية هي الحل لكل أزمات العراقيين وأن العلمانية هي الدواء للمعاناة العراقية. الغريب أنني سمعت مثل هذا الكلام من بعض أصدقائي والذين لديهم بعض الميول الإسلامية.

    أولا دعونا لا ننكر أن شعوب المنطقة تعاني من مرض عضال اسمه الذاكرة المثقوبة والتي سببت بأن ينسى العرب أن التوجه الطائفي والتمييزي والعنصري قد أسس له العلمانيون العرب. قد يقول قائل أن السبب ليس بالعلمانية بل بالعلمانيون الذين لم يلتزموا بأسس العلمانية الصحيحة. هذا القول صحيح وهو سوف يقودنا إلى أن العلمانية إن كانت تدعو إلى المواطنة وإلى المساواة هي بعينها توجه إسلامي كذلك.

    ولكن كيف لنا أن نستنبط قيم متعالية كالمساواة والتسامح والحرية من نصوص دينية ضيقة؟

    الجواب على مثل هذا التساؤل يقودنا لقراءة تاريخية لظهور العلمانية وهو سوف يكشف لنا بأن العلمانية بجذورها الفلسفية هي جذور مسيحية دينية وهناك كتاب شهير للقديس أوغسطين عنوانه مدينة الله يبين ويوضح فيه أن ممكلة المسيحيين هي في الأخرة وليست في الدنيا والعالم المادي ومثل هذا التصور يقود بشكل أو بأخر إلى تصور علماني يفصل الدين عن السياسة.

    كذلك يمكننا إستنباط قيم متعالية تتسع لكل البشر وأسس للحكم الرشيد "good governance" من سيرة الإمام علي عليه السلام وخاصة عندما أحتكم لشريح القاضي وهو إمام المسلمين مع يهودي بسبب قضية مالية. مثل هذه الرواية تؤكد على نظام المسائلة للحكام وكذلك على المساواة في القانون مع جميع الطوائف والمذاهب الدينية.

    لهذا لا ضير أن يكون هناك نظاما إسلاميا يقوم على قيم المواطنة والمساواة والحرية لأن هذه القيم ليست سلبية بل إيجابية بمعنى أنها ليست حرية ومساواة ومواطنة للمسلمين فقط بل للجميع وحتى إن كان التأسيس الفكري والسياسي لها مصدره ديني إسلامي مثلما أن العلمانية مصدرها مسيحي لاهوتي.

    وسوف أعود لقصة العلمانية في العراق لاحقا..
    قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    402

    افتراضي

    اعتقد ان المغالطة تبدأ من الادعاء بوجود علمانيين عرب، او بأنه هناك نظام علماني في الدول العربية.

    والمغالطة الثانية محاولة تخريج مصدر ديني للعلمانية
    اما المغالطة الثالثة ال فهي ادعاء بوجود نظام اسلامي اصلا، ومحاولة جعل هذا النظام الاسلامي الذي لم يوجد ابدا اصلا لقيم المواطنة والمساواة والحرية.

    ان العلمانية وحدها لاتكفي لبناء نظام المواطنة وحرية الانسان والمساواة، وانما يجب ان تكون مترادفة بالديموقراطية، الامر الذي يفتقده اي مجتمع عربي مهما كانت درجة العلمانية به..

    ونظام العدالة والمساواة وحرية المواطن لايمكن ان تحمل رايته الاحزاب الاسلامية، لانها بطبعها احزاب " طائفية" مذهبية دينية تقوم على بناء نموذجها الديني حسب تصوراتها، ومن خلال "الوصاية" الفكرية المسبقة وفرض التصورات الفقهية الخاصة بها وخلط الدنيوي بالالهي والحكم بإسم الله.

    لاتوجد احزاب دينية او قوى دينية سياسية إسلامية طرحت برنامجا يحترم حق المواطن والمواطنة بتقرير شكل ممارساتهم الدينية وشكل علاقتهم بالله، بل ان جوهر وجود الحزب الاسلامي هو لعب دور الوصي والوسيط بيننا وبين الله، وهذا يتعارض مع قدرته على إعطاء الحرية والمحافظة على حقوق الانسان والانسانة...

    ان التجارب الموجودة اليوم في ايران والسعودية والسودان وافغانستان والعراق تظهر بوضوح ان الاحزاب الدينية فشلت فشلا ذريعا في خلق نموذج او حتى بداية نموذج يحترم فيه خيارات المواطن ويبني انسانا حرا قادرا على الابتكار والتفرد، ويسود فيه حقوق الانسان والعدل والمساواة.

    ان قيادة دينية بذاتها ليست الازمة وانما فرض التصورات الفقهية الدينية لنخبة معينة على الافراد وسحب حق الفرد بالتصرف الذاتي في العلاقة مع الله هو الازمة...وهذا التصرف نجده في جميع البلدان التي تقودها القوى الدينية..عدا تركيا حيث تجري القيادة على اساس احترام اسس العلمانية والديمقراطية للمجتمع

    ان الاحزاب الدينية تستغل الدولة لفرض فقها على الشعب ولإعادة خلق فكرها ونشره، وتتدخل المؤسسة الكهنوتية المعبرة عن فقه النخبة الحاكمة بشؤون الدولة والصعود فوق القانون لتصبح المؤسسة الدينية حزبا قائدا. وهذا بالذات يشكل ازمة إضافية في ظروف العراق، تعمق ازمة الثقة وتمنع قدرة الاطراف على القبول ببعضها على رأس السلطة من خلال مفهوم حكم ديني طائفي..

    ان القيادة الطائفية في ظروف العراق لايمكنها إلا ان تأجج التفرقة والتوتر والتحشد على اساس الهوية الطائفية والتفريط بالهوية الوطنية، وبالتالي فمها كانت الافضليات التي يمكنك ان تقدمها، تبقى الدولة الدينية غير موضوعية لظروف العراق، بل انها سبب الازمة وستؤدي الى تمزق العراق وإبادة آفاق التطور

    ان الازمة ليس في الدين وانما في فرضه، والنظام العلماني الديمقراطي وحده يمكنه ان يقدم الضمانات لعدم فرض الرؤى الدينية على بقية الفرقاء ويرفع التوتر والخوف ويمنع المؤسسة الدينية من التدخل في شؤون الدولة السياسية

    ان الاحزاب الدينية هي التي خلقت معاناة العراقيين وهي التي تضحك على العراقيين بالادعاء ان طريق تعزيز وتجذير الطائفية وتسلط رجال الدين على التشريع السياسي هو الطريق لخلق مجتمع حر وعادل تسود فيه حقوق الانسان " بمافيه المرأة".
    كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني