النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    50

    افتراضي تجربة الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قده)

    تحدّث سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وفي أكثر من مناسبة، عن تجربة الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قده)، وعن أهمية هذه التجربة في تلك الظروف المصيرية التي مرّ بها العراق.

    وتعيد صفحة "بيِّنات" نشر ما تحدّث به السيد فضل الله، وبعضاً مما أجاب به عن أسئلة تتعلّق بالشهيد الصدر الثاني، وذلك استجابة لمطالبة الكثير من الأخوة والمشاركين في الصفحة0

    دعم حركة مرجعية الصدر الثاني دون تردد

    نعيش في هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني المظلوم آية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره)، وإيماناً منا بضرورة تكريم هذا الرجل الذي اقتحم جوّ الرعب الذي صنعه النظام المجرم في العراق، ومن ورائه كل أدوات الإرهاب العالمية التي زوّدته بكل وسائل الجريمة، ومن أجل أن نكون أوفياء لهذا الرجل العظيم، حري بنا أن نحيي ذكراه، وأن نتزوَّد من عطائه الفذّ، ومن أجل ذلك، نقدّم بين يدي القارئ الكريم هذه الكلمات التي صدرت بحقه من قبل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، والتي توافرت على مواصفات قد لا تتوافر في غيرها من الكلمات الأخرى، ومن أهمها:

    أوَّلاً: أنها صدرت من مرجع ديني كبير له مكانته في العالم الإسلامي وبحق مرجع آخر لها مكانته أيضاً، وهذه المسألة تحظى بأهمية كبيرة لو نظرنا إليها مقارنةً بالكثير من الحالات التي رأينا فيها أحجام الكثير من المواقع المهمّة في ساحتنا وهي تأبى أن تقف إلى جانب عظمائها ومن منطلقات شتى وبمعاذير قد لا ترقى إلى مستوى القبول، ولكنّا رأينا المرجع الديني الكبير، السيد محمد حسين فضل الله، يتجاوز كل اعتباراته، وينظر إلى حركة مرجع آخر على أنها أمل للإسلام، فيصرّح لصالحها، ويدعمها من دون أدنى تردد أو وجل. وهذا الأمر لو قايسناه بالظروف التي صدرت بها هذه المواقف، لعرفنا القيمة الكبيرة التي تحملها كل كلمة من هذه التصريحات.

    ثانياً: أنها حملت الموقف الثابت والواضح من قبل سماحة السيد فضل الله تجاه حركة الشهيد الثاني(قدس سره)، سواء كان ذلك قبل استشهاده أو بعده، فسماحة السيد فضل الله واكب حركة الشهيد في أيامها الأولى مؤيداً لها، ولا سيما فتواه الشهيرة بدعم صلاة الجمعة، ومن ثم استمرار هذا النهج إلى ما بعد استشهاده على الوتيرة نفسها، كل ذلك دليلٌ على الموقف المبدئي الذي يحمله سماحة السيد فضل الله، والذي ينبع من تشخيصه للموقف الشرعي الذي ينبغي أن يكون عليه تجاه حركة السيد محمد الصدر(قدس سره).

    ثالثاً: أن هذه الكلمات انطلقت من رجل عُرف بخبرته الكبيرة في العمل الإسلامي، بل يعتبر من أكبر المنظِّرين الحركيين للعاملين في سبيل الله، فحينما يتحدث عن مشروع الصدر الثاني(رض)، فهو حديث الخبير الذي ينظر إلى المسائل بعمق وموضوعية ويقيِّمها من موقع المسؤولية.

    رابعاً: أن هذا الكراس شهادة تأريخية بحق السيد فضل الله في أنه أثبت قدرته التي عُرف بها في تقييم الأحداث وبالصورة الحقيقية، ففي الوقت الذي عرف عن الكثيرين أن الغبش قد أصابهم تجاه حركة الشهيد الصدر الثاني(رضي الله عنه)، بل لعل البعض إلى الآن لا يزال غير قادر على تلمس الرؤيا الواضحة، في هذا الوقت، كانت النظرة الثاقبة والصحيحة لسماحة السيد فضل الله(دام ظله) ترى الأمور بصورتها الطبيعية وتتحدث عنها بشكل واضح. وهذا دليل على قدرة هذا الرجل بصفائه الروحي وذكائه الفذّ على تلمس الحقيقة وإعطائها صورةً واضحة لمن يطلبها.

    ولا نطيل عليكم الحديث، ونترككم مع هذه الصفحات لكي تطّلعوا على الحقيقة كما هي، سائلين المولى سبحانه أن يوفقنا جميعاً لخدمة دينه ونيل مرضاته، وهو القائل عز وجل: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين}[القصص/83].




    ما قبل الاستشهاد

    دعم صلاة الجمعة:

    كان موقف المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله واضحاً تجاه حركة السيد الصدر، وكان المؤمنون يرون في سماحته ركناً وثيقاً لدعم مشروع الصدر الثاني(قدس سره)، وبعد أن أقيمت صلاة الجمعة في العراق، وباعتبارها حدثاً جديداً، فلا بد أن تكثر الآراء حوله: في مشروعيته ودوافعه، وفي الثمار التي تترتب عليه، أما سماحة السيد فضل الله، فكان ينظر إلى صلاة الجمعة على أنها أمر عبادي يحمل في مضامينه الأمل في أن يؤدي دوراً كبيراً في العراق في رصّ صفوف المؤمنين تجاه المشروع الإسلامي، ولذا فمجرد أن سئل سماحته عنها أجاب بتأييدها وتثبيت المؤمنين على حضورها.

    وينبغي أن نشير إلى أن هذه الفتوى تعتبر من النصوص الصريحة في بيان موقف سماحة السيد فضل الله تجاه المشروع التغييري للسيد محمد الصدر (قدس سره) في العراق.

    ويظهر النصّ مدى الدعم الذي يوليه سماحته لحركة الشهيد الصدر، ونحن نقدم هذه الفتوى بين يدي القارئ الكريم لكي يطّلع عليها، ويرجع ليتذكر الظرف الذي صدرت فيه، وليرى الموقف الواضح والشجاع للسيّد فضل الله في دعم حركة الإيمان.

    استفتاء حول صلاة الجمعة في العراق:

    س: كما يعلم سماحتكم أن صلاة الجمعة تُقام الآن في أغلب مدن العراق بأمر من سماحة السيد محمد الصدر وبإمامته في مسجد الكوفة لكن تتعالى من هنا وهناك أصوات تختلف في اتجاهاتها وميولها لكي تتحد على هدم الجمعة، كلّ على طريقته وسليقته، البعض يقول إنها بدعة ولم يصلّها أي من علماء الإمامية منذ فترات متطاولة لأنهم يرون أن المصلحة تقتضي عدم إقامتها، والبعض يقول إنها سبب في إراقة الدماء الطاهرة، وآخر يقول إنها تهدم الشيعة في العراق، وآخر يقول إنها واحدة من أساليب الاستكبار العالمي لهدم الدين في العراق وإنها في خدمة الاستعمار، ونحن نسأل سماحتكم بصفتكم أحد مفكري وعلماء الإسلام والمذهب على وجه الخصوص عن رأيكم ورأي الشريعة حول:

    1ـ إقامتها وحضورها في الوقت الراهن.

    2ـ وحول الأقاويل المذكورة أعلاه التي يتكلم أصحابها باسم الإسلام والتشيع.

    3ـ بماذا تنصحون مقلديكم وعموم المسلمين في العراق بهذه الصورة.

    ج: بسم الله:

    1ـ إن إقامة صلاة الجمعة من الأمور العبادية التي قد تصل إلى حد الضرورة الإسلامية بما تقتضيه مصلحة المسلمين من الاجتماع في صلاتهم للعبادة الجماعية وللاطلاع على قضاياهم العامة من أجل اتخاذ الموقف الموحّد، فإن الكتاب والسنة يدلان على وجوبها، ولولا بعض التحفظات الفقهية لقلنا بالوجوب التعييني، وإذا أقيمت بشروطها الشرعية وجب الحضور عندنا، وقد كان أستاذنا السيد الخوئي(رحمه الله) يقول بالاحتياط الوجوبي في هذه الصورة.

    2ـ إن هذه الأقاويل لا ترتكز على قاعدة شرعية ثابتة، وإن فسادها واضح، فإن عدم إقامة العلماء السابقين لها قد يكون ناشئاً من ظروفهم الخاصة أو فتاواهم الخاصة، أما كونها من أساليب الاستكبار فهو مما يضحك الثكلى، لأنها من فروض الإسلام التي تؤكد على مواجهة الاستكبار والكفر العالميين إذا كان القائمون بها في مستوى المسؤولية.

    3ـ إنني أنصح أبناءنا المؤمنين بتأييد صلاة الجمعة والإلتفاف حولها، فإن فيها الخير الكثير.

    الدفاع عن صلاة الجمعة:

    حينما كانت الأحداث تتسارع في العراق، وذلك قبل أيام من استشهاد السيد الصدر الثاني(قدس سره)، كان سماحة السيد فضل الله(دام ظله) يتابع الحدث ويوليه الاهتمام المطلوب، ولذا حينما حلَّ يوم الجمعة المصادف 25/شوال/1419هـ، كان موضوع العراق يشغل الحيز الأكبر في خطبة الجمعة السياسية، ومما ورد في حديثه في تلك الخطبة ما يلي:

    قال سماحته:لا يزال العدوان الأمريكي البريطاني على العراق، والذي يستهدف الشعب العراقي، تحت تأثير حجج سياسية وعسكرية باسم حماية الشعب العراقي، في الوقت الذي يسقط بفعل القصف الأمريكي عشرات المدنيين بين وقت وآخر.

    إننا نعارض هذا النظام الذي أجرم في حق العراقيين وفي حق كلِّ المنطقة، ولكننا في الوقت نفسه نجد أن أمريكا وبريطانيا لا تقصفان بطائراتهما الحاكم في العراق ومؤسساته، ولكنهما تقصفان الشعب العراقي وتحاولان تدمير مواقعه وتدمير دفاعاته. ونقول إنه ليس لأمريكا ولا لبريطانيا أية وصاية على العراق وعلى الشعب العراقي، ولذلك فنحن نرفض مثل هذا العدوان جملةً وتفصيلاً، وعلى المسلمين أن يرفضوه كذلك.

    كما إننا نريد أن نؤكد على مسألة أخرى، وهي أن الشعب العراقي لا يزال محاصراً من الاستكبار الأمريكي من جهة، ومن خلال نظامه وحاكمه من جهة أخرى.

    وقد وصلنا من الأخبار أخيراً أن النظام العراقي عمل بكل ما عنده من طاقة للضغط على صلاة الجمعة التي امتدت في أكثر مواقع العراق وأكثر بلدانه، هذه الظاهرة الإسلامية الحيوية التي استطاعت أن تفتح عقول وقلوب المؤمنين هناك على ما تعطيه صلاة الجمعة من توجيه ووعظ في كل المجالات..

    إننا سمعنا أن هناك ضغوطاً لمحاصرة هذه الصلاة واعتقال الكثيرين من أئمة الجمعة هناك، باعتبار أن النظام أصبح يشعر بخطر على نظامه وعلى امتيازاته من خلال ذلك.

    إننا نرفع أصواتنا عاليةً من أجل أن يرفع هذا النظام يده عن المؤمنين، وأن لا يمارس الضغط على الحريات الدينية، ولا سيما العبادية، كما ضغط في الحالات السابقة.

    نحن مع الشعب العراقي في كل آلامه وفي كل قضاياه ومشاكله وفي كل الحصار الذي يعانيه في الداخل والخارج.

    الموضوع منقول موقع بينات http://www.bayynat.org.lb/www/arabic...dik_elsadr.htm



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    أحسنت أخي الكريم أبو قاسم و بارك الله بكم٫ أخي العزيز الموضوع ليس منشوراً فقط في صفحة السيد فضل الله حفظه الله فقد تم نشره في صفحة الشهيد الصدر الثاني قدس سره..
    http://www.alsader.com/BAYNAT.htm

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني