اخطار الموبايل

لقطة من ظاهرة اجتماعية

برزت في الاونة الاخيرة ظاهرة استخدام الموبايل او بالاخص البلوتوث في الموبايل ،ويلاحظ بوضوح سوء استخدام هذه التقنية من خلال كافة الفئات العمرية سيما الفتيان الذين يستخدمون الموبايل بطريقة لا تنتمي الى الواقع الاجتماعي العراقي باخلاقياته المعروفة ،وهذا الجنوح اللامسؤول سوف يحول جيلا من الفتيان الى فئة متميعة وهو ما يؤدي بالتالي الى انهزام المجتمع وانحلاله ونزول البلاء عليه اشبه بالامم السابقة .
وما من شك ان هذه التطورات التقنية الاجتماعية استحدثت في مرحلة مابعد سقوط الصنم الذي كان يكبح الحريات ويمنعها من نموها الطبيعي ومع تفتح اوراق هذه الحريات بعد السقوط لوحظ التدني الكبير في منسوب الحياء الاجتماعي وهو الالزام الاجتماعي والتقاليدي العام الذي يجعل الفرد يرتدع ويستحي الا انه مع تبدل الاوقات وفي تبدل الاوقات نشهد زمنا جديدا ات عرفنا ان الناس تريد (بدافع الغرائز غير المنضبطة)ان تفعل ما تشاء ،وقد وقع في هذا الفخ ليس الطبقة المراهقة في العراق والعالم العربي حسب وإنما الكثير من الذين يدعون البلوغ والعقل والانضباط بل وحتى من حملة العقيدة ،وايا كان الدافع سواء بسبب الفضول او حب الاطلاع او شعور هذا الفرد العاقل بالملل او احساسه بضرورة مجارات العصر ،ايا كانت التبريرات فان على البالغين ان يفهموا ان تناول المواد غير الاخلاقية او غير المستساغة اجتماعيا في الموبايل من الجنس الى الغناء الى الشعر المصحوب بالموسيقى الى الموسيقى بانواعها كما يفسرونها الهادئة والعقلانية والحزينة ،كل ذلك التعاطي والتناول سوف يؤدي الى اطمئنان المراهق والصبي بمشروعية ما يفعلة من تناول هذه المحرمات لانه يلاحظ وببساطة ان الكبار لا يمتنعون عن تعاطي هذه التفاهات ،وعلى البالغين ان يفهموا ان الصبي او المراهق مثله الطفل في قضية التقليد والالية الالتقاطية التي يحملها تحاول ان تقلد الغير وان تطبقه بشكل سريع بحثا عن المغامرة والتجديد والاكتشاف لاستحصال اللذه وكل ما يفعله الكبار يعني مشروعية تنفيذه من قبل المراهقين لان البالغين في عرف المراهقين لا يفعلون الامور غير الصحيحة او غير العاقلة ،او ان المراهق يعمد الى القول اذا كان فلانا يفعل ذلك الفعل مع انه ملتزما او يحمل عقيدة او قدوة .....الخ فلماذا لا افعله انا وهي مرحلة بداية الانهزام لان هذه اللحظة قد تجر اخر من المواقف التي يمر بها المراهق والتي يجب ان يثبت فيها لا ان ينهزم ،ومن المفيد القول ان الذي يجعل الشباب والمراهقين وغيرم يهتمون بالموبايل واخر الفكاهات واللقطات والاغنيات هو الفراغ الذي يعيشه هذا الفرد او ذاك وعدم وجود العلم الذي يشغل هؤلاء او وجود الخدمات الثقافية والخدمية والتسلية المناسبة البريئة من قيود لا تهدف في النهاية الا الى تحطيم الشخصية المسلمة والهائها بما هو غير نافع او صحي :
ولعل من ابسط العلاجات لهذه الظاهرة هو :
1. لابد من التزام البالغين اولا بعدم تناول المواضيع المتدنية المستوى في الموبايل لكي يكونوا مثلا اعلى وبالتالي حدوث الزام خلقي واجتماعي .
2. على افراد المجتمع جميعهم الامر بالمعروف والنهي عن امثال هذا التدني الاخلاقي بطريقة هادئة وحسنة .
3. يجب على منظمات المجتمع المدني الكتابة عن اخطار التناول السئ للموبايل من خلال الملصقات والابحاث والدراسات والمنشورات والحد منها .
4. كما ان للفضائيات والوسائل الاعلامية دور في ايقاف هذه الظاهرة التي تؤدي الى خراب المجتمع .
5. بامكان مراكز الدراسات والبحوث القيام بعمل استبيانات واستطلاعات مهمة تخص اخطار الموبايل وتزويد المدارس او الوزارات المختصة او وزارة التربية لاتخاذ ما يلزم من الاحتياطات .
6. على منظمات المجتمع المدني او المساجد او المراكز الثقافية عقد مؤتمرات او لقاءات تخص هذه القضية والخلوص بنتائج مهمة وعملية لمعالجة هذه الظاهرة .
7. للاباء والامهات وللاسرة بشكل عام دور في تنبيه الاولاد الى هذه المخاطر .

وفي النهاية علينا ان نفهم ان اغلب الحوادث الجنائية اليوم تحدث بين مراهقين ذابوا في التقنية الحديثة فاذابتهم لذا عليهم ان يعودوا الى رشدهم وهذا لن يكون الا بواسطة ايقاظ المجتمع لهم .