الطفـل والنظافة المدرسـية

سمية العلي

من أكثر المشاكل والاضطرابات التي تصيب الأطفال، خاصة الصغار الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، الحرج والارتباك من الإفصاح أمام المعلمين أو زملائهم في الفصل، برغبتهم في دخول الحمام.

وكثيرات من الأمهات يعانين من هذه المشكلة، خاصة عندما يؤدي الخجل إلى أن يبل الطفل الصغير ملابسه مما يزيد من حرجه أمام المعلمات وزملائه في الصف.

تشير مديرة إحدى المدارس أن المشكلة التي تعاني منها المعلمات هي مسألة تبوّل التلميذات على أنفسهنّ في الفصل.

وتعتبر أن أسباب هذه المشكلة إما بسبب الخوف الذي ينتاب التلميذة من المعلمة في حالة طلبها الذهاب إلى الحمام أو نتيجة لعدم تعودها من البداية على الطريقة الصحيحة في كيفية الدخول إلى الحمام، بالإضافة إلى سوء استخدامه نتيجة الفوضى التي يخلفها الطلاب وراءهم بعد خروجهم منه، فيرمون المناديل الورقية على الأرض بدل من وضعها في السلة المخصّصة لها، إضافة إلى عدم غسلها ليديها جيداً قبل خروجها من الحمام، وعند مناقشة الأمر مع ولي أمر التلميذة، يفاجأ بعدم اتّباع مثل هذا السلوك في المنـزل، مما يجعل المدرسة تبذل جهوداً من أجل تغيير الطالبة من تلك العادة.

إن نجاح هذا الأمر لن يتحقق بالجهود التي تبذلها المدرسة بمفردها، إنما يجب أن تتضامن الأسرة معها لحل هذه المشكلة سوياً، لذا لا بد من الأمهات القيام ببعض الخطوات المهمة من أجل مصلحة أطفالهم وأهمها:

- على الأم أن تمهّد لطفلها فكرة الانفصال عنها والذهاب للمدرسة.

- البدء في تعويد الطفل على دخول الحمام من منتصف عامه الثاني،على أقل تقدير، ومعظم الأطفال يستطيعون الاعتماد على أنفسهم في دخول الحمام دون خجل عندما يريد ذلك.

- من المفيد أن تصطحب الأم طفلها في جولة حول المدرسة عند التسجيل وتجعله يشاهد الحمام، كون حمامات المدرسة تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في المنازل والتي اعتاد عليها الطفل.

- على الأم أن تكون على صلة جيدة بمعلمة طفلها، ليس فقط من أجل متابعة تحصيله العلمي وإنما للوقوف على المشاكل التي يعاني منها الطفل، ليتمكنوا من علاجها مبكراً.

- تعويد الطفل على حمل المناديل الورقية لنظافته الشخصية، ورميها في المكان المخصّص لها.

- ضرورة إفهام الطفل أهمية غسل اليدين وتجفيفها جيداً بعد الخروج من الحمام.

انتبهي إلى مرحلة انفصاله عنك

يوضح استشاري في نمو الأطفال قائلاً: إنه من الطبيعي أن يتعلم الطفل دخول الحمام بمفرده قبل أن يصل لسن السادسة، لكن كثيرات من الأمهات يعانين من مشكلة اضطراب أطفالهن، في مناسبات محددة مثل دخول الطفل الصغير إلى المدرسة أو الروضة لأول مرة، مما يعني بُعدهم وانفصالهم عن أمهاتهم ولو لفترة قليلة من الوقت مما يسبب لهم قلقاً وخوفاً كبيرين من الانفصال نتيجة ذهابهم إلى المدرسة، وبالتالي فقد يصابون بحالة من التبوّل اللاإرادي، لذا على الأمهات أن يولين الجانب النفسي لدى الطفل أكبر قدر من العناية والاهتمام حتى لا يتعرض فيما بعد لسلسلة من المشاكل التي يصعب حلها، وهذا الأمر يعود بالدرجة الأولى لعدة عوامل، منها:

- الإفراط في الرعاية والمبالغة من الأم في حماية طفلها وجعله يعتمد عليها في دخول الحمام.

- عدم الإعداد السابق للذهاب إلى المدرسة.

- التوتر العصبي الناتج عن ظروف أسرية غير مستقرة.

وللتغلّب على هذه المشكلة لا بد من الاهتمام بالملاحظات التالية:

- تحديد السن المناسبة لبداية تمرين الطفل على دخول الحمام بمفرده، ويفضل أن تبدأ الأم في ذلك حين يبلغ الطفل السنتين من عمره.

- الطلب من الطفل أن يذهب إلى الحمام للتبوّل كل ساعتين.

- منع الأطعمة الحريفة عن الطفل وكذلك شرب السوائل، خاصة التي تحتوي على مادة الكافيين أو المياه الغازية بكثرة، مع ملاحظة عدم ترك الطفل عطشاناً.

- قد تنجح بعض الوسائل التحفيزية بإعطائه مكافأةً ما، إذا استطاع التغلّب على خجله ولم يتبوّل على ملابسه.

- وأخيراً أهمية استشارة اختصاصي نفسي عند ظهور بعض المؤشرات على الطفل، نتيجة تبوله الدائم في الفصل مثل: الشعور بالخجل، تجنب المشاركة في الأنشطة المدرسية الجماعية أو المبيت عند الأقارب.

شروط صحية وواجبات المدرسة

وحول دور المدرسة في التخفيف من هذه المشكلة:

- ينبغي تشجيع الأطفال على أن يطلبوا ما يريدون بصراحة، دون حرج أو خوف من المعلمة.

- عدم التعقيب، التوبيخ و التهكم من قِبَل المعلمين والتلاميذ المستمر على تبول الطفل وإظهار التقزز منهم، أو ذكر هذا العيب أمام زملائهم في الفصل.

- إدماج الأطفال في مجموعات للنشاط داخل المدرسة وتعزيز روح المرح لديهم.

- يجب أن تظل الحمامات جافة دائماً وتعيين عاملة للتأكد من هذا الأمر طوال الفترة التي يستخدم فيها الأطفال الحمام، فمن الأشياء التي تجعل الطفل يتبوّل على نفسه عدم نظافة الحمامات المدرسية.

- يزوّد باب الحمام بأقفال يسهل على الطلبة الصغار إغلاقها وفتحها.