النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    المرجع فضل الله للشهيد الصدر في ذكراه..أَخي ويعودُ الحنين لقلبي عميقاً كمِثل الجراح..

    [align=center][frame="7 80"][align=center]
    لأنك قوة.. لأنك ثورة
    العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله
    مهداة إلى روح شهيد الإسلام الكبير
    السيد محمد باقر الصدر(قده)

    __________________

    لأنَّكَ قُوَّةْ
    لأنَّ بعينَيْكَ سِرَّ ائتِلاقِ النُّجوم
    وفي رُوْحِكَ اليقْظَةُ الثَّائِرَةْ
    وفي قَلْبِكَ الحُبُّ للمُتْعَبينَ
    لِكُلِّ عيونِ الأَسى الحَائِرَةْ
    لأنَّكَ قُوَّةُ فِكْرٍ كبيرٍ
    كبيرٍ كَمَا القِمَّةُ القَادِرَةْ
    لأنَّ الهُدَى ثَوْرَةٌ في يَدَيْكَ
    وإِيقَاظُهُ اللَّحْظَةِ الخَائِرَةْ
    لأنَّ العيُونَ التي حَدَّقتْ
    بعَيْنَيْكَ في الثَّوْرَةِ الهَادِرَهْ
    رََأَتْ فيْكَ رُوحاً كمِثْلِِِ الربيعِ
    يَرُشُّ الضُّحَى في الخُطَى السَّائِرَة
    لأنَّكَ قُوَّةْ
    تَعيشُ وتَزْرَعُ في الأَرْضِ قُوَّة
    وَتَخْطو
    وَتَحْمِلُ لِلْغَدِ قُوَّهْ
    وَتَهْفو وَيَحْيا الشُّعورُ الطَّهورُ
    كَمَا الفَجْرُ يَحْمِلُ زَهْوَ النُّسورْ
    كَمَا الخِصْبُ يَحْضُنُ سِرَّ البُذُورْ
    ففي كُلِّ إِيقَاظَةٍ دَعْوَةٌ
    تُعَانِقُ بالحَقِِِِّ وَحْيَ الشُّعورْ
    وَفي كُلِّ دَرْبٍ هُدَى فِكْرَةٍ
    تَشُقُّ المدى في انطلاقِ العُبُورْ
    لأنَّكَ ثَوْرَةْ
    تُحَرِّكُ في الفِكْرِ دَرْباً جَديداً
    وتَزْرَعُ في الرُّوْحِ عُشْبَاً جديداً
    وَتَصْنَعُ في السيرِ خَطواً عنيداً
    وَتَمْتَدُّ في الخَطِّ خَطَّاً مَديداً
    تُلاقي البدايةُ فيهِ النِّهَايَهْ
    وَتَحْمِل للملتقى خَيْرَ ايهْ
    وَتُوحيْ لنا أَنَّ في كُلِّ غَايَهْ
    مَعَانيَ توحيْ.. تُثيرُ الحِكَايَهْ
    عَن اللَّهِ.. عَنْ وَحْيِهِ..عَنْ جِهَادٍ يُحَطِّمُ فينا طَرِيقَ الغِوَايَهْ
    لأنَّكَ ثَوْرهْ
    كَمَا أَنْتَ في فِكْرِكَ الحُرِّ ثَوْرَهْ
    تُفَلْسِفُ لِلْغَدِ بالحُبِّ ثَوْرَهْ
    وَتَرْصُدُ في مُلْتَقى الرُّوْحِ ثَوْرهْ
    وَتَنْسَابُ في الموجِ في كُلِّ بَحْرٍ
    يُهَدْهِدُ في شَاطِى‏ءِ الغَدِ ثَوْرَهْ
    وَتَحْكيْ لأطْفَالِنا في الربيعِ المُنَدَّى
    حَكايا العيونِ البَرِيئهْ
    وَتُوْحِيْ لِجِيْلِ الشَّبَابِ الفَتِيِّ
    إِرادَتَه في القُلُوبِ الجَرِيئَهْ
    وَتُطْلِقُ لِلْغَدِ كُلَّ جَنَاحٍ
    يُحَلِّقُ يَصْعَدُ نَحْوَ النُّبُوءَهْ
    لِتَعْرِفَ أَنَّ طَرِيقَ الذُّرَى
    تَشُفُّ مداهُ الأَكُفُّ المليئَهْ
    *****
    لأنَّكَ كُنْتَ الهُدَى والأَملْ
    وكنتَ تُنَادي وَتَصْرُخُ فينا
    وفي كُلِّ إِِِشراقةٍ لِلأَمَلْ
    تَعَالَوْا إِليَّ
    فإِنِّي هُنَا
    أُلمَلِمُ أُنْشودةَ الثَّائِرِينْ
    تَعَالَوْا إِليَّ
    فَإِنِّي هُنَا
    أَمُدُّ يَديْ في يَدِ الكَادِِحينَ
    وَأَدْعوْ وَأَصْرخُ في كُلِّ لَيْلٍ
    لأوقِظَ إِخْوَتيَ النَّائمينْ
    فَأَزْرعُ في كُلِّ جَفْنٍ طُيُوفَ الضِّياءْ
    وَأُهْرِقُ في كُلِّ رُوْحٍ كُؤُوسَ الصَّفَاءْ
    وَأدْعوْ الكُسَالى، على كُلِّ دَرْبٍ
    نِداءً نِدَاءً نَدَاءْ
    تَعَالَوْا إِليَّ
    فإنَّ الشَّهَادةْ
    عَبيرٌ وَحُبٌّ وَرُوحُ إرَادَهْ
    وَتَاريخُ مُسْتَقْبَلٍ مُشْرِِقٍ
    يَشُقُّ الحَيَاةَ.. بِسِرِّ القيادةْ
    وَتَحْيا الدِّمَاءْ
    تُهَلِّلُ تَفْرَحُ للسَّائِرينْ
    وَتَجْري الدِّمَاءْ
    كَمَا الموجُ في ملتقى السَّابِحِينْ
    كَمَا النَّهْرُ يَهْتِفُ بالسَّائِرِينْ
    هُنَا الجِسْرُ
    يَا زُمْرَةَ العَابرينْ
    وَتَهْفو الدِّمَاءُ
    وتهفو.. وتوحيْ وَتَهْمِسُ شِعْرا
    وَتَكْتُبُ في صفحةِ الغَدِ فكرا
    وَتُوْقِدُ في حفلةِ النَّارِ جَمْرا
    وَتُطْلِقُ في صَرْخَةِ الرُّوْحِ ثَأْرا
    وتَبْكيْ الدِّماءُ
    على البَاخِلينَ الذينَ اسْتَرَاحُوا
    وَعَادوا يَمصُّونَ رُوْحَ الدِّمَاءْ
    وَنَسْمعُ صَوْتَكَ رُوْحَاً خَفيفاً
    خَفيفاً كَمَا النَّسْمةُ الغَافيةْ
    تَعَالَوْا إِليَّ
    إِلى الفِكْرِ يا عُصْبَةَ الجَاهِلينْ
    إِلى الرُّوْحِ يا زُمْرَةَ الجَامِدينْ
    إِلى اللَّهِ يا مَجْمَع الجَاحِدِينْ
    إِلى الفَجْرِ يا فِرْقَةَ الضَّائِعينْ
    تَعَالَوْا إِليَّ
    ففي الدِّين فِكْرُ الحَيَاةِ الطموحْ
    وَيَقْظَةُ وَعْيٍ وعودةُ رُوْحْ
    وَقِصَّةُ دُنياً تُثيرُ السفوحْ
    لتحيا مَعَ اللَّهِ في خيرِ نِعْمَهْ
    فتسمع في الخُلْدِ أَعْذَبَ نَغْمَهْ
    وَتَصْنَع لِلْغَدِ أَعْظَمَ أُمَّهْ
    وَتوحيْ لنا أَنَّ سِرَّ الشهيدِ
    يُحَطِّمُ للظُّلْمِ أَرْفَعَ قِمَّهْ
    لأنَّكَ قُوَّة
    تُخيفُ.. تُهدِّدُ.. وَحْشَ الظَّلامْ
    وَتَحْيَا لِتَبْعَثَ روحَ السلامْ
    على اسْمِ الهُدَى في رَبيعِ الوِئامْ
    .. وَكَانوا على الدَّرْبِ..
    كَانت لَدَيْهِمْ
    حَكَاياكَ وَهْيَ تُثيرُ الضِّرَامْ
    لِتُشْعِلَ بالحَقِّ ثَوْرَةْ
    وَتَبْعَثَ بالفِكْرِ لِلحَقِّ قُوَّةْ
    وَتُوحيْ بِأَنَّكَ تَحْمِِلُ شُعْلَةْ
    وَأَنَّ يَدَ الشَّعْبِ تَزْرَعُ نَخْلَةْ
    لِيَنْشُرَ، في وَهَجِ الوَعْيِ ظِلَّهْ
    وكانوا يَخَافونَ أَنْ تلتقيْ
    الحِكَاياتُ.. في مَوْعِدِ الأَنبياءْ
    وَيَزْحَفُ إِسلامُنَا للذُّرَى
    الكبيرةِ في يَقَظاتِ الضِّيَاءْ
    وَيَهْوي الظَّلامُ
    وَيَحْيَا السَّلامُ
    سَلامُ القلوبِ النَّقِيَّةْ
    سَلامُ الزُّنُودِ الفَتِيَّةْ
    عَلى كُلِّ سَاحٍ يعيشُ الجِِهَادْ
    بِافَاقِهَا.. في امتدادِ العِنَادْ
    وَتَبْقَى بِفْكرِكَ في وَعْينا
    سَلاماً يُنَضِّرُ وَجْهَ البِلادْ
    *****
    لأنَّك قُوَّةْ
    لأنَّكَ ثَوْرَةْ
    أَرَادوكَ أَنْ تَنْحَنيْ لِلرِّيَاحْ
    وأَنْ تُسْلِمَ الحَقَّ في كُلَّ سَاحْ
    وأَنْ تُسْكِتَ الصَّيْحَةَ الهَادِرَةْ
    وَتَسْتَسْلمَ القوّةُ الصَّابِرَةْ
    وأَنْ تَتَمَنَّى عليهمْ سَلاماً
    ذَليلاً لدى الطُّغْمَةِ الفَاجِرَةْ
    لِيَبْقى لَهُمْ مَجْدُهُمْ شَامِخَاً
    على رَغْمِ أُمَّتِنَا القَادِرَةْ
    وَلَكِنَّ رُوحاً تُثيرُ الذُّرَى
    وَتَدْفَعُ للشمسِ افاقَهَا
    أَثَارتْ على خُطُوَاتِ الطَّريقِ
    على اسْمِ الشَّهادةِ أشْوَاقَهَا
    لِتُوحيْ لنا في انطلاقِ الجِهَادِ
    هُنَا.. أَنْ نَثُورْ
    ليبقى لنا أَنْ نَمُدَّ الجسورْ
    إِِلى اللَّهِ في صَيْحَةٍ حُرَّةٍ
    تثيرُ الحياةَ بوحيِ العبورْ
    وأَنْتَ تُشيرُ إِلينا
    وأَنْتَ تَمُدُّ إِلينا
    يَدَاً خَضَّبَتْها الدِّمَاءْ
    يَدَاً كَتَبَتْ فِكْرَهَا بالدِّمَاءْ
    لِتُشْرِقَ فينا حُروفُ الضِّيَاءْ
    حُروفُكَ هذي التي يَشْهَقُ العبيرُ
    بِهَا وَيَمُوجُ الرَّوَاءْ
    وَأَنْتَ تُشيرُ إِلينا وَقَدْ ضَاعَ مِنَّا الطَّريقْ
    وَأَنْتَ تَمُدُّ إِلينا لِتُبْعِدَ عَنَّا الحريقْ..
    لِنَحْيا مَعَ اللَّهِ.. تَحيا الحياةُ
    بِأَعْماقِنَا
    قِصَّةً لِلشَّهَادةْ
    وَقُلْتَ لنا إِنَّها كبرياءٌ وَفَيْضُ عِبَادَةْ
    وَوَحْيُ سَعَادةْ
    وَقُلْتَ لنا.. هذه كَرْبَلاءْ
    تَعَالَوْا إِلى كَرْبَلاءْ
    هُنَا سَاحَةُ الجَنَّةِ الوَارِفَةْ
    هُنَا الحَقُّ في ثَوْرَةِ العَاصِفَةْ
    هُنَا عَوْدَةُ الرُّوحِ.. هَذا الرَّبيعُ
    هُنَا الخُضْرَةُ الرَّاعِفَةْ
    هُنَا الشِّمْرُ.. يَصْنَعُ مَأْسَاةَ جيلٍ.. وَيَضْرَى الإباءْ
    نَعَمْ لِِلحُسَينِ.. نَعَمْ لِلدِّمَاءْ
    سَيُشْرِقُ نَيْسَانُ نُوراً
    وَيَنْبُتُ نَيْسَانُ وَرْدَاً
    وَيَهمي العبيرُ
    وَأَنْتَ وَنَيْسَانُ مَعْنَى الرَّبيعْ
    وتبقى لنا
    جِهَادُكَ رُوْحٌ وفِكْرٌ رفيعْ
    لِيَصْنَعَ في كُلِّ جيلٍ شَهَادَهْ
    وَيَبْعَثَ في كُلِّ فَجْرٍ مَعَادَهْ
    وَتَحْيَا بنا في طَريقِ الحُسينِ
    وَتَرْوي لنا كَرْبَلاءَ الجَديدةْ
    حَكايا الحُسينِ الجديدةْ
    وقِصَّةَ زينبَ عَبْرَ الشَّهيدةُ
    *****
    لأَنَّكَ قُوَّهْ
    لأَنَّكَ ثَوْرَهْ
    لأَنَّك سِِِرُّ انْطِلاقةِ أُمَّهْ
    سَتَبْقَى لنا
    سَتَحْيَا لنا
    وَتَبْقَى حَيَاتُكَ في الدَّرْبِ قُوَّهْ
    وَتُحْيِيْ نَجَاواكَ في الرُّوْحِ جُذْوَهْ
    وَتَمْتَدُّ ثَوْرَهْ
    وَفِي الفَجْرِ يُشْرِقُ رُوْحٌ جَديدْ
    وفي الشَّمْسِ سَوفَ يَذُوبُ الجَليدْ
    وَيَهْوي الظَّلامْ
    وَتَنْهَارُ كلُّ جبالِ الظَّلامْ
    لأَنَّك في لَفَتَاتِ الشُّرُوقِ
    تُمَزِّق كُلَّ حَكَايا الظَّلامْ
    لأَنَّك قُوَّهْ
    لأنَّكَ في قِصَّةِ الحَقِِّ جُذْوهْ
    *****
    أَخي
    وَيَعودُ الحَنينُ لِقَلْبيْ
    عَمِيقاً كَمِثْلِ الجِرَاحْ
    رَقيقاً كَنُورِ الصَّبَاحْ
    حَبيباً كَمَعْنَى السَّمَاحْ
    وَتَنْسَاب كَالحُلْمِ ذكرى حَيَاةِ الجِهَادْ
    وَيَبْقَى الجِهَادْ
    لَنَا في الطَّريقِ حَيَاةً وَزَادْ
    [/align][/frame][/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي لم ينصفهما التاريخ

    الأخ مرحوم شكرا على نقلك اللوحة الفنية الفكرية، لمفكر يتكلم عن مفكر ومشروع يتحدث عن مشروع وأخ يرثي أخاه وقد تساويا بأنهما لم ينصفهما القريب فكان عطاؤهما للبعيد أكثر.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    542

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الشهيد مشاهدة المشاركة
    الأخ مرحوم شكرا على نقلك اللوحة الفنية الفكرية، لمفكر يتكلم عن مفكر ومشروع يتحدث عن مشروع وأخ يرثي أخاه وقد تساويا بأنهما لم ينصفهما القريب فكان عطاؤهما للبعيد أكثر.
    الله الله عاشت أناملك ياأختي والله لقد أبكيتيني ..

    هل أنصفنا الشهيد الصدر من أنفسنا اولا ً قبل ألأخرين ؟ .

    هل أعطيناه حقه ومكانته بلحاظ علمه وفكره وحركته في المجتمع والتأريخ .. ؟؟ .

    هل كرمناه في حياته وبعد أستشهاده . ؟؟ .

    هل نشرنا علمه ..؟؟ .

    هل أدرئنا عنه الشبهات من المتخرصين والمتصيدين في الماء العكر .. وعن ماحمله من فكر ومرجعية رشيدة وحركيت
    وحركية .. ؟؟ .

    وهل .. وهل .. ؟؟ .

    أتصور نحن مقصرين أتجاهه وأتجاه أنفسنا ..

    السلام عليك سيدي أبا جعفر يوم ولدت ويوم عشت سعيدا ً ويوم أستشهدت على يد أعتى طغاة العصر .

    الفاتحة .
    العراق أولا ً وأخيرا ً



    [align=center][/align]






    .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631
    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين
    وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين .









    نرفع في ذكرى إستشهاد حسين العصر

    المفكر والمرجع الإسلامي الكبير
    السيد الشهيد محمد باقر الصدر

    وأخته العلوية الطاهرة
    السيدة الشهيدة آمنة الصدر - بنت الهدى –

    رضوان الله تعالى عليهما


    ‏أحر آيات التعازي و المواساة لمقام صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى المؤمنين والمؤمنات والمستضعفين والمستضعفات،
    كما نتقدم بالتهنئة لنيل السيد الشهيد وأخته العلوية الطاهرة الوسام الإلهي الرفيع ليكونوا شهداء .


    ذكرى الشهيد الصدر (ره):


    نلتقي بذكرى شخصية إسلامية مرجعية أعطت للإسلام كل عقلها وكلّ قلبها وكل طاقاتها، بل وأعطته كلّ دمها، ألا وهي شخصية السيد محمد باقر الصدر (رض).

    هذا الإنسان الذي نتحدث عنه الآن وبكلمة واحدةٍ نقول إنه كان الحركيّ الرساليّ، فلم يعش علمه كطاقة تجريدية تعيش ذاتية الموقع، ولم يعش مرجعيته منذ بدايتها كطموح يرضي العنفوان، بل كان منذ أن انطلق في الحياة إنساناً يريد أن يعيش الحركة غنية وواسعة حتى لو لم تكن طويلة، لأنّ الأشخاص الكبار الذين يحملون الرسالة لا يفكّرون في طول الحياة بل في عمقها وسعتها الأمر الذي يجعل حياتهم وهي تتحرك تختصر الساحة كلّها لتكون متنوعة في أبعادها بحيث تملأ الساحة في كلّ مرحلة من مراحل العمر، وهكذا كان.



    ظروف النشأة:


    رافقته منذ بداية الشباب ونهاية الصبا، وقد كانت عبقريته في صباه تبشّر بأنه يحمل في طاقته مستقبلاً كبيراً، حيث نشأ في بيت علمّي في امتداد الآباء والأمهات، فقد كان من عائلة الصدر العلمية المعروفة، وكان أبوه السيد «حيدر الصدر» ممن ملأ ذهنية المجتمع الحوزويّ في النجف بعلمه وهو لا يزال شابّاً، وكان جدّه السيد «اسماعيل الصدر» من الأشخاص الذين يعيشون في مستوى المرجعية، وكان نسبه من جهة الأم يتصل بعائلة «آل ياسين» فكان خاله الذي تربى في أحضانه الشيخ «محمد رضا آل ياسين» المرجع والفقيه المعروف.


    لقد نشأ السيد الصدر في هذا الجوّ وفي حضانة أخيه السيد «اسماعيل الصدر»، الذي كان من العلماء المعروفين في النجف، وبدأت عبقريته الجنينية تظهر عندما كان يحضر المجالس الحوزوية، وحيث كان يناقش ويذاكر، وقد ساعده الجوّ المرجعيّ الذي كان لخاله في أن تنفتح له المواقع.



    اهتماماته الفلسفية:


    وفي مقتبل عمره وعندما كان يدرس الأصول فكّر أن يدرس الفلسفة، ولم يكن يملك المال الذي يشتري به كتاب الفلسفة، فأعطى كتاب «الحدائق» الفقهي لبعض الناس ليأخذ منه في المقابل كتاب «الأسفار» الفلسفيّ، وانتقده بعض الناس لأنهم كانوا ينظرون إلى الفلسفة نظرة سلبية فلا يستسيغون استبدال كتابٍ فقهيّ بكتابٍ فلسفيّ.


    وكانت نظرته إلى دراسته الفلسفية، تنطلق من تطلّعاته المستقبلية إلى أن الواقع الذي يتحدى الإسلام هو واقع الفكر المعاصر الذي يرتكز على عمق فلسفي،ّ وامتداد فكريّ يفرض على طالب العلم أن تكون له المشاركات التي يستطيع من خلالها أن يتعمّق حتى يمتلك عمق الفكرة ليواجه التحديات في العمق والإمتداد.



    النبوغ العلمي المبكر:


    ثم انطلق وقد تابع فضلاء الحوزة انطلاقاته، وحركة الإبداع في ذهنه وعمق نظرته إلى الأشياء، وأصبح من فضلاء الحوزة في وقت مبكر، حتى أنّ بعض علماء الحوزة الكبار وهو الشيخ «عباس الرميثي» (رحمه الله) كان يريد من السيد الصدر أن يجلس إليه عندما كان يكتب حاشيته على بعض الرسائل العلمية، وضمن هذه الظروف أخذت التحديات تهزّ العراق والحوزة معاً بصدمة لم تعهدها في تاريخها، لأنها لم تكن صدمة سياسية مجردة، بمقدار ما كانت صدمة ثقافية تتحرك فيها الخطوط الثقافية الالحادية التي كادت أن تسيطر على الساحة كلها، وأن تنذر الحوزة بواقع قد يسقط الكثير من مواقعها.



    حركية السيد الشهيد:


    وانطلقت حركية السيد الشهيد آنذاك بانطلاق (جماعة العلماء) التي كان خاله الشيخ «مرتضى آل ياسين» الشخص الأول فيها، وبدأت جماعة العلماء في النجف الأشرف تصدر المنشورات التي تتحدث عن الإسلام وعن الواقع بأسلوب تفرضه طبيعة تلك المرحلة، وكان السيد محمد باقر الصدر (رض) هو الذي يكتب هذه المنشورات بأسلوب لم تعرفه الحوزة في منهجها التقليدي سواء في الكلمات التي تطلقها أو في الأجواء التي تثيرها.



    كتاب «فلسفتنا»:


    ثم بدأ السيد محمد باقر الصدر يتحرك في واقع التحدّي الماركسيّ، مستنفراً كلّ ثقافته الفلسفية التي كانت منفتحة على الفلسفة القديمة للاستعانة بها وللاطلاع على الفلسفات الحديثة، وكتب كتاب «فلسفتنا» الذي كانت مقدمته برنامجاً عملياً لحركة إسلامية مقبلة، وكان هذا الكتاب يمثل أكبر تحدٍ للخط الماركسيّ وللخطوط المادية الأخرى، لأنه انطلق من خلفية فلسفية عميقة وحديثة تخاطب العقل المعاصر بأسلوب معاصر يتساوى مع أفضل الأساليب، وقد أحدث هذا الكتاب هزّة في أجواء الماركسيين آنذاك بشكل شعروا فيه بأنّ هناك علماً يخاطب الماركسية بدلاً من الكلمات التي كانت تواجهها بالطريقة الإستهلاكية، لأن السيد محمد باقر الصدر لم يكن إنساناً يستهلك الكلام، بل كان إنساناً يحمل مسؤولية الكلمة وكان ينتج من عمق حركة الفكر فكراً جديداً.



    إفتتاحية «الأضواء» :


    وعندما أُسست «مجلة الأضواء» وهي مجلة (جماعة العلماء) كان السيد محمد باقر الصدر يكتب افتتاحيتها تحت عنوان «رسالتنا»، وهو الذي أطلق شعار أن يكون الإسلام قاعدة للفكر، وللعاطفة وللحياة، وهذه هي الكلمة التي اختصرت أبعاد الإسلام في كل مفرداته. وكان يتحرك بالأضواء في كل الأجواء التي يراد لها أن تنطلق بها مع ثلّةٍ ممن رافقه في فكره الإسلامي ومنهجه الحركيّ وتطلّعاته المستقبلية نحو التغيير.



    كتاب «اقتصادنا»:


    وقد رأى أن الفلسفة لا يمكن أن تمثل كلّ التحدي لهذا الخط الماركسي الذي يعتبر أن الإقتصاد هو الأساس في تطوّر الإنسان والواقع، فلقد كان «ماركس» يعتبر العامل الإقتصاديّ هو الذي يحرّك عملية تغيير الواقع، فكتب كتاب «إقتصادنا» وهو أول كتاب إسلاميّ يكتشف المذهب بطريقة علمية، ويناقش الإقتصاد الرأسمالي والماركسي بالإقتصاد الإسلاميّ، ولم يستطع أحد ممن سبقه أو ممّن تأخر عنه أن يتحدّى هذا الكتاب بكتاب أو بفكر أفضل منه.



    إنشاء حركة إسلامية:


    وكان الإنسان الذي أطلق الحركة الإسلامية، فانبثقت من فكره كقاعدة ومن أفكار بعض الذين عاشوا معه وتحركوا معه، وكان يعطيها فكره ومنهجه، كما كان يؤسس لها ويمنهج أسلوبها حتى استطاعت الوقوف على قدميها في عصره، وإننا نتصور أنه أول إنسان أطلق الحركة الإسلامية في المحيط الذي ينتمي إليه في العراق وفي خارجه.



    إغناء الفكر الإسلاميّ:


    وهكذا بدأ يتحرك في أكثر من جانب ليغني الفكر الإسلامي، فلقد كان يعيش قلق المعرفة، حيث كانت المعرفة عنده قلقاً يبحث فيها عن كل جديد، وعن متغيرات الواقع، وعن تحدّيات الكفر والإستكبار، وكان يعيش الهمّ العلمي والهمّ الإسلاميّ وهمّ الواقع الإنسانيّ بمسؤولية لا كمن يعيشون الهمّ في حالة بكائية خائفة تتحدث عن اليأس وعن الفشل، وكان الأمل بالإسلام يملأ قلبه، وكانت الثقة بالله تملأ عقله، وكانت إيجابيات المجتمع الإسلاميّ تحرّك خطواته.


    وهكذا كان يعيش التحدي للواقع وهو يكتب الفقه والأصول و«الأسس المنطقية للإستقراء» ويعيش التحدي وهو يكتب مقالاً هنا ومقالاً هناك، ويعيش التحدي وهو يتحدث لطلابه في أكثر من جانب من جوانب الواقع في خط الإسلام.



    مرحلته حسينية:


    وكان الحسين في عقله، فكان يستوحيه ويستهديه وكان يشعر في قمة تحديه أنّ مرحلته حسينية، ولذلك كان يفكّر بالكثير من الأساليب التي قد يعتبرها الناس استشهادية إذا عاشوا مسؤولية الكلمة، وإنتحارية إذا لم يعيشوا مسؤوليتها.


    كان يشعر أن عليه وهو في بداية مرجعيته أن يتحدث بصراحة، وأن يطلق الفتوى بوضوح ومسؤولية. ولم يكن يجد في مرحلته أنّ التقية تفرض عليه أن يسكت أو ينسحب، أو يخلع على الكلام غلافاً يغطّي الحقيقة أو يخفف من قسوتها، بل كان يجد أنّ المرحلة هي مرحلة صدمة الواقع لا الاسترخاء أمامه. من هنا أريد لهُ أن يخفّف من لهجته فزادها ثقلاً، وأريد له أن يبتعد عن الوضوح فكان أكثر وضوحاً، وأريد له أن يتراجع، فكان أكثر تقدّماً وتحدّياً.


    قيل له إنّ المرجعية العربية تتمثل فيك، وسنفتح لك كلَّ المجال ولكن كن تقليديّاً كمن سبقك، ورفض أن يكون تقليديّاً في مرحلة كانت التقليدية أماناً وكانت الثورية خطراً، فتقبّل الخطر، وبدأ يفكّر في المرجعية الرشيدة بأن يضع لها منهجاً وأن لا يجعلها ذاتية تعيش في إطار الشخص، وبعبارة أخرى أرادها موضوعية تتحرك لتبلغ المرجعية المؤسستيّة.



    إنتصار الثورة الإسلامية:


    وكتب تجربته، وحاول أن يحرّكها في الواقع، وتجمّع ذلك كله لا سيما بعد أن نجحت الثورة الإسلامية في إيران، وأعطاها كلّه وذاب فيها، وأراد لكل أصحابه وأتباعه أن يذوبوا فيها لأنه رأى فيها الحلم الكبير، ورأى أن ما يفكّر فيه قد تحقّق ولو من خلال تجربة واحدة، ولا بدّ للجميع أن يحيطوها لتستمر وتقوى وتتصلّب وتبلغ أهدافها.


    وخاف الآخرون.. وخاف النظام العراقي، ومن خلف النظام الطاغي أن يكون العراق هو الدولة الإسلامية الثانية، وشعروا بالخطر من خلال حركة الجماهير، وكانت المأساة.. وكانت الشهادة، ولكن السيد محمد باقر الصدر (رض) وهو الذي يمثل قوة الفكر، وقوة الموقف، وقوة التطلّع نحو المستقبل، وقوة التغيير، باقٍ بفكره، وبروحه، وبكل المنهج الحركيّ الذي خطّه، وبكل هذا الجيل الذي صنعه والذي فتح له الطريق.


    فلا تدرسوه كتأريخ ولكن أدرسوه كفكر لا يزال العصر بحاجة إليه، وكأمل لا يزال المستقبل بحاجة إليه.




    فالسلامُ عليهِ يومَ ولدَ ويومَ إستُشهدَ ، ويومَ يبعثُ حيّا

  5. افتراضي

    طوبى لروحك أبا جعفر
    شكرا لك أخي الكريم على الموضوع القيم
    البغدادي
    [align=center]
    صباحُ " بغداد" تجلو العيـن طلعتـهُ
    وليلُ بغدادُ كحلٌ حيـنَ نكتحـلُ

    العيش فيها ظليـل وارف خضـلُ
    وعند دجلة يحلـو العـلُ والنهـلُ

    بغدادُ عشتِ على الأزمـان شامخـةٍ
    الوجـه مؤتلـق والمجـدُ متصـلُ[/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني