تجمهر آلاف الشباب، السبت، من الذين عقدوا قرانهم خلال العام الجاري أمام باب إحدى الجمعيات في مدينة الموصل، التي أعلنت عن مشروع لدعمهم بمنحة تعينهم على إكمال مستلزمات الزواج، ما دعا إلى تدخل قوات الأمن لتنظيم تقديم الطلبات التي بلغت خمسة آلاف في اليوم الأول للحملة.


وقال مروان نزار، رئيس جمعية (البيت السعيد) في الموصل، للوكالة المستقلة للأنباء ( أصوات العراق) إن الجمعية "بدأت، اليوم (السبت)، بتسويق معاملات تسهيل الزواج عن طريق منح مالية، بالتنسيق مع جهات ومنظمات مانحة."
ولم يحدد نزار هوية تلك الجهات المانحة، مكتفيا بالإشارة إلى أنها "جهات محلية عراقية، وأخرى دولية."
وأضاف "في كل حملة، خلال مدة عمل الجمعية ، قدمنا دعما لعدد (100) زيجة، أي مائتي شاب وشابة، لكننا فؤجنا اليوم مع إطلاق الحملة الجديدة بأن هناك جيوشا كاسحة من الشباب، وصل تعدادهم لعدة آلاف، احتشدوا أمام مقر الجمعية راغبين في الحصول على الدعم."

وذكر نزار أن مبنى الجمعية "تكسر زجاجه وأبوابه بفعل الكتل البشرية المحتشدة، ما دعانا إلى الاستعانة بقوات من الشرطة وحرس المنشآت لتنظيم عملية الدخول إلى المبنى في طوابير."
وأوضح أنه تم "تسجيل أكثر من خمسة آلاف معاملة، اليوم فقط ، قدمها الراغبون الشباب في الحصول على الدعم."
وقال رئيس الجمعية إن الشباب المتجمهر " أطلقوا هتافات عبارة عن كلمة واحدة هي: زوجونا.. زوجونا، ورددوها عدة مرات"، مشيرا إلى أن المسؤولين عن الحملة " أطلقوا على المرحلة الجديدة من المشروع اسم (حملة زوجونا) تضامنا مع الشباب."

ولفت نزار إلى أنه تبين للجمعية "من خلال الإحصاءات والدراسات التي قمنا بها في محافظة نينوى، أن (90%) من الذين عقدوا قرانهم لايستطيعون إكمال متطلبات الزواج بفعل العوز المادي."
وتابع قائلا " اتضح من تلك الدراسات أن الشباب يعانون من البطالة وقلة فرص العمل والتعيينات، وقلة مدخولات الكثير من الذين وجدوا عملا غير حكومي."
ودعا نزار رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب، وكذلك المنظمات المحلية والدولية، إلى "دعم الشباب في محافظة نينوى لغرض تسهيل أمور زواجهم، خاصة بعد الذي حدث اليوم" من تزاحم شديد على المرحلة الجديدة من مشروع الجمعية.

وختم كلامه قائلا "ماحدث يعطي مؤشرا واضحا على مدى حاجة الذين عقدوا قرانهم إلى دعم مادي كبير."
واعتبر عدد من الذين قدموا معاملاتهم حملة الجمعية بأنها "مبادرة" جيدة، تحاول حل مشكلات الشباب المقبل على الزواج.
وقال غزوان إبراهيم، أحد الذين سلموا معاملاتهم اليوم " أمر جيد أن تقوم المنظمات غير الحكومية بمبادرة لتسهيل أمور زواجنا ودعمنا ماليا، خاصة في ظل الظروف المادية الصعبة التي يمر بها الشباب في العراق عموما، وفي الموصل خصوصا."

لكن إبراهيم أردف قائلا " المطلوب أن يكون هناك عمل فعلي، وليس مجرد أوراق نقدمها."
وطالب شاب آخر، طلب عدم ذكر اسمه، من المسوؤلين في الحكومة العراقية بتشريع "قانون يسهل أمور الزواج، ودعم هذه الحملة" التي تقوم بها الجمعية.
وجمعية (البيت السعيد) منظمة عراقية غير حكومية مستقلة، تأسست بداية العام (2004) في مدينة الموصل، وقامت بعدة حملات لدعم المتزوجين حديثا، وتسويق معاملات الزواج، وأقامت عددا من حفلات الزفاف الجماعي، عبر التنسيق مع جهات مانحة محلية ودولية.