محمد طالب الأديب

[email protected]


--------------------------------------------------------------------------------




الأمة التي تسعى الى أن تكون بمصاف الأمم المتقدمة لا يمكن أن تحقق هدفها إلا من خلال اعتقادها بدستور يكتبه متخصصون ويؤيده نخبويون ويصوت عليه الشعب, ولا تكمن ضرورة الدستور فقط في رسم حياة الأمة العامة وإنما أهميته العملية الكبيرة تتكثف بما يؤسس إليه الدستور من منظومة مؤسساتية ترعى مسؤوليات وحقوق جميع الأطراف الفاعلة في عملية الإنتاج لتستشرف – الأطراف المنتجة - من خلال ذلك الطريق الأفضل لتحقيق النجاحات وصناعة حاضر رغيد ومستقبل زاهر, كما أن المؤسسة الطموحة تنطلق من أسس قانونية تحفظ حقوق وواجبات المؤسسة والموظفين .. أسس واضحة ومفهومة من قبل الجميع .. وقانون (محدد) لا يسمح لمن بيده أمر إدارة المؤسسة وقرارها لأن يتلاعب بذلك القانون من خلال استغلال إبهاماته وما قد يتضمنه من (مطاطية) لتطويعه باتجاه المؤسسة أو الشركة على حساب الموظف, يقول الخبير جاي هول: "إن المشكلة في فشل الكثير من الشركات تتمثل في الفجوة التي تفصل بين المديرين والعاملين، وليس في العمالة أو في نقص التكنولوجيا المتقدمة أو في قلة التمويل. لقد خلقت الإدارة الخاطئة بيئة عمل معادية للإنتاجية وهذه هي المشكلة". وفوق ذلك فإن الأمم المتقدمة بعد كل الإنجازات الإنسانية التي حققتها في مجال العمل وحقوق العاملين كرست الرقابة النقابية للإشراف على أجواء العمل وضمان حقوق الموظفين والتصدي لأي محاولة ابتزاز أو قهر أو تحكم بمقدرات أصحاب المواهب والكفاءات, وهو ما يدعم المدير على ردع نفسه من التفكير بارتكاب مخالفة وبالتالي يتمكن من إقناع نفسه أن عليه أن يكون صادقاً ومخلصاً مع موظفيه, يقول الخبير أبراهام لينكولن: "إذا استطعت أن تكسب رجلاً إلى قضيتك، أقنعه – بداية – بأنك صديقه المخلص".

من هنا, انطلق أصحاب الشركات والمؤسسات (الناجحين) بالتفكير عبر آلية تتوسع بشكل (مذهل) في حقوق الموظفين حيث إنهم ذهبوا في تقديم كل ما يوفر راحة الموظف ورفاهيته بل وضمان كل احتياجاته الحياتية والاجتماعية والمادية بصورة تكفل للموظف أن يعيش حياة كريمة وتؤكد أن له مستقبل مشرق .. المهم بهكذا (منهجية إدارية) أنها تنطلق من المؤسسة وليس من الموظف, فـ المؤسسة هي من تبدأ بالعطاء وتقديم الضمانات, والمؤسسة هي من تفكر وتسعى – أولاً - الى تنمية الموظف وتأهيله والارتقاء بمستوى إمكانياته ومؤهلاته, والمؤسسة هي من تخطط وتشجع الموظف على تحسين أدائه ورفع مستوى رفاهيته وتحريك همته وتحفيز جانبه الإبداعي, ومن الواضح فإن أصحاب الشركات والمؤسسات الذين يفكرون ويعملون بتلك الطريقة – بالتأكيد – لا يفكرون بتقديم خدمات مجانية للموظف على حساب نجاح المؤسسة الذي يحقق لصاحبها أفضل إنجاز ويوفر أكبر ربح مادي, لكنهم عرفوا (المدراء الناجحون) أن عقيدة النجاح هي:

أولاً: على المؤسسة أن تحاسب نفسها قبل أن تحاسب الموظف لإعطاء القدرة الكافية للموظف على محاسبة نفسه بنفسه أو أنه بذلك سيمتلك روحاً رياضية تتقبل محاسبته من قبل المؤسسة.

وثانياً: على المؤسسة أن تعطي بـ (سخاء) لكي تأخذ بسخاء, تقول الخبيرة ماري كاي آتس: "اجعل العاملين لديك يشعرون بأهميتهم .. إذا عظمتهم وخدمتهم، فسوف يعظمونك ويخدمونك" .. وما ينبغي أن تعطيه المؤسسة بـ (سخاء) لا ينحصر في الإطار المادي إنما من المهم جداً لإدارة المؤسسة إضافة الى الإدارة الحازمة والشجاعة أن تتمتع بقدر كبير من النبل والذوق الرفيع والشفافية, وفي نفس الوقت, فإن على إدارة المؤسسة أن تملك قدراً واضحاً من الكفاءة المهنية والفنية, ومهارة اتخاذ القرار الصحيح حيث إن توفير قناعة كبيرة عند الموظفين بشجاعة وحكمة إدارتهم يحفزهم على الإخلاص بعملهم واتقانه والإبداع فيه, يقول خبير بالإدارة: "إذا قلت لي: إن الموظفين فاشلون, أقول لك: إن من يشرف على إدارتهم فاشل..!".

كما أن من المهم للمدير أن يعزز شعور الموظفين بـ (الانتماء) للمؤسسة التي يعمل بها من خلال التأكيد المعنوي والعملي على أن كل موظف جزء من المؤسسة يصيبه ما يصيبها من ربح أو خسارة ومن نجاح ورفعة أو فشل وانحدار, يقول الخبير إميلي أريكسون: "إن فلسفتنا هي أن نتقاسم النجاح مع أولئك الذين صنعوه، وهذا الأمر يجعل الجميع يفكر وكأنه مالك للشركة مما يساعدهم على إقامة علاقات طويلة المدى مع العملاء، كما يدفعهم للقيام بأعمالهم بصورة فعالة".

منذ سنوات بل منذ عقود, نسمع ونقرأ تساؤل مللنا من سماعه: لماذا الغرب يتقدم والشرق يتراجع ويتقهقر, ولماذا بات الشرق بمؤسساته وشركاته طارد للكفاءات, فترى – في كثير من الأحيان – أن من يفشل في عمله مع المؤسسات هنا قد يكون نجماً لامعاً في سماء الغرب, والدليل على ذلك: أن الغرب يعتمد على عشرات الآلاف من علماء شرقي الأرض..!

إن مشكلة مؤسساتنا وشركاتنا تكمن بأنها باتت أسيرة منظومة إدارية لا تجيد من لغة الإدارة إلا كلمات متقاطعة لا تزيد من يعلم بها إلا حيرة ولا تزيده إلا فشلاً, وطبعاً, تلك الحيرة وذلك الفشل ينعكس على كفاءة الكفوئين وجودة العمل والانتاج, وعندها تصبح لغة الحوار والتواصل بين المؤسسة والموظف غير مفهومة, وهو ما يؤدي – حتماً – الى ابتعاد المؤسسة والموظف المبدع عن تحقيق أي نجاح.

ولو تأملنا بعمل الكثير من مؤسساتنا وشركاتنا لوجدنا مشاهد صارخة بأخطائها وعفونتها:

فكم ضَيعت مزاجات وعقد وخرافات مسؤولين فرص تفوق ونجاح, وكم فكرة حية وئدت أو قبرت بمهدها أو سرقت ؟!!

وكم بُددت طاقات ومهارات بسبب أهواء مدراء جهلة أتت بهم ظروف غير صحيحة الى مكان غير مكانهم؟!!

وكم هُدرت أموال كبيرة بسبب استبداد مدير مؤسسة لا يدرك أن الإدارة نظام إنساني يستوجب نزاهة وأخلاق وخبرة وفطنة وعلاقات صادقة وصبر ومرونة ..!!

وكم محسوبية ومنسوبية سلطت مديراً (متعجرفاً) على أصحاب مهارات وكفاءات فضيَّع (الأول والتالي), و (لا حضت برجيله ولا أخذت سيد علي) ..!!

وكم موظف وموظف يعمل بمؤسسة أو شركة على مدى سنين ولا يعرف ما هي خطط مؤسسته المستقبلية, وكيف تدير نفسها مالياً ..! وبالتالي يكون الموظف بعيداً عن أجواء القرار, وهو ما يقيِّد الموظف عن طرح أي فكرة جديدة, فضلاً عما تولده أجواء حجب المعلومات المالية وغيرها من إحساس عارم عند الموظف أنه ليس بمحل ثقة مسؤوليه, إضافة ما قد تتحفز من شكوك تتهم الإدارة بالفساد أو القيام بأعمال غير حكيمة وغير مسؤولة ..!

وكم .. وكم مدير مؤسسة ثقافية أو إنسانية أو فنية تحول الى (نائب ضابط) لا يهمه ماذا ستنتج مؤسسته؟! وهل ستتمكن من تحقيق نجاح أي نجاح ؟! بقدر ما يهمه حضور الموظفين وخروجهم بالساعة كذا .. والدقيقة كذا, وتلميع صورته القبيحة..!

على طريق العراق الجديد .. ونحن مازلنا في بداية تشكيل المؤسسات أو إعادة تأسيسها, بعد ما خلفه لنا حكم المقبور صدام من دمار وفساد, وما قامت به قطعان الإرهابيين وعصابات القتل والسلب والجريمة من جرائم وحشية وانتهاكات مريعة, وما استكمله الخارجون على القانون من تدمير وحرائق وتخريب.. وحيث إن العراقيين مصممون على رفض ما كانوا عليه والانطلاق في آفاق حياة جديدة تنسجم مع عالم تغير كثيراً .. ينبغي لإدارة المؤسسات والدوائر والمعامل والشركات: الاهتمام بالاختصاصات الإدارية الكفوءة والتي تريد أن تتأهل وتتطور, يقول الخبير بروس دوناتوتي: "لا يكفي أن نخبر الناس أنهم يجب أن يكونوا سعداء لأنهم موظفون لدينا, وفي الوقت الذي نطلب فيه من الموظفين أن يطوروا أنفسهم بأقل قدر من الموارد، علينا أن نكافئهم على هذا التطور". كما على الإدارة, الابتعاد عن النمطية التي تثير الملل وتقتل التنافس, ونشر ثقافة تحسين الإنتـاج والإبـداع بين أوساط الجميــع, وعدم التغافل عن الالتزام بمسؤولية المكافأة والتشجيـع, كما أن من المهم التأمل في أسباب النجاحات العظيمة التي حققتها الشركات العالمية وبلورتها الى واقع ينسجم مع طبيعة عمل مؤسساتنا وأجوائها, ولا أريد بذلك الوقوف عند (التقليد المحض) للآخرين الناجحين بقدر ما هو إشارة الى أهمية المحاولة للوقوف على البداية الصحيحة للانطلاق الى الأمام نحو نجاح كبير وأكبر, يقول ميكافيللي: "يجب أن نتذكر دوماً أنه ليس هناك أصعب من عملية خلق نظام جديد عند تخطيطنا ودراستنا لكل الشكوك حول أسباب النجاح وبحثنا لكافة المخاطر المرتبطة بعنصر الإدارة, ولسوف يُواجَه كل من يبدأ في وضع هذا النظام الجديد عداوة أولئك المستفيدين من النظام القديم, كما سينعم فقط بالدفاع غير الحماسي من جانب أولئك الذين سيستفيدون من النظام الجديد".

ولعل من أروع نماذج النجاح الكبير والباهر هو نجاح بل نجاحات Google التي يزداد تألقها – كل يوم - على مستوى العالم .. وقد أرسل لي صديقي المهندس علي عبد سلطان (أكاديمي عراقي) تقريراً عن الذي تقدمه هذه شركة Google العملاقة الى موظفيها؟ وكيف أنها استثمرت سخائها الى نجاح لا يمكن أن يغيب عن أحد..! وأعتقد أن العديد من الذين يعيشون في عالمنا الثالث (عشــر) سيقرأون هذا التقرير سوف يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه .. بل وسيصيبهم القرف من شعارات جوفاء تسللت الى الكثيرين تحت جنح ظلام عناوين دينية أو وطنية أو خيرية أو حزبية ظلوا أسرى لها طوال سنين عجاف بعد أن تبين لهم أن تلك الشعارات لم تكن إلا كذبة قذرة وخدعة سمجة أراد بها أصحابها استنزاف الموظفين (البؤساء) لمصالح شخصية أو حزبية ضيقة على حساب القيم الإنسانية النبيلة .. لكن ما أرجوه هو أن لا نكتفي برفض كل ما يحد من حريتنا أو يخنق إبداعنا بل أن نعمل بجد لكي نخلق أجواء عمل متوهجة بالحرية والكفاءة والنزاهة .. أجواء عمل وثقافة عمل تسمح بل تشجع على مواصلة تنمية الذات والثقة بالنفس وتطوير المهارات .. أجواء عمل تستشرف للعاملين المنتجين مستقبلاً زاهراً وواعداً فإن النجاحات الحقيقية والمتنامية تحقق للموظف حريته ووجوده وإنسانيته, وتضمن للمؤسسة ديموميتها, وللوطن قوته وتقدمه, يقول الخبير بنيامين ديزرانيلي: "ليس الإنسـان وليد الظروف ولكنَّ الظروف هي وليدة الإنسـان"..!





نص التقريــــــــــر:

موظفــو Google .. ما لم يحلموا به أصبح حقيقة ..!!



عندما بدأت Google العمل قامت بتوظيف 600 خبير وعالم رياضيات ليعملوا على مدار الساعة على تطوير المعادلات الرياضية المستخدمة في البحث على الإنترنت وبالتالي رفع فعالية استخدام المحرك، واليوم لا توظف Google إلا خريجي الجامعات الكبرى مثل MIT وغيرها من خبراء التكنولوجيا والرياضيات والهندسة بمختلف أنواعها، ولأنها تعتمد على الموظفين اعتماداً كلياً في استمرار تقدمها على منافسيها، أولت Google راحة الموظفين وتلبية احتياجاتهم أهمية قصوى تصدرت مؤخراً الدراسة التي قامت بها مجلة Fortune الأميركية حول أفضل مئة شركة للعمل فيها وحصلت على المركز الأول بلا منازع.

ففي حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعماً يقدمون مختلف أنواع المأكولات للموظفين مجاناً وطوال النهار، ولقد أخذت إدارة المطاعم والمقاهي في عين الاعتبار الموظفين النباتيين وأولئك الذين يبحثون عن الأكل العضوي والذين يتبعون حمية معينة، لذلك يجد الموظف في هذه المطاعم جميع ما يشتهي ويرغب من مأكولات.

وفي حرم الشركة أيضاً تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو وغيرها من وسائل ترفيهية يرتادها الموظفون بين الفينة والأخرى، ففي Google لا توجد هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على الوقت، كما تقدم Google خدمات الغسيل والكوي مجاناً للموظفين، وهناك حلاقين ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى مراكز لتعليم لغات أجنبية كـ اليابانية والإسبانية والفرنسية، وذهبت Google إلى أبعد من ذلك، فوفرت مكتباً يقدم خدمات شخصية للموظفين كحجز غداء للموظف وزوجته في أحد مطاعم المدينة... وكل هذا مجانــــــــــــاً ..!!.

وفي Google يولي المسؤولون صحة الأفراد الشخصية أهمية بالغة، فهناك عيادات طبية متوفرة للموظفين مجاناً، وهناك دراجات تعمل بالكهرباء للموظفين حتى يتنقلوا من مكان إلى آخر داخل حرم الشركة بسهولة ويسر، كما قامت الشركة بتزويد الحافلات التي تنقل الموظفين من منازلهم إلى مقر الشركة بشبكة إنترنت لاسلكية حتى يستطيع الموظف أن يستخدم كمبيوتره المحمول داخل الحافلة، وهي فكرة أتت بها إحدى الموظفات التي استغربت من ردة فعل المسؤولين الذين ما إن سمعوا بالفكرة حتى طبقوها دون نقاش أو دراسة، وهو أمر لم تعهده هذه الموظفة في الشركات التي عملت بها من قبل.

وحتى يشعر الموظفون بأنهم يعملون في بيئة أشبه ببيوتهم، فإن Google تسمح لهم باصطحاب كلابهم إلى العمل بشرط ألا تقوم هذه الكلاب بإزعاج الموظفين وألا يكون لدى أحد الموظفين حساسية تجاهها، فشكوى واحدة كفيلة بترحيل الكلب إلى البيت ولكن دون المساس بالموظف أو بحقوقه في الشركة.. وكجزء من مشاركتها واهتماماً بالحفاظ على البيئة فإن Google تقدم مساعدات قيمتها خمسة آلاف دولار للموظفين الراغبين في شراء سيارات تعمل بالطاقة البديلة.

وفي Google إذا قام موظف ما بترشيح شخص جيد لإحدى الوظائف الشاغرة في الشركة وتم توظفيه فإنه يحصل على مكافأة قيمتها ألفا دولار، وكمبادرة لطيفة من الشركة فإنها تعطي كل موظف رزق بمولود جديد خمسمائة دولار عند خروج طفله من المستشفى حتى يستطيع أن يشتري مستلزماته الأولية دون قلق, وفي Google ليس هناك زي رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا بلباس النوم البيجاما، وهو أمر غير مستغرب من أناس يفضل بعضهم النوم في مكتبه الذي جهز بغرفة خاصة لذلك بالرغم من أن إدارة الشركة تشجع الموظفين على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.

وأجمل ما في Google هو تكريم المتميزين والمبدعين، فكل من يأتي بفكرة قابلة للتطبيق يمنح مبلغاً مالياً ضخماً وعدداً كبيراً من أسهم الشركة التي تشتهر بالربحية العالية في وول ستريت، فقبل سنة قامت موظفة تبلغ من العمر 27 عاماً بتطوير برنامج يخول متصفح Google البحث في ملفات الكمبيوتر الشخصي للمتصفح، وبعد أن تم تطبيق الفكرة كرمت الموظفة في حفل بهيج ومنحت مليون دولار مكافأة لها على فكرتها المتميزة، وفي ردة فعل قالت الموظفة لوسائل الإعلام إنها تعدهم بأنها لن تعمل في شركة أخرى غير Google.

يقول أحد المسؤولين في Google بأن إدارة الشركة تواجه صعوبات في إقناع الموظفين لمغادرة مكاتبهم في المساء والذهاب إلى بيوتهم، فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر، وبالرغم من أن هذا الأمر يكلف الشركة أموالاً إدارية طائلة كاستخدام الكهرباء والمأكولات وغيرها، إلا أن الشركة ترفض تقليص الصرف على هذه الجوانب فـ (راحة موظفيها) هي (أهم شيء) بالنسبة لها ..!

بدأت Google قبل ثماني سنوات تقريباً بتمويل قيمته مليون دولار، واليوم تبلغ قيمة Google السوقية 150 مليار دولار، وهي على الرغم من ذلك لا زالت تعمل بنفس الروح والثقافة المؤسسية التي كانت تعمل بها قبل ثماني سنوات، حتى أصبح مشاهير العالم كرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر, والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2006 محمد يونس وغيرهم, يفدون على حرم الشركة ليتزودوا بـ (الطاقة الإنسانية) التي تنبع من موظفي Google الشغوفين بالإبداع والابتكار.

في مقابلة مع بعض موظفي Google قالت إحدى الموظفات: "حتى لو لم تدفع لي Google راتباً شهرياً فإنني سأظل أعمل فيها"...قد يصعب على مؤسساتنا العربية أن تجاري Google في ثقافتها المؤسسية، وقد يقول البعض إن ما تقوم به Google هو ضرب من ضروب الخيال، وقد نختلف معهم أو نتفق، ولكنه ليس صعباً علينا أن نبني ثقافة مؤسسية محورها (الإنســـان)، فـ Google التي يؤم موقعها الإلكتروني البسيط جداً قرابة نصف مليار شخص شهرياً، لم تكن لتستطيع هي وغيرها من الشركات أن تصبح عالمية لو أنها اهتمت بالتكنولوجيـا وأهملت الإنســـــان..!

ملاحظة هامة: هـل ترغب بالـدوام اليـوم ؟! .. انتهى التقريـر.







والسؤال: هل من الممكن أن نبني مؤسساتنا على غرار شركة Google ؟!

الجواب: نعم, من الممكن بل وأكثر .. إذا أردنـا ذلك, وعملنـا بجد من أجله .. بما عمل به من سبقونا بالنجــــــــــاح!!