نهاية حكم الأمير صالح بن عيسى وولاية عبدالله بن رشيد

أمارة عبدالله العلي الرشيد

خذ الأمير صالح بن عيسى يشن الغزوات على العربان التابعين للإمام فيصل، مطير، وماجاورها فكانت حجة للتدخل
فأرسلت بعضن من السرايا على بن عيسى وكان معسكرا بالقصيم وأشيعت أخبار بأن هناك جنود متكاثرة تريد غزو حائل ونواحيها وأرجف بالامير صالح تلك الأخبار فتوجه بمن معه إلى قرية السليمي جنوبي حائل فأضافهم أمير السليمي ليلا وطال سمرهم إلى آخر الليل وكان عبدالله وعبيد العلي الرشيد يترصدان أخباره ، وعرفا مقره ومحله من امرأة نالها شئ من هذه الضيافة وفاجآه آخر الليل وقتلاه وفر عيسى بن محمد بن على إلى المدينة ليخبر الوالي بالحادث الذي أهتم به وأرسل جيشا إلى حائل لثبت عيسى بن علي على حائل بدلا من سلفه صالح بن عيسى ،
ولم يكد يجلس في قصر برزان يوما ويخرج لصلاة الفجر في اليوم التالي إلا وقد فا جأه عبيد العلي الرشيد وقتله بالسوق وتراجع جيش الترك إلى المدينه تاركا حائل لأهلها حيث لم يكن في صالحه البقاء في حائل
ـ وقد تولى عبدالله الرشيد إمارة حائل وتربع على إمارتها فكان بهذا هو المؤسس الأول لإمارة بيت آلـ الرشيد وقد حصل الوئام والتصافي بين آل على وآل الرشيد ورجعوا إلى ماكانوا عليه من التقدير لبعضهم كأسرة واحدة .
ومن شعر عبدالله العلي الرشيد... الاتي

ياهيه ياللي لك مع النّاس ودّاد
ماترحمون الحال ياغزوتي ليه؟
ماترحمون الّلي غدا دمعه ابداد
طول الزمان وحرّق الدّمع خدّيه
من شوقتي للغرو مزبور الأنهاد
متمشلح ياطا على أقدام رجليه
الشّوك ماله عن مواطيه ردّاد
أيضا ولا سبت قويّ يوقّيه
الله يسوّد وجهكم ياهل الواد
سودا السّما اللّي كل القبايل تراعيه
من بيت خدّام ليا بيت عوّاد
ومن اعتزّ بالضّيغميّه تطلّيه
والله لو أنّي من وراء جسر بغداد
لا صير لكم مثل العمل عند راميه
إبن رخيص اللّي نزل جد الأجراد
كان ابحيلوا وانتم هل البيت ياهيه
ومنها......
جبّه سقاها من أول الوسم رعّاد
ما حدّرت خشم أم سمنان تسقيه
اللّي بها للمنهزم زين ميعاد
من لاذ به كنّ الحرم لا يذ فيه
ومنها......
عيسى يقول الحرب للمال نفّاذ
والمال لمن هبّه نسانيس ذاريه
عيسى يقول الحرب مابه لنا أذواد
أنشد مسوّي السّيف قل ليه حانيه؟
لا عاد ما ناصل ونضرب بالحداد
هبّيت ياسيف طوى الهم راعيه
ليا عاد مايروي حدوده من دمّ الأضداد
ودّيه يمّ العرفجيّه ترويه
ويعد عبدالله بن رشيد من الأفراد القلائل المقدمين في الناس بعقلهم وشجاعتهم وإحسانهم وعدلهم ، تولى أمارة حائل وأظهر في إدارتها كفاءة ممتازة نادرة ، توفي عبدالله سنه 1245هجريه عن ثلاثة أولاد هم:
طلال ـ متعب ـ محمد



أمارة عبيد العلي الرشيد

هو أخو عبدالله العلي الرشيد أمير حائل ، قال أمين الريحاني *-- تاريخ نجد الحديث وملحقاته ص286--* : "أمتاز ان أخيه بأمور ثلاثه ـ تغلوّه في المذهب ـ وبخشونه طبعه ـ وبنزعه شديده إلى القتال في سبيل الله والتوحيد. وكان رسول النّجديين الأكبر في الجبل، وكان بيته محطّ رحال النجديين في حائل ومرجعهم الأعلى ، والصّله بينهم وبين الرياض.
وهو فارس من أبطال الفرسان وشاعر من فحول الشعراء وشعره المسطور بهذا الموقع ينم عن ذكائه وعبقريّته.



طلال العبدالله الرّشيد

تم تولّى أمارة حائل طلال العبدالله الرشيد ، بعدو وفاة أبيه سنة 1265هـ . وكان طيب النفس كريما ، بل لم يكن في إخوانه من هو أكرم منه ولكنّه نكب في عقله نكبه أدّت إلى انتحاره سنه 1283هـ.
وقد مدحه الشعراء في حياته ، ورثوه بعد وفاته فمن المدائح قصيدة فوّاز السهلي فيه وهي من 38 بيت سوف يتم اضافتها على صفحة الشعر إنشاء الله ... ومطلعها:
أوّل قولنا نثني على الله
أن ينجّينا من اشرار الخطاري
ويوصلنا اديار نمشيها
ويوصلنا مواكير الحرارى
ومنها......
سناعيس ما معهم قصير
كود ارماحهم هي والهوارى
ومنها .. ايضا
فلولاك ما انحر ذا الدّار
ولا أنحر حايل ولاّ قفاري

ومدحه الشاعر محمد العبدالله القاضي من عنيزه والمتوفي سنه 1284هـ . بقصيدة من طويله منها :

طلال لو قلبك حجر أو حديدي
أمداه من حامي وطيس الوغى ذاب
شبّيت في نجد بنار الوقيدي
واحرقت فيه اعداد واذيت الاصحاب
واكسبت ملكك ثوب عز جديدي
وسلّيت حد عداك يا عزّ الاقراب
بحرب وضرب شاب منه الوليدي
ما لوم من عاداك يوم ولا شاب
تلقى الخطوب إبّاس ليث شديدي
وعزايم عزّت على عمرو وشهاب
أحيت شجاعه خالد بن الوليدي
وانسيت قالات لأبي زيد وذياب
لو كان عمرو بن معدّ الزبيدي
حيّ لجا بحماك يا زاكي الانساب
حيثك وفيّ بالوعد والوعيدي
غيث وليث حضرميّ وغلاّب
سارو له الحكّام مثل العبيدي
واسقى سراج العز من دم الارقاب
بالغت في مدحه ولا صح بيدي
ولا احصي خصال عجّزت كل حساب
يقصر عنه فهمي وينفذ تشيدي
ومن الثنالي خاطر ما بعد طاب
يا أولاد عمه كاسبين الحميدي
شمر ينابيع الصخا حصن الاطلاب
يا ما هفا بايمانهم من عقيدي
ولا جنّبوا عن قاله خوف صلاّب
قوم ليا ركبوا على حرد الايدي
شفت القلابع كالجراذين هرّاب
وصلّوا على الشّافع بيوم الوعيدي
محمد المختار وآله والأصحاب

ومن المرثي : مرثيّة الشاعر محمد العبدالله القاضي أيضا ... رثاه في قصيدة طويله من 26 بيت سوف يتم إضافتها إلى صفحة الشعر وبدايتها:

أجل عنك ما الدنيا إلى عاهدت تافي
لو زخرفت لا بد يبقى لها قافي
ومنها.....
عليك العزا يا بو سليمان والخلف
إلى سلم ابو تركي فلا عزّكم طافي
بقا ما بقا النّجم اليماني على البقا
يشب اسعود ويا من المرغد الغافي



متعب العبد الله الرشيد

ثم تولى أماره حائل ، متعب العبدالله الرشيد بعد انتحار أخيه طلال : وكان من الوسط في الناس عقلا وخلقا وسياسة ولم يحكم غير سنتين لأن بندر وبدر ابني أخيه طلال طمعا بالأمارة ، وأنتزعاها منه بالسيف حيث قتلاه سنه 1285هـ.


بندر بن طلال بن عبدالله الرشيد

ثم تولى أمارة حائل بندر الطلال الرشيد سنه 1285هـ. ومكث بها ثلاث سنوات ، حيث وفّق الامام عبدالله بن سعود بينه وبين عمّه محمد العبدالله العلي الرشيد ، حيث عاد عمّه إلى حائل ، وتولّى أمارة الحاج العراقي ولكنه أي عمّه محمد العبدالله طمح بأمارة أكبر منها ، فقام يحقق مطامعه ... وقيل يثأر لأخيه ، فقتل بندر بيده سنه 1288هـ . وقد أمر بقتل أبناء طلال العبدالله الآخرين فذبحوا في القصر كلّهم ، إلاّ بدر فرّ إلى البادية وتعقّبه العبيد وقتلوه.