أريد لابنتي نعيماً ورفعة وعلواً وأدباً جماً، أريدها صاحبة ذوق رفيع في المباني وصاحبة ذوق أرفع في المعاني، أريدها أن تعيش حياة طيبة بارتقاء درجات سلم الإيمان، فماذا أفعل؟



من أجل تربية فتاة رقيقة الطباع، مهذبة الألفاظ:
1- ينصح بأن يعبق جو البيت بآيات الله المسموعة ولو ساعة من النهار وحبذا أن تكون ساعات الصباح الأولى وقبيل النوم.

2- حبذا لو يحرص على توجيه الصغيرة برفق وبألفاظ مؤدبة دون سخرية أو تجريح أو تأنيب.
3- يستحب أن يكون للأسرة قاموس ألفاظ خاص بها فإذا أرادت تأنيب الصغيرة مثلاً وصفت بالجهل فتنتفض الصغيرة للتعلم، ويرفض وصف الصغار بأنهم كالحيوانات أو ما شابه ذلك.

4- من الأحسن والأفضل الاستماع إلى الصغيرة جيداً ثم التفكير بكلماتها وشكرها على الجميل الرائع، ومن ثم لفت نظرها إلى الكلمات (الفجة) والطلب منها استبدالها فإن نجحت شكرت على ذلك.

5- وإن استوردت بعض الكلمات النابية من المدرسة أو من البيئة ننصح بالتالي:
- يعجل بعلاج الموقف قبل أن يصبح عادة.
- يحاول إفهام الصغيرة أن الناس تتبادل الهدايا مثل العطور والزهور، فالمسلمة تأخذ من الآخرين الأشياء الجميلة ولا تمد يدها لتأخذ هدية ليست نظيفة ولا محببة، فضلاً عن أنها لا تلتقط قاذورات الشارع وما شابه، والتي تمد يدها لأخذ هذه الأشياء هي تماماً كالتي تقول كلمات ليست مستحبة التقطتها من الشارع أو من المدرسة، وصغيرتها الحبيبة لا تلتقط قاذورات الشارع ولو كانت كلمات، وهكذا لن تقول بذيء الكلام.

- يطلب منها أن توجه الصغار ليتعلموا الكلمات الجميلة.
- في سن المدرسة، تسأل الصغيرة: ما أجمل ما سمعت اليوم؟ ما أجمل ما كتبت؟ ويمكن تحديد المدة الزمنية حسب العمر والثقافة والمتغيرات هل هي خلال يوم أو أسبوع.
- يفضل استعمال الكلمات الفصحى البسيطة، في بعض المواقف لأن لغتنا تعبر عن أدق التفاصيل بأرقى التعابير، فمثلاً عبارات قضاء الحاجة، الملابس الداخلية، وهي عبارات جميلة وفصيحة ودقيقة وراقية وليس لها أي إيحاء سلبي.

- ينصح باستعمال لوحة حائط تعلق في غرفة الصغيرة فيها أجمل الصور وأجمل العبارات التي التقطتها عين وأذن صغيرة تجدد كل شهر مثلاً، يتم البدء تدوين أجمل كلمة ثم أجمل جملة ثم أروع أنشودة ثم أروع قصيدة.
- يمكن عمل ما يشبه ( المسرح المنزلي ) وتلعب الصغيرة كالتالي:
الوالد أو الوالدة يتقمص شخصية الصغيرة قبل إرشادها والطرف الآخر يتقمص شخصيتها بعد إرشادها وتقف الصغيرة شاهد عيان يرى قبح القبيح وروعة الأدب والجمال.

- يمكن أن تعلم الصغيرة بالقدوة والتلقين آداب الحديث وطلب الاستئذان مثل: لو سمحت، من فضلك، شكراً، جزاك الله خيراً، بعد إذنك.
- تعلم الصغيرة ألا تقاطع أحداً ولا تكذب أحداً وأن لا ترفع صوتها سواء كانت غاضبة أم فرحة وتتابع هذه الجهود.
- حبذا لو يعلم جميع الصغار الآداب النبوية في الأكل والشرب والخروج والدخول والنظر إلى المرآة وغيرها من الأمور لما فيها من عميق الأثر على السلوك والوجدان.

نحن نرى كثيراً من النساء توصف الواحدة منهن بأنها صاحبة ذوق رفيع في كل شيء، تجيد انتقاء ملبوساتها ومفروشاتها ومأكولاتها لكنها لا تعرف كيف تنتقي كلماتها وتهذب عباراتها، فيكون لسانها قد أخرجها من جنتها الدنيوية، وربما يكون سبباً في الانكباب في نار جهنم والعياذ بالله.