صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 25 من 25
  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بقلـــم :المستشار طارق البشري
    فتنة السنــــــة والشيعــــــة




    صحيفة الدستور المصرية، عدد 27/9/2008

    فشت الفاشية في الأيام الأخيرة، من عدد من علماء المسلمين من السنة والمهتمين بالشأن الإسلامي العام، حول ما وصفوه بأنه نشاط للتبشير الشيعي في صفوف سنة المسلمين، وإحياء لما ردده بعض غلاة الشيعة قديماً عن الصحابة، مما تستنكره الغالبية منهم، وتعميماً لأقوال قديمة لهذه القلة بحسبانه من أصول المذهب الشيعي، ومؤاخذة لجمهور العامة بأقوال هذه القلة المستهجنة.

    ونحن في هذا الأمر نريد أن نضع أمام القارئ المسائل الآتية:

    أولاً: أن مذهب الشيعة الجعفرية وهو من مذاهب المسلمين ترضاه غالبية الشيعة الغالبة، وهو يدور في إطار أصول الدين الإسلامي التي تعتبرها جماعة المسلمين من ثوابتها العقيدية، والخلاف بينه وبين مذاهب أهل السنة خلاف في الفروع، وهذا موقف جمهرة المسلمين في بلادنا ومؤسساتهم العلمية والدعوية الرسمية وغير الرسمية.

    ثانياً: أن الحراك الذي قد يجري بين مذاهب المسلمين المعتبرة هو حراك داخل الجماعة الإسلامية، مادام يقوم في إطار الالتزام بثوابت الدين وأوامره ونواهيه، وهو بهذه المثابة يمثل نوعاً من تعدد الاجتهادات وتنوع النظر في الشئون الجارية مادام ينطلق من ضوابط العقيدة الإسلامية بوصفها المرجعية العامة.ونحن إن كنا نحذر من أن يتخذ هذا الحراك أساليب تؤدي إلى الاحتكاك بين ذوي المذاهب المتعددة، إلا أننا نلفت النظر إلى ما ينبغي من وضع هذه المسألة في مصاف الأمور الثانوية، مقارنة بما يواجه الإسلام والمسلمون الآن من محن ومخاطر وأزمات.

    ثالثاً: إننا في ظروف تاريخية وسياسية تستوجب علينا أن نجعل معيار التصنيف والتمييز للمواقف والجماعات والأحزاب والمؤسسات والأشخاص، هو مقاومة العدوان والتهديدات الاستعمارية والصهيونية على شعوبنا وبلادنا وأراضينا وثقافاتنا دون تفرق بين فريق وفريق داخل أهل كل مذهب، فلا ننظر للموالين لكل مذهب بحسبانهم جماعة واحدة، ولكن نتعامل مع كل فريق بموجب اندراج أهله في صفوف المقاومة والمنعة أو في صفوف المتخاذلين والمتهاونين.

    رابعاً: أن تفشو الفاشية الآن باسم السنة جميعاً ضد الشيعة بعامة، لهو أخطر ما يمكن أن يواجه الأمة الإسلامية، لأنه يحوِّل بأس المسلمين إلى بعضهم البعض، بدلاً من أن يكون بأسهم من المعتمدين عليهم الغازين لأرضهم المستبعدين لأوطانهم.
    وليس مما يصح في موازين تقدير الواقع أن يثير البعض مخاوف أهل السنة جميعاً وهم أربعة أخماس المسلمين من خمسهم الآخر، وذلك بزعم غير محقق ولا مؤكد عن أن لهم نشاطا دعوياً مذهبياً بين أهل السنة.
    وليس يصح في تقدير الأحجام والأوزان البشرية، أن تنظر الغالبية السنية إلى شهادة تسعة أعشار المسلمين بحسبانها «طائفة» إزاء العشر الباقي، ولا يصح أن يخفى على هذه الغالبية أنها بموجب حجمها ووزنها عليها المسئولية الأكبر في حفظ وحدة الجماعة واحتضان فصائلها والتقريب بين بعضهم البعض.

    خامساً: لو كنا ذوي أديان مختلفة لحق علينا أن نتوحد في مواجهة أعدائنا المشتركين العادين لنا والمعتدين علينا، لا أن نتخالف هكذا في مواجهة ما نلقاه من عدوان وغزو ومحاولات للمحو والسحق.
    إنها ريح تأتي من غير أحباب المسلمين، وهي لا تفرق في كرامتها لنا وطمعها فينا بين سني وشيعي وهي تهدف لإرساء الفرقة بيننا لنكون ألين مكسراً.

    سادساً: إننا نعجب أن هذه الفاشية جمعت بين من عرفوا بالاعتدال والوسطية وبين من عرفوا بالغلو ودعوا للعنف، جمعت بينهم في ذات الموقف السياسي وفي ذات التوقيت وجمعت بينهم بمبادرة منهم، دون أن تقوم مناسبة تستوجب تخويف سنة المسلمين من شيعتهم، ودون أن يثور حدث يفسر شيئاً من ذلك، إنما ظهر الأمر بالأقوال والتصريحات والأحاديث والبيانات، ليثير الأحداث ويقلِّب الواقع ويصرف الناس من شأن إلى شأن.
    ويجري ذلك في الوقت الذي تعمل فيه السياسة الأمريكية الإسرائيلية على محاصرة حزب الله اللبناني وتصفيته، وهو الآن من أهم قوى المقاومة الوطنية الضاربة القليلة التي يملكها العرب وهو الداعم لحركة المقاومة الفلسطينية السنية، كما تعمل ذات السياسة على ضرب النظام الوطني في إيران المناوئ للعدوان الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة وتهددها إسرائيل بضربة عسكرية سريعة ومن ثم تسعي السياسة الأمريكية الإسرائيلية إلى عزل قوي المقاومة هذه في محيطها العربي الإسلامي ليسهل ضربها، وعلى تحويل كراهة المسلمين من الخطر الصهيوني الحقيقي إلى خطر شيعي متوهم.

    سابعاً: أن هذه الفاشية نكاد نلحظ في دوافعها موقف بعض الدول بالمنطقة، التي اعتادت أن تنطق باسم الإسلام والسنة، واعتادت مناصرة السياسة الأمريكية المناصرة للموقف الإسرائيلي، وهي ذاتها من كانت تضع أيديها في أيدي شاه إيران الشيعي الفارسي «الصفوي» في ستينيات القرن العشرين ضد سياسة مصر الوطنية ومنها السياسات العربية الوطنية وقتها، رغم أنها كانت سياسات عرب وسنة مسلمين فليس الثابت هو الموقف من الشيعة، ولكنه الموقف المؤازر للسياسة الأمريكية.

    ثامناً: إننا نرجو من علمائنا الذين نعرف فضلهم وقدرهم في الاجتهاد الفقهي والدعوة الإسلامية والمواقف الوطنية، أن ينأوا بأنفسهم عن أن تستخدم آراؤهم في غير ما يحبون وفي غير ما قضوا حياتهم وبذلوا جهودهم في الدفاع عنه، وهو نهضة المسلمين ومقاومة أعدائهم.

    المصدر: صحيفة الدستور المصرية، عدد 27/9/2008





  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بقلــــم : خليل علي حيدر*
    اكتشاف شيعة مصريين!!

    يحق للدكتور الشيخ يوسف القرضاوي ان يقول «نحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، والباقي على ضلال»، ويحق له أن يؤمن كذلك بأن «كل الفرق الاخرى وقعت في البدع والضلالات»، وان «الشيعة مبتدعون»، فالشيعة الاثنا عشرية والزيدية والاسماعيلية والاباضية يؤمنون كذلك ان الاسلام الصحيح لا يمكن الوصول اليه والالتزام به، الا من خلال هذا المذهب او ذاك.
    وعندما كانت المذاهب السنية الاربعة او الاكثر من ذلك تتصارع في دول اسلامية عديدة، كان اتباع كل مذهب يعتقد ان عقيدته وعبادته بموجب المذهب المالكي او الشافعي او الحنبلي او الحنفي هي الاسلام الصحيح الصافي، بينما كان اخرون من اهل السنة، كأهل الحديث السلفيين واتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يرون من بين اهل السنة او اهل الشيعة من يتبع الاسلام الصحيح.. سواهم.
    وهذا الاعتقاد والثقة بالنفس والمذهب من مستلزمات التمسك بالعقيدة والمنهج الفقهي، والا لما انتمى الناس الى المذاهب. كما اننا نرى مثل هذا الاعتقاد والالتزام لدى اتباع مختلف المذاهب في المسيحية مثلا من كاثوليك وبروتستانت الامر المفاجئ للكثيرين ربما، الصراحة والوضوح اللذان عبر بهما د. القرضاوي عن الموقف.
    المشكلة ليست في الاختلاف، بل ان نحرص على عدم التكفير، وعدم اللجوء للعنف وعدم الغاء كل طرف للطرف الاخر، وفي ان ننجح في التعايش بعيدا عن التأزم والصراع.
    غير ان اسف د. القرضاوي على ان المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي تحسر وندم في غير مكانه!! فالسنة والشيعة يقولون جميعا ان الاسلام دين العقل ودين حرية العقيدة ودين الاجتهاد ودين صالح لكل زمان ومكان، فلماذا ينبغي لكل مذهب ان يحصن اتباعة ويغلق عقول الناس ويجعلها لا تستقبل الا نوعا واحدا او موجة محطة واحدة من فهم الدين او الرؤية المذهبية؟ ولماذا لا يتحسر قادة المسيحية ورجال الدين في اوروبا وامريكا على عدم تحصين عقول النصارى ضد الاسلام ان اعطيناهم الحق نفسه؟
    أما أسف د.القرضاوي لأنه «وجد أخيراً مصريين شيعة» بعد ان حاولوا منذ عهد صلاح الدين الايوبي «ان يكسبوا مصرياً واحداً»، كما جاء في الصحف يوم ، فلا اعرف كيف ينسجم مع فتوى الازهر ومع حرية العقيدة في الاسلام؟!
    أبدى الشيخ القرضاوي وآخرون الكثير من المخاوف من استغلال ايران للمذهب الشيعي، ولكن لم يتحدث احد حتى الآن بصراحة عن كيفية استعادة العالم العربي والثقافة العربية للتشيع؟ هل اسف الشيخ القرضاوي وصدمته الروحية باكتشاف شيعة مصريين يساعد في هذا الاتجاه؟ لقد ولد التشيع عربياً منذ القرن الهجري الاول مع المذاهب الاخرى، واذا كان قد تأثر عبر القرون بالثقافة الفارسية فقد تأثرت المذاهب السنية بالأتراك ومن قبل ذلك بالثقافة العربية، والآن، اين الاسلام الصافي الصحيح؟ ومع من مفتاح الحقيقة؟
    ثم ان الكلام كله حتى الآن عن الجانب الديني والمذهبي من المشكلة، وقد تكون للخلاف جوانب اخرى؟!

    _________________
    كاتب ومفكر كويتي
    جريدة الوطن
    تاريخ النشر 26/09/2008
    http://www.alwatan.com.kw/Writer%20A...0&AuthorID=839





  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بقلـــــم :إدريس هاني
    من يسكت هذا الشيــخ


    مفكرمغربي(متشيع)

    مرة أخرى وعلى صفحات جريدة المصري اليوم، تنطلق تصريحات طائفية لامسؤولية لشيخ ظل حتى حين يوهم مخاطبيه أنه نصيرا لمشروع الوحدة والتقريب والاعتدال. وهي تصريحات اجترها الشيخ منذ فترة، ظهرت بشكل فاضح أثناء حضوره فعاليات مؤتمر التقريب المنعقد بالدوحة خلال السنة الماضية . مفتعلا يومها ضوضاء حول قضية بلا موضوع في شبه مسرحية سيئة الإخراج.

    ولا يزال الشيخ فيما يحدث به هنا وهناك مصرا على كلامه لا يحيد عنه قيد أنملة. ومع أنه ما ترك شيئا في اتهام الشيعة والتحريض عليهم والحكم عليهم بالانحراف والضلال والبدعة بوقاحة ومن دون حياء، إلا أنه لم يتحمل أن يرد عليه كاتب من وكالة أنباء شبه رسمية من إيران ولا حتى تحمل ردودا ودية من قبل الشيخ التسخيري والسيد حسين فضل الله المعروفين في الساحة السنية بخطابهما التقريبي والوحدوي.

    وما أن ظهرت تلك التصريحات حتى تساقطت أوراق التوت عن عورات أخرى في شبه تصريحات داعمة للشيخ من قبل شخصيات ومؤسسات أغلبها يواجه اليوم الإفلاس الفكري والسياسي في الساحة الإسلامية.

    ويكفي أن جملة من العلماء والفعاليات من العالم مجَت هذا الخطاب الشاذ في المرحلة وردته بكبير أسف. حيث يحسب لهذه الفعاليات احتكاكها الحقيقي بمشكلات العالم العربي والإسلامي، ونباهة فكرها وصحة مواقفها. وانخراطها في مشاريع الأمة وليس في مشاريع غوغائية ذات أبعاد إعلامية وشخصية.

    ماذا كان يجب على القرضاوي قوله أكثر مما قاله شططا، حتى يحق لضحايا تحريضاته المتكررة أن يعتبروه رسميا رجل طائفية حمقاء أو رجل فتنة عمياء؟

    وبأي نوعية من العبارة غير ما صدر من تصريحاته اللامسؤولة وفي أي ظرفية غير ما نحن غارقون فيه اليوم ، حتى لا يحق لنا وصفه بشيخ الفتنة بامتياز؟

    كيف نثقف الخلاف لا كيف نهستر الخلاف

    إن التبديع والتضليل للشيعة جهارا والتحريض عليهم والتخويف منهم عنوة والتجديف الأهوج الذي بلغ مداه حتى بات هذيانا يشفق على أصحابه وعقدة جاثمة في نفوس هذا النمط من رموز الفتنة ، أصبح يشكل استثناء فيما ينبغي التحلي به إزاء حقوق المختلف . إنه ومن دون خجل يسيء إلى عقيدة يعد أصحابها بالملايين المملينة . وهم جزء لا يتجزأ من جملة المليار ونصف مسلم التي يتمشدق بها الشيخ نفسه متى تحدث ببجاحة وفخر عن عدد المسلمين اليوم في العالم ـ بمعنى آخر يقصد مليار ونصف أغلبهم من أهل الضلالة والبدع إذ أغلبية المجتمعات السنية على التدين الشعبي المتهم بالبدعة والضلالة من قبل شيوخ التكفير والتضليل ـ ربما نسي شيخنا أن الأمة ليست ولن تكون منذ غياب صاحب الدعوة (ص) على مدرسة واحدة ولا على هوى شيخ واحد.

    فهناك في العالم السني نفسه ـ الذي يحب القرضاوي التعبير عنه كما لو كان رأيا واحدة وعقيدة واحدة ـ أغلبية من المؤمنين يتصوَفون ويعيشون على التدين الشعبي الذي يجعلهم يقدسون مقامات الصلحاء والأولياء ويبنون عليهم المزارات. وهم في ذلك يسلكون على الطريقة الشيعية نفسها. وهم إذ يكفرون الشيعة ويستشهدون بمظاهر التدين الشعبي الشيعي، يكون الموقف شاملا لعموم المسلمين سنة وشيعة، من الذين هم على الطقوس نفسها.

    إن هذا الفكر هو من جعلهم يوما من الأيام يكفَرون المؤمنين في البلاد السنية ويحملون طقوس أهلها على الشرك. إن الشيخ القرضاوي يظن خطأ أن الأمة هي سنية فقط أو أحيانا إذا تلطفوا، هي سنية وشيعية فقط.

    الأمة واسعة متعددة المدارس والمذاهب والطوائف والأقليات. فحتى المذهب الواحد فيه مذاهب، والطائفة الواحدة فيها طوائف. هذا واقع لم يتغير حتى في أكثر اللحظات التي ساد فيها السلطان العاري والتحيز الشقي، حيث أمكن فيها الاستئصال خارج أي رقابة للضمير الإنساني والمواثيق الدولية التي تمنع التحريض وقمع الأقليات والسعي إلى استئصال قناعاتها وعقائدها.

    فإذا كان هذا يزعج شيخنا وأمثاله، فهو واقع قائم لن تجدي معه شوشرة وزمجرة شيوخ الفتنة. وهو أمر لدينا نحن الطيبون الإنسانيون الأحرار الديمقراطيون التواصليون الحواريون؛ باختصار المسلمون المعتدلون حقا، مقبول وطبيعي كما هي عادة أهل الدنيا المتحضرين.

    إن التعددية مصير الأمم قاطبة لا رجعة فيها إلا في خيال الرجعيين. فماذا أعددت لها من خطاب للتدبير السعيد يا شيخنا بدلا عن خطاب الطائفية المتوحش والبالي.

    إن الأمم القوية اليوم ليست قوية بوحدة عقيدتها وطقوسها وأساليب دواوين التفتيش. فأنت بهذا الفهم الرجعي تعيش زمن ما قبل الدولة. فحينما تصبح الأمم ضعيفة والدول هشة، فإن كل ما فيها يصلح مبررا للحرب الأهلية.

    ودائما هناك ما يصلح لذلك عرقيا وطبقيا وجهويا ودينيا وما شابه. إن الخصومات والصراعات التي تقوم في المجتمعات المنسجمة دينيا وطائفيا ومذهبيا لا تقل عن نظيراتها المتعددة المكونات.

    انظر إلى ذلك الصراع والنزاع اليومي في أرشيف القضاء، القتل والفتك والسرقة والاعتداءات والإهانات والأنانيات التي يقدحها السلوك والثقافة والأوضاع الطبقية وما شابه. القرضاوي يحب أن يستشهد بالعراق ولبنان. وبوقاحة أيضا يجعل مشكلتهما في وجود الشيعة لا في غيرهم ـ لا يوجد ما هو أوقح من هذا الوصف الطائفي القبيح ـ وكأن التشيع دخيل وجديد على البلدين. وكأن الشيعة هم أصل الفتنة هناك. لكن ما سبب الفتنة في السودان وأفغانستان والصومال وفلسطين وما شابه. ولماذا تفترض أن الفتنة تتبع كل وجود شيعي. وهل وجب أن يكون قربان الوحدة أن نرمي بملايين الشيعة في البحر. ما هو منشأ هذه الطهرانية المغشوشة التي تمنحها نفسك ورأيك: أنا الحق وغيري الباطل .. أنا الصواب وغيري الخطأ.. أنا الإجماع وغيري الشذوذ.. أنا الصراط المستقيم وغيري الانحراف.. أنا محور الاستقرار وغيري مصدر الفتنة.. أنا الغيور وغيري اللاَمبالي..

    متى إذن ننتهي من هذا الخطاب الظلامي المهستر، لكي نفتح كوة نحو عالم لم يعد رشده يسمح بحماقاتنا. وماذا يعني شيخنا بأن تقوم الدول السنية بمنع الاختراق الشيعي؛ هل يقصد أن تعلن الحرب رسميا على الدول الشيعية، وتؤسس لها لجانا أشبه بدواوين التفتيش وبوليسا خاصا للضمير وجيوشا تنسى كل وظائفها لتصبح حارسة العقيدة، تمنع الناس من القراءة والاتصال بالمعرفة وتتدخل في ضمائر الخلق.

    من أي غاب أتيت يا شيخنا ومن أي الكهوف امتحيت خطابك الوحشي هذا. ولا تحسب أنك وحدك تملك أن تتحدث وتغضب وتحتج. إن كنت رأيت نفسك كما ذكرت في حوارك مع الصحيفة المصرية أنك خوفت الشيعة بكلامك الذي لا منطق يسند ظهره ولا أخلاق ترفعه، فأنت واهم.

    يا عزيزي القرضاوي أنت في أرذل العمر لم تعد تملك خطابا يقنع جدتي فكيف بهذا الجيل المتعطش لمن يقنعه لا لمن يستغفله بخطاب ميت ومميت. ومحفوظاتك الخمسينية والستينية تهرأت وتقيحت وما عادت تطرب أهل الحي ولا حتى أهل الدار.

    هذا واقع أنقله لك من داخل الرأي العام نفسه الذي سعيت ولا زلت تسعى لإثارة عواطفه وانفعالاته في قضايا لا يعلمها حقا.

    المجتمعات الغربية يا شيخنا ليست منسجمة في معتقداتها الخاصة ـ كل المجتمعات الغربية هي متعددة تتعايش داخلها مذاهب وطوائف وأعراق وطبقات اجتماعية ومجموعات وأقليات بلون الطيف ـ بل هي منسجمة في إحساسها الوطني المشترك المبني على مفهوم المواطنة والمصلحة والوفاء للأرض والشعب والقيم المشتركة التي تظل مشتركة حتى لو توزعتها المذاهب والأديان والأعراق. بل إن المجتمع المتحضر الذي يحترم كرامة مواطنيه يحول التعددية إلى عامل إثراء وقوة لثقافته. كما أن المجتمع المتخلف الذي لا يحترم كرامة مواطنيه يحول الوحدة الوهمية إلى قبح وملل وجمود وتخلف .

    إن قياس عظمة الأمم والشعوب يا شيخنا اليوم هو في مدى احترامها للتعددية والاختلاف وليس في انسجامها الموروث الذي لا يقدم ولا يؤخر، والذي ترعاه الأمية والانزواء. الوحدات المفروضة بالقمع والوهم.

    إن للتطور ضريبة. فماذا تنتظر من المجتمع المفتوح والعولمة وتقدم التعليم وتطور الحقوق المدنية والحريات العامة وتداخل الثقافات وتصاغر الكوكب حتى بات قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصال والتواصل... أتريد أن نقبل بكل هذا دون ضريبة انسياح القناعات.

    وبدل أن تبحث عن خطاب يدرب عقول الأجيال على احترام الآخر وعلى التسامح، ها نحن نراك تنفث سم التعصب وتختفي داخل قوقعة مذاهبك المحروسة.

    دعني يا شيخنا المعتدي أعلمك شيئا من اللَياقة التي يجب أن نتحلى بها جميعا في جيلنا الذي يهوى التعايش والتسامح ويقبل بالاختلاف. إن الخطر لا يكمن في الاختلاف كما يزعم بقايا أزمنة الظلام. إن عصرنا يعلمنا أن نختلف ونختلف في تسامح واحترام، لنلتقي في مربعات مشتركة هي عامل وحدة أقوى من الوحدات المفروضة بالوهم والجهل وكموروث أزمنة الانحطاط.

    لنختلف حتى نعرف كيف نبني وحدتنا العقلانية الواقعية المقنعة الجميلة: الوحدة في الاختلاف السعيد. الاختلاف هو طريق التوحد الأقوى في نطاق المشتركات المتعددة: الإنسانية الوطنية الثقافية المصلحية التاريخية الدينية ...

    وبدل أن تضع يدا في يد مع المختلف لتربية الأجيال على التعايش والاقتصاد في الخلاف والتوصل إلى صيغ للتعايش والتقارب بين المذاهب بما يؤسس لثقافة جديدة تهذب العلاقة المتوترة بين أبناء الطوائف والمذاهب التي لا أنت ولا من قبلك ولا من بعدك يملك إزاحتها من الوجود، أصبح حاميها حراميها.

    ألا يردعك عن هذا أن يكون خطابك يشوه سمعة المسلمين أمام عقلاء الأمة وأمام العالم.. ومن سمح لك بأن تعيد رسم الخرائط وتوزيع الجغرافيا. فهل أنت معني ببلداننا أكثر منا. وهل انتماؤنا لأوطاننا أقل من تسلطك عليها بسبب المذاهب المحروسة.

    إن الذين يخافون كالخفافيش من الاختلاف هم كائنات أحفورية منبعثة من رميم الماضي ومن أزمنة ما قبل الدولة وما قبل فكرة المواطنة وما قبل ثقافة التسامح والاحترام للآخر. ترى ماذا بقي بعد كل هذا.. وما الذي لم يقله شيخنا المفدى لتأجيج الفتنة الطائفية؟

    لقد عادت حليمة إلى عادتها القديمة: القرضاوي يغضب ويزمجر فيقول ما لا يجوز أن يصدر عن أهل الرشد. يكفي أن الرادون عليه الممتعضون من تصريحاته اللامسؤولة هم من رجالات الدعوة والفكر والسياسة.

    ففي ظرفية صعبة بتقدير أهل الفكر والسياسة، يعبر هذا الفكر الانسدادي عن بالغ شقوته. لم يعد في جعبة شيخنا الأمير ما يقدمه للأمة في هذا الزمان وفي أرذل عمره سوى نفثات طائفية تحريضية هوجاء، قوامها معلومات مغرضة تارة وساذجة تارة أخرى. كأني بشيخنا الأمير قد أفلس في سوق الدعوة والدعاية فشاءت له شقوة أرذل العمر أن يكبكب في جحيم الطائفية الرعناء ويختطف له بعض الأضواء في (مجاكرات) ضارة بحاضر الأمة ومستقبلها.

    التخويف والتحريض والقتل بالإشارة، تلك أسلحة شيخنا اليوم في سوق من التهريج الطائفي يعاني أهله كسادا مريعا على مستوى الرشد. ترى ما هي دوافع شيخنا الأمير وما هي مطالبه وما هي غايات تصريحات حمقاء كهذه. وقبل ذلك كله ما معنى ما قال؟

    شيخنا الأمير يقول إن الشيعة ضالون مبتدعون. وهو لم يكفرهم أو يصفهم بالكفر البواح ـ كثَر الله خيره ـ فهو يتفضل على الشيعة بأنه لم يكفرهم لكنه اكتفى بتبديعهم وتضليلهم. فهم في محكمته الخاصة التي تستند إلى رأي إجماع مذهبه وليس إجماع الأمة بكل أطيافها ومدارسها ضالون مبتدعون.

    وإذن أمثالهم لا تقبل شهادتهم ولا روايتهم ولا يحملون على محمل ـ وبالتالي حتى مقاومتهم ليست معتبرة ولا دماؤهم محترمة لأنهم ليسوا عدول حتى لو كانت مقاومتهم هي التي يدفع البأس عن الأمة كلها وليست ثرثرة القرضاوي كلها بقادرة على تغيير واقع ذل العرب والمسلمين.

    هذا هو التكريم المنتظر منه لمن قدموا أرواحهم ورهنوا مصيرهم للدفاع عن الأمة..إنه دم رخيص لا اعتبار له حتى لو أهرق في الدفاع عن كرامة الأمة، لسبب بسيط وقناعة ضميرة: أن هذا الدم هو مهدور سلفا وهو غير محترم فقها: هو دم مهرق بالقوة في خيال شيوخ الفتنة. ما قيمة دم يراق في سبيل كرامة الأمة وقد كان من المفروض أن يراق شرعا. فالدماء التي يقدرها هؤلاء هي الدماء المحترمة. والدم الذي سال في حرب الكرامة هو دم غير محترم. هل عرفت لماذا كل هذا الاستهتار؟

    لكن ثمة صك غفران تكرم به شيخنا الأمير، وذلك حينما نزع عنهم الكفر البواح. على الأمة أن لا تخدع بهذا الخطاب المغرض لأنه يعنيها جميعا ويجعلها تتآكل من أطرافها. اليوم الشيعة وغدا الصوفية الذين كفروهم وبدَعوهم حتى شبعوا وآخرون مثل الزيدية والإباضية .. وغدا سلفية ضد أهل السنة.. وبعد غد حنبلية تكفر وتبدع مالكية أو شافعية أو حنفية.. مسلسل التضليل والتبديع هنا ثقافة وعادة وأحيانا هسترة لها نوبات.

    وإني أسميه شيخنا الأمير، لأنه يتصرف كأمير يخول له خياله الفقير أن في مقدوره التحكم في ضمائر الناس وعقائدها. ففضلا عن أن هذا موقف لا يجدي نفعا، فهو موقف استفزازي أهوج. شيخنا يتصرف كأمير يصادر الأمة حقها في الاختيار.

    فيما يعنيني شخصيا أقول: طز وألف طز على هذه الهسترة المرضية. أكبر قوة في العالم لن يكون لها الحق ولا القدرة على أن تسلب من إنسان حر قناعاته. فقناعاتنا لا تسلب بقوة ولا تباع في سوق النخاسة. لكن أخلاقنا تفرض علينا ـ ونحن قادرون أكثر من شيخنا الأمير المسكين على أن نملأ الدنيا ضوضاء من هذا القبيل ـ أن نختار ما فيه مصلحة الأمة. قناعة لا خوفا..إحساسا بالمسؤولية لا تقية تجاه من لا يهابهم نمل الأرض.

    من جهة أخرى زعم شيخنا الأمير أن الشيعة تصرف الملايين بل البلايين على التبشير الشيعي ـ يا لها من عبارة مغرضة ـ . ويبدو الأمر واضحا هنا. إن شيخنا الأمير هو أكبر من صرف أو صرف له للدعوة ـ أو بالأحرى التسلط والتفرد بوسائل الدعوة ـ وهو يقوم بما لا تقوم به مؤسسات شيعية مالا ورجالا.

    فهذه الفضائيات العربية تفتح له المجال ليعبر عن رأيه بلا رقيب. بل هذه الجزيرة وهي الأوسع انتشارا والقناة العربية الأولى تفسح له أوسع المجال للتعبير عن رأيه وزيادة كشيخ أمير. فما الذي يزعجه من تلك القنوات البسيطة والضعيفة والتي لا زالت تتكامل في مهنيتها، وهي تؤكد على أن الشيعة لو كانوا كما يصورهم القرضاوي يصرفون البلايين على دعوتهم لكانت قنواتهم مهنيا وتقنيا هي الأولى.

    المسألة وما فيها أن شيخنا الأمير وجد أن سوقه كسدت بعد صعود نجم الشيعة ـ رغما عن عين شيخنا الحسود ـ بعد أن تحولت عن خطابه المكرور والممل والانسدادي الأضواء وسلطت على جيل غير جيله وعلى آفاق غير آفاقه.

    إنه أصبح يرى خطابه مقارنة مع الذي يجري أكثر غثيانا، فقرر أن يقول شططا. ثم بعد أن أعلن تضليله وتبديعه للشيعة ـ عينك عينك ـ يبرر كأحمق أنه قال الحق ويتساءل: لماذا يردون عليه؟؟. لكن ما لا يريد أن يفهمه شيخنا الأمير ولا مريدوه الذين حجب عنهم الشيخ رؤية العالم الجميل من حولهم، أن الشيعة حتى اليوم لم يحاربوه ولم يردوا عليه كما يستحق حتى وإن كانت الهسترة الطائفية قد بلغت مداها مع شيخنا الأمير.

    تصريحات القرضاوي: عنترية في غير محلها

    من حق المرء أن يتساءل عن الأسباب الحقيقية التي حركت القوة الغضبية للشيخ القرضاوي بافتعال توتر بدا في تصاعد في الزمان والمكان غير المناسبين. ومن حق الناس أن يرقوا في تحليلهم حول سر هذه الهجمة الطائفية التي بات القرضاوي لا يحسن سواها، فلا يستسلموا لتبريرات الشيخ الذي اعتبرها مجرد كلمة حق يريد أن يبرئ بها ذمته الواسعة. وقد بدا الشيخ متشرعا إلى حد نسي مقاصده كلها ونسي اجتهاده كله ليتحدث في زمان استثنائي لا يسمح بالحماقة وفي منطقة ملتهبة لا تقبل برسم أحمق. لقد اعتبر الشيخ أن تأصيله لجدبته الطائفية الحمقاء هو تطبيق سد باب الذرائع.

    وأقل ما يقال في هذه الجذبة أنها حمقاء ، لأنها طائفية بامتياز. ومهما حاول الشيخ أن يبرر نزعته الطائفية التي انكشفت كفضيحة قبيحة، أنه جاهر برعونة في تضليل وتبديع الشيعة، مبرزا نزعة استئصالية لا تجرئ فقط السفهاء على استباحة دمائهم في مناطق التوتر الطائفي بل استمر في تحريضه النظم على أن تتدخل بطريقتها التي لا يهم أن تكون دموية قمعية تحاسب الناس على قناعاتهم وضمائرهم.

    لقد أثبت القرضاوي أنه استئصالي يعيش عصرا غير عصرنا. وانه ظهير فقهي للاستبداد ودواوين التفتيش وخطاب التبديع والتضليل وأنه زعيم مشروع سماه جهل منه: "هذه بلاد خالصة للشيعة وتلك خالصة للسنة".

    لكنني أسأل القرضاوي: وأين توجد الأمة الإسلامية؟ وحيث أن الشيخ بات مدركا أن خطابه لم يعد مقنعا للناس، وأن إفلاسا دعويا يتهدد صيته الذي بناه على أرضية الاحتكار المعنوي للدعوة، صمم على أن يلفت النظر إليه ولو بالانزلاق إلى ضحالة الخطاب الطائفي.

    إن القرضاوي ساير في خطابه الأهداف الملحة للاستئصاليين والقمعيين وكذا للمشروع الصهيوني الذي كان ولا يزال في حاجة إلى أن يسقط شخص مثل القرضاوي في لعبة التفريق ونفث الروح في الطائفية الهوجاء.

    لقد أزعج شيخنا ذلك التقارب القطري الإيراني وكذا وقوف قطر مع المقاومة. فصدم بالواقع الجديد. انتهى الزمان الذي كان فيه القرضاوي وحده يملك أن يحتكر القول الديني كأمير في قطر.

    ففي قطر تقام نشاطات دينية مفتوحة، من شأنها أن تفتح الآفاق على خطاب ديني غير ركيك ومكرور وسطحي فكرا وفقها بات يبعث على الملل.

    يريد القرضاوي أن يشوشر ويرهن خطابه التحريضي لجهات خارج قطر في نوع من الضغط غير المباشر على قطر نفسها لتوتير العلاقة بين الخليج وإيران. وهو التوتر الذي عاش في مناخه شيخنا كأمير وليس كرجل دعوة.

    فالأموال التي يتحدث عنها القرضاوي والتي زعم أنها تصرف على الدعوة الشيعية لا تقارن بما يصرف على حياته الشخصية وجولاته الوعظية التي لم يعد لها من مصداقية ولا من طعم بعد أن أصيب بالهسترة الطائفية.

    القرضاوي أغنى الدعاة وهو أغنى من كل المراجع الشيعة. فالأموال الشرعية لا تصل إلى المرجع بل هي تصرف على مستحقيها في الطريق. بينما الأموال الشرعية هنا تصرف في البذخ الشخصي وعلى القصور التي لو قورنت بأكواخ مراجع الشيعة لبان الفارق الفاحش. التهريج الطائفي الذي نزل به القرضاوي إلى الجمهور أسقطه في عين العقلاء.

    أجل، لست هنا في وارد مناقشة شيخنا الأمير نقاشا فقهيا أو عقائديا لأسباب، منها أن المقام ليس فيه سعة. وحتى لو وقع فنتيجته محسومة سلفا. لكنني أناقشه في عموم الموقف فكريا وسياسيا وأخلاقيا.

    إن القرضاوي يعرف في قرارة نفسه أنه أقل جدارة من أن يناقش في تفاصيل اتهامه للشيعة. وهو لذلك لاذ بالإعلام يخاطب العامة لا العلماء. ولا أريد أن أتحدى القرضاوي إن كان يستهويه مخاطبة العامة أن يتكرم علينا في برنامجه الشريعة والحياة في مناظرة مباشرة حول مزاعمه الحمقاء وجها لوجه.

    أعلم مسبقا أنه لا يعرف عن الشيعة إلا بمقدار ما يعرفه فلاح من منغوليا عن الإسلام. نعم إنه يعرف شيئا آخر عن الشيعة والتشيع، تلك الصورة النمطية الغثيانية التي حفظها وتعلمها كالغرير في متون خصومهم.. وهذا ليس علما ولا تحقيقا ولا رشدا في الفهم والتفهيم.

    أريد أن أعلم القرضاوي الذي فاجأنا بحماقاته اليوم أنه غير مؤهل للحديث عن السلم المجتمعي والسلام العالمي والحوار والتواصل والتقريب والوحدة. إن الذي يدعو إلى تغيير المصطلحات فيقول المواطنة بدل أهل الذمة لا يزال مصرا على أن يضلل ويبدع الشيعة.

    فمتى يغير القرضاوي معجمه الطائفي حتى يتسنى له الانتماء إلى العصر الحديث؟

    الأمة تمر يا قرضاوي مما لا حاجة للتذكير به من إكراهات وتحديات. وهي في حاجة إلى من يصلح حالها ثقافيا واجتماعيا وسياسيا .. يهدئ من روعها لا يشنجها.. يثقفها لا يهسترها.

    العصر يا قرضاوي يتطلب ذهنية جديدة وفهما للدين أبعد من أنف شيخنا الأمير. العصر يتطلب منا تعديلا جذريا في سياستنا الفقهية والكلامية والمعجمية : كيف نقبل بالآخر المختلف دون أن تمتلئ قلوبنا قيحا.

    أنت يا قرضاوي تقول إننا نحن أهل السنة مجمعون على تضليل الشيعة وتبديعهم وهناك من يكفرهم. طيب، هل أنت واع بما تقول؟



    من ضلل الشيعة وبدعهم؟

    أنتم، أي المخالفون..أي مدرسة واحدة من مدارس الإسلام الكثيرة..هل الإسلام هو الذي ضللهم وبدعهم.. هل بين أيدينا فقه وكلام إسلامي مشترك أو مجرد يصلح أن يحكم بين المدارس الإسلامية أم إن المسألة هي تضويخ واحتيال على ضمير الأمة، حيث تعتبرون حكمكم الطائفي والمذهبي حكما للإسلام.

    وإذن وجب أن يقال إنه دليل بدليل، والمطلوب إسلاميا (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)..بل المطلوب دينيا وأخلاقيا: (وبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه). وأنت شيخنا الأمير لا أتيت ببرهان ولا أنت أحسنت السمع للقول. بل أراك اكتفيت بوردك الطائفي التقليدي ورميت به رمية أعشى. وحيث لا دليل ولا مناظرة مكشوفة ولا هم يحزنون، فكل كلام لن يكون سوى تجديف وادعاء وحمق ورجم بالغيب.

    العصر يا قرضاوي يقتضي منك التثبت في معرفة الواقع. فانت يزعجك أن هناك من تشيع ثم تعلن نفسك وصيا للدفاع عن السنة. سؤالي لك: من أعطاك الحق في أن تمارس هذه الولاية على الناس والتحجير على عقولهم.. وبأي فقه وبأي أخلاق وبأي كلام تمنح نفسك هذا الحق فيمن أراد أن يقتنع بفكرة هنا أو هناك مما هو ملك وتراث للأمة جميعا.

    فالتسنن كالتشيع هو ميراث أمتنا لكل عاقل الحق أن يعرف ويفهم ويقرأ ولم لا يقتنع. أم أنك تقول ليس من حقه؟..وماذا تريد من النظم أن تفعل حيث بت تحرضها وتستنجد بها تكتيكيا بعد أن كنت تحرض على الانقلاب عليها، وبعد أن كان لخطاباتك في آذان جماعات الدم طنينا أوردهم موارد الهلكة فقتلوا اليابس والأخضر فأفسدوا العراق بمقاومة حمقاء تخطئ المحتل وتصيب المدنيين في الصميم.

    فهل تنتظر من هذه القوى أن تعلن الحرب على الشيعة شعوبا وأنظمة لكي ترتاح من المنافسة العقلائية الشريفة.. هل المطلوب أن يمنعوا فضائياتهم ويدخلوا من حصلت له القناعة بفكرهم إلى السجون والمقاصل ويحاكموهم كما في دواوين التفتيش..

    ماذا تقصد ويقصد حمقى آخرون ممن زمزموا حول الفتنة أن تتدخل الجهات المعنية..ومتى كانت الجهات المعنية غائبة حتى تخبروها شططا بما يقع. أم إنها محاولة لتوريطها في مصائب وقضايا بلا موضوع. حتى يخلوا الميدان للقرضاوي ليعيد شراء أسهم الدعاة المقموعين ويتربع على كرسي إمارة الدعوة لمواصلة تكرار محفوظاته العتيقة؟

    العصر يا قرضاوي تجاوز خطابكم الاستئصالي والتحريضي والدموي، وتناساه كما تناسى أي حماقة جاثمة في ذاكرتنا الشقية.

    العصر يا قرضاوي يسلك طريقا يحتاج إلى التسامح كله والانفتاح كله والعقلانية كلها والتواصل كله والفهم كله.

    العصر يا قرضاوي جعل عالمنا أعقد مما تصوره كلماتك في الشريعة والحياة، وأوسع مما تصوره فانتازيتك الطائفية الحمقاء.

    العصر يا قرضاوي عصرنا جميعا لا عصرك وحدك. لن ترسم لنا خريطة الطريق فـ(لكل وجهة هو موليها. فاستبقوا الخيرات).

    العصر يا قرضاوي يقتضي أن تصلح وتهذب عبارتك ولا تقول ما يجرح الآخر.

    العصر يا قرضاوي لا يسمح للرعونة في الخطاب أن تدوم إلا بمقدار ما يتحمل العقلاء الحمقى. أي مقدارا قليلا قبل أن يقذف بها في مزبلة التاريخ. فلا ينفع أن تغضب وتقول شططا. فالتاريخ أكبر من أن يتغير بمجرد افتعال الهسترة الطائفية.

    العصر يا قرضاوي ناضج إلى حد لا يلتفت إلى الغوغائية ولا يصحح إلا الصحيح. ولا يقبل بخطاب: اقتلوهم تحت كل حجر ومضر، وبالشبهة والظنة.

    العصر يا قرضاوي لا يسمح لك بأن تحكم بالضلال والبدعة على من خالفك الرأي بدليل. وليس لك إلاَ حق مقارعة الدليل بالدليل. وفي غياب المناظرة المكشوفة والصريحة كالتي أظهرت فشلك وقبح أسلوبك وضحالة حيلتك في لقاء جزيري سابق مع الشيخ رافسنجاني، ما عليك إلا أن تصمت أو تتحدث باحترام.
    سألت مرة أحد أصدقائنا من المشايخ الأزهريين بدعابة ـ وهو من اشتغل سبع سنوات في مكتب شيخنا الأمير ـ : ما رأيك فيمن يضيق صدره من الآخر ولا يسمح بالرأي الآخر.

    ____________
    مفكر مغربي (متشيع)





  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    يتبع..

    سألت مرة أحد أصدقائنا من المشايخ الأزهريين بدعابة ـ وهو من اشتغل سبعة سنوات في مكتب شيخنا الأمير ـ : ما رأيك فيمن يضيق صدره من الآخر ولا يسمح بالرأي الآخر.
    أجاب الشيخ الأزهري : حمار ( بضم الحاء ).

    __________
    مفكر مغربي





  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي


    بقلـــم : د. إبراهيم العاتي
    تصريحات القرضاوي دعوة للنقمة في شهر الرحمة!

    27 سبتمبر 2008 18:01

    يعيش المسلمون في شهر رمضان أوقاتاً روحية مفعمة بالتسبيح والدعاء والتهجد والعبادة. فهذا الشهر الكريم هو شهر الرحمن، وربيع القرآن.. إنه شهر الله بدلالة الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، وهو شهر المواساة والتآخي والتراحم، ومدرسة التربية الروحية التي تهذب العواطف والانفعالات، وتكبح جماح الغرائز والشهوات، وتضبط أقوال الإنسان وأفعاله حتى لا يشط أو يزيغ.

    وعلى هذا فأهم ما يتوجب على الدعاة والمبلغين ورجال الدين في هذا الشهر الكريم أن ينشروا القيم السامية للصوم، وأن يكونوا قدوة في تطبيق أحكامه، والالتزام بأوامره ونواهيه التي لا تتوقف عند الامتناع عن الطعام والشراب وغيرها من الأمور المادية والبيولوجية، ولكن البعد عن كل ما يثير الفتن، ويجرح المشاعر ويثير الضغائن والأحقاد، وغير ذلك مما يتنافى وحكمة شهر الصيام الذي شرعه الله لتصفية النفوس وتمتين أواصر المحبة والتكافل والألفة والوحدة بين المسلمين، فليس هناك تشريع إسلامي يتفق المسلمون في أحكامه بمختلف مذاهبهم مثل الصوم.

    وكنا نأمل من الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، وهو الداعية المعروف، أن يكون من أول المبادرين لاستلهام تلك الحكم العظيمة لشهر الصيام، فيقول أو يفعل شيئاً يواسي به أهالي ضحايا حي الدويقة القاهري الذي انهارت صخور جبل المقطم على سكانه في شهر رمضان، ومازال المئات من ضحاياه مدفونين تحت الأنقاض، أو يكون على رأس قافلة الإغاثة التي قامت بها القوى السياسية وقوى المجتمع المدني المصرية لكسر الحصار الجائر على قطاع غزة، أو يشحذ همم المسلمين بجميع انتماءاتهم وقومياتهم ومذاهبهم لإنقاذ القدس من التهويد والمسجد الأقصى من محاولات هدمه وإقامة هيكل سليمان على أنقاضه، وهو ما تسعى إليه الجماعات الصهيونية المتطرفة، أو يحذر من المحاولات التي يخطط لها الكيان الصهيوني بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لضرب مراكز القوة والمقاومة والممانعة العربية والإسلامية تحت ستار من الحجج الواهية كالخطر النووي والإرهاب وما شابه.
    وإذا كان من خطر يتهدد المجتمع المصري المسلم فهو خطر التنصير والتهويد. ألم يستوقفه تعميد البابا لمسلم مصري في الفاتيكان، ولأول مرة بشكل علني، وما خفي أعظم؟ ألم يسمع الشيخ بعشرات الألوف من المصريين الذين تزوجوا من إسرائيليات عربيات ويهوديات طمعاً في الحصول على جنسية إسرائيلية تنقذهم من الفقر، والله أعلم ماذا يخبيء اليهود لهم ولأبنائهم في المستقبل، خاصة إذا علمنا أن اليهودي- طبقاً للديانة اليهودية- هو من كانت أمه يهودية؟!

    لقد نسي الشيخ أو تناسى ذلك كله، ولم يجد خطرا يستدعي الويل والثبور وعظائم الأمور إلا (الغزو الشيعي) للبلدان السنية، وهو خطر موهوم لا وجود له إلا في مخيلة الشيخ، وفتحه في غير صالحه، لأن الشيعة لو أرادوا فتح الملف نفسه لتكشفت حقائق وبرامج رهيبة تقشعر منها الأبدان، خططت لها عقول غربية وصهيونية منذ انهيار نظام الشاه عام 1979، ونفذتها للأسف أيادي حكومات ومؤسسات تدعي الإسلام ضد الشيعة في بلدانهم التي يعيشون فيها منذ قرون أو في أي مكان في العالم، لا كوجود فكري وعقائدي وحسب، بل كوجود بشري ووطني أيضاً!

    والغريب أن الشيخ القرضاوي يكرر نفس الاتهامات الباطلة لشيعة أهل البيت والتي مافتئ علماؤهم ينفونها منذ قرون، من قبيل سب الصحابة وتحريف القرآن. وقد أوضح علماء الإمامية منذ عصور متقدمة وحتى عصرنا الحالي سلامة القرآن من التحريف، وأنه ما بين الدفتين. كما فندوا الروايات الضعيفة الواردة في بعض كتب الحديث، وأثبتوا عدم صحتها، والشيعة الإمامية بوحه عام لا توجد عندهم صحاح، وإنما كتب حديث. ولذا فالمشكلة قائمة في صحاح السنة التي وردت فيها أحاديث عن كبار الصحابة تقول بزيادة أو نقص في القرآن، فليشرح لنا الشيخ ذلك!

    أما الصحابة فمقامهم محفوظ ودرجاتهم في عليين، وقد حملت طائفة كبيرة منهم لواء التشيع منذ صدر الإسلام أمثال عمار بن ياسر (قتيل الفئة الباغية)، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وسلمان المحمدي، وحذيفة بن اليمان، وقيس بن سعد بن عبادة، ومحمد بن أبي بكر الصديق، وسهل بن حنيف الأنصاري، وعبد الله بن عباس، وعدي بن حاتم الطائي، وخباب بن الأرت، وهاشم المرقال، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وحجر بن عدي الكندي الذي طلب منه بنو أمية البراءة من أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، فأبى فقتلوه وأبناءه وأصحابه صابرين محتسبين في مرج عذراء بضواحي دمشق، وكان الحسن البصري الذي أشاد به الشيخ القرضاوي في مقابلته الأخيرة، يذكر تلك الفعلة الشنعاء فيقول: ياويله –معاوية- من حجر وأصحاب حجر!!

    لقد تواترت الروايات عند الشيعة عن نهي أئمتهم عن السباب، واشهره قول الإمام علي (ع) لبعض أصحابه وهو في صفّين وقد سمعهم يسبون أهل الشام، فقال: ((إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر)) (نهج البلاغة، ج2، ص185، شرح الشيخ محمد عبده)، وقد استمر أئمة أهل البيت في العصور اللاحقة على تأديب شيعتهم وبقية المسلمين بهذا الخلق النبوي الرفيع، وإذا شذ أفراد عن الالتزام بهذا المبدأ العام فهم يتحملون وزر أفعالهم، ولا يتحمل ذلك المذهب كله.

    لكن المشكلة أن الطرف الآخر جعل سب الإمام علي سنة وثقافة عممها طيلة حكم الأمويين، وعاقب بالقتل والتنكيل كل من لا يقوم بها، ولم تتوقف إلا فترة بسيطة خلال حكم عمر بن عبد العزيز. وهذا الأمر هو ما يجب التوقف عنده، ولا نعتقد أن الشيخ القرضاوي يجهله!

    لاشك أن الأمم تتقدم من خلال استثمار عملية التراكم المعرفي، حيث يبدأ اللاحق من حيث انتهى السابق، ويبني التالي على ما بدأه الأول. وقد بذرت في مصر قبل ما يقرب من سبعين عاماً بذرة طيبة تمثلت في تأسيس جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية سعت إلى جمع كلمة المسلمين والتقريب فيما بينهم تنفيذا للأمر الإلهي: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا))، لأن الأمة ستبقى جسداً مريضاً مادامت تمزقها الخلافات وتفترسها الفتن والنزاعات. وقد نهض بهذه الدعوة المباركة ثلة من كبار العلماء كالشيخ عبد المجيد سليم والشيخ مصطفى عبد الرازق والشيخ محمد المدني والشيخ حسن البنا والشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد العزيز عيسى والشيخ محمد تقي القمي وآخرين غيرهم، فنفضوا غبار القرون وظلمات الجهل والتعصب ودرسوا المذاهب الإسلامية دراسة موضوعية لمعرفة المشتركات ونقاط الاختلاف، فتوصلوا إلى أن الأصول متفق عليها، أما الفروع ففيها المشترك وفيها المختلف كما هو حال أصحاب المذهب الواحد.

    وعلى هذا الأساس أصدر الشيخ شلتوت شيخ الجامع الأزهر عام 1959 فتواه الشهيرة بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية. وطبعت بعض كتب الشيعة في مصر كالمختصر النافع في فقه الإمامية للمحقق الحلي، ومجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي، كما أصدرت الجماعة مجلة (رسالة الإسلام) التي كان يساهم في تحريرها نخبة من كبار العلماء والكتاب من مختلف المذاهب الإسلامية، لكن هؤلاء العلماء الذين أحسب أن الشيخ القرضاوي قد تتلمذ لبعض منهم، لم يهولوا من الأمر ويعتبروه غزواً شيعياً لبلدهم، فهل كان الشيخ أحرص منهم على عقيدة أهل السنة، أم أنه أعلم منهم بحقيقة التشيع حين يرميه الشيخ بالبدعة بينما يعتبره العلماء من أساتذته أو أساتذة أساتذته مذهباً يقوم في أصوله وفروعه على الكتاب والسنة؟ وحاشا له أن يتهمهم (بالخواء) كما اتهم علماء السنة المعاصرين! وكيف نفسر تصريح الشيخ قبل سنتين بأن: إخواننا الشيعة الإمامية فرقة من فرق المسلمين، والمذهب الجعفري مذهب إسلامي معتبر. وأن هذا هو موقفه القديم الثابت من هذه المسألة.

    (إسلام أون لاين نت)؟ فما الذي استجد حتى يغير الشيخ رأيه ويبدل قوله؟ هل المطلوب شحن الأجواء تحضيراً لشيء ما يحضر له في المنطقة؟ أم المطلوب جر الأمة إلى تناحر وصراع مذهبي يشغلها عن صراعها الحقيقي مع الكيان الصهيوني؟ أم هي سياسة الهروب إلى الأمام لتحاشي الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي تهم المواطن العربي والمسلم، ومنها ما يتعلق بالتواجد العسكري الغربي في المنطقة، وبعض قواعده على مرمى حجر من بيت الشيخ القرضاوي في قطر؟ أسئلة مفتوحة تحتاج إلى أجوبة واضحة.

    __________
    *أكاديمي وباحث مصري
    [email protected]





  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    متجاهلة تصريحات القرضاوي الطائفية ضد الشيعة وايران.. وبمناسبة يوم القدس
    «حماس» تبتهل إلى الله أن يحفظ خامنئي ونجاد!

    قناة العربية - صالح القلاب

    قبل تلاشي صدى صرخة الألم التي أطلقها الشيخ يوسف القرضاوي ضد تدخل إيران السافر باسم المذهب الشيعي وتحت رايته في شؤون عدد من الدول العربية والإسلامية ولجوئها لأسباب سياسية الى التبشير بهذا المذهب في دول لا وجود فيها إلا للمذهب السُّني من بينها مصر، بادر رئيس حكومة غزة الى توجيه رسالة الى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي والى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضمنها ابتهالا الى الله ان يحفظهما، متمنياً أن يصليا «صلاة الخلاص» في القدس الشريف.

    وبالطبع فإن رسالة هنية هذه المثقلة بالابتهالات والتي تقصَّد صاحبها تضمينها، ربما نكاية بالشيخ القرضاوي، إشادة بالإمام الخميني ووصفه بـ«هذا الرجل العظيم الذي رفع من مكانة الجهاد لتحرير القدس وفلسطين» قد قرأت وعبر مكبرات الصوت في مسجد جامعة طهران يوم الجمعة الماضي، حيث جرت العادة ان يكون الخطيب في هذا اليوم، أي يوم القدس العالمي، السيد علي خامنئي نفسه.

    وحقيقة وفي ضوء المعرفة الأكيدة بمدى ارتباط «حماس» بإيران، فإنه لا يمكن تفسير إرسال هذه الرسالة في هذه الفترة بالذات، وبعد أيام من تصريحات القرضاوي هذه المشار إليها، الى أكبر مسؤولََََين إيرانيين وتضمينها كل هذه الابتهالات وكل هذه الإشادة المبالغ فيها بجهاد الإمام الخميني من أجل القدس وفلسطين، إلاَّ ان المقصود هو الرد على هذه التصريحات وإعلان الانحياز الى «الولي الفقيه» ودولته ما دام ان هناك عملية استقطاب واصطفاف منتظرة ستشهدها الساحة الإسلامية كلها وليس فقط هذه المنطقة.

    واللافت هنا ان الإخوان المسلمين، ورغم أنهم كانوا يعتبرون القرضاوي الى ما قبل لحظة من إطلاق هذه التصريحات التي أطلقها أكبر مرجعياتهم بل وأهم قياداتهم التاريخية، قد لاذوا بالصمت المريب إزاء الحملة الإعلامية التي شنتها إيران ومعها كل إعلام: «إطْعمْ الفم تستحي العين» على هذا الشيخ الجليل الذي، رغم الاختلاف معه والاعتراض على بعض مواقفه، يبقى مرجعية إسلامية هامة ورئيسية ويبقى من أكثر علماء المسلمين، سنة وشيعة، اعتدالا وتسامحاً وابتعاداً عن التمذهب والطائفية.

    والغريب ان بعض الكتاب الذين يحرصون على ادعاء التحدث باسم الإسلام ونيابة عن الإخوان المسلمين لم يكتفوا بالصمت وبإدارة الظهر لصرخة هذا الشيخ الجليل، التي لم يلجأ إليها ولم يطلقها إلا بعد ان طفح كيله ولم يعد بإمكانه مداراة ما تقوم به الدولة الإيرانية باسم المذهب الشيعي من تلاعب بالعلاقات المقدسة بين المسلمين، بل تعدوا هذا الى اتهامه بإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة، وبل ذهب بعضهم الى حد المطالبة بإقصائه من مواقعه الإسلامية وإرسال رسائل غير مباشرة الى دولة قطر لسحب جنسيته القطرية ولإنهاء إقامته في هذه الدولة التي حلَّ فيها ضيفاً مُرَحبَّاً به منذ سنوات بعيدة.

    وعلى سبيل المثال، فإن أسبوعية «السبيل» الناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد صدرت في الأسبوع الماضي، أي مباشرة بعد ان أطلق الشيخ القرضاوي التصريحات المدوية التي أطلقها، خالية من أي إشارة الى هذه التصريحات لا سلباً ولا إيجاباً، هذا مع ان العادة جرت ان تتابع هذه الأسبوعية كل ما يصدر عن هذا العالم الإسلامي الكبير إن في مجال السياسة وإن في مجال الإفتاء وإن بالنسبة للقاءاته وأنشطته اليومية.

    وأغلب الظن ان ما ينطبق على «إخوان» الأردن ينطبق على معظم فروع جماعة الإخوان المسلمين في العالم كله. والمشكلة هنا ان حركة «حماس» التي اعتبرتها هذه الجماعة ذراعها الجهادي في فلسطين، كانت قد تشكلت، وفقاً لما قاله السفير الإيراني الأسبق في دمشق حسن أختري، في الحاضنة الإيرانية، وأنها هي وحزب الله اللبناني يعتبران الابن الشرعي للثورة الإيرانية، ولذلك فإنه ليس غريباً ولا مستغرباً ان تنحاز هذه الحركة الى دولة «الولي الفقيه» عندما تستجد هذه المواجهة الساخنة بين هذه الدولة وبين الشيخ يوسف القرضاوي.

    والمؤكد ان الشيخ القرضاوي بحكم مكانته وبحكم متابعته لشؤون المنطقة وأوضاع الإخوان المسلمين وأوضاع حركة «حماس»، على اعتبار أنها تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من هؤلاء، يعرف تمام المعرفة مدى العلاقة التنظيمية والسياسية والمالية أيضاً بين هذه الحركة وبين إيران. لكن ورغم ذلك فإنه لم يتردد في الوقوف معها منذ اللحظة الأولى، وأنه لم يتردد في دعمها ومساندتها في صراعها الذي بدأ مبكراً ومنذ ثمانينيات القرن الماضي مع حركة «فتح» ومنظمة التحرير ولاحقاً، بعد اتفاقيات أوسلو وعـودة القيادة الفلسطينية مـن المنافي الخارجية الى فلسطين، مع السلطة الوطنية.

    إنه لم يكن منتظراً ان تتخلى «حماس» عن تحالفها مع إيران لأي سبب من الأسباب، وأنه غير متوقع ان تنحاز الى جانب الشيخ القرضاوي بعد تصديه للتدخل الإيراني السافر في شؤون الإسلام والمسلمين والسعي لزرع الفتنة في صفوف الأمة الإسلامية من خلال المحاولات التي تقوم بها دولة «الولي الفقيه» لإيجاد امتدادات لها تحت غطاء «التشيع» ونشر المذهب الشيعي في دول كمصر لا وجود فيها أساساً إلا للمذهب السني.. لكن ما هو غير متوقع ان يتخذ الإخوان المسلمون هذا الموقف الذي اتخذوه وأن يلوذوا بالصمت المريب إزاء قضية في غاية الخطورة إن على الصعيد الديني وإن على الصعيد السياسي.

    ربما أنه غير جائز اتهام الإخوان المسلمين بأنهم غدوا أتباعاً لإيران وأن توجهات وتوجيهات «الولي الفقيه» في طهران باتت ملزمة لهم. لكن ألا يعني هذا الموقف الذي اتخذوه، والحديث هنا يتركز أساساً على «إخوان» الأردن على اعتبار أنهم الأقرب أُخوة وعمومة وخؤولة لحركة المقاومة الإسلامية التي كانت الفرع الفلسطيني التابع لهم ذات يوم قريب، أن هذه الحركة أي حركة

    «حماس» قد استطاعت بثقلها المستند الى الدعم الإيراني السخيِّ أن تـُجيِّر مواقف هؤلاء حتى بالنسبة لقضية كهذه القضية التي تمس المسلمين كلهم لحساب طهران التي لم تعد تطلعاتها لمدِّ نفوذها في الإقليم كله وعلى أساس استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية خافية على أحد.

    إنه بالإمكان فهم «براغماتية» الإخوان المسلمين التي تجعلهم يقفون الى جانب سوريا العلمانية التي يحكمها حزب البعث على حساب أشقائهم في الفرع الإخواني السوري، وأنه بالإمكان أيضاً فهم انقلابهم على دولة عربية معروفة ساندتهم في أيام شدتهم. فهم بالأساس حركة سياسية لا تتوانى عن التقلب حسب مصالحها وحزب سياسي مثله مثل كل الأحزاب الأخرى يقدم مصالحه على ما يعتبر مبادئ مشتركة مع الآخـرين. أما ان تصل الأمور الى حد ان يصبحوا

    «تشيكاً» سياسياً تقوم حركة «حماس» بتجييره لحساب «الولي الفقيه»، فإن هذا لم يكن متوقعاً وكان غير ممكن تصديقه قبل ان يحدث ما حدث.

    ربما أنه بالإمكان تفهم مواقف «حماس» عندما تبرر علاقاتها بإيران، التي تتخذ طابع التابع والمتبوع، بالقول إنها حركة وطنية فلسطينية وأنها مضطرة في مثل ظروف النضال الفلسطيني وتعقيداته ان تقترب من الآخرين وتبتعد عنهم على أساس مصالحها وليس على أساس المبادئ والثوابت والقناعات السابقة. أما بالنسبة لـ«الإخوان المسلمين» فإنه لا يمكن فهم إدارة ظهورهم لدولة مثل المملكة العربية السعودية التي لم تتردد في ان تحتضنهم في أيام شدتهم عندما تعرضوا للملاحقات التي تعرضوا لها في مصر وسوريا في عهود سابقة والتحالف مع دولة «الولي الفقيه» كل هذا التحالف الذي يوصله البعض حتى حدود التبعية!.





  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي


    د. أحمد كمال أبو المجد يكتب في رسالة للشيخ القرضاوي حول فتنة الشيعة والسنة


    توقيت تصريحاتك مثير للقلق لأن الحملة على الإسلام في ذروتها





    فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوى..

    تحية طيبة واسأل الله تعالى أن يتم نعمته عليكم صحة موفورة وعافية تامة وصدراً منشرحاً وبالاً مستريحاً، وأموراً ميسرة موفقة بعبادته ورعايته.. وهي كما تعلمون فضيلتكم "نعم" كبرى لا أعرف ولا يعرف أحد بعدها مطلبا لسائل، وبعد.

    فقد آلمني وعزّ عليَّ كثيراً، كما آلم الكثيرين وعزّ عليهم ما كان من تداعيات ما أدليتم به من حديث يتعلق بتجاوز بعض الأخوة الشيعة لما سميتموه "الخطوط الحمراء" التي ينبغي وقوف الجميع عند حدودها في ممارستهم النشاط الدعوي والاجتهاد الفقهي حفاظا على وحدة الأمة وإبقاء على روح المودة التي يتعذر في غيابها التعاون على مواجهة الأخطار الجسام التي يتعرض لها المسلمون أفراداً وشعوباً وجماعات، في سياق "التدافع" والصراع الذي يشهده ها العصر المحير.

    ولقد آلمنا بوجه خاص ما تعرضتم له فضيلتكم من جانب بعض الأقلام والألسنة من تجريح لا يغتفر ولا يعذر أصحابه ولا يليق بمكانة العلم والعلماء وكثيرة من أصحاب هذه الأقلام وتلك الألسنة لا يخفى عليهم ما يوجبه أدب الحوار على أطرافة والمشاركين فيه من عفة القلم واللسان مهما كانت بواعث الخروج على تلك العفة واخشى أن أكون مصيبا تمام في اعتقادي أن هناك من يحرص الحرص كله على تعميق هذا الخلاف وتوظيفه توظيفاً ماكراً خبيثاً يصدر عن رغبة ملحة في "تفكيك" كيان الأمة وتبديد طاقتها وإيقاع علمائها ومجتهديها بعضهم ببعض وصرفها بذلك كله عن مواجهة التحديثات التي تواجهها داخل حدودها ومن وراء تلك الحدود.

    وأنا لا ألتفت إلى الذين يشرعون أقلامهم وألسنتهم لمهاجمة كل من يتحدث عن "المؤامرة" كتفسير جزئي على الأقل لكثير مما يواجهه أمتنا من تحديات وما تتعرض له من حملات والمسألة في حقيقتها عندي أن البعض يعرفون الكثير عن تخطيط وإعداد الذين يحرصون على تصفية كيان أمتنا وإقصائها عن ساحة المنافسة والسباق، وأن البعض الآخر لا يعرفون شيئاً عن هذا التخطيط وقديماً قيل بحق أن من لم يرَ ليس حجة على من رأى.

    أستاذنا الجليل.. إن ما وقع، لا يعدو في حقيقته أن يكون خلافاً في الرأي والتقدير بين فضيلتكم وبين آخرين من إخوانكم وأبنائكم ممن يحملون الرسالة التي تحملونها، وتؤرقهم الهموم العامة التي تؤرق فضيلتكم وهم يحملون لكم محبة خالصة ووداً يتمنون ألا يخدشه خلاف عارض وتقديراً واحتراماً شخصياً وموضوعياً لم يتخلوا عنه ولكن يبقى أن التشاور فضيلة وفريضة، وأن اتساع الصدر للخلاف الذي يدار بروح طيبة وعبارات لائقة واجب تعلمنا منكم أنه أدب من آداب الإسلام، ومكارم من مكارم الأخلاق.. ولن نغفر لأنفسنا أبداً أن نشارك بالصمت والسلبية في تحوّل الخدش الذي وقع إلى جرح غائر يحتاج التامة إلى زمن طويل.

    إن الذين أقلقتهم بعض ما أدليتم به على الملأ من رأى، قد تساءلوا. محققين في ذلك عن أمرين أستأذن في أن أضعهما أمام فضيلتكم:

    أولهما: إننا على إطار ما نتعرض له جميعاً ويتعرض له الإسلام من حملة تشويه ورغبة في الإزاحة والإزالة، نحتاج إلى خط دفاع مترابط متماسك وإلى أن تظل جبهتنا كالبنيان المرصوص وقد كان ممكناً طوال الوقت أن تثار قضية "الخطوط الحمراء" في اجتماع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وفيه من فيه الإخوة الشيعة الحكماء والعقلاء، أما إثارة القضية الشائكة الدقيقة التي عرضتم لها فضيلتكم على الملأ. فقد كان محتماً أن تستدعي ردود أفعال: بعضها هادئ وعاقل ومسئول، وبعضها دون ذلك وهذا ما وقع فعلاً ولا تزال حلقاته تتداعى وتتواصل في بعض الصحف وفي كثير من الفضائيات ومواقع الإنترنت.

    ثانياً: أن توقيت هذه التصريحات جاء مثيراً للقلق والإشفاق من عواقبها.. فالحملة على الإسلام والمسلمين لا تزال في ذروتها وأسلحة المهاجمين فيها أمضى من أسلحة المسلمين مجتمعين فكيف إذا تفرقوا، وأنفقوا ما بقي لديهم من طاقة وجهد في ملاسنة وحروب كلامية تجنح فيها العبارات وتطيش بعض الكلمات فتفسد على العقول والضمائر أمرهما حتى يصير فرطا. لقد كان جهد فضيلتكم وجهادكم سعياً لتوحيد الأمة في إطار القاعدة الذكية الحصيفة من أننا "نتعاون فيهما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه".. كان هذا المبدأ جديراً بإرجاء فتح باب الحوار حتى يمهد له في أجواء أخوية صافية بمصارحة ومكاشفة وشيء من عتاب أخوي رقيق.

    إنني يا فضيلة أستاذنا الجليل أشارك القلقين قلقهم وإشفاقهم الشخصي والموضوعي من غضبكم الحاد عليهم وأدعوكم باسم الله تعالى، جامع الناس جمعاء، ونحن منهم، ليوم لا ريب فيه وباسم الإسلام الذي نرى فيه، بعين اليقين، منبع المنابع والمنهل الفياض بالعدل والحق والخير والرحمة والسلام، وكل ما يتطلع إليه الحكماء والعقلاء من إصلاح إنساني شامل يملأ الدنيا نوراً ويملأ حياة الناس بهجة وسروراً.

    وباسم علمكم الذي زاد وربا بعد أن أضفتم إلى نشاطكم الدعوي الذي وصلت أصداؤه إلى جميع الناس، اجتهاداً فقهياً رصيناً يجمع بين المعرفة الدقيقة بالأحكام والنصوص الدالة عليها، وبين مقاصد تلك النصوص وحكمتها الكبرى، ومن اجتماع حكمة الداعي إلى الحق ببصيرة المجتهد العارف لواقع الحق وأحوال الناس تنزل الرحمة التي بعثت بها الأنبياء والمرسلون وهي رحمة علم الله تسع أهل الدنيا جميعا مسلمين وغير مسلمين.

    واسأل الله تعالى مع محبيكم والمنتفعين بعلمكم وجهادكم. أن يمد في عمركم حتى نجني ثمرة هذه الوسطية التي تميزتم بها والتي ستظل بإذن الله، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

    إن لي عندكم دعوة ورجاء أن تسارعوا، دون انتظار دعوة من أحد، إلى غلق هذا الملف بغير إبطاء وكأنه ما فتح وأن تستأنفوا اجتهادكم وجهادكم بنفس راضية، تعمرها السماحة والود.

    وإن ضاق صدركم عن هذا وهو ما أسال الله تعالى ألا يكون، فإن الأمر كل الأمر، لله تعالى وحده من قبل ومن بعد.

    واستأذن في ختام هذه الرسالة أن أتجاوز موضوعها العارض لأتوجه بكلمة إلى كل من نحبهم من أهل القبلة الواحدة والدين الواحد..

    إننا جميعاً، سنة وشيعة، لم نعد معذورين بين يدي الله عن مواصلة الانقسام التاريخي الذي بدأ بعد معركة كربلاء، فالهموم التاريخية كلها قد مضى عليها زمان طويل وهموم الحاضر لها لون خاص ومذاق على مرارته جديد نعم إن تذويب الرواسب التاريخية أمر بالغ العسر، ومن الحكمة التسليم بأنه يحتاج إلي جهود سنوات لمحو آثار ما صنعته القرون، ولكن ذلك وحده هو الطريق ولم يعد أمامنا نحن المسلمين، إلا أن يرتفع علماؤنا من السنة والشيعة إلى الأفق العالي الرفيع الذي تدعوهم إليه مسئوليتهم أمام الله، وهم عند أهل السنة والشيعة على السواء ورثة الأنبياء فيتوجهون إلى معالجة أمور الحاضر والمستقبل في إطار من "مصالح المسلمين" وكل المسلمين متوقفون عند اجترار الماضي وإغراق العامة في مآسيه وإلا فنحن وإياهم؛ في انتظار مأساة هائلة تحلّ بنا جميعاً.. وتهون إلى جوارها فاجعة كربلاء سوف يكون الشهيد فيها هذه المرة الأمة كلها وليس الإمام.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    المصدر: جريدة الدستور المصرية 30/09/2008م

    المصدر: إسلام أون لاين، 30/9/2008


    الدكتور أحمد كمال أبو المجد

    - مفكر إسلامي بارز، وزير الإعلام والشباب المصري سابقاً.

    - عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية.

    - عضو أكاديمية المملكة المغربيّة، الرباط.

    - رئيس المحكمة الإدارية للبنك الدوليّ بواشنطن ( 1980 - 2002 ).

    - مفوض شؤون حوار الحضارات بالجامعة العربيّة.

    - عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف.

    - نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان - مصر (حالياً ).





  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    القول الفصل فى ازكاء فتنة السنة والشيعة

    طارق البشرى*
    « صحيفة الدستور »
    - 8 / 10 / 2008م - 12:40 م


    فشت الفاشية في الأيام الأخيرة، بعدد من علماء المسلمين من السنة والمهتمين بالشأن الإسلامي العام، حول ما وصفوه بأنه نشاط للتبشير الشيعي في صفوف سنة المسلمين، وإحياء لما ردده بعض غلاة الشيعة قديماً عن الصحابة، مما تستنكره الغالبية منهم، وتعميماً لأقوال قديمة لهذه القلة بحسبانه من أصول المذهب الشيعي، ومؤاخذة لجمهور العامة بأقوال هذه القلة المستهجنة.

    ونحن في هذا الأمر نريد أن نضع أمام القارئ المسائل الآتية:
    أولاً: أن مذهب الشيعة الجعفرية وهو من مذاهب المسلمين ترضاه غالبية الشيعة الغالبة، وهو يدور في إطار أصول الدين الإسلامي التي تعتبرها جماعة المسلمين من ثوابتها العقيدية، والخلاف بينه وبين مذاهب أهل السنة خلاف في الفروع، وهذا موقف جمهرة المسلمين في بلادنا ومؤسساتهم العلمية والدعوية الرسمية وغير الرسمية.

    ثانياً: أن الحراك الذي قد يجري بين مذاهب المسلمين المعتبرة هو حراك داخل الجماعة الإسلامية، مادام يقوم في إطار الالتزام بثوابت الدين وأوامره ونواهيه، وهو بهذه المثابة يمثل نوعاً من تعدد الاجتهادات وتنوع النظر في الشئون الجارية مادام ينطلق من ضوابط العقيدة الإسلامية بوصفها المرجعية العامة.
    وإن كنا نحذر من أن يتخذ هذا الحراك أساليب تؤدي إلي الاحتكاك بين ذوي المذاهب المتعددة، إلا أننا نلفت النظر إلي ما ينبغي من وضع هذه المسألة في مصاف الأمور الثانوية، مقارنة بما يواجه الإسلام والمسلمون الآن من محن ومخاطر وأزمات.

    ثالثاً: إننا في ظروف تاريخية وسياسية تستوجب علينا أن نجعل معيار التصنيف والتمييز للمواقف والجماعات والأحزاب والمؤسسات والأشخاص، هو مقاومة العدوان والتهديدات الاستعمارية والصهيونية علي شعوبنا وبلادنا وأراضينا وثقافاتنا دون تفرق بين فريق وفريق داخل أهل كل مذهب، فلا ننظر للموالين لكل مذهب بحسبانهم جماعة واحدة، ولكن نتعامل مع كل فريق بموجب اندراج أهله في صفوف المقاومة والمنعة أو في صفوف المتخاذلين والمتهاونين.

    رابعاً: أن تفشو الفاشية الآن باسم السنة جميعاً ضد الشيعة بعامة، لهو أخطر ما يمكن أن يواجه الأمة الإسلامية، لأنه يحوِّل بأس المسلمين إلي بعضهم البعض، بدلاً من أن يكون بأسهم من المعتمدين عليهم الغازين لأرضهم المستبعدين لأوطانهم.
    وليس مما يصح في موازين تقدير الواقع أن يثير البعض مخاوف أهل السنة جميعاً وهم أربعة أخماس المسلمين من خمسهم الآخر، وذلك بزعم غير محقق ولا مؤكد عن أن لهم نشاطا دعوياً مذهبياً بين أهل السنة.
    وليس يصح في تقدير الأحجام والأوزان البشرية، أن تنظر الغالبية السنية إلي شهادة تسعة أعشار المسلمين بحسبانها «طائفة» إزاء العشر الباقي، ولا يصح أن يخفي علي هذه الغالبية أنها بموجب حجمها ووزنها عليها المسئولية الأكبر في حفظ وحدة الجماعة واحتضان فصائلها والتقريب بين بعضهم البعض.

    خامساً: لو كنا ذوي أديان مختلفة لحق علينا أن نتوحد في مواجهة أعدائنا المشتركين العادين لنا والمعتدين علينا، لا أن نتخالف هكذا في مواجهة ما نلقاه من عدوان وغزو ومحاولات للمحو والسحق.
    أنها ريح تأتي من غير أحباب المسلمين، وهي لا تفرق في كرامتها لنا وطمعها فينا بين سني وشيعي وهي تهدف لإرساء الفرقة بيننا لنكون ألين مكسراً.

    سادساً: إننا نعجب أن هذه الفاشية جمعت بين من عرفوا بالاعتدال والوسطية وبين من عرفوا بالغلو ودعوا للعنف، جمعت بينهم في ذات الموقف السياسي وفي ذات التوقيت وجمعت بينهم بمبادرة منهم، دون أن تقوم مناسبة تستوجب تخويف سنة المسلمين من شيعتهم، ودون أن يثور حدث يفسر شيئاً من ذلك، إنما ظهر الأمر بالأقوال والتصريحات والأحاديث والبيانات، ليثير الأحداث ويقلِّب الواقع ويصرف الناس من شأن إلي شأن.

    ويجري ذلك في الوقت الذي تعمل فيه السياسة الأمريكية الإسرائيلية علي محاصرة حزب الله اللبناني وتصفيته، وهو الآن من أهم قوي المقاومة الوطنية الضاربة القليلة التي يملكها العرب وهو الداعم لحركة المقاومة الفلسطينية السنية، كما تعمل ذات السياسة علي ضرب النظام الوطني في إيران المناوئ للعدوان الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة وتهددها إسرائيل بضربة عسكرية سريعة ومن ثم تسعي السياسة الأمريكية الإسرائيلية إلي عزل قوي المقاومة هذه في محيطها العربي الإسلامي ليسهل ضربها، وعلى تحويل كراهة المسلمين من الخطر الصهيوني الحقيقي إلي خطر شيعي متوهم.

    سابعاً: أن هذه الفاشية نكاد نلحظ في دوافعها موقف بعض الدول بالمنطقة، التي اعتادت أن تنطق باسم الإسلام والسنة، واعتادت مناصرة السياسة الأمريكية المناصرة للموقف الإسرائيلي، وهي ذاتها من كانت تضع أيديها في أيدي شاه إيران الشيعي الفارسي «الصفوي» في ستينيات القرن العشرين ضد سياسة مصر الوطنية ومنها السياسات العربية الوطنية وقتها، رغم أنها كانت سياسات عرب وسنة مسلمين فليس الثابت هو الموقف من الشيعة، ولكنه الموقف المؤازر للسياسة الأمريكية.

    ثامناً: نرجو من علمائنا الذين نعرف فضلهم وقدرهم في الاجتهاد الفقهي والدعوة الإسلامية والمواقف الوطنية، أن ينأوا بأنفسهم عن أن تستخدم آراؤهم في غير ما يحبون وفي غير ما قضوا حياتهم وبذلوا جهودهم في الدفاع عنه، وهو نهضة المسلمين ومقاومة أعدائهم.





  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    مشادات عنيفة في مؤتمر اتحاد العلماء بالدوحة والعوا يتقدم باستقالته

    2008-10-16
    منصور عبدالله - الدوحة



    شهد الاجتماع المغلق لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد في الدوحة مشادات عنيفة بين مؤيدي القرضاوي وبين معارضيه , في حينها أصر الشيخ القرضاوي على موقفه من التبشير الشيعي , وقد بلغت المشادات ذروتها عندما تقدم الدكتور العوا باستقالته الأمر الذي أربك المجلس , وطالب الأعضاء الدكتور العوا بسحب الاستقالة , ذكرت ذلك بعض وكالات الانباء .

    ولم يتفق المجلس على الصياغة النهائية , وبذلك شكلت لجنة صياغة تتكون من أربعة أعضاء من معارضي ومؤيدي القرضاوي بالتساوي .

    فيما أشارت بعض المصادر أن الشيخ القرضاوي بدا عليه التوتر والتشنج والعصبيه في موقفه الأمر الذي عطل كل الطرق للمصالحة وإنهاء الملف الذي أثاره بتصريحاته الأخير ضد الشيعة وضد ايران بالخصوص .





  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام : لا خطورة على الأمن المصري من وجود الشيعة في مصر أو تزايد عددهم و ما يقال عن المد الشيعي لا يخدم إلا المخطط الصهيوني

    [mark=CCCCCC]الصحف المصرية توسع معركة القرضاوي بين مهاجم ومؤيد[/mark]



    Fri Oct 17 21:16:08
    القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:

    وإلى معركة القرضاوي والشيعة ورسالته التي نشرتها 'الدستور' يوم الجمعة الماضي ردا على رسالة صديقنا والكاتب والمفكر الإسلامي وأستاذ القانون الدكتور أحمد كمال أبو المجد، التي طالبه فيها بإنهاء المعركة التي فتحها، حيث لم يعجب رد القرضاوي عليه، الدكتور إبراهيم البيومي غانم، فقال في 'الدستور' يوم الأربعاء: 'المفاجىء في حديث الشيخ عن الوسطية هذه المرة أمران: أولهما أنه أعاد صوغ معناها بحيث ينطبق على موقفه من القضية المثارة 'المد الشيعي' باعتبار أنها قضية متصلة بالعقيدة، ومن ثم هي مما يستوجب 'التشدد' والوقوف كالجبل الأشم، وثانيهما هو استدلاله على ما سماه 'الوسطية الحقة' بشعر للمتنبي حيث يقول: ووضع النردى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى 'ولنا سؤال فقط - دون التطرق لإجابته، لماذا في هذا الموضع تحديدا لإثبات الوسطية جرى الانزياح عن مرجعية القرآن والسنة المطهرة، إلى بيت من الشعر لمتنبي قاله ضمن قصيدة مدح فيها سيف الدولة 'وبالمناسبة البيت ليس كما ذكره الشيخ - وإن كان المعنى لا يختلف - وصحة البيت هي: مضر كوضع السيف في موضع الندى، ووضع الندى في موضع السيف بالعلا'، المسألة الثالثة هي تزايد حضور الحجة ونقيضها في حوارات وردود الشيخ حفظه الله، ومما ورد في رده الأخير على أبو المجد مثلا: تأكيده على أنه 'حين يكتشف المجتمع أنك تحاول تغيير عقائده، ومحاربة مذهبه، سيتجه إليك باللعنة وستقف الملايين كلها ضدك' ثم عاد قرب نهاية الرد وهو يوضح كيف يكون تطبيق فقه الموازنات والأولويات ليقول: 'إن البلاء الذي لا يمكن تداركه وعلاجه بعد وقوعه، مقدم فقها وشرعا على البلاء الذي يمكن تداركه وعلاجه بعد وقوعه، مقدم فقها وشرعا على البلاء الذي يمكن تداركه بعد وقوعه، كانتقال المسلم من السنة إلى الشيعة فهذا إذا وقع لا يمكن تداركه بحال'!! وقبل قليل قال لنا إن الملايين ستقف كلها ضد من يغير مذهبه، وستتجه عليه باللعنة يعني لن تقبله وإن قبلته غفلة سترفضه صحوة!! إذن حجة ضد أختها!، لا نريد أن نشق على الشيخ، فسيبقى 'الشيخ القرضاوي'، هو هو، وسيبقى علمه واجتهاده مصدرا للتعلم والتعليم والأخذ والرد أيضا، ولكن يعز علينا وغيرنا من محبيه أن يبالغ في شعوره بأن إخوانه 'خذلوه حيث تجب النصرة' كما قال - وهذا لم يحدث على الإطلاق، إذ لم يشاور الشيخ 'إخوانه' من كبار العلماء والمفكرين أمثال: البشرى، والعوا، وأبو المجد، وهويدي مثلا قبل إقدامه على فتحه هذا الملف واتفق معهم ومع غيرهم على ما نوى ووافقوه، ثم فجأة عندما جد الجد تخلوا عنه وخذلوه! لو حدث ذلك لكانت دعواه صحيحة ولكن لم يحدث، بل فوجيء الجميع بالمعركة يخوضها الشيخ ويطلب فقط أن يشمروا ويسمعوا له ويطيعوا في المنشط والمكره وإلا كانوا خاذليه! لم يدعهم ليقول لهم هيا نكون معا نذرا لقومنا وإنما قال 'أنا النذير لقومي' وتمثل بشعر يقول 'أمر تهموا أمري' وبالمناسبة البيت للبيد بن الصمة الذي قتل يوم حنين وهو يقاتل رسول الله والمسلمين وصحيحه هو: بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى، فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد'.

    والفرق بين النصح والأمر كبير - ومضى الشيخ يؤكد ضمير 'الأنا' المتكلم في كل ردوده وتصريحاته، حتى بلغ تكراره في رده الأخير على أبو المجد 159 مرة، ولا يكاد المرء يخرج من قراءته إلا وكأن الشيخ يقول 'أنا الوسطية والوسطية أنا'. وكأنه يتمثل قول مولانا جلال الدين الرومي 'أنا القيثارة وأنا النغم'.
    كما نشرت 'الدستور' تحقيقا في نفس العدد أعده زميلنا محمد الجارحي، جاء فيه: 'الشيخ جمال قطب - رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف - استنكر إثارة الكلام عن الشيعة وقال الأزهر يدرس المذهب الشيعي لطلابه ووزارة الأوقاف تطبع الموسوعة الفقهية التي تشتمل على 8 مذاهب منها 3 مذاهب للشيعة.

    التصوف همزة وصل كبيرة بين السنة والشيعة في مصر وخمسة آلاف شيعي في مصر فقط !

    ليس هناك فقه شيعي في مصر وأن عدد من يعتنقون المذهب الشيعي لا يتجاوزون 5 آلاف فرد التصوف همزة وصل كبيرة بين السنة والشيعة في مصر، والاختلافات بين المذهبين ليست كبيرة فالآذان في حد ذاته سنة وليس فرضا والشيعة الذين أتوا من العراق يصلون مع السنة في مساجدهم دونما أي مشكلة، المفروض الواحد يخلي في بطنه بطيخة صيفي وما يخافش لو زاد عدد الشيعة في مصر، إنهم ينفقون 20' من دخلهم كزكاة بينما السنة يدفعون 2.5' فقط من المال الفائض وأعتقد إن مفيش حد فيهم مستعد إنه يدفع خُمس مرتبه الذي لا يكفيه أصلا على الزكاة لم أقابل في حياتي غير شخص واحد كان بحزب العمل وحصل على عضوية مجلس الشعب وسافر لدولة خليجية ثم تشيع وأعلن ذلك أمامي'.



    نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام : لا خطورة على الأمن المصري من وجود الشيعة في مصر أو تزايد عددهم و ما يقال عن المد الشيعي لا يخدم إلا المخطط الصهيوني

    من جانبه استبعد اللواء فؤاد علام - نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق - وجود أي خطورة على الأمن من وجود الشيعة في مصر أو تزايد عددهم ما يقال عن المد الشيعي، لا يخدم إلا المخطط الصهيوني فهناك خلافات عقائدية لا ينكرها أحد لكن مصر في وقت من الأوقات كانت كلها شيعية، أنه لم يتم الكشف عن تنظيم سري للشيعة وقال: لو كان هناك تنظيم لكان قد تم القبض عليه ولو أن هناك تمويلا من الخارج للشيعة في مصر لألقت الأجهزة الأمنية بالقبض على من يتلقون هذه التمويلات إذا كان في ذلك خروج على القانون عندما التقى شيعي مصري بإيرانيين تم القبض عليه لكني لا أتذكر اسمه وما قيل انهم تقدموا بطلب للداخلية للحصول على ترخيص باسم الطائفة الشيعية ليس صحيحا على حد علمي ولو وجد في الداخلية تصريح بهذا الاسم، لعلمنا وما قيل عن هجوم الرئيس مبارك على الشيعة بأن ولاءهم لإيران في 2006 فقد تم نفيه ببيان رسمي من الخارجية: قد يكون سبب ما حدث هو توتر العلاقات السياسية بين مصر وإيران لذا يجب أن تعود العلاقات بالجلوس لسماع وجهة نظر الدولتين لأن في عودة العلاقات قوة ودعما لمصر في المنطقة وأمام العالم كله'.
    والشخص الذي أشار إليه الشيخ جمال قطب بأنه كان في حزب العمل، وحصل على عضوية مجلس الشعب، يقصد به صديقنا القديم المستشار الدمرداش العقال - شفاه الله وأطال بقاءه - وكان قد خرج من حراب العمل، ثم انضم إلى الحزب الوطني، وكان قبل ذلك من الإخوان المسلمين وانضم الى صف خالد الذكر في الصراع الذي نشب بين الجماعة وثورة يوليو، كما ان هناك إخواني آخر تحول إلى الشيعة وينشط في الكتابة عنهم وهو الدكتور طبيب أحمد راسم النفيس، وهو ينحاز الى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، في العراق، والذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم، ويروج له باستمرار لدرجة انه هاجم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، واتهمه بالعمالة لصدام حسين، بعد صدامه مع المجلس الأعلى.

    أما بالنسبة للواء فؤاد علام فقد كان مسؤولا عن النشاط الديني بجهاز مباحث أمن الدولة ولا تزال معلوماته حتى الآن طازجة.





صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني