|
-
مفكرون سنة وشيعة ينتقدون «الفاشية ضد الشيعة»اثر مزاعم" القرضاوي" حول "التبشير"المذهبي
مفكرون ينتقدون «الفاشية ضد الشيعة» اثر مزاعم القرضاوي حول التبشير المذهبي
شبكة راصد الإخبارية - « وكالات » - 28 / 9 / 2008م
اثارت الاتهامات المتكررة للداعية الشيخ يوسف القرضاوي لايران بالسعي الى نشر المذهب الشيعي في الدول السنية انتقادات مثقفين مصريين وخصوصا قوله بانها تمارس نوعا من "الاستعمار الجديد".
وذهب بعض المفكرين الى التحذير من "فتنة بين السنة والشيعة".
وكتب المفكر الاسلامي طارق البشري في صحيفة "الدستور" المصرية المعارضة السبت مقالا بعنوان "فتنة السنة والشيعة" ينتقد فيه ما اسماه "الفاشية ضد الشيعة" والتي قال ان العالم الاسلامي يشهدها الان.
واكد ان "الفاشية الان باسم السنة جميعا ضد الشيعة بعامة لهو اخطر ما يمكن ان يواجه الامة الاسلامية لانه يحول بأس المسلمين الى بعضهم البعض بدلا من" توجيهه الى "الغازين لارضهم المستعبدين لاوطانهم".
والقلق من صراع سني شيعي ناجم عن تداعيات العنف الطائفي في العراق لدى اندلاعه في العام 2006.
وكان دعم ايران للشيعة في العراق عزز مخاوف بعض الدول الخليجية ذات الغالبية السنية خصوصا مع وجود اقليات شيعية مهمة فيها.
وقال البشري الذي كتب مؤلفات عدة في الفكر الاسلامي ابرزها سلسلة دراسات تحت عنوان "في المسألة الإسلامية المعاصرة"، ان "هذه الفاشية جمعت بين من عرفوا بالاعتدال وبين من عرفوا بالغلو ودعوا الى العنف" في اشارة غير مباشرة الى القرضاوي المعروف بانه من علماء المسلمين المعتدلين.
واعتبر ان الجدل حول "التبشير الشيعي" لا يفيد الا "السياسات الاميركية الاسرائيلية التي تعمل على محاصرة حزب الله وهو من اهم قوى المقاومة الوطنية «...» وضرب النظام الوطني في ايران المناوئ للعدوان الاميركي الاسرائيلي في المنطقة".
وشدد الكاتب المصري على ان السنة الذين يشكلون "غالبية" المسلمين يتحملون "بموجب حجم الغالبية ووزنها المسؤولية الاكبر في حفظ وحدة الجماعة".
وجدد القرضاوي في تصريحات لقناة "اوربت" الفضائية السعودية الخميس اتهاماته لايران بالسعي لمد النفوذ الشيعي في الدول السنية.
ونقلت عنه صحيفة "المصري اليوم" قوله "لا ارضى لبلد عربي او اجنبي مهاجمة ايران ولا ارضى ان تهاجم ايران اي بلد عربي خصوصا ان بعض الايرانيين لديهم احلام امبراطوية وهذا خطأ وخطر".
وتابع ان "ما يحدث عمل منظم، غزو له اهدافه ووسائله ورجاله وليس غزوا دينيا انما سياسي. تحاول ايران فرض نفوذها على من حولها ونحن نرفض التبعية لاستعمار جديد ايراني او غير ايراني".
واضاف القرضاوي المقيم في قطر منذ سنوات عدة "عندما تركت مصر قبل 47 عاما لم يكن فيها شيعي واحد والان هناك الكثير منهم فمن ادخلهم في التشيع؟ ومصر هي بلد الازهر وقلعة السنة".
ولا توجد احصائيات حول عدد الشيعة في مصر التي يشكل السنة الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة.
يذكر ان الازهر اعترف بالمذهب الشيعي الجعفري العام 1959 ابان عهد الشيخ محمود شلتوت.
من جهته، اكد كاتب اسلامي اخر هو فهمي هويدي ان "الزوبعة التي اثارها حديث القرضاوي عن الشيعة كشفت النقاب عن وجود تيارين او نمطين من التفكير في الساحة الاسلامية، احدهما مهجوس بالدفاع عن الطائفة، والثاني مشغول بالدفاع عن الامة".
وحذر من ان "الاستغراق في الغيرة على المذهب على النحو الذي ينتهي بشق الصفوف بما يؤدي الى اضعاف الجميع في مواجهة التحديات المصيرية التي لن ترحم الشيعة والسنة معا".
وانتقد هويدي ضمنا القرضاوي اذ اعتبر انه "ليس غريبا ان يدخل المتعصبون والمهيجون في الجدل ما بين التيارين ولكن الغريب ان يصدقهم نفر من العقلاء، والاغرب ان يجذبوا الى صفهم بعض العلماء، وتلك كلها من تجليات الفتنة".
وقد دار سجال بين القرضاوي ومراجع شيعية وجهت انتقادات عدة لمواقفه وتصريحاته حول ما يعتبره "مدا شيعيا".
وقال المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله "لم اسمع عن الشيخ القرضاوي اي موقف ضد التبشير «المسيحي» الذي يريد اخراج المسلمين عن دينهم «...» او اي حديث عن اختراق العلمانيين او الملحدين للواقع الاسلامي".
واعتبر الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب في ايران آية الله محمد علي تسخيري مطلع الشهر الجاري في بيان ان انتقادات القرضاوي للمذهب الشيعي "مثيرة للفتنة وناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرفة التي تقدم معلومات مفتراة".
لكن القرضاوي رد مدافعا عن موقفه قائلا ان التسخيري "نسي انني لم اكن في يوم ما مثيرا للفتنة بل داعيا الى الوحدة والالفة ووقفت ضد هذه الجماعات المتطرفة وحذرت من خطرها".
-
«الرياض» تعتذر والسديري يهاجم تصريحات القرضاوي المسيئة للمسلمين الشيعة
شبكة راصد الإخبارية - 13 / 9 / 2008م - 4:29 م
رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري
السديري: ليحترق من يوظفون عرقيتهم أو مذهبيتهم في دول عربية أخرى لصالح قوى غير عربية.
قدمت صحيفة الرياض السعودية يوم الخميس وعلى صدر صفحتها الأولى اعتذارا لنشرها تصريحات مسيئة للمسلمين الشيعة تحدث فيها الشيخ يوسف القرضاوي عن ما أسماه بالغزو الشيعي للمجتمعات السنية.
وتحت عنوان "تنويه واعتذار" قالت "الرياض" أنها الغت خبر تصريحات القرضاوي في الطبعات التالية للصحيفة "نظرا لحالة التعميم والمبالغة غير الموضوعية التي جاءت فيها صياغته".
وأرجعت الصحيفة ذيول الخبر إلى ما وصفته "التحريض السياسي في بعض الدول العربية وهو ما نرفضه في بلادنا".
وجاء اعتذار "الرياض" على صدر صفحتها الأولى على غرار ما حصل مع نشر تصريحات القرضاوي قبل ذلك بيوم واحد.
وكان القرضاوي قد اتهم الشيعة في تصريحات نقلتها عنه جريدة المصري بأنهم "مبتدعون.. وأن لديهم كوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية."
السديري يهاجم القرضاوي
إلى ذلك شنّ رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري هجوما ضمنيا عنيفا على الشيخ القرضاوي بقوله "ليحترق من يوظفون عرقيتهم أو مذهبيتهم في دول عربية أخرى لصالح قوى غير عربية".
وقال السديري في مقال بعنوان "القرضاوي والاختصار الخاطئ" نشرته الرياض اليوم السبت "نحن في المملكة ضد كل هذه التوجهات."
موضحا بأن أخطر معيق لتسارع تطور مجتمعنا هو الانصراف نحو هذا النوع من الابتذال في المواطنة على حد تعبيره.
وتابع "استغربت نوعية النص الذي صدر به خبر تصريحات الشيخ القرضاوي.. ولذا تم حذف الخبر في الطبعتين وزودت الطبعة الأولى في الغد بنص اعتذار."
مضيفا القول "نسعى لأن نكرّس وحدة ولاء جماعي لوطن واحد تعايشنا فيه عبر قرون طويلة.. وأثبت أنه الأنظف والأسرع توجهاً نحو التقدم."
وعلمت شبكة راصد الاخبارية أن سلسلة اتصالات رفيعة المستوى أجرتها شخصيات شيعية بارزة مع صحيفة الرياض ساهمت في تدارك نشر الخبر وحذفه من الطبعات اللاحقة ونشر اعتذار في اليوم التالي.
-
الصفار يستنكر على القرضاوي تصريحاته الجارحة ضد الشيعة وانحداره إلى «المستنقع القذر»
شبكة راصد الإخبارية - 14 / 9 / 2008م - 5:07 ص
الشيخ حسن الصفار
ويشيد بأعتذار «الرياض» وبموقفها الواعي
أبدى رجل الدين البارز الشيخ حسن الصفّار انزعاجه الكبير من دعوات بث الأحقاد والضغائن بين المسلمين واستغرابه الشديد من انحدار بعض رجال الدين المعروفين لهذا "المستنقع القذر".
ووجه الصفار اعتراضه على ما صدر مؤخراً من تصريحات متشنجة للداعية المصري "قطري الجنسية" يوسف القرضاوي تجاه الشيعة والذي حمل فيه على الشيعة متهماً إياهم بغزو البلدان السنية.
مؤكداً أن تلك التصريحات "تزرع الانطباعات السلبية بين المسلمين مما يُنتج عنها الحقد والعداوة فيما بينهم".
وقال الصفار في حين كان مؤملاً من العلماء أن يكون لهم دورٌ في تأليف قلوب المسلمين، والدفع باتجاه الوحدة والتعايش. إلا أن البعض الذين تأخذهم العزّة بالإثم، فيُصرّوا بجهلهم على مواقفهم التي اتخذوها بحقدهم.
وحول ذات الموضوع أشار الصفار في كلمته التي القاها في خطبة صلاة الجمعة بالقطيف إلى الأسباب التي تدعو الإنسان للحقد على أخيه المسلم أهمها تضارب المصالح، والانطباعات السلبية.
وأضاف إننا في الوقت الذي نشيد بمواقف العلماء ودورهم في إنهاض الأمة، ومن بينهم الشيخ القرضاوي، لكننا نستغرب كثيراً من صدور تلك التصريحات الجارحة التي يقول فيها بأن أكثر الشيعة يقولون بتحريف القرآن، مما يعني زرع الانطباعات السلبية في نفوس المسلمين تجاه بعضهم البعض، ومؤداه الأخير هو الحقد الذي سيلوّث القلوب.
وأكد الصفّار عدم رغبته في الدخول في سجال عقيم، لكنه في الوقت ذاته يدعو القرضاوي إلى أن يُصحح هذا الانطباع السلبي الذي أعلنه، وأن ينظر بعين العقل، فهؤلاء مراجع الشيعة وعلماؤهم في كل مكان، فهل يدلنا القرضاوي على واحد منهم يقول بتحريف القرآن..
وقال الصفار نأمل من الشيخ القرضاوي أن يُعيد النظر فيما صدر منه، وأن لا يكون مصرّا على ما قاله.
وأكد أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله تعالى وإزالة هذه الشوائب من النفوس. ودعا لاستثمار هذه الفرصة العظيمة فالله تعالى يشمل جميع المسلمين برحمته وعفوه في هذا الشهر الفضيل إلا من كان في قلبه حقدٌ على أخيه المسلم.
وفي هذا الصدد أثنى الشيخ الصفار على صحيفة الرياض التي اعتذرت عن نشر تلك التصريحات وحذفتها من طبعاتها التالية، ونشرت اعتذاراً وتنويهاً في صفحتها الأولى في اليوم التالي وقال بأن "الاعتراف بالخطأ فضيلة" واننا نقدر لرئاسة تحرير جريدة الرياض هذا الموقف الواعي والحرص على الوحدة الوطنية والإسلامية.
واختتم الخطبة بالتأكيد على ما بدأ به من ضرورة تصفية النفوس من الأحقاد، ففي ذلك راحة للقلب وهو ليس من طباع الأخيار.
-
خبراء سياسيون مصريون يرفضون كلام القرضاوي عن الشيعة
رفض خبراء سياسيون مصريون تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤخرا حول ما وصفه ب'المد الشيعي'.
واكد هؤلاء في تصريحات لصحيفه'المصري اليوم' المصريه المستقله نشرتها يوم الاربعاء ان اثاره مساله المد الشيعي والخلافات بين المذهبين السني والشيعي تثير حساسيه شديده ويفسد الدعوات حول ضروره الوحده الاسلاميه.
فمن جهته نفي الدكتور محمود فرج، مساعد وزير الخارجيه المصري الاسبق، وجود مد شيعي، وقال ان 'الحديث عن المد الشيعي كلام مزعوم ومدسوس، حيث انني من خلال عملي لمده خمس سنوات كسفير لمصر لم ار مطلقا ولم الحظ ابدا اي محاولات شيعيه للضغط على السنه او غيرهم، ولم اشاهد اي اساليب متعمده من جانب الشيعه بهدف المد ذلك لم يحدث مطلقا'.
وقال الدكتور محمد سعيد عبدالمؤمن، استاذ الدراسات الايرانيه بجامعه عين شمس ان اثاره موضوع المد الشيعي تثير الحساسيه .
واضاف: اناي تصريح حول هذا الموضوع يتصدي له الجميع بالرد الحاسم.
ورفض الدكتور مصطفي اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الاقليميه والاستراتيجيه، تصريحات القرضاوي، وقال 'ان الوقت ليس مناسبا لاجراء تصريحات تعقبها ردود غاضبه تودي في النهايه الى انصراف المسلمين والعرب الى قضايا فرعيه ليست لها اهميه، في الوقت الذي يواجه فيه جميعا خطر الهجوم الخارجي، من جانب اعدائنا الحقيقيين'.
-
بقلم: الدكتور أحمد راسم النفيس
تشييع مصر بين الحقيقة والأوهام
(صوت العراق) - 16-09-2008
مرة أخرى يأتي الشيخ القرضاوي إلى مصر ليثير زوبعة حول ما يسميه بخطط غزو مصر من قبل الشيعة.
كان لنا من قبل شرف التصدي لهذه الإثارات الحمقاء التي يحار المرء في تفسيرها.
ما هي المعطيات التي دفعت الرجل وفريق العزف النحاسي التابع له لإثارة هذا الضجيج؟!.
وإذا كنا نحن لا نمتلك أي معطيات حول انتشار حركة التشيع في مصر نظرا للظروف غير الطبيعية التي يعيشها الجميع حيث الحظر هو القاعدة والحرية هي الاستثناء كما أن شيعة أهل البيت لا يرتدون جلبابا قصيرا ولا يلزمون نساءهم بلبس السواد من أعلى إلى أسفل كما أنهم لا يمتلكون مقرات ولا مساجد ولا جمعيات فكيف يمكن معرفة عددهم أو مدى انتشارهم؟!.
نحن بالتأكيد لا نرد هنا على هذيانات الشيخ ولا على المبررات التي يسوقها لتدعيم تحذيراته أو تحريضه المستمر من أجل طمأنته فهو في كل الحالات لا يختلف ولن يختلف عن معاوية ويزيد وزياد ابن أبيه الذين قتلوا أصحاب النبي الأكرم محمدا صلى الله عليه وآله لأنهم حسب شهادة أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (كفروا بالله كفرة صلعاء) نسبة لأمير المؤمنين ومولى المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام!!.
لا نرى جديدا في هذا الهياج الجاهلي الذي لا يقدم مبررا عقلانيا واحدا لهذا التحريض ولهذا التطاول ووصف من يتبعون آثار النبي وأهل بيته بأنهم مبتدعون في نفس الوقت الذي يثني فيه الرجل بحرارة على الجماعات الإرهابية المتطرفة الذين قتلوا مئات الآلاف من المسلمين في كل مكان طالته أيديهم ويراهم مؤهلين لاستلام السلطة والحكم بالشريعة الإسلامية.
لا نرى فارقا كبيرا بين الشيخ وعبد الرحمن بن ملجم المرادي ونافع بن الأزرق فكلهم قد رضعوا الحقد على أهل البيت وشيعتهم أبا عن جد.
ولكننا نود أن يعرف الجميع أن الشيعة في مصر لا يحظون بدعم أي جهة على وجه الأرض شيعية كانت أم غير شيعية وليس لهم أي ميزانية رغم أن الشيخ (الصدوق) يزعم أن الميزانية تتجاوز المليار دولار أو يزيدون!!.
الأسوأ من غياب الميزانية (رضينا بالغُلب والغُلب لم يرض بنا) أن بعض الجهات أصابها الهلع بسبب الضجيج الذي يثيره القرضاوي ومن على شاكلته بين الفينة والأخرى وتصوروا أن المساهمة في إحكام طوق الحصار على شيعة مصر سيعطيهم مصداقية لدى النواصب فأقدمت على ما هو أسوأ من حرمان شيعة الكنانة من أي ميزانية بل صاروا قرضاويين أكثر من القرضاوي وما زال بعضهم يبذل جهدا مستميتا (قربة لله تعالى!!) لحرمان شيعة مصر من أي دعم لنشاطهم الثقافي والاجتماعي (لعل القرضاوي ومن على شاكلته يرضى)!!.
ولن يرضى!!.
ولا داعي لسرد التفاصيل, فقط نحن لا نتحدث من فراغ!!.
من أين جاء الشيخ بمعلومة المليارات هذه ومن الذي أقنعه بها؟.
هل لديه جهاز للمخابرات أم يتعاون مع أحد هذه الأجهزة وهو الذي يمده بالمعلومات الموثقة؟!.
ألم يرد الشيخ القرضاوي على الشيخ الرافسنجاني عندما قال له: أنت تعرف من أين يتسلل الإرهابيون إلى العراق, بالقول ليس لدي جهاز مخابرات!!.
القرضاوي يزعم أنه لا يعرف من أين يتسلل الإرهابيون القتلة إلى العراق وهو يعرف بالطبع ولكنه يلوذ بالصمت, فمن أين عرف بحكاية المليارات هذه؟!.
هل عرف من أجهزة مخابراته أم من عملائه في البنوك؟!.
الوجه الآخر لحالة الحصار المادي والمعنوي الخانق لشيعة الكنانة (الذي قام به ولا زال البعض يتفانى في القيام به قربة لله تعالى) هو قيام بعض الأجهزة بالتصعيد الإعلامي لبعض الشخصيات المشبوهة والمهووسة والتي تتحدث عن عشرة ملايين شيعي وعن المطالبة باستعادة الأزهر وتقديمهم كزعماء للشيعة في مصر رغم أن وسائل الإعلام التي استضافتهم لا هم لها إلا التهجم على الشيعة ومحاولة تشويههم بشتى السبل!!.
في تقديرنا أن الهيعة القرضاوية الأخيرة, هيعة مدفوعة من بعض الجهات التي تريد أن تستمطر مزيدا من الدعم المليوني والأمني والسياسي للتيارات الإرهابية الوهابية التي تخشى من فقدانها لدورها وللفرصة الذهبية التي كانت ممنوحة لها في إطار خطة (إعادة التوجيه) أو خطة بندر ولم تجد أفضل من (شيخ الوئام والسلام) الشيخ القرضاوي ليعيد تموضع قوى الإرهاب والظلام وإنقاذهم من الضياع المحتوم.
وكله بحسابه!!.
وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
دكتور أحمد راسم النفيس
17/09/2008
[email protected]
-
الشيخ تسخيري : كلام القرضاوي يتعارض مع اهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
اعرب آية الله تسخيري عن دهشته للتصريحات المثيرة التي اطلقها الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين , واعتبرها ناجمة عن ضغوط الجماعات المتطرفة وتتعارض مع اهداف الاتحاد.
وافادت وكالة مهر للانباء ان آية الله محمد علي تسخيري نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انتقد تصريحات القرضاوي المعادية للشيعة قائلا : في حين تعاني الامة الاسلامية من اثارة التفرقة , وفان هذه التصريحات تدفع الشعوب المسلمة بهذا الاتجاه.
واعتبر كلام القرضاوي ناجم عن ضغوط الجماعات المتطرفة والافتراءات ضد الشيعة مضيفا : ان القرضاوي يشبه التبليغ الشيعي بالتبشير في حين ان هذه الكلمة تستخدم فقط في التبليغ المسيحي.
واكد آية الله تسخيري ان القرضاوي من خلال هذه الممارسات لايعمل من اجل انسجام الامة الاسلامية ومصالحها , وهذا الكلام يتنافى مع اهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي قام القرضاوي من خلال جهوده الواسعة بتأسيسه من اجل القضاء على التعصب والتفرقة والقيام بالدعوة الى الاعتدال حسبما جاء في الميثاق الاسلامي للاتحاد.
وقال في معرض رده على القرضاوي الذي ادعى ان "الشيعة مسلمون ولكنهم مبتدعون" : ان القرضاوي اتهم مرة اخرى الشيعة بتحريف القرآن في حين ان هذا خطأ فاحش واثبت ايضا عدم صحته , وهو يعلم ان علماء الشيعة في مختلف العصور ومنذ البداية اكدوا على عدم تحريف القرآن , وان اهل البيت (ع) كانوا يعتبرون القرآن معيارا لقبول او رفض الحديث.
ودعا آية الله تسخيري , القرضاوي الى العودة الى نهج التقريب قائلا : ادعو الشيخ القرضاوي الى التخلي عن هذه التصريحات والعودة الى نهج الاعتدال الذي هو التقريب . يجب علينا اليوم الوقوف في وجه التكفير والتفرقة والبدعة , وترسيخ فقه الائتلاف والوحدة في المجتمع الاسلامي , وتوعية الامة الاسلامية ازاء خطر الغزو الثقافي للكفار ضد العالم الاسلامي.
وكان القرضاوي رجل الدين المصري المقيم في قطر ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد وصف في مقابلة مع صحيفة "المصري اليوم " نشرتها الثلاثاء الماضي , الشيعة بانهم مبتدعون , وزعم انهم يسعون لنشر التشيع بين اهل السنة باستخدام الامكانيات المالية والمبلغين.
-
بقلـــم : فهمي هويدي
علي خط الخصومة بين القرضاوي والشيعة
بتاريخ : 23-9-2008
" لو أن الدكتور يوسف القرضاوي استخدم في حديثه عن الشيعة معيار «الموازنات» الذي تعلمناه منه وألف فيه كتابه عن «الأولويات» لما قال ما قاله في الأسبوع الماضي ، ذلك أننا إذا افترضنا ان كلامه صحيح والآراء التي عبر عنها لا غبار عليها ، فإن ذلك سيكون بمنزلة دعوة إلى مخاصمة الشيعة ، والاحتشاد ضد إيران ، والتهوين من شأن انجازات ودور حزب الله في لبنان ، وإثارة الشقاق والفرقة بين الشيعة والسنة في أكثر من بلد عربي ، خصوصاً في العراق ودول منطقة الخليج ، وهو ما سيؤدي تلقائياً إلى تراجع أولوية الصراع ضد اسرائيل ، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأميركية ضد إيران.
لست أشك في ان شيئاً من ذلك كله لم يخطر على بال الدكتور القرضاوي ، وتلك هي المشكلة. فنحن نعرف ان الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهودة دفاعاً عن وحدة الأمة الاسلامية ، وفي الصف الأول من المنادين بنصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني ، وهو حين عارض العمليات الاستشهادية من حيث المبدأ ، فإنه أيدها في فلسطين ، باعتبار أنه لا يتوافر أي بديل آخر للفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وحقوقهم ، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأميركية والداعين إلى الوقوف إلى جانب ايران إذا ما تعرضت للعدوان الأميركي.
المشكلة أن الحوار الذي أجرته معه صحيفة «المصري اليوم» يصب في نقيض المواقف التي نعرفها عنه ، فضلاً عن أنه أطلق آراء لم يستخدم فيها نهجه الذي دعانا إليه ، أعني أنه لو وازن بين الاضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلى الشيعة ، وبين الأضرار التي ترتبت على كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر ، أو مفسدة صغرى وأخرى كبرى ، وعند الاصوليين الذين هو في صدارتهم ، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين تدفعنا إلى تقديم الضرر الأصغر على الأكبر ، بمعنى السكوت مؤقتاً عن الضرر الأول لتفويت الفرصة على وقوع الثاني ، وذلك لم يحدث للأسف.
لست في صدد مناقشة الوقائع التي ذكرها ولا المعاني التي أراد توصيلها ، كما أنني قد اتفق معه بصورة نسبية في بعض ما قاله ، لكني أتحدث عن النتائج التي أفضى إليها كلامه ، كما أنني لا أتردد في القول إن ما صدر عن الشيخ الجليل كان مبعثه الغيرة على دينه والاعتزاز بانتمائه إلى أهل السنة ، لكننا نعرف جيداً أن صدق النية ونبل الهدف لا يغطيان الآثار السلبية التي ترتبت على كلامه ، لأن العبرة بالمقالات وليست بالنيات.
ان احترامنا للشيخ ومحبتنا له ، وحرصنا على صورته ومقامه ، ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله ، خصوصاً ان مراجعتنا له تتم على ارضية السياسة وليس على أرضية العلم والفقه ، الذي نعلم انه فيهما لا يبارى ، وليس لمثلي ان يراجعه في شيء منهما.
لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها ، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة او التقريب ، ثم إنه اخطأ في اختيار المنبر الذي وجه منه رسالته ، لأن انتقاداته ليس مكانها الصحف اليومية السيارة ، يؤيد ذلك انه ذكر لاحقاً ان بعض ما نقل على لسانه لم يكن بالدقة التي عبر عنها ، كما أنه أخطأ في توقيت رسالته ، لأنه خير من يعلم ان هناك من يهيئ الرأي العام في الوقت الراهن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ونزع سلاح حزب الله ، ثم إنه أخطأ حين تحدث بصفته رئيساً لإتحاد علماء المسلمين ، الأمر الذي أعطى انطباعاً بأن كلامه يعبر عن رأي الاتحاد ، وذلك ليس صحيحاً ، وإنما هو رأي شخصي له ، فضلاً عن ان كلامه يجرح صورته كرئيس للإتحاد ، كما أنه يحدث صدعاً في شرعية تمثيل الاتحاد لعلماء المسلمين ، وهو من حرص على الا يكون ممثلاً لأهل السنة وحدهم.
إنني أخشى ان نكون بعد كلام الشيخ قد تراجعنا خطوات إلى الوراء ولم نتقدم إلى الأمام ، وهو ما لم نعهده فيه لأنه عودنا على ان يكون حلالاً لمشاكل المسلمين وليس مستدعياً لها.
* عن صحيفة الدستور المصرية
-
قلت لبعض علماء السنة من أصدقائنا اذا «كنتم تريدون ان تتحدثوا عن «خرابيطنا» وان نتحدث عن "خرابيطكم" فاننا لن نتفق».
أكد بأن الشيخ القرضاوي دأب منذ زمن على التأكيد على نقطتين الاولى ..أن الشيعة يسبون الصحابة ، و الثانية.. أن الشيعة يخترقون المجتمع السني !
المرجع فضل الله لـ «الراي»: الشيخ القرضاوي لايملك إحصائيات طالبته بها ، واذا صح ما نسب له...فهو حديث فتنة
هل دخل الشيخ القرضاوي وهو الذي يحمل عنوان «رئيس اتحاد علماء المسلمين» في حوار مع علماء الشيعة ،أو معنا ، أو مع بعض العلماء الذين يحضرون المؤتمرات لتبيان و توضيح (مايراه ) بدع لدى الشيعة؟ اننا لم نسمع ذلك ولم يحصل ،(انه)يطلق القول من غير دراسة علمية موضوعية تقارن بين ما كتب في الماضي وما يكتب الان .
| بيروت - من أحمد الموسوي |
قال (المرجع) فضل الله «دعوت في اطار الوحدة الاسلامية الى الحوار، حتى بين الوهابيين والسنة وسعيت لردم الهوة التي حصلت في لبنان ولتضميد الجراحات، لان ما حدث في بيروت وبعض المناطق الاخرى لم يكن منطلقاً من حال مذهبية انما من اوضاع سياسية (...)».وعما اذا كان لـ «الصعود الشيعي» في المنطقة علاقة بإثارة الحساسيات بين السنة والشيعة، قال: «هل المشكلة في الصعود الشيعي ام في الصعود الاميركي؟»، لافتاً الى انه «مهما صعد الشيعة في العراق او في لبنان فانهم يبقون اقلية في العالم الاسلامي»، معتبراً ان «المسألة فتش عن اميركا وعن السائرين في خطها، الذين يريدون اثارة الفتنة بين المسلمين».
ورد المرجع الشيعي السيد فضل الله وباسهاب على الداعية الشيخ يوسف القرضاوي، في سلسلة مسائل طرحها الاخير عن البدع عند الشيعة وسورة الولاية وسب الصحابة وغزوهم الفكري والعقائدي للمسلمين السنة، فقال:
«في الواقع انني فوجئت باستغراب كبير لتلك التصريحات المنسوبة الى الشيخ القرضاوي في مجلة المصري (...)، اذا صح ما نسب الى سماحة الشيخ القرضاوي فانه حديث فتنة، وما المصلحة في السعي لاثارة الفتنة بين المسلمين (...).
«الراي» التقت العلامة السيد فضل الله وكان معه هذا الحوار:
• تحدثتم عن الوحدة الاسلامية وانتم ممن أفنوا جل عمرهم في العمل والدعوة لتلك الوحدة، لكن واقع الحال هو في تراجع دائم على هذا الصعيد، لماذا؟
- مسألة الوحدة الاسلامية هي من المسائل التي اكدتها الثوابت العقيدية الاسلامية ونحن نعرف ان التوحيد والنبوة والمعاد تمثل الثوابت الاسلامية، التي يقوم بها لسان المسلمين ويلتقي عليها كل المسلمين، وان الايمان بالقرآن هو انه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لان الله تكفل بحفظه في قوله تعالى «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون». وهكذا نجد انه في القضايا الفقهية الشرعية ان المسلمين السنة والشيعة يلتقون في اجتهاداتهم الاسلامية والاحكام الشرعية بنسبة ثمانين في المئة، لكن الشيعة يختلفون في اجتهاداتهم كما ان السنة يختلفون في اجتهاداتهم ونحن نعرف ان هذا الاختلاف في الاجتهاد فقهي ولا يخرج المسلم عن كونه مسلماً، ونحن نقرأ في قوله تعالى «فإنْ تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول»، فما يختلف المسلمون حوله لا بد من ان نجري الحوار فيه لاننا نؤمن بالكتاب والسنة. ونحن نقرأ في حديث النبي ان «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» ونقرأ «انما المؤمنون اخوة»، ولكن من الطبيعي وجود اختلاف في وجهات النظر في بعض التفسيرات والآراء مثلاً بالنسبة الى شخصية النبي هل هو معصوم في كل الاشياء ام هو معصوم في التبليغ فقط وما الى ذلك من امور مما يمكن ان يدور فيه الحوار بين المسلمين، هذا في الخط العام، فالوحدة الاسلامية اذا تعبير قاعدة تنطلق من الثوابت الاسلامية.
ولكن في الوقت عينه ونحن نتحدث عن الوحدة الاسلامية يجب ان نلحظ ان هناك حرباً على الاسلام يقوم بها الكثيرون في الغرب حتى ان بعض الشخصيات الرسمية في الجامعة العربية قال لي انني من خلال دراستي للخطة الاميركية، اصبح من الواضح لدي انها تريد تدمير الاسلام، ونحن نعرف انه عندما سقط الاتحاد السوفياتي والتقى قادته وقادة الحلف الاطلسي ليبحثوا ويتساءلوا عمن هو العدو الجديد، اذكر ان رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر حينها قالت ان العدو هو الاسلام لانه يمثل خطراً على المصالح الغربية وقد وافقها على ذلك الامين العام للحلف الاطلسي. نحن نشاهد ونقرأ ونسمع الان الكثيرين في الغرب ممن يهاجمون الاسلام في شخصية النبي بالصور المسيئة او في بعض ما ينسبونه الى الاسلام، وغير ذلك مما يثار في وسائل الاعلام والابحاث والكتب، ولا ادعي شمولية الغرب في هذا الشأن، ولكن ذلك الامر يشكل ظاهرة في هذا المجال، ونحن نجد ان من مسؤولية المسلمين ان يتوحدوا للحفاظ على الاسلام في الخط العام وما بعد ذلك اذا وجد خلاف في بعض المفردات الاسلامية فانه من الممكن جداً ان ننطلق على طريقة القرآن الكريم «وجادلهم بالتي هي أحسن»، لان القرآن اراد لنا ان نجادل اهل الكتاب بالتي هي احسن، فكيف لا نجادل المسلمين بالتي هي احسن فيما يختلفون فيه!؟ فإذا الوحدة الاسلامية على المستوى السياسي والمستوى الثقافي وفي الخطوط العامة، تمثل ضرورة في الواقع الذي يواجه فيه الاسلام التحديات الكبرى من الشرق والغرب.
• في هذا الاطار اثار الداعية الشيخ يوسف القرضاوي اخيراً جملة مسائل تتعلق بالمسلمين الشيعة منها: انهم مبتدعون في الدين، وان كثيرين منهم يعتبرون القرآن الكريم ناقصاً من احدى السور وهي كما قال سورة الولاية وانهم يسبون الصحابة، ومنها انهم يقومون بغزو فكري وعقائدي للمسلمين السنة، وهذه قضايا تثير وتزيد من الخلافات بين المسلمين والامر يحتاج الى توضيح؟
- في الواقع انني فوجئت باستغراب كبير لتلك التصريحات المنسوبة اليه في مجلة «المصري». فاولاً انني لم اسمع عن الشيخ القرضاوي اي موقف ضد التبشير الذي يراد منه اخراج المسلمين عن دينهم وربطهم بدين آخر، ونحن نعرف الان ان هناك مشكلة كبرى في الجزائر حيث تذهب فرق التبشير المسيحي من اجل التبشير بالمسيحية في المجتمع الاسلامي مستغلين الفقر الذي يعيشه المسلمون هناك، لم نسمع منه اي حديث سلبي في هذا الاختراق، او في اختراق العلمانيين او الملحدين للواقع الاسلامي، وقد تحدثت ايضاً وسائل الاعلام عن الالاف من المسلمين في بعض بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً قد تحولوا الى المسيحية، فلماذا لا يثار هذا الامر وليس هناك اي موقف.
والحقيقة ان سماحة الشيخ القرضاوي قد دأب منذ زمن على ان يتحدث عن نقطتين الاولى هي ان الشيعة يسبون الصحابة، والنقطة الثانية ان الشيعة يخترقون المجتمع السني من اجل ان يجلبوه الى التشيع ما يعتبر خطراً على المذهب السني، واذكر انني تحدثت مع بعض اصدقائنا في اتحاد العلماء المسلمين في مناقشة هذه المسألة، اما قصة سبّ الصحابة فنحن نعرف ان هناك من علماء الشيعة من اصدروا الفتاوى في تحريم سب الصحابة وسب امهات المؤمنين، وقد اصدرت انا فتوى نشرت في اغلب صحف العالم حول هذا الموضوع، وما زلنا نؤكد رداً على كل الاسئلة التي تأتينا في هذا المجال على حرمة هذا الامر، وربما كان هناك من الشيعة من يقوم بذلك، ولكن قد تكون بعض القضايا رد فعل على ما يصدر عن كثير من علماء المسلمين في العالم حتى من غير الوهابيين في تكفير الشيعة واعتبارهم مشركين ومرتدين. هناك بعض الفتاوى الموجودة لدى بعض علماء المسلمين لا سيما في السعودية ممن يستحلون دماء الشيعة، وهذا ما لاحظناه في العراق وافغانستان من خلال تجربة «القاعدة»، اذ نجد ان هناك من يستحل دماء المسلمين الشيعة باعتبار انهم مشركون ومرتدون وما الى ذلك، ما قد يثير ردة فعل في هذا المجال، ولكن نعرف ان علماء الشيعة الواعين يحاولون السيطرة على هذا الموضوع.
ونحن نستوحي من كلام القرضاوي انه يعتبر الشيعة مبتدعة، اي انهم ادخلوا البدعة في الاسلام، واننا نتساءل هل دخل الشيخ القرضاوي وهو الذي يحمل عنوان «رئيس اتحاد علماء المسلمين» في حوار مع علماء الشيعة، معنا او مع بعض العلماء الذين يحضرون المؤتمرات، في محاولة لتبيان او توضيح هذه البدعة عند الشيعة؟ اننا لم نسمع ذلك ولم يحصل، ولكنه يطلق القول من غير دراسة علمية موضوعية تقارن بين ما كتب في الماضي وما يكتب الان من علماء الشيعة الواعين، ثم ان الشيخ القرضاوي يتحدث عن ان هناك سورة ينسبها الشيعة الى القرآن وهي سورة الولاية ويقول ان اكثر الشيعة يعتمدونها واقول له اولاً ان تسعة وتسعين في المئة فاصلة تسعة وتسعين عند المسلمين الشيعة لم يسمعوا قط بسورة الولاية، وثانياً لو ان سورة الولاية كانت ثابتة عند الشيعة لكتبت على الاقل في مصحف واحد، واذكر انه في لقائي مع الشيخ محمد الغزالي الذي كان وحدوياً اخبرني انه يقول دائماً لكثير من علماء السنة في العالم الذين ينسبون الى الشيعة في شكل عام تحريف القرآن: «لم يُقدَّم اي مصحف فيما يطبع في ايران او العراق او في اي بلد اخر فيه حرف زائد عما يطبع في مصر او السعودية او بلدان اخرى». وهذه المسماة سورة الولاية التي ذكرها احد المؤلفين هو نفسه يقول: «انا لا اقبل ان تنسب اليّ لانها من اسخف الكلام» فمن اين استحضر الشيخ القرضاوي هذه المسألة فليدلنا على كتب الاكثرية عند الشيعة التي تؤكد سورة الولاية..
•... هل نفهم انها موجودة عند بعض المسلمين الشيعة؟
- لا. انما هذا كتب في بعض المؤلفات القديمة وقد رده علماء الشيعة في شكل مطلق، وكان الرد حاسماً واعتبرت من الكلمات السخيفة التي لا يقبل الانسان الذي يحترم ثقافته ان تُنسب اليه فكيف بان تنسب الى القرآن، وانا اؤكد الان ان اغلب الشيعة لم يسمعوا بهذه السورة قط، فكيف يقول ان اكثر الشيعة يقولون بها!؟
ثم هل ان المسألة عنده فيما لو ان شيعياً اقنع سنياً بالتشيع فان ذلك يشكل خطراً؟! او غزواً كغزو المبشرين للمسلمين او الملحدين؟!
فما رأيه في ان بعض السنة يصدرون الان الكتب التي تهاجم الشيعة وتكفرهم وتعتبرهم مشركين مرتدين، ما رأيه في ذلك؟ وما رأيه بان بعض السنة في لبنان اقنعوا بعض الشيعة بالتحول الى المذهب السني فهل نقول ان هناك غزواً سنياً. ثم انني ارسلت اليه بواسطة بعض الاصدقاء ان اعطني احصائية عما يحدث هناك بحيث ان ذلك يشكل عنوان خطر في البلدان التي ذكر انها تتعرض لاختراق شيعي كمصر والجزائر وسورية وغير ذلك.
• اجابك؟
- لم يجب. واقول له انك لا تملك اي احصائية في هذا المجال ولذلك اعتقد انه اذا صح ما نسب الى سماحة الشيخ القرضاوي فانه حديث فتنة، وما المصلحة في السعي لاثارة الفتنة بين المسلمين من خلال تلك الاقاويل، التي ترمي المسلمين بالابتداع، وانا آسف لان يصدر ذلك من سماحة الشيخ القرضاوي الذي كان من رموز الوحدة الاسلامية وكان يسعى لها.
واذا كان يوجد في التراث الشيعي اكاذيب كثيرة اكد العلماء انها احاديث موضوعة فان في التراث السني ايضاً اكاذيب كثيرة اكد علماء السنة انها ليست موثوقة. ولذلك قلت لبعض علماء السنة من اصدقائنا اذا «كنتم تريدون ان تتحدثوا عن «خرابيطنا» وان نتحدث عن خرابيطكم فاننا لن نتفق».
• هل تعتقدون ان للصعود الشيعي في المنطقة علاقة باثارة او اشتعال هذه الحساسية بين المسلمين الشيعة والسنة، ونلاحظ انه كلما كثر الحديث عن قوة الشيعة كثرت اثارة مثل هذه المسائل الخلافية؟
- هل المشكلة هي الصعود الشيعي ام الصعود الاميركي!؟ العراق هو بلد فيه اكثرية شيعية، وقد عاش الشيعة مع السنة مئات السنين من دون ان تكون هناك مشكلة، ونحن نعرف ان علماء الشيعة خرجوا في العام 1920 لمحاربة الانكليز دفاعاً عن سلطة السنة المتمثلة بالخلافة العثمانية، وقد قبلوا بحكم العائلة الهاشمية التي كانت على المذهب السني، وهم الذين جاؤوا بالملك فيصل ملكاً على العراق وقبلوا بذلك للتخلص من الحكم البريطاني، ولذلك انا لا افهم كيف يتحدث الناس عن الصعود الشيعي، والانتخابات التي تمثل المنهج الديموقراطي جعلت الشيعة هم الاكثرية في المجلس النيابي، ولكن الحكومة ليست شيعية، نحن نعرف ان في الحكومة سنة وقد دخلت اخيراً جبهة التوافق في الحكومة الحالية، ودخل الاكراد وهم كلهم سنة، ولذلك فان مسألة دخول الشيعة في المسألة السياسية هو دخول طبيعي كأي اكثرية في اي مجتمع فيه اكثرية واقلية، ثم مهما صعد الشيعة في العراق او لبنان فانهم يبقون اقلية في العالم الاسلامي! اذ ما هو حجم الشيعة في العالم الاسلامي هل ان الشيعة يستطيعون الان ان يسيطروا على العالم الاسلامي كله؟ ان المسألة هي «فتش عن اميركا» وفتش عن السائرين في خط السياسة الاميركية الذين يريدون اثارة الفتنة بين المسلمين وخصوصاً بعد الثورة الاسلامية في ايران، التي انطلق الاعلام يتحدث على انها ثورة شيعية او ثورة فارسية، ونحن عندما نتابع زيارات المندوبين الاميركيين ومنهم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونائب الرئيس ديك تشيني نلحظ انهم يحاولون الايحاء دائماً بان ايران هي العدو واسرائيل هي الصديق.
• قد يجد بعضهم تبريراً للمخاوف في حركة التسلح عند الجانب الشيعي في ايران ولبنان؟
- اذا كان التسلح الشيعي من اجل محاربة اسرائيل يشكل خطراً فبماذا نصف او نفسر التسلح الاسرائيلي من اجل السيطرة على المنطقة كلها من اميركا! المشكلة ان هؤلاء الذين يتحدثون عن العروبة والاسلام اصبحوا اقرب الى اسرائيل من العرب والمسلمين، ونحن نعرف ان اميركا تحاول تعبئة العالم العربي وفي مقدمته ما يسمى دول الاعتدال ضد ايران، ولكنهم يعرفون ان اي حرب ضد ايران سوف تدمر المنطقة كلها، ولذلك فانهم رغم بعض الحساسيات التي يثيرونها ضد ايران اصبحوا يفكرون بان لا مصلحة لهم في الحرب معها.
-
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على صفيح ساخن:
فهمي هويدي ينتقد تصريحات القرضاوي عن الشيعة.. والعوا يسعى لإصدار بيان مضاد له
انتقد المفكر الاسلامي فهمي هويدي تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي والتي اطلقها مؤخرا بشأن الشيعة وقال في مقاله الذي نشرته جريدة الرؤية الكويتية ان الدكتور القرضاوي أخطأ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة او التقريب، كذلك توقيت رسالته حيث ستعمل علي تراجع أولوية الصراع ضد اسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران.. وفيما يلي نص المقال :
"لو أن الدكتور يوسف القرضاوي استخدم في حديثه عن الشيعة معيار "الموازنات" الذي تعلمناه منه وألف فيه كتابه عن "الأولويات" لما قال ما قاله في الأسبوع الماضي، ذلك أننا إذا افترضنا ان كلامه صحيح والآراء التي عبر عنها لا غبار عليها، فإن ذلك سيكون بمنزلة دعوة إلى مخاصمة الشيعة، والاحتشاد ضد إيران، والتهوين من شأن انجازات ودور حزب الله في لبنان، وإثارة الشقاق والفرقة بين الشيعة والسنة في أكثر من بلد عربي، خصوصا في العراق ودول منطقة الخليج، وهو ما سيؤدي تلقائيا إلى تراجع أولوية الصراع ضد اسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأميركية ضد إيران.
لست أشك في ان شيئا من ذلك كله لم يخطر على بال الدكتور القرضاوي، وتلك هي المشكلة.
فنحن نعرف ان الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهودة دفاعا عن وحدة الأمة الاسلامية، وفي الصف الأول من المنادين بنصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني، وهو حين عارض العمليات الاستشهادية من حيث المبدأ، فإنه أيدها في فلسطين، باعتبار أنه لا يتوافر أي بديل آخر للفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأميركية والداعين إلى الوقوف إلى جانب ايران إذا ما تعرضت للعدوان الأميركي.
المشكلة أن الحوار الذي أجرته معه صحيفة المصري اليوم يصب في نقيض المواقف التي نعرفها عنه، فضلا عن أنه أطلق آراء لم يستخدم فيها نهجه الذي دعانا إليه، أعني أنه لو وازن بين الاضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلى الشيعة، وبين الأضرار التي ترتبت على كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر، أو مفسدة صغرى وأخرى كبرى، وعند الاصوليين الذين هو في صدارتهم، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين تدفعنا إلى تقديم الضرر الأصغر على الأكبر، بمعنى السكوت مؤقتا عن الضرر الأول لتفويت الفرصة على وقوع الثاني، وذلك لم يحدث للأسف.
لست في صدد مناقشة الوقائع التي ذكرها ولا المعاني التي أراد توصيلها، كما أنني قد اتفق معه بصورة نسبية في بعض ما قاله، لكني أتحدث عن النتائج التي أفضى إليها كلامه، كما أنني لا أتردد في القول إن ما صدر عن الشيخ الجليل كان مبعثه الغيرة على دينه والاعتزاز بانتمائه إلى أهل السنة، لكننا نعرف جيدا أن صدق النية ونبل الهدف لا يغطيان الآثار السلبية التي ترتبت على كلامه، لأن العبرة بالمقالات وليست بالنيات. ان احترامنا للشيخ ومحبتنا له، وحرصنا على صورته ومقامه، ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله، خصوصا ان مراجعتنا له تتم على ارضية السياسة وليس على أرضية العلم والفقه، الذي نعلم انه فيهما لا يبارى، وليس لمثلي ان يراجعه في شيء منهما.
لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة او التقريب، ثم إنه اخطأ في اختيار المنبر الذي وجه منه رسالته، لأن انتقاداته ليس مكانها الصحف اليومية السيارة، يؤيد ذلك انه ذكر لاحقا ان بعض ما نقل على لسانه لم يكن بالدقة التي عبر عنها، كما أنه أخطأ في توقيت رسالته، لأنه خير من يعلم ان هناك من يهيئ الرأي العام في الوقت الراهن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ونزع سلاح حزب الله، ثم إنه أخطأ حين تحدث بصفته رئيسا لاتحاد علماء المسلمين، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن كلامه يعبر عن رأي الاتحاد، وذلك ليس صحيحا، وإنما هو رأي شخصي له، فضلا عن ان كلامه يجرح صورته كرئيس للاتحاد، كما أنه يحدث صدعا في شرعية تمثيل الاتحاد لعلماء المسلمين، وهو من حرص على الا يكون ممثلا لأهل السنة وحدهم. إنني أخشى ان نكون بعد كلام الشيخ قد تراجعنا خطوات إلى الوراء ولم نتقدم إلى الأمام، وهو ما لم نعهده فيه لأنه عودنا على ان يكون حلالا لمشاكل المسلمين وليس مستدعيا لها".
العوا ضد القرضاوي
من ناحية أخرى، أكدت مصادر مطلعة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن هناك تحركا متسارعا خلال اليومين الماضيين ضد بيان الشيخ يوسف القرضاوي المندد بالجهود الإيرانية المستمرة لاختراق المجتمعات السنية لمحاولة تشييعها بما يتسبب في شق وحدة الأمة وإثارة الفتن بها ، ويقود هذا التحرك الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للاتحاد الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، ويبذل العوا جهودا حثيثة لإقناع عدد من الأعضاء بالتوقيع على بيان الرد على بيان القرضاوي، وسحب "الشرعية" عنه ، بوصفه ـ حسب مصادر العوا ـ لا يعبر عن منهج اتحاد علماء المسلمين أو مواقفه، وأكدت مصادر قريبة للغاية من فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي استياء الشيخ الشديد مما يحدث، وأسفه من عدد من المواقف التي اتخذتها شخصيات فكرية وكتاب كانوا يعتبرون أنفسهم من تلاميذه ، بمن فيهم أعضاء باتحاد العلماء، دون أن يتحرك أحد منهم للدفاع عن عرضه الذي استبيح بشتائم واتهامات غير مسبوقة ، مصادر قريبة من القرضاوي لم تخف قلقها من أن تفضي التحركات الجديدة إلى صدع اتحاد علماء المسلمين، خاصة وأنه في معظم نشاطاته يعتمد على رمزية القرضاوي وحضوره والقابلية الواسعة له في أنحاء العالم الإسلامي ، وهو الحضور والاحترام والهيبة التي لا يحظى بها غيره من الأعضاء، ولم تنف المصادر احتمالية اتجاه القرضاوي إلى الانسحاب من الاتحاد على خلفية "الموقف المزري" الذي وقفه كثير من أعضائه في الأزمة الأخيرة ، من جانبه قال د محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تصريحات خاصة بالمصريون أن الاتحاد بصدد عقد اجتماع فى بيروت لمناقشة أزمة العلامة د يوسف القرضاوي مع مراجع شيعية بسبب ما اعتبره هجوم الشيخ يوسف القرضاوي على هذه المراجع ، ولم يوضح العوا سبب اختيار بيروت لعقد الاجتماع ، كما أوضح في تصريحاته للمصريون إن اجتماع مجلس أمناء الاتحاد سيناقش هذا الأمر بحضور جميع العلماء بما فيهم الدكتور يوسف القرضاوي وبعض هذه المراجع بصفتهم أعضاء فى الاتحاد للخروج بموقف جماعي من هذه التلاسنات التى لا تفيد وحدة الأمة بل تمزقها، وأوضح العوا أن ما نشر على لسان المراجع الشيعية بما يمس القرضاوي غير صحيح ولكن المشكلة في العوام الذين يدلون بتصريحات لهذه المراجع يتم تحريفها، غير أنه لم يوضح سبب امتناع هذه المراجع عن توضيح كلامها إن كان غير صحيح ، كما أنه لم يذكر شيئا عن الشتائم والاتهامات التي وجهتها وكالة الأنباء الإيرانية إلى الشيخ يوسف وهو رئيس الاتحاد، وما إذا كان الاتحاد سوف يصدر بيانا يندد فيه بهذا الهجوم غير المسبوق، جدير بالذكر أن الدكتور محمد سليم العوا قد حاول قبل أشهر إنكار صدور تصريحات مماثلة للشيخ يوسف عن التغلغل الإيراني في الدول السنية وازدياد وتيرة محاولات تشييع المنطقة، حيث نفاها واعتبرها "زلة لسان" من الشيخ، غير أن التصريحات الأخيرة للقرضاوي أتت لتؤكد على أنها لم تكن زلة لسان وإنما تعبير عن قناعته التامة بالمخاطر التي تتهدد الأمة من التحركات الإيرانية العابثة والأموال الطائلة التي تنفق في شق وحدة الأمة.
http://www.alshaab.com/news.php?i=14216
-
الشرق الاوسط / 21/9/2008
__________________
-
علماء الشيعة يدرسون إصدار رد على بيان القرضاوي
فحص: نحتاج إلى قراءة في العمق .. والعلماء يساهمون في تكريس الانقسامات
بيروت: ثائر عباس
كشف أحد المقربين من المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله أنه لن يدخل في سجال مع القرضاوي حول هذا الموضوع، لكنه أشار الى أن «ثمة ردا يدرس».
أما المفكر الشيعي السيد هاني فحص فقد قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يقرأ الموقف ولا الاعتذار عنه، وأضاف: «لم يكن الموقف مفاجئا ولا الاعتذار كذلك».
وإذ اشار الى ان «هناك دائما تعميمات وانفعالات غير علمية، رأى أن كبار العلماء يساهمون في تكريس الانقسامات والطروحات المذهبية». وقال: «نحن مسؤولون أولا عما يحصل كعلماء دين، وهذه المرة نحتاج الى قراءة في العمق»، مشيرا الى أنه غير مهتم بقراءة أي نص أو اعتذار «لأن النصوص تكرر نفسها».
ودعا فحص الى «إخراج الدين من التلفاز والذهاب به الى المسجد»، وقال: «عالم الدين عالم بشيء لا بكل شيء»، وأضاف: «أنا لا أكفّر أحدا لكن ما نراه ليس دينا، فالدعاة حكواتيون والنص السياسي هو السائد في المسجد والناس لم تعد تستمع الى الموعظة، فالخطاب التقووي عال جدا والممارسة منخفضة جدا».
من جهته قال عالم اخر رفض الكشف عن اسمه: «الشيخ القرضاوي طوال حياته من دعاة وحدة الأمة الإسلامية، ومن الرواد في عملية التقريب بين السنة والشيعة؛ ولذلك كانت الحساسية من التصريحات التي صدرت عنه بشأن تبشير الشيعة لمذهبهم».
وكانت ردود أفعال إعلامية متباينة أثارها البيان الذي أصدره مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ القرضاوي في وقت متأخر من مساء الاربعاء ردا على اتهام علماء شيعة له بتكريس الفرقة بين السنة والشيعة على خلفية تصريحات صحافية له حذر فيها من نشر التشيع في الدول السنية.
ففي الوقت الذي اقتصرت فيه عناوين بعض الموضوعات بالصحف والمواقع الإلكترونية على الوصف المجرد للبيان، مثل «القرضاوي يرد على علماء شيعة وينفي تهم الطائفية»، أتت بعض العناوين لتحمل تقييما للبيان، مثل «القرضاوي يكرر حملته على محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية».
وكان الشيخ القرضاوي قد صرح في حوار مع جريدة «المصري اليوم» المصرية المستقلة بأن «الشيعة مسلمون، ولكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني».
وأكد في بيانه أنه صارح برأيه السابق آيات الله حينما زار إيران منذ نحو عشر سنوات، حيث قال لهم: «هناك خطوط حمراء يجب أن تراعى ولا تتجاوز، منها سب الصحابة، ومنها نشر المذهب (الشيعي) في البلاد السنية الخالصة، وقد وافقني علماء الشيعة جميعا على ذلك».
-
-
محامي قطري يرفع دعوى ضد القرضاوي بسبب اثارته الفتنة بين الشيعة والسنة في بلده.
رفع فريق قطري يضم عددا من المحامين والناشطين الحقوقيين برئاسة المحامي السعودي وأمين طاهر البديوي حول رفع دعوى قضائية مستعجلة بحق الداعية السني المعروف الشيخ يوسف القرضاوي، بسبب اثارته الفتنة بين الشيعة والسنة في هذا البلد .
و افادت وكالة انباء فارس نقلا عن صحيفة «الوئام» الالكترونية بأن الفريق المذكور رفع التهم الموجهة الي القرضاوي الثابتة والموثقة بالأدلة وهي كما يلي:
• إشعال نار الفتنة بين المسلمين .
• التطاول على طائفة من المسلمين (الشيعة) و تشويه سمعتها و التحريض ضدها .
• تكفير الطائفة الشيعية و قذفها في خطبه .
• تشبيه المسلمين بهذه الطائفة باليهود و الخونة .
• التطاول على رموز و علماء شيعة .
• إشعال الفتنة بين السنة و الشيعة بين المواطنين في دولة قطر .
و جاءت في لائحة الاتهام التي قدمها فريق الادعاء مطالبا فيها :
1- معاقبة المتهم و تعزيره .
2- سحب الجنسية القطرية منه التي منحت له منذ فترة، حيث لا يشرف الشعب القطري الأصيل و المتماسك و المسالم و لا يمثل دولة قطر دولة العدالة و المساواة .
3- طرده من دولة قطر قطعاً لشره .
و قد طالب فريق الادعاء في لائحة الاتهام في المحكمة الشرعية بمدينة الدوحة هيئة القضاء بإصدار قرار الحجر على المتهم نظرا لكبر سنه و إحالته إلى دار المسنين لرعايته في حال تعذر محاكمته و إحالته إلى دار المسنين لرعايته .
-
بقلـــم : الشيخ د. أحمد حسين أحمد
وسطية القرضاوي «الانقلاب.... ومحاولة الانقاذ»
23 / 9 / 2008م
كل تصرف انساني لا بد ان تسبقه مقدمات ولا شك ان هناك نتائج وتبعات تعقبه ولذلك فقد حث الاسلام الحنيف على إقامة الميزان الحقيقي الذي يتخذ من معاني القسط والعدل مقومات وعناصر حقيقية للتغيير والتطوير كما أن التوازن والتناسق مطلوب في كل الأشياء ولعل من أهم مقومات الميزان التي تحافظ على فعاليته هو النقد المنهجي والذي اصبح من الضروري جدا اليوم أن يحظى بأولوية واهتمام شديدين لكي يتم التفاعل الحقيقي بين عالم المفاهيم وبين واقعنا المعاصر ويتم نقد الاوضاع الراهنة التي تحتاج الى علاج جزئي او الى تغيير كلي ولا ريب حقا ان اهم مشكلة يعاني منها العقل العربي والاسلامي هي طغيان العقلية الطائفية العنصرية وتسلط روح الانقسام والتخندق الذي يوجه علاقاتنا بالاخر وتعاملنا مع أي شان من شئون الدنيا والدين وباختصار شديد فان العلاقات الدينية والاجتماعية تتسم بطابع عام من ممارسة التمييز البشع في كل الأموروعلى كافة المستويات ومن عدم احترام الخصوصيات الاجتماعية او الدينية للاقليات او غيرهم.
ولا شك ان التمييز بين ابناء الامة الواحدة مهما كانت مبرراته فانه يحمل في طياته ظلما كبيرا لا حدود له ويعد هتكا لحرمة المواطنة في دولة الاسلام واذا دققنا النظر في الامر مليا فان الامر يزداد خطورة عندما ياتي التمييز والتفريق من حيث ينبغي ان يكون التوحيد والاشتراك وهذا ما نسميه الانقلاب على الحقائق والقيم السامية.
من هذا المنظار تتضح خطورة الانقلاب الاخير الذي حصل لاحد المفكرين اعني الشيخ الدكتور القرضاوي والذي اراه قد انقلب على مبادىء الوسطية والاعتدال اللتان ادعى تمثيلهما تكرارا ومرارا وانقلابه على الديمقراطية التي كان وما زال يحث عليها باعتبارها مبدأ انسانيا وانقلابه على مبدأ التقريب بين المذاهب الاسلامية بعد ان كان من دعاته المتحمسين يوما ما.
ان انقلاب الشيخ القرضاوي لم يأت من فراغ ولم يكن وليد هذه اللحظة بل لقد رصدته انا شخصيا منذ زمن طويل ولا سيما وان الرجل كان بالفعل معتدلا يمثل التيار الوسطي في مجالات عديدة والذي اسسه العلامة الكبير المبدع الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عليه ولا يخفى على احد ما كان يتميز به الشيخ الغزالي من سعة أفق وتنوير فكري فريد من نوعه وايمان حقيقي جعله - بحق - احد اهم المراجع الفكرية لحركة التنوير الاسلامي رغم تنوعها في مذاهب المنتمين لها سواء العقديا اوالفقهية بل لقد كان يمثل فكرا ناضجا في رأي بعض اللادينيين ايضا ولقد امتازت اطروحات الشيخ الغزالي باصالتها المنهجية وبعدها عن الاجندات السياسية او الشخصية فلا تكاد تشهد فيها اي روح طائفية او أي تمييز فئوي فان من يطلع على تراثه وهو كثير لا يجده يستخدم اللغة القمعية «لغة التبديع ولغة التكفير ولغة التفسيق» في مناقشته للأفكار والمبادىء والآيديولوجيات وان كان شديدا على بعضها فلقد كانت شدة في الحق وبالحق والى الحق كما انه رحمه الله لم يكن يستخدم ادوات التوظيف السياسي كما استخدمها الشيخ القرضاوي غفر الله له في الاونة الاخيرة فلم أقرأ له يوما ما بيانا او تصريحا عن غزو البلاد السنية او التبشير الشيعي ولم يستخدم سلاح الاتهام بالبدعة في حق سائر المسلمين او غير ذلك ولعل البعض سيغضب عندما اقول «توظيف ديني لاجندة سياسية» ولكن عذرا فانني والحق اقول لم اجد لما قام به سماحة الامام القرضاوي وصفا ابلغ من ذلك لانه لا يقبل باي حال من الاحوال التحريض على طائفة كبيرة من اخوانه المسلمين في مثل هذا الوقت العصيب وهو بلا شك يهدد وحدة الامة الاسلامية وإلا فماذا يعني الضيق الشديد الذي اصاب الدكتور حينما يعلم بتشيع بضعة آلاف أو أكثر من المصريين وما الذي يزعجه في ان يراهم يعملون في العلن ويعبرون عن آرائهم علنا وامام الناس أليس هذا من حقوقهم التي فرضها الاسلام لهم أم أن الشيعة يجب أن يمحوا ويزيلوا حتى لا تبقى لهم باقية في بلاد المسلمين ام ان الامام القرضاوي يرى الشيعة من أعداء الأمة والدين وحلفاء النصارى واليهود وهنا نأتي على أعظم نكتة من نكات العرب اذ ان الشيعة اصبحوا هم حلفاء اليهود والنصارى بل هم أضر على الاسلام منهم أما اليهود والنصارى فلا يضروننا في شيء ما داموا حلفاء لبعض حكام العرب والمسلمين وعندئذ يقوم السادة العلماء بايجاد المبررات الشرعية لوجود التحالف العربي السلطوي مع الغرب والصهاينة فهذا حلال ما دام الامر يصدر من الحاكم اما الشيعة فانهم هم الخطر الاعظم على الامة يا لها من مفارقة تضحك لها الثكلى مئات السنين.
لقد اجتمع الشيخ القرضاوي قبل مدة بمجموعة من حاخامات اليهود من بريطانيا ودار حوار بينهم ولقد اكد الشيخ في حواره معهم على اهمية التعاون بين اتباع الديانتين الاسلامية واليهودية في القواسم المشتركة بينهما وهذا شي جميل مما يعني وجود قواسم مشتركة ووجوب احترامها ولكنني لا افهم هذه الوداعة الطفولية السمجة مع اليهود اذا ما قارنتها مع اصرار الشيخ على اشعال نيران الفتنة الطائفية واثارة الاحقاد بين المسلمين وهذه الحملة الشعواء التي يفتعلها الشيخ منذ مدة مع اخوانه من الشيعة الامامية من ابناء هذه الأمة ولا ادري اليس مهما في نظر سماحة الامام العمل وفق القواسم المشتركة مع الشيعة وهل نسي سماحته الامام فقه الاولويات وفقه الواقع الذي يجعلنا نلتفت الى اوضاعنا المزرية لننقذ ما يمكن انقاذه.
اود ان اعود الى كلمات الشيخ القرضاوي وفقه الله للابتعاد عن الفتنة ودعاتها فاعلق عليها بشكل مختصر وسريع وساختار ثلاثة مواضع وهي كالاتي:
الموضع الاول قوله «ان خطرهم -أي الشيعة - يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك لما لديهم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية» وهنا اتساءل اذا كان الدكتور يرى ان التداول والنقاش الفكري الديني غزو وخطر فاننا سنقول له ايضا ان هناك غزو انحلالي وهناك غزو ليبرالي وهناك غزو علماني كم ان هناك غزو سني يتعرض له الشيعة في البلاد الشيعية وهناك ايضا غزو اسلامي لاوروبا وامريكا وبلاد النصارى عموما فلماذا لا نقف ضدها كلها انني احترم القناعة الايمانية لاي انسان والشيعة لا يغزون مجتمعات سنية ولا غير سنية ولا ادري ما ذنبهم اذا اقتنع الناس بمذهب ال البيت الاطهار ولكن من الواضح ان سماحة الشيخ يرى امتلاكه للنقاء العقدي العرقي ولذلك فانه لا يقبل الاخر وعلى الاخص اذا كان مسلما ولذا تثور ثائرته اذا تعلق الامر به وبجماعته لكنه يسمح لنفسه بتغيير قناعات الاخرين ويبارك عمليات القمع الفكري والمذهبي ويعتبرها دعوة الى الله اذا ما قام بها اصدقائه المقربون ثم انني لا ادري لماذا يخاف الدكتور القرضاوي على المجتمع السني كما يقول من الغزو الشيعي الا يدل ذلك على ان الخلل فيه هو ثم لماذا لا يتعامل مع الامر على انه تفاعل فكري يقبله من يقبله ويرفضه من يرفضه بحرية كاملة ام ان هناك حساسية خاصة ضد اخوانه الشيعة الذين اثبتوا تفوقا فكريا وتفاعلا حقيقيا مع قضايا الامة وهذا ما يشاركهم فيه اخوانهم السنة ايضا من العلماء والدعاة الحقيقيين المخلصين الذين ابوا ان يكونوا ادوات بأيدي السلطويين والسياسيين الذين تعنيهم مصالحهم اولا واخيرا.
والموضع الثاني من كلمات الدكتور عندما يقول «للاسف وجدت مؤخرا مصريين شيعة موجودين في الصحف وعلى الشاشات ويجهرون بتشيعهم وافكارهم» ولا ادري لماذا اظهار الاسف ما دمنا نؤمن يا دكتور يوسف بحرية الفكر فهؤلاء المصريين جزء اصيل من المجتمع العربي المسلم ولهم الحق في قناعاتهم الفكرية والجهر بها وكما تطالب انت بالحرية والحق في التعبير لنفسك وامثالك فلا تحرم الاخرين منها اليس هذا استعباد لعقول الناس وكتم لحرياتهم الدينية ولقد قال الصحابي الكبير عمر بن الخطاب رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا»
وأود هنا ان اذكر الشيخ حفظه الله بايام مضت عندما هاجر من بلده مصر بسبب احساسه بنقص في الحرية التي يستحقها اي مواطن فلا شك ان الاغتراب صعب ولذلك فانني اتمنى عليه ان لا يحرض الحكومة المصرية على الشيعة من المواطنين اما الموضع الثالث فان عنوانه العام ينسجم مع دعايات القدماء من بني امية وللاسف يكررها اليوم من يدعي الوسطية عندما يقول «الشيعة يعملون من مبدأ التقية واظهار غير ما بطن وهو ما يجب ان نحذر منه» واقول: مايجب ان تحذر منه يا شيخنا هو التقية التي يمارسها اخرون ليسوا من الشيعة عندما يداهنون ويرجون الطغاة كما ان كلام الشيخ عن التقية لا ينسجم مع دعواه غزو الشيعة للمجتمع السني واظهارهم لمعتقداتهم.
اما ما يدمي القلب حقا فانه عندما ينقلب الاستاذ الاكاديمي على المبادىء العامة للمنهجية ويتحول الى مقلد يروج لدعاوي واضحة البطلان وشائعات لا اساس لها من الصحة عندما يدعي ان كثيرا منهم «اي الشيعة» يقول ان القران الموجود هو كلام الله ولكن ينقصه بعض الاشياء مثل سورة الولاية وهذه فرية عجيبة ولكنني لن اعلق وارجوه ان يثبتها ان استطاع لذلك سبيلا واود هنا ان احيله على كتاب الوحدة الثقافية بين المسلمين للشيخ محمد الغزالي فقد رد على مثل هذه الدعاوى الساذجة ومن يروج لها كما انني اتعجب منه عندما يقول «نحن-اي السنة- نقول ان السنة سنة محمد اما هم فلديهم سنة المعصومين ويعتبرون سنتهم كسنة محمد» ولا ادري كيف غاب عنه ان المعصومين عندنا هم محمد واله الطاهرين والذين امرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم باتباعهم في الحديث الصحيح الذي ذكره مسلم في صحيحه «تركت فيكم فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي اهل بيتي» اننا نعتقد والمسلمين جميعا ان اهل البيت هم امتداد للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فكرا وسلوكا ومنهجا اما تعريض الشيخ باننا نعتبرهم في مستوى النبي فهذا سوء فهم منه ولو تأمل قليلا لاكتشف اخطاءه بنفسه اما فيما يتعلق بسب الصحابه ولعنهم فان الراي المعتبر عندنا معاشر علماء الشيعة الامامية اننا لا نشتم احدا ونحترم الصحابة دون تقية ونحفظ لهم شرف صحبة النبي ولكننا نعدهم الرعيل الاول الذي نتعلم من صوابهم واخطائهم على حد سواء ولا نقدسهم اما ما يفعله القليل من عوام الناس فانه ليس من العدل والانصاف ان تؤاخذ به طائفة عظيمة من المسلمين.
ختاما اقول انني لم اود ان اكتب هذه المقالة الا خوفا على الامة من خطر الفتنة المذهبية التي قد تقضي على امة محمد، انني اذكر الشيخ وفقه الله بمسؤولياته تجاه الله والامة الاسلامية شيعة وسنة واباضية وغيرهم واتمنى عليه ان لا يثير حقدا وكراهية بين المسلمين فان ذلك حرام قطعا.
كما اود ان اذكر الشيخ ان المرجعية لعامة المسلمين لا تاتي من هذا الباب، لانه لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.
يعلم الله وحده انني لم اود ان اكون في مقام كهذا لولا غيرتي على وحدة الامة التي لا يجوز العبث بها باي حال من الاحوال وليعلم الشيخ ومن يطبل له ان حال الامة لن يصلح الا بهذه الوحدة وانهم ان كسبوا جولة اليوم فان الغد سيكون مظلما على الجميع.
لقد كشف هذا الحوار الاخير مع الشيخ عن تاثرنا الشديد بالطائفية والتهميش والتمييز الديني في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وهذا امر يحتاج الى وقفة جادة من قادة الامة وحكامها وعلمائها ومفكريها ودعاتها.
كما ارجوا من حبيبنا الشيخ القرضاوي ان يعيد حساباته وينظم ارائه فالامة تحتاج الى ان تسعد الامة بوحدتها وتنهض من كبوتها وليعلم سماحته ان الشيعة واهل السنة اخوة في الاسلام وكلنا متبعون لسنة المصطفى «ص» ومجتهدون ولا يوجد بيننا مبتدع والحمد لله.
اخيرا اود ان اوجه رسالتي الى سمو امير دولة قطر صاحب المواقف الشجاعة ارجوه فيها ان يعدل عن قراره تسمية احد المراكز الثقافية في قطر الخاصة بالوسطية باسم القرضاوي واقترح ان يكون باسم الشيخ محمد الغزالي رضوان الله عليه فلقد كان بحق امام الوسطية
الكويت
-
المفكر الإسلامي المصري (المتشيع) الدكتور أحمد النفيس : القرضاوي في انزعاجه ممن يقول بولاية أهل البيت لا يختلف عن فرعون في تصرفه كما ذكر القران الكريم (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد!!)..نحن لا نعرف كيف ستنتهي حملة القرضاوي المتضمنة تهجير شيعة مصر تأسيا بمثله الأعلى صلاح الدين الأيوبي الذي فعل ما هو أسوأ من هذا قبل ثمانية قرون؟؟!!..القرضاوي يؤمن أن ساحة الفكر الإسلامي في مصر وغير مصر مملوكة له بوثيقة تملك وأنه موكل من الله للدفاع عنها بنص حديثه !!..مصر كانت شيعية في العصر الفاطمي وكان فيها متشيعون قبل هذا التاريخ ..لدي كتاب عن (نجباء الصعيد) يؤرخ لمصر في القرن العاشر الهجري ويتحدث عن أسر وشخصيات شيعية عاشت في هذه الفترة.. التشيع إختفى منها بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي..في مصر شيعة بالوراثة أبا عن جد ولكنهم متوارون عن الأنظار ولا يعلنون عن تشيعهم وعدد المتشيعون (هم وعوائلهم) في مصر يقارب النصف مليون مرشحون للزيادة بفضل الهجمات الاعلامية التي تثمر نتائج عكسية تدفع الكثيرين للبحث والقراءة ، وهو مايفسرقيام الوهابيين بتدمير المواقع الالكترونية الشيعية أخيراً..يريدون الديموقراطية وحرية التعبير لهم والدليل تولي أزلام المخابرات الصدامية والوهابية تسفيه آراء المعترضين على القرضاوي ..أنضممت للإخوان عام 1976 واكتشفت لاحقاً ألا مكان داخل هذه الجماعات لا للفكر ولا للبحث ولا للرأي الآخر..التفكير ممنوع أما التكفير فمسموح بضوابط عند البعض وسداح مداح عند الآخرين!!..يصرخ القرضاوي من ظهور الشيعة ومجاهرتهم بأفكارهم ثم يعود ليناقض نفسه فيقول أنهم يمارسون التقية!!..إذا قمنا بالرد عليهم قالوا تبشير. وإن سكتنا قالوا لا يقدرون على الرد..مصطلح التبشير يراد من خلاله تقديم الشيعة كأصحاب دين مغاير!!.. نريد منهم تقديم قرينة واحدة وليس دليلا على دعمنا بالمليارات الشيعية او الايرانية فالذين تربوا على رشاوى الوهابية وجوائزها لا يصدقون أن من قدم هذا الإنتاج الفكري ليس ممولا مثلهم!!..
القاهرة- آفاق - خاص
قال الكاتب والمؤلف الشيعي المصري الدكتور أحمد راسم النفيس إن مصر كانت شيعية في العصر الفاطمي وأن التشيع اختفى منها بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي. واعتبر النفيس في حوار خاص مع "آفاق" تحذيرات القرضاوي من المد الشيعي بمثابة التحريض على قتل الشيعة وتهجيرهم وسجنهم.
وأشار النفيس وهو مؤلف للعديد من الكتب التاريخية والثقافية إلى أنه وعلى الرغم من كل هذه الهجمات على الشيعة فإن عدد الشيعة في مصر (المتشيعون وعوائلهم) يقارب نصف مليون، ويتوزعون على مساحة واسعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم مرشحون للزيادة نظرا للهجمات الإعلامية ضدهم والتي تثمر نتائج عكسية.
ونصح النفيس مثيري الحملات ضد الشيعة بأن "يكفوا ويبحثوا عن السبب في إخفاق الدول العربية والإسلامية في التطور بدلا من إلهاء الناس بمعارك جانبية وليتركوا لكل إنسان حريته أن يعبد الله بالطريقة التي يعتقد صوابها".
وفيما يلي نص الحوار:
آفاق: كم هو عدد المصريين الذين يؤمنون بفكرة التشيع في مصر، وأين يكثر أتباع هذا الفكر؟
النفيس: بسم الله الرحمن الرحيم: دعنا من قضية أعداد الشيعة وأعداد السنة فنحن لا نؤمن بمنطق المكاثرة العددية. نحن نؤمن أولا بمبدأ الأخوة الإنسانية (وأن هذه أمتكم أمة واحدة) فالمجتمع الإنساني مجتمع واحد والبشر على اختلاف أديانهم تتشابه احتياجاتهم وهي الأمن والحرية والكرامة والمأكل والملبس... والدين جاء من عند الله ليؤكد على أن هذه المعاني تشمل كل البشر وأنها ليست حقا لطائفة دون أخرى.
ورغم العناد والعدائية التي أبداها أكابر مجرمي قريش لدى إعلان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله بدعوته إلا أن المانع الأساس للدعوة الإسلامية كان التزام الكثير من العرب بهذه القيم الإنسانية التي يتنكر لها بعض أدعياء الإسلام الآن.
الحالة الشيعية الراهنة في مصر ليست اختراعا فمصر كانت شيعية في أغلبها إبان العصر الفاطمي والتشيع لم يختف من مصر كما يقولون بسبب انتهاء الدولة الراعية للتشيع بل بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي وهي أمور بدأ المصريون أخيرا في الانتباه إليها كما أن التشيع في مصر لم يبدأ مع العصر الفاطمي.
لدي كتاب عن (نجباء الصعيد) وهو كتاب يؤرخ لمصر في القرن العاشر الهجري ويتحدث عن أسر وشخصيات شيعية عاشت في هذه الفترة.
ثم أنا لا أفهم سببا واحدا لهذه الهجمة على كلمة (شيعة) واعتبارها مرادفا للكفر والزندقة!!. الكثير من شيوخ الأزهر القدامى والمعاصرين لهم موقف مختلف كلي مع هذه الحالة العنصرية التكفيرية التي لا تقوم على دليل ولا برهان بل تقوم على منطق (هو كده!!). عندما ترد عليهم بأن الشيخ شلتوت أو الشيخ أبو زهرة قال كذا وكذا يسارعون إلى تجريحهم ووصفهم بالغفلة والتهاون!!.
يعني: هؤلاء لا سلاح لهم سوى فرض الرأي واستخدام أسوأ ما في ترسانتهم من بذاءات ليبقى الناس خائفين من بعبع التشيع ولا يقترب أحد من هذا المنهج وإلا فسيلقى ما لا يسره!.
الشيخ القرضاوي يأتي إلى مصر ليفرض رأيه وقانونه ويجعل من نفسه مرجعية فوق القانون الدولي والدستور وميثاق حقوق الإنسان ويجد من يطبل له!!.
آفاق: ماذا يعني أن يطالب القرضاوي بإيقاف ما يسميه التبشير الشيعي؟؟
النفيس: المعنى واضح: يا رجال الأمن تحركوا كما تحركتم من قبل وألقوا القبض على فلان وفلان وألقوهم في غيابة الجب لأن وجود من يقول بولاية أهل البيت يزعج الشيخ الذي لا يختلف تصرفه عن فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد!!).
لقد قام الأمن المصري باعتقالي ثلاث مرات بتهمة التشيع (1987 ، 1989 و 1996) فضلا عن مرة بتهمة الانضمام للإخوان وتنظيم الجهاد عام 1981 رغم أني لم أكن يوما ما عضوا في هذا التنظيم الإرهابي.
يتحدثون عن الديموقراطية وحرية التعبير وووووو ولكنهم يريدون هذه الأشياء فقط لأنفسهم، حتى عندما حدثت الأزمة الأخيرة وعندما اعترض فهمي هويدي وسليم العوا على حالة الهياج التي أحدثها القرضاوي تولى أزلام المخابرات الصدامية والوهابية تسفيه آرائهم والنيل منهم.
المعنى أنهم يريدون جمهورا قطيعا يسوقه شخص واحد بخطبة تهييجية ولا يقبلون بديمقراطية أو شورى داخل القطيع لا من فهمي هويدي أو العوا وهم أصحاب فضل عليهم. تلك هي المأساة التي يعيشها مجتمعنا منذ مئات السنين.
رحلتي مع الفكر الإسلامي بدأت منذ انضمامي للإخوان عام 1976 وكنت وقتها طالبا في الجامعة واكتشفت ألا مكان داخل هذه الجماعات لا للفكر ولا للبحث ولا للرأي الآخر وكل ما هو مطلوب منك أن تذعن وتسمع وتطيع.
إنهم يتنقلون من كارثة إلى أخرى ومن مصيبة إلى حفرة ولكن التفكير ممنوع أما التكفير فمسموح بضوابط عند البعض وسداح مداح عند الآخرين!!.
كنت أقول لأحد الأصدقاء قبل قليل، أن القبضة الأمنية هي التي تمنع تحويل مصر إلى صومال أخرى، إذ لو ترك الأمر لقادة تلك الجماعات وللشيوخ الوهابيين أصحاب فتاوى القتل والتفجير الجماعي وشن الحرب على ميكي ماوس لبدأت الحرب الأهلية منذ سنين فيما بينهم وفيما بينهم وبين الناس. الشيء الوحيد الذي اتفق هؤلاء الشيوخ عليه هو كرههم للشيعة لأسباب كثيرة.
أولها أن الفكر الشيعي فكر ناضج يؤمن بدور العقل والنظر في التاريخ ولا يمكن لكل من هب ودب أن يصدر فتاوى من نوعية فتوى ميكي ماوس أو توم وجيري.
ثانيا أن الفكر الشيعي ذو جذور راسخة في التراث الإسلامي وفي كتب القوم وهو ليس اختراعا وأن القوم لا حجة لديهم سوى الزعم بأنه فكر باطني ومحاكمة القلوب والزعم بأن الشيعة يظهرون غير ما يبطنون وغير ذلك من الترهات التي أدمنها القوم.
الآن يصرخ القرضاوي من ظهور الشيعة وأنهم يجاهرون بأفكارهم ثم يعود ليقول أنهم يمارسون التقية!!. التناقض بين الاتهامين أوضح من أن يذكر!!.
الأمن يستدعي (المتهمين بالتشيع) ليسألهم عن عقيدتهم!!. فهل يتعين على المواطن الضعيف أن يعترف (بالجريمة) المنسوبة إليه أم يستخدم سلاح (التقية) الذي يقيه من بطش هؤلاء المجرمين.
يأتي القرضاوي ليحرض ويطالب بإلقاء القبض على الشيعة ومحاصرتهم ثم يلوم عليهم لأن بعضهم يتنصل من (التهمة) ولا يسهل مهمة أساتذة التلفيق والتعذيب؟!. أليس هذا هو الفجور بعينه؟!.
آفاق: كيف يمكننا أن نعرف عدد الشيعة إذا، إذا كان هذا هو الحال وإذا كان هذا هو منطق الشيوخ؟!.
النفيس: تقديرنا الذي لا يستند إلى أية إحصاءات بل لمعلومات شخصية أن عدد الشيعة في مصر (المتشيعون وعوائلهم) يقارب نصف مليون نظرا لامتدادهم على مساحة مصر الواسعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم مرشحون للزيادة نظرا للهجمات الإعلامية ضدهم والتي تثمر نتائج عكسية إذ أنها تدفع الكثيرين للبحث والقراءة خاصة مع وجود شبكة المعلومات الدولية وهذا يفسر سبب قيام الوهابيين بتدمير المواقع الشيعية أخيرا.
لا يتاح لي معرفة المتشيعين الجدد إلا عبر اتصال هاتفي أو لقاء غير مرتب وهذا يوفر حماية أمنية لهم ضد أي ضربة محتملة. أما نحن فلم نعد نأبه بهذه التهديدات.
وبالتالي فالشيعة في مصر حالة ثقافية ليست قاصرة على مكان معين ومن المفيد أن نشير إلى وجود متشيعين بالوراثة أبا عن جد ولكنهم متوارون عن الأنظار ولا يعلنون عن تشيعهم.
آفاق: تعني أن ليس هناك مشروع لتشييع مصر؟؟
النفيس: فلنكن واقعيين وعقلانيين. هناك دولة ونظام سياسي قائمين بالفعل في مصر التي عرفت أول دستور ديمقراطي يفصل بين السلطات ويحترم حرية العقيدة وكان هذا سنة 1923 ولكن انقلاب يوليو قضى عليه.
الناس تحتاج إلى الحرية والخبز والأمن وهذه أمور لن تنتظر لا تشييع مصر ولا أخونتها وعلى المسلمين أن يتعودوا على ممارسة حريتهم العقائدية وترك الآخرين يفعلون نفس الشيء.
العالم الآن به عشرات الدول الديمقراطية المشغولة بهموم مواطنيها وتنمية اقتصادها والبحث عن مكان لائق لها بين الأمم وبالتالي فنحن لن نعيد اختراع العجلة ولا الدولة وأنصح من يواصلون إطلاق هذه الإثارات أن يكفوا وأن يبحثوا عن السبب في إخفاق الدول العربية والإسلامية في التطور بدلا من إلهاء الناس بمعارك جانبية وليتركوا لكل إنسان حريته أن يعبد الله بالطريقة التي يعتقد صوابها.
آفاق: هل يواجه شيعة مصر مضايقات من قبل الحكومة وما هي أشكال هذه المضايقات؟
النفيس: ليس الشيعة وحدهم من يتعرض للمضايقات فنحن نعيش في ظل نظام أولويته هي الأمن ولا شيء سوى الأمن (أمن النظام فقط) وهو يرى في كل مشروع فكري أو سياسي تهديدا قائما أو محتملا.
المضايقات متعددة بدءا من الاعتقالات القديمة والاستدعاءات الأمنية المتكررة والإيقاف في المطارات ومصادرة أي كتب تأتي عبر البريد والمحاربة في الرزق والأصل في مصر هو التهديد أما الأمان فهو الاستثناء.
ونحن لا نعرف الآن كيف ستنتهي هذه الحملة التي دشنها القرضاوي والتي مضمونها الوحيد الدعوة إلى تهجير شيعة مصر أو إلقائهم في البحر تأسيا بمثله الأعلى صلاح الدين الأيوبي الذي فعل ما هو أسوأ من هذا قبل ثمانية قرون؟؟!!.
مضمون رسالة القرضاوي الأخيرة هي الدعوة لإلقاء شيعة مصر في البحر!!. عندما أعود من أي سفرة إلى الخارج يجري إيقافي في الجوازات ساعتين على الأقل ثم يلي ذلك التفتيش المكثف والتكدير ثم القيام بمصادرة بعض الأوراق أو السي ديهات عديمة القيمة لا لشيء إلا لإطالة مدة احتجازي بين يدي زبانية الجمرك واتخاذ إجراءات تسليم وتسلم فتمتد الرحلة بذلك خمس ساعات إضافية!!.
أحد وسائل التكدير التي اخترعها الأمن المصري هو التكدير بالوهابية حيث قاموا بتعيين خطيب وهابي في الزاوية الموجودة أسفل البناية التي أقطن فيها ولم يكن للرجل من همة طيلة الفترة التي طالت لمدة عام ونصف إلا سب وشتم الشيعة والتجمع أمام مدخل البناية لإزعاج بناتي بنظراتهم التهديدية أثناء دخولهم وخروجهم.
الآن يسمح الأمن المصري لعديد الفضائيات الوهابية بالبث من القاهرة والتي لا هم لها إلا نشر الكراهية والتحريض في حين أنه ينزعج أشد الانزعاج من تواجد صحفي معارض واحد على إحدى القنوات الفضائية ويقوم بمنعه على الفور.
ومن الواضح أن النظام لم يستفد من دروس الماضي وكيف انقلب هؤلاء عليه في كل مرة كان يتحالف معهم.
آفاق: بالتأكيد للشيعة في مصر طقوس دينية معينة فهل تتمكنون من تأديتها بحرية تامة، أم أنكم قد تضطرون لإخفاء بعض منها لوجود مضايقات من جهات معينه لأتباع الفكر الشيعي؟؟؟
النفيس: لا أفضل كلمة طقوس إذ ليس للشيعة طقوس تختلف عن بقية المسلمين. فالصلاة هي الصلاة والصيام هو الصيام والحج هو الحج وهكذا.. ولكن للشيعة مناسبات يحتفون بها مثل ذكرى استشهاد الإمام الحسين في العاشر من محرم والمولد النبوي ومواليد أئمة أهل البيت، وهم يحتفون بها في بيوتهم في الوقت الراهن.
فمن ناحية فالشيعة في مصر ليس لهم إلا إمكاناتهم الشخصية المحدودة وليس لديهم تصريح بالعمل العلني ولا جمع التبرعات وبالتالي فتأسيس مكان للتجمع ليس بالأمر اليسير.
كما أن الأمن لا يمانع في إرسال من يتحرش بك أو يقوم بشتمك كهذا الوهابي الذي أرسله الأمن خصيصا إلى مقر إقامتي ليقوم بمحاربة التشيع من عقر داري!!.
لو كان لدى هؤلاء أي ذرة من الحيادية أو الحرص على منع وقوع كارثة لما جاءوا بهذا الشخص من الأساس ناهيك عن انعدام المنطق الشرعي الذي يسمح بإقامة صلاة الجمعة في زوايا أو حتى مساجد لا يبعد بعضها عن بعض إلا بضعة أمتار.
إنها الفوضى البناءة التي يستخدمها هذا النظام لضرب الناس بعضهم ببعض ولا يهم ما يجري بعد ذلك.
الأمن المصري يعرف أن هؤلاء يهددون بقتل الكتاب والمفكرين ويزعم أنه يقوم بحمايتهم ولكن كونك شيعي لا يمنحك حق الحماية بل يمنحه حق التحرش بك والتحريض عليك.
وهذه هي الديموقراطية المصرية وخصوصياتها الثقافية كما يزعمون!!.
آفاق: هل تستطيعون التبشير للتشيع داخل مصر بحرية تامة، أم أن هناك صعوبات في ذلك؟
النفيس: نحن لا نوافق على مصطلح التبشير الذي يراد من خلاله تقديم الشيعة كأصحاب دين مغاير. الشيعة جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية وهذا هو الواقع أعجب الشيخ القرضاوي أم لم يعجبه.
الشيعة جزء من منظومة العالم الإسلامي وهذا ليس موضعا للتشكيك.
الواقع يقول أن خصوم الشيعة ليسوا قادرين على محوهم من الوجود ولكنهم يريدون إلغاءهم من المعادلة السياسية أو تقليل حجمهم إن استطاعوا.
التطور الكبير الذي حدث في العراق كان واحدا من أسباب حالة الهياج التي يعاني منها القوم الآن. يريدون أن يبقى الشيعة محكومين بعد أن فشلوا على مر التاريخ في محوهم من الوجود.
من ناحية أخرى فنحن نعتقد أن التشيع فضلا عن أنه يضع الأمور في نصابها فهو يوفر للمجتمعات الإسلامية المبتلاة بالتطرف والإرهاب الوهابي مخرجا لائقا وأسلوبا عقلانيا في التفكير وممارسة التدين.
من الطبيعي أن تكون هناك مقاومة ورفض للتغيير والإصلاح لأنهم يريدون أن تبقى الدنيا على حالها وأن يبقى القرضاوي قرضاوي يقول ويلتف الناس حوله يسمعون ويمصمصون شفاههم إعجابا بكل ما ينطق به على أمل أن تأتي دولة الإخوان أو تعود الخلافة من قطر أو من الصومال أو حتى من كهوف تورا بورا والآن من وزيرستان!!.
لا يهم، المهم أنهم ما زالوا يحلمون أن يخرج البغل من الإبريق بعد أن توهموا أنهم نجحوا في إدخاله فيه وأن يبقى الإبريق سليما سليما بل وصالحا لشرب الماء والعرقسوس!!. هذا هو حالهم.
أحد أسباب الصدام بيننا وبين الشيخ القرضاوي كان كتابه المسمى (تاريخنا المفترى عليه) والذي زعم فيه أن تاريخنا كان عظيما ورائعا وكان الكل يطبق الشريعة الإسلامية بمن فيهم ذلك السفاح المدعو الحجاج بن يوسف الثقفي وأن العلمانيين والشيعة يتآمرون لتشويه صورة هؤلاء العظماء.
عندما علم بصدور كتابنا (القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية) ردا على كتابه الملئ بالخزعبلات خرج على الهواء في الجزيرة معتبرا أن الأمر يتعلق بمؤامرة إيرانية وتبشير شيعي!!!.
إذا نحن نعرض آراءنا في التاريخ والفكر الإسلامي ونحاول أن نصحح ما أحدثه هؤلاء من تشوهات وطبعا فهذا الأمر لا يروق لهم لأنهم يؤمنون بمبدأ (هو كده) و(ليس في الإمكان أبدع مما كان).
القرضاوي يؤمن أن ساحة الفكر الإسلامي في مصر وغير مصر مملوكة له بوثيقة تملك وأن (الله وكله للدفاع عن هذا الدين وهو يرفض التخلي عن هذه المهمة الإلهية) وهذا كلامه بالحرف.
التبشير الشيعي المزعوم لا يتعدى طباعة بعض الكتب وبيعها عبر القنوات الشرعية وليس توزيعها في الخفاء.
دعينا إلى بعض الندوات في القنوات الفضائية التي صممت في الأساس لتسقيط التشيع ولما لم تؤدي إلى ما كانوا يحلمون إذا بهم الآن يصرخون ويقولون الذئب الذئب.
ما حدث بعد ذلك هو أن الأمن قد أصدر تعليماته بمنعنا من الظهور الإعلامي ومنذ مايو 2007 وأنا ممنوع من المشاركة.
إذا قمنا بالرد عليهم قالوا تبشير. وإن سكتنا قالوا لا يقدرون على الرد.
مرة أخرى نحن لا نفكر بمنطق المكاثرة وحشد الموالين بل نؤمن بحقنا في طرح ما لدينا من أفكار نعتقد أنها ستثري المناخ الفكري وتقدم إضافة للجميع وتقدم حلا لأخطر مشكلة يواجهها العالم الإسلامي وهي الإرهاب ونرى أن المقاومة التي يبديها البعض راجعة لحالة الجمود السائد ورغبة الفرقاء في الحفاظ على مشاريعهم الفكرية والسياسية رغم كل ما منيت بها من إخفاقات وتراجعات طيلة الفترة الماضية وما جرته من كوارث.
آفاق: هناك من يتهم الشيعة في الوطن العربي بانتمائهم إلى جهات ومرجعيات دينية في إيران أكثر من انتمائهم لوطنهم الأم ، ما تعليقك؟
النفيس: الكلام عن انتماء الشيعة لإيران هو سلاح العاجز عن مقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر. إنها نظرية المؤامرة التي يرى فيها البعض تفسيرا مقنعا وثابتا لكل ظواهر الكون..
مرة يتحدثون عن الخطر العلماني وأخرى عن خطر التغريب وكأن المواطن المصري أصبح يخرج إلى الشارع وعلى رأسه قبعة الكاوبوي في حين أصبحت شوارعنا مملوءة بالفتيات المنقبات من أعلى إلى أسفل ومن يرتدون القمصان القصيرة ويحملون في أيديهم كتابا مجلدا طبع على نفقة فاعل الخير الشهير الذي مول عمليات تنظيم القاعدة وأسس دولة الطالبان.
من ناحية أخرى فالحالة الشيعية في مصر لا تحظى بأي رعاية أو دعم لا من إيران ولا من غير إيران وكل هذا هراء فارغ.
يتحدثون عن مليارات شيعية وإيرانية تنفق من أجل نشر التشيع ونحن نريد منهم أن يقدموا قرينة واحدة ولن نقول دليلا على صحة هذا الهراء. الخلاصة أنهم لا يريدون رؤية الحقيقة كما هي!!.
القرضاوي يتحدث عن كوادر مدربة وأنا والحمد لله لم أذهب إلى إيران إلا زائرا ولم أقم فيها ولم أتلق أي دراسة دينية في أي حوزة بل كونت ثقافتي من القراءة في كل اتجاه ولا فارق عندي بين كتاب سني وآخر شيعي.
يتحدثون عن تمويل بالمليارات ونحن والحمد لله نعيش حياة بسيطة متواضعة شأننا شأن عشرات الملايين من المصريين وهو ما نفخر ونعتز به.
هذه هي مشكلة الذين تربوا على رشاوى الوهابية وجوائزها لأنهم لا يصدقون أن من قدم هذا الإنتاج الفكري ليس ممولا مثلهم.
آفاق: كيف هي علاقتكم بالسلفية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر؟
النفيس: الإخوان جماعة دينية مسيسة أو جماعة سياسية ذات غطاء ديني ولذا فقد نأت بنفسها عن الدخول في معركة القرضاوي الأخيرة نظرا للضرر البالغ الذي سيحدثه هذا على صورتهم ومصالحهم وعلى كل حال فليس لنا معهم علاقة ناشطة باستثناء العلاقات العادية.
أما التيارات السلفية فهم أصحاب فكر جامد وهم يكررون ما قاله ابن تيميه بحذافيره من دون تفكير ولا تدبر وهم الآن رأس الحربة في المشروع الوهابي الهادف لتحويل مصر إلى إمارة طالبانية ولا شك أن هذا المشروع قد قطع خطوات واسعة في تنفيذه حتى الآن بدعم من النظام الحاكم.
التيار السلفي ليس شيئا واحدا بل هو تيارات ولا شك أن الممَولين وهابيا لا يمكنهم اتخاذ أي موقف يتعارض مع شروط الجهات المانحة ومع ذلك نأمل أن يتدبر البعض منهم فيما يجري من حوله وأن يعيد قراءة المسألة بعيدا عن الدوجمات التيموية المقررة سلفا.
آفاق: هل هناك حسينيات في مصر، ومرجعيات دينية لشيعة مصر؟
النفيس: قلنا من قبل أن ليس لدينا أي مؤسسات لا حسينيات ولا مساجد. والمراجع متوفرون والحمد لله خارج مصر ويمكن لكل شخص أن يقلد من يقتنع بأعلميته من المراجع الموجودين وليس هناك حاجة لمرجع يحمل الجنسية المصرية.
والتقليد الفقهي لا يعني ولاء أو ارتباطا سياسيا ولنا مطلق الحق في اتخاذ الموقف السياسي الذي نعتقد بصحته دون استئذان أحد خارج مصر.
وأؤكد لك ألا أحد من المراجع يدعمنا لأنهم يخافون من ردة فعل النظام والوهابية ويكفي ما أحدثه القرضاوي من شغب للدلالة على أسباب هذا الخوف والتحفظ.
آفاق: لقد منعتم من نشر بعض الكتب التي قمتم بتأليفها فما هي هذه الكتب وما هو السبب وراء رفض نشرها في مصر؟
واقع الحال أن أي قرار بمنع كتبي من التداول لم يصدر. كانت هناك توصيات وتقارير أصدرها البعض ولكن لم يؤخذ بها ولم تتحول إلى قرارات.
القضية لا تتعلق بقرار مصادرة ليس له قيمة كبرى بل ويمكن أن يتحول إلى دعاية للكاتب والكتاب وهم لا يرغبون في تقديم هذه الدعاية لنا. القضية تتعلق بمناخ التعتيم الذي نتعرض له.
صدر لي حتى الآن ما يقارب العشرين كتاب عدا ما هو موجود ولم تتح الفرصة لطباعته. كلها من وجهة نظري تتناول قضايا فكرية كبرى يحتاجها الجمهور الذي يتلقى معلوماته التافهة الآن من فقهاء ميكي ماوس ومن دعاة الفضائيات وكلها ثقافة حشو بطن أي لا تسمن ولا تغني من جوع. هم يقولون أن الهيمنة الغربية هي السبب في تخلفنا.
في كتبي (المصريون والتشيع الممنوع) و(عندما يحكم العبيد) تحدثت عن التدمير الثقافي والحضاري الذي تعرضت له مصر على يد صلاح الدين الأيوبي وكيف أنه دمر مكتبة القاهرة التي حوت مليون وستمائة ألف كتاب وعشرات المخترعات التي سبقنا بها العالم قبل 800 عام من الآن وغيرها من الجرائم التي لا يتصورها عقل ومن بينها أنه هدم أهرامات الجيزة وأخذ أحجارها لبناء القلعة.
تحدثت في كتاب (عندما يحكم العبيد) عن ظاهرة لم تحدث في تاريخ أي أمة من الأمم وهي أن يُشترى العبيد ليقوموا بحكمها وكيف أن هذه الفترة التي طالت أكثر من 600 عام هي السبب في تخلفنا الثقافي والحضاري.
طبعا جماعة (هو كده) و(ما أريكم إلا ما أرى) لا يعجبها هذا الكلام لأنهم قالوا من قبل أن الغرب هو الذي أسقط الخلافة العثمانية من أجل القضاء على الإسلام وأن الغرب هو السبب في ابتعادنا عن الدين وهو تفسير يحظى بقبول النظام الحاكم لأنه يعفيه من المسئولية ويلقيها على عاتق غيره.
في كتاب (النبوة في نهج البلاغة) تحدثت عن انحراف المفاهيم والتصورات تجاه شخص النبي الأكرم وكيف أن بني أمية قدموه للناس كشخص تائه يحاول الانتحار ثلاث مرات وطبعا حورب الكتاب كما هو متوقع وجرى سحبه من الأسواق.
المعنى أنهم أصحاب مصلحة في استنفار العداء بين الإسلام والغرب وتصوير أنفسهم كمدافعين عن الإسلام والدين!!.
القضية إذا ليست قضية تبشير شيعي كما يحاول هؤلاء تقديم المسألة بل هي صراع حول المفاهيم وحول جوهر الإسلام.
تعليق أخير
قبل شهرين من الآن كانت هناك حملة مشابهة على الشيعة وكانت الذريعة هي فيلم إعدام الفرعون الذي أنتجته جهة معينة في إيران ولكن كالعادة جرى نسبة الأمر برمته لإيران والشيعة وهم أنفسهم الذين هللوا لأفلام روجر مور التي تنتقد الإدارة الأمريكية بشدة. الآن جرى استبدال المؤامرة الأمريكية بالمؤامرة الشيعية!!.
الشيعة لم يقتلوا السادات بل قتلته الجماعات الإسلامية التي تصطف الآن مع الشيخ القرضاوي في موقفه العدواني من الشيعة.
الأمر يتعلق بتوزيع أدوار كلما انطفأت معركة قامت أخرى والهدف الحقيقي هو إيجاد مناخ تحريضي لضرب إيران ومحو الشيعة من الوجود في كل مكان.
الغرب ارتكب خطيئة قاتلة عندما تحالف مع الوهابيين ومنحهم دولة انطلق منها هذا الفكر الإرهابي للعالم بأسره ثم عاد لارتكاب نفس الخطأ عندما تحالف معهم ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان ومن ثم كان تنظيم القاعدة والحادي عشر من سبتمبر.
الآن يراهن نفس هؤلاء على جر أمريكا لحرب مع إيران على طريقة (اللهم أهلك الكافرين بالكافرين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين غانمين حاكمين أبد الآبدين). في اعتقادي أن الإدارة الأمريكية سترتكب خطأ قاتلا هذه المرة لو أقدمت على شن هذه الحرب حتى ولو ربحت.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
|