الجمعة العاشرة 24 صفر 1419

الخطبة الاولى



بسم الله الرحمن الرحيم

كان الله في عونكم جميعا من حر الشمس، ولنا اسوة قليلة جدا بالحسين الشهيد (سلام الله عليه).

بحب وطاعة رسول الله (صلى الله عليه واله) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.

بحب وطاعة مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.

بحب وطاعة مولانا المهدي (عجل الله فرجه) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.

بحب وطاعة علمائنا الاعلام (ادام الله ظلالهم) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.

بحب وطاعة الحوزة العلمية الشريفة باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.

بحب وطاعة المحكمة الشرعية الحوزوية باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.

بسم الله الرحمن الرحيم

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

اللهم يا من لا فضل كفضله يا من لا من كمنه ويامن لا عطاء كعطائه ويا من لا بهاء كبهائه ويا من لا جزاء كجزائه ويا من لا حكم كحكمه ويا من لا عدل كعدله ويا من لا حكمة كحكمته ويا من لا رحمة كرحمته ويا من لا نور كنوره ويا من لا ظهور كظهوره ويا من لا سرور كسروره ويا من لا خفاء كخفائه ويا من لا بلاء كبلائه ويا من لا عقاب كعقابه ويا من لا اسباب كاسبابه ويا من لا علو كعلوه ويا من لا دنو كدنوه ويا من لا جود كجوده ويا من وجود كوجوده ويا من لا رفعة كرفعته ويا من لا منعة كمنعته ويا من لا حب كحبه ويا من لا طب كطبه ويا من لا طريق كطريقه ويا من لا صديق كصديقه ويا من لا ولي كوليه ويا من لا صفي كصفيه ويا من لا اية كاياته ويا من لا كلمات ككلماته يا من لا سمع كسمعه يا من لا بصر كبصره يا من لا رحمة كرحمته يا من لا بهجة كبهجته يا من لا عظمة كعظمته يا من لا جمال كجماله يا من لا جلال كجلاله يا من لا كمال ككماله يا من لا الاء كالائه يا من لا اسماء كاسمائه يا من لا هدى كهداه يا من لا لطف كلطفه يا من لا عز كعزه يا من لا قرب كقربه يا من لا بعد كبعده.

اللهم صل على خير خلقك وسيد انبيائك ورسلك سيد العرب والعجم بلا منازع وسيد ولد آدم بلا مدافع المصطفى محمد (صلى الله عليه واله) والمرتضى علي والزهراء فاطمة والزكي الحسن والشهيد الحسين والسجاد علي والباقر محمد والصادق جعفر والكاظم موسى والرضا علي والجواد محمد والهادي علي والحسن العسكري والحجة المهدي ائمتي وسادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ في الدنيا والاخرة.

اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.

مرت علينا قبل ايام مناسبة زيارة الاربعين المقدسة الجليلة عند الله، واتحفنا الله ورسوله بالنعمة العظيمة والبشارة الكريمة وهي انكم اطعتم الله ورسوله والحوزة العلمية الشريفة بترك ما كنتم راغبين به ومتحمسين له وانا ايضا من الراغبين به والمتحمسين له. ولكن حبيبي .. لما نهت الحوزة العلمية عن المشي في هذا الطريق اطعتموها جزاكم الله خير جزاء المحسنين.

وقد قلت لكم ان لكم كفلين من الثواب كفل باطاعة الله والحوزة وكفل بالقصد والنية والرغبة بزيارة الحسين. فان الله تعالى يعطي بالنية لربما اكثر مما يعطي عن العمل الاعتيادي. يكفي ان العمل فيه مظنة الرياء والعجب واما النية فليس فيها مظنة الراياء والعجب لان (الاعمال بالنيات) و(لكل امريء ما نوى) و(نية المؤمن خير من عمله) وقد اطعتم بذلك الله والحوزة وعصيتم الشيطان. الله تعالى والحسين (عليه السلام) يفرح بطاعتهم ويحزن بعصيانهم. وهذه بادرة ناجحة وحسنة لانكم اثبتم بالتجربة ان الحوزة اذا قالت لكم اذهبوا تذهبون واذا قالت لكم اجلسوا تجلسون واذا قالت لكم تكلموا تتكلمون واذا قالت لكم اسكتوا تسكتون. وانتم بعونه سبحانه والحمد لله اثبتم انكم على مستوى المسؤولية وعلى مقتضى الطاعة ووفقكم الله جميعا الى احسن ما يحب ويرضى.

بمناسبة الحديث عن الاربعين يوجد هناك سؤال واشكال عن زيارة الاربعين بسيطة اردت ان اعرضه مع جوابه.

وذلك لان الاشكال يقول ان الوفد الحسيني او ما يسمى بسبايا الحسين (سلام الله عليه) ذهبوا الى الكوفة ثم ذهبوا الى الشام ثم رجعوا الى كربلاء ثم رجعوا الى المدينة ولبثوا في ذلك اياما طوالا ومع ذلك لم تستغرق المدة اكثر من اربعين يوما، فهل هذا معقول او غير معقول ؟! ربما جملة من الناس يستبعدونه على اية حال. فهذا سؤال عرض ولا زال معروضا اود تسجيله مع الجواب عليه ولو باختصار نسبيا.

وجواب ذلك يكون بوجوه اذا صدق واحد منها كفى في رد الشبهة فان صدقت كلها فبها ونعمت:

الوجه الاول: انه من الصحيح ان الشام وهي منطقة دمشق الحالية تبعد عن كربلاء حوالي الفين من الكيلومترات، الا اننا لا نقدر، هذا المستشكل في الحقيقة لايقدر سرعة الافراس والابل التي كانت تستخدم في تلك العصور. نحن نتصورها بطيئة وابطأ مما هي عليها حقيقة، في حين انها يمكن ان تنجز سفرا معتدا به في مدة قليلة.

ويحسن بنا بهذا الصدد ان نلتفت الى امرين:

الامر الاول: ان التحديد بمسافة القصر وهي ثمانية فراسخ والتي تعادل حوالي ثلاثا واربعين كيلومتراً، ورد في الروايات المعتبرة انها المسافة التي تسير بها هذه الاحمال خلال اليوم. والمراد بهذه الاحمال طبعا في ذلك الحين سيارات وكوسترات[1] ما كان يوجد، فانما يحملون على المطايا والافراس والابل. فكانما من طلوع الشمس الى غروبها تسير الابل المحملة ثمانية فراسخ او ثلاث واربعين كيلومتراً. كانما مضبوط بحسب السند المعتبر وجعل مسافة للقصر الشرعي وفيها : انه تسير هذه الاحمال لمدة يوم، راجعوا الوسائل فانه موجود فيها.[2]

حينئذ يوجد التفات نظمه الى ذلك وحاصله : ان الابل الثقيلة المحملة تسير ثلاث واربعين كيلومترا اما الابل الخفيفة التي يركب عليها انسان واحد او انسانين ونحو ذلك وعليها هودج خفيف طبعا تسير اكثر اكيدا. فمن هذه الناحية ممكن ان تصل الى خمسين او ستين كيلومترا في نهار وليس في اربعة وعشرون ساعة.

لاحظوا اذا ضممنا الليل الى ذلك في الامكان ان يصل الى مائة او الى مائة وعشرين كيلومتراً.

معنى ذلك ان المطلب جدا صار سادة[3] ولطيف وذلك لان الالفين كيلومتر حينئذ تقطع بايام قليلة وليس بايام كثيرة وبزمن مختصر وليس بزمن طويل. كما ان السبايا يسيرون بهم استعجالا، كان سيرهم حوالي مائة وخمسون كيلومترا في مدار الاربعة وعشرين ساعة ولعلهم لم يكونوا يستريحون الا قليلا ولا ينامون الا قليلا. ومن هنا يمكنهم ان يصلوا بحوالي عشرة ايام الى الشام لان المسافة التي قدرناها هي الفي كيلومتراً، لو ساروا مائة كيلومترا لوصلوها في عشرين يوما ولو ساروا مائة وخمسون كيلومترا او اكثر لوصلوها بحوالي اثنى عشر يوما ونحو ذلك.

فاذا كان عودهم من الشام يشبه هذه المدة فهذه حوالي خمس وعشرين يوما يقطعونها ويقضونها في الطريق، فقد بقي من الاربعين خمسة عشر يوما يكونون قد قضوا بعضها في الكوفة وبعضها في الشام ولم يثبت وجودهم في الشام والكوفة اكثر من هذه الليالي القليلة.

الامر الثاني: ان الركب عموما كان في حالة استعجال في ذهابه وايابه فهم يستحثون الابل والخيل باستمرار للوصول في اقرب وقت ممكن مما يقتضي تذليل المدة وتقليلها التي يقضونها بالطريق بطبيعة الحالالى اقل مقدار ممكن. والغرض من الاستعجال في الذهاب يختلف عن الغرض في الاستعجال في الاياب، لان الاستعجال في الذهاب كان برأي الجلاوزة الذين كانوا يحوطونهم وينقلونهم من كربلاء الى الكوفة ومن الكوفة الى الشام. ماذا كان يفكر الجلاوزة في الحقيقة ؟ كانوا يفكرون انهم منتصرين عسكريا وهؤلاء سبايا وهؤلاء مندحرين عسكريا، فكانوا يريدون ان يوصلوا خبر الانتصار المزعوم والمشؤوم الى عبيد الله بن زياد باسرع وقت ممكن والى يزيد بن معاوية (عليهم اللعنة جميعا) باقرب وقت ممكن. فمن هذه الناحية يستعجلون وعمر بن سعد يريد ان يكون واليا على البلاد التي وعد بها باسرع وقت ممكن ونحو ذلك من الكلمات، اذن ارادوا الاستعجال في ايصال هذه السبايا الى اعدائهم والى اعداء الله سبحانه وتعالى.

هذا الاستعجال في الذهاب،

اما الاستعجال في المجيء كان هذا باختيار الركب الحسيني (سلام الله عليهم اجمعين). حبيبي .. هم في ارض اعدائهم وفي بيوت اعدائهم وفي اعتقال اعدائهم يريدون ان يتخلصوا باية لحظة يريدون ان يصلوا الى موطنهم باية لحظة وفي اسرع وقت حتى يتجنبوا الشر الذي وقعوا فيه لا اكثر ولا اقل. فهم يستحثون الابل والافراس بالاسراع الى الكوفة ثم الى المدينة، ومن هنا لا نستبعد ان يكونوا قد وصلوا في عشرة ايام او اثنى عشر يوما او خمسة عشر يوما ونحو ذلك.

وينبغي هنا ان نلتفت الى انهم وصلوا في خلال اربعين يوما الى كربلاء وهذا معناه ان المسافة بين كربلاء والمدينة لم تكن قد دخلت في الحساب انما وصلوا الى كربلاء في اربعين يوما وبقيت مسافة المدينة بعد ذلك وصلوا اليها من كربلاء الى المدينة في مدة مجهولة على اية حال، قد تكون كثيرة وقد تكون قليلة المهم انها غير داخلة في حساب الاربعين يوما.

ولكننا لو تنزلنا عن هذا الوجه ولم نقبل به جدلا ولا موجب للتنزل عنه لانه في نفسه صحيح ولا بأس به، الا اننا في الحقيقة لو تنزلنا لامكن الجواب بعدة وجوه اخرى منها:

الوجه الثاني: الوصول الى كربلاء بالمعجزة بما يسمى طي الارض فانها خصوصية موجودة لجملة من الاولياء والاوصياء والصالحين وهم اولى من يتصف بها ولعلها بمشيئة الله تحدث لاجل مصلحة خاصة او عامة مربوطة بهم. من ادرانا ؟ يكفي اننا نسمع في الرواية انهم وصلوا خلال اربعين يوما فلربما كان بطي الارض والاحتمال دافع للاستدلال.

الوجه الثالث: ما يقال عادة اننا الان كأنما نبقي الاستبعاد فهذا الوجه الاول قلنا انه صحيح الا انه يوجد هناك بعض الناس الذين يفكرون انه بعيد وان الابل لا تصل خلال اربعين يوما حينئذ يقول هذا القائل بجواب وهو انهم وصلوا في اربعين الحسين بعد سنة واربعين يوما، وليس بعد اربعين يوما مباشرة من مقتل الحسين (سلام الله عليه)، هذا ايضا ممكن وان كان على خلاف ظاهر سياق الرواية الا انه بالتاريخ ممكن البناء عليه والاتجاه اليه.

وفي مفاتيح الجنان[4] يقول الشيخ عباس القمي (قدس سره) : اليوم العشرون ـ من صفر ـ هو يوم الاربعين يعني اربعين الحسين (عليه السلام) على قول الشيخين (يقصد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي) وهو يوم ورود حرم الحسين (عليه السلام) المدينة عائدة من الشام (هو يقول الوصول الى المدينة وليس الى كربلاء في حين ان الرواية تنص على انهم وصلوا الى كربلاء وبقيت مسافة المدينة غير محسوبة كما اشرت قبل قليل) وهو يوم ورود جابر بن عبد الله الانصاري كربلاء لزيارة الحسين (عليه السلام) وهو اول من زاره ويستحب فيه زيارته (يعني زيارة الحسين (عليه السلام)). وعن الامام العسكري (عليه السلام) قال علامات المؤمن خمس (سامعين بها اعتيادي منها زيارة الاربعين سبحان الله وفيها رواية) صلاة احدى وخمسين (يعني مجموع الفرائض والنوافل اليومية) وزيارة الاربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. اي في الصلاة الاخفاتية.

الان كعبرة كل واحد منا ان يمكن يفكر في دخيلة نفسه انه كم واحدة من هذه العلامات طبقها ؟!، طبعا هي علامات استحبابية وليست علامات الزامية او وجوبية ولكنه مع ذلك انت كمؤمن وانا كمؤمن يرجح بنا ان نكون قد طبقنا هذه العلامات، اقرأها مرة ثانية، وانظروا اي واحد لا يقول للاخر وانما بينه وبين الله كم طبق هذا ؟ فاذا لم يطبق واحدة منها فليقدم توبته امام الله وخشوعه وذله امام الله وخجالته من الله سبحانه وتعالى.

فصلاة احدى وخمسين يعني انت تصلي النوافل كلها الى جنب الفرائض، فهل انت ملتزم بهذا ام لا ؟

وزيارة الاربعين ليست قضية راجلين او في السيارة او باي طريق المهم ان تكون في حرم الحسين في يوم اربعينه هذا اغلب الناس طبعا ملتزمين به جزاهم الله خيرا.

والتختم باليمين عقيق او شذر تلبسه في يمينك هذا ايضا مستحب. وتعفير الجبين ايضا مستحب وهل تعلم ما هو ؟ شوف[5] .. اذا وقع شيئا مثلا مفتاح او سبحة وقعت مني (ليس انا وانما نموذج آخر من الناس) على الارض، يتكبر ان ينحني ليحملها من الارض. هو اعلى من ان يحني رأسه حتى لمصلحة نفسه ! شيء آخر نحن نركب بالسيارة ذاهبين راجعين يتكبر من انه يلتفت ان الى جنبه سيارة حتى يخاف منها هو اعلى من ان يخاف من شيء حتى من السيارة. فكيف يضع خده على التراب خشوعا لله سبحانه وتعالى ؟ لن يفعل ! قبحه الله بكل قباحته.

فهل سيد محمد الصدر وضع جبينه على التراب خشوعا لله سبحانه وتعالى ؟ وهل فعل واحد منكم ذلك ؟ كل واحد ليرجع بينه وبين ربه. وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم حبيبي امر رسول الله (صلى الله عليه واله) كما في الرواية بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لاجل اغاضة الكفار الذين كانوا يجيئون ويقعدون عنده فيسخرون منه ومن جماعته التي يصليها بالمسلمين فاذا صلوا اخفاتا لم يسمعوا من كلامه شيئا اما اذا جهروا (طبعا الصلاة الجهرية يسمعون ولكن الصلاة الاخفاتية لا يسمعون) فامره الله سبحانه وتعالى بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ارغاما للكفرة الفجرة عبدة الاصنام وعبدة الشهوات وعبدة الهوى وعبدة الدنيا.

بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا احد *



الجمعة العاشرة 24 صفر 1419

الخطبة الثانية



توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم[6] ان قلوب المخبتين اليك والهة وسبل الراغبين اليك شارعة واعلام القاصدين اليك واضحة وافئدة العارفين منك فازعة واصوات الداعين اليك صاعدة وابواب الاجابة لهم مفتحة. ودعوة من ناجاك مستجابة وتوبة من اناب اليك مقبولة وعبرة من بكى من خوفك مرحومة والاغاثة لمن استغاث بك موجودة والاعانة لمن استعان بك مبذولة. وعداتك لعبادك منجزة. وزلل من استقالك مُقالة. (لاتقرأؤه مَقالة، مُقالة وليس مَقالة بئس ما يفعل هؤلاء الجهلة خدام الحرم بئس ما يفعلون عشرات السنين مئات السنين وهم يغلطون في كل الزيارات مع شديد الاسف لانهم يأتون خدمة وهو جهلة ساقطين) واعمال العاملين لديك محفوظة. وارزاقك الىالخلائق من لدنك نازلة وعوائد المزيد اليهم واصلة وذنوب المستغفرين مغفورة وحوائج خلقك عندك مقضية وجوائز السائلين عندك موفرة وعوائد المزيد متواترة وموائد المستطعمين معدة ومناهل الظماء مترعة.

اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي واجمع بيني وبين اوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين انك ولي نعمائي ومنتهى مناي وغاية رجائي في منقلبي ومثواي.

الهي وسيدي ومولاي اغفر لاوليائنا وكف عنا اعداءنا واشغلهم عن اذانا واظهر كلمة الحق واجعلها العليا وادحض كلمة الباطل واجعلها السفلى انك على كل شيء قدير. وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

في الجمعة السابقة مرت ذكرى وفاة الامام الرضا (سلام الله عليه) وفي حينه كأنمالم اوفق الى ذكره في تلك الجمعة في هذه الجمعة في الامكان ان نقول عنه شيئا (سلام الله عليه).

احسن شيء بهذا الصدد الرواية المطولة نسبيا الواردة في ذكر عبادته (سلام الله عليه) هذا موجود في كتاب الصدوق (عيون اخبار الرضا)[7]: حدثنا تميم بن عبد الله ابن تميم القرشي (رضي الله عنه) قال حدثني ابي عن احمد بن علي الانصاري قال : سمعت رجاء ابن ابي الضحاك يقول : بعثني المامون في اشخاص علي بن موسى (عليه السلام) ـ اي الرضا (سلام الله عليه) ـ من المدينه وقد امرني ان اخذ به على طريق البصرة والاهواز وفارس ولا اخذ به عن طريق قم. (طبعا هو يريد ان يجلبه الى خراسان لان المامون كان في خراسان والرضا في المدينة فيريد ان يجلبه الى خراسان ليبقى تحت رقابته الى حد انزله في جوار قصره وجعل هناك باب ينفذ بينه وبين الدارين بحيث اذا اراد المامون ان يدخل في اي ساعة من ليل او نهار لا يمنعه مانع ولا يردعه رادع زيادة في التركيز على هذه الجهة.

وكذلك اوصى بان لا يمر على قم لان قم من ذلك الحين كانت ماذا ؟ مركزا لشيعته (سلام الله عليه) فلا ينبغي ان يمر بالشعب الذي يحبه وانما بمكان لا يعرفه ومجهول بالنسبة اليه وامرني ان احفظه بنفسي بالليل والنهار حتى اقدم به عليه فكنت معه من المدينة الى مرو فوالله مارايت رجلا اتقى لله تعالى منه ولا اكثر ذكرا لله في جميع اوقاته منه ولا اشد خوفا لله عز وجل منه وكان اذا اصبح صلى الغداة فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي (صلى الله عليه واله) حتى تطلع الشمس ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار. (انا تعبت احبائي اقرأ السورة واعتذر اليكم).

بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا *





--------------------------------------------------------------------------------

[1] نوع من انواع السيارات.

[2]

[3] كلمة يطلقها العوام على الشيء الصافي الذي ليس فيه شائبة، مثلا يقولون هذا قماش سادة اي ذا لون واحد وليس فيه خطوط او نقوش.

[4] ص 293.

[5] اي انظر

[6] راجع زيارة امين الله. مفاتيح الجنان ص 350.

[7]