النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    365

    الخطبة الثانية والعشرون السيد الشهيد

    الجمعة الثانية والعشرون 19 جمادي الاولى 1419

    الخطبة الاولى



    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الهي اتراك بعد الايمان بك عذبني، ام بعدحبي اياك تبعدني، ام مع رجائي لرحمتك وصفحك تحرمني، ام مع استجارتي بعفوك تسلمني. حاشا لوجهك الكريم ان تخيبني، ليت شعري أللشقاء ولدتني امي، ام للعناء ربتني، فليتها لم تلدني، ولم تربني، وليتني علمت امن اهل السعادة جعلتني، وبقربك وجوارك خصصتني، فتقر بذلك عيني وتطمئن له نفسي. الهي هل تسود وجوها خرت ساجدة لعظمتك؟ اوتخرس السنة نطقت بالثناء على مجدك وجلالتك؟ او تطبع على قلوب انطوت على محبتك؟ او تصم اسماعا تلذذت بسماع ذكرك في ارادتك ؟ او تغل اكفا رفعتها الامال اليك رجاء رأفتك ؟ او تعاقب ابدانا عملت بطاعتك حتى نحلت في مجاهدتك ؟ او تعذب ارجلا سعت في عبادتك ؟ الهي لا تغلق على موحديك ابواب رحمتك ولا تحجب مشتاقيك عن النظر الى جميل رؤيتك. الهي نفس اعززتها بتوحيدك كيف تذلها بمهانة هجرانك وضمير انعقد على مودتك كيف تحرقه بحرارة نيرانك. الهي اجرني من اليم غضبك وعظيم سخطك يا حنان يا منان يا رحيم يا رحمن يا جبار يا قهار يا غفار يا ستار نجني برحمتك من عذاب النار وفضيحة العار اذا امتاز الاخيار من الاشرار وحالت الاحوال وهالت الاهوال. قرب المحسنون وبعد المسيئون ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.

    اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتب،ى والحسين الشهيد بكربلاء، وصل على التسعة المعصومين من اولاد الحسين السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والحجة المهدي ائمتي وسادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرا الى يوم القيامة.

    اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.

    قبل يومين، سبقت ذكرى وفاة الزهراء (سلام الله عليها)، فمن المناسب ان يكون في اكثر من جمعة التعرض للصديقة العظيمة (سلام الله عليها). فنستمر الان في ذكر بعض ما يمكن التوصل إليه بعقلنا القاصر وفكرنا الفاتر من مزايا الزهراء ( سلام الله عليها). إلى حد ما انا جمعت لكم عدد من الروايات التي تنطق بمزاياها(سلام الله):

    عن اسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد كنت شهدت فاطمة (عليها السلام) وقد ولدت بعض اولادها فلم ار لها دما فقال: (ان فاطمة خلقت حورية في صورة انسية).

    وروي عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، انه قال: (لفاطمة تسعة اسماء عند الله عز وجل، فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والرضية والمرضية والمحدثة والزهراء. قال، وسميت فاطمة لانها فطمت من الشر ولولا علي (عليه السلام) لما كان لها كفء بالارض).

    وعن ابي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: لما ولدت فاطمة (عليها السلام) اوحى الله تبارك وتعالى إلى مَلك فانطق به لسان محمد (صلى الله عليه واله) فسماها فاطمة ثم قال اني فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث. ثم قال ابو جعفر: والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث في الميثاق.

    اقول: يعني في العالم المذكور في الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ((واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا)). ومن الملاحظ ان اسماء اصحاب الكساء (سلام الله عليهم) لم تكن موجودة قبلهم، وبتعبير اخر قبل الاسلام بما فيها (محمد واحمد وعلي وحيدر وفاطمة والزهراء والحسن والحسين) فما كان واحد مسمى بهذه الاسماء طبعا. ومن العجيب انها كانت مذكورة في الكتب السماوية السابقة الا انه (سبحان الله كانما كرامة اهل البيت (سلام الله عليهم) )لم يسم بها احد، لان الغالب من ذكرها انها باللغات السريانية والعبرية وليست باللغة العربية مثل (ايليا) يعني علي و(شُبر او شَبَر) يعني الحسن و(شُبير او شَبير) يعني الحسين.

    وفي رواية اخرى عن ابي هريرة قال: انما سميت فاطمة لان الله عز وجل فطم من احبها من النار. (هنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد). ترون طبعا ان هذه اسناد من ابناء الجماعة مع ذلك رووا في فضل اهل البيت اخبارا كثيرة.

    وعن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): يا فاطمة اتدرين لم سميت فاطمة قال علي: يا رسول الله لم سميت. قال: لانها فطمت هي وشيعتها من النار. (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).

    وعن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: لفاطمة (عليها السلام) وقفة على باب جهنم فان كان يوم القيامة كُتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر. فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبها (لانه مكتوب عليه)، فتقول:

    الهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وانت لاتخلف الميعاد. فيقول الله عز وجل صدقت يا فاطمة اني سميتك فاطمة وفطمت بك من احبك وتولاك واحب ذريتك ومن تولاهم من النار ووعدي الحق وانا لا اخلف الميعاد. وانما امرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فاشفعك فيتبين لملائكتي وانبيائي ورسلي واهل الموقف موقعك مني ومكانك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمنا أو محبا فخذي بيده وأدخليه الجنة. (وهنا ايضا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).

    وعن علي (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه واله)، سُئل ما البتول ؟ (وهي من اسماء الزهراء ) فانا سمعناك يا رسول الله تقول ان مريم بتول وفاطمة بتول فقال اي رسول الله (صلى الله عليه واله): البتول هي التي لم تر حمرة قط.

    والبتول من الصفات التي تسند للانثى بدون علامة التأنيث، فلا تقول بتولة طبعا، لوضوح اختصاصه بالمرأة وعدم الاشتباه بالشمول الى الرجل كالحائض والطامث والحامل والمقرب.

    وروي في تسميتها الزهراء (عليها السلام)، عن ابي جعفر (عليه السلام): انه سُئل لم سميت الزهراء ؟ قال: لان الله تعالى خلقها من نور عظمته فلما اشرقت اضاءت السماوات والارض بنورها وغشيت ابصار الملائكة وخرت الملائكة لله ساجدين وقالوا الهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله اليهم هذا نور من نوري اسكنته في سمائي وخلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من انبيائي افضله على جميع الانبياء وأُخرج من ذلك النور ائمة يقومون بامري ويهدون إلى حقي واجعلهم خلفائى في ارضي بعد انقضاء وحيي (أي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله)).

    وروي مرفوعا إلى علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لفاطمة (عليها السلام): يا بُنيّ ان الله اشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثم اطلع ثانية فاختار زوجك على رجال العالمين، ثم اطلع ثالثة فاختارك على نساء العالمين، ثم اطلع رابعة فاختار ابنيك على شباب العالمين. (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).

    اقول: وهو يقول في هذه الرواية: (اشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين) ولم يقل على رجال الدنيا وانما على رجال العالمين وكذلك على نساء العالمين وكذلك على شباب العالمين، ولم يقل على رجال الدنيا أو نساء الدنيا أو شباب الدنيا. وهذا معناه ان المسألة اعم من ذلك واشمل بكثير، كما هُو واضح مع شيء من التفكير. فيدل الحديث على ان النبي (صلى الله عليه واله) خير الخلق على الاطلاق. وعلي (عليه السلام) خير الخلق بعد الرسول. وفاطمة خير الخلق بعدهما بما فيها ولديها الحسن والحسين. والحسن والحسين خير الخلق بعدهم بما فيهم الائمة التسعة من اولاد الحسين (عليهم السلام اجمعين).

    وعن ابن عباس قال: سألت النبي (صلى الله عليه واله) عن الكلمات التي تلقى ادم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب عليه. وفي بعض الروايات: ان ادم (عليه السلام) اهبط من الجنة، فظل يبكي اربعين سنة حتى صار من دمعه نهران. وحين رحمه الله تعالى وغفر له نزل عليه جبرائيل (عليه السلام) وعلمه بالاسماء التي يحلف بها لكي يغفر الله عز وجل له وهي اسماء اهل الكساء وقد ذكره في ذلك الحين بانه رآهم انوارا حول العرش عندما نفخت فيه الروح في اول امره.

    وروي عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. وبهذا الاسناد قال: فقال له: يا بن رسول الله انك قلت: ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. قال (يعني الامام الصادق عليه السلام): فماذا تنكرون من هذا ؟ فوالله ان الله ليغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه.

    وروي عن عائشة ذكرت فاطمة عليها السلام، فقالت: ما رأيت احدا اصدق منها إلا اباها. وعن أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها)، قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) اشبه وجها برسول الله (صلى الله عليه واله).

    وروي عن الاصبغ بن نباتة، قال: سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب. ورثت نبي الرحمة، وزوجتي خير نساء إلامة، وانا خير الوصيين. ومن الواضح انه كلام لايستطيع ان يقوله غيره إلا كذاب ومقصوده من الميراث في (ورثت نبي الرحمة) هُو ليس وارثا ماليا بالمعنى الحقيقي وانما مقصوده من الميراث، ميراث العلم. ومن المعلوم ان ميراث علم رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يمكن لاحد ان يحمله أو يطيق مسؤوليته إلا شخص مثله ويكون كنفسه وهو امير المؤمنين (عليه السلام) . والزهراء خير نساء الامة يعني خير حتى من زوجات النبي وبناته الاخريات. وهو خير الوصيين يعني من جميع الاوصياء قبل الاسلام وبعد الاسلام يعني المعصومين من ذريته.

    وينسب إليها رثاء ابيها بعد وفاته قائلة:

    ماذا على من شم تربة احمد إلا يشم مدى الزمان غواليـا

    صبـت علي مصائب لو انها صبت على الايام صرن لياليـا

    قد كنت ذات حمىً بظل محمد لا اتقي دهري وكان حمىً ليـا

    فالان اخضع للئيـم واتـقي غيري وادفـع ظالمي بردائيـا

    فاذا بكت قمريـة في ليلهـا شجنا على غصن بكيت صباحيا

    فلاجعلن الحزن بعدك مؤنسي ولاجعلـن الدمع فيك وشاحيـا

    واما المصائب فقد وردت في كلامها بصيغة الجمع

    صبـت علي مصائب لو انها صبت على الايام صرن ليليـا

    فاذا كانت تقصد وفاة ابيها فهي مصيبة واحدة وليست متعددة فما هي تلك المصائب ؟ الانسان يفكر ويعرف. ولو ارادت وفاة النبي فقط لكانت مصيبة واحدة. ولكنها اشارة إلى الانحراف والخلاف الذي حصل بعده (صلى الله عليه واله) كما تقول حسب المنسوب إليها في ابيات اخرى:

    قد كان بعـدك انباء وهنبثة لو كنت شاهدهـا لم تكثر الخطب

    انا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قولك لما غبـت وانقـلبوا

    ابدت رجال لنا فحوى صدورهم لما قضيت وحالت دونك الترب

    وروى جابر بن عبد الله الانصاري، قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو في سكرات الموت، فانكبت عليه تبكي ففتح عينه وافاق ثم قال (صلى الله عليه واله): يا بنية انت المظلومة بعدي وانت المستضعفة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني ومن غاضك فقد غاضني ومن سرك فقد سرني ومن برّك فقد برّني ومن جفاك فقد جفاني ومن وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني ومن انصفك فقد انصفني ومن ظلمك فقد ظلمني، لانك مني وانا منك وانت بضعة مني وروحي التي بين جنبي. ثم قال (صلى الله عليه واله): إلى الله اشكو ظالميك من امتي.

    وعن المسند عن عائشة، قالت: اقبلت فاطمة (عليها السلام) تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): مرحبا يا بنتي. ثم اجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم انه اسر اليها حديثا فبكت. فقالت (أي عائشة): استخصك رسول الله (صلى الله عليه واله) بحديثه ثم تبكين. ثم انه اسر إليها حديثا فضحكت فقالت: ما رايتك اليوم فرحا اقرب من حزن. فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لافشي سر رسول الله (صلى الله عليه واله)، حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه واله). فسألتها فقالت: اسر الي فقال ان جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وانه عارضني به العام (يعني هذا العام) مرتين، ولا اراه إلا وقد دنى اجلي وانك اول اهل بيتي لحاقا بي ونعم السلف انا لك. فبكيت لذلك فقال: إلا ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الامة أو نساء المؤمنين. قالت فضحكت لذلك.

    ومنه عن عائشة، قالت: لما مرض رسول الله (صلى الله عليه واله) دعا ابنته فاطمة فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت. فسألتها عن ذلك فقالت: اما حيث بكيت فانه اخبرني انه ميت فبكيت، ثم اخبرني اني اول اهل بيته لحوقا به فضحكت.

    بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فاثرن به نقعا * فوسطن به جمعا * ان الانسان ربه لكنود * وانه على ذلك من الشاهدين * وانه لحب الخير لشديد * افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير * صدق الله العلي العظيم



    الجمعة الثانية والعشرون 19 جمادي الاولى 1419

    الخطبة الثانية

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الهي ان كان قل زادي في المسير اليك، فلقد حسن ظني بالتوكل عليك. وان كان جرمي قد اخافني من عقوبتك، فان رجائي قد اشعرني بالامن من نقمتك. وان كان ذنبي قد عرضني لعقابك، فقد آذنني حسن ثقتي بثوابك. وان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد نبهتني المعرفة بكرمك والائك. وان اوحش ما بيني وبينك فرط العصيان والطغيان، فقد آنسني بشرى الغفران والرضوان. اسألك بسبحات وجهك، وبانوار قدسك، وابتهل اليك بعواطف رحمتك، ولطائف برك ان تحقق ظني بما اوءمله من جزيل اكرامك، وجميل انعامك بالقربى منك والزلفى لديك والتمتع بالنظر اليك، وها انا معترض لنفحات روحك وعطفك ومنتجع & ليس جودك ولطفك فارمن سخطك الى رضاك هارب منك اليك راج احسن ما لديك معول على مواهبك مفقر الى رعايتك. الهي ما بدأت به من فضلك فتممه وما وعدت لي من كرمك فلا تسلبه وما سترته علي بحلمك فلا تهتكه وما علمته من قبيح فعلي فاغفره. الهي استشفعت بك اليك واستجرت بك منك. اتيتك طامعا في احسانك راغبا في امتنانك مستسقيا وابل طولك مستمطرا غمام فضلك طالبا مرضاتك قاصدا جنابك واردا شريعة رفدك ملتمسا سني الخيرات من عندك وافدا الى حضرة جمالك مريدا وجهك طارقا بابك مستكينا لعظمتك وجلالك فافعل بي ما انت اهله من المغفرة والرحمة ولا تفعل بي ما انا اهله من العذاب والنقمة برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.

    اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.

    والان بمناسبة الحديث عن الزهراء (سلام الله عليها)، نتحدث عن المرأة والنظرة الشرعية تجاه هذا القسم المهم في المجتمع، الذي يمثل حوالي نصف المجتمع (فنصف المجتمع نساء طبعا ونصفه الاخر رجال بالتقريب لا بالتحقيق). والذي يجب إلا يهمله الفرد والمجتمع والشريعة او يسقطه عن نظر الاعتبار كما في بعض النظرات المتخلفة التي كانما المرأة ملحقة بالحيوانات فيها (فيقول: اجل عن طاريها أو تكرم عن طاريها) . وانما القرآن ليس هكذا بطبيعة الحال فقد احترم الرجال والنساء معا (الصائمين والصائمات والقائمين والقائمات والقانتين والقانتات).فأنه ليس ظالما كجملة من الناس والعياذ بالله، بل هُو العدل الحقيقي.

    والمشاكل التي تخص النساء عديدة، منها ما تكون في صالحها من حيث ظلم الرجل لها، سواء كان زوجا أو غير زوج، وظلم المجتمع لها وظلم القانون لها. ومنها ما تكون ناشئة منها كعدم التفقه، بل وعدم التدين وحب الدنيا والمنافسة فيها وكعدم الحجاب والاختلاط بين الرجال على الدوام وفي كل المناسبات، وكعدم حسن التصرف من المرأة تجاه زوجها وتجاه اولادها وذريتها. وكذلك سوء تربيتها لهم مع انها العنصر الاهم في تربية الاطفال بطبيعة الحال. فالرجل ماذا يفعل؟ يذهب إلى دكانه أو عمله أو وظيفته أو تجارته أو أي شيء كان،فتبقى المرأة في البيت مع اولادها الصغار، فمن يكون المربي الحقيقي؟ انما هي المرأة، فاذا كانت المرأة غير فاهمة اصلا، لا دين ولا دنيا، اذن تخرج ذريتها كلها لا دين ولادنياً. هل هذا جيد ؟ ومن الذي يرضاه الله او رسوله او المؤمنون ؟!

    فهذا وغير هذا كله لا بد من التعرض له وحله حلاً شرعياً اسلامياً، يرضي الله ورسوله والمعصومين (سلام الله عليهم اجمعين). إلا ان الخطبة لا يحتمل انها تسع لكل ذلك طبعا، فسوف اختار هنا مشكلة الحجاب فقط التي هي اعظم واهم واشمل مشكلة من مشاكل المجتمع ومشاكل العصر.

    ومن الواضح جدا ان عدم الحجاب والحث (كما يفعل الناس) على الاختلاط بين الجنسين، انما وردنا عن طريق الاستعمار الغاشم الظالم الذي لم يكتف بنهب خيراتنا وافقار شعوبنا والهيمنة علينا، بل كان من اهم اهدافه استلاب ديننا ونسياننا لآخرتنا وعصياننا لتعاليم شريعتنا التي هي العدل الحقيقي الكامل، لكي يكون مجتمعنا كمجتمعهم متسيبا اخلاقيا ومنحلا ظميرا وساقطا دينا. يستهدف (الاستعمار) من كل ذلك ابعاد تفكيرنا الديني لما يعلمون في الدين من فعالية ضدهم ونسخ لوجودهم واستنكار لمظالمهم كما قال سبحانه وتعالى: ((ما جعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)). فاذا اطعناهم في ذلك وعصينا الله سبحانه وتعالى جل جلاله فقد حفرنا قبورنا بايدينا، واعنا على انفسنا، واصبحنا عبيدا لاعدائنا ومن يريد الاضرار بنا، ونسينا اهدافنا العادلة الحقيقية وديننا العادل الحنيف.

    فمثلا بكل تاكيد ان كل الاديان السماوية (الاسلام بكل مذاهبه، والمسيحية بكل مذاهبها واليهودية وغيرها)، كلها تحرم السفور وتردع عنه، وكلها تحرم الزنى واللواط وشرب الخمر. وليس هناك أي دين يحلله او يجيزه. وهذا ينبغي ان يكون واضحا جدا. وعلامة ذلك عند المسيحيين وكذلك اليهود اننا نجد ان النساء المتدينات في دينهن والراهبات منهن يلبسن الحجاب، فذلك دليل على انهن يجدن مسئوليتهن تجاه الله ان يلبسن الحجاب. فلماذا نساء سائر المجتمع سافرات، حتى المسيحيات واليهوديات. هذا امر بالمعروف ونهي عن المنكر للمسيحيات واليهوديات فضلا عن المسلمات. والحكم منجز حتى في ذمتهن. أو بتعبير آخر منجز في ذمة كل البشر من اوله إلى آخره وفي كل الاجيال.

    وما ذلك (اي لماذا يتحجبن) إلا لكونهن ممتثلات للحكم الشرعي في دينهن، بينما تكون الملايين من المسلمات والمسيحيات وغيرهن عاصيات جهرا، وعازمات على الاستمرار بالعصيان، اي في ترك الحجاب طبعا. فنساءهم كلهن سافرات وكلهم يشربون الخمر ويمارسون الزنا ويأكلون لحم الخنزير. فنسألهم هل كان موسى الكليم (سلام الله عليه) يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ؟ أو كان عيسى المسيح (سلام الله عليه) كذلك ؟وانتم تقدسونهم أم لا؟ هم عبرة لكم طبعا، فلماذا لا تكونوا مثلهم ؟ سبحان الله !

    اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة واذا كنت تدري فالمصيبة اعظم (ملايين المرات حبيبي لا مرة واحدة)

    أو كان الحواريون كذلك يشربون الخمر أو يأكلون لحم الخنزير؟ أو نساء الحواريين غير محجبات ؟ أو مريم العذراء غير محجبة ؟ ماذا تقولون بالله عليكم ؟! عجبا للفكر الممسوخ والنذالة المتناهية !

    فاذا كان السفور عندكم حراما، وانتم عصاة فيه وملعونون عليه، وكل هذه المحرمات كذلك فكيف تريدونه لنا وتحثوننا عليه ؟ وما هذه الهدية الفاسدة المجرمة التي ادخلتموها في بلادنا وربيتم عليها اجيالنا وشبابنا ؟

    واذا كانوا هم عاصين لتعاليم اديانهم وشرائع انبيائهم، فلنكن نحن المطيعون لتعاليم ديننا الحنيف، وشريعتنا المقدسة العادلة الكاملة. فان في ذلك الشرف كل الشرف، والهدف كل الهدف، وبذلك الوصول إلى الكمال والجلال ورضاء الله جل وعز واولياءه (سلام الله عليهم اجمعين).

    لاحظوا احبائي .. من هُو المتجاهر بالفسق ؟ المتجاهر بالفسق هُو ذلك الفرد الذي لا يكون عنده مانع عن أن يعمل المحرم الذي يلتزم به في المجتمع وامام الناس، كما لو كان يشرب الخمر بصراحة او يذهب والعياذ بالله إلى المبغى بوضوح أو يعين الظلم والظالمين أو اللصوص مثلا بوضوح وبصراحة فهذا هُو المتجاهر بالفسق. ونتيجته انه بريء من الله ورسوله، وكذلك فان الله ورسوله بريئان منه، وانه متجه إلى الشيطان، ومعرض عن الرحمن، وانه يقينا من اهل النار.

    فمن تطبيقات ذلك (انا لماذا تكلمت عن المتجاهر بالفسق)، من تطبيقات ذلك السافرة، فانها لا مانع لها من التجول في كل المجتمعات وعلى كل الاصعدة بزيها المكشوف المثير (كول لا !)، فتكون متجاهرة بالفسق وظاهرة بالمعصية. وكل السافرات متجاهرات بالفسق بطبيعة الحال لا استثني منهن ولا واحدة طبعا.

    ومن الواضح لدى المتشرعة ان المتجاهر بالفسق لا ذمة له في الاسلام فتجوز غيبته، ويجب ردعه وتجب مقاطعته، ويقشعر البدن بمجرد تذكره او رؤيته. ومع ذلك تكون المرأة (عمليا الان في مجتمعنا) سافرة متجاهرة بالفسق في سفورها ونحن مع ذلك نحبها ونصلها ونتعامل معها وننفعها ونعتبرها زميلة لنا في دراسة أو تجارة أو أي مصلحة.

    بل العتب في ذلك على النساء (اعني المحجبات منهن) اكثر من الرجال، لارتفاع المانع من الاختلاط والتعامل بين النساء انفسهن بطبيعة الحال. فقد تكون المرأة محجبة نسبيا، ولكن لا مانع لديها من مزاملة السافرة والعمل معها والصداقة معها، فهي لاتأمرها بالمعروف ولا تنهاها عن المنكر ولا تشير إليها بشيء يشينها او يؤذيها، فضلا عن ان تقاطعها أو تبتعد عنها. وليس هكذا المتوقع منها من قبل الله واولياءه وشريعته طبعا. فان فعلت المحجبة ذلك إذن فقد احبت الحرام فيكون عقابها في الآخرة نفس عقاب السافرة لان المرء يحشر مع من احب. وقد احبت السافرة إذن تحشر مع السافرة.

    الخطوة الآخرى ان المسألة ليست فقط بالتجاهر بالفسق، ولو اقتصر الامر بهذا المقدار لهان الامر نسبيا. بل ينبغي النظر إلى السفور بصفته شبكة صيد ينصبها الشيطان لاغواء الملايين من الرجال والنساء وسلب دينهم وتوجيههم نحو طريق الرذيلة والفساد.

    اما الرجال فباعتبار الاغواء الجنسي الحاد، وخاصة في مجتمع الشبان والشابات في المعاهد والكليات والاسواق وغيرها. حيث يكونون غير متتزوجين غالبا، ويكون كل واحد منهم كالكبريت (من حيث اللذة الجنسية) يشتعل لاول احتكاك، واذا اشتعل ذهب دينه وذهبت دنياه.

    واما النساء فلوجود حب الدنيا عندهن بشكل مكثف وواضح، أو ما يسمى(بالغيرة) وعندها كذا وكذا من الثياب أو من الاثاث أو من اساليب التجميل، إذن فيجب ان اكون انا مثلها وتضغط في ذلك ضغطا متزايدا على نفسها وزوجها وابيها وامها واخيها واختها. وما اسهل ان تجد اختها سافرة او صديقتها أو زميلتها كي تكون هي سافرة، وهذا هُو معنى (الغيرة) مع وجود الفراغ الديني والعقائدي والجهل المطبق من كل هذه النواحي وعدم ادراك عظمة الله وطاعة الله واهمية الآخرة.

    اذن فالسافرة كما اوجبت السوء لنفسها واصبحت من المتجاهرات بالفسق، كانت سببا للسوء والتأثير السيء تجاه الآخرين من رجال ونساء واوجبت انحرافهم دينيا وسقوطهم اخلاقيا واجتماعيا، ويكون وزر كل ذلك عليها وفي ذمتها في الدنيا والآخرة، من قبيل الخبر الذي ورد بحسب المضمون ان من سن سنة حسنة كان له ثوابه وثواب من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة (وهؤلاء يسنون سنن سيئة طبعا)فعليه وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة).

    واود الان ان اشير إلى بعض الظواهر المحددة، والشائعة في نفس هذا الموضوع، وذلك ما يتخذه الكثير من الناس من اساليب الخلاعة، والازعاج والعصيان الديني في الاعراس من سفور النساء حتى المحجبات منهن وخاصة العروس المتجملة اللابسة ابهى ثيابها، والسير في الشوارع مع الاغاني والتصفيق وقطع الطريق على السابلة (ومن قطع طريق المسلمين فليس بمسلم وعليه لعنة الله). مضافا إلى احياء الحفلات الغنائية ودعوة الفسقة والسافرات إليها وتوزيع الخمر وغير ذلك، وكل ذلك محرم بضرورة الدين وهو اشد حرمة واسفا إذا صدر من الاسر التي تدعي التدين أو في اماكن ومدن متدينة ومقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية وغيرها.

    فمن هنا نحن نعلن عن وجوب قطع كل ذلك بتاتا وتماما. وكل من يفكر في ذلك فهو ملعون. وكل من يجيب دعوتهم ويشاركهم في عملهم فهو ملعون. بل كل من يتعاون معهم في أي شيء حتى من داخل اسرتهم فهو ملعون (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد). ولا تنفك عنه اللعنة حتى يتوب، ولن يتوب حتى يتضح منه امام الله سبحانه مقاطعة الحرام وفاعلي الحرام كائنا من كانوا، لا تأخذه في الله لومة لائم.

    ومن ذلك ما هُو موجود في كثير من الاسر من السفور في داخل العائلة الواحدة مع انها قد تكون محرمة عليه ولا يجوز له ان يراها ولا يجوز لها الانكشاف امامه، مع انهم متفقون على هذا المسلك. فاذا اصبح فرد منهم أو عدة افراد متدينيين وشاعرين بمسؤولية طاعة الله سبحانه، فسوف يقعون في حرج كبير في داخل اسرهم وبلاء عظيم من حيث لا يستطيعون مقاطعة العائلة والخروج عنها. واوضح اشكال ذلك زوجة الاخ، حيث يعيش الاخوة مع زوجاتهم السافرات في اسرة واحدة وسفرة واحدة. وكذلك اخت الزوجة فان الاعتقاد العامي بانها حلال مع انها حرام، لا تختلف في ذلك عن أي اجنبية اخرى.

    هذا فضلا عن بنات العم أو بنات الخال أو بنات العمة او بنات الخالة، والعكس ايضا صحيح يعني بالنسبة الى النساء اولاد العم والعمة واولاد الخال والخالة، فان ذلك كله حرام بضرورة الدين ولا يوجد من يفتي بجوازه من المجتهدين.

    فمن هنا لا نقول اننا نهيب ونرجو لان الدين لا يتوصل إليه بالتوسل والتوصل او بالرجاء والاستحياء، بل ادخل في عينهم رضى أم لم يرضى لا يهم (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).

    أو كما يقول بعضهم: طبق ثم ناقش. لا، وانما يقول الدين طبق ولا تناقش. لان كلمة الدين واحدة لا تكون اثنين وكلمة الحوزة واحدة لا تكون اثنين، ولا مجال لتحليل ما حرمه الله.

    فاذا اراد الفرد لنفسه الخير والكمال في الدنيا والآخرة فليتبع دين الله. واذا اراد الفساد والافساد والغواية والانحراف وشر الدنيا والاخرة فليتبع الشيطان. فيكون من حيث يعلم أو لا يعلم عدوا للايمان وللمؤمنين ناصرا للاستعمار والمستعمرين محبا للكفار والمنحرفين. فيكون ممن اضله الله على علم وختم على سمعه وبصره وجعل على قلبه غشاوة اعاذنا الله جميعا من كل سوء وعصيان انه على كل شيء قدير.

    بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد * صدق الله العلي العظيم

    واسألكم الدعاء جميعا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    46

    افتراضي

    ماذ هذا التعتيم اينما اعلق تمسحون الموقع كله علقت على الصلاة الاولى ومسحتموها وعلقت على ضلمة الصدر ( محمد سعيد الحكيم ) ومسحتم كل هذا الموقع لماذا هذا التكتيم الاعلامي لاني قلت الحقيقة التي انا كنت حاظرا فيها وشاهدا عليها لماذا اذا انتم متدينون فحرام عليكم لا ابرئكم الذمة وانتم مسؤولون امام الله اتقو الله الى متى يبقى السيد محمد محمد الصدر مظلوم حتى وهو في قبره الى متى اتقو الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني