الجمعة السادسة والعشرون 17 جمادي الثاني1419

الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

لاطاعة الدين الاسلامي واحترامه الصلاة على محمد وال محمد: (اللهم صل على محمد وال محمد).

لاطاعة واحترام ولاية امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام)، الصلاة على محمد وال محمد: (اللهم صل على محمد وال محمد).

لاطاعة واحترام الحوزة الشريفة الصلاة على محمد وال محمد: (اللهم صل على محمد وال محمد).

لدحر واستنكار مكر الماكرين وعناد المعاندين، الصلاة على محمد وال محمد: (اللهم صل على محمد وال محمد).

لدحر واستنكار الاستعمار الظالم، الصلاة على محمد وال محمد: (اللهم صل على محمد وال محمد).

لدحر واستنكار اسرائيل الظالمة المجرمة، الصلاة على محمد وال محمد: (اللهم صل على محمد وال محمد).

بقي شيء قبل الخطبة اود ان ابينه لكم بسيط وليس بسياسي لان الجمعة الاتية انشاء الله هو الذكرى الاولى لاقامة صلاة الجمعة في وسط العراق وجنوبه فيحسن على من يستطيع منكم من اهل الفن والاختصاص ان يجعل لنا ويفكر لنا بوجود مجسمة رمزية تمثل صلاة الجمعة:

اولا: ان تكون فيها جهة دينية، وليس فيها عصيان للتعاليم الدينية من قبيل مجسمة ذوات الارواح.

ثانيا: ان يكون تجسيما بالذوق الحديث وليس بالذوق القديم.

ثالثا: انا نعطي جائزة الى ثلاثة من الفائزين الاول في مثل هذه المسابقة.

ونقبل الاعمال من الان الى نهاية شهر رجب، انشاء الله تعالى شأنه العزيز.



اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

الهي لا تؤدبني في عقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك. من اين لي الخير ولا يوجد الا من عندك، ومن اين لي النجاة ولا تستطاع الا بك. لا الذي احسن استغنى عنك، ولا الذي اساء خرج من قدرتك. يا رب بك عرفتك، وانت دليلي ولولا انت ما دريت ما انت. الحمد لله الذي ادعوه فيجيبني، وان كنت بطيئا حين يدعوني. والحمد لله الذي اسأله فيعطيني، وان كنت بخيلا حين يستقرضني. والحمد لله الذي وكلني اليه فاكرمني، ولم يكلني الى الناس فيهينوني. والحمد لله الذي تحبب الي، وهو غني عني. اللهم لا اجد شافع اليك الا معرفتي بانك افضل من قصد اليه المضطرون، اسالك مقرا بان لك الطول والقوة والحول والقدرة، ان تحط عني وزري الذي قد خسأ ظهري، وتعصمني من الهوى المسلط على عقلي، وتجعلني من الذين انتجبتهم لطاعتك. اللهم اني ادين على طاعتك، وولاية محمد نبيك، وولاية امير المؤمنين حبيب نبيك، وولاية الحسن والحسين سبطي نبيك، وسيدي شباب اهل جنتك، وادينك يا رب بولاية علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، وسيدي ومولاي صاحب الزمان. ادينك يا رب بطاعتهم وولايتهم وبالتسليم بما فضلتهم راضيا غير متكبر على معنى ما انزلت في كتابك.

اللهم صل على محمد وال محمد وادفع عن وليك وخليفتك ولسانك والقائم بقسطك والمعظم لحرمتك والمعبر عنك والناطق بحكمك وعينك الناظرة واذنك السامعة واهد المجتهد في طاعتك واجعله في وديعتك التي لا تضيع وايده بجندك الغالب واعنه واعن عنه واجعلني ووالدي وما ولدت وولدني من الذين ينصرونه وينتصرون به في الدنيا والاخرة واشعب به صدعنا وارتق به فتقنا. اللهم امت به الجور ودمدم بمن نصب له واقصم به رؤوس الذلالة حتى لا تدع منهم على الارض ديارا.

اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.

نعود الان الى الحديث عن المرأة، لاننا بدأناه قبل جمعة او اكثر ولم ينتهي المطلب لحد الان. وكان السؤال الرئيسي الذي قلناه عن الفوارق الواضحة في احكام الرجل والمراة بحيث يبدوا ان احكام المراة اشد صعوبة من احكام الرجل، ويمكن الجواب على ذلك بعدة مستويات:

المستوى الاول: ان للرجل احكاما خاصة به اما تشريعا واما اجتماعيا واما اقتصاديا صعبة ايضا، قد وضها الله سبحانه وتعالى ورفعها عن المراة وهي غير مسؤولة عنها وانما المسؤول عنها هو الرجل وهي عديدة يمكن ان نمثل لها بعدة امثلة:

المثال الاول: الجهاد، فانه خاص بالرجل ولا يشمل المراة بضرورة الدين، والمفروض في الجهاد انه موجب للقتل او احتمال القتل وبهذا تحرز النساء سلامتهن من الموت وبقاءهن على قيد الحياة كما قال الشاعر:

كتب القتل والقتال علينا وعلى المحصنات جر الذيول

المثال الثاني: العمل او الكسب، فانه خاص بالرجال اجتماعيا، وعرفا وان لم يكن كذلك نظريا وتشريعيا. والعمل فيه مصاعب شتى، ومن جميع الجهات المحتملة الممكنة، حتى تعريض الحياة للخطر وقد سمعت من بعض اهل العمل يقول: (الحياة فداء للعمل)، اي العمل لله سبحانه وتعالى وهو باب ينفتح منه كثير من الابواب. واما التعرض الكثير للانواء الجوية كالحر والبرد والرياح وغير ذلك فهو الغالب للناس في حين ان المراة تكون في راحة من ذلك كله ياتيها رزقها رغدا ومجانا صباحا ومساءا.

المثال الثالث: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانه خاص عمليا واجتماعيا بالرجال، وان لم يكن تشريعيا كذلك طبعا. ومن المعلوم ان هذه الوظيفة الشرعية المقدسة ليست سهلة دائما، بل فيها مصاعب واحراجات قد لا تكون متوقعة، بل قد تؤدي احيانا بالفرد الى الموت. والمرأة في راحة من كل ذلك، فانها ان امرت بالمعروف اونهت عن المنكر‏ في نطاق ضيق وسالم النتائج اطمانانا، فانها انما تفعل ذلك في نطاق سالم النتاءج بحسب الاطمئنان النفسي.

المثال الرابع: عدم جواز ضربها او قتلها عند الصراع والعناد، لااقل اجتماعيا ان لم يكن نظريا. فيقال عرفا عنها انها امرأة لايجوز فيها ذلك وهذا واضح عرفا. وهذا المعنى العرفي عام للنساء والرجال معا يعني كلا الجنسين لا يجوز ان يضرب المرأة او يقتلها لا الرجل يقتل المرأة ولاالمرأة تقتل المرأة، وهل رأيت طول الزمان امرأتان تتضاربان او امرأة تقتل امرأة او سمعنا بذلك ؟ لا يوجد. اذن فالنساء من هذه الناحية في حماية بقدر الله وقضائه وارادته.

المثال الخامس: التدخل في الامور الاجتماعية، فانه غالبا وعرفا للرجال وليس للنساء ولا يخفى ما فيه من احراجات وازعاجات حتى تؤدي الى السجن او التعويق او القتل او الغرق او الحرق .. في حين تضمن المرأة سلامتها من هذ الجهات والشارع المقدس حين اعفاها عن الرئاسة والولاية انما ضمن سلامتها من هذه الجهة وضمن الراحة لها في الحقيقة.

المثال السادس: عدم جواز التجمل الزائد للرجل، فالرجل يخرج متجملا بكثافة وكثرة لا يجوز اصلا لانه حرام. وذلك على مستويين اما ان يكون تجمله مثيرا للفتنة النوعية والغريزة الجنسية فيكون حراما واما ان يكون متشبها بلباسه بالنساء فيكون حراما ايضا. فالمهم ان التجمل الزائد من الرجل حرام وكذلك هو ممنوع اجتماعيا وعرفا في حين هو جائز للمرأة بل احيانا يكون مطلوبا ومستحبا لها وبالتالي فهي ريحانة لا قهرمانة واما الرجل فلا يصدق عليه ذلك بطبيعة الحال.

المثال السابع: ان نسبة الجمال وهو قلما يلتفت اليه وهو ان نسبة الجمال في الخلقة الالهية في النساء اعلى جدا منه في الرجال ونسبة القبح بالخلقة ايضا في الرجال اعلى جدا منه في النساء. يكفي ان نلتفت وهذا انا ملتفت اليه منذ زمان الى ان نسبة الصلع في الرجال كثيرة في حين لا توجد امرأة صلعا تقريبا او تحقيقا ولا واحدة فلم نسمع عن واحدة اصلا وهذا من الكرامات العالية والنعم الضافية على نوع المرأة حقيقة.

المثال الثامن: ان التربية الغالبة للاطفال انما هي بيد النساء وخارج عن طوق الرجال عمليا واجتماعيا وليس تشريعيا ولا نظريا وهذا وان كان صعبا نسبيا الا ان معناه ان الله تعالى حباها تكوينا بتحمل مسؤولية التربية الاساسية للانسان ومن ثم للبشرية وكانت هي الجانب الاهم فيها ومن المعلوم ان التربية الاساسية انما يكون في الصغر وما يتعلمه الفرد في صغره لا يستطيع ان يتخلى عنه في كبره ولذا نلاحظ انه لو كان الاب والام مختلفين في اللغة او في اللهجة او في اسلوب الكلام كان الاتجاه الغالب في الذرية او قل في الولد او قل في البنت كان الاتجاه الغالب فيهم هو اسلوب الام لكثرة المخالطة والمعاشرة بينهما بنسبة اعلى جدا من الرجل الاب.

المثال التاسع: ان الله تعالى ابتلى الرجل بمسؤولية الاجتهاد والفتوى بل قد يكون ذلك واجبا اما بالوجوب الكفائي او بالوجوب العيني احيانا. في حين يكون ذلك ساقطا عن ذمة المرأة اي ليس واجبا وان كان مستحبا ولكنه لا يحتمل فيه الوجوب اصلا. فاذا علمنا ان مسؤولية الفتوى عظيمة عند الله وانها مظنة الحرام والعقاب في الجحيم لانها اذا كانت بغير حق ماذا تكون نتيجتها غير الجحيم، عرفنا عندئذ ما حباه الله للمرأة من فراغ الذمة وعدم المسؤولية من هذه الناحية فلا مورد لها اي للفتوى بالنسبة الى النساء كي تبتلي بالعقوبة التي يمكن ان يبتلي بها الرجال. ويمكن ان نفهم اهمية الفتوى عدة مضامين:

منها: الحكم بان من افتى بغير علم اكبه الله على منخريه في النار.

ومنها: ما هو مروي عن العلامة الحلي يوسف بن المطهر (قدس الله روحه الزكية) انه قال لولده: لولا كتاب الالفين وزيارة الحسين لقصمت الفتوى ظهر ابيك نصفين. فهو يشعر باهمية الفتوى عند الله سبحانه وتعالى، وخطورتها عند الله سبحانه وتعالى وحتى خطورتها الدنيوية ايضا موجودة وكلنا نعلم ذلك.

ومنها: ماورد بمضمون ان الحاكمين او القضاة اربعة واحد منهم في الجنة قاض قضى بالباطل وهو يعلم انه باطل وقاض قضى بالباطل وهو لا يعلم انه باطل وقاض قضى بالحق وهو لا يعلم انه حق فهؤلاء كلهم في النار وقاض قضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة.

ولا فرق من هذه الناحية بين القضاء والفتوى وكما ان الله سبحانه اسقط الفتوى عن ذمة المرأة اسقط القضاء عن ذمتها ايضا فهذه نعمة وان حسبها اهل الشبهات وجملة من النساء نقمة عليهن بل هي نعمة عليهن في الحقيقة.

المثال العاشر: كشف الرجل رأسه في الحج فان ذلك واجب وجزء من الاحرام كما ثبت في الشريعة في حين ان هذا غير موجود للمرأة فلها ان تلف رأسها اعتياديا ويلحق بذلك عدم جواز التظليل للرجل ومعنى ذلك ان الرجل يجب ان يبقى رأسه تحت الانواء الجوية من حر او برد او رياح او شمس في حين ان المرأة سالمة من كل ذلك وهذا وان كان في سبيل الله والاطاعة لامر الله. والتضحية في سبيل الله امر جيد وقليل امام الله سبحانه وتعالى ولكن كما قال الامام في بعض الادعية (ولكن عافيتك اوسع لي) فالمرأة من هذه الناحية في عافية.

فهذه عشرة موارد يكون موقف الرجل فيها اشد واصعب اما عرفا واما شرعا والمرأة فيها جميعا مرتاحة وفارغة الذمة وكل هذه الموارد قاعدة عامة تنطبق على كل الرجال وهذا يعني ان لها مئات الملايين من التطبيقات في اجيال البشرية. ومن الممكن القول وهذا بمنزلة النتيجة انه اذا قيست مصاعب المرأة التي تشتكي منها هي بمصاعب الرجل فان مصاعب الرجل عموما اقوى وارجح من مصاعب المرأة وهذا من النعم الالهية بطبيعة الحال على المرأة. فهذا هو الكلام في المستوى الاول.

المستوى الثاني : ان ننظر الى الثواب الجزيل الذي وضعه الشارع المقدس الله سبحانه وتعالى المولى الحقيقي وضعه للمرأة اذا قامت بمسؤوليتها الشرعية واطاعت ربها حق الطاعة قال الله تعالى: ((اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى)) وقال تعالى: ((ان اكرمكم عند الله اتقاكم)) فلو كانت المرأة افضل في التقوى من اي واحد من الرجال كانت خير منه ولا نزاحم في ذلك ولا بأس به. وقال تعالى: ((لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)) فلو كانت المرأة اعلى درجة في العلم اي في العلم الحق في الحقيقة من اي واحد من الرجال كانت خيرا منهم. كما قال الشاعر:

ولو ان النساء كمن عنينا لفضلت النساء على الرجال

وقد ورد بمضمون: ان جهاد المرأة حسن التبعل وحسن تربيتها لاولادها وهو التعويض الذي عوضها الله سبحانه وتعالى به عن تحمل مسؤولية الجهاد للرجال. ومعنى ذلك وهو ايضا قلما يلتفت اليه ان لهن في العناية بالزوج والاولاد ثواب الجهاد فعلا وان التي تموت في هذا الصدد تموت شهيدة كالذي يموت في الجهاد فعلا ومن المعروف ان المرأة لو ماتت في الولادة وانتم تعرفوه وموجود في الارتكاز المتشرعي ومروي ان المرأة لو ماتت في الولادة فانها ممن تجب لها الجنة وقد كان الطب خلال مئات السنين السابقة ضعيفا ومن هنا كان موت الوالدات ظاهرة متكررة كثيرا، فاذا ماتت المرأة عند الولادة وهي بعقيدة سليمة دخلت الجنة لا محالة.

وقال تعالى: ((ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصاد قات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما)). وهذا واضح في تساوي الرجل والمراة من حيث الاهمية الدينية والثواب الاخروي كما قلنا في الجمعة السابقة. ولكن نريد ان نضيف الان بعض الاوصاف التي تكون بها المراة مصداقا وتطبيقا لهذه الصفات المذكورة في الاية:

اولا: المسلمات. فانما تكون المراة مسلمة بحسن العقيدة اولا، والمهم هو الثاني ان الاسلام ياتي بمعنين، بمعنى العقيدة التي جاء بها نبي الاسلام (صلى الله عليه واله)، والمعنى الثاني التسليم الحقيقي لله سبحانه وتعالى في قضاءه وقدره وعدم الاعتراض عليه بقليل او كثير فكذلك قد ينطبق على المرأة كما قد ينطبق على الرجل وهذا اصعب الفردين في الحقيقة.

واجعل لكم قرينة من الاية تدل على ذلك وهو السؤال ما الفرق بين المسلمين والمسلمات من ناحية والمؤمنين والمؤمنات من ناحية ؟ فاذا فسرناها بالعقيدة اذن يكون تكرار بمضمون الاية ! لا انا اقول ان المؤمنين والمؤمنات اي المؤمنين والمؤمنات بالعقيدة، والمسلمين والمسلمات هو التسليم لقضاء الله وقدره والصبر على حسن بلائه.

ثانيا: القانتات. والقنوت وان كان هو رفع اليد بالدعاء الا انه في الحقيقة اللغوية هو الخضوع والذلة امام الله سبحانه وتعالى والمفروض في الفرد المؤمن ان يستشعر الذلة امام الله سبحانه وتعالى باستمرار ما اؤتي الى ذلك سبيلا.

ثالثا: الصادقات. والصدق هو القول المطابق للواقع ومنه الفعل المطابق للواقع والوعد المطابق للواقع والعقيدة المطابقة للواقع فيقال هو صادق في قوله وهو صادق في فعله وهو صادق في وعده وهو صادق في عقيدته، وهذه صفات لا يفرق فيها بين الجنسين بطبيعة الحال. واذا كان المرء او المرأة كذلك كانوا في افضل الدرجات عند الله سبحانه وتعالى.

رابعا: الصابرات. والصبر هو حسن التحمل لبلاء الدنيا باحتساب الى الله سبحانه وتعالى ورضا بقضاءه والا فمع الاعتراض على قضاء الله وقدره لا يكون الصبر اطلاقا موجود ولا يحصل الثواب عليه بل يحصل العقاب هم بلاء الدنيا وهم بلاء الاخرة في الحقيقة. والمهم ان الشارع المقدس ياخذ المؤمنين بنظر الاعتبار من حيث تعرضهم لانواع البلاء الدنيوي ويأمرهم بالصبر ويعطيهم الثواب عليه. ويأخذ المؤمنات بنظر الاعتبار من حيث تعرضهن لانواع البلاء من الزوج والاولاد واهل الزوج والجيران مثلا فيأمرهن بالصبر ويعطيهن الثواب الجزيل عليه.

لاحظوا … واحد او واحدة تأتي وتقول انا صابرة ومحتسبة وهي تكذب لماذا ؟ لانها لا تملك لسانها. فانها تتكلم لماذا هذا الشيء هكذا ؟ ولماذا هكذا ؟ … مع ذلك تزعم انها صابرة ومحتسبة او الرجل كذلك يتكلم ضد القضاء والقدر الالهي ويزعم انه صابر ومحتسب ! خاب فالك وخسئت نفسك الامارة بالسوء. فالصبر لا يجوز ان يكون مع الكلام البذيء على المخلوق او على الخالق ثم يزعم الفرد انه صابر كلا بل هو فاجر وليس بصابر.

حتى لو تحمل الذلة من المخلوقين بالمقدار الممكن فانه سيكون عظيما عند الله وثوابه جليلا عند الله والذلة في الدنيا انما هي عزة الاخرة والعزة في الدنيا انما هي ذلة الاخرة. واما بالنسبة الى الله &

بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فاثرن به نقعا * فوسطن به جمعا * ان الانسان ربه لكنود * وانه على ذلك لشهيد * وانه لحب الخير لشديد * افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير * صدق الله العلي العظيم
لجمعة السادسة والعشرون17 جمادي الثاني1419

الخطبة الثانية



اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.

اللهم لك الحمد حمدا دائما مع دوامك خالدا مع خلودك. ولك الحمد حمدا لا امد له دون مشيتك ولك الحمد زنة عرشك ورضا نفسك ولك الحمد حمدا لا اجر لقائله دون رضاك. ولا حول ولا قوة الا بالله قوة كل ضعيف ولا حول ولا قوة الا بالله عز كل ذليل ولا حول ولا قوة الا بالله غنى كل فقير. ولا حول ولا قوة الا بالله عون كل مظلوم. ولا حول ولا قوة الا بالله ملجأ كل مهموم. ولا حول ولا قوة الا بالله كهف كل مغموم. ولا حول ولا قوة الا بالله فكاك كل اسير. ولا حول ولا قوة الا بالله مؤنس كل وحيد. ولا حول ولا قوة الا بالله دافع كل بلية. ولا حول ولا قوة الا بالله عالم كل خفية. ولا حول ولا قوة الا بالله كاشف كل كربة. لولا حول ولا قوة الا بالله صاحب كل سريرة. ولا حول ولا قوة الا بالله موضع كل رزية. ولا حول ولا قوة الا بالله الفعال لما يريد. ولا حول ولا قوة الا بالله رازق العباد. لا حول ولا قوة الا بالله عدد ما خلق. ولا حول ولا قوة الا بالله غاية كل طالب. ولا حول ولا قوة الا بالله سرمدا ابدا لا ينقطع ابدا. ولا حول ولا قوة الا بالله عدد الشفع والوتر.

اللهم اني اسألك بحرمة هذا الدعاء وبحرمة هذا اليوم المبارك ان تصلي على محمد وال محمد وان تغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما ابديت وما اخفيت وما انت اعلم به مني وان تقدر لي خيرا من تقديري لنفسي وتكفيني ما يهمني وتغنيني بكرم وجهك عن جميع خلقك عن جميع خلقك وترزقني حسن التوفيق وتصدق علي بالرضا والعفو عما مضى والتوفيق لما تحب وترضى وتيسر لي من امري ما اخاف عسره وتفرج عني الهم والغم والكرب وما ضاق به صدري وعيل به صبري فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر وانت على كل شيء قدير برحمتك يا ارحم الراحمين.

اللهم صل على محمد وال محمد اوليائك على خلقك وحججك على عبادك صلاة كثيرة دائمة.

اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.

نكمل الان ما بدأنا به في الخطبة الاولى.

خامسا: من الصفات المأخوذة في الاية الشريفة الخاشعين والخاشعات. وهو الشعور بالذلة والضآلة امام العظيم المطلق جل جلاله وقد يخطر في الذهن اننا فسرنا القانتين والقانتات بنفس التفسير تقريبا فما هو الفرق بينهما فكلاهما يعني الذلة امام الله سبحانه وتعالى اذن كانه لا فرق بينهما ؟ جواب ذلك ان المعنى في الشعور بالذلة امام الله تعالى مشترك بين اللفظين القانت والخاشع ولكن يتميز احدهما عن الاخر ببعض الصفات والخصوصيات منها ان يكون القنوت هو الدعاء بذلة امام الله تعالى يعني الشعور بالعجز عن نفع النفس وعن قضاء حوائج المرء ومن هنا يدعو الله تعالى لينفعه ويقضي حاجته وييسر اموره.

واما في الخشوع فليس للدعاء وانما هو لمجرد العاطفو ويرجع ذلك في الحقيقة الى ان القنوت انما يكون هو الذلة لتصور قدرة الله تعالى عليه وضعف الانسان تجاه خالقه. واما الخشوع فتصور عظمة الله تعالى وذلة الانسان تجاه عظمته تبارك وتعالى والله تعالى عظيم ولا نهائي من سائر الجهات والانسان حقير وذليل تجاهه من سائر الجهات.

سادسا: المتصدقين والمتصدقات ولعلك تقول اني حين اعطي فقير او المتطلب شيء من المال فقد تصدقت عليه وهذا صحيح الا ان هذا الاسلوب ليس هو الفرد المنحصر والطريقة الوحيدة للصدقة اذ من الواضح ان الطلب لا دخل له في الصدقة بل هي مطلق قضاء حاجة المحتاج سواءا طلب منك شيئا او لم يطلب بل هي عند عدم الطلب اولى بالصحة واكثر ثوابا بالمبادرة اليه لقضاء حاجته قبل ان يطلب قضاء حاجته. كما انها غير منحصر بالمال القليل فلو قضيت حاجته بمال كثير فهو صدقة ايضا. كما انها غير منحصر بالجانب الاقتصادي فلو قضيت للمؤمن اي نحو من انحاء الحاجة والضرورة فقد تصدقت عليه.

الا ان الفرد الاكمل والافضل من كل ذلك هو الصدقة بالنفس على الله سبحانه وتعالى وذلك ببذل النفس في سبيله بكل صورة يعني اطاعته والتذلل امامه في كل حكم مهما قل وكثر حتى لو لزم في ذلك القتل والتنكيل. الم تسمع قوله تعالى ((ويقبل الصدقات)) فماذا يعني ((يقبل الصدقات)) ؟ يعني ان الله تعالى يقبل الصدقات هو بنفسه يقبل الصدقات وليس ان الفقير يقبلها. وفي الرواية ان الصدقة تقع في يد الله سبحانه قبل ان تقع في يد الفقير، وليس انه سبحانه محتاج اليها لكنه قابل لها وشاكر عليها جل جلاله.

والخطوة الاخرى اذا كانت الصدقة بالنفس لم يكن غيره هو الذي يتقبل العمل نعم يمكن ان تفدي نفسك في سبيل غير الله سبحانه وتعالى. ولكن الاسلام يقول ان النفس ثمينة جدا بحيث لا يجوز بذلها في سبيل المخلوق بل يجب بذلها فقط في سبيل الخالق جل جلاله. وقال تعالى ((لا ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)). فالجهة المادية وهو الاكل والاستهلاك تكون للجهة المادية وهو الفقير مثلا او صاحب الحاجة او اي شيء اي للبطون الجائعة لا انها تصل الى الله لانه غني عن العالمين والجهة المعنوية وهي التقوى هي التي تصل اليه سبحانه وتعالى ويتقبلها من عبده كما قال ((ولكن يناله التقوى منكم)). وايضا هو لا يستفيد منها، هل هو يستفيد من تقواي او تقواك ؟ ايضا هذا لا يفيده وانما المستفيد هو العبد نفسه وكل ذلك جعله الله من اجل فائدة البشرية وتكامل البشرية.

سابعا: الصائمين والصائمات. والصوم معروف وهو الامساك عن المفطرات مع النية يعني قربة الى الله تعالى. الا ان المفطرات تختلف باختلاف مستويات الفهم ويكون معنى الصوم مناسيا لها. فمرة تعتبر المفطرات هي المفطرات الفقهية الاعتيادية، ويكون الصوم عنها هو الصوم الواجب او المستحب. واخرى نفهم من المفطرات امورا اخرى كالشهوات وحب الدنيا وغير ذلك مما ينبغي الامساك عنه والصوم عنه كما قال تعالى: ((واما من خاف مقام امر ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى)). وفي الحديث القدسي (الصوم لي وانا أُجزى به) لانك لاتصوم عن شهواتك في سبيل اي شيء الا لله سبحانه وتعالى. وكذلك فان الصوم هو العبادة الوحيدة التي ليس لها مظهر خارجي وبذلك تكون بعيدة عن الرياء ما لم يصرح به صاحبه انه انا صائم انا صائم. وحين يكون بعيدا عن الرياء يتمحض لله سبحانه وتعالى فيكون هو الذي يُجزي به.

ومن هنا ورد ما مضمونه: انه اذا سئلت انك صائم او انك صليت صلاة الليل؟ فلا تقل لا، لانك تكون كاذبا وانما تقول الله تعالى رزقني ذلك. يعني ان الفرد لاجل دفع احتمال الرياء يميل ان يقول لا فيكذب، فيقع فيما هو اشد حرمة وهو الكذب. ولذا يعلمه المعصومون ما هو الجواب الصحيح وهو ان يقول الله رزقني ذلك ووفقني له.

ثامنا: والحافظين فروجهم والحافظات. يعني عن الزنا والشبهة مع حسن الالتفات والتدقيق في مثل هذه الامور جيدا وعدم اهمالها او التسامح بها كما يفعل جماعة من غير المتفقهين او غير المتورعين فان الاحتياط في الدماء والفروج واجب باجماع الفقهاء جيلا بعد جيل. ويمكن ان يشمل هذا التوجيه القرآني الكريم امرين آخرين:

الامر الاول: صيانة سائر الجسد من الحرام الجنسي حتى العين والاذن وكله من الزنا ولذا سمي بزنا النظر فانه حرام سواء كان من قبل الفاعل وكذلك المنفعل اذا كان ملتفتا ومتعمدا، يعني الناظر والمنظور اليه. فكما ان الطرفين هو زاني بالزنا الحقيقي والفعلي احيانا فكذلك الطرفان زانيان بزنى النظر او بزنى البسمع او بزنى اللمس وغيرها. ومن هنا كانت السافرة والمكشفة زانية بهذا المعنى الا انه زنا ليس عليه حد بل حده التوبة والاستغفار.

الامر الثاني: الصداقة مع من لا يستحق او بدون مبرر شرعي مرضي لله سبحانه او التعلم عند من لا يستحق وهكذا … فان الزنا الاعتيادي انما يكون بدون مبرر شرعي اذن فكل علاقة بين اثنين بدون مبرر شرعي بل لمجرد الشهوة النفسية وحب الدنيا والمصلحة الشخصية فهو من الزنا بالمعنى المعنوي. وانما تحفظ فرجك كما امرك الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في ما اذا لاحظت علاقاتك واصدقائك من جميع الجهات وحصرت ذلك كله برضا الله سبحانه وتعالى خدمة له وتضحية في سبيله.

تاسعا: الذاكرين والذاكرات. قال الشاعر: والذكر للانسان عمر ثاني. يعني اذا تعذر الاتصال بالشخص بالمباشرة كان الذكر نوعا من الاتصال. والله تعالى يتعذر اصالنا به بالمباشرة فيكون ذكرنا له نوعا من الاتصال به. والذكر قد يكون من الواجبات وقد يكون من المستحبات كما قد يكون قليلا مقتصرا على الصلاة فقط وقد يكون كثيرا كما قال تعالى: ((اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا)) اي صباحا ومساءا. كما ان الذكر ينبغي ان يكون مع الاخلاص والحب ومعه يكون طريقا واضحا وضروريا لزوال المستويات المتدنية لدى الانسان كالمحرمات والاسفاف والتسامح في الدين وترك الورع ونحو ذلك. بل يكون الذاكر لله سبحانه ملاحظا لنفسه معتنيا باقواله وافعاله فان صدرت منه طاعة حمد الله عليها وان صدرت منه سيئة بادر الى الاستغفار عنها. ومن الطبيعي ان امثال هؤلاء سواء من الرجال او من النساء يكونون مشمولين لوعد الله سبحانه بالاجر والثواب وهو قوله تعالى ((اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما)) وهو في نهاية هذه الاية هكذا يقول. ويستاهلون الله يجزيهم بالخير.

اذن فالاجر والثواب على كل مصاعب الدنيا مع حسن الصبر والاخلاص وعلى طاعة الله سبحانه ايضا مع الصبر والاحتساب موجود لكل البشر اي لمن كان كذلك منهم ويهتم بذلك منهم وكل من يكون كذلك في المستقبل فان الله خير لا يريد لنا الا الخير و لا يعطينا الا الخير وهذا امر مشترك بين الرجل والمرأة. بل ان تصورنا ان المرأة اصعب في امورها الدينية وقد ادت ذلك باخلاص كان ثوابها اكثر من ثواب الرجل لا محالة الا من ندر ولذا سمعنا قول الشاعر: لفضلت النساء على الرجال.

ولكن من تكون وكيف تكون هذه المرأة التي تجرد كل ذاتها وتصرفاتها وكلامها وسكوتها وعلاقاتها وتجندها في سبيل الله تعالى وترضى بكل ما يقضي ويقدر ؟ والمفروض بجميع النساء ان يكن كذلك.

المستوى الثالث : عن اختلاف احكام الرجل عن احكام المرأة. اننا نعلم ان الله تعالى عادل مطلق وحكيم مطلق يضع كل شيء في موضعه المناسب له ماديا او معنويا او عقليا او نفسيا او اي شيء آخر ومن حيث المهم لنا الان انه يعطي لكل فرد ولكل مجموعة من الاحكام والاوضاع والحالات افضل ما يتصور له وانسب ما يكون به. كذلك خص الرجال ببعض الاحكام التي تناسبهم وتكون اوفق بحالهم وخص النساء ببعض الاحكام التي تناسبهن وتكون اوفق بحالهن كل ما في الامر اننا لا نعرف ما هو المناسب للرجل وما هو الموافق مع المرأة، لماذا ؟ لاننا جاهلون بالحقائق وبعيدون عن الواقعيات والنفس الامارة بالسوء هنا موجودة. والله تعالى يجعل المناسب حسب علمه وحكمته لا حسب علمنا وشهواتنا والنفس الامارة بالسوء التي بين جنبينا بطبيعة الحال.

ومن الواضح ان الحكم الالهي من الدقة والعمق بحيث لا تصله عقولنا ولا تحيط به افهامنا كما قال تعالى ((ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء)) فما شاء من العلم اعطانا جل جلاله وما شاء من العلم منعنا جل جلاله. ومن الواضح ايضا ان الفروق في الاحكام بين الرجل والمرأة لا منشأ لها ولا سبب لها الا الاختلاف الحقيقي والتكويني بين الرجل والمرأة فباعتبار اشتراكهما في الانسانية جعل الله لهم احكام مشتركة وباعتبار اختلافهما في الحال والتفاصيل والخلقة جعل الله لكل منهما احكام تخصه. والذي ينفعنا الان هو التعرض الى بعض جهات الاختلاف الحقيقية بينهما لكي نعرض بعض وجوه الحكمة في الاختلاف من الاحكام:

اولا: انه من الواضح ان المرأة لها فترات حمل وولادة وحيض واستحاضة ونفاس ورضاع وهي امور مهما قلنا فيها فهي اقرب الى معنى المرض منه الى معنى الصحة كما انها اقرب الى معنى الوسخ والقذارة منه الى النظافة والنزاهة وهذه الامور مركوزة في خلقة جسد المرأة لا يمكن لها التخلص منها بحال. ومن هنا كانت لها الاحكام الخاصة بها ومن الواضح انه كلما كان الوسخ اكثر كان تنظيفه اصعب سواء من الناحية المادية او من الناحية المعنوية.

ثانيا: ان عاطفة المرأة اقوى من عاطفة الرجل. وهذا يؤدي الى عدة نتائج:

الاولى: ان نسبة عاطفتها او قوة عاطفتها إلى عقلها تكون اكثر من نسبة عاطفة الرجل الى عقله.

الثانية: ان هذه العاطفة تكون مؤيدة للنفس الامارة بالسوء لدى المرأة ما لم تكن ورعة حقيقة. وخاصة وقد اعطاها الله تعالى نسبة من الجمال والرقة ما لم يعط الرجل وهذا طريق كما يمكن صرفه في الحق كذلك يمكن صرفه في الباطل والعياذ بالله. كما حصل في اغلب النساء مع شديد الاسف.

الثالثة: ان هذه العاطفة تكون مؤيدة لحب الدنيا بما فيها من راحة ورفاه ومال وبنين وكذلك للغيرة من غيرها من النساء ومن الاسر وهذا بطبعه كما يمكن صرفه بالحق كذلك يمكن صرفه بالباطل بل سيكون سببا للباطل لا محالة الا من عصم الله.

الرابعة: انها سوف تفضل مصلحة نفسها على مصلحة غيرها ويكون من الصعب عليها التضحية في سبيل الاخرين مع ان التضحية ستكون مع قوة القلب وقلة العاطفة كما في الرجل اسهل منها في المرأة.

الخامسة: انها سوف تفضل مصالحها الخاصة على المصالح العامة ولا تدرك او لا تحاول ان تدرك ان هناك مصالح عامة يجب التضحية لها والتطبيق لاحكامها بل كانها تعيش لوحدها هي الامرة الناهية.

السادسة: ان قوة العاطفة سوف تصرف نفسها ووقتها الى تطبيقات هذه العاطفة وهي امور دنيوية في الغالب بل هي امور دنيوية دائما وتختلف باختلاف طبع المرأة وتطلعات المرأة. والمهم ان ذلك سوف يسيطر عليها ويمنعها من التفكير الجاد في مستقبلها ومجتمعها وآخرتها وبالتالي يصعب عليها اكثر من الرجل التدقيق العقلي في العلوم واستيعاب المصطلحات المعمقة بل ستأخذ الحياة بشكل ساذج وبسيط نسبيا.

ثالثا: من الفروق بين الرجل والمرأة انه يمكن ان يقال ان الكيان المعنوي للمرأة او الروحي او الباطني اضعف من كيان الرجل وهذا هو السبب الرئيسي حسب فهمي للحكم شرعا بان ((الرجال قوامون على النساء)) وان العمل خارج البيت للرجال لان امثال هذه الاعمال وهي كثيرة ومعقدة وخطرة احيانا تحتاج الى عمق عقلي وقوة قلب وسيطرة على الارادة اكثر مما تتحمله المرأة. وهذا معناه ان المرأة وان كان يجوز لها العمل خارج المنزل باي حقل من الحقول المناسبة للشريعة والمجتمع الا انها لا يمكن ان تصل في نجاحها وضبطها الى مستوى الرجل الا من عصم الله.

ومن اعظم ذلك امام الله سبحانه مسؤوليات القضاء والفتوى او التقليد ومسؤوليات الرئاسة والولاية فانها كلها مسؤوليات ضخمة لا تطيقها المرأة او قل انه لا يناسب مع الكيان المعنوي والباطني للمرأة وان الله تعالى رحم المرأة بابعادها عن هذا وغيره مما لا يناسبها وافرغ ذمتها منها. ومن هنا قيل خاب قوم حكمتهم امرأة وقال امير المؤمنين (عليه السلام): (يا اشباه الرجال ولا رجال) اي ولستم برجال (وعقول ربات الحجال) اي النساء. لان الحرب تحتاج الى عقل وصبر وتحمل لم ترزق المرأة مثله وانما هو خاص بالرجل ومن هنا سقطت مسؤولية الجهاد عن المرأة.

والظاهر ان جملة من الاحكام انما وضعت لمنع الاختلاط المتزايد بين الجنسين وفرض الحد والحشمة والجدية في العلاقة بينهما ولا اقل ان العلاقة ان وجدت فليست بامضاء ورضاء الله سبحانه وتعالى بما في ذلك منع المرأة من امامة الجماعة للرجال وكذلك الشهادة بالهلال في اول كل شهر فان امثال هذه الامور فيها اهتمام وازدحام وازعاجات كفى الله تعالى المرأة عن تحمل مسؤولياتها ومضاعفاتها.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين * صدق الله العلي العظيم