النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    365

    الخطبة الحادية والاربعون السيد الشهيد

    الجمعة الحادية والاربعون 5 شوال 1419

    الخطبة الاولى



    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نرفع ايدينا جميعا بالدعاء …

    يا الله يا الله يا الله يا محمد يا محمد يا محمد يا علي يا علي يا علي يا فاطمة يا فاطمة يا فاطمة يا حسن يا حسن يا حسن يا حسين يا حسين يا حسين يا سجاد يا سجاد يا سجاد يا باقر يا باقر يا باقر يا صادق يا صادق يا صادق يا كاظم يا كاظم يا كاظم يا رضا يا رضا يا رضا يا جواد يا جواد يا جواد يا هادي يا هادي يا هادي يا عسكري يا عسكري يا عسكري يا حجة يا حجة يا حجة يا ربي يا ربي ياربي اللهم افعل بنا ما انت اهله ولا تفعل بنا ما نحن اهله يا ارحم الراحمين.

    الانسان غالبا ما يكون ابن يومه ينسى ما مضى عليه قبل قليل فضلا عن الكثير. الان لعل اغلبنا نسي اننا كنا في شهر رمضان قبل اقل من اسبوع.

    في الحقيقة شهر رمضان شهر عظيم عند الله ونحن بصفتنا من اهل الغفلة ومن اهل الدنيا من الصعب ان نعرف خصائصه الا بمقدار ما يدلنا عليها المعصومون (سلام الله عليهم اجمعين) فلنودع شهر الله سبحانه وتعالى. فلنودع شهر الله تعالى بالطريقة التي يودعها به الامام السجاد (سلام الله عليه) ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

    السلام عليك يا شهر الله الاكبر ويا عيد اوليائه السلام عليك يا اكرم مصحوب من الاوقات ويا خير شهر في الايام والساعات. السلام عليك يا من شهر قربت فيه الامال ونشرت فيه الاعمال. السلام عليك يا من قرين جل قدره موجودا وافجع فقده مفقودا ورجو آلم فراقه. السلام عليك يا من اليف آنس مقبلا فسر واوحش منقضيا فمض. السلام عليك يا من مجاور رقت فيه القلوب وقلت فيه الذنوب. السلام عليك يا من ناصر اعان على الشيطان وصاحب سهل سبل الاحسان. السلام عليك ما اكثر عتقاء الله فيك وما اسعد من رعى حرمتك بك. السلام عليك ما كان امحاك للذنوب واستر لانواع العيوب. السلام عليك ما كان اطولك على المجرمين واهيبك في صدور المؤمنين. السلام عليك من شهر لا تنافسه الايام. السلام عليك من شهر هو من كل امر سلام. السلام عليك غير كريه المصاحبة ولا ذميم الملابسة. السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات وغسلت علينا دنس الخطيئات. السلام عليك غير مودع برما ولا متروك صيامه سأما. السلام عليك من مطلوب قبل وقته ومحزون عليه قبل فوته. السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا وكم من خير افيض بك علينا. السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من الف شهر. السلام عليك ما كان احرصنا بالامس عليك واشد شوقنا غدا اليك. السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه وعلى ماض من بركاتك سلبناه ورحمة الله وبركاته.

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ((ان تصبك حسنة تسوءهم وان تصبك مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون * قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون * قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون * قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين *)).

    بمناسبة مرور عيد الفطر نتكلم عن فكرة العيد في الاسلام ويكون ذلك في ضمن عدة نقاط :

    النقطة الاولى : انه يعتقد طبقة من اهل اللغة ولعله هو المشهور بينهم ان العيد انما سمي عيدا لانه يعود كل سنة كأنه مأخوذ من العود فيكون عيد بمعنى عائد كفعيل بمعنى فاعل مثل عليم بمعنى عالم. الا ان هذا واضح المناقشة :

    اولا : ان العود بالواو والعيد بالياء فتكون كل واحدة مادة منفصلة مباينة مع الاخرى ولا يوجد وجه معتد به لتبرير تبديل الواو ياءا في لفظ العيد.

    ثانيا : انه لا تنطبق هنا قاعدة فعيل بمعنى فاعل لوضوح ان عيد ليس على وزن فعيل لا فعلا ولا تقديرا. ومن هنا فان الاطمئنان العرفي على ان لفظة عيد لفظ مستقل وضع لاجل الدلالة على هذا المعنى بالذاتع وهو اي يوم يناسب فيه اجتماعيا اظهار الفرح والسرور فيكون عيدا.

    ومن الطريف الملفت للنظر والذي الفت نظري على اية حال انني نظرت في عدة مصادر لغوية فلم اجد معنى العيد فيها موجودا بما فيها لسان العرب لابن منظور ومجمع البحرين للطريحي والمفردات للراغب الاصفهاني وغيرها. وبالتأكيد فان لفظ العيد ليس كلمة مستحدثة ليعرض عنها اهل اللغة ويهملوها بل هي قديمة واصيلة في اللغة بدليل انها واردة في القرآن الكريم في قوله تعالى : ((تكون لنا عيدا لاولنا وآخرنا واية منك))الامر الذي يدل على انها كانت متداولة ومفهومة في صدر الاسلام والعصر الجاهلي السابق عليه.

    النقطة الثانية : ان العيد بالمعنى الاصلي هو وقت حدوث مناسبة السرور والابتهاج الاجتماعي نفسه كحدوثا انتصار على العدو مثلا او ولادة شخص مهماو حصول فرج بعد الشدة ونحو ذلك وليس العيد هو ذكراه السنوية المتكررة كل عام لوضوح ان المناسبة الحقيقية لا تحصل كل عام وانما هو مجرد تكرار او اجترار وتذكر لما كان قد حصل في الزمان الماضي لا اكثر فهو في الحقيقة عيد مجازا وليس عيدا حقيقة. في حين ان العيد الحقيقي هو يوم حصول الحادثة المفرحة نفسه. وهذا هو مراد الاية الكريمة حين تقول : ((تكون لنا عيدا)) يعني بمناسبة نزول المائدة من السماء التي هي سبب الفرح والابتهاج ولم يقل انها تكون لنا عيدا نحتفل به كل عام.

    الا اننا يمكن ان نلاحظ ان المناسبات السنوية الاسلامية او الدينية على كلا الشكلين من هذه الناحية فمنها ما يكون ذكريات سنوية لحوادث سابقة في صدر الاسلام وربما اكثرها كذلك وهو الاعم الاغلب منها بما فيها مناسبات ولادات ووفيات المعصومين (سلام الله عليهم) وعيد الغدير. ومنها ما يمكن القول ان المناسبة بنفسها تتكرر كل عام فنحن في كل عام في مناسبة جديدة وسبب حقيقي للفرح والابتهاج فيكون عيدا ليس لاجل مجرد الذكرى بل هو عيد فعلي لمناسبة حاصلة تخصه في نفس الوقت وهذا المعنى متحقق في كل من عيد الفطر وعيد الاضحى كما هو متحقق بمعنى آخر في ليلة القدر ويوم عرفة على ما سنسمع شيئا من تفاصيله في النقاط التالية.

    النقطة الثالثة : قلنا في ما وراء الفقه انه تقوم فكرة الايام المهمة او المتبركة في الدين على احد اسس ثلاثة تنقسم الايام باعتبارها الى ثلاثة اقسام:

    القسم الاول : الايام التي تكتسب اهميتها باعتبار ان حادثة مهمة قد وقعت فيها كولادة النبي (صلى الله عليه واله) وولادة امير المؤمنين (عليه السلام) ووقعة بدر ويم المعراج ويوم الغدير ونحو ذلك فهذه ايام المناسبات التي تعطي للمسلمين بتجدد الذكرى كل عام ما يمكن ان تعطيه من الهام مقدس لكل فرد مسلم بمقدار حاله ومستواه.

    القسم الثاني : الايام التي تكتسب اهميتها باعتبار كونها وقتا لاداء عبادة كبيرة في نظر الشريعة ومن اهم امثلة ذلك ليلة القدر في شهر رمضان بل ايام شهر رمضان كله وكذلك يوم عرفة في الحج فانها واقعة في بحران العبادة وقمة اندفاع المكلف في التوجه الى ربه والتوسل اليه.

    القسم الثالث : الايان التي تكتسب اهميتها باعتبار كونها اول يوم تقريبا لفراغ المكلف من عبادة مهمة في الاسلام فانه من الوجداني المحسوس ان اداء اي واجب او مطلوب يقوم به الانسان يعطي راحة محببة واطمئنانا للضمير وشكرا لله سبحانه وتعالى على حسن التوفيق وكلما كبرت العبادة وازدادت اهميتها ازداد اهمية الفراغ منها حتى يمكن ان يصل هذا الشعور الى حد يستحق ان يكون عيدا اسلاميا ينص عليه بالشريعة ويحتفل به المسلمون على طول العصور واهم مثال لذلك عيد الفطر الذي يأتي بعد الانتهاء من فريضة الصوم خلال شهر كامل وعيد الاضحى الذي يأتي بعد الانتهاء من الاجزاء الاساسية من الحج وهو الموقفان في عرفة والمشعر الحرام وبالتالي كأن الحج قد انتهى من حجه بشكل وآخر بقيت عليه واجبات اخرى كالذبح والتقصير ولكن الشيء الاساسي انتهى.

    وليس من الصدف ان يقع عيد الفطر بعد عيد ليلة القدر وان يقع عيد الاضحى بعد يوم عرفة بعد ان عرفنا ان ليلة القجر واقعة في قمة اداء العبادة وعيد الفطر واقع في الانتهاء منها كما ان يوم عرفة واقع في موقف من اهم مواقف الحج يليه فجر اليوم العاشر الذي هو وقت الوقوف في المشعر الحرام وهما قمة اداء هذه العبادة (عني الحج) فيكون عيد الاضحى منذ طلوع شمسه اي شمس اليوم العاشر واقعا عند الانتهاء منها.

    النقطة الرابعة : انه اتضح من هذا كله ما قلناه قبل قليل من ان هذه المناسبات تتكرر بنفسها كل عام وليس هي ذكريات لمناسبات سابقة لوضوح ان شهر رمضان في كل عام هو مناسبة الصوم كما ان ليلة القدر فيه في كل عام هي قمة العبادة فيه وكذلك (تتنزل الملائكة والروح فيها من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر) ومعه يكون عيد الفطر الذي يأتي بعده مباشرة هو عيد فعلي ومباشر للتباشر والابتهاج من انتهاء تلك العبادة المهمة التي ترضي الله سبحانه وتبعث في الضمير راحة محببة وفرحا كما ان مناسبة الحج في كل عام هو مناسبة فعلية وواجبة على كل مسلم استطاع اليه سبيلا فيكون يوم عرفة هو مناسبة فعلية ومباشرة لهذه العبادة العظيمة والشعيرة المهمة من شعائر الله والاسلام الا وهي الحج وليس ذلك على شكل ذكرى لعيد سابق. كما ان عيد الاضحى سيكون فعلا هو وقت الانتهاء او قل الاحتفال بالانتهاء من تلك العبادة المهمة التي ترضي الله تعالى وترضي ضمير المسلم.

    النقطة الخامسة : اننا قلنا قبل قليل ان العيد هو يوم الفرح الاجتماعي او العام عند تحقق سببه فعلا طبعا وهذا ما يتكرر سببه في كل عام في عيد الفطر وعيد الاضحى واما بالنسبة الى الذكريات فالعيد الحقيقي و المناسبة الاولى التي حصلت فيها تلك الحادثة فعلا فمثلا ان العيد الحقيقي هو يوم ولادة الرسول في عام الفيل فمن حيث ان ولادته هي الحادثة المبهجة والرئيسية التي اوجبت بالتدريج قلب الموازين البشرية من حين البعثة النبوية الى يوم القيامة ونسخ الشرائع السابقة وتبديلها بالشريعة التي تمثل الحق المطلق والعدل الصريح فمن هذه الناحية اصبحت عيدا طبعا ونفس هذا نقوله في عيد المبعث النبوي فان يوم المبعث منذ حصول البعثة حقيقة في غار حراء هو العيد وسبب السرور والابتهاج واما تكراراته السنوية فهي مجرد ذكريات له كما ان ولادات المعصومين (سلام الله عليهم) كذلك ويقاس على ذلك ايام الحزن والمصيبة والاسى في الاسلام فان اليوم الحقيقي لذلك هو يوم حصوله فعلا كيوم مقتل امير المؤمنين (سلام الله عليه) ويوم مقتل الحسين (سلام الله عليه) في واقعة الطف ووفيات سائر المعصومين (عليهم السلام) مضافا الى ايام اخرى محزنة ومفجعة قلما يلتفت اليها المتشرعة كحصار النبي (صلى الله عليه واله) واهله واصحابه في شعب ابي طالب فهل نعمله يوم مصيبة وتعزية ! غافلين حبيبي .. وغيبة الامام المهدي (عليه السلام) ويم هدم قبور المعصومين (عليهم السلام) في البقيع من قبل الوهابين السعوديين وغير ذلك.

    النقطة السادسة : انه لا شك ان هناك مصالح اجتماعية ودينية مهمة لتأسيسهذه الذكريات ولولاها لانقطع المجتمع عن تاريخه المقدس وقادته الرئيسين انقطاع يكاد يكون تاما. فمن المناسب ان تأتي في كل شهر مناسبة او عدة مناسبات نجدد فيه العواطف تجاه الاسلام والدين والقادة واحدا واحدا لكي يكون هذا التجديد حافزا جديدا ويعطي زخما نفسيا مؤثرا نحو طاعة الله ونصرة الدين والمذهب.

    ومن الملحوظ بوضوح ان مذهبنا وانا ملتفت من زمان هو الفريد من كل المذاهب والاديان بكثرة مناسباته الدينية والمذهبية فهو له مناسبات الاسلام كلها مضافا الى مناسبات في المذهب نفسه على ان منسابت المذهب مما لا يمكن انكاره او استنكاره لاي احد على الاطلاق لوضوح ان ائمتنا (سلام الله عليهم) رجال قادة وعلماء سادة متفق على صحتهم وعلمهم ووثاقتهم وصلاحهم لم يجرح فيهم الا الشاذ الناصبي المتعصب الملعون عند الله ورسوله.

    وعليه فمن المعقول جدا ان تكون يوم ولادة اي واحد من هؤلاء العظماء عيدا وان يكون يوم وفاته يوم مصيبة واسى حتى عند غيرنا بطبيعة الحال. وان تكون ذكرياتهم السنوية على كثرة تكرارها مناسبات مهمة دينية واسلامية تتجدد فيها الطاعات. ووجودها مهم لنصرة الدين والدفاع عن شريعة سيد المرسلين.

    ومن الواضح ان الحال الدنيوي والمصالح الشخصية هي التي تسيطر على افراد المجتمع في الغالب من فقر وغنى وصحة ومرض وربح وخسران ونحو ذلك الامر الذي يستوجب بوضوح البعد عن طاعة الله ونسيان ذكر الله والغفلة عن امجاد التاريخ الاسلامي والقادة الاسلاميين. ومن هنا كانت المصلحة في حكمة الله التكثير من هذه المناسبات وتكرارها وتركيزها لكل يوجب الاوبة والرجوع لكل الغافلين والمقصرين في طريق الله سبحانه وتعالى، قال تعالى : ((انه اواب)) يمدح الاواب وهو الراجع الى الله. وقال سبحانه : ((لكل عبد منيب)) ايضا بمعنى راجع. وقال : ((ففروا الى الله)) وقال : ((انا لله وانا اليه راجعون)).

    بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * ان شانئك هو الابتر * صدق الله العلي العظيم



    الجمعة الحادية والاربعون 5 شوال 1419

    الخطبة الثانية



    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم هذا يوم مبارك والمسلمون فيه مجتمعون في اقطار ارضك يشهد السائل منهم والطالب والراغب والراهب وانت الناظر في حوائجهم فاسألك بجودك وكرمك وهوان ما سألتك عليك ان تصلي على محمد واله واسألك اللهم ربنا بان لك الملك ولك الحمد لا اله الا انت الحليم الكريم الحنان المنان ذو الجلال والاكرام بديع السماوات والارض مهما قسمت بين عبادك المؤمنين من خير او عافية او بركة او هدى او عمل بطاعتك او خير تمن به عليهم تهديهم به اليك او ترفع لهم عندك درجة او تعطيهم به خيرا من خير الدنيا والاخرة اسألك اللهم بان لك الملك والحمد لا اله الا انت ان تصلي على محمد وال محمد عبدك ورسولك وحبيبك وصفوتك وخير خلقك وخيرتك من خلقك وعلى ال محمد الابرار الطاهرين الاخيار صلاة لا يقوى على احصائها الا انت وان تشركنا في صالح من دعاك في هذا اليوم من عبادك المؤمنين يا رب العالمين وان تغفر لنا ولهم انك على كل شيء قدير اللهم اليك تعمدت بحاجتي وبك انزلت اليك اليوم فقري وفاقتي ومسكنتي واني بمغفرتك ورحمتك اوثق مني بعملي ولمغفرتك ورحمتك اوسع من ذنوبي فصلي على محمد وال محمد وتولى قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسرذلك علي وبفقري اليك وغناك عني فان لم اصب خيرا قط الا منك ولم يصرف سوءا قط احد غيرك ولا ارجو لامر آخرتي ودنياي سواك اللهم من تهيأ وتعبأ واعد واستعد لوفادة الى مخلوق رجاء رفده ونوافله وطلب نيله وجائزته فاليك يا مولاي كانت اليوم (وانشاء الله كل يوم) تهيأتي وتعبأتي واعدادي واستعدادي رجاء عفوك ورفدك وطلب نيلك وجائزتك. اللهم صل على محمد وال محمد ولا تخيب اليوم ذلك من رجائي يا من لا يخفيه سائل ولا ينقصه نائل فاني لم اتيك ثقة مني بعمل صالح قدمته ولا شفاعة مخلوق رجوته الا شفاعة محمد واهل بيته عليه وعليهم سلامك اتيتك مقرا بالجرم والفساد الى نفسي اتيتك ارجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخطائين ثم لم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم ان عدت عليهم بالرحمة والمغفرة فيا من رحمته واسعة وعفوه عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا كريم يا كريم يا كريم صل على محمد وال محمد وعد علي برحمتك وتعطف علي بفضلك وتوسع علي بمغفرتك.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ((الذين آمنوا وتطوئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطئمن القلوب * الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب * كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم لتتلوا عليهم الذي اوحي اليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب * ولو ان قرآن سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا * او لم ييأس الذين آمنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا * ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله ان الله لا يخلف الميعاد)).

    نستمر فيما بدأناه في الخطبة الاولى …

    النقطة السابعة : ان الفرح والسرور له اسبابه الدنيوية واسبابه الاخروية. اما اسبابه الدنيوية فواضحة كحصول الصحة بعد المرض او الثروة بعد الفقر او قرب الشخص القريب او الحبيب بعد بعده وهكذا. وهذا النوع من الفرح وان كان جائزا فقهيا ومتعارفا متشرعيا واجتماعيا الا انه مرجوح اخلاقيا وفي الحكمة : (لا تفرح بما اتاك من الدنيا ولا تحزن عما فاتك منها) وقال الله تعالى : ((لاتفرح ان الله لا يحب الفرحين)) وهذا خطاب لقارون حين فرح بامواله وزينته (كول لا سبحان الله !).

    ومن المعلوم انه حين عصى قارون هذا الامر بترك الفرح ففرح عوقب بالعقاب الدنيوي المعجل قال تعالى : ((فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * واصبح الذين تمنوا مكانه بالامس يقولون وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا ان من الله علينا لخسف بنا وي كأنه لا يفلح الكافرون *)

    اذن فالفرح بالاسباب الدنيوية ممنوع اخلاقيا وقد تكون عليه عقوبة كالتي وقعت على قارون كما ان الحزن للاسباب الدنيوية ممنوع اخلاقيا وقد سمعناه في الحكمة يقول : (ولا تحزن عما فاتك من الدنيا).

    واما الفرح بالاسباب الاخروية فهو صحيح ومشروع قال تعالى : ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)) وقوله ((مما يجمعون)) يعني مما يجمعون من اموال الدنيا وبهارجها وشهواتها التي تكون سببا لفرح اهل الدنيا واهل الغفلة والغرور بل هي ملغاة ومبدلة بالاسباب الاخروية للفرح وهي تلقي فضل الله ورحمته كما سمعناه في الاية الكريمة : ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخير مما يجمعون)).

    والاسباب الاخروية للفرح قد لخصتها الاية الكريمة وهي فضل الله ورحمته فاذا حصل الفرد على شيء من فضل الله ورحمته فرح وجاز له الفرح كما لو وفق الى طاعة واجبة او مستحبة او الى اي شيء مرضي لله سبحانه او وفق الى ترك معصية كاد ان يقع فيها فتمت له السيطرة عليها وتركها كما لو حدثته نفسه بشهوة جنسية محرمة او سرقة او كذب او غيبة او غير ذلك فتركها من اجل رضا الله سبحانه وتعالى فانما ذلك فضل من الله وحسن توفيق يجب ان يشكر الله تعالى عليه وانه لم يوكله الله الى نفسه فيتورط في الحرام.

    وعلى اي حال فتتلخص الاسباب الاخروية للفرح بما يناله العبد من الكمال او يعطى درجاته وكله منوط برضا الله تعالى وحسن توفيقه.

    وكذلك الحزن الاخروي فان اسبابه واضحة وهي كل ما يرتبط برضا الله سبحانه ويتلخص ان الفرد يحزن لحصول النقص او المصيبة في الدين او الطاعة او وقوع الالم والشدة في بعض اولياء الله سبحانه وتعالى. وفي الرواية في وصف الشيعة : (انهم يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)).

    وعلى اي حال فيمكن القول بان اسباب الفرح والحزن متضادة فما كان سببا للفرح كان فواته ونقصه سببا للحزن وما كان سببا للحزن كان فواته سببا للفرح وهذا صادق على المستويين الدنيوي والاخروي معا.

    النقطة الثامنة : اننا قلنا في فقه الاخلاق ان ما هو المؤثر اكثر والمنتج اكثر في طريق التربية والتكامل الالهي والايماني سواء على المستوى الفردي والاجتماعي هو الحزن وليس الفرح لان الحزن عاطفة قوية تحمل الفرد على الحماس والهمة باتجاهها وتطبيق مقتضياتها. ومن هنا قلنا ان الشرع الاسلامي اختار لنا الحزن للتربية العامة والخاصة وليس الفرح ومن هنا ورد وهو بيت منسوب الى احد المعصوين (سلام الله عليهم) ربما امير المؤمنين :

    يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن اعيادنا مآتمنا

    اي هي موارد احزاننا ومصائبنا. لما نرى في انفسنا من النقص والقصور والتقصير ولما نرى في المجتمع من عيوب ومآثم فانه اذا التفت الفرد الى نقصه كان في طريق سده وتكميله واذا التفت الفرد الى نقص غيره كان بصدد ردعه ونهيه اذا كان يشعر بالمسؤولية.

    وعلى اي حال فبعد ان عرفنا ان الفرح والحزن ينقسم الى ما هو دنيوي والى ما هو اخروي ينبغي ان نلتفت هنا الى ان ما قلناه من كون الحزن اقوى سببا للتربية والتكامل من الفرح انما تريد به الشريعة المقدسة الفرح والحزن الاخرويين، فيكون الحزن الاخروي باسبابه اقوى بالتربية من الفرح الاخروي واما الفرح والحزن الدنيويين فهذا احمله وارميه في الزبالة.

    وهذا معناه ان الاولى للفرد ان يلتفت الى ذنوبه ونقصه اكثر من مما يلتفت الى طاعاته والى مركزه الديني واهميته الاجتماعية فان الالتفات الى ذلك يحدث في النفس الامارة الغرور والعجب والرياء والعظمة الزائفة وهذا اكيد ومجرب بالملايين. في حين ان الالتفات الى النقص والقصور الموجودين على كل حال وفي كل فرد فالكمال لله وحده، فان هذا الالتفات الى النقص يحدث في النفس التواضع والخشوع والتذلل امام الله تعالى ورجاء عفوه ولطفه وهو المطلوب دائما وليس العجب والرياء والغرور والعظمة الزائفة بطبيعة الحال.

    فالافضل للفرد ان يحزن ويندم دائما لعدم حصوله على الكمال اللائق به لا ان يفرح بما جاء به من الطاعات فان الطاعات مهما كثرت فانها قليلة بل معدومة تجاه المعبود اللاهائي القدرة واللانهائي الوجود والتي نعمه لا تحصى ولا تجازى وهو المبتديء بالنعم قبل استحقاقها والله تعالى لا يطاع حق طاعته ولا يشكر حق شكره ولا يذكر حق ذكره ومن هنا ورد : (انظر في الاخرة لمن هو فوقك وانظر في الدنيا لمن هو دونك) لان الفرد اذا نظر في الاخرة لمن هو فوقه رغب فيه وعمل له وذلك هو العمل برضاء الله سبحانه فيكون العمل في ذلك عمل لله وفيه رضاء الله سبحانه وتعالى. واذا نظر في الدنيا لمن هو دونه اي الاكثر فقرا او مرضا او ذلة وهكذا حمد الله سبحانه على ما انعم به عليه من النعم حيث لم يجعله مثل ذلك الفرد في القصور والنقصان ونفس هذه الفكرة يمكن تطبيقها على كلا المستويين الدنيوي والاخروي معا. فاذا نظر الفرد الى من هو فوقه في الاخرة او افضل منه عند الله رغبهم في مقامهم وكمالهم وعمل للوصول اليه وهو المطلوب اي عند الله سبحانه وتعالى مطلوب اكيدا. واذا نظر الى من هو دونه في الاخرة حمد الله سبحانه على نعمة الطاعة وما تفضل به عليه من المواهب والمراحم وما حجبه عنه من الذنوب والعيوب التي تورط بها الاخرون. واذا نظر الفرد الى من فوقه في الدنيا وهو الاكثر مالا وولدا والاعز عشيرة ونحو ذلك فاذا كان مؤمنا لم يتمنها لنفسه بل تمنى عدمها لما فيها من المسؤولية امام الله سبحانه والتورط في جهات كثيرة هو في غنى عنها كما قال تعالى : ((الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا)) واذا نظر الفرد الى من هو دونه في الدنيا افقر منه او امرض منه مثلا حمد الله سبحانه على نعمته الدنيوية كنعم تفتح له فرص الطاعة والثواب وليس كاسباب للشهوات والملذات.

    النقطة التاسعة : اننا بعد ان عرفنا انقسام الفرح الى دنيوي واخروي فمن غير المحتمل ان الشريعة المقدسة تأمر في الاعياد الدينية المقدسة بالفرح الدنيوي وانما تأمر بالفرح الاخروي فانه من الواح جدا ان اهل الدنيا يفرحون في اعيادهم بالفرح الدنيوي بمزيد من الغناء والرقص ولتعري والعبث ونحو ذلك (كول لا ‍!) وكثيرا مشاهد في مختلف بلدان العالم مع الاسف. فيزداد تورطهم بالمعاصي وبعدهم عن رضاء الله سبحانه وتعالى وقربهم من الشيطان فبدلا عن ان يكون العيد لهم سببا للكمال قليلا او كثيرا كان سببا للنقص والهلاك والعياذ بالله. ومن الواضح ان المحرمات تبقى على حرمتها في العيد وغيره وفي الفرح والحزن طبعا ولا يحتمل ان تكون جائزة في الشريعة اطلاقا وانما المطلوب في الشريعة هو اظهار الفرح بما سميناه بالفرح الاخروي وهو يكون على احد مستويين او كلا المستويين :

    احدهما : اظهار الفرح الدنيوي بالمباحات كاللباس الجيد والابتسام ونحو ذلك ويكون ذلك اخرويا باعتبار كون المناسبة دينية ومقدسة ومرضية لله سبحانه وتعالى.

    ثانيهما : ابراز الفرح الاخروي الحقيقي لو صح التعبير بكثرة الطاعات والاستغفار والتذلل والخشوع امام الله سبحانه وتعالى لنيل رضاه وهباته ورحمته.

    فاذا خطونا الخطوة الاخرى التي يقول فيها : (ونحن اعيادنا مآتمنا) عرفنا ان اظهار الفرح الدنيوي بالمباحات وان كان مطلوبا ومستحبا فقهيا الا انه في الحقيقة يتضمن غفلة عن الطاعات وعن ذكر الله سبحانه بل المطلوب حقيقة هو الحزن وليس الفرح. ماذا كان يفعل امير المؤمنين (عليه السلام) في عيد الاضحى او الفطر ؟ ماذا كانت تفعل الزهراء (سلام الله عليه) ؟ هل تلبس الجديد ؟ انا اقول لا هي وهم اعلى من ذلك (سلام الله عليهم) بل المطلوب حقيقة هو الحزن وليس الحزن وذلك على عدة مستويات :

    المستوى الاول : ذكر مصائب اهل البيت (عليهم السلام) والتحزن لها فان ذلك من اعظم الطاعات امام الله سبحانه.

    المستوى الثاني : ذكر المعاصي والنقص والقصور الموجود لدى الفرد نفسه والتباكي والتحزن امام الله تعالى لذلك والسعي تجاهه بازالة ذلك والسيطرةه عليه بحسن توفيق الله سبحانه وتعالى.

    المستوى الثالث : ذكر المعاصي والنقص والقصور الموجود لدى الغير والتحزن لوجوده فان ذلك مما يؤلم ويقرح كما قال تعالى : ((لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين)) وقال : ((ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون)) لانه (صلى الله عليه واله) كان يحزن عليهم ويكون في ضيق مما يمكرون لكنه الله يقول اللهم اني اسألك من الله اكبر لا توجد فائدة منهم قبحهم الله.

    المستوى الرابع : تمني المؤمن الوصول الى مراتب من الكمال لم يصلها والتحزن لعدو وصولها والشوق اليها مع الاقتران بالامل بالله تعالى وحسن الظن به في ايصاله الى تلك المراتب المأمولة منه سبحانه.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هل اتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذٍ خاشعة عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم من طعام الا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع * وجوه يومئذٍ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغية * فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة * واكواب مرفوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوثة * افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت * والى السماء كيف رفعت * والى الجبال كيف نصبت * والى الارض كيف سطحت * فذكر انما انت مذكر * لست عليهم بمسيطر * الا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الاكبر * ان الينا ايابهم * ثم ان علينا حسابهم *

    صدق الله العلي العظيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    27

    افتراضي

    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرج قائم
    نعم يا أحبائي وأعزائي الأخيار الأطهار لنثبت للجميع قولاً وفعلاً صدقاً وعدلاً أننا ... نحن أبناء الصدر وأتباعه .... نحن منهج الصدر ووعده وميثاقه ...... نحن علم الصدر وأفكاره ....... نحن دليل الصدر وبرهانه وآثاره ...... نحن الصدر أسمه جسده وعنوانه ....... نحن الصدر وأخلاقه ....... نحن الصدر وأخلاقه ....... نحن الصدر وأخلاقه ....... حتى لقاء الإله وجنته ورضوانه ........ والسلام على الصدر الشهيد يوم ولادته واستشهاده

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني