الموت و الجنازة في المعتقدات الشعبية

[احمد14]

السلام عليكم :

من كنوز التراث الشعبي الروماني

الموت و الجنازة في المعتقدات الشعبية

وصف الأستاذ يون كينويو في أحد بحوثه سهرة الفقيد التي كانت تقام و لا تزال تقام في بعض المناطق الريفية في منطقة ترانسيلفانيا وخاصة في القرى الواقعة في جبال أبوسيني و أبرز جو المرح و البهجة التي يسودها و الذي لا يختلف بشيء عن أجواء المناسبات السعيدة كالأعراس و ليلة حلول السنة الجديدة .. ولماذا هذا الفرح ؟ لأن المجتمع التقليدي كان يعتبر موت أي من أفراده بادرة لحياة جديدة ومن هنا كان يتوقع أن تزرق إحدى العائلات بمولود جديد قريبا ليحل محل الفقيد فتجدد بذلك الحياة .. يشارك في سهرة الفقيد التي تقام عادة في بيته جميع سكان القرية - كبارا و صغارا نساء و رجالا و يحضرونها بدون دعوة . وإن كان الفقيد كهلا يقال : " لقد عاش عمره و استوفى رزقه " .. وفي هذه الحالة تؤدي الساهرون رقصة طقوسية توحي باللحظات الرئيسية في تقويم حياة الإنسان " وهي الولادة و الزواج و الوفاة كما توحي بمهنة أهالي القرية و عاداتهم و ممارساتهم التقليدية . ونقل يون كينويو عن باحث زار جبال أبوسيني في الأربعينات من القرن العشرين وحضر سهرة فقيد في إحدى قراها قوله : " كان الجميع يضحك و يمزح فكان البيت يهتز بضحكاتهم .. وكأنهم يفرحون لموت أحدهم ..كلهم يضحكون : أقارب الفقيد و أبناؤه ... كلهم .. " والتفسير لهذا السلوك لا يمت صلة بالعقليات البدائية إنما باعتقاد أن مهمة الإنسان في الدنيا انتهت مع نضوجه و إنجابه أبناء فعليه أن يفسح المجال إليهم لمواصلة دورة الحياة ..ومن جهة أخرى رأى الخبراء في هذا التصرف انعكاسا لرؤية تقليدية تعادل بين الموت و العرس .. وأفضل مثال على هذا التعادل قصيدة ميوريتسا - أي النعجة - التي يعتبرها النقاد أحد الأساطير الأساسية للتراث الشعبي الروماني وتعبر عن استسلام الإنسان لقدره و قبوله بحتمية الموت .. وفي هذه القصيدة يعلم راعي غنم شاب من نعجة ناطقة بأن رفاقه يتآمرون لقتله و الاستيلاء على قطيعه ولكنه لا يثور على المتآمرين إنما ينتظر نهايته مسلما أمره لله ..وفي انتظار لحظته الأخيرة طلب من النعجة بأن تشفق على والدته المسنة وتخفي عنها حقيقة موته و تقول لها إن ابنها تزوج من عروس العالم و إن نجمة سقطت أثناء الأعراس و إن القمر و الشمس وضعا تاج العريس على رأسه و إن الجبال و أشجار الصنوبر الشامخة انضمت إلى موكبه و إن الطيور غردت له .. وجد بعض الباحثين في هذه القصيدة عناصر لطقوس الجنازة قديما منقولة إلى طقوس الزواج كما راءوا فيها تجسيدا لرؤية الموت كامتداد طبيعي للحياة الدنيوية في الآخرة هدوء الإنسان الذي وصل إلى العتبة بين العالمين ..ومن جهته قال نياكو جوفارا في أحد بحوثه إن الهدوء أمام الموت كان أحد مزايا المجتمع الريفي التقليدي ذلك أن معدل الوفيات كان مرتفعا بين الناس بغض النظر عن أعمارهم بسبب الأمراض و الكوارث الطبيعية وأن الناس تعود على القبول بمصيرهم بقولهم : هكذا كتب لنا ..

الموضوع نقل من rri

[منازار]

لكن اليست لهم مشاعر بفقد عزيز عندهم؟ اول مرة اسمع ان هناك من يفرح لموت اهله ومحبيه


شكرا اخي احمد علىل موضوعك

[احمد14]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

شكرا للاستاذة منازار على التعليق الذي يدل على المتابعة والقراءة .
أعتقد ان حالنا الان يشبه هؤلاء , وذلك لكثرة احداث الموت التي عشناها وما زالت متعلقة بنا , لذا نحن لا نعيش ابدا حالة المشاعر التي كان يعيشها الناس قبل 40 سنة تقريبا , وخصوصا بين النساء وكأن الدمع قد نفذ من مآقيه .
ولما لا يقام مهرجان أو أحتفال صغير بمناسبة أنتقال الانسان من جحيم الدنيا والى جنة الاخرة , وقد يكون هذا سر الاحتفال الذي يقام في الريف الروماني .

[منازار]

صحيح أخي الفاضل الحزن ليس كالسابق لكثرة المآسي والموت اليومي الذي يوزعوه العربان.

فكرة الاحتفال هذه لا اعتقد انها ستكون ابدا لان ارتبط الموت بالحزن. مع ان الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن وحينما ينتهي عالمه الدنيوي يرتحل إلى نعيم لا زوال له ولا اضمحلال ولكن ليس كلنا مؤمن وليس كلنا يملك الايمان القوي الذي يجعله يتحمل فراق اهله


تحياتي اخي وشكرا على مواضيعك القيمة والتي نتابعها دائما