مكروهة وجابت بنت، قليل من الخجل ياعرب!


بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل

www.zaqorah.com


هذا المثل العربي الشهير ينطبق تماما على حال العرب الشيعة في كل نازلة او محط خلاف سواء اكان معهم او مع غيرهم حتى لو كان هؤلاء الناس مواسين بالمال والارواح مع اخوانهم من بقية الطوائف ضد اعدائهم من المحتلين والغاصبين.
النقد والتشهير والتهديد والوعيد فضلا عن الاتهامات الجاهزة بالعمالة لايران تحديدا مضافا اليها مفردات شارعية نترفّع عن ذكرها كلها قيلت بحق القيادات الدينية الشيعية وابرزتها الصحافة العروبية التي تدّعي تبنّيها مشروع "وحدة الامة"! السبب طبعا غزّة. غزّة المحاصرة التي يُقتّل ابناؤها وتُدفن اطفالها وترمّل نساؤها وتُقصف مساكنها ومستشفياتها ومدارسها وتُنتهك حراماتها وتُدك بالصواريخ بناها التحتية. كل هذا يحدث واصحاب ودعاة المشروع العروبي صامتون صمت القبور، بل ويتفنون في اختراع الاعذار لهذا النظام السياسي وذاك! الأنكى من ذلك ان النظام الرسمي العربي ومن دون استثناء يعتبر تصريحات بعض القادة الشيعة بوجوب مناصرة غزّة ماهو الا تدّخل في الشأن الداخلي لدولهم ويذهب بعضهم بعيدا ليصف تصريحات السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله انها قد صدرت من "حاقد ومأجور ايراني"؟! فهل بعد هذا الكلام بقي شئ يمكن ان يُقال ولو كان السيد حسن نصر "حاقد" فمن هو صاحب الغيرة والشهامة والنخوة العربية التي ذهبت مع الرعيل الاول؟! واذا كان حسن نصرالله حاقد فلماذا لاتتحركون انتم ياايها الوحدويون القوميون العروبيون لنكتشف حقد نصرالله وغيره؟! ثم منذ متى كان المجاهد في سبيل الله حاقدا ومأجورا؟! وهل المأجور الذي يدافع عن عرضه ومقدساته ووطنه ام المأجور الذي يقبض ثمنا لسكوته بل ومشاركته في القتل العمدي والترويع وسلب الشعوب حقوقها؟!
في مقام تبريري اخر يعلل بعضهم ان سبب التخلّي عن حماس بل والمشاركة الفعلية مع اسرائيل لاجتياح غزّة كان بسبب تبني حماس للمشروع الايراني؟! نقول لو كانت حماس متبنية للمشروع الايراني على حد وصف هذه الصحافة الصفراء فاين هو المشروع العربي لكي تتبناه ولايبقى للايرانيين ذريعة في التدخل في شؤونكم؟! منطق اعوج حقيقة فبدلا من ان يشكروا ايران لانها تدعم مقاومة عربية لتحرير الارض وتخليص المسلمين من الاحتلال وتبعاته يشتمونها ليل نهار وهم يدسّون رؤوسهم في الوحل كما الصراصير العفنة. لكن يبدو ان محرّك هؤلاء يتعدى الطائفية والمذهبية ليصل ان ايران فعلا تشكّل قلقا لغالبية الانظمة العربية ففي الوقت الذي تذكّرهم ليل نهار بحجم الجبن والاستكانة والعمالة فانها ايضا تحرجهم امام الشعوب والعالم اجمع هذا لو بقي فعلا لدى هذه الانظمة ذرة من حياء او خجل!
أخيرا يجب الاعتراف بان امريكا قد نجحت فعلا في شراء غالبية الانظمة العربية الرسمية فضلا عن بعض الذمم الرخيصة اصلا ولافرق هنا بين اصحاب القيافات او الشراويل او العقال وحتى اصحاب الطرابيش والعمائم بكل الوانها. لكن في الجانب الاخر لازال هناك رجال عاهدوا الله وهم ماضون في العهد، رجال لايخافون لومة لائم ولايكترثون على اي جنب تكون مصارعهم. رجال المقاومة الاسلامية في لبنان وفي فلسطين هم شرف هذه الامة ومن يراهن على طاولة المفاوضات فهو المأجور والحاقد مستاجره بلا شك لان طاولة فارغة من دون بندقية ساندة مصيرها المزابل ولنا في التأريخ عبر وشواهد.