هل يوجد في الإسلام مجال للمعارضة الداخلية؟
* من الطبيعي أن المعارضة الداخلية على قسمين: فهناك معارضة تتحرك من أجل أن تسقط الإسلام ، فالإسلام لا يسمح بذلك ولا يسمح بالمعارضة التي تتحدى النظام في أصوله كمقدمة لإسقاطه وإبعاد المجتمع عن الإسلام كله.
أما المعارضة السياسية التي تريد إصلاح الواقع ومواجهة الحكام بنقاط ضعفهم وسلبياتهم، ومحاولة إسقاط الحاكم الجائر الذي يسيطر على مقدرات المسلمين دون وجه حق، أو من أجل إسقاط مشروع سياسي ليس في مصلحة المسلمين، فلا مانع من إيجاد معارضة سياسية لتقويم الواقع، وفي التجربة الإسلامية يقف الإنسان المسلم أمام الخليفة والحاكم ويتحدث بصوت عال؛ لينتقد مشروعًا أو ينقد سلوكًا، ونحن نقرأ بعض كلمات للإمام علي رضي الله عنه يقول: فلا تكلموني بما تكلمون به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة – والمقصود السيف – ولا تظنوا بي استثقالاً لحق قيل لي أو لعدل يعرض عليَّ، فإن من استثقل الحق أن يقال له والعدل أن يعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل، فلا تكفوا عني مشورة بحق، أو مقالة بعدل.
وعندما ندرس هذا النص نجد أن الحاكم هو الذي يطلب من الناس أن ينقدوه وأن يقولوا له كلمة الحق وأن يعطوه مشورة العدل، مما يعني أن الإسلام يفسح المجال لمعارضة في داخل النظام.