النتائج 1 إلى 15 من 15
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي عجائب و غرائب حققها مرجع اتركها بين ايديكم


    عجائب وغرائب
    محمد الصدر ( رضوان الله عليه)
    قال السيد : محمد الصدر قدس سره الشريف : (( اصلح في الله الصغيرة والكبيرة ولا تستحقرن معصية اذ لعل فيها غضب الله ولا تستحقرن طاعة اذ لعل فيها رضا الله )).
    وقال ايضاً : (( انتم انشاء الله تروون مني غرائب ))
    باب عجائبه وغرائبه المعرفية
    منها: انه سئل : عن رجلان يمشيان في إحدى بلدان أوربا واثناء المسير اصطدمت بهما سيارة فوقعا كليهما على الأرض فمات احدهم وتهشم رأس الثاني وبقي جسده حياً . فبادر الأطباء بأجراء عملية سريعة فأخذوا رأس الميت . فوضعوه على صاحب الجسد الحي ونجحت العملية وقام الرجل الذي نقل له الرأس خلال عدة أيام من العملية وانهما كانا متزوجين ولهما اولاد وكل من الزوجات تقول هذا زوجي ، فمن هي زوجة هذا الرجل راجين الحكم الشرعي [1] .
    فقال : هذا مجرد فرض لا واقع له ولا يمكن تطبيق الرأس على جسد اخر الا بمعجزة ، ولكن مع ذلك يمكن القول ان الزوجين تجب عليهما عدة الوفاة ، ثم يعقد الرجل الجديد على زوجة صاحب الرأس او على المرأة التي يشعر هو بأنها كانت زوجته . ولكن الاحوط وجوباً ان لا يعقد نكاحه على أي منهما . كما ان الاحوط ان لا يتزوج ايا من المرأتين ما لم يتم طلاقهما من قبل الحاكم الشرعي برجاء المطلوبية .
    منها : انه سئل عن العصبية[2] : حيث يقال ان السيد محمد الصدر عصبي وان عصبيته تكون مرة واجبة ومرة اخرى تكون مستحبة ومرة تكون مباحة : فقال ( قدس سره الشريف ) 0
    (( اذا كان الغضب من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان كان ذلك واجبا كان الغضب واجبا وان كان ذلك مستحبا كان الغضب مستحباً واما اذا كان الامر مباحاً اساساً كان الغضب عليه مباحا 0 ))
    منها[3] : سائل على ما هو منشور في ورقة الرفقة وحاصل ما فيها حدثت عاصفة رملية في الصومال تكون فيها صورة لرجل معمم ادعي الامر بأنها للسيد المسيح (ع) فقال سماحته فيه عدة نقاط اولاً : ان الكذب والتزوير عليها محتمل جداً خاصة انه من البعيد ان تصبح الوجه واضحا في الجو مضافا الى انه سوف يتلاش في لحظات لسرعة الريح ، فكيف ادرك الرسام رسم صورة له وانما هو من صنع الكمبيوترات 0
    ثانياً : ان الوجه الحقيقي للسيد المسيح عليه السلام غير معلوم لاننا لم نره ولم تبق له صورة معاصرة ، فلعل هذا الوجه يمثل شخصاً اخر من الاولياء قد يكون في الاسلام او غيره لو تنزلنا عن الوجه الاول 0
    ثالثا:ً ان هذا على كل حال ليس نصراً للمسيحية وانما هو لو سلمناه نصر للعقيدة الالهية التي طالما حاولت الحضارة الاوربية والامريكية طمسها ، وذلك بأضهار المعجزات في زمان دعواهم بأن زمان المعجزات انتهى اذن فهو لم ينتهي والحمد لله رب العالمين 0
    منها : انه سئل على الكراسات التي تباع في الاسواق حول مواقيت الصلاة حجة هي ام لا 0
    فقال : (( انالا اقول بحجة أي واحدة منها لانني رأيت الكثير منها واعرف انها متعارضة 0 مضافا الى كونها ظنية وليست قائمة على حجة معتبرة شرعاً ))
    منها : انه سؤل عن وليمة عند رجل لا يخمس فأكلت منها فهل هناك حق شرعي مترتب في ذمتي
    فقال : (( نعم ادفع خمس قيمة ما اكلت او تصدق بشئ على المحتاجين ))
    منها : انه سئل عن شخص صاحب محل ويريد ان يشغل لديه عامل شارباً للخمر 0
    فقال : (( لو كنت محله لاخرجته الا ان المال الواصل اليه حلال من هذه الناحية ))
    منها : انه سئل عن بعض المرويات انه لا يجوز اطالة اللحية ااكثر من قبضة اليد 0
    فقال : (( هو مما يحكم مشهور الفقهاء بكراهته ولا باس بذلك من باب التسامح في ادلة السنن ، مضافا الى انه دليل الحماقة وقلة العقل والذوق ))منها انه سئل : هل يوجد جن يتسخر لسرقة الناس من قبل المسخرين علما ان بعض الاشخاص المؤمنين يعملون ولكن بدون ربح علما انهم يشكون نقص في رأس المال ويتوقعون ان النقص الحاصل في المال سرقة الجن هل هذا وارد شرعاً 0
    فقال: (( هذا محتمل جدا ان يسرق بعض الجن لنفسه او لغيره ))
    منها : انه سئل : من قول الامام الرضا (ع) : ( لا يقبل الرجل يد الرجل فأن من قبل يده كانت الصلاة له ، فكيف بتقبيل يد الامام او المرجع في هذا الوقت وما حكمه 0
    فقال السيد : (( الحمد لله الذي جعلني لا اقدم يدي للتقبيل ، سئل منهم من يقدم يده للتقبيل وليس السؤال متوجها الي ))
    منها : انه عندما كتب مقدمة الكتاب منه المنان قال : (( انني لا ادعي التناهي في العلم 0 وانما الامر كما قاله سبحانه (( وفوق كل ذي علم عليم )) وإنما هذا الذي تراه بين يديك هو بمقدار الميسور ، بحسن منمة المنان سبحانه وتعالى )) وما ادراك مامنة المنان !!!
    منها : ان شخص جاء الى السيد محمد الصدر ( قدس سره الشريف ) وقال سيدي اريد ان تاخذ لي خيرة 0 فقال السيد موزينة [4] فذهب وعاد مرة اخرى وقال سيدي : اريد ان تاخذ لي خيرة : فقال السيد موزينة فذهب وعاد الغروب أي بعد صلاة الغروب والعشاء في الصحن الشريف فقال سيدي : اريد ان تاخذلي خيرة 0 فقال السيد موزينة فتحير ولم يقتنع من هذا الجواب فقال السيد ستلزم على الحدود أي ان السيد عرف ما هي حاجته وقال له انه سيمسك على الحدود لانه يريد الهرب من العراق 0 سبحان الله كيف عرفت سيدي !
    منها انه قد عرفنا مما رأينا وسمعنا ومما نقل الينا عن طريق الكتب والاحاديث بين الناس ان السيد محمد الصدر لا يقبل ان تقبل يده الشريفة من أي شخص كائن من كان ، شريفاً كان ام ذليل غنيا كان ام فقير عالما كان ام جاهل ، هاشمياً كان ام عامي ، شيعياً كان ام سني 0 حيث انه جاء رجل قال له سيدي : دعني اأقبل يدك الشريفة فقال لا فقال وهو يلح الحاحاً شديداً وكذلك الحاضرون يفعلون ذلك عندما قال السيد : طيب لكن بشرط واحد على ان أقبل يدك ايضاً فرضى الرجل ولكن قال أنا أبدأ اولاً ، فتم الاتفاق على ذلك فقام الرجل وقبل يد السيد وهرب راكضاً على فوره فقال السيد ضاحكاً يركض وراءه ويقول امسكوه ، امسكوه حرامي 0
    منها : انه قال عن المؤمن العالي الدرجة : ان المشهور بين العارفين ، ان المؤمن العالي الدرجة عند الله عز وجل ، لا يمر بالموت الطبيعي ، وان توهم اهله وأصدقاؤه والاخرون ذلك 0 وانما يكون له ذلك من بعض درجات التكامل لاأكثر 0 ومعه فالموت الذي سبق مروره به 0 هو موت اسبق من ذلك وهو اما اشارة الى العدم السابق على الحياة ، لو قلنا به ، اما اشارة الى عصر الغفلة والتلهي بالدينار ، قبل الوصول الى الدرجة الرفيعة من الايمان 0
    منها : جاء احد الثقات بعد استشهاد السيد (رض) الى ابنه وقال له لقد حصل لي شئ في حياة السيد والامانة والتاريخ أريد نقله اليكم والله على ما أقول شهيد ، أني احد ابناء النجف وأعمل سائق تاكسي منذ ثلاثين سنة 0 في احد الايام وبالضبط في شارع الطوسي اوقفني احد الاشخاص وكان يرتدي كوفية زرقاء ، رجل متوسط العمر 0 وطلب مني آيصاله الى جامع الكوفة وكان اليوم جمعة فطلبت منه الاجرة خمسمائة دينار وأثناء صعوده في السيارة بدأ يتحدث عن كيفية ذهابه كل يوم جمعة الى جامع الكوفة لحضور صلاة الجمعة المقامة هناك وكيف ان السيد المرجع الذي يقيمها ضحى بحياته من اجل اقامة هذه الشعيرة وسألني هل حضرتها فقلت له انا لم اسمع بها ( وكان الوقت بالضبط الجمعة الثانية او الثالثة ) فقال لي احضر معي هذه الجمعة وأرجعني الى البيت في شارع الطوسي وسأعطيك الاجرة مضاعفة 0 وبالفعل حضرت الجمعة وكانت جموع غفيرة في مسجد الكوفة قد حضرت للصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة أنتظرت السيد خارج المسجد وقد تأخر قليلاً في الخروج واوصلته الى بيته في شارع الطوسي وآتفق معي ان احضر في كل يوم جمعة لاخذه الى الجامع وارجعه الى بيته وكان طول الطريق يتحدث عن المرجعية والعلماء ويقول لي ان لي فضل كبير على العلماء والمراجع وخصوصاً السيد حيث اني نصحته بأقامة صلاة الجمعة 0 وهكذا استمر الحال واصبح السيد من اصدقائي المقربين في نهار احد الجمع والذي صادف الجمعة خمس واربعون ذهبت كعادتي الى بيت السيد في احد ازقة شارع الطوسي وركبنا السيارة الى جامع الكوفة وبعد حضور الصلاة حيث كانت الخطبة مخصصة الى الغجر ودعوتهم الى التوبة وكانت خطبة مفيدة جداً 0 ومكان الحضور غفيراً 0 واثناء العودة من الصلاة وفي الطريق الى النجف سلمني السيد الاجرة وطلب مني عدم الحضور لاخذه في الجمعة القادمة ولم اكن اعرف لماذا ضناً مني انه مشغول في الجمعة القادمة ، واثناء عودتي للبيت وفي مساء نفس الجمعة سمعنا خبر صعق اذاننا وهو خبر استشهاد السيد وذهبت بنفسي الى المستشفى وتأكدت من صدق الخبر فرجعت مسرعاً الى بيت ذلك السيد الذي كان يحضر معي الجمعة لاخبرة الخبر وفهمت لماذا قال لي لا تأتي لي في الجمعة القادمة ولكن فوجئت بعدم وجود المنزل في شارع الطوسي وقد بقيت مدة طويلة في الشارع ابحث عن تلك الدار التي يدخلها ذلك السيد ولكن لم اجدها وقد عرفت بعد ذلك بأن السيد الذي كان يحضر معي الجمعة هو الامام الحجة (عج) 0
    منها : قال السيد الصدر (قدس) في ما رواه عن حادثة حدثت له في الماضي قبل خمسة وعشرين سنة تقريباً وفي جلسة لتحضير الاوراح فحضرت روح احد الماضين من الذين كانوا في الايام التي كانت بعد قتل سيد الشهداء وهذا نص عبارة السيد ( اني شخصياً كنت موجوداً في ليلة من الليالي قبل خمس وعشرين سنة تقريباً في جلسة من جلسات تحضير الارواح 0 وقد خطر لي ان أسأل احداها قائلاً هل تكلم رأس الحسين عليه السلام وكان في حسباني ان تقول : نعم او لا 0 فكان من العجب انها قالت : تكلم سبع مرات 0 فقلنا لعله تكلم بهذا المقدار ولم ينقل من التاريخ الينا واذا امكن ذلك مرة امكن مرات عديدة وليس في قدرة الله بمستغرب وحصلت على كتاب بعد خمس وعشرين سنة او اكثر بعنوان ( الحسين في الفكر المسيحي )
    تاليف : انطوان بارا وهو مسيحي منصف مجد الحسين ورثا له ، وقارن شهادته ، بما يعتقدونه من قتل المسيح وشهادته واذا بي اجد في هذا الكتاب النقول التاريخية عن كلام رأس الحسين عليه السلام 0 فاحصيتها فاذا بها سبعة 0 كما سمعت من تلك الروح قبل خمس وعشرين سنة 0 ورب صدفة خير من ميعاد 0
    وأود فيما يلي : ان انقل عبارة المؤلف ، وما اجاده من التعب في نقل الجانب التاريخي الاسلامي الناطق بتاريخ رأس الحسين سلام الله عليه 0
    وسأقوم بترقيمها تنبيهاً للقارئ على عددها ، بالرغم انها في المصدر الذي انقل عنه غير مرقمة ، ولعل المؤلف لم يلتفت الى انها سبعة موارد او الى اهمية كونها سبعة 0
    قال 0000
    1- ولما حمل الرآس الشريف الى دمشق ونصب في مواقع الصيارفة 0 وهناك لغط المارة وضوضاء المتعاملين فاراد سيد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاته قتنحنح الرأس تنحنحاً عالياً فاتجهت اليه الناس 0
    واعترتهم الدهشة حيث لم يسمعوا رأساً مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين (ع) فعندها قرأ سورة الكهف الى قوله تعالى (( إنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى )) [5]
    2- وصلب على شجرة واجتمع الناس حولها ينظرون الى النور الساطع فأخذ يقرأ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) 0
    3- وقال هلال بن معاوية رأيت رجلاً يحمل رأس الحسين عليه السلام والرأس يخاطبه ( فرقت بين رأسي وبدني ) فرفع السوط واخذ يظرب الرأس حتى سكت 0
    4- ويحدث بن وكيده : انه سمع الرأس يقرأ سورة الكهف فشك انه في صوته او غيره ، فترك (ع) القراءة والتفت اليه يخاطبه ( يا أبن وكيده انا علمت انا معشر الائمة احياء عند ربهم يرزقون ) 0
    5- فعزم على ان يسرق الرأس ويدفنه اذا الخطاب من الرأس الشريف : ( يا أبن وكيده ليس الى ذلك من سبيل ان سفكهم دمي اعظم عند الله من تسيري على الرمح فذرهم فسوف يعلمون ان الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون.
    6- وقال المنهال بن عمرو رأيت رأس الحسين بدمشق على رمح واما مه رجل يقرأسورة الكهف حتى اذا بلغ الى قوله تعالى ( أم حسبت أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً ) نطق الرأس بلسان فصيح (اعجب من اصحاب الكهف قتلي وحملي ))0
    7- ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث نكر عليه فعلته ، نطق الرأس الشريف بصوت رفيع (( لا حول ولا قوة الا باالله )) [6] .
    منها : أريد هنا الإشارة إلى شئ ، وهو انني جعلت في حياتي فلسفة اطبقها 0 ومن جملة الامور التي هي من فلسفتي ان التشاؤم والتفاؤل لا مجال لها في حياتي ولكن قد حُمل علي التشاءوم في يوم ما تحميلاً 0 فأنه قد يكون اختيارياً وحينما لا يكون اختيارياً لا يكلف الانسان بتركه 0
    فعندما تمرضت والدتي رحمها الله مرض الوفاة ، وقد نقلناها إلى المستشفى ، وكان والدي هو المرافق لها 0 وكنت اذهب اليها بين الحين والاخر 0
    وفي مرة من المرات ، حينما كنت اذهب إلى المستشفى صادفت سيارة محطمة في الطريق ، فتشمت من وجود هذه السيارة قهراً ومن دون اختيار ، وأولت ذلك إن أمي ستتوفى وكلما أردت التخلص من هذا التشاؤم لم استطع 0 ولعله لم يمر على والدتي الساعة ، وتوفيت ، رحمها الله تعالى 0
    منها : انه قال في الكذب (( ولعل السبب في التركيز على ذلك في هذه النصوص هو علمهم سلام الله عليهم بحدي الإحراج الذي يقع بت الأزواج إمام زوجاتهم من كثرة الطلب والمطالبة ومعه فما عليه المشهور بين الناس من حليه الكذب على الزوجة ليس بصحيح فان الكذب الصريح حرام على كل حال 0
    منها : انه قال في إحدى مؤلفاته هذه العبارة (( قد حصل لكاتب هذه الحروف [7] أكثر من مرة انه رأى اللحم المأخوذون السوق والمقطع بالسكين يتحرك وينبض على غرار نبضات القلب 0
    منها : ولادته ونشأته : ولد سماحة السيد في 17/ ربيع الأول سنة /1362 هجري المصادف 23/3/1943 وهو يوم عيد المولد النبوي الشريف 0 ويذكر أن أبويه لم يكن عندهم أولاد وعند ذهابهم إلى الحج وزيارة قبر النبي (ص) توسلوا إلى الله بالرسول أن يرزقهم الله ولد وبالفعل استجاب الله دعاء الوالدين الشريفين فولد سماحة السيد في نفس اليوم الذي ولد فيه الرسول (ص) وعاش سماحته في كنف جده لأمه آية الله العظمة الشيخ محمد رضا آل ياسين وهو من المراجع المشهورين وعاش كذلك في كنف والده الحجة السيد محمد صادق الصدر ( ر ه )حيث كان السيد وحيداً لوالده وقد نشأ سماحته في بيت علم وفضل ما كسب العلم منذ صباه بواسطة والده السيد محمد صادق الصدر وكان لنشأته وتربيته الدينية انعكاس واضح في خلقه الرفيع وسماحته وبشاشته وصدره الرحب ويستوعب كل الأسئلة الموجه إليه حتى المحرجة وهذه ليست عجيبة إنما هي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء 0
    وكان أستاذه في طريق المعرفة الإلهية والعلوم الأخلاقية أحد كسبة النجف الأشراف الذي يعتبره سماحة السيد أرقى شخص معاصر في هذا المجال وقد تتلمذ على يده عامين ثم وافاه الأجل (ر ه ) عام ( 1400هـ /1980م) 0
    حيث سئل سائل : كيف يكون احد كسبة النجف أستاذاً لرجل دين وعلم من الأعلام كسماحة السيد ؟
    وهذا جوابه : ان الحديث يقول ( أخفى الله وليه بين عباده ) فمقدار الاقتراب إلى الله ليس منوطاً بالعلم فقط وانما بصلاح النفس وفهمها إلى حقيقة العبودية واندماجها في هذا المعنى وهذا لا يحصل لكل أحد ولا يناله الإ من ارتضى الله من عالم او كاسب 0
    باب
    عجائبه وغرائبه الاخلاقية
    منها : انه عن عبارة ( يجوز النظر بشروط عدم التلذذ في عدة موارد ) فما هو مقدار عدم التلذذ وحده 0
    فقال : (قدس) (( التلذذ حالة وجدانية يعرضها الانسان في نفسه ولكن الكثيرين يخادعون انفسهم بأن هذا النظر ليس بتلذذ وهذا من تسويل الشيطان 0 وانا اجد ان الاعم الاغلب من النظر الى النساء المكشوفات او الى صورهن لا يكون الا بلتلذذ 0
    منها : انه سئل عن حكم سائق تاكسي اذا ركبت معه سافرة متبرجة من غير حجاب شرعي 0
    فقال : (( فليرفض صعودها في سيارته مع الامكان وان صعدت فليتأدب امام الله سبحانه ))
    منها : انه قال إسرارا عن الزهراء يتناسب مع هذا الفصل إن تذكر هذه الأحرف لأنها ذات معنى عظيم في علم الأخلاق 0
    حيث قال : (( نعود ألان إلى التساؤل عن السبب في هذا التقي المكثف والطويل الأمد كما سمعنا عن الشاعر حين يقول ولأي الأمور تدفن ليلا الخ ، ولعل هذا أيضا في واقعه يعتبر أيضا من إسرار الإلهية التي لا يعلمها إلا المعصومون عليهم السلام وأوليائهم إلا إن المشهور لدى المتشرعة إلى ألان إن الزهراء ( سلام الله عليها ) كانت تريد منع أعدائها التي غضبت عليهم عن حضور تشييعها وحضور قبرها بعد دفنها ، فكانت افضل طريقة لذلك هو هذا التعتيم المطلق الذي حصل يمنع المجتمع كله عن ذلك ، ولكي يمتنع الاعداء عن ذلك ايضاً 0
    لانه لا سبيل لفهم بالخصوص الا بمنع المجتمع كله وهذا الوجه جيد جداً لولا اشكال واحد لعلنا التفتنا اليه ، وهو انها لو كانت ( سلام الله عليها ) تقصد نفس اعدائها الموجودين في ذلك الحين اذن فقد زالو عن الوجود بعد مائة سنة او اكثر او اقل 0 فلماذا لم يكشف المعصومين عليهم السلام من ذريتها بعد ذلك ؟
    إذن فالامر اعمق من ذلك من جهتين :
    الاولى: عدم اختصاص هذا الغضب الفاطمي بطبقة معينة نعتبرها متطرقة بالضلال بل تشمل كل المجتمع بدليل على انه لا يوجد أي احد منهم او منا يعرف ذلك على طول الاجيال ولو كنا مستحقين لذلك لعرفناه اكيداً ، لان رحمة الله قريبة من المحسنين ، وحيث اننا لا نعرفه أذن فلسنا مستحقين لهذه الرحمة الخاصة جيلاً بعد جيل 0
    الثانية : عدم اختصاص هذا الغضب الفاطمي بالجيل المعاصر لها بل هو شامل لكل الاجيال مادام هناك اتباع ومناصرين ومحبين لهم 0
    واوضح شئ يناسبه هذا المعنى هو غيبة الامام ( عجل الله فرجه)وعليها السلام انها تمثل غضب الله سبحانه على اعداء الله سبحانه وتعالى ، ، فغيب عنهم وليه مع العلم الاكيد والذي صرح به العلماء السابقون انه لا يمكن ان يكون غائبا عن المستحقين لرؤيته وانه سلام الله عليه انما تحجبه الذنوب والعيوب والمظالم الموجودة لدى الافراد والجماعات فاي فرد تصورناه انه ليس له ذنوب وعيوب وانه مبرأ امام الله سبحانه وتعالى منها فانه سيرى المهدي عليه السلام ويتعرف عليه وبتعبير اخر ، ان المتشرعة يشعرون انه انما غاب ( عليه السلام ) من اجل خوف القتل فان كان ذلك صحيحاً تماماً فلماذا لا يظهر لحيانا لمن لا يخاف منه الا عتداء وهم كثيرون والحمد لله من الشيعة والموالين
    وجواب ذلك نفس الجواب وهو انهم غير مستحقين لرؤية الامام ولا مبرؤون من الذنوب والعيوب الى درجة التي يبلغون بها درجة الاستحقاق 0
    اذاً فلنعرف ميزاننا وموقعنا امام الله سبحانه وتعالى سواء في الحوزة او في خارجها وسواء في العراق او في خارجه وسواء بين الموالين او خارجهم ، لان كل اجيالنا تخفى عليها الكثير من الامور الالهية المهمة واوضحها التعرف على قبر الزهراء والتعرف على شخص الامام الحجة ( عليه السلام ) 0 مع العلم انه لا يحتمل ان يحجب ذلك عن المستحقين له ، وليس ذلك من العدل 0 ومثال ذلك من وجهة نظر بعض العارفين ان البلاء الذي نزل على ال يعقوب أو اسرته انما كان لبعض التقصيرات حسب رواية موجودة ( نترك صحة سندها الآن ، وهو انهم كانوايأكلون شاة مشويه في بعض الامسيات فجائهم فقير يطلب العطاء فلم يعطوه (وفي الحكمة اذا صدق السائل هلك المسؤول ، وقد كان هذا السائل في علم الله مستحقأ حقيقة فمنعوه فكان ذلك ايذانأ ببدء البلاء0 والمهم هو ليس سماع تفاصيل القصة وهي معروفة ومروية في الكتاب الكريم والسنة الشريفة وانما محل الشاهد فيها ان يعقوب ( عليه السلام ) بكى حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم بنص القرآن الكريم ، ولكنه قد رجع بصره عندما القي قميص يوسف على جهة ولم يكن بكاؤه بكاء العاطفة على ابنه بل اسفاً لحصول ذلك التقصير وبيانا للتوبة منه 0 وكان يقول ايضاً بنص القرآن ( واعلم من الله مالاتعلمون ) وفسره بعض اهل المعرفة اني اعلم بانه عند زوال الغضب يزول البلاء 0 وكان يعقوب (سلام الله عليه ) ينتظر زوال الغضب وتوبة الله عليهم فحينما القي عليه قميص يوسف كان هذا ايذانا بزوال الغضب وانه يمكن التعرف على يوسف وحصول الرضا ، ولذا كف عن البكاء ورجع بصره ، ومحل الشاهد انه اذا زال الغضب زال البلاء واما مادام البلاء موجود فنعرف من ذلك ان الغضب لازال موجوداُ وليس لنا استحقاق زواله 0 والبلاء في الدنيا كثير الا انه في محل حديثنا هو خفاء قبر الزهراء (سلام الله عليها )وخفاء شخص المهدي ( عليه السلام )وهذا معناه اننا لا زلنا على مستوى القصور والتقصير والذلة امام الله سبحانه وتعالى حتى ( سيد محمد الصدر ) [8] انا لااقصد غيري وانما الجميع هكذا جيلاً بعد جيل حتى الحوزة العلمية حتى كابر الحوزة العلمية 0
    منها : هنا يستحق ان نذكر بعض كلام السيد عن التقصير وارتكاب الذنوب لانها مفيدة لمن يبحث في علم الاخلاق 0
    فقال ( اننا لا زلنا عل مستوى القصور والتقصير والذلة امام الله سبحانه وعدم استحقاق الرحمات الخاصة ( لأاستثنى من ذلك احدا من البشر كائنا من كان) ، وهذا ما يستدعي فينا مزيد الحذر واليقضة ومراقبة الله في الصغيرة والكبيرة وفي كل نفس ، كما تقول الحكمة ( خف الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك ) فلعنا بالتدريج نصل الى المستوى الالهي المطلوب 0
    منها : انه يقول في الفجر كلام عجيب : (( يقول عدد من المؤذنين الثقات وبعض العلماء ، انه تهب عند الفجر ريح خفيفة ذات رائحة طيبة يعرفون بها بزوغه [9]وهو امر لا تمنعه شئ من تلك الموانع على الاطلاق [10]. (وهذا لا يشمل جميع المؤذنين بطبيعة الحال) .
    منها : له كلام رائع حول العبادة تناسب هذا المقام : (( ان قوما عبدوا الله طمعاً في ثوابه فتلك عبادة التجار وان قوما عبدوا الله خوفا من عقابه فتلك عبادة العبيد 0 وان قوما عبدوا الله حبا له او ( شكراً له ) ( او ( لانه اهل لذلك )فتلك عبادة الاحرار 0 اذن ، فالطمع بالثواب ودفع العقاب بمجرده من المقاصد الدينية في العبادة ، وان كان مجزياً ، لا محالة لتطابق سيرة المتشرعة وامثال هذه الاخبار على ذلك 0
    نعم ، يمكن رفع هذا المقصد بعده اشكال ، الى مستوى جيد اكثر مما عليه العامة :
    اولاً : ان الثواب انما يكون جليلاً وجيداً ، كعلامة على رضا الله سبحانه وعلى قربه المعنوي لاهو 0
    بمجرده : وبصفته لذه للبطن والفرج والنفس 0 وكذلك العقاب انما يكون مخوفا بصفته علامة على غضب الله سبحانه وانتقامه وبهده 0 لا بصفته ألماً وخسرانا بمجرده :
    ثانيا: ان نفهم من الثواب والعقاب ، مصاديقها المعنوية ، وهي الكمالات الروحية والقرب المعنوي واضدادها ، فيعود الامر الى القصود العليا الصحيحة المقربة :
    وقال ما سمعنا في العروة ، واما اذا كان على وجه المعاوضة ، من دون ان يكون برجاء ثابتة تعالى فيشكل صحته 0
    وتعليقاً على ذلك [11] بعد التسليم بان المراد من الثواب والعقاب مصاديقها الاخروية ، انه لا اشكال في صحته القصد. كل ما في الامر آن هذا القصد ناشئ من امور موجودة لدى عامة المتدينين 0 هو ان يشعر الفرد ان العمل منه ، بغض النظر عن التوفيق الالهي وانه يستحق الثواب على العمل لا محالة بغض النظر عن سعة رحمة الله سبحانه اذن سوف يجد ان الثواب او دفع العقاب انما هو على سبيل المعاوضة 0
    واول دليل على صحة هذا القصد ، لو ناسب مستوى الفرد مثل هذا الفهم : قوله تعالى ( هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم ) 0 والتجارة تعنى المعارضة بالفهم العرفي العام ، بغض النظر عن تفسيرات اخرى للاية الكريمة 0
    وقال : لو كان المطلوب من العبادة الثواب الدنيوي وهو على قسمين :
    القسم الاول : امور معنوية نسبياً كمن يصلي صلاة الليل لتحصيل نور الوجه 0 كما قد ورد في ذلك 0
    القسم الثاني : امور مادية نسبياً : كمن ، يصلي صلاة الليل لسعة الرزق او طول العمر ، كما ورد به الاخبار ايضاً ولا اشكال في البطلان لو جعل الفرد هذه الامر هدفاً او داعيا ومحركا بحيالها واستقلالها ومع البطلان فتحقق هذه الامور لديه غير وارد 0 لانها انما تترتب على العبادة الصحيحة 0
    نعم يمكن تبريرها بعدة تبريرات تحفظ معها عبادية العبادة ، وتكون هذه الامور من جنس الثواب الذي يعطى للعبد 0 كما لو صلى امتثالاً لامره سبحانه ، ولكنه رضى من الثواب بهذا المقدار ، او طلب من ربه ان يكون ثوابه هو ذلك ، فتصح العبادة لانها بقصد الامتثال ، ويترتب عليها الاثر لانها صحيحة ، ولا يستحق الفرد اكثر من هذا الثواب الذي طلبه )) 0
    منها : انه قال في بعض الموارد : (( ان العصيان يكتسب من الناحية الاخلاقية جهة لا نهائية من المسؤولية لانه عصيان الله اللانهائي في صفاته وذاته 0 وتلك المسؤولية اللانهائية تستحق عقاباً لانهائياً 0 ومن هنا ورد في بعض الادعية : إلهي لو عاقبتني بكل نارك ما كنت ظالماُ 0
    ينتج من ذلك : العقوبات المسطورة شرعاً 0 وانما هي رحمة للمجرمين وتتضمن عضواً عن العاصين آعني بتخفيف عقوباتهم ، لانهم كانوا يستحقون أضعافها ، فاقتصر التشريع الاسلامي الرحيم على ذلك ولم يزد عليه ، لأنه نازل من الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شئ حتى هذا المورد ، فأين القسوة في العقوبات ))[12]
    منها انه قال في وصف النبي ( صلى الله عليه واله ) انه (ص) (( تنام عينه ولا ينام قلبه) 0 وفي الحديث أنه (ص) قال : تنام عيناي ولا ينام قلبي 0
    وفسره صاحب الجواهر : بمعنى بقاء التحفظ والاحساس 0 واقول :[13] يعني الالتفات الى ما حوله : وهذا المعنى يعني عدم النوم جزماً 0 فيكون معنى الحديث نفي النوم عنده ( ص) باستمرار 0 مع العلم انه (ص) يطرح بنوم عينه 0 وهذا يعني ان فكرة النوم مشتركة بينه وبين غيره 0 الا ان الفرق هو عدم نوم قلبه (ص) 0 حيث يبقى ذاكراً الله سبحانه باستمرار من دون ان تعروه الغفلات او يطرأ عليه النسيان ، لا في يقظة ولا في منام واما نحن ففي اليقظة غافلون فكيف في المنام ؟
    الا ان كون هذه الصفة لم تثبت لغيره ، محل مناقشة 0 وبحسب فهمي : فأنها ثابتة لمن يصل الى درجة عالية معينة من مراتب اليقين 0 وحيث ان النبي (ص) متصف بها فهو متصف بلازمها وهو استمرار الذكر القلبي حتى في النوم 0
    الا انه من الممكن بل من المتعين القول انصاف آخرين من نفس الدرجة ايضاً ، لا اقل من الائمة المعصومين عليهم السلام وعدم ورود هذا الحديث في حقهم لا يعني عدم اتصافهم بذلك 0
    منها : انه قال في حق الفقهاء والاخلاقيين (( قد تكون ناشئة من ( النفس الامارة بالسوء ) وهو عدم تبادل حسن الظن بين الفريقين : الفقهاء والاخلاقيين 0 لان الفقهاء غالباً جداً يبنون علمهم على الظاهر 0 اعني ظاهر الشريعة 0 والاخلاقية علمهم غالباً على الباطن ومن المؤسف ان يكون اهل الظاهر غير معتقدين بالباطن 0 واهل الباطن غير معتقدين بالظاهر 0 واحدهما يخطئ الاخر في السير في طريقه )) 0
    منها : ما قاله في الحائض كلام لطيف جداً وراقي ( يستحب للحائض ان لا تنسى ذكر الله سبحانه وان تتوضأ وضوءاً شكلياً ، لانه غير مسبب للطهارة الحديثة فقهياً ، ثم تجلس في مصلاها وتذكر الله تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وغير ذلك مقدار زمان صلاتها على الاقل كما ان من الافضل لها ان تحفظ طهارتها جسداً وثياباً في غير موضع الدم وان كان ذلك غير مطلوب منها وجوبا 0 ولا تكون من نوع الحائض غير المأمونة في النجاسة ، والتي يكره سؤرها )) 0
    منها : له كلام رائع[14] : (( يمكن ملاحظة كثير من الموتى الذين كانوا كأولياء او مشرفين على اسرة او تجارة وغير ذلك 0 فان الفرد العادي ممن كان معهم يرى بعدهم فراغاً دنيوياً او اجتماعياً او اقتصادياً هائلاً 0 وهذا انما يكون من قلة اليقين بالله عز وجل ، والاعتقاد ان الحافظ والرازق والمدبر ، هو هذا الميت ، فاذا زال وجوده زال أثره ، فلا يبقى هناك حافظ ولا رازق ولا مدبر !! وهذا المعنى اقرب الى الكفر منه الى الايمان ، لولا ان بعضهم يفكر فيه بحسن نية 0 مع العلم ان الحافظ الحقيقي والرازق الحقيقي والمدبر الحقيقي حي لم يموت ولن يموت 0 وهو الله سبحانه وتعالى 0 ان من اعظم العبر ان نجد فرداً قريباً او صديقاً نجامله ويجاملنا ونعامله ويعاملنا ونزوره ويزورنا ونحترمه ويحترمنا[15]. ثم ينسحب بالمرة عن كل نشاطه وفعالياته وينقطع صوت كلامه وصوت مشيه ، وتدفن معه كل آرائه ووجهات نظره ، ويبقى المكان فارغاً منه كأنه لم يكن على الاطلاق 0 ولم يبق من دليل على وجوده الإ ما خلف من اولاد او متاع )) 0
    منها : انه قال في النجاسة عند الفرد و ( نجاسة الفرد ) ( والفرد نفسه وبذاته ، قد يصبح ( عين نجاسة ) فان خصوصية ذلك بشكل رئيسي ، هو عدم قابليتها للتطهير ما دامت ذاته محفوظة 0 وانما الجسم يكون قابلاً للتطهير بعد زوال العين النجس 0
    فاذا وصل الفرد الى درجة ، لا يكون معه قابلا للتوبة والعودة الى الهدى ، او التطهير 0 فقد اصبح عين نجاسة 0 ولا يكون قابلا للطهارة مادامت ذاته محفزظة كما قلنا او قل : مالم تتغير ذاته وهيهات 0
    وهذا لا يعني انسداد باب التوية عليه ، ولكنه يعني عدم استحقاقه للتوبة 0 وان شكله ومستواه العقلي والنفسي من الانحدار بحيث لا يكون قابلا للصعود وقد عبروا في بعض الاخبار الواردة عن اشباه ذلك انه داء لا دواء له 0 ومن تطبيقاته في القرآن الكريم من يقول : انا ربكم الاعلى 0 أومن يقول : انما اوتيته على علم عندي 0 أو من يقول لوالديه : اف لكما اتعدانني ان أخرج وقد خلت القرون من قبلي )) 0
    منها : قال في الحكمة : (( انتقال فكرة صالحة من فرد داني الى فرد عالي او تكون هي بالعالي أليق بطبيعة الحال 0 ومن هنا ورد : رب حامل فقه الى من هو افقه منه 0
    ثانياً : انتقال فكرة هداية من شخص لا يهتدي بها ولايلتفت اليها 0 وقد دورد : تعلمت الحكمة من الجاهلين ، كما فعلوا خالفت إلى ضده 0
    ثالثاً : انتقال فكرة كونية ( مادية ) أمعنوية ، كان فرد كافر او فاسق قد توصل اليها بجهده الى شخص مسلم او مؤمن من يمكنه ان يستفيد منها دنيوياً او دينياً ))0
    منها : انه قال في الزهو الذي يصيب الافراد في المجتمع المسلم ، فحذر سماحته من ذلك قالاً [16]:
    النموذج الاول : المتمول الذي يزهو على الاخرين يثرونه فهذا يكون مشمولاً لقوله تعالى : اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ، فلا يكون في الاخرة حسن الثواب.
    وكذلك قوله تعالى : انما اوتيته على علم عندي ، وانما هو رزق اتاه من الله عز وجل ، ان كان مالاً حلالاً 0
    النموذج الثاني: العالم الذي يزهو على الاخرين .
    بعلمه فيكون مشمولاً لقوله عليه السلام : العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء 0 وقوله تعالى : ويعلمكم الله اذن فالعلم أيا كان فهو من هبات الله عز وجل بحسن التوفيق ، ولم يكن الفرد باي حال مستقلاً فيه 0
    النموذج الثالث : المتعبد الذي يزهو على الاخرين بعبادته 0
    والعباة انما تكون بتوفيق الله عز وجل ( ما اصابك من حسنة فمن الله ) 0 على ان الله عز وجل لا يعبد حق عبادته ولا يجوز للمتعبد ان يخرج عن حد التقصير والشعور بالتضاؤل امام حق طاعة الله وعظمته ، كما نصت على ذلك الاخبار 0
    النموذج الرابع : الشريف الذي يزهوعلى الاخرين بنسبه وهذا يقابله قول الله عز وجل : ( فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) مضافا الى قول النبي (ص) : (( كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الاسيي ونسبي )
    النموذج الخامس : المتسلط الذي يزهو على الناس بسلطاته 0 ويقابله قول الله عز وجل : أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعاً 0 وقوله : فان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين 0 وقوله سبحانه 0 الله ولي الذين امنو يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون الى غير ذلك من النماذج )) 0
    منها: انه قال حول عدم تقبيل اليد وهذا نصه: ((حسب فهمي في السر في ذلك هو آن تقبيل اليد بالنسبة الى من تقبل يده نحو من التكبر والانانية والشعور بالنفس الامارة بالسوء ، وشكل من اشكال الاستعلاء بالباطل على غير حق ، وفي يوم القيامة يحشر الفرد ويسئل لماذا قدمت يدك للتقبيل ، فماذا يجيب مع ان حبال الدنيا يومئذ كلها متقطعه ، هل يقول كان ذلك طلباًً للدنيا او للشهرة او للمال او للتعارف الاجتماعي او للتكبر ؟ طبعاً كان ذلك منقطع في يوم القيامة , ولا يقبله الله سبحلنه وتعالى ، ومن هنا ورد كما سمعنا ( انها لا تكون الا لنبي او لوصي نبي ) أي للمعصومين بالذات او واجبي العصمة عليهم افضل الصلاة والسلام ، وهم الانبياء والاولياء عليهم السلام ، لان نفوسهم ليست امارة بالسوء ، لانهم معصومون اما انا وامثالي من ذوي النفوس الضعيفة والقلوب المخلوطة ، فهي مؤثرة لا محال ( أي تقبيلة السيد ) تأثيراً دنيوياً متسافلاً ، حتى وان كان قصد الطرف الاخر( أي المقبل ) قصداً حسناً وبنية حسنة ، الا ان فيها جانباً سيئاً ايضاً حتى على الاخر[17] )) 0
    منها : انه قال في قبول الصلاة : (( ان لكل عبادة اثرها على حياة الفرد اما سمعت قوله تعالى : ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر 0 يعني تجعل الفرد مهذباً خلوقاً مطيعاً لله عز وجل خلال سلوكه في الحياة 0 فمن بقي بعد صلاته غليظ القلب وقحاً ظالماً فليعلم عدم وصول صلاته الى درجة القبول 0 وان كانت مجزية على القواعد بمعنى انه لا يعاقب عقاب تارك الصلاة ))0
    منها : له كلام حول التكامل فقال ( قدس سره الشريف ) : (( من المعلوم ان المهم امام الله عز وجل هو التكامل 0 وهو التكامل له احد اسلوبين :
    الأسلوب الاول : الانفراد لذكر الله عز وجل وعبادته 0
    الاسلوب الثاني : اداء الخدمات الانسانية للاخرين في حدود طاعة الله عز وجل 0
    ومهما يكن الاسلوب الاول قد يكون اقرب الى النفس واقر للقلب والعين ، الا ان الاسلوب الثاني يضمن التكامل للفرد مع الاخلاص وحسن النية اسرع بكثير مما يضمنه له الاسلوب الاول 0 لان الفرد يكون فيه في الامتحانات دائمة ومختلفة ، تجاه مختلف الافراد والجماعات ذوي الاداء المختلفة والتصرفات المتباينة والمستويات المتعددة ، الامر الذي يجعله تحت المحك مباشرة 0 فيكون مثاله : كالذهب الذي لا ينقى الا بالنار 0
    ومن المعلوم ان التكامل الذي يحدث نتيجة للتعب والامتحان اسرع واعلى من التكامل الذي يحدث نتيجة للراحة والاستسلام الذي يوفره للفرد الاسلوب الاول 0
    وهذا هو الفرق بين الرهبة الحقيقية الصحيحة والرهبة التي يتخذها المترهبون والصوفيون 0 {على اننا لاننكر ان مسلك الانعزال مؤثر فعلاًفي التكامل ايضاً}0 {ولا ينبغي الاعتراض على من يفضله ويتخذه في حياته من هذه الزاوية} ، اذا كان مخلصا في نيته ومؤديا لتعاليم شريعته 0
    منها : له كلام حول ( الاعتكاف) وقد اعتبر السيد محمد الصدر ( قدس سره ) ان الاعتكاف : ( رهبانية ) موقوته او مؤقتة تمتد ثلاثة ايام فقط ، ثم يرجع الفرد الى عمله الدنيوي . وقال ايضاً : " وهي فكرة جيدة لكنها تواجه بعض المناقشات ":
    المناقشة الاولى : من وجهة نظره ، التي تقول : ان الاسلام نشد بكل تشريع من تشريعاته حاجة من حاجات الفرد والمجتمع الدنيوية او الاخروية . فانه يكون قد سد بهذا التشريع ايضاً حاجة الفرد نفسية او قل : روحية . وهي الحاجة الى الرهبانية . اذن فالفرد يحتاج الرهبانية احياناً او في كثير من الاحيان ، على اختلاف طبائع الناس وتوجهاتهم ، فأن قيل : انه يثبت اكثر من حاجته الى ثلاثة ايام لا اكثره ونقول : انه في الامكان تكرار هذه الثلاثة كثيراً . وسيأتي بعد قليل استحباب جعل الاعتكاف شهراً او شهرين . ويمكن للشهرين ان يتكرر عدة مرات في العام .
    المناقشة الثانية: انه لو كانت فكرة الرهبانية خاطئة لكان قليلها وكثيرها خاطئاً ، فمثلاً شرب الخمر لما كان محرماً ، كان شرب القليل والكثير محرماً . وكذلك الكذب المحرم قليلاً او كثيراً . وغيره .
    فلماذا شرعها الله خلال ثلاثة ايام . فمن هذا التشريع نفهم انها فكرة ليست خاطئة .
    واما كونها سلبية فليست عيباً ، لانه لا يريد بالسلب ، الاسلب الاختلاط بالناس .
    وهذا امر صحيح اجمالا في الرهبانية ، كل ما في الامر ان الفرد يتجنب الناس او يقلل الاختلاط من اجل تنفيذ فرض الهي جليل .
    المناقشة الثالثة : ان الاعتكاف ليس رهبانية موقوته ، بل رهبانية متكررة فقط ، فقد ورد – كما اشرنا – استحباب متدادها الى شهر او شهرين . وهنا يحسن ان نذكر بعض النصوص .
    ففي صحيحه ابي بصير وهي العمدة في هذا الاستدلال – عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من سعى في حاجة اخيه المسلم فاجتهد فيها فاجرى الله على يديه قضاها . كتب الله عز وجل له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها . ومثلها روايات اخرى .
    قلنا انه يمكن للشهرين ان يتكرر كثيراً او قليلاً في العام . مع حسن التوجه وانفتاح الرغبة في التكامل[18] .
    المناقشة الرابعة : ان ما تصوره المؤلف[19] من كون الاعتكاف رهبانية مستفاد من بعض الاحكام كحرمة خروجه من المسجد بمعنى بطلان الاعتكاف به . كما ان الاغلب من وجود الفرد في المسجد ينافي اتصاله بالناس كما ينافي عادة القيام باعمال اقتصادية الا ان هذه المنافات ليست دائمة . لوضوح ان الفرد يستطيع ان يستقبل الناس ويتكلم معهم مهما كثر عددهم . كما يستطيع ان يباشر المعاملات الاقتصادية .

    منها : له كلام حول سؤال مطروح لماذا جاء بالاكرم بدل الكريم ، في ( سورة العلق ) مع انه المشهور 0 لماذا لم يأت باسم اخر ؟
    اقول : ناسب هذا الكلام في هذا الباب لانه لطيف في نوعه ورائع في عصره وجليل في قدره 0
    فكان جوابه : (( من اكثر من وجه واحد ))
    اولاً : لوحدة النسق ، او القافية ، وهذا مهم بلاغياُ وادبياً 0
    ثانياً : اننا لو نظرنا من زاوية الله سبحانه ، لوجدنا ان كرمه كاف باعتباره مدبراً وخالقاً ، ولانه يدير الكون باستمرار ولم يغفل عنه طرفة عين 0 ولكن ذلك ، في نظر الله سبحانه ، غير كاف بل انه أي الكون ، يحتاج الى اكثر من ذلك ، وهو التعليم والتكامل قهو دائم الافاضة على عباده ، قال تعالى : ( ولدينا مزيد ) 0 فهو كريم بالوجود ، لاننا لم نطلب منه الوجود لكي نوجد 0 وما التعليم فهو اكثر من ذلك في الكرم ، فصار سبحانه : اكرم لان ذلك نعمة بعد نعمة 0
    منها انه قال عن الانسان المتكامل المذكور في القرآن الكريم ، يراد به الامام علي ابن ابي طالب عليه افضل التحية والسلام 0 حيث ذكر السيد موردان فقط في القرآن الكريم ، احدهما يخص الرسول الكريم (ص) والاخر يخص الامام العظيم علي عليه السلام 0 وهذا نص قوله : (( هناك موردان فقط في القرآن الكريم ، يراد به الانسان المتكامل 0
    الاول : قوله تعالى : ( لقد خلقنا الانسان في في احسن تقويم )[20] ونفهم منها الروح العليا للانسان ، وتلك هي في احسن تقويم بل هي احسن الخلق ، لان مزاياها لم تعط للملائكة ، فضلاً عن غيرهم 0 وبها وصل النبي ( ص) في المعراج الى محل لم يستطع جبرائيل سلام الله عليه 0 ان يصل اليه
    وقال : لو دنوت الزله لاحترقت 0[21]
    الثاني : قوله تعالى : وقال الانسان مالها [22] وظاهره : الانسان الذي يخاف من حصول الزلزلة 0 غير اننا روينا في كتابنا [23]ما وراء الفقه ما يدل على ان المراد بالانسان هنا هو أمير المؤمنين (ع) 0 وهو الانسان الكامل 0
    منها : له كلام رائع وعجيب حول عداء النفس لله سبحانه ، هذا نصه : (( ان هناك عداء بين النفس والله تعالى 0 في حين ان العقل الى جانب الاحكام الالهية 0 واما النفس فهي ضدها وتمجها وتفصل الحرية عن مسؤولياتها 0 في حين ان العقل ليس كذلك بل هو ( عبد ) الله عز وجل 0 وفي الحديث القدسي وعزتي وجلالي ما خلقت خلق هو احب الي منك ولا اكملتك الا فيمن احب 0 اما إني إياك آمر واياك انهي وإياك اعاقب واياك اثيب والعقل يُمضي كل الاحكام الشرعية 0 وكلها موافقة للعقل حتى قيل بالملازمة بين احكام العقل واحكام الشرع 0 ولم يقل احد بالملازمة بين حكم النفس وحكم الشرع 0 بل الرشد بخلاف النفس وعصيانها 0 لان الرشد في خلاف دائم مع اعداء الله اينما وجدوا 0 الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع ، وان لم تثبت عندي في علم الاصول لكننا خارجاً ، لم نجد حكماً عقلياً الا وعلى طبقه حكم شرعي الزامي او استحبابي كما لم نجد حكم شرعياً ، الا على طبقة حكم عقلي بالرجحان وان تطبيقه موافق للعدل 0 هذا كله بمنزلة الكبرى ، في قوله تعالى : من شر ما خلق 0
    الاستعاذة ليس مما خلقه الله تعالى 0 بل من شرهم 0 فان وجودهم وذاتهم نعمة وخير فلا يستعاذ منه ، وانما يستعاذ مما قد يأتي منها من سوء ونقص 0
    منها : له كلام حول البلاء واختيار الفعل من قبل الفاعل مع الاستشهاد بالواقعة الطف والبلاء الذي وقع على الامام العظيم الحسين الشهيد عليه السلام هذا نصه : (( ان لهذا البلاء ، كأي بلاء اخر ، نسبتان : نسبة الى الخالق ونسبة الى المخلوق 0 باعتبار ان افعالنا الاختيارية كلها لها هاتين النسبتين [24] فالفاعل المباشر المختار لها هو الواحد البشري 0 والفاعل الخالق لها بصفتها احد افراد الكون المخلوق هو الله سبحانه اذن فالنسبتان ثابتتان لكن الافعال الاختيارية مما فيها المظالم والبلاء الذي ينزله الظالمون بالمظلومين ، ومنه البلاء الواقع على جيش الحق في كربلاء فمن زاوية نسبته الى فاعلية البشريين وهم الجيش المعادي تترتب عليه نتائج منها :-
    اولاً : كونهم يتحملون مسؤوليته الاخلاقية والقانونية في الدنيا والاخرة وهم بهذا الاعتبار يكون لهم عقاب الدنيا والاخرة 0
    ثانيا : جانب الحزن والبكاء عليهم أسفاً على توريط انفسهم على ذلك ، وتزايد عصيانهم لله سبحانه 0 ومن زاوية نسبة هذا البلاء الى الله عز وجل ترى عدة نتائج منها :
    اولا ً : وجوب التسليم والرضا بقضاء الله وقدره ، بايجاده للبلاء ومن هنا ورد عنه سلام الله عليه : (( رضا الله رضانا اهل البيت )) وقد سبق تفسيره [25]
    ثانيا: ان هذا البلاء مهما كان كثيراً ، فهم اقل من استحقاق الله سبحانه للطاعة واقل من استحقاق النفس للقهر 0 ومن هنا ورد عنه سلام الله عليه : (( هون ما نزل بي انه بعين الله )) 0
    ثالثاً : الاستبشار بوجود نعمة الله 0
    باب

    .


    يتبع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    عجائبه وغرائبه الاجتماعية والتاريخية
    منها : هو قال عن النوروز انه (( عيد فارسي عرفه العرب بعد الفتح الاسلامي ))
    منها : انه سئل في احد الاستفتاءات :( عن لو جاءكم اي شيخ عشيرة من العشائر وطلب من سماحتكم وكالة شرعية تحريرية لغرض الحكم في المسائل العشائرية فما هو ردكم على ذلك ) 0
    فقال : (( لا اعطيه وكالة اكيداً لانه سوف يطبقها بغير رضا الله سبحانه )) 0
    منها : انه سئل في احد الاستفتاءات عن بعض الناس يدعون بأن لديهم كرامات من الله او احد المعصومين ويظهرون بعض هذه الكرامات عيانا للناس 0
    فقال : (( هذا ممكن بقدرة الله سبحانه الا ان المدعين لها كاذبون غالبا لانه يدخله الوهم وحسب المال والشهرةوغير ذلك من الباطل 0
    منها : انه سئل : (( عن زيارة مرقد علي بن الحسين الموجود في المحاويل والذي يرجع نسبه الى العباس بن علي ابن ابي طالب (ع) حسب ما هو موجود في زيارته 0 حيث اجبتم في امر الفتوى بان لم يثبت ان للعباس ذرية بعد واقعه الطف وهذا ادى الى عدة تساؤلات منها :-
    اولاً : وهمية عدد من المراقد وخاصة ما يتصل منها بالنسب العباس (ع) ومنها ما موجود في كربلاء – الهندية ، والحمزة بالذات ؟
    ثانياً : اذا كانت هذه القبور وهمية من وراءها تضليل المسلمين كل هذه الفترة الطويلة بهذا الشكل كذلك اختلاف الانسان لهذه القبور ثالثا: المسلمون يتسائلون لماذا لم تنبه مراجع السابقين الناس الى وهمية هذه القبور مع امتلاكهم وسيلة التنبيه بدأ من السيد عبد الاعلى السبزواري – الخوئي – الحكيم ( قدس سرهم جميعاً ) الى اخره 00
    فقال: كان المسلك القديم للمرجعية هو السكوت من كل النقائض الاجتماعية والدينية لكي تحصل مضاعفات مؤسفة من ناحية اخرى ، اما انا فاقول أي شئ بصراحة وتبقى النتائج الاخرى على الله سبحانه وتعالى 0
    منها : انه عندما عرض عليه كتاب ( عصر الظهور ) [26] قرأه ضرب به الجدار 0[27]
    منها : انه كان يقول عن حزب الدعوة ( انا لا احسن الظن بحزب الدعوة 0 ويقول ايضاً : انا لا اثق بحزب الدعوة )[28]
    منها : انه سؤل : عن رأي سماحتكم بمن يطلق اسم على مولود وهو نفس الاسم لاحد الضالمين مثلاً ( كاصدام [29] ، معاوية ، الرشيد ، يزيد ) عليهم اقوى واكثر اللعائن الى يوم القيامة او احد اسماء الفاسقين المذكورين في التاريخ [30] او غير مرغوب اجتماعياً وهل يتحمل المسمي اثماً على ذلك 0
    فقال : ( قدس سره الشريف ) : انما اعتبرها جناية على المولود من ناحية وعلى الدين والمذهب من ناحية اخرى 0
    منها : انه قال كلاماً يناسب هذا المقام فيجب ان اذكره حتى يكون القارئ الكريم على بينة من ان السيد لا يخاف للومة لائم 0
    فقال : ( ومن هنا زادت الاسئلة المدفونة في النفوس والشبهات المعقودة في الرؤوس ، حتى اصبحت مدخلاً للضلال ولدعاة الكفر والالحاد ، لاجل رد الناس عن دينهم وسحب يقينهم 0 ومن هنا احتاج الامر الى قلب قوي والى عقل سوي ، ومن اجل التصدي الى ذكر كل تلك الاسئلة وعرض كل تلك الشبهات مما يحتمل ان يثور في ذهن ضد أي اية من ايات القران الكريم ، والتصدي لجوابها بجدارة وعمق ، لكي يتم اغناء المكتبة الاسلامية العربية بهذا الفكر الذي لم يسبق اليه مثيل 0 بعد التوكل على الله والاستعانة به جل جلاله 0 لكي ينبغي الالتفات سلفاً، الى اني لم اكتب هذا الكتاب [31] لكل المستويات ولا يستطيع الفرد المتدني الاستفادة الحقيقية منه ، وانما اخذت بنظر الاعتبار مستوى معيناً من الثقافة والتفكير لدى القارئ واهمها ان يكون في الثقافة العامة على مستوى طلاب الكليات ونحوه ، وان يكون من الناحية الدينية قد حمل فكرة كافية ، وان كانت مختصرة عن العلوم الدينية المتعارفة كالفقه والاصول والمنطق وعلم الكلام والنحو والصرف ونحوها ، مما يدرس في الحوزة العلمية الدينية عندنا في النجف الاشرف 0 فان اتصف الفرد وبمثل هذه الثقافة كان المتوقع منه ان يفهم كتابي هذا والا فمن الصعب له ذلك [32] ولكن لا ينبغي ان يأنف من عرض مالا يفهمه من الكتاب على من يستطيع فهمه وايضاحه فان لم يكن على احد هذين المستويين فلا يجوز له شرعاً ان يقرأ هذا الكتاب 0 لانه يوجد احتمال راجح عندئذ ان يفهم السؤال ولا يفهم الجواب 0 فتعلق الشبهة في ذهنه ضد القرآن الكريم ، مما قد يكون غافلا عنه اساساً ، فيكون هذا الكتاب قد ادى به الى الضرر بدل ان يؤدي به الى النفع وبالتالي يكون قد ضحى بشئ من دينه في سبيل قراءة الكتاب 0 وهذا ما لا يريده الفرد لنفسه ، ولا اريده لاي احد ، بل لا يجوز حصوله لاي احد 0 واعتقد ان هذا التحذير ، كاف في الردع عن الاطلاع على هذا الكتاب 0 من قبل الافراد العاديين في الثقافة ، فان حاول احد منهم ذلك وحصلت له اية مضاعفات فكرية غير معهودة في دينه او دنياه 0 فلا يلومن الانفسه ، وقد برأت الذمة منه 0 لأنني ذكرت ذلك الان بوضوح ، وآقمت الدلالة عليه )) 0 اذن ما هو كتاب منه المنان 0 فارجع 0
    منها : قال في كلام جميل عن الثأر الحسين (ع) : ( حين قلنا قتلة الشمر ( عليه اللعنة والعذاب )) لانه هو الذي حز رأسه 0 قتله عملا ابن سعد ، لانه هو القائد الاعلى للجيش المعادي في كربلاء قتله عبيد الله بن زياد ، لانه هو القائد الامر المباشر بالحرب مع الحسين وبقتل الحسين ، قتلة يزيد بن معاوية ( عليهم اللعنة والعذاب ) لانه الامر الحاكم ( كول لا ) وقتلته الدولة البريطانية ، لانها هي التي خططت وحثت على ذلك 0 هذا كله صحيح وأثبتنا في حينه ، وهؤلاء كلهم شاركوا بالتصفية الجسدية للامام الحسين ( عليه سلام الله ) 0
    وقلنا هناك قتلة للحسين في كل جيل وحتى الجيل الحاضر ، وكل من سار على خلاف دعوة الحسين ( سلام الله عليه ) وقضيته هو من قتلة الحسين كائن من كان 0 ( والما يعجبه خل يلبس الباب ) وفي مسألة اخذ الثار نتبع المنهج نفسه ، ونقول ان الاخذ بالثار من قتلة الحسين ( سلام الله عليه ) هو المختار الثقفي وجماعته 0 وانا أضيف ان الاخذين بثأر الحسين كثيرون وموجودون في كل جيل لكنهم اقل من قاتليه بكل تاكيد 0 فقد اخذ بثأر الحسين زين العابدين واخذ بثأره الامام الباقر ، والامام الصادق ( صلوات الله عليهم ) أخذ بثأره الشيخ الطوسي ، والمفيد ، والشهيد الاول ، والشهيد الثاني ، اخذ بثأره ابو احمد وابو جعفر وأنا ، وقد تستغربون من ذلك ولكن هذا ما سأبينه لكم بتسديد الله ماذا قال الامام الحسين ( سلام الله عليه ) ورد عنه : ( ما خرجت أشراً ولا بطراً ، ولا ظلماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الاصلاح ) ومن هنا نعرف ان قاتله إنما قصدوا قتله لأجل ( شنو) لأجل الاصلاح الذي حمله الامام ، أي انهم قتلوا الحسين ليس لانه الحسين وإنما لانه المصلح ، فهم ( عليهم اللعنة والعذاب ) .
    منها : له كلام رائع حول ظواهر غير الطبيعية : (( طبعاً كلنا سمعنا ( بالباراسيكلوجي ) وله سبحان الله – ظواهر كثيرة غير قابلة للضبط ، ربما مائة ظاهرة ، او اكثر ، من قبيل تحضير الارواح 0 من قبيل التأثير عن بعد ، من قبيل التلباثي الذي يسمى بالتخاطر ، والى اخره كثيرة ، من قبيل التنويم المغناطيسي ، نقول كل هذا كذب ؟ (صحيح) يعني جرأة على الله على الانسانية آن نقول ان كل هذا ، متواتر وفوق المتواتر ، ان هناك ظواهر تسمى باصطلاح اللغة الاجنبية ( بالباراسيكلوجي أي ظواهر روحية باصطلاحنا ، هذه الظواهر اذا كانت موجودة أيضاً لا تخضع لقوانين الطبيعة ، يعني ان هناك قوانين اعلى من قوانين الطبيعة ، وحاكمة على قوانين الطبيعة ، ومؤثرة على قوانين الطبيعة ، من الذي اوجدها ؟ ومن الذي سنها ؟ إلا خالق الكون جل جلاله ، ومن الذي دبرها ؟ الا المدبر الحقيقي جل جلاله [33]
    منها : انه في كلام جميل قال عن الحجاب ما يسر الصديق ويغيظ العدو الامريكي والاسرائيلي والبريطاني والفرنسي حيث قال : (( فسوف اختار هنا مشكلة الحجاب فقط 0 التي هي اعظم ، واهم واشمل مشكلة من مشاكل المجتمع ومشاكل العصر ، ومن الواضح جداً ان عدم الحجاب ، والحث – كما يفعل الناس – والحث على الاختلاط بين الجنسين ، انما وردنا عن طريق الاستعمار الغاشم الظالم الذي لم يكتفي بنهب خيراتنا ، وافقار شعوبنا ، والهيمنة علينا ، بل كان من اهم اهدافه استلاب ديننا ، ونسباننا لاخرتنا ، وعصياننا لتعاليم شريعتنا ، التي هي العدل الحقيقي الكامل ، لكي يكون مجتمعنا كمجتمعهم ، متسيباً اخلاقياً ومنحلاً ضميراً ، وساقطاً دينياً 0 يستهدف الاستعمار من كل ذلك إبعاد تفكيرنا الديني لما يعلمون في الدين من فعالية ضدهم ونسخ لوجودهم ، واستنكار لمظالمهم ، كما قال سبحانه وتعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً )[34] فاذا اطعناهم في ذلك ، وعصينا الله سبحانه وتعالى جل جلاله ، فقد حفرنا قبورنا بايدينا واعنا على انفسنا ،واصبحنا عبيداً لاعدائنا ، ومن يريد الاضرار بنا ، ونسينا اهدافنا العادلة الحقيقية وديننا العادل الحنيف 0 فمثلاً بكل تأكيد – لاحظوا ان كل الاديان السماوية ، الاسلام بكل مذاهبه ، والمسيحية بكل مذاهبها ، واليهودية وغيرها 0 كلها تحرم السفور ، وتردع عنه ، وكلها تحرم الزنا ، والواط وشرب الخمر ، ليس هناك أي دين يحلله ، او يجيزه ، وهذا ينبغي ان يكون واضحاً جداً 0 وعلامة ذلك – كعلامة بسيطة – عند المسيحيين ، وكذلك اليهود – سبحان الله – اننا نجد النساء المتدينات في دينهن ، والراهبات منهن ، يلبسن الحجاب ، فدليل على انهن يرين مسؤليتهن تجاه الله ان يلبسن الحجاب 0 فلماذا سائر المجتمع سافرات ؟ حتى المسيحيات ، واليهوديات ، هذا امر يالمعروف ، ونهي عن المنكر ، للمسيحيات واليهوديات ، فضلاً عن المسلمات ، حبيبي الحكم منجز حتى في ذمتهن أو بتعبير آخر منجز في ذمة كل البشر ، من اوله الى آخره 0 وفي كل الاجيال وما ذلك الا لكونهن ممثلات للحكم الشرعي في دينهن ، بينما يكون الملايين من المسلمات والمسيحيات ، وغيرهن ، عاصيات جهراً وعازمات على الاستمرار بالعصيان – أي في ترك الحجاب طبعاً – فنسائهم كلهن سافرات ، وكلهم يشربون الخمر ، ويمارسون الزنا ، ويأكلون لحم الخنزير ، فنسألهم هل كان موسى الكليم سلام الله عليه يشرب الخمر ، ويأكل لحم الخنزير ، او كان عيسى المسيح كذلك 0 انتم تقدسونهم ام لا ؟ هم عبرة لكم فلماذا الاتكونون مثلهم : إ كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة اعظم ( ملايين المرات ليست مرة واحدة ) 0 او كان الحواريون كذلك يشربو الخمر ، او يأكلو لحم الخنزير ، او نساء الحواريون غير محجبات ، او مريم العذراء غير محجبة ، ماذا تقولون ؟ عجباً للفكر الممسوخ ، والنذالة المتناهية ، فاذا كان السفور عندكم حراماً وانتم عصاة فيه ، وملعونون عليه ، وكل هذه المحرمات كذلك ، فكيف تريدونه لنا ، وتحثوننا عليه ، وما هذه الهدية الفاسدة المجرمة ، التي ادخلتموها في بلادنا ، وربيتم عليها اجيالنا وشبابنا ؟ واذا كانوا هم عاصين لتعاليم اديانهم ، وشريع انبيائهم ، فلنكن نحن المطيعون لتعاليم ديننا الحنيف ، وشريعتنا المقدسة العادلة الكاملة . فان في ذلك الشرف كل الشرف ، والهدف كل الهدف ، وبذلك الوصول الى الكمال والجلال ، ورضاء الله جل وعز ، وأوليائه سلام الله عليهم اجمعين 0
    لا اخطو احبائي ، من هو المتجاهر بالفسق ؟ هو ذلك الفرد الذي لايكون عنده مانع عن ان يعمل المحرم الذي يلتزم به ، يعمله في المجتمع ، وامام الناس ، كما لو كان يشرب الخمر بصراحة ، او يذهب – والعياذ بالله – او يذهب الى المبغى بوضوح ، او يعين الظلم والظالمين ، او اللصوص مثلاً ، بوضوح وصراحة ، فهذا هو المتجاهر بالفسق ، ونتيجته انه برئ من الله ورسوله ، وكذلك فان الله ورسوله بريئان منه ، وانه متجه الى الشيطان ، ومعرض عن الرحمن ، وانه يقيناً من اهل النار ، فمن تطبيقات ذلك السافرة ، فانها لا مانع لها من التجول في كل المجتمعات ، وعلى كل الاصعدة ، بزيها المكشوف المثير ، فتكون متجاهرة بالفسق وظاهرة المعصية ، وكل السافرات متجاهرات بالفسق بطبيعة الحال ، ، لا ستثني منهن ولا واحدة طبعاً [35] ومن الواضح لدى المتشرعة ان المتجاهر بالفسق لا ذمة له في الاسلام ، تجوز غيبته ، ويجب ردعه ، وتجب مقاطعته ، ويقشعر البدن من مجرد تذكره ، او رؤيته 0 ومع ذلك تكون المرآة – عملياً الان في مجتمعنا – ومع ذلك تكون المرأة سافرة ، ومتجاهرة بالفسق في سفورها ، ونحن مع ذلك نحبها ونصلها ونتعامل معها ، وننفعها ، ونعتبرها زميلة لنا في دراسة ، او تجارة ، او اية مصلحة 0 بل العتب في ذلك على النساء ، واعني المحجبات منهن اكثر من الرجال لارتفاع المانع من الاختلاط ، والتعامل 0 بين النساء انفسهن بطبيعة الحال ، فقد تكون المرآة محجبة نسبياً ، ولكن لا مانع لديها من مزاملة السافرة ، والعمل معها ، والصداقة معها 0 فهي لا تأمرها بالمعروف ولا تنهاها عن المنكر ، ولا تشير اليها بشئ يشينها ، او يؤذيها ، فضلاً عن ان تقاطعها ، او ان تبتعد 0 ليس هكذا المتوقع منها من قبل الله واوليائه وشريعته طبعاً ، فان فعلت المحجبة ذلك اذاً فقد احبت الحرام ، فيكون عقابها في الاخرة نفس عقاب السافرة ، لان المرء يحشر مع من احب وقد احبت السافرة اذن تحشر مع السافرة 0
    الخطوة الاخرى : المسألة ليست هي فقط التجاهر بالفسق ، ولو اقتصر الامر على هذا المقدار لهان الامر نسبياً بل ينبغي النظر الى السفور بصفته شبكة صيد ، بنصبه الشيطان لاغواء الملايين من الرجال والنساء ، وسلب دينهم ، وتوجيههم نحو طريق الرذيلة والفساد ، اما الرجال فباعتيار الاغواء الجنسي الحاد ، وخاصة في مجتمع الشباب والشابات ، في المعاهد والكليات والاسواق وغيرها 0 حيث يكونون غير متزوجين غالباً ، ويكون كل واحد منهم كالكبريت من حيث اللهفة الجنسية ، ويشتعل لأول احتكاك ، واذا اشتعل ذهب دينه ، وذهبت دنياه 0 !! واما النساء فلوجود حب الدنيا عندهن بشكل مكثف وواضح ، اوما يسمى بالغيره ، وان هذه عندها كذا وكذا من الثياب ، او من الاثاث ، او من اساليب التجميل ، اذن فيجب ان اكون انا مثلها 0 وتضغط في ذلك ضغطاً متزايداً على نفسها 0 وزوجها ، وابيها ، وامها ، واخيها ، وما اسهل ان تجد اختها سافرة ، او صديقتها او زميلتها ، لكي تكون هي سافرة ، مع وجود الفراغ العقائدي والديني ، والجهل المطبق من كل هذه النواحي ، وعدم ادراك عظمة الله ، وطاعته واهمية الاخرة 0 اذن فالسافرة كما اوجبت السوء لنفسها ، واصبحت من المتجاهرات بالفسق ، كانت سبباً للسوء ، والتاثير السئ تجاه الاخرين ، من رجال ونساء ، واوجبت انحرافهم دينياً ، وسقوطهم اخلاقياً واجتماعياً 0 ويكون وزر كل ذلك عليها ، وفي ذمتها في الدنيا والاخرة ، من قبيل الخبر الذي ورد بحسب المضمون : (( من سنة سنة حسنة كان له ثوابها ، وثواب من عمل بها الى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة – وهؤلاء يسنون سنناً سيئة طبعاً – فعليهم وزرها ووزر من يعمل بها الى يوم القيامة )) 0
    واود الان ان اشسير الى بعض الظواهر المحددة ، والشائعة في نفس هذا الموضوع ، فمن ذلك ما يتخذه الكثير من الناس من اساليب الخلاعة ، والازعاج ، والعصيان الديني في الاعراس 0 من سفور النساء – حتى المحجبات يسفرون – من سفور النساء ، وخاصة العروس المتجملة ، اللابسة ابهى ثيابها ، والسير في الشوارع ، مع الاغاني والتصفيق وقطع الطرق على السابلة ، ومن قطع طريق المسلمين فليس بمسلم وعليه لعنةالله ، مضافاً الى إحياء الحفلات الغائية ودعوة الفسقة والسافرات اليها ، وتوزيع الخمر فيها ، وغير ذلك ، وكل ذلك محرم بضرورة الدين ، وهو اشد حرمة واسفاً اذا صدر من الاسر التي تدعي التدين ، او في اماكن ومدن متدينة ومقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية وغيرها 0 فمن هنا فنحن نعلن عن وجوب قطع كل ذلك بتاتاً وتماماً ، وكل من يفكر في ذلك فهو ملعون ، وكل من يجيب دعوتهم ، او يشاركهم في عملهم فهو ملعون ، بل كل من يعاون معهم في أي شئ حتى من داخل اسرتهم فهو ملعون . ولا تنفك عنهم اللعنة حتى يتوب ، ولن يتوب حتى يتضح منه امام الله سبحانه مقاطعة الحرام ، ومقاطعة فاعلي الحرام كائناً من كانوا ، لاتاخذه في الله لومة لائم ومن ذلك ما هو موجود في كثير من الاسر من السفور في داخل العائلة الواحدة ، مع انها قد تكون محرمة عليه ، لا يجوز له ان يراها ولا يجوز لها الانكشاف امامه ، مع انهم متفقون على هذا المسلك ، فاذا اصبح فرد منهم – يأتون ليشكون الي ، ويشكون الى العلماء الاخرين – فاذا اصبح فرد منهم ، او عدة افردا متدينين وشاعرين بمسئولية طاعة الله سبحانه ، فسوف يقعون في حرج كبير في داخل اسرتهم ، وبلاء عظيم من حيث لا يستطيعون مقاطعة العائلة والخروج عنها ، واوضح اشكال ذلك زوجة الاخ ، حيث يعيش الاخوة مع زوجاتهم السافرات في اسرة واحدة ، وسفرة واحدة ، وكذلك اخت الزوجة فان الاعتقاد العائلي انها حلال ، مع انها حرام لا تختلف عن أي اجنبية اخرى 0 ولا يوجد من يفتي بجوزاه من المجتهدين ، فمن هنا لانقول اننا نهيب ونرجوا ، لان الدين لا يتوصل اليه بالتوسل والتوصل او بالرجاء والاستيحاء لا ، لا ، كما يقول بعضهم (( طبق ثم ناقش )) لا ، وانما يقول الدين (( طبق ولا تناقش )) 0

    منها : انه قال في خطبة بتاريخ 11 محرم الحرام سنة 1419 ،كلاماً رائعاً وغريباً لن نسمع به قبل خروج وظهور السيد الى ساحة المرجعية حيث قال : ( هل خطر في بالك ان تسأل هذا السؤوال : من قتل الحسين عليه السلام بالله عليكم من الذي قتل الحسين عليه السلام ؟ وبما انكم تجدون الجواب سهلاً على ذلك ، في الحقيقة بحسب فهمي ، والانسان لا يستطع ان يتعدى فهمه ، ان لهذا السؤوال اجوبة عديدة كلها صحيحة والان اعرض جملة منها عليكم ، قتلة الشمر عليه اللعنة والعذاب ، لانه هو الذي حز رأسه ، وقتله عمر بن سعد ، لانه هو القائد الاعلى للجيش المعادي في كربلاء قتله عبيد الله بن زياد ، لانه الامرالمباشر بالحرب مع الحسين ويقتل الحسين ، قتله كل راضى بقتله (( من رضي بفعل قوم كان منهم)) ، ولنا على ذلك في بعض الزيارات والادعية دلالة ووضوح ، الا تقرأ في حرم امير المؤمنين سلام الله عليه ( اللهم العن قتلة امير المؤمنين ) 0
    بالله كم هو عدد قتلة امير المؤمنين ؟ واحد طبعاً عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة والعذاب ، اما الباقون من هو الذي قتله الا هو ، مع ذلك الامام المعصوم سلام الله عليه بحسب الرواية يقول : (( اللهم العن قتلة امير المؤمنين )) اذن لامير المؤمنين قتلة كثيرون ، وله قتلة في كل الاجيال ، السابقة ، وفي هذا الجيل ، وفي الاجيال اللاحقة الى ظهور الحق المطلق ( عجل الله فرجه ) . سبحان الله لماذا ؟ لانه من رضي بفعل قوم كان منهم – مختصر مفيد لاجابة الى الاطالة قتلة يزيد بن معاوية عليه العنة والعذاب ، لانه هو السلطان الرئيسي الذي امر بهذه الفاجعة والواقعة ، وهذا كله اكيد ، قلت لكم كله يصدق ، كله صحيح ليس فيه كذب ان شاء الله ، لا في الدنيا ، ولا في الآخرة ، ولا أمام التاريخ ولا امام الله ، انا أقول جواب آخر 0
    قتلة الاستعمار المسيحي الغربي ، سوف أبرهن لكم ، وأخصص هذه الخطبة للاستدلال على ذلك ، كانت ولازالت العنجهية والرضا عن النفس ، والأنانية موجودة عندهم من ذلك الحين والى العصر الحاضر ، الم تسمع بالدولة البيزنطية او الرومانية ؟ سمعت طبعاً ، حكمت من قبل وجود المسيح سلام الله عليه ، آلى ما بعد وجود نبي الإسلام صلى الله عليه وآله ، حكمت واستمرت بالحكم ربما الف سنة او اكثر ، وكان حاكمها الرئيسي يسمى القيصر وسمعت من قصص شكس بير ( يوليوس قيصر ) من هو هذا قيصر ؟ هو واحد منهم الذي قتل في حادثة القصة ( قبحه الله ) على كل حال ذهب الى ربه ، انا في حدود فهي انها كانت تحكم وسط وجنوب اوربا اليونان ، وايطاليا ، ورومانيا ، وعاصمتها روما في ايطاليا نفسها ، وحاكمها القيصر ، والعرب طبعاً الطرق بعيدة وتكاد ان تكون منقطعة في ذلك الحين ، وفهم الشرق عن الغرب قليل ، المهم كانوا يسمون شمال اوربا الافرنج او الفرنجة ، ويسمون جنوب اوربا الروم 0 والفرنجة من الفرنس حسب الظاهر انهم يقلبون السين جميعاً ، ولما تكون الفكرة مجملة في اذهانهم إذن المانيا ، وفرنسا ، وبريطانيا ، بالتقسيم الحاضر كلهم فرنجة ، واليونان ، وايطاليا ، ورومانيا ، وسويسرا ، ويوغسلافيا ، وجكسلفاكيا ، وسط اوربا وجنوبها التي هي شواطئ البحر الابيض المتوسط كلهم روم ، وكان هؤلاء الروم او الدولة البزنطية مستعمرة للشام الكبرى ، أي سوريا ولبنان ، وفلسطين والاردن ، ولازالت آثارهم فيها , ولا زال المسيحيون موجودين في لبنان لم يتوبوا من عصر صدر الاسلام كنتيجة للاستعمار البيزنطي 0
    اذكر لكم مميزات هذه الدولة المجرمة ، بمعنى من المعاني هي التي قتلت المسيح ، او التي اعتقدت انها قتلت المسيح ( شبه لهم ) [37] ، لمن ؟ لجلاوزة الدولة الرومانية الموجودين في فلسطين ، قتلوه ودفعوا في يديه ورجليه المسامير ، واعلنوا عليه استهزاءً ان هذا ملك اليهود ، طبعاً انما الاعمال بالنيات ، يعني يعاقبهم الله على انهم قتلو المسيح ، لانهم ارادوا قتل المسيح ، واعتقدوا انهم قتلوا المسيح ، سواء بينة وبين الله هو يهوذ الاسخريوطي ام غيره ليس مهماً ، المهم انهم قتلو المسيح عملياً ، وان كان رفعه الله اليه بالسر بين الجدران 0
    احدهم القيصر الذي كان موجوداً في زمن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، هو الذي داس رسالة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) تحت قدمه ، وقتل الرسول ، الم نسمع انه ( صلى الله عليه واله وسلم ) ارسل رسائل الى فلان وفلان الى خمسة او ستة من الرؤساء المشهورين في العالم في ذلك الوقت الحين الى الحبشة ، ومصر ، وسوريا ، وايطاليا ، فهنا الرجل عنجهي واناني ، ومستغني عن برية الجزيرة العربية كلها فلسان حاله انها لا قيمة لها أسحقها بحذائي ، وايضاًيقتل الرسول ، بالرغم من ان قتل الرسول عالمياً وعقلانياً ممنوع 0
    كانت هذه الدولة كافرة تؤمن بتعدد الالهة الى ثلاثمائة عام بعد بعثة المسيح عليه السلام ، ثم تمسحت أي دخلت في المسيحية – نتيجة التفاعلات او اعلام داخلي في مجتمعها ، دخل القيصر الذي كان في ذلك الحين أغطسطس أسمه او نحو ذلكم في المسيحية ، واتبعه شعبه ، والشعب على دين ملكهم بمعنى من المعاني كلهم صارو مسيحيين واليهود ايضاً من هذه الناحية لا يقصرون ، يتدخلون في الصغيرة والكبيرة ، كان لهم شأن كبير في ذلك المجتمع ، هذا شرح عن حال أوربا والدولة البيزنطية او الرومانية او الرومية في الحقيقة الاستعمار بالمعنى الحديث لم يكن موجوداً لان الات الحرب الحديثة ، والات النقل الحديثة والاجهزة الحديثة لم تكن موجودة ، الا ان العمالة كانت موجودة ، لان اليهود والمسيحيين الموجودين في الشرق في المجتمع المسلم تحترمون ويحبون المسيحيين [38] يحبون امثالهم الموجودين في اوربا ، ويحترمونهم ويعتبرونهم الفرد الاكمل والامثل الذي يجب طاعته ، والبابا هناك فيجب طاعته ، اذن هم عملاء من حيث ارادوا أم أبوا ، وينخرون في المجتمع المسلم بكل صورة من زمان النبي ولعله الى العصر الحاضر ، واليهود والمسيحيون كانت الاديرة متفرعة في البلدان المسيحية – كل واحد واضع في بلده الدعوة الى دينه ، والدعوة الى الدولة التي ينتمي لها ، هذا ليس بغريب ، ولكن الغريب ان الخلافة ترضى عنهم وتحترمهم وتستشيرهم في امورهما ، هذا هو العيب والغريب ، كانوا هكذا ( حبيبي ) 0 سرجون مسيحي من مسيحيي الشام ، رباه معاوية وجعله نديماً له ومستشاراً له ، يجهل معاوية ان هذا الرجل ينظر لأهله ؟!! لا يجهل ، جعله عن علم وعمد ، اذن نفس الصفة التي لسرجون هي لمعاوية بن ابي سفيان وتتسلسل الى نهاية الخلافة العثمانية كانت عميلة لالمانيا سبحان الله ، محل الشاهد ، هذا سرجون هو الذي قتل الحسين سلام الله عليه بالمعنى الذي ان عبيد الله بن زياد قتل الحسين ( عليه السلام ) ، سرجون قتل الحسين ( عليه السلام ) وهو عميل للدولة البيزنطية ، اذن الدولة البيزنطية قتلت الحسين ( سوف اقرأ لكم العبارة في التاريخ في مقتل المقرّم ) انه بعد سيطرة مسلم بن عقيل سلام الله عليه على الكوفة ، واخذ البيعة لاهلها ، ساء هذا جماعة ممن لهم هوى في بني امية ، منهم عمر بن سعد بن ابي وقاص ، وعبد الله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي وعمارة بن عقبة بن ابي معيط ، فكتبوا الى يزيد يخبرونه بقدوم مسلم واقبال أهل الكوفة عليه ، وان النعمان بن بشير لا طاقة له على المقاومة ، فارسل يزيد على سرجون ( الذي هو حبيب ابيه وحبيبه ، الذي هو عميل في الخلافة ابيه وخلافته ) فأرسل يزيد على سرجون مولاه يستشيره وكان كاتبه وانيسه حتى بالخلوات – فقال سرجون ينصح – ينصح أي في حدود فهمه الشيطاني الجهنمي طبعاً كل من يقتل من المسلمين والشيعة اينما وقعت فيها[39] ونعمت ، أي في نظر سرجون - فقال سرجون عليك بعبيد الله بن زياد (( نحن نقرأه ولا نفهمه حبيبي ، اول من يفهمك هو السيد محمد الصدر اسفي عليك ، اسفي عليك )) فقال سرجون عليك بعبيد الله بم زياد 0 قال انه لاخير عنده – كان هناك جفوة وزعل بين يزيد وبين عبيد الله بن زياد – فقال يزيد انه لا خير عنده 0 فقال سرجون هذا عهد معاوية بخاتمه ، ولم يمنعني ان اعلمك به الا معرفتي ببغضك له ، فانفذه اليه وعزل النعمان لن بشير 0 ويقول في الهامش عن سرجون في كتاب ( الاسلام والحضارة العربية ) الجزء الثاني صفحة 158 : كان سرجون بن منصور من نصارى الشام ، استخدمه معاوية في مصالح الدولة ، وكان ابوه منصور على المال في الشام – على المال اي مسؤول عن المال في الشام - [40] في عهد هرقل قبل الفتح ، حينما كان الاستعمار الرومي في سوريا ولبنان موجوداً هذا كان رئيساً وفعالاً ، ناصراً للدولة المستعمرة ( ويعمل لها ) فيأتي معاوية فينصر معاوية ( سبحان الله ) – وكان ابوه منصور على المال في الشام من عهدهم قل قبل الفتح – أي قبل الفتح الاسلامي 0 ساعد المسلمين على قتال الروم 0

    ( هذه ايضاً فيها تخطيط لا تقل انه ساعدهم اخلاصاً ، أولئك يفهمون أزيد منا ، يجعلون شخصاً يقاتلهم من اجل نتوهم انه شخص جيد حتى يستطيع ان يتغلغل بين صفوفنا )[41] وسرجون بن منصور كانت له خدمة في الدولة كأبيه 0 أذن بحسب النتيجة ماذا حدث ؟ من قتل الحسين سلام الله عليه ؟ قتله سرجون ، وبتعبير اخر قتلته الدولة البيزنطية 0
    منها : له كلام عن صبر الحسين عليه الصلاة والسلام رائع جداً حيث انه قد مجد الحسين بما هو لائق بالمنزلة الامام المعصوم من ذرية الرسوم الاعظم ( ص) حتى انه قد بين الفرق والمزايا التي كانت عند الحسين بن علي عليها السلام والتي عند الانبياء السابقين على الاسلام حيث قال : ( ان المعصومين عليهم السلام ارفع عند الله شأناً ، وأكثر علماً ،، وأقوى أرادة وأقوى عزماً ، وأكثر صبراً ، وأكثر سيطرة على الكون من أي واحد من السابقين على الاسلام كائناً من كان ، فالفكرة التي اريد ان اعطيها الان ( ان الحسين عليه السلام صبر أكثر من كل الانبياء السابقين على الاسلام ) بلاء الدنيا لا يقصر ، يأتي الصفير والكبير ، والكامل والداني ، حتى الانبياء ، حتى المعصومين ، يأتيهم بلاء الدنيا ، الدنيا دار بلاء ، ومن ظن خلاف ذلك فهو جهل في عقله ، وضله في فكره ، بلاء الدنيا موجود لكن إئت بالصبر أي ماذا ؟ عدم الاعتراض على القدر والقضاء الالهيين ( ان لم ترضى بقدري وقضائي 0 اين تذهب ؟ اين تولي بوجهك – فلتخرج من ارضي وسمائي ) البلاء لا بد منه رضيت دربك من هنا ، مارضيت تفضل هذا هو 0 الله لا دخل له بعد ذلك ، انما يريد ان يمتحننا ، ويريد لنا الكمال ويريد لنا الجنة ، فلذا الملائكة ماذا يقولون لاهل جهنم ؟ ( ما سلككم في سقر ) [42] عجيب غريب انتم جئتم الى هنا ، الله خالقكم للجنة انتم ما الذي اتى بكم هنا ؟
    الحسين عليه السلام صبراً اكثر من آدم عليه السلام يقول في القرآن : ( وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتابه عليه وهدى ) صبراً اكثر من نوح عليه السلام الذي هو ما أنبياء اولي العزم : ( قال رب اني دعوت قومي ليلاً ونهاراً 0 فلم يزدهم دعائي الافرار او اني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا إستكباراً [43] الرجل صابر مئات السنين نوح ، مع ذلك المتوقع منه ان لا يفتح فمه بالشكوى امام الله سبحانه وتعالى ، الحسين ( لم يفتح فمه ) بالشكوى امام الله سبحانه وتعالى ( هون ما نزل بي انه بعين الله ) أمير المؤمنين ماذا يقول ؟ ( فزت ورب الكعبة ) لا اشكال لا اعتراض ، أي سؤال مهما قل لا يوجد عند المعصومين ، أي ضد القدر والقضاء الالهيين مستحيل بالرغم من انه – أي نوح – يسب قومه الكفار وهم مستحقون له ، لكن مع ذلك فيه دلالة على انه تعبان من تنفيذ امر الله سبحانه وتعالى ، الحسين لم يقل ذلك اطلاقاً 0 صبر اكثر من موسى عليه السلام ، الذي هو أيضاً من أولي العزم ، قال تعالى عن موسى / ( ياهارون ما منعك إذ رأيتهم صلوا الا تتبعني أفعصيت امري قال يابن أم لا تاخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي )[44] موسى عليه السلام علي حق ، ولكن مع ذلك كان ينبغي ان يحذر ، ولا يغضب بسرعة ، انما غضب لعصيان الله لان قومه عصو الله وعبدوا العجل ، جزاه الله خير جزاء المحسنين ، لكنه كان المتوقع منه ان يترفع عن ذلك ، واصبر من ذلك المعصومون بعد الاسلام أصبر من ذلك 0 ذو النون واضح ان الحسين صبر أزيد منه ، لم يستطع الصبر عدة سنوات ، وانهزم من مجتمعه الذي كان مكلفا حسب الرواية بالدعوة فيه ، أي بالنبوة فيه ( وذا النون اذ ذهب مغضباً فظن ان لن تقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين )[45]0
    مريم بشرتها الملائكة بوجود عيسى وولادته أسكتي يكفي ، لا إلاان تشكل ( قالت اني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو عليّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكا أمراً مقضيا ) [46]
    قضاه الله وقدره رغماً عنك ، وليس باختياركِ وانما اختيار رب العالمين لماذا تفتحين فمك بما لا ينبغي ؟ فهل فتح واحد من المعصومين فمه بما لا ينبغي ؟ حتى بالدقة العقلية لا يوجد مثل هذا الشئ 0
    زكريا ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين قال ربي أنى يكون لي علام )[47] كيف يحدث هذا ( ربي اني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وأمراتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء )[48]الملائكة تقول له وجهاً لوجه وحساً بحس مع ذلك تاخذه الاسباب الطبيعية ، وتصعد في نفسه اهمية هذه الاسباب فيفتح فمه بالاشكال امامهم 0
    صبر الحسين اكثر من الملائكة من هو الافضل المؤمن الحقيقي أم الملائكة ؟ انا اقول المؤمن الحقيقي افضل من الملائكة 0 الحسين افضل من الملائكة ، اذن هو أكثر صبراً من الملائكة ، أما أشكلت الملائكة على الله ؟ أشكلوا بالقرآن موجود ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ) انفتحت السنتهم0 ( سبحان لله ) هذا ليس بكلام جيد منك !!! سمعت احداً يقول لله مثل هذا الكلام ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم [49]( واذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )راضون عن أنفسهم ( الباشوات ) !!! ( قال اني اعلم ما لا تعلمون )[50] زوجة ابراهيم ليست معصومة لكنها كمثال من القرآن ان الحسين عليه السلام صبر اكثر منها ، حينما بشرتها الملائكة بولادة اسحاق ( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت ياويلتي أألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخاً ان هذا لشئ عجيب ) سبحان الله الاسباب الطبيعية بحسب فهمها تتفاعل في نفسها الى حد يجعل لها اليقين او الاظمئنان بانها لن تتخلف ولن تنخرم ، انما هي اسباب طبيعية بقدرة الله ، ، والمعجزة ايضاً بقدرة الله ، وكله سواء بقدرة الله ، ليس هذا اكثر من هذا ،وليس هذا اصعب من هذا بالنسبة الى الله سبحانه وتعالى : قالوا أتعجبين من أمر الله رحمه الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد [51]الان اقرأ لكم نصوصاً قليلة مما قاله الحسين سلام الله عليه ، صمود كامل ، وصبر شامل ليس فيه زعزعة ولا قيد شعرة ولا قيد الكترون ( ما خرجت اثيراً ولا بطراً ولامفسداً ، ولا ظالماً ، ، ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله ، اريد أن آمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، واسير بسيرة جدي وابي علي بن ابي طالب ، من قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي ، أصبر – أصبر محل الشاهد هو الصبر – أصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) 0 لا أطيل عليكم أنتم تحت الشمس ، كلمات الحسين عليه السلام كثيرة لكن مجرد أمثلة (( اولا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ، ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، وانوف حمية ، ونفوس ابية ، من ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، الاواني ذاهب بهذا الاسرة على قلة العدد وخذلان الناصر )) اما كان يمكن ان يفتح فمه بشئ من التنازل مهما قل ولا يقتل ؟ ولكنه صمد وصبر 0 الصبر الحقيقي الذي لا مثيل له في البشرية من اولها الى اخرها حتى قال بعذ اهل المعرفة ( بان اصحاب الحسين 0 فضلاً عنه عليه السلام طبعاً – خير من اصحاب الرسول في بدر ، وخير من اصحاب المهدي ، الذين هم خلاصة الغيبة الكبرى والامتحانات الدنيوية والبلاء الدنيوي خلال الغيبة الكبرى ، لان اصحاب النبي ، واصحاب المهدي ، يقدمون على الحرب مع احتمال النجاة ، واما اصحاب الحسين اقدموا على الحرب مع اليقين بالممات ) وهذا كاف جداً في الفرق بينهم ، فكيف بالحسين سلام الله عليه ؟ ( حبيبي ) لانكن غافلين في الرواية ان المهدي سلام الله عليه حينما يستتب له شئ من الامر ، يرسل – باللغة الحديثة – وفداً أو إرسالاً الى بلاد الروم فيكتبون شيئاً على أقدامهم ويمشون على الماء – حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط – الى ان يصلوا الى شواطئ الروم – طبعاً ان هذا باللغة القديمة – فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الابواب سلماً ويدخلون الابواب سلماً ، ويدخلون الناس في دين الله افراجاً ، في حين السيف مشتغل في الشرق ، في قتل الفلانيين الذين يعارضونه ، يخرج له جماعة من رجال الدين وغير رجال الدين يقولون له : (( الاسلام بخير والدين بخير إرجع من حيث اتيت )) فيضع فيهم السيف يقتلهم عن آخرهم ، هذا حال شرقنا العجيب الغريب ، الذي ملئ بالمعاصي الباطنية فضلاً عن الخارجية ، هناك سذج واهل صفاء في الجملة ، كل شخص قلبه طيب يتبع المعصوم سلام الله عليه ، يعني معناها نحن أسوء من الاوربين ومن اليهود والنصارى 0
    التفتوا الى متى انتم نيام ، كل واحد يصلح نفسه انا لا اقول أكثر من هذا ، الله موجود وانت موجود 0


    يتبع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    اصلح نفسك جزاك الله خير جزاء المحسنين[52] 0
    منها: كان يدور في ذهنه سؤال غريب جوابه وهو اين مدفون الامام الحسين ( عليه السلام ) واين قتل هل هو في كربلاء ام في مكان اخر فهذا نص كلام السيد حين قال:(( يأتي هنا سؤال واضح : الحسين اين مدفون ؟ وأين قتل ؟ في كربلاء ، طبعاً هذا من الضروريات وواضح ، المدينة اسمها كربلاء ، وهذا ينبغي ان يكون واضحاً اذن كيف يقول : بين النواويس وكربلاء ، يعني ليس في كربلاء ، هذا السؤال عاش في ذهني فترة من الزمن سألت فيه احد كبار السن والاختصاصيين من سكان كربلاء توفى ( رحمه الله ) قال لي ببساطة : هذه النواويس وهذه كربلة وهو في الوسط ، النواويس في احد طرفي المدينة الحالية ، وكربلة ( بالعامي طبعاً لغة تفخيم اللام ) بالطرف الاخر من المدينة ، فيكون الحسين قد دفن في وسط هاتين المنطقتين . معنى ذلك ان المنطقة التي دفن فيها الحسين في ذلك الحين لم تكن مسماة بكربلاء ، الطف او الغاضريات ، وليست كربلاء . نعم كربلاء انتقل لها من كربلاء المجاورة لها فسميناها كربلاء ، انا حسب فهمي هكذا ، وطبعاً هي لا زالت بهذا الاسم ، ولكنه بالدقة لو لاحظنا الفهم القديم اللغوي فمنطقته ليست كربلاء ، وانما هو حارب ودفن بين النواويس وكربلاء ، وليس في كربلاء ، والى الان نسميها واقعة الطف . لا نسميها واقعة كربلاء ).

    منها : له كلام رائع جداً وعجيب عن المعصومين وعن سبب وفاة او استشهاد الرسول العظيم محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) حيث انه نسب حادثة استشهاد الرسول الى الدولة البيزنطية نفسها 0 فاليك نص كلامه في خطبة لجمعة [53] انه من الممكن القول انها[54]0قتلت نبي الاسلام (ص) .
    أطروحة محترمة الان اعرض لك مبادئها الذهنية المتشرعة يقولون ، ولازال هذا الارتكاز المتشرعي موجوداً ، لاأدري سمعتموه أولا ؟ حاصلة بأن جسم المعصوم سلام الله عليه لا أقل من المعصومين بعد الاسلام – أي الاربعة عشر سلام الله عليهم – مخلوقون بدرجة من الكفاءة والقوة بحيث لا يكونون قابلين للموت ، من قبيل ان نقول الموت حتف الانف او كموت الاخرين ، لا يموت الفرد منهم الابحادث خارجي ، ولذا كل الائمة سلام الله عليهم ماتوا بحادث خارجي بقتل او سم ، وهذا ينبغي ان يكون من الضروريات في التاريخ ، واضح جداً ، يستنتج من ذلك أيضاً نتيجتان ان الامام صاحب الزمان واحد من الاربعة عشر سلام الله عليه لا اقل من المعصومين بعد الاسلام – أي الاربعة عشر سلام الله عليهم – مخلوقون بدرجة من الكفاءة والقوة بحيث لا يكون قابلين للموت ، من قبيل ان نقول الموت حتف الانف او كموت الاخرين ، لا يموت الفرد منهم الا بحادث خارجي ، ولذا كل الائمة سلام الله عليهم ماتوا بحادث ، وهذا ينبغي ان يكون من الضروريات في التاريخ ، واضح جداً ، يستنتج من ذلك أيضاً نتيجتان ان الامام صاحب الزمان واحد من الاربعة عشر سلام الله عليه وعجل الله فرجه ، هذا يفسر لنا بقائه طيلة هذه المدة ، ولو إلى عشرة مريين سنة ، لان جسمه مخلوق بشكل غير فابل للوفاة الا بحادث خارجي، متكامل من جميع الجهات ، جسمياً وروحياً ونفسياً وعقلياً ، كلهم هكذا ، وانما يموت و ( كل نفس ذائقة الموت ) [55] وانما يموت بحادث خارجي بعد ظهوره ، يظهر فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ثم يشاء الله مقتله واستشهاده سلام الله عليه ، على كل حال الروايات في اأستشهاده ومقتله ليس الان محلها ربما في يوماً ما ، ياتي اولا يأتي او ترجعون فيها الى المصادر 0
    من جملة هذه النتائج اننا نسأل ان رسول (ص) كيف مات ؟ هل مات حتف أنفه ؟ أذن فهذا على خلاف هذه القاعدة التي هي متشرعية واضحة في اذهان المتشرعية ، محل الشاهد ان هناك جوابين لاسلوب موته ، أي انه مات بحادث خارجي ، جواب من الجماعة ، وجواب من عندنا ، الجماعة يقولون انه اثر فيه أكل الذراع الذي قدمته له اليهودية ، كأنما في الرواية قالت ( انه ان كان نبياً فلا ضير عليه ، وان لم يكن نبياً فليمت حتى نتخلص منه ) كأنما الرواية تقول انه عضه ثم تركه ، فتلك العضة هي التي أثرت في مماته بعد سنتين أو ثلاثة أو أكثر لا أعلم بالفاصل التاريخي 0 هذا بعيد الى درجة عجيبة ، لانه لم يكن هناك ولا يوجد الى الان سم بحيث ان الانسان يبقى صحيحاً سالماً ، يروح ، ويأتي ، ويصعد ، وينزل ، ثم بعد عدة سنوات يؤثر في موته ، نتحدى الناس بأن يأتوا بمثل هذا السم ، نعم سم يقتل فوراً له باب وجواب ، خلال ساعات أو ايام له باب وجواب ، اما انه يبقى سليماً معافى سنين ثم بعد ذلك يموت بعنوان انه مات بذلك السم ، الى حد ما مهزلة ، يعني واضح البطلان ، اذن كيف مات ؟ وبأي حادث خارجي مات ؟ يقول الارتكاز المتشرعي عندنا ان الحادث حصل من داخل بيته , ربما بعض زوجاته هي التي دست اليه السم ومات خلال ايام ، طبعاً بالجرح هذا لا يحتمل وانما بالسم ، فيكون هناك أطروحة معتد بها ان المسألة فيها رائحة من الخارج من الدولة البيزنطية ، ولماذا لا ؟ وما هو الاستبعاد ؟ نأتي الى مرحلة اخرى من سيطرة الدولة البيزنطية على المجتمع المسلم في الشرق الادنى لوصح التعبير ، النقد في ذلك الحين هل فكرت انه كيف كان ، ومن أي شئ كان ؟ ظاهر وواضح نقد الدولة الكسروية في ايران ، ونقد الدولة الرومانية في ايطاليا ، دراهم ودنانيرهم ، انا الذي افهمه ان نقد الدولة البيزنطية أكثر من نقد الدولة الكسروية 0 ( رحلة الشتاء والصيف ) [56] سمعتم بها ونص عليها القرآن – لاحظ – رحلة الشتاء الى البلد الحار وهو اليمن ، ورحلة الصيف الى البلد البارد وهو سورية ولبنان ، اذا دخلوا الى سوريا ولبنان الى أي بلد يدخلون ؟ الى الروم ، ساقطة بيد الروم مئات السنين حتى ان الجيش الاسلامي حاربهم بعنوان انهم حاربوا الروم في سوريا ولبنان والاردن وفلسطين ، اذن دمشق مركز التجارة الرومية في الشرق الادنى ، يرجعون بأي شئ ، سلعهم يبيعونها ويأتون بسلع بدلاً منها الى مكة والمدينة والحجاز ، حتى يتصرفوا بها ، يعيشون ستة أشهر او سنة او نحو ذلك ، اذن الاغلب هو الاقتصاد الروماني المسيطر على الدولة الاسلامية ، من الجاهلية ، رحلة الشتاء والصيف جاهلية ، واستمرت الى عصر النبي (ص) 0
    الخطوة الاخرى : هنا أيضاً انه حصل شئ الذي اقتضى ان الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان – هذه الرواية ينبغي ان تكون مشهورة – ان تنزعج من كثرة العمل الرومانية والكافرة في مجتمعه – أي في المجتمع المسلم – حتى يقدروا أن يؤذوا باقتصاد المجتمع المسلم والمسلمين فرداً فرداً ، طبعاً هي شمخرة اوربا لا نهاية لها ، محل الشاهد انزعج – وقال انا لا استطيع ان افعل شيئاً ، ماذا تقترحون علي قالوا له عليك بمحمد بن علي الامام الباقر سلام الله عليه – فقال آتوني به فقال للامام ( عليه السلام ) سلام عليكم ، أنا في مشكلة ، والمجتمع في مشكلة تفضلوا حلوها ، قال له بسيطة اجمع ذهباً وفضة، واضربه بقالب ، وانشره ما بين الناس ، واكتب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله ، طبعاً تلك الدراهم والدنانير نستعملها – يعني ليس الان في ذلك الحين – نستعملها وعليها شهادة بنبوة المسيح، والثالوث المقدس، ونحن نستعملها لانه لا يوجد غيرها – نبقى جياع – يعني الله يساعد الناس في ذلك الحين ، سيطرة اقتصادية مائة بالمائة ، وصل الخبر الى القيصر انزعج جداً وارسل له رسالة فعلاً بالتهديد والوعيد ، لكن الله تعالى كفانا شره والا كان في الامكان ان تصير مذبحة ، المهم ان هذا احد النقاط الواضحة من السيطرة الاستعمارية للدولة البيزنطية على المجتمع المسلم 0
    النقطة الاخرى : ولا ارد ان اطيل عليكم تحت الشمس انكم سمعتم ان في اليونان قبل الفي سنة او نحو ذلك ، فلسفة معتداً بها موجودة ، افلاطون وارسطو وسقراط وفلان وفلان وفلان عشرات الفلاسفة ، كلهم على حق ؟ أنا اقول لك ان خمسة وتسعين منهم على باطل ، ربما سقراط وارسطوا وافلاطون على حق ، أنا لا اريد ان أطعن بهم ، لكنه يوجد سوفسطائيون ، يوجد ماديون ، يوجد كيت ، يوجد كيت كثير اشكال من الناس الذين هم سفلة اولاد سفلة ‍‍ 0
    سمعنا أيضاً ان الفلسفة اليونانية دخلت المجتمع المسلم ، وترجمت الكتب من اليونانية الى العربية حتى يقرآها المسلمون ، انا أسألكم سؤالاً بسيطاً ، من الذي اتى بهذه الكتب ؟ ولماذا نشرت بين الناس ؟ ومن الذي ترجمها ؟ وبأي قصد ترجمت ؟ هل ان المفكرين وأهل الرأي وأهل الهمة ذهبوا الى اليونان وجاءوا بهذه الكتب ؟ يبدو انه لا اثر انه أثر لذلك اطلاقاً ، وانما هم بعثوا بهذه الكتب الى الشرق الادنى وترجموها ورغبوا الناس بها ليقرؤها ، لعل عقائدهم ترتد ولو بمقدار واحد بالمائة ، أو ينتجوا أكثر من ذلك ، ربما كثير من الناس يرتدون بسماع كلمة ، والحمد لله أغلبنا لا نفهم في كل الاجيال ‍‍‍‍وهولاء مفكرون وممدوحون وعظماء ، لماذا لا تصدقهم ؟ فيدخلون الالحاد الينا كابن ابي العوجاء وابن المقنع والجاحظ [57] والاخرين ، الذين انما كانوا في الحقيقة عملاء الفلسفة للدولة البيزنطية ، وحصلت انحرافات وانشقاقات كثيرة في زمن الائمة وبعد زمن الائمة سلام الله عليهم ، انما ذلك من هذه الفلسفات التي دخلت شراً الى البلاد الاسلامية وحتى ان بعض اليهود الذين أسلموا في عهد النبوة وبعدها لم يسلموا بقصد الاخلاص ، انما بقصد الدنيا ، ومن اهم تلك المقاصد علاقتهم باليهود الاوربيين التابعين للدولة البيزنطية والمتغلغلين فيها ، أمثال وهب بن منبه ، وكعب الاحبار وآخرين [58] وكان لامثال هؤلاء تأثير فعلي في المجتمع المسلم خلال عصر الخلافة الاولى وما بعدها ، بل تاثيرهم مستمر بالمعنى العام الى العصر الحاضر ، والامر على اية حال من الدقة والسرية – من ذلك الوقت والى العصر الحاضر – لانه كان يعتبر ولا زال يعتبر من اسرار الدولة العليا التي لا تكشفه لاحد ونحن من اين نأتي بالاخبار ، ماممكن ربما بالنسبة مرة نسمع كلمة تدعم هذا المعنى وهذا جداً كافي ، لااننا نبسط المطلب الف قرينة ، مليون قرينة لا ، وانما اقل المجزي من القرائن اننا نطرح أطروحة محتملة ومعتداً بها جيدة جداً آن نقول آن هناك قوماً معتداً بهم من داخل المجتمع المسلم عملاء وتابعون للدول الاوربية ، من قبل اكثر من الف سنة ، ونحن لا نحاشي الخوارج بما فيهم عبد الرحمن بن ملجم من هذه العمالة ، كما لا نحاشي القرامطة عن العمالة – سمعتم بهم كثير آذوا – شئ آخر أهم من ذلك كله ، المنصور هو وجماعته رأو ان قضية الاتراك – أتو جميلين وشباب وطيبين – يجلبون بالفتح الاسلامي من تركيا الى بغداد ، فألبسهم ثياباً فاخرة وأركبهم على جياد فاخرة ، ومشاهم في موكبه ، من ذلك الحين من عهد المنصور الى عدد من السنين وشخص الخليفة يتبدل الى عهد المتوكل ، واكثر من المتوكل ، أصبح الاتراك هم المسيطرين على الدولة ، الى حد اصبحوا ينصبون وزيراً ، ويعزلون وزيرا ، بل ينصبون خليفة ويعزلون خليفة ويقتلون خليفة ، حسب رأيهم ، مسيطرين على المجتمع مائة بالمائه ، حتى قال الشاعر من جملة المآسي التي قيل فيها الشعر : خليفة في قفص بين وصيف وبغا وصيف وبغا هما تركيان هي من اسمائهم واضحة 0
    خليفة في قفص بين وصيف وبغا يقول ما قالا له كما تقول الببغاء يخاف منهم ، أما يحبهم او يخاف منهم من قبيل قول الشاعر :
    ان كنت لا تدري فتلك مصيبة او كنت لا تدري فلمصيبة اعظم هل هؤلاء متقون ورعون ( كلاب اولاد كلاب ) أصروا و نخروا في المجتمع المسلم ، وفي دين المجتمع المسلم ، ولا زالت اثارهم موجودة الى العصر الحاضر ، انما تبعوا الدنيا من قبيل أنهم ذهبوا الى واحد من الخلفاء فطالبوه برواتبهم ، فقال بأنه انا ما عندي ، لانهم اخذوا الاموال فقتلوه شر قتلة ، خليفة أعلى مسؤول في المجتمع المسلم ، قتلوه كما تقتل العنزة ، لماذا ، لانهم اقوى منه ومسيطرون عليه ، محل الشاهد ، لا نحاشيهم من العمالة البيزنطية وهكذا وهكذا 0 ومن الممكن القول انه بهم وبسببهم نجت ، الدولة البيزنطية ، أي بسبب الاتراك كانوا قادة الجيش ، يصير وزيراً ، ويصير أميراً ، ويصير قائداً ، ويخرج الى الفتح الاسلامي ، الفتح الاسلامي كان لا بد منه ، اذا ما اخرج الخليفة جيشاً للفتح الاسلامي يعتب عليه الناس ويتكلمون ضده ، فيذهب ليغزو ، هذا الغزو فيه نقطتان أنا كتبتها في مؤلفاتي السابقة ليس بجديد :
    النقطة الاولى : ان الغزو لم يشمل المدن الرئيسية للدولة البيزنطية إطلاقاً ، لا وصلوا الى اليونان ، ولا وصلو الى ايطاليا ، ولا وصلوا الى رومانية ، الاسلام في رومانية موجود ولكنه دخل سلماً ، أدخله التجار المسلمون وليس بالحرب ، الغزو لم يدخل الى شواطئ اوربا الرئيسية احتراماً للدولة البيزنطية ، لماذا نحترمها ؟ إنما لاننا عملاء لها لا أكثر ولا اقل ، يدخلون جزيرة كريت ، جزيرة قبرص ، جزيرة صقلية ، ونحو ذلك من الامور ، كأننا حاربنا الكفار ، على كل حال إنا لله وانا اليه راجون 0
    النقطة الثانية : أنتم ارجعوا الى الطبري والكامل ومروج الذهب والى آخرين ، ذهب فلان وغزا وحارب وقتل وسبى وغنم ورجع ، أليس عند ما تغزو تهدي الناس ؟ تجعل فيهم حاكماً عادلاً يدير امورهم ؟ لا يذهب ويأخذ نسائهم واطفالهم وذهبهم ، ويتركهم على هذه الحالة ، ويدير ظهره ويرجع ، ويوزعها في بغداد ، وانما هذا طلب لدينا 0
    الفتح الاسلامي ردحاً طويلاً من الخلافة الاموية والعباسية كان للتجارة لا أكثر ولا اقل ، ذهب وغزا وغنم ورجع ، راجعوا كتب التاريخ (( الكامل )) وغيره كله بهذا الشكل ، ليس قربة الى الله اطلاقاً ، وانما ذهابه للتجارة ولاجل ان يكف ألسن الناس ، انه لماذا أنتم لا تحاربون كما حارب رسول الله (ص) ؟ لا أكثر ولا اقل ، هذا يدل على اننا نأخذ – يعني المجتمع في ذلك الحين – كان يأخذ الدولة الرمانية والبيزنطية بنظر الاعتبار ، يحترمها ويدين لها بالولاء ))
    منها : انه احد وكلاء السيد سئل سؤالاً له حول خصوص تلفظ السيد بآية الجمعة بدل من ان يقول (( ذلكم )) قال (( ذلك )) هل لابد ان نلغي او نمسح هذا من التسجيل ، ما هو تعقيبكم على هذا الامر الشهيد الصدر المقدس : لا تلغوه من التسجيل ، هذا انا مستعد ان اتحمل الحجارة برأسي ، انا اقول على حفظي فقط ، وقد اخطأ حتى في القرأن وفي الدعاء ، انما اقول ، وحقيقة الائمة سلام الله عليهم اعطونا من هذه الناحية فرصة معتداً بها ، وذلك ان النقل بالمعنى جائز ، فليكن هذا النقل بالمعنى عن القرآن الكريم ، وهو جائز ، ولست اشهد بأن هذه هي الاية لاكون من محرفي الكتاب – والعباذ بالله – لا ، وانما نقل بالمعنى الذي هو اقرب الى لفظ القرآن الكريم ، او الرواية ، الان وفي أكثر الخطب نقلت مضامين في الحقيقة لروايات ، ولابأس بذلك النقل بالمعنى ، قال ( ان كان تقصد بالمعنى فلا باس ) وهي رواية معتبرة السند في الوسائل موجودة ، وهذا معنى يشمل القرآن ويشمل السنة بطبيعة الحال ، فمن هذه الناحية كأنما ليس فيه عيب كثير ، لا تغيروها ( كذا خلقت ) أي السيد محمد الصدر أي كذا خلق ، وذاكرتي لا تسعفني دائماً ، وانا لست بمعصوم بطيبعة الحال 0
    منها : له كلام رائع وعجيب ولعله اغرب ما يسمع عن السيدة الجليلة صاحبة المقامات العليا مولاتنا الزهراء سيدة نساء العالمين في احد خطب صلاة الجمعة المصادفة في الثالث من جمادي الثاني سنة 1419 هجرية على منبر الكوفة الموقر حيث قال قدس سره الشريف : ( ولاي الامور تدفن ليلاً بضنعه المصطفى وويعفى ثراها 0
    فيه سؤالان ، لكن لا ، نحن نزيد واحداً آخرا .
    الاول : ان الزهراء سلام الله عليها قد غسلت بعد وفاتها سراً في داخل بيتها ، ولم يعلم احد بذلك من خارج الاسرة ولم يشارك فيه احد الا زوجها امير المؤمنين عليه السلام واسماء بنت عميس على ما ببالي التي كانت تناوله الماء 0
    الثاني : ان الزهراء سلام الله عليها أوصت زوجها ان تدفن ليلاً ، حين تهدأ العيون ،وينام الناس ، ولا يكون لها تشيع عام ، وقد طبق امير المؤمنسين سلام الله عليه هذه الوصية ، ودفنت سراً ليلاً باجماع كلام المؤرخين من كل المذاهب الاسلامية ولا يحتمل غير ذلك ، ولم يحضر تشييعها ودفنها الا حوالي سبعة نفر فقط ، زوجها وولداها ( سلام الله عليهم ) وبعض الخاصة من خاصتهم ، كسلمان الفارسي وابي ذر ، وعمار رضوان الله عليهم 0
    والثالث : ان الزهراء سلام الله عليها عفي قبرها ولم يظهر الى حد الان ، وهذا ايضاً اكيد بتسالم المؤرخين ، ورفض امير المؤمنين بكل شدة ، وقوة ارادة ، ان يدل المجتمع قبرها الذي دفنت منه ليلاً ، ولا زلنا نشعر بأنه لا توجد حجة شرعية 0 كأدلة على كونها مدفونة في أي مكان محدد ، إلا انها في منطقة كبيرة هي المدينة المنورة ، دون أي مكان محدد منها ، ولعل الارجح في ذلك احد احتمالات ثلاث 0
    اولاً : انها دفنت في بيتها ، أي البيت الذي كانت تسكن فيه مع امير المؤمنين سلام الله عليه 0
    ثانيا: انها دفنت في البقيع – انا كتبت لكم كلمات شرحاً عن البقيع ، يحسن الالتفات اليه جداً – يسمى بقيع الفرقد وقد كان مدفناً لأهل المدينة ، كوادي السلام في النجف في الحقيقة ، وكان خارج البيوت يومئذ – المدينة الصغيرة هو في خارجها ، كما ان وادي السلام الان في خارج النجف – يخرجون موتاهم الى خارج المدينة ، ويدفنونهم في المقبرة التي هي بقيع الفرقد ، وفيه مقابر كثيرة من الصحابة ، والتابعين ، والهاشميين بما فيهم بعض المعصومين عليهم السلام ، وهم الامام الحسن المجتبى عليه السلام والامام السجاد علي بن الحسين عليه السلام ، والامام الباقر عليه السلام ، والامام الصادق عليه السلام ولاحظوا وكان على هذه القبور – أي قبور المعصومين هؤلاء الائمة الاربعة 0 عليها بناء كبير ، ولازالت صورته الفوتغرافية موجودة ، انتم طبعاً اغلبكم لم يروها اكيداً – وكانت تسمى عند اهل المنطقة ( بقبة اهل البيت ) وقدهدمها الوهابيون السعوديون ، واصبح في نظرنا يوم معين من السنة يسمى يوم هدم القبور ، هدم قبور البقيع مصيبة وفاة احد الائمة سلام الله عليهم اجمعين تعدل مصيبة ذكرى وفاة احد المعصومين عليه السلام ، واصبح الناس يعملون بهذه المناسبة ، تعازي ، واحتفالات ، نحو ذلك ، وذكريات ، ايضاً قال الشاعر :
    ألا ان حادثـة البقيع يشيب لهو لها فؤاد الرضيع
    وسوف تكون فاتحة الرزايا اذا لم نصح من هذا الهجوع
    كما قد كان في مقبرة البقيع بناية تسمى قبة مشبكى ، با لله قبة المبكى ما هي ؟
    حاصل المطلب بسيط ان الزهراء سلام الله عليها بعد ابيها حينما في الحقيقة طردت من داخل المدينة ( انه اسكتوها فان بكائها يزعج الجيران ) اخرجها زوجها الى البقيع ، فاصبحت تبكي هناك ، فخلال الاجيال بنيت في نفس المنطقة بناء ، سور وقبة تسمى ( قبة المبكى ) لذكرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، وكان هذا في ضمن ما هدم عند هدم البقيع ، ويوجد شرح ذلك وغير ذلك مفصلاً في كتاب – هذا ما نعرفه لكن هذا الكتاب أيضاً من واحد مصري ، كل هذا الكلام موجود فيه ويوجد شرح ذلك وغير ذلك مفصلاً في كتاب يسمى بـ ( مرآة الحرمين ) لاحد الضباط المصريين الذين كانوا يذهبون من مصر في حملات الحج كل سنة قبل سبعين عاماً او اكثر ، وفيه صورة لمقبرة بقيع الفرقد قبل الانهدام ، وتظهر فيه بنايات عديدة منها بناية المبكى ، ومنها قبة اهل البيت سلام الله عليهم ، واشياء اخرى ، وهو أيضاً يعدد محتويات البقيع واحدة واحدة فيه كذا وكذا ، المهم مصدر جيد ، ومنهم وليس من عندنا ، ومحل الشاهد ان احدى الروايات هي ( انها سلام الله عليها دفنت في البقيع ) ولكن لم يعرف موضع قبرها الى الان ، بالتاكيد انها حقيقة في البقيع او اين من البقيع مدفونة ؟ لا يعلم ، ولم يبن عليها احد قبة ، لانها مجهولة من حين دفنها 0
    ثالثاً : انها دفنت قرب ابيها ، يعني قرب مدفن الرسول ( صلى الله عليه واله ) وبعضهم وربما الارتكاز المتشرعي كما نقول 0 يفهم ذلك مما ورد عن النبي يقول ( بين قبري ومنبري ، روضة من رياض الجنة ) والظاهر ان هذا الخبر مما يروية الفريقان حسب اطلاعي فنقول هنا ان هذه الروضة من الجنة هي قبر الزهراء سلام الله عليها 0 على اية حال ، يكفينا من هذا ان امير المؤمنين عليه السلام تعمد التعتيم الاعلامي على قبرها ، من حينه ، من نفس الليلة التي دفنت ، ولازال هذا التعتيم موجوداً ، فكيف نستطيع ان نستدل على قبرها بحجة شرعية مع وجود هذا التعتيم الذي دعمه امير المؤمنين بنفسه سلام الله عليه ، والملاحظ ان سائر الائمة بعد امير المؤمنين عليه السلام التزموا على نفس المسلك ، ولم يصرحوا بموضع قبر الزهراء عليها السلام ، وبخلاف الامور الاخرى ، فانها صدرت عنهم كثيراً كموضع قبر امير المؤمنين ، ولكن سبحان الله – لم يحاولوا زيارة قبر جدتهم الزهراء سلام الله عليها ، لكي لا يكون ذلك ايذاناً برفع الغفلة ، والتعتيم ، عن محل قبرها ، حتى يبقى خافياً ، فيكون ذلك – إذا أطهروه – يكون ذلك خيانة للفكرة التي بدأها جدهم أمير المؤمنين ، في قاعدة التعتيم على قبر الزهراء سلام الله عليها ، وحاشاهم من الخيانة ، اذن فهم لم يتلفظوا قولاً ، ولم يعلموا عملاً ، يدل على محل وجود قبر الزهراء سلام الله عليها ، والطريق المنحصر للاجيال المتاخرة للتعيين الحقيقي لقبر الزهراء سلام الله عليها هو انتظار الامام المهدي سلام الله عليها ، للقيام بسؤاله وتعيينه ، واما الان فهو منسد تماماً0 الخطوة الاخرى المهمة ، ولان كان الامر في تكفينها السري ، ودفنها السري ليلاً ، امراً خاصاً بالجيل المعاصر لها سلام الله عليها ، لانه انما – مثلاً – يوجد توقع أنهم يحضرون تكفينها ، ويحضرون دفنها ، لا ، فخفاء قبرها ليس امراً خاصاً بذلك الجيل ، بل عام لسائر اجيال الاسلام ، وهي علامة غير محموده طبعاً ، وأعتبرها سوء توفيق لكل الاجيال الاسلامية ، ابتداءً من الجيل المعاصر لوفاتها والى الان ، والى حين يتضح الامر بظهور الحق الاصيل سلام الله عليه ، فليس فينا أي شخص يستحق ان ينال هذه النعمة الخاصة ، والرحمة الحقيقية ، مهما كان ادعاء هذا الشخص عالياً في دين او دنيا نعود الان الى التساؤل عن السبب في هذا التعتيم المكثف ، والطويل الامد ، كما سمعنا من الشاعر حيث يقول 0
    ولأي الامور تدفن ليلا بضعة المصطفى ويعفى ثراها ولعل هذا ايضاً في واقعه يعتبر من الاسرار الالهية ، التي لا يعلمها إلا المعصومون عليهم السلام ، وأولياهم ، ان المشهور لدى المتشرعة الى الان ان الزهراء سلام الله عليها كانت تريد منع اعدائها التي غضبت عليهم عن حضور تشييعها ، وزيارة قبرها بعد دفنها ، فكانت افضل طريقة لذلك هو هذا التعتيم المطلق الذي حصل بمنع المجتمع كله عن ذلك ، لكي يمتنع الاعداء عن ذلك ايضاً ، لانه لاسبيل الى منعهم بالخصوص إلا بمنع المجتمع كله ، وهذا الوجه جيد جداً لولا اشكال واحد لعلنا التفتنا اليه !
    وهو انها كانت سلام الله عليها تقصد نفس اعدائها الموجودين في ذلك الجيل ، اذن فقد زالو عن الوجود بعد مائة سنة مثلاً ، او اقل ، او اكثر ، فلماذا لم يكشف المصومون من ذريتها عن موضع قبرها بعد ذلك ؟ اذن فالامر اعمق من ذلك من جهتين :
    الاولى : عدم اختصاصا – لا حظوا – عدم اختصاص هذا الغضب الفاطمي بالجيل المعاصر لها ، بل هو شامل لكل الاجيال ، ما دام هناك اتباع ومناصرون ومحبون لهم 0
    الثانية : عدم اختصاص هذا الغضب الفاطمي بطبقة معينة نعتبرها متطرفة في الضلال ، بل يشمل كل المجتمع ، بدليل على انه لا يوجد ولا واحد منهم او منا من يعرف ذلك على طول الاجيال ، ولو كنا مستحقين لذلك لعرفناه اكيداً ، لان ( رحمة الله قريب من المحسنين ) وحيث اننا لا نعرفه ، اذن فلسنا مستحقين لهذه الرحمة الخاصة ، جيلاً بعد جيل ، واوضح شئ يشبه هذا المعنى ، هو غيبة الامام عليه السلام ، فانها تمثل غضب الله سبحانه على اعداء الله سبحانه وتعالى ، فغيب عنهم وليه مع العلم الاكيد ولذي صرح بع العلماء السابقون انه لا يمكن ان يكون غائباًعن المستحقين لرؤيته ، وانه سلام الله عليه ، انما تحجبه الذنوب والعيوب ، والمظالم الموجودة لدى الافراد والجماعات ، فاي فرد تصورناه انه ليس له ذنوب وعيوب ، وهو مبرا امام الله سبحانه وتعالى منها ، فانه سيرى المهدي ، ويتعرف عليع ، وبتعبير آخر ، ان المتشرعة يشعرون انه انما غاب سلام الله عليه من اجل خوف القتل ، فان كان ذلك صحيحاً تماماً فلماذا لا يظهر احياناً لمن لا يخاف منه الاعتداء ؟ 0
    وهم كثيرون الحمد لله من الشيعة والموالين ؟ وجواب ذلك نفس الجواب ، وهو انهم غير مستحقين لرؤيةالامام ، ولا مبرئون مثلاً من الذنوب والعيوب الى الدرجة التي يبلغون بها درجة الاستحقاق ، اذن فلنعرف ميزاننا ، وموقعنا امام الله سبحانه ، سواء في الحوزة او في خارجها ، وسواء في العراق او في خارجه ، وسواء بين الموالين او في خارجهم ، لأن كل اجيالنا تخفى عليها كثير من الامور المهمة الالهية والتي اوضحها هاذان الامران التعرف على قبر الزهراء والتعرف على شخص الامام الحجة ، مع العلم انه لا يحتمل ان يحجب ذلك على المستحقين له بكل تاكيد ، أي العدل الالهي جل جلاله ، ومثال ذلك من جهة نظر بعض العارفين ان البلاء الذي نزل – لاحظوا ، كقصة بسيطة 0 ان البلاء الذي نزل على آل يعقوب او اسرته ، انما كان لبعض التقصيرات، وهو انهم كانوا – حسب رواية موجودة على اية حال ، ما علينا من صحة يسندها – وهو انهم كانوا يأكلون شاه مشوية في بعض الامسيات ، فجاءهم فقير يطلب العطاء ، يعطوه ، في الحكمة ( اذا صدق السائل هلك المسؤول ) وقد كان هذا السائل حسب ما يبدو والله العالم ، وقد كان هذا السائل في علم الله مستحقاً حقيقة ، فمنعوه ، فكان ذلك ايذاناً ببدء ، والمهم ليس هو سماع تفاصيل القصة ، وهي معروفة ومروية في الكتاب الكريم والسنة الشريفة ، وانما محل الشاهد فيها ان يعقوب عليه السلام بكى حتى ( ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) [59] بنص القرآن المكريم ، ولكنه رجع بصره عندما القي قميص يوسف على وجهه ، ايضاً كما ينص القرآن ،ولم يكن بكاءه بكاء العاطفة على ابنه ، لا ، بل اسفاً لحصول ذلك التقصير ، وبياناً للتوبة منه ، وكان يقول ايضاً بنص القرآن ( وأعلم من الله ما لا تعلمون )[60] وفسره بعض اهل المعرفة ( اني اعلم بانه عند زوال الغضب ، يزول البلاء ، عندما يرضى الله عنا يزل هذا البلاء) عندما وكان يعقوب سلام اللله عليه ينظر زوال الغضب ، وتوبة الله عليهم[61] ، فحينما القي عليه قميص يوسف كان هذا ايذانا بزوال الغضب ، وحصول الرضا ، ولذا كف عن البكاء ورجع بصره ، ولم يكن طبعاً ، لا تقولوا غضب ، هم معصومون سلام الله عليهم ، لم يكن الغضب غضباً الهياً مطلقاً ، لانهم سلام الله عليهم معصومون [62] وانما كان تنبيهاً وامتحاناً على تقصير بسيط ، ولم يكن طبعاً هو من المحرمات لكي يكون منافياً للعصمة ، فمحل الشاهد ، نحن رويناه لاي شئ ؟ انه اذا زال الغضب زال البلاء ، واما مادام البلاء موجوداً فنعرف من ذلك ان الغضب لازال موجوداً ، وليس لنا استحقاق زواله ، والبلاء في الدنيا كثير الا انه في محل حديثنا هو خفاء قبر الزهراء سلام الله عليها ، وخفاء شخص المهدي سلام الله عليه ، وهذا معناه اننا لازلنا على مستوى القصور ، والتقصير ،والذلة امام الله سبحانه وتعالى ، حتى السيد محمد الصدر ، انا لا اقصد غيري ، وانما الجميع هكذا ، جيلاً بعد جيل ، حتى الحوزة العلمية ، حتى اكابر الحوزة العلمية ، ليدلك واحد منهم على قبرالزهراء يقيناً ، او يعرفك بشخص المهدي يقيناً ، اقل من ذلك واحقر ، حتى السيد محمد الصدر ، وهذا معناه اننا لا زلنا على مستوى القصور ، والتقصير ، والذلة امام الله سبحلنه ، وعدم استحقاق الرحمات الخاصة ، لا استثني من ذلك احداً من البشر كائناً من كان ، وهذا ما يستدعي فينا مزيد الحذر ، واليقضة ، ومراقبة الله في الصغيرة والكبيرة ، وفي كل نفس ، كما تقول الحكمة ( خف الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فهو يراك ) لعلنا بالتدريج نصل الى المستوى الالهي المطلوب [63] 0
    منها : انه أفتى بالاحتياط عدم اخذ او عدم صحة الاستخارة الا بأذن الحاكم الشرعي او من شخص لديه اذن سابق بها 0
    منها : له كلام عجيب حول عدم اغتيال مسلم بن عقيل لعبيد الله بن زياد في الكوفة عندما دخل بيت عاني بن عروة ( رض) حيث قال ( حيث قال ) ( اقتضاء الحكمة الالهية الابقاء على بعض الفاسقين والكافرين ، من اجل ميلاد بعض المؤمنين من ذراريهم ولو في جيل متاخر ولو عدة مئات من السنين او اكثر 0 فليكن ابن زياد كذلك [64] وهذا لا يتوقف على علم مسلم بن عقيل او التفاته الى ذلك ، بل اما ان يكون ملتفتاً ، واما ان الله سبحانه صرف عن قتله لهذه الجهة 0 والاحتمال في ذلك يكفينا لقطع الاستدلال المعاكس ، كما كررنا في امثاله ) 0
    منها : له كلام رائع وجميل وعجيب قاله في خطبة الجمعة المصادفة 3 جمادي الاخرة 1419 هجري ، 25/9/1998م في الخطبة الثانية عن مزايا اهل البيت عليهم الصلاة والسلام 0 وعن مزايا الزهراء سلام الله عليها 0
    حيث قال : ( ان من يبذل لها اية خدمة حقيقية ، او نفع حقيقي ، مخلص لا يمكن ان يدخل النار ، تكون هي شفيعته ، وتفطمه ، من النار سلام الله عليها ، لانها بضعة المصطفى الاكرام ، قلبه الذي بين جنبيه ، وهذا له مثالان ، انا اقول :
    المثال الاول : ان شخصاً من الصحابة – طبعاً المصادر يصعب الحصول عليها ، ولكن انا انقل لكم عن حفظي – ( ان شخصاً من الصحابة صادف ان سقطت قطرة من دم رسول الله صلى الله عليه واله – في بعض الغزوات على يده فلطعها وبلعها ، ثم سأل رسول الله صلى الله عليه واله في ذلك ، فقال له ما مضمونه ( بئس ما فعلت – هذا حرام – ولكن قد حرم الله جسدك على النار ) فلا يمكن ان تدخل تلك القطرة التي جزء من النبي صلى الله عليه والله الى النار بكل صورة 0
    المثال الثاني : ما كان يقول ابي قدس سره ، وكان يقول ( انه معروف بين المتشرعة من قتله رسول الله صلى الله عليه واله بسيفه مباشرة يذهب الى الجنة ، لا يذهب الى النار كائنا من كان ، لبركة سيف رسول الله صلى اله عليه واله ، وهذه الخصوصية غير موجودة لغيره شخصياً ، حتى امير المؤمنين سلام الله عليه.
    من هنا لم يقتل رسول الله صلى الله عليه واله بشخصة احداً اطلاقاً ، وانما كان المحارب الرئيسي والاهم بين يدي الرسول هو علي عليه السلام ، ومن قتل بسيف علي يذهب الى جهنم بكفره وسوء عمله ومن هنا كان رسول الله صلى الله عليه واله يقتل الكفار بسيف علي ويد علي ، لا بسيفه الشخصي وعمله الشخصي ، مع انه لا يحتمل – لاحظوا وهذا قلما يفهمه الناس – مع انه لا يحتمل ان يكون اقل شجاعة من علي ، من حيث ما نعرفه ان القاعدة ان الافضل متصف بصفات امير المؤمنين مع زيادة ، وهي النبوة والرسالة ، اذن فهو شجاع مثل امير المؤمنين سلام الله عليها ، وهذا الذي قال لاعداءه ( لو وضعوا الشمس الى يميني والقمر الى شمالي ، لا تنازل عن هذا الامر ، ما تنازلت عنه ) ما مضمونه ، الرجل اعطى نفسه كلها لله 0 اذن فهذا النحو من البركات الخاصة موجودة احياناً 0 بركات خاصة يعني ان من يقتله النبي يذهب الى الجنة ، ينال بركة خاصة ، ومن يذق دم النبي صلى الله عليه واله يذهب الى الجنة ، اذن فهذا النحو من البركات الخاصة موجودة احياناً وان كانت غير معروفة ، ولا صريحة ، بين الناس ، وخاصة بالنسبة الى النبي ، ومن الممكن – لاحظوا – ومن الممكن ثبوت نحو ذلك من الصفات للزهراء سلام الله عليها ، وخاصة بعد ان نلتفت الى انها قلب النبي صلى الله عليه واله ، وروح النبي التي بين جنبيه حقيقة لا مجازاً ، كما قلنا في بعض الخطب السابقة ، ومعنى ذلك ان امثال هذه البركات تكون منجية من النار على كل حال ، من ينالها لا يدخل جهنم حتى لو كان الفرد فاسقا او كافرا و يبدو بوضوح ان اهل البيت (سلام الله عليهم ) كانوا يلاحظون ذلك ، و يحولون دون حصول ذلك بالنسبة الى طبقة من المنافقين و المعاندين و اضرابهم ومن الذين يستحقون الذهاب الى النار على كل حال فلا يدعونهم يزورون قبر الزهراء لانه مجهول فيذهبون الى النار اعتيادي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    كما يبدو بوضوح – لوصح التعبير – ان الله تعالى كان يلاحظ ذلك ايضاً ، فيسلب التوفيق في قضاءه وقدره عن كل من يستحق دخول النار من امثال هذه الاسباب المتبركة الشريفة ، ومن هنا لم نجد ، ولم يرد في التاريخ ان شخصاً منافقاً او كافراً وفق الى أي نفع حقيقي مخلص لهم سلام الله عليهم ، فكيف يكون نفعاً مخلصاً مع وجود النفاق والكفر في قلبه ، بل من الممكن القول انه لم يقم بذلك احد من هذه الطبقات على الاطلاق ، اعني بعمل يستحق به الجنة عل كل حال ، ولا يبعد القول انه من الواجب على اهل البيت عليهم السلام من الله سبحانه وتعالى ان يحولوا دون حصول ذلك لاي احد لا يستحقه ، بتغسيل ، او تكفين ، او تشييع او دفن ، ومن هنا منع ذلك منعاً باتاً ، لكي لا يستحق الجنة من هذه الناحية من لا يستحقها من الجهات الاخرى ، بل عليه ان ياخذ حسابه كاملاً يوم القيامة ، ومن المعلوم ان المنع بمعنى النهي عن الحضور سوف لن يكون مفيداً ولا مؤثراً ، لانهم سوف يعصون هذا النهي ، هم فسقة ، غير مطيعين ، يأتون على كل حال ، لانهم سوف يعصون هذا النهي ، ويحضرون على كل حال ، بعنوان كونهم يريدون القيام بهذا الامر الجليل دينياً او اجتماعياً ، والمربوط ببنت رسول الله صلى الله عليه واله ، ومن هنا لن يمكن منعهم اذا كانوا يعرفون موعد التشييع ، واذا حصل التشييع في النهار ، فكان لا بد ان تكون كلتا هاتين النقطتين نافذتين ومؤثرتين 0
    احدهما : جهل المجتمع بموعد تشييع الزهراء عليه السلام ، لانهم لو عرفوا موعده ولو ليلاً لجاءوا اليه على كل حال 0
    وثانيا: آن يكون التشييع ليلاً ، لانهم لو فعلوا ذلك في النهار ولو بدون موعد سابق اذن لحضر الكثيرون 0[65]
    منها : انه قال عن المجتمع في زمان حكم الامام المهدي (عج ) : ( لان اغلب افراد المجتمع في ذلك الحين يكونون معصومين بالعصمة الثانوية طبعاً وليس الاولية [66] ومستحقين لدخول الجنة على أي حال ، وبدون حساب ، واما من لا يستحق منهم دخول الجنة ، او قال ان من يستحق منهم الحساب والعقاب والعتاب ، وهم قلة في ذلك الحين ، ونحن الممكن القول انهم لا يوفقون طول عمرهم لزيارة قبرها الشريف ، لكي لا تكون لهم تلك المزية المهمة 0
    منها : انه قال عن اوربا ، وعن الاستعمار الغربي ، وعن الحرب الامريكية ضد العراق عندما دخل الكويت ، وعن الاحزاب السياسية الاوربية ، كلام غريب لم نسمع بذلك من قبل وهذا قد قاله في خطبة الجمعة المصادفة ( 10 جمادي الاخرة سنة 1419 هجرية ، 2/10/1998 ميلادية ) الخطبة الثانية حيث قال : ( انهم اتفقوا – جماعة في اوربا – انهم اتفقوا في القرن الميلادي الثامن عشر وما بعده ، ان يسموا احزابهم باسماء ذات صفة دينية بالرغم من انها من الدين براء ، ولكنهم حرصوا على أي حال ، ولو على مجرد الاسم – لا حظوا 0 فكانت الاسماء هكذا ( الحزب الديمقراطي المسيحي الالماني ) ( الحزب الديمقراطي المسيحي الفرنسي ) الحزب الديمقراطي المسيحي الايطالي / وهكذا ، كان يمكنهم ان يحذفوا اللفظ المسيحي لكن ابقوه ، لانهم في باطن نفوسهم يشعرون بشئ من الاهمية لدينهم ، ولازالت هذه الاحزاب على ذلك ، يمينة باصطلاحهم – على كل حال انا اريد ان اتدخل في ذلك – ومعنى صفة الديمقراطية ، لماذا يقولون الحزب الديمقراطي ؟ ومعنى الديمقراطية الاهتمام بالدنيا ، ومعنى صفة المسيحية ، حينما يقولون الحزب المسيحي ، الاهتمام بالدين ولو اسمياً ، وحسب فهمي فأن الاهتمام بالديمقراطية يختص بسياساتهم الداخلية لشعوبهم ، والاهاتمام بالمسيحية يختص بمخاصمة ، ومواجهة الشعوب المستعمرة غير المسيحية ، من شعوب مسلمة ، او بوذية او غير ذلك ، لردها عن دينها ، واخراجها عن مسؤوليتها ، وخاصة الاسلام ، وخاصة المذهب الجعفري الشيعي الاثني عشري ، وولاية امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام ، فكانت من جملة ذلك ان بثوا التساؤل واشاعوا التساؤل عن الحكم والاسباب للاحكام الشرعية ، وهم يعرفون ان اغلب الناس والعوام لا يستطيعون الجواب عليها ، فيكفي ان تبقى الشبهة في النفس للطعن بحكمة الله وقدرته ، ومن ثم تسبب الشبهات ارتداد الفرد والمجتمع عن دينه ، فنكون – لاحظوا – نحن اسوء حالاً من شعوبهم بكل تاكيد ، فانهم قد يتمسكون بدينهم ، ولو من الناحية الشكلية ، واما نحن فتكون النتيجة اننا براء من الدين واقعياً وشكلياً حقيقة والعياذ بالله – ويدعم هذه الفكرة – لاحظوا لا ادري مقدار ما سمعتموه ولكن أصغوا الي – ويدعم هذه الفكرة ما سمعته من الثقاة ، انهم اسموا الحرب الامريكية الاخيرة في العراق بحرب ( مريم العذراء ) وهو اسم ديني مسيحي في نظرهم ، وان كانت مريم العذراء منه براء ، ولكنهم لم يعلنوا ذلك ، وسمو تلك الحرب من الناحية السياسية الظاهرة ( بعاصفة الصحراء ) [67] وانا اعتقد انه لم يكن المستهدف منها الجانب السياسي ، بمقدار ما كان الهدف منها ضرب الدين ، والمتديين الموجودين في العراق ،ة وقتل الكثير منهم ، وتعجيزهم عن هداية الاخرين ، والهاءهم بمشاكلهم الشخصية من اسرة وطعام وشراب ، في ظل ما يعلمونه ، ويستهدفونه 0 من غلاء الاسواق ، وقطع الكهرباء ، وضرب المعامل ، وتهديم البيوت ، وغير ذلك ، كمضاعفات للحرب ، اذن فينبغي ان نكون على مستوى المسؤولية الحقيقية من عصيان هؤلاءالكفار ، وافشال اهدافهم الدنيئة ، والتمسك بديننا واهدافنا ومجتمعنا ، فانهم بالرغم من عظمتهم الظاهرية ، لا يستطيعون ان يقدموا للمجتمع والبشرية أي نفع 0
    منها : انه قال عن عصر ظهور المهدي عليه الصلاة والسلام كلاماً غريب : ( من المحتمل جداً ، ان الامام المهدي المنتظر عليه االسلام ، عند ظهوره يأتي بعقوبات جديدة مناسبة لعصر ظهوره 0 فان له الحق في التشريع لانه أحد مصادره سلام الله عليه 0 ولعل هذا أحد التفسيرات لما ورد بأنه يأتي بأمر جديد وقضاء جديد وحكم جديد ، وسيكون هذا – بطبيعة الحال – في حدود التعاليم والقواعد الاسلامية العامة ، بحيث لا يكون منا فياً لها [68]
    منها : انه قال في حق القتلة الذين يعتدون على الناس بالقتل : ( فلابد لامثال هؤلاء من موس الحلاق وسكين القصاب ، لا بدلهم من القتل لكي ينفوا من وجه الارض جميعاً ، فينقطع بذلك سبب الفساد واصلة 0 وهو الذي لا يمكن اصلاح المجتمع الا مع اجتثاثه 0
    منها : له كلام ونقاش عميق بخصوص المخدرات ، وانا الان في هذا الصدد احاول ان اذكر بحث السيد كله من اوله الى اخره ، لان فوائد المخدرات طبياً اكثر بكثير من فوائد الكحول لانهم منعوا المخدرات وحرموها وقتلوا مئات الناس اذا لم يكن الاف وسمحوا للمسكرات ورغبوبها ، وهذا من المسخ والانحراف في النظر الى الكون والحياةوللمخدرات نوعان رئيسيان من الاضرار : احدهما لدى التناول والاخر لدى عدم التناول للمدمن ، هذا ، وينبغي ان يلتفت القارئ المتفقه في الدين ان البنج من المخدرات ، والسيكائر فيه مادة المخدرات ، والقهوة والشاي والكوكاكولا والبيبسي كولا وغيرها من الانواع التي لا تخلو من المخدر ، فاليك نص البحث كاملاً من سماحته المركزة والمؤكدة على تحريم المسكرات في القرآن الكريم والسنة الشريفة 0 لا نجد ما يماثلها بالنسبة الى المخدرات 0 بل لا نجد ولا نصاً واحداً يذكرها تحريرياً او تحليلاً او ينسب لها أي حكم 0 [69] ولعل السر في ذلك هو عدم معروفيه تعاطي المخدرات في المجتمع الاسلامي الاول 0 والسنة الشريفة انما كانت تجيب على الاسئلة التي يقدمها الناس الى المعصومين سلام الله عليهم 0 واما الحديث عن أمور اوسع من ذهنية المجتمع وتفكيره ، وكذلك اثاره مشاكل غير مثارة عملياً في المجتمع ، فهذا لم يكن عليه ديدن المعصومين سلام الله عليهم ، بل هم منعوا من ذلك بقولهم : حدث الناس على قدر عقولهم ،وغير هذا من النصوص 0 أذن ، نحن اذا أردنا أن نبحث عن دليل محتمل لتحريم المخدرات 0 فانما يجب ان نفحص عن يعض الادلة والقواعد العامة التي تشملها 0 ولا يمكننا أن نجد لها دليلاً يذكرها على نحو التعيين 0 والادلة التي يحتمل سوقها في هذا الصدد ما يلي:-
    الدليل الاول : قياس المخدرات على المسكرات 0 فكما ان المسكرات محرمة فكذلك المخدرات وتقريب ذلك بالشكل الذي يختلف عن معنى القياس الاصطلاحي ، هو امكان التجريد عن الخصوصية 0
    وذلك بأن يقال : أننا نفهم من أدلة تحريم المسكرات ، انها ليست محرمة بهذا العنوان بالذات ، بل بما يترتب عليها من فقدان او ضعف الذاكرة والتفكير والقصور عن طاعة الله وفقد ذكره 0 وهذا بعينه ما يترتب على المخدرات ، فتكون حراماً 0
    وهذا معناه اننا جردنا المسكرات عن خصوصية الاسكار ، وحملناها على مجرد المثالية ، ولكل مادة انتجت تلك النتائج القاسدة ، فتكون النتيجة تحريم المخدرات وجواب ذلك من عدة وجوه أهمها :
    اولاً : انه لا دليل على تحريم المسكرات لهذه الاسباب ولم يتم عليه دليل معتبر ، ومقتض التمسك بعنوان المسكرات هو الاقتصار على المعنى اللفظ ما لم يدل دليل يمكن معه التعدي ، وهو غير موجود 0 فاذا علمنا ان المخدرات بطبيعتها غير المسكرات لم تكن مشمولة لا حكامها 0
    ثانياً : انه قام الدليل على تحريم المسكرات لانه مسكر او بتعبير آخر تحريم الخمر لانه مسكر 0 ومقتضى هذا التعليل هو الاقتصار عليه ، وعدم التعدي الى غيره الا بدليل ، ولا دليل 0
    الدليل الثاني : السيرة العقلائية على اجتناب المخدرات والنظر اليها والى متعاطيها نظر الازدراء وهي سيرة غير منهي عنها بدليل شرعي فتكون حجة ، ومقتضاها الشرعي تحريم المخدرات 0 وهذا دليل فيه اسفاف فقهي ، ولولا انه قد يخطر في بعض الاذهان ما ذكرناه 0 وذلك لعدة وجوه أهمها : -
    اولاً : انها سيرة غير موجودة ، بل كان الموجود في مئات السنين تعاطي بعض انواع المخدرات وعدم وجود رادع عقلائي من ورائه 0
    ثانيا: انها اذا كانت موجودة لا تدل على حكم شرعي 0 فان السيرة ليست حجة في الاحكام وانما هي حجة في ما يرتبط بالعرف كظواهر الالفاظ وأساليب المعاملات ، وليس لها ان تحرم او تحلل 0
    ثالثاً : انها اذا كانت موجودة ، فهي غير صاعدة في الماضي الى زمان المعصومين سلام الله عليهم 0 بل هي سيرة متأخرة عنهم . فلا نتوقع ورود النهي عنها وان كانت غير مرضية لهم سلام الله عليهم.
    ويؤيد ذلك ما عرفناه من عدم وجود اسم المخدرات في الاخبار، الامر الناتج من عدم وجوده بالمرة في المجتمع يؤمئذ . فكيف يدعي المدعي وجود السيرة على تحليله او تحريمه .
    الدليل الثالث : ادلة تحريم الضرر :
    وهو الدليل الوحيد بهذا الصدد الذي له وجاهه فقهية نسبياً . وقد اعتمد عليه احد فقهائنا[70] فعلا في تحريم المخدرات .
    الا انه مع ذلك قابل للمناقشة : باعتبار ان الاضرار على قسمين :
    منها : الاضرار الشديدة التي تكون محرمة بصفتها مصداقاً من التهلكة المنهي عنها في الاية الكريمة .
    ومنها : الاضرار الخفيفية التي لا دليل على حرمتها اطلاقاً. وقاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) لا تدل على تحريم هذا النوع من الضرر. وانما المراد بها : ان الشارع لا يضر المكلفين بشريعته واحكامه. او يحرم على الفرد ان يضر غيره واما اضرار الفرد لنفسه بالمقدار الخفيف او القليل فلا دليل على تحريمه .
    وقد يخطر في البال : ان الاضرار الخفيفة تثبت شرعاً انها ترفع وجوب الصوم ووجوب الوضوء . اذن ، فيمكن ان تكون سبباً لتحريم المخدرات . وهذا السؤال دليل على قلة التفقه لدى السائل . لوجود دليل خاص في هذين الموردين اعني الصوم والوضوء. بكفاية الخوف من الضرر في تبديل وظيفة المكلف فيهما. واما الاحكام الاخرى ، فلا دليل فيها على ذلك ، ومقتضى اطلاق ادلتها وجوبها حتى في حال الضرر. ما لم يكن ضرراً معتد به عرفاً ، ليكون منفياً بالقاعدة .
    هذا : وان قيل بسقوط الوجوب مع الضرر ، فلا نسلم بثبوت التحريم من اجله . لان الاباحة البديلة للتحريم ليس فيها تسبب من قبل الشارع للايقاع في الضرر ، بخلاف الوجوب ، كما هو واضح للمتأمل .
    وقد يخطر في البال : ان المخدرات ، كما قد يكون فيها اضرار خفيفة ، كذلك قد يكون فيها اضرار كبيرة فتحرم وهذا ما سنبحثه في الدليل الاتي.
    الدليل الرابع: دليل حرمة التهلكة ، وهو قوله تعالى : " ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ، وهذا الاستدلال يحتاج الى ضم الفكرة القائلة : بان المخدرات تنتج التهلكة ، لتكون مصداقاً للتحريم المذكور في الاية الكريمة .
    وينبغي ان نعرف ان التهلكة المنهي عنها في الاية هي الهلاك بمعنى الموت والفناء. ويلحق بذلك عرفاً امران . احدهما : سبب الهلاك ولو كان مظنوناً او راجحاً كالدخول في ارض مسبعة بدون سلاح .
    وثانيهما: ما كان دون ذلك من المخاطر الشديدة ، وان لم تكن تنتج الموت ، كايجاد الجرح البليغ وغيره واما الاضرار التي دون ذلك والاسباب المؤدية اليها ، فليست من التهلكة لا عقلاً ولا عرفاً ، فلا يمكن ان تكون مشمولة للاية الكريمة .
    وحينما نرد الى المخدرات نجد ان اكثر اضرارها بجميع انواعها من الاضرار الخفيفة التي لا تكون محرمة بالاية ولا تندرج في عنوان التهلكة ، مضافاً الى انه يحتمل ان تكون اكثر المضار المذكورة فيما سبق لايستند وجودها الى المخدر نفسه بل الى مجموع امور يكون المخدر احدها او لا يكون ، كفقر الفرد او ضعفه الجسدي او غير ذلك .
    وهذا الاحتمال لا يأتي في المسكرات ، لانها محرمة بنفسها وعنوانها ، حتى لو لم تكن مضرة اصلاً ، فضلاً عما سبق ان اثبتناه من وجود الاضرار الكثيرة . هذا ، وقد يكون الامر بالعكس ، فلو شعر المدمن بالضرر بتأخير التعاطي ، فان استمراره في هذا الضرر ، يمكن ان يكون حراماً باعتبار قاعدة الضرر او قاعدة التهلكة . ومن هنا فقد يكون دفع هذا الضرر واجباً ، وليس جائزاً فحسب فضلاً عن ان يكون حراماً نعم ، لو قلنا فقهياً بالحرمة اساساً للمخدرات فسوف لن تكون هذه الحالة مبيحة للتناول الا عند الضرر العظيم الذي لا يندفع الابه. كما في المسكرات تماماً . بل يقال في المسكرات والمخدرات عندئذ انها لا تكون جائزة باي حال باعتبار القاعدة القائلة : ان ما ليس بالاختيار يرجع الى ما بالاختيار ، فيعاقب الفرد على تناوله باعتبار انه هو الذي سبب لنفسه الادمان وقد يخطر في البال : ان الامر في المخدرات يؤول الى ( السم التدريجي ) باعتبار ان الاستمرار على التعاطي فترة طويلة قد يؤدي الى التهلكة من الوفاة او الضرر العظيم المحرم .
    وبتعبير اخر : ان تناول كل سم حرام سواء كان دفعياً او تدريجياً . فتحرم المخدرات بهذه الصفة الا ان هذا وهم فقهي ضعيف، باعتبار عدم حرمة السم التدريجي قطعاً . باعتبار ان كل تناول ليس له الضرر المحرم فلا يكون محرماً . والتناول يكون على التدريج خلال الايام والسنين ، فاذا حل كل واحد منها حل الجميع .
    خذ اليك مثلاً : ان الاستمرار في تدخين التبغ قد يكون سماً تدريجياً ، كما ان الاستمرار بزيادة الاكل قد يكون كذلك ، كما ان التعرض للبرد المتزايد او الحر المتزايد قد يحصل فيه ذلك ، فهل نقول بحرمة كل ذلك ؟ كلا ، بكل تاكيد لا يفتي بذلك احد ، وهو دليل على عدم حرمة ما يسمى بالسم التدريجي. نعم ، لو وصل الامر الى التسمم والمضاعفات المزعجة جداً ، صحياً او غيرها ، كان حراماً . وفي الواقع يكون الحرام هو الدفعات الاخيرة التي انتجت ذلك وصارت جزء العلة الاخير فيه ، دون ما قبلها. هذا ، وينبغي ان يلتفت القارئ اللبيب الى ان الفقيه لو قال بحرمة المخدر بعنوانه لزمه القول بحرمة البنج والسيكائر والقهوة والشاي والكوكاكولا والبيبسي كولا وغيرها من الانواع التي لا تخلو من المخدر[71].
    وهذا غير ممكن فقهياً لان مقتض اصالة البراءة جواز كل ذلك. وقد يخطر في البال : انه يمكن القول : بان المخدر حلال الا ان المخدرات حرام . وهذا هدر من القول لان المخدرات هي صيغة جمع للمخدر نفسه.
    كما قد يخطر في البال : ان المخدرات التي تنتج الادمان حرام وما لا ينتج الادمان حلال وهذا غير صحيح لوجوه اهمها:
    اولا: ان الادمان بعنوانه ليس بمحرم ما لم ينتج ضرراً عظيماً اذ ان معنى الادمان العام غير منحصر بالمخدرات او المسكرات. بل يشمل غيرها ايضاً كالاعتياد على بعض الماكولات والمشروبات . مما لا يمكن ان يقال بحرمته.
    ثانيا: انه لا يوجد من المخدرات ما لا يسبب الادمان بل كلها كذلك ، حتى ما هو مسلم الحلية كالقهوة والشاي .
    كما قد يخطر في البال : انه ليس كل المخدرات محرمة ، بل بعضها كالافيون والمورفين والكوكايين ونحوها . وجوابه من عدة وجوه اهمها :
    اولا: انه كما لا يوجد النهي في الادلة المعتبرة عن المخدرات بنفسها ، كذلك لا يوجد النهي عن انواع المخدرات باسمائها . لا بدليل قوي ولا بدليل ضعيف.
    ثانيا: اننا لو قلنا بحرمتها فمعناه المنع عن الفوائد الطبية والصناعية الجليلة التي ذكروها. اذا ادى ذلك الى دخولها في جسم الانسان بشراب او تزريق او غيره . فهل يرضى هؤلاء المستدلين بذلك ؟
    هذا ، وينبغي ان يلتفت القارئ اللبيب ايضاً ، انه اذا كانت المخدرات محرمة ، كما هو مراد المستدل ، كانت المسكرات اشد حرمة منها لاننا عرفنا انها اشد ضرراً ، ويكفي لذلك ان يقضي القارئ الكريم بضع دقائق في المقارنة بين الشكلين من الاضرار المذكورة في هذا الفصل والفصل الذي قبله . ومن الواضح ان الاقل ضرراً اذا كان ممنوعاً او محرماً ، كان الاشد ضرراً اولى بالتحريم . مع ان الاتجاه العالمي على خلاف ذلك كما ينبغي ان يلتفت القارئ المسلم بوجدانه فيقارن بشئ من التفكير بين حال المسكرات في الشريعة وحال المخدرات ، بغض النظر عن التأكيدات الدنيوية المانعة عن المخدرات والمبيحة للمسكرات … ليجد عندئذ ان الامر في الشريعة بالعكس ، وان حال منع المخدرات اضعف جداً هناك من حال المسكرات بما فيها من حرمة ولعنة وتركيز ، ولم يقل بتحريم المخدر من الفقهاء الا واحد من المتأخرين فقط. ويخالفه في ذلك اجماع الفقهاء بما فيهم المتقدمين والمتأخرين .
    هذا ، مضافاً الى الحكم بالنجاسة على جملة من المسكرات ، بخلاف المخدرات، فانه ليس منها شئ نجس.
    نعم ، أشرنا فيما سبق ان الامر اذا ال الى الضرر المعتد به عرفاً من ناحية صفاته وخصائصه، بحيث كان ملحقاً بالتهلكة كان حراماً وهذا امر سائر في كل الامور وليس له خصوصية في المخدرات . كما انه اذا آل الامر بسبب الادمان او غيره احياناً الى وجود الضرر مع الترك ، ضرراً معتداً به ، فلا يبعد القول برجحانه ان لم يكن وجوبه ، كما ان اتلاف هذه الامور ، بعنوان كونها محرمة ، اسراف محرم شرعاً ، بعد ان نعرف ان لها مالية مهمة ، ويمكن استعمالها في اساليب اخرى غير التعاطي ، كالفوائد الطبية والصناعية العديدة .
    وهل يكون رفع حالة الادمان مع الامكان واجبة شرعاً ، بالتداوي وغيره اولا . هذا فرع كون الادمان على الفرد ضرراً عظيماً يجب تجنبه ، وهذا يختلف من مجتمع الى مجتمع ، فأن بلغ الحال الى ذلك ، فلا يبعد القول برجحانه او وجوبه )).
    منها: انه قال في حق الاكراد بالمخالطة والمناكحة بينهم وبين المسلمين وانه نفى بأن الاكراد من الجن حيث قال : (( هي انه لم يثبت ان الاكراد قوم من الجن ، كما لم يثبت حرمة ولا كراهة معاملتهم ولا مناكحتهم، بل هم كغيره من الناس تنطبق في حقهم وفي حق غيرهم القواعد الفقهية الشرعية الاعتيادية)[72].
    وقال ايضاً: ( افتى مشهور فقهائنا بكراهة مناكحة الاكراد فهل مثل هذا الحكم مما يصح التفوه به شرعاً ؟ او انه يعتبر ظلماً للاكراد ولكل من يتعامل معهم[73].
    والمهم : ان هذه الروايات [74] لا تصلح دليلاً لا على الحرمة ، ولا على الكراهة لسقوطها عن امكان الاستدلال تماماً ، وعندئذ فستكون هذه الفتوى نحواً من انحاء الظلم لهؤلاء الناس ، وخاصة فيما اذا كان فيهم الصلحاء والطيبون ، كما هو الحال في أي مجموعة من الناس).
    منها: له كلام ونظر حول قصيدة دعبل الخزاعي حيث قال: ( قد يخطر في البال : ان السيرة الموروثة عندنا هي على وجود الكذب في الشعر بهذا الصدد . وهي سيرة ممضاة من قبل الائمة المعصومين ( عليهم السلام ) من ذلك قول دعبل الخزاعي عليه الرحمة امام الامام الرضا ( عليه السلام ) .
    افاطم لو خلت الحسين مجدلاً وقد مات عطشاناً بشط الفرات
    اذن للطمت الخد فاطم عنده واجريت دمع العين في الوجنات
    فقد اثبت اللطم والبكاء لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مع انه غير متحقق جزماً لان الزهراء ( عليها السلام ) لم تكن موجودة في الدنيا لدى مقتل ولدها الحسين ( عليه السلام ) ، مع ذلك ، فقد سمعها الامام الرضا ( عليه السلام ) ولم يعترض عليها[75].
    وجواب ذلك يكون على مستويين :
    المستوى الاول : ما قاله علماء المنطق من ان القضية الشرطية تصدق حتى مع كذب طرفيها . واوضح مثال له ان قولنا : اذا طلعت الشمس فالنهار موجود يصدق في الليل كما يصدق في النهار ، ولا يتوقف على طلوع الشمس فعلاً او وجود النهار فعلاً . بل يكفي في صدق الشرطية صدق الملازمة والتوقف ما بين فعل الشرط وفعل الجزاء. وهو في المثال توقف وجود النهار على طلوع الشمس .
    ومن الواضح ان هذين البيتين لدعبل الخزاعي انما هو قضية شرطية ، وليست فعلية او واقعية. فلا يدل على ان الزهراء قد بكت فعلاً او لطمت وانما قال : ( لو خلت الحسين ) و ( لو ) حرف من حروف الشرط فتكون قضية شرطية ، فيمكن ان تصدق مع كذب طرفيها كما سبق في المثال.
    المستوى الثاني: انه قد يخطر في البال ، اننا قلنا في المستوى الاول الذي انتهينا منه ، ان القضية الشرطية تصدق بصدق الملازمة بين فعل الشرط والجزء . وهذه الملازمة وان كانت موجودة في مثل قولنا : اذا طلعت الشمس فالنهار موجود . الا انها غير موجودة في قول دعبل ( افاطم لو خلت الحسين مجدلا ) . ولا اقل من الشك في ذلك. لاننا لا نعلم ان الزهراء عليها السلام ماذا سيكون رد فعلها اذا علمت بمقتل ولدها . وخاصة بعد ان اشرنا فيما سبق من ان قضية الامام الحسين ( عليه السلام ) فيها جانبان : الاستبشار والحزن . ولا شك ان الحزن اقرب الى المضمون الدنيوي ، وان كانت له نتائج دينية كما سبق . كما لا شك ان الاستبشار اقرب الى المضمون الاخروي او الواقعي.
    ومن المعلوم ان الزهراء ( سلام الله عليها ) في عليائها في الاخرة ، مطلعة على الواقعيات . مع الاطلاع على الواقعيات . فمن الممكن ان يكون رد فعلها هو الاستبشار لا الحزن فكيف يقول دعبل الخزاعي هذين البيتين نعيدها لكي يطلع القارئ الكريم عليها مجدداً :


    افاطم لو خلت الحسين مجدلاً وقد مات عطشاناً بشط الفرات
    اذن للطمت الخد فاطم عنده واجريت دمع العين في الوجنات


    يتبع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    فاذا التفتنا والحال هذه الى ان الامام الرضا ( عليه السلام) قد اقر عمل دعبل وباركه ، اذن فمن الممكن القول : ان امثال ذلك من جنس الكذب ، وهو عرض ما هو محتمل باعتبار انه يقين . يكون جائزاً باقرار الامام ( عليه السلام) .
    وجواب ذلك من عدة وجوه نذكر المهم منها : وهو ان دعبل الخزاعي حين قال هذين البيتين واضرابهما انما يعبر عن مستواه في الايمان واليقين ، ومقتضى مستواه هو ان يفهم الزهراء ( سلام الله عليها) بهذا المقدار لا اكثر ومن الصعب عليه ان يلتفت الى ما ذكرناه من احتمال الاستبشار برحمة الله عز وجل والامام الرضا ( عليه السلام) لم يجد مصلحة في تنبيهه على ذلك . اذ لعلها من الحقائق التي يصعب عليه تحملها .
    فمن الافضل استمرار غفلته عنها ، طبقا لقانون " دعو الناس على غفلاتهم "[76] او قانون " كلموا الناس على قدر عقولهم "[77] .
    ومن هنا يتضح انه ليس كل اقرار من قبل الائمة ( عليهم السلام) حجة في اثبات الصحة ، بل يشترط في الاقرار امكان المناقشة فيه والنهي عنه ، فاذا لم ينه وهو يمكنه النهي اذن يدل ذلك على الاقرار . واما اذا لم يمكنه النهي على الاطلاق ، اذن فسوف لن يكون سكوته دالاً عن الاقرار [78].
    وموردنا من هذا القبيل ، لان دعبل لم يكن يتحمل ايضاح الفكرة له . وخاصة وان الامام ( عليه السلام) لا يجد في ذلك مفسدة دينية ، لان الاعم الاغلب من الناس انما هم بمنزلة دعبل او دون مستواه . فلا يكون من المنافي مع مستواهم ان يسمعوا ابياته.
    منها: قال السيد في كتابه اضواء عبارة جميلة عن ما سبب وما هو الامر الذي دفع سيد الشهداء الى اخذ ولده عبد الله الرضيع الى ساحة الشرف والشهادة وهو كالاتي : (( ان الامام الحسين ( عليه السلام) نفذ قضاء الله وقدره الذي يعلمه بالالهام او بالرواية . والذي لم يكن منه بد ، بل كان واجباً عليه تنفيذه كوجوب صلاة الظهر علينا . وقد ضحى به امتثالاً لامر الله سبحانه وتسليماً لقضائه . ومن هنا ورد عن نسائه . شاء الله ان يراهن سبايا وعن طفلة شاء الله ان يراه مذبوحاً . والمشيئة اما ان يكون تكوينية يعني من القضاء والقدر ، او تشريعيه يعني التكليف والوجوب . وهي على كلا التقدرين محبوبة لاهل الله سبحانه ، ومنهم الحسين ( عليه السلام) ، وهناك مستويات اخرى من الوجوب لا حاجة الى التطويل ).
    منها: انه قال في كلام عن الشعراء المشاهير وهم من اعظم الشعراء في تاريخ القديم والحديث . كلاماً غريباً لم تمر علينا من خلال المكتبة الاسلامية العريقة واني سوف اذكر هؤلاء الشعراء على الشكل الترتيبي حتى يستطيع القارئ اللبيب ان يتمتع بالقراءة .
    الشاعر الاول: ( الشريف الرضي ) حيث قال عنه:" فالشريف الرضي لا يخلو ديوانه من الافتخار والتكبر ، حتى يقال انه كان يطمع بالخلافة . ويدل عليه قوله : للخليفة العباسي :
    مهلا امير المؤمنين فاننا في دوحة العليا لا نتفرق
    الا الخلافة ميزتك فانني انا عاطل وانت مطوف[79]
    الشاعر الثاني : " المتنبي " الذي شهد له الجميع انه اشعر العرب ، ويمكن القول بانه شيعي . فقال السيد باحقه : (( ان كتاب الملاح ( المتنبي يسترد اباه ) وان كان فاشلاً في هدفه الرئيسي وهو اثبات كونه ولداً للمهدي محمد بن الحسين ( عليه السلام ). الا ان ادلته تثبت كونه شيعياً ، ومن ذلك انه يقول : انه كان هناك مدارس خاصة لا يدخلها الا الشيعة او الهاشميون قد درس فيها المتنبي في اول امره فعلاً . وكذلك جملة من ابيات الافتخار التي يقولها تعطي انتسابه الى الدوحة الهاتشمية ، اما علويته فلم تثبت تفصيلاً .
    الا انه حتى وان كان شيعياً هاشمياً ، الا انه رجل دنيوي ومتكبر ومرافق ملوك لاجل الحصول على السمعة والمال. ولا يشعر بدينه وتشيعه مع شديد الاسف ، حتى لا تجد له أي بيت ينصر به الدين او المذهب او يمدح شخصاً لتدينه[80]، ولعل اهم ما قاله في الافتخار قوله :
    أي عظيم اتقي أي مجال ارتقي[81]
    وكل ما قد خلق الله وما لم يخلق[82]
    محتقر في همتي كشعره في مضرقي
    وهو واضح في عدم خوفه من أي عظيم حتى من عظمة الله سبحانة . كما انهم ستشكلوا عليه فيها ان قوله ( وما لم يخلق ) شامل لذات الله نفسه ، فكانه يرى نفسه اعلى من الله سبحانه ، ويحتقره بقوله: ( محتقر في همتي ).
    فان قلت : بأنه لا يقصد ذلك ، وانما يقصد العدم.
    قلنا: نعم ، الا ان قوله : ( وكل ما قد خلق الله ) يشمل الانبياء والاولياء والعلماء واضرابهم ، فيكونون محتقرين في نظره . والشعر نص في ذلك ولا يمكن الاعتذار فيه .
    الشاعر الثالث: ( شوقي ) قال السيد عنه (( كما انه من الممكن القول بان شوقي امير الشعراء شيعي .
    وعلى ايه حال فانه ليس مصري الاصل ، ولا على مذهب الجماعة ، ولا يوجد له نسب في مقدمة ديوانه ، والظاهر انه هو الذي تعمد اخفاءه . والذي يقوله الثقاة انه تركي الاصل علوي المذهب ، يعني ممن يعتقد بالهية علي ( ع ) . فهو من هذه الجهة ان لم يكن شيعياً فهو يقدس ويحترم عليا (ع) ، اجمالا كما تحترمه الشيعة وتقدسه . او قل . ان مذهبه اقرب الى التشيع من هذه الناحية من التسنن ، وان كان هو رجل دنيوي من شعره ، وليس له الا قصيدة واحدة في مدح النبي (ص) وكل اشعاره الاخرى للدنيا والشيطان)) .
    الشاعر الرابع: ( محمد مهدي الجواهري ) .
    قال السيد عنه : (( بالرغم من ان محمد مهدي الجواهري دنيوي ايضاً وفاسد في عقيدته وسلوكه، ومناصر للملحدين في شعره . وكذلك فان ديوانه يحتوي على كثير من الغزل لمعشوقات اوربيات احبهن ونظم فيهن ، كما ان فيه قصيدة صغيرة في ذم الحوزة العلمية ، وينسب اليها الكبائر والفضائح.
    وبالرغم من كل ذلك فان قصيدته في الحسين (ع) وخاصة المقطع الاول منها ، هي خير شعره ، كما انها خير ما قيل في الحسين (ع) على الطريقة الفكرية الحديثة . واعتقد ان فيها توفيقاً الهياً . مع الالتفات انه قالها منذ شبابه حين كان معمماً في الحوزة ولم يكن متدنساً بالاثام التي طرأت عليه بعد ذلك ولعل خير ما فيها قوله :
    كأن يدا من وراء الضريح حمراء مبتورة الاصبع .
    تمد الى عالم بالخنـوع والذي في شرف مترع
    لتبدل منه جدب الضمير باخر معشوش ممرع[83]
    منها : انه قال في كتابه " شذرات من فلسفة تاريخ الحسين ( عليه السلام ) كلاماً عجيباً لا يصدقه الا من امتحن الله قلبه للايمان وكان قوي العقيدة واسع العقل ، رحب الصدر ، شديد الفكر ، حول عبارة الرسول الكريم ( صلى الله عليه واله وسلم ) (( الحسن والحسين ولداي من صلب علي )) ، فقال رضوان الله عليه هذا الكلام وهو مطمئناً واثقاً ، لا يبالي لومة لائم ، وهذا نص كلامه : (( وهذا يعني ان انتساب الحسن (ع) والحسين (ع) الى النبي (ص) بالنبوة الحقيقية له . فهو والدهم الحقيقي والواقعي ، وان كان ابوهم الظاهري هو امير المؤمنين (ع) .
    ومن هنا قال : ولداي ولم يقل ابناي ، وهذا اوكد من هذه الناحية ، لان الابن قد يكون بالمعنى الاعم ، لكن الولد لا يكون الا بالمعنى الاخص ، فمن هذه الناحية اختار اصرح اللفظين واوضحهما .
    فان انتساب الحسن والحسين (ع) وان كان بحسب الاسباب الدنيوية الى الزهراء . ولكن المسألة الصق من ذلك ، فهم اولاد النبي مباشرة . وهذه مزية لم تعط لاحد من الخلق غيرهما .
    ويمكن ان نفهم ذلك من القرآن الكريم ، وذلك من قوله تعالى { وانفسنا وانفسكم } محمد وعلي نفس واحدة ، ونور واحد فاذا كانا واحد فما يكون لهذا يكون لهذا .
    وكما ورد عن النبي (ص) انه قال لعلي ( عليه السلام ) { انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع }. فأن بعض العلويين كالعباس ومحمد بن الحنفية وغيرهم ، وان كانوا علويين واشراف ، بل هم من الصلب المباشر لعلي ( عليه السلام ) وهذا مهم جداً الا انه لم يرد فيهم { ولداي } كما ورد في الحسين (ع) . بل حتى لو كانت الذرية من علي (ع) وفاطمة (ع) كمحسن وزينب ( عليه السلام ) فان الحسن والحسين افضل .
    ان قلت :ان قوله تعالى : { وانفسنا وانفسكم } ليس دليلاً على وحدة محمد (ص) وعلي ( عليه السلام ) ، وذلك بان نلتفت الى انه يكفي في صدق { انفسنا} وحدة الجماعة بوحدة الهدف ، ووحدة المصالح. أي جماعتنا وجماعتكم. بدليل انه لا يحتمل ان يكون المسيحيون كل واحد منهم هو عين الاخر ، فكما انه لا نقول بالنسبة للمسيحيين بالوحدة ، فكذلك لا نقول بالوحدة بالنسبة الى المسلمين .
    قلنا: اننا نضم قضية خارجية قطعية ، وهي ان النبي (ص) ، لم يطبق عنوان ( انفسنا ) الا على اثنين : هو وامير المؤمنين .
    في حين انه طبق المسيحيون ذلك على جماعة متعددين . { فنساؤنا} منحصرة بالزهراء (ع) ،و { ابناؤنا} منحصرة بالحسين والحسين ، { انفسنا } منحصرة بعلي (ع) بعد ان نلتفت ان النبي (ص) هو الداعي والشئ الاخر الذي وردت الاشارة اليه ، هو ان علي نفس محمد ولكن ليس بالمنازل المتدنية ، فهما بالدنيا اثنان ، وفي الاخرة كذلك اثنان ، وانما هما نور واحد في قمة عالية جداً . وظاهر الكتاب والسنة مكرس على الاثينية ، وانه وحي رسول الله (ص) ، ونحو ذلك من الامور . فكل هذه الامور تدعم بوضوح وصراحة الاثينية ، وانما هي اثينية في عالمها .
    اذن ، فعلي ( عليه السلام ) فيه جهتان : جهة استقلالية وجهة فنائية في رسول الله (ص) اوقل جهة غيرية وجهة عينية ، وقد حاز في كل جهة شيئاً من المميزات . فمثلاً ان قوله (ص): { انك ترى ما ارى ، وتسمع ما اسمع} وقوله (ص) : { ما عرف الله الا انا وانت } ، فانه باعتبار الجهة الفنائية والعينية .
    فقد ولد علي ( عليه السلام ) الحسنين ( عليهم السلام ) من الجانب الفنائي فاصبحا اولاد رسول الله (ص) مباشرة . وقد ولد الاخرين بالجانب الاستقلالي ، أي بصفته مغايرا له وبالنتيجة فقد ولد كل اولاده بالجانب الاستقلالي ما عدا الحسنين ( عليهم السلام ) . فان قلت : ان عليا ( عليه السلام ) فيه جانب فنائي وجانب استقلالي ، فمن قال انه ولد الحسنين بالجانب الاول دون الثاني . بل الاظهر انه ولدهما بالجانب الاستقلالي والغيري .
    قلنا : ان المسألة اذا بقيت على هذا المقدار فلا باس ، لكننا نستطيع ان نقيم قرائن ودلائل على انهما ولدا من علي ( عليه السلام ) بعنوان العينية والفنائية :
    منها : ذلك الخبر الوارد : { الحسن والحسين ولداي من صلب علي } .
    ومنها : شهرتها انهما ابنا رسول الله (ص) حتى كان كل منهما ينادي بذلك .
    ومنها : اهميتها البالغة في نظر الرسول (ص) مما لم تعط لاحد من اخوتهما حتى من ابناء علي وفاطمة ( عليه السلام ) انفسهما . على انه يمكن القول : ان مميزات الحسين ( عليه السلام ) اكثر من مميزات الحسن ( عليه السلام ) مثل ما ورد : الشفاء في تربته واستجابة الدعاء تحت قبته والائمة التسعة من ذريته }، مضافاً الى انه وفق الى نوع من الشهادة لم يرزق غيره منها بما فيها ابوه واخوه . ولولا وجود الدليل على ان { ابوهما خير منهما } لقلنا انه خير من ابيه ، ولكن ليس الى ذلك من سبيل .
    مضافاً الى انه ليس هناك احد غيره شاء الله في نساءه ان يراهن سبايا على اقتاب المطايا ، او ان يقتل ابنه الرضيع في يده ، او ان تدوس الخيل صدره وظهره ، او ان يقتل جائعاً عطشاناً ، واهمية الجوع والعطش عند الموت امام الله سبحانة واضحة قد ارادها امير المؤمنين ( عليه السلام )، لنفسه حين قال : { ان هي الاثلاث واود ان القى الله خميصا } وارادها العباس ( عليه السلام ) لنفسه حيث القى الماء ولم يشربه ، وهذا ما ذكرناه في ( الاضواء )[84].
    الشئ الاخر: بهذا الصدد : ان هناك رواية اخرى تدل على فضيلة للحسين ( عليه السلام )، وهي بحسب المضمون : انه لما ولد الحسن ( عليه السلام ) اتاه النبي (ص) واذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى وقال للزهراء ( عليها السلام ) : لا ترضعيه الى ان ارجع ثم خرج فتاخر النبي (ص) فبكى الحسن ( عليه السلام ) برهة من الزمن فاخذها ما ياخذ النساء ، أي من الشفقة ، وارضعته .
    ولما ولد الحسين ( عليه السلام ) جاء جده (ص) ايضا ، واذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ، ثم قال لها : لا ترضعيه الى ان ارجع . فلم ترضعه الى ان رجع رسول الله (ص) . حينئذ اقبل النبي (ص) فوضع ابهامه في فم الحسين ( عليه السلام ) ، فارضع الحسين ( عليه السلام ) من ابهام النبي (ص) . ولعل ظاهر الرواية انها ليست مرة واحدة ، بل استمر على ذلك اياما ولعل هذا من اسباب المميزات التي ذكرناها قبل قليل ، فانها مزية لم تكن لاخيه الحسن ( عليه السلام ) فكان يتغذى بنفس رسول الله (ص) .
    والرواية حينما تقول : ( عليه السلام ) { فاخذها ما ياخذ النساء أي من الشفقة } فهو بحسب الظاهر قول الرواي والا لو كان كذلك ، لاخذها نفس الشئ في حالة الحسين ( عليه السلام ) . لان الامثال فيها يجوز وما لا يجوز واحد ، وانما ذلك حسب ما رات سلام الله عليها من المصلحة . والحكمة الواقعية .
    فان قلت : فهل ان الزهراء ( عليها السلام ) عصت رسول الله (ص) وقد قال لها عند ولادة الحسن ( عليه السلام ) لا ترضعيه.
    قلنا: ان جواب ذلك من عدة وجوه .
    الاول : ضعف سند الرواية ، فلعلها موضوعة ، او مزيد فيها . ولو لم يكن الا هذا الجواب لكفى .
    الثاني : انما تكون الزهراء ( عليها السلام ) مقصرة وحاشاها ، فيما اذا كان الامر الزاميا ، فيحرم عليها الارضاع . واما اذا لم يكن الامر الزامياً فلا اشكال ، ولعلهم متفقون ما بينهم ان هذه الاوامر لا تكون الزامية ، وانما هي اقتراحات ، او ترجيحات ، او نحو ذلك .
    الثالث: انه ما من شئ حرمه الله الا واحله في وقت الضرورة ، وهذا حكم شرعي نافذ على المعصومين وغيرهم .
    ومن الممكن القول ببساطة ، ووضوح : ان الزهراء ( عليها السلام ) شعرت بالضرورة والعسر والحرج فالضرورة اسقطت الامر بوجوب تاجيل الارضاع .
    الرابع: انها تلقت من الله تعالى امراً عن طريق الالهام ، بان ترضعه ، لان ذلك استحقاقه ، والالهام مقيد لامر النبي (ص) ، ويكفي لنا ان نحتمل ذلك ، في ان نحملها على الصحة .
    وهذا الخبر كما يدل على علاقته ( عليه السلام ) برسول الله (ص) ، يدل على علاقتهُ بالزهراء ( عليها السلام )[85].
    منها: قال السيد ( قدس سره ) في كتابه[86]، بخصوص السيدة الجليلة العظيمة سكينة بنت الحسين ( عليه السلام ) هذا نصه : " وانا اعتقد ان اسمها ليس مصغراً ( سكينة ) كما يلفظه العامة والمشهور وانما هو مكبر ( سكينة ) ماخوذاً من القرآن الكريم ( فانزل السكينة على رسوله ) يعني هي السكينة النازلة تشبيهاً . واما المصغر فهو انثى الحمار بنص اللغويين ومنهم ابن منظور في لسان العرب . وهذا مما يجهله المثقفون والمتفقهون من الناس مع الاسف ، ولا يحتمل ان الحسين ( عليه السلام ) يجهله .
    منها: يوجد له كلام في عبارة ( حقوق الطبع محفوظة ) وهي عبارة عن تقييد ، أي عدم استمرارية هذا العمل الى زمان اطول وقرائته اكثر بحيث يزول ولا يجدد من جديد ولا يبقى خالداً على زمن الاجيال وهذا يتضح منه ضياع ما عمل المؤلف والكاتب من تعب وتفكير وتفسير وراي جديد وراي قديم واسلوب مختلف في كافة مجالات الحياة فعمد السيد محمد الصدر ( قدس سره ) الى رفع هذه العبارة حتى يبقى عمله خالداً على مرور الاجيال ولا يكون فيه من تقييد وحرج ، ما اذا اراد مجتهد اخر او مؤسسة اعلامية اخرى وناشر اخر ان يعيد هذا العمل من جديد ، فكم من كتاب ذهب وكم من مؤلفات قد ضاعت ، فنخاطب كل مؤلف او كاتب وناشر ممن يريدون نفع المسلمين كافة ونقول لهم لماذا هذه العبارة تكتب على مؤلفاتكم هل هي لحفظ مظمون الكتاب من تزوير او لحفظ كثرة المال من عدم الذهاب الى غيركم ؟
    هذا ما فهمناه من كلام السيد وقصده ، لكن اعتذر من عدم نقل الكلام بالنص من سماحته لاني لم اعثر على النسخة الاصلية له . علماً ان السيد لم يكتب هذه العبارة على كل مؤلفاته وكم كانت قيمة وجميلة مصداقاً لقوله تعالى : { فيها كتب قيمة }[87].
    ومثال ذلك كتاب موسوعة الامام المهدي (عج) حيث طبع الكتاب مرات كثيرة في العراق الحبيب وفي لبنان ، وفي ايران .
    منها: انه قال في الكذب )) فلو تمنى من دون قصد التمني او تعجب بدون قصد التعجب كان كذباً وكذلك لو اوقع عقد البيع او الاجارة والهبة صورياً من دون قصد جدي او حقيقي اليه ، فانه يكون كذباً (( .
    منها: انه سُئل عن مصحف فاطمة ( عليها السلام ) هل هو عند الحجة ام هو موجود متداول بين ايدي الناس ؟
    فقال : (( بل عند الحجة ( عج))
    منها: انه سُئل عن سيف ذي الفقار هل انه نزل به جبرئيل ( عليه السلام) من السماء ام هو من صنع اهل الدنيا فأجاب ( قدس سره ) : (( بل نزل به جبرئيل ( عليه السلام ) من السماء على النبي (ص) ووهبه النبي لعلي ( عليه السلام ) ولم يكن العرب يعرفون سيفاً براسين)) .
    منها: انه سُئل هل هناك نبي تكلم بالعربية غير نبينا محمد (ص) فأجاب : (( المروي ذلك في النبي خالد صاحب أصحاب الأخدود))
    ووجه اليه سؤال اخر هو : هل النبي محمد (ص) يقرأ ويكتب ام انه كان امياً فالعوام في هذا الزمان يعتبرون الامية نقص ؟ فقال : " النبي لم يخط بيده حرفا ، ولكنه كان يعرف كل ذلك وغير ذلك بعلم النبوة لا بالسبب الطبيعي .
    منها: انه سئل عن الكشافة ما هو تفسير سماحتكم عن تنبأ الكشافة بشئ يكون مطابقاً للواقع .
    فقال: " ما دام الصدق غير غالبي فهو صدفة .
    منها: انه سُئل عن الفرق بين الجن والملائكة ؟
    فأجاب: " الجن يتشكل بكل شكل حتى الكلب والخنزير ،
    والملائكة تتشكل بكل شكل الا الكلب والخنزير .
    منها : انه سئل عن علة وضع الجريدة من النخيل مع الميت ؟
    فأجاب : سماحته : " ورد انه يدفع عنه العذاب ما دامت رطبه.
    منها: انه اجاب حول سؤال مطروح هو : هل الاستعاذة عامة لجميع الناس.
    فكان جوابه : انما هي لمن يجمع بين خوف الله وخوف الخلق ، وهم الاعم الاغلب من الناس ، اما الذين يتمحضون في الخوف من الله . فهم يخشون الله " ولا يخشون احداً الا الله " ولا يخافون من شر ما خلق الله سبحانة . فتكون هذه الاستعاذة بمنزلة السالبة بانتفاء الموضوع . ولكن مع ذلك تقول : ان القران نزل لكي تستفيد منه كل الطبقات .
    منها: انه قال في كتابه اضواء عل ثورة الامام الحسين ( عليه السلام ) : " ان الحسين ( عليه السلام ) كان يتمثل بأبيات رابعة العدوية . وقد كررته في الكتاب اكثر من مرة وهذا ما سمعته من قبل بعض الخطباء وارتكز في ذهني بصفته مناسباً لمقتضى الحال على أي حال.
    وقد استشكلوا عليّ في ذلك باعتبار ان رابعه هذه متأخرة عن ذلك العصر ، كما هو المشهور من تاريخها ، فأجبته اعتماداً على ذاكرتي ايضاً . كلا فإنها كانت في زمن النبي (ص) والصحابة . الا انها كانت منعزلة عنهم بصفتها امراة متزهدة والى الان اتذكر اين وجدت ذلك في بعض المصادر الا انني يتعذر عليّ عنوان الكتاب والابيات هي : تركت الخلق طراً في هواكا وايتمت العيال لكي راكا.
    ولو قطعتني في الحب اربا لما مال الفؤاد الى سواكا .
    منها: انه سُئل عن نظره المشرع الاسلامي للحب بين الجنسين خصوصاً واننا عرفنا ان بعض الحب يحدث بشكل لا ارادي ؟.
    فقال: انا الذي افهمه ان الحب اللاارادي غير داخل في التكليف الشرعي وليس بحرام لانه لا ارادي، وكل شئ لا ارادي خارج عن نطاق التكليف . انما التكاليف تتعلق بالاشياء الارادية والافعال الاختيارية فالشئ الذي لا يكون ارادياً لا يكون محرماً سواء أكان جيداً او رديئاً فمثلاً التمييز وعدم التمييز بين الزوجات قلبياً أي في العاطفة والحب فالزوج غير مكلف بها بنصوص كلام الفقهاء لان هذا شئ لا ارادي ، وهذا الشئ احسن من هذا لا سبيل الى تفضيل الا دون من الاحسن بطبيعة الحال فمن هذه الناحية الحب اللا ارادي ليس فيه اشكال ولكن مقدماته تكون فيها اشكال ومنها كيف يراها وكيف تكلم معها وكيف عشقها ونحو ذلك من الامور لابد وان تكون مقدمات محرمة لا اقول في الاعم الاغلب بل دائماً وهذا هو الحرام واذا كان الانسان حقيقة متدين ومبتعد عن الاختلاط وصائن نفسه لا يحصل له مثل هذا الشئ .
    منها: انه سُئل عن : حدث خلط عند الشباب بين كتب العرفان وكتب السحر كيف ينصح سماحتكم الشباب ويوضح لهم ذلك ؟.
    فقال سماحته: كل ما اعرفه بان الكتب العرفانية وكتب السحر هي كتب قوانين ما وراء الطبيعة وكلها عناوين باطنية ولكنها تختلف اختلافات جذرية مثل اختلاف بقية العلوم كاختلاف الطب عن الفيزياء ، وكذلك الامور الباطنية والعلوم الباطنة تختلف اختلافات جذرية . العرفان عالي عند الله جداً والسحر متدني عند الله جداً لا يقاس احدهما بالاخر والساحر كافر ويجب قتله هذا بصريح الشريعة موجود بصريح السنة الشريفة موجود والعارف اذا كان عارفاً حقيقة فهو من اولياء الله ومن الابدال .
    الخلط بين السحر والعرفان اشتباه عجيب وناتج عن الجهل والتدني بالثقافة ، صحيح انهما يشتركان بمعنى الباطن وبما وراء الطبيعة وهذا لا يعني لزوم الخلط بينهما هذا مباين للاخر جداً ولا يتفقان في شئ اصلاً ومع ذلك انا انصح بتركهما معاً لان الله اعطانا شريعة متكاملة وسلوك متكامل في الحياة الدنيا وليس علينا ان نزيد عليه اذا كنا حقيقة نخاف الله ولدينا درجة من التقوى ولنا كفاية من ولاية امير المؤمنين وشفاعة المعصومين فلماذا تكون اعيننا تنظر الى الخارج هذه المنطقة لا حاجة الى ذلك سواء كان من جهة الاعلى وهو علم العرفان.
    منها: له كلام حول العزلة عن المجتمع : فقال ( قدس سره الشريف ) في عدة امور هذه نص الامور التي ذكرها مع حذف بعضها :
    اولا: من قطعيات التاريخ الاسلامي : ان النبي (ص) كان ردحاً من عمره الشريف قبل نزول الوحي عليه يفضل مسلك الاعتزال ويتعبد لله عز وجل في غار حراء . وربما استمر على ذلك سنين عديدة لا نحصيها[88].
    ونحن نعلم ان لنا في رسول الله (ص) اسوة حسنة بنص القرآن الكريم ، لا يختلف في ذلك حاله فيما قبل الاسلام اعني نزول الوحي او حالة بعده.
    ثانياً: انه لا شك في استحباب الزهد في الشريعة الاسلامية . في المأكل والملبس والمسكن ، وكف اللسان والفرج مهما امكن وهذا مما تواترت فيه الاخبار واجمع عليه علماء الاسلام.
    ثالثا: دلت الادلة المتواترة ايضاً على رجحان الاعراض عن الدنيا واسقاط اهميتها من نظر الاعتبار وان الدنيا والاخرة ضرتان لا يجتمعان . ونحو ذلك من المداليل التي تجتمع على معنى بغض الدنيا وحب الاخرة ، وفي الدعاء : اللهم اخرج حب الدنيا من قلبي .
    رابعا: ما دل على رجحان الاعتزال عند وجود الفتن والتجنب عن الخوض فيها .
    فانما هي شكل من اشكال الامتحان الالهي للخلق فكل اندرج في الفتنة فقد رسب في الامتحان وهلك . وكل من انعزل عند الفتنة فقد نجح في الامتحان واهتدى .
    فقد ورد بمضمون : ( اذا حصلت الفتن فكونوا احلاس بيوتكم ) او ( لا ينجو من الفتن الا من يصير بغنمه الى الشعاب ورؤؤس الجبال ).
    خامساً: ما دل على ان العباد والافضل عند الله عز وجل هم الذين اذا وجدوا لم يعرفوا واذا غابوا لم يفقدوا . فكيف حصلوا على هذه الصفة الا باعتزالهم للمجتمع وابتعادهم عن اهله .
    سادساً: ان مخالطة الناس في المجتمع موجب للاطلاع على ذنوبهم وعيوبهم ، واحياناً تطرفاتهم في الباطل . الامر الذي يوجب الهم والغم عند المسلم المخلص بل قد لا يكون متحملاً على الاطلاق .
    سابعاً: ان مخالطة المجتمع يوجب عادة على الفرد ، ان يجاري الناس حاجاتهم وثقافتهم ومستويات تفكيرهم ، الامر الذي قد يورط الفرد في كثير مما هو حرام في الشريعة او مشبوه يعني محتمل الحرمة . وقد ورد : ( من حام حول الشبهات كاد ان يقع في المحرمات ).
    ولا شك ان مجانية المجتمع او قلة الاتصال به ، يكون سبباً لان يُكفى الفرد ما هو في غنى عنه مما عرفناه في هذا الامر والامر الذي قبله .
    ثامناً: لا شك ان قلة الاتصال بالمجتمع يوفر الفرد للعبادة وذكر الله سبحانه ، اكثر من أي شئ اخر . ويصرف عنه كثيراً من موانع ذلك .
    فاذا كان الفرد راغباً في العبادة والدعاء والاستزادة منهما ، كان لا بد له عادة من تقليص وجوده الاجتماعي . هذا الى امور اخرى ، لا تخفى على اللبيب . وكلها مرجحة للعزلة وقلة الاتصال بالناس ، على مستوى اسلامي ومعترف به في الشريعة بدون شك .
    منها : له كلام حول الكعبة وبناءها في التاريخ :
    فقال ( قدس سره الشريف ) : يمكن ان نعرض فكرة احتمالية نستفيدها من عدة الامور:-
    الامر الاول : ما ورد من ان الله تعالى خلق الف الف آدم والف الف عالم . وليس ادمنا هو الاول ولن يكون هو الاخير .
    الامر الثاني : ما ورد من دحو الارض من تحت البيت وان البيت هو الاصل في خلقه الارض .
    الامر الثالث: قوله تعالى : { ان اول بيت وضع للناس } بحيث نفهم من ( الاول ) ما كان في اول الخلقة على وجه الارض . ( ويدل على ذلك قوله تعالى : عند بيتك المحرم ). واسماعيل ( عليه السلام ) كان طفلاً رضيعاً في حين رفعا القواعد من البيت عند شبابه ومع ذلك فابراهيم ( عليه السلام ) ياخذ وجود البيت مسلماً .
    فينتج ان الكعبة بنيت من اول ذرية عاقلة وحدت الله على وجه الارض . واستمرت تتجدد مرة بعد مرة ، والناس اعني جميع هؤلاء الذراري والعوالم المتعاقبة مأمورون بالخضوع لله عز وجل والتوجه اليه ، بل وتجديد الميثاق من تلك المنطقة ، ومعه يكون بناء الكعبة قديماً يكادان يساوي عمر الارض نفسها . نعم بالنسبة الى الميثاق . فان الاية الكريمة انما نصت على اخذه من بني ادم ولم تذكر غيرهم . فهم الذين يحتاجون الى تجديده دون غيرهم . الا ان الاعتبار اولا وهذه الرواية السابقة التي نصت على اخذ الميثاق من الملائكة تدل ضمناً على اخذه من كل الخلقة العاقلة مهما وجدوا . فتجديد العهد يكون ضرورياً لكل نسل .
    ودلالة هذه الرواية على نزول الحجر لادم ( عليه السلام )، لاقبله . لا ينافي ما قلناه لعدة احتمالات :
    اولا: يمكن ان ينزل الحجر على كل آدم يوجد على وجه الارض وذريته.
    ثانياً: يمكن ان يكون تعاهد الميثاق على طريقة اخرى في العهود او الاودام السابقين. الى غير ذلك من الاحتمالات. واذا غضضنا النظر عن ذلك ، واقتصرنا على بشريتنا هذه . بقي لدينا في اول من بنى الكعبة احتمالات :
    الاحتمال الاول: ما نطقت به الروايات واسنده ظاهر الايات .
    كما سنسمع – من ان آدم ( عليه السلام ) هو الذي بنى الكعبة . بمعونة الملائكة. ولم يكن يحتاج في ذلك الحين الا تسطير الصخر على شكل مكعب لا ضرورة الى ان يكون عالياً جداً .
    بل لعله يزيد على متر واحد . والمهم ان مثل هذا البناء لا يضره المطر والرياح. ويكون الحجر الاسود ضمن هذه الصخور.
    وظاهر قوله تعالى : واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل . ان القواعد كانت موجودة وانه ازيل البناء الذي فوقها . كنتيجة للطوفان اغيره . وكانت وظيفة النبي ابراهيم ( عليه السلام ) ان يرفع هذه القواعد أي يبني فوقها .
    الاحتمال الثاني : ان اول من بنى البيت ابراهيم ( عليه السلام ) نفسه الا ان في هذا الاحتمال الغاء لتلك الروايات المشار اليها . ويجب ان نفهم من الاية الكريمة . ان القواعد ايضاً من صنع ابراهيم وهو لا يخلو من مخالفة الظاهر ، الا ان اشتغاله ببناء الكعبة المشرفة من الضروريات . فاما ان يكون هو اول من اظهرها بعد الطوفان او هو الاول على الاطلاق .
    قال في تفسير الميزان : ما زالت الكعبة على بناء ابراهيم حتى جددها العمالقة ثم بنو جرهم او بالعكس كما مر في الرواية عن امير المؤمنين ( عليه السلام ).
    ثم لما آل امر الكعبة الى قصي بن كلاب احد اجداد النبي (ص) ( القرن الثاني قبل الهجرة ) هدمها وبناها فاحكم بناءها . وسقفها يخشب الدوم وجذوع النخل . وبنى الى جانبها دار الندوة. وكان في هذه الدار حكومته وشوره مع اصحابه . ثم قسم جهات الكعبة بين طوائف قريش فبنوا دورهم على المطاف حول الكعبة ، وفتحوا عليه ابوابهم .
    وقبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة ، فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها . وكان الذي يبنيها باقوم الرومي ويساعده نجار مصري ولما نتهو الى وضع الحجر الاسود تنازعوا بينهم في ان ايها يختص بشرف وضعه ، فرأوا ان يحكموا محمداً (ص) وسنه آن ذاك خمس وثلاثون سنة . لما عرفوا من وفور عقله وسداد رأيه ، فطلب رداء ووضع عليه الحجر ـ وامر القبائل فامسكوا باطرافه ورفعوه حتى اذا وصل الى مكانه من البناء في الركن الشرقي اخذه هو فوضعه بيده في موضعه .
    وكانت النفقة قد بهظتهم فقصروا بناءها على ما هي عليها الان . وقد بقي بعض مساحته خارج البناء من طرف حجر اسماعيل لاستصغارهم البناء .
    اقول : من المستبعد انها كانت على مما عليه هي الان . ولكنها كانت اعرض بمقدار الدكة المسماة الشاذروان .
    ثم قال: وكان البناء على هذا الحال حتى تسلط عبد الله بن الزبير على الحجاز في عهد يزيد بن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة واصاب الكعبة – بالمنجنيق فانهدمت واحرقت كسوتها وبعض اخشابها ثم انكشف عنها لموت يزيد .
    فرأى ابن الزبير ان يهدم الكعبة ويعيد بناءها فاتى لها بالجص النقي من اليمن وبناها به . وادخل الحجر في البيت والصق الباب بالارض وجعل قبالته باباً اخر ليدخل الناس من باب ويخرجوا من اخر . وجعل ارتفاع البيت سبعة وعشرين ذراعاً . ولما فرغ من بنائها ضمخها بالمسك والعنبر داخلاً وخارجاً وكساها بالديباج . وكان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هـ. ثم لما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجاج بن يوسف قائدة فحارب ابن الزبير حتى غلبه فقتله. ودخل البيت . فاخبر عبد الملك بما احدثه ابن الزبير في الكعبة فامره بارجاعها الى شكلها الاول . فهدم الحجاج من جانبها الشمالي ستة اذرع وشبراً . وبنى ذلك الجدار على اساس قريش ورفع الباب الشرقي وسد الغربي ، ثم كبس ارضها بالحجارة التي فضلت منها . ولما تولى السلطان سليمان العثماني الملك سنة ستين وتسعمائة ، غير سقفها .
    ولما سلطان احمد العثماني سنة احدى وعشرين بعد الالف احدث فيها ترميماً ولما حدث السيل العظيم سنة تسع وثلاثين بعد الالف هدم بعض حوائطها الشمالية والشرقية والغربية فامر السلطان مراد الرابع من ملوك ال عثمان بترميمها ولم يزل ذلك حتى اليوم .
    منها:له كلام رائع عن العرفان حيث قال : " من جهة الاسفل وهو علم السحر او علم الحروف او الامور العجيبة الغريبة كل ذلك ليس بالصحيح انما نذكر الله ونتمسك بالقرآن والحديث الشريف ونريد النجاة ، وهناك قول للمعصومين يقول كثيره لا يدرك وقليله لا ينفع ، فالكتمان او الثلاث التي يحصل عليها الانسان من العلوم العرفانية الباطنية لا تنفع فخير لك ايها الانسان ان تتمسك بالعبادة الظاهرة من ان تكرر هذه الامور العجيبة التي هي متدنية ، واما العالية وهي ولاية الله فهذا لا يدرك كثيره ، لان المقدمات لا توصل اليه وانما بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، الله يختار اوليائه وليس أي واحد من البشر من يستطيع ان يختار اولياء الله ، ومن قبيل ذلك ما قالوا سابقاً ( ياخذ حمام بارد ويخرج من الحمام ليقول انا صرت عرفاني ) ليس لها معنى ، الحمام البارد لا يوصل الى العرفانية او الولاية الالهية او الى العصمة الثانوية فهذا مسخرة وهذا هو الظلال ، الذي نهيت عنه بشدة وواجبي ان انهى عنه بشدة لانه لو كان هناك قيمة وفائدة فيه لفعله رسول الله ( ص) والمعصومين وطبعاً هم كتموه سلام الله عليهم وجزاهم الله خيراً ويجب علينا كتمه ونحن لنا اسوة بهم لان كثيرة لا يدرك وقليله لا ينفع .
    منها: انه قال عن الشعور الجنسي هذا نصه : " الحديث عن الشعور الجنسي الذي قد يكشفه احياناً ، وخاصة لدى عهد الشباب
    فان تحريك الاعضاء الجنسية قد يوجب ذلك ، بل قد يوجب الانزال . والا دهى من ذلك شرعاً هو انه قد يوجب الالتفات الى العادة السرية وقد يوجب الادمان عليها ايضاً ، ممن لا ورع له في دينه وخاصة في غير المتزوجين . وفي الحقيقة ان هذا او نحوه امر راجع الى وجدان كل شخص بحياله ".
    منها: انه قال في تعجيل الدفن للميت هذا نصه : " يستحب تعجيل تجهيز الميت ودفنه ، في ذلك من الراحة له والراحة منه ، الا ان هذا انما يشرع ويكون مستحباً مع حصول العلم بالموت . واما مع الشك به فلا يجوز دفنه ما لم يحصل العلم ويرتفع الشك . اذ لعل هناك مئات من المدفونين انما دفنوا قبل موتهم . فلربما تعود له الحياة فيجد نفسه في باطن قبره حيث لا منقذ ولا مغيث . وهو بلاء عظيم جداً على هذا المسكسن ، بحيث يبقى الى ان يموت مرة ثانية من الالم والجوع والعطش والمرض . وغالب هؤلاء انه لا يعرف اتجاهه فسوف يتمدد على خلاف القبلة لانه يتحرك بعد وعيه فتشتبه عليه القبلة ، او لا يتذكرها اطلاقاً ، فيكون دفنه بعد موته الحقيقي على خلاف القبلة ، يعني بالصورة غير المشروعة . وكم صادف ان نبشت بعض القبور فوجدوا الميت ممدداً الى غير القبلة . وليس هناك من سبب غير وعيه وانتباهه بعد دفنه . والمهم الان انه ، من الضروري للاحياء ان يجنبوا الميت مثل هذه الحالة ويرحموه من هذه الناحية ، فلا يدفنونه الا بعد ان يتأكدوا مئة بالمئة من موته ، بحصول العلم العرفي الكامل بحصول موته .
    اقول[89]: ان هذه الظاهرة الغريبة والعجيبة والمؤلمة جداً تكون في حالة الموت للاشخاص عندما يذهب بهم الى مراكز الطب العدلي حيث يتم تشريح الجثة بدون مراعاة لهذا التحذير وتكون النتيجة هي الموت المؤلم للفرد وذلك بسبب حصول علامات الموت المعروفة عندهم وهي ثلاث علامات كما يأتي العلامات :
    اولا: توقف ضربات القلب .
    ثانيا : انقطاع التنفس .
    ثالثاً: سكون حدقة للعين عن الاتساع او التضيق للضوء وكل هذه الامور نشاطات غير اختيارية للانسان كما هو واضح ، فانقطاعها ايضاً غير اختياري ، فيكون دالا على الموت . ويحصل بذلك وثوق كامل به ، اذا حصلت بعض تلك العلامات دون بعض ، كان لا بد من الانتظار الى حين حصول الباقي ، اذ لعل المانع من ضربات القلب مثلاً ، مرض معين ، وليس الوفاة "[90].
    منها: انه قال عن الخدعة في الحرب :- " عن عدي بن حاتم وكان مع علي (عليه السلام ) في غزوته : ان علياً يوم التقى بمعاوية بصفين ، فرفع بها صوته يسمع اصحابه : والله لاقتلن معاوية واصحابه . ثم قال في اخر قوله : ان شاء الله . وخفض صوته . وكنت منه قريباً فقلت : يا امير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت . فما اردت بذلك ؟.
    فقال: ان الحرب خدعة . وانا عند المؤمنين غير كذوب . فاردت ان احرض اصحابي عليهم كيلا يفشلوا ولكي يطمعوا فيهم . فافهم فانك تنتفع بها بعد اليوم ان شاء الله تعالى .
    واعلم ان الله عز وجل قال لموسى ( عليه السلام ) حيث ارسله الى فرعون . فاتياه فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى . ولقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى . ولكن ليكون ذلك احرض لموسى على الذهاب .
    ولنا على هذه الرواية بعض الملاحظات :-
    اولا: ان هذه الرواية لا تحتوي على كذب. اما كلام امير المؤمنين ( عليه السلام ) فلأنه اناطه بمشيئة الله سبحانة واما الاية الكريمة : لعله يتذكر او يخشى ، فلانه ( ترجي ) لاصطلاح علوم البلاغة . والترجي من الانشاء والانشاء لا كذب فيه . وانما الكذب والصدق من خصائص الخبر دون الانشاء . كما هو واضح في محله .
    ثانيا : ان قوله تعالى " لعله يتذكر او يخشى " لعل السبب الرئيسي له هو اقامة الحجة على فرعون لانه بدونها سوف لن يثبت انه معاند وكافي .
    والرواية تذكر سبباً اخر وهو تحريض موسى ( عليه السلام ) وترغيبه بالذهاب الى مهام النبوة .
    منها: انه قال في احدى خطب الجمعة ( جمعة 29 ) : هذه العبارة التي لم يقلها احد من قبل وهي كالاتي : ( ان امريكا تعد العدة في الخليج العربي بما يسمى قوات التدخل السريع هو من اجل الامام المهدي ( عليه السلام ) وقال يوجد الان في البيت الابيض ملف كامل وواسع جداً محيط بكل ما هو عن المهدي ( عليه السلام ) الا انه ينقصه الا صورته الشخصية وهي مفقودة بطبيعة الحال .
    منها : له كلام حول وجود الرهبان قبل الإسلام .
    فقال: هناك فكرة قد تخطر على البال لاجل الاستدلال على وجود الرهبان قبل الإسلام بكثير[91] .
    وذلك: لأننا عرفنا ان الرهبان جمع راهب والرهب هو الذي يتخذ الرهبانية له مسلكاً .
    والرهبانية مساوقة مع الرهبة المودعة في القلب والنفس وهذه الرهبة عطاء الهي للعبد حين يكون بدرجة معينة عليا من الكمال . ولا شك آن عدد من الناس غير قليل بلغ الى هذه الدرجة قبل الإسلام . ولا اقل من الأنبياء فان درجة الرهبانية موجودة لديهم ، كابراهيم وموسى (عليهما السلام )وغيرهما فكيف نقول : آن الرهبة وجدت بعد المسيحية ؟
    وخاصة اذا لاحظنا قوله تعالى : (( ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون)) [92].
    وهي دالة على وجود الرهبة في بعض القلوب من زمن موسى ( عليه السلام ).

    منها: له نصيحة جميلة وهي كالاتي :
    كن صلبا في ارادتك .
    ممتحضا في التوكل .
    رحيما مع الاخرين
    واجعل نفسك عدوا تحاربه .
    وعقلك نبيا تتبعه .
    وقلبك بيتا تسكنه
    وربك هدفا تطلبه
    جزاك الله خير الجزاء

    يتبع

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    باب عجائبه وغرائبه الجهادية والمرجعية
    منها: انه قال في حق الدفاع عن الاسلام : " اذ مع الخوف على بيضة الاسلام – كما يعبر الفقهاء – من الاعداء ، وامكان دفعهم بأي شكل من اشكال الدفاع ، يكون هناك بضرورة الدين وجوب كفائي على مستطيع للحرب والجهاد وان يتصدى له ، واحياناً سيكون النظير في ذلك عاماً لحفظ الاسلام والمجتمع المسلم . لا يختلف في ذلك الكبير عن الصغير ولا العالم عن الجاهل ولا الغني عن الفقير ولا الحاكم عن المحكوم اذن ، فسوف يكون هذا الوجوب الكفائي شاملاً للفقيه بطبيعة الحال . وهو يستطيع ان يشارك في الدفاع ضد الاعداء بكل امكانه ، اما جندياً او قائداً او موجهاً او أي شئ اخر . ومجرد كونه فقيهاً قد لا يكون سبباً لتوليه القيادة ما لم نقل بالولاية العامة فتتعين ، فيه ، ولا يحتاج معه الان يكون مطلعاً على اساليب القتال وخططه .
    منها : له كلام حول تكاليف اسلامية الزامية لابد من تطبيقها واطاعتها فقال ر" توجد تكاليف اسلامية الزامية ، يعني واجبات او محرمات لابد من تطبيقها واطاعتها تلزم الفرد بالاتصال بالناس . ولولاها لما كان للاتصال بالناس من الناحيبة الدينية و ( ابتغاء رضوان الله ) أي معنى .
    وهي عدة امور :
    الامر الاول: التفقه في الدين . فانها من الامور الواجبة على الفرد اجمالاً ، كل حسب مستواه فقد ورد ، انه يؤتي بالفرد يوم القيامة فيقال له : لماذا لم تعمل . فيقول : لم اتعلم فيقال له : لماذا لم تتعلم . فيقطع. ويؤمر به الى النار .
    والتعليم لا يكون الا بالاتصال بالناس لا محالة .
    الامر الثاني: اداء حق الاخوان من المؤمنين . واكثرها مستحب . الا ان بعضها واجب فعلاً ، كصلة الرحم . وتجنب اذية المؤمن اذا الزم من تركه اذاه .
    الامر الثالث : ان يخاف الفرد على نفسه الحرام من بعض انواع العزلة . كالذي يخاف على نفسه الحرام من ترك الزواج . او صعوبة الصبر جداً من الانعزال الدائم ونحوه . على ان الزواج بنفسه مستحب والعزوبة مكروهة وقد تكون حراماً كما اشرنا .
    الامر الرابع: رجحان او وجوب هداية الخلق الى دين الله سبحانة ، والتسبيب الى تكثير المطيعين وتقليل العاصين ، باي اسلوب اقتضته المصلحة . الى بعض الامور الاخرى . وهذه هي التي اشرنا الى انها قد تحول دون الرهبانية احياناً في الاسلام ، بمعنى العزلة والانفراد ولولا هذه الامور ، لكان من الاقرب الى نفس المؤمن بلا اشكال تقليص وجوده الاجتماعي ، تطبيقاً لما سبق ان سمعناه من الامور .
    وسنعرف فيما يلي : ان رد الفعل الصحيح او السلوك الصحيح مع الرهبة او الرهبانية ليس هو الانفراد دائماً ، بل قد يكون هو الدخول في معمعة المجتمع احياناً .
    منها: له كلام حول سؤال موجه اليه مباشرة حول الاعلمية . فقال سماحته هذا الجواب الطويل ، فالان نورد السؤال اولاً:
    س / لماذا تصرح بأعلمية نفسك وقد اعترض على هذا الكثير حيث ان هذا غير مالوف في تاريخ المرجعية الا يدخل هذا ضمن ( الانا ) مما يخل بالعدالة وحاشاكم؟
    فقال: بسمه تعالى :- من عدة وجوه :
    اولاً : ان سائر المراجع ديدنهم اثبات اعلميتهم بلسان حالهم وان لم يصرحوا بذلك بلسان مقالهم . وذلك فيما اذا كان المرجع يذهب الى وجوب تقليد الاعلم – كما هو المشهور – ومع ذلك طبع رسالة عملية وعرض نفسه للتقليد فلو لم يكن اعلم لكان ذلك محرماً عليه لانه لا يرى نفسه مصداقاً له .
    اذن نفهم من رسالة وفتواه انه يرى نفسه الاعلم .
    ثانيا: ان سائر المراجع وخاصة الجيل المتأخر من السابقين منهم كانوا يدخلون الى المرجعية من زاوية قوة وسيطرة وكانوا في غنى عن هذا التصريح الشخصي لانفسهم بتصريح اصحابهم عنهم . أما أنا فقد بدأت مرجعيتي من نقطة الصفر اجتماعياً وحوزوياً وكانت تواجه مصاعب كثيرة ، ولم يكن لي اصحاب بمقدار الكفاية . فكأن لابد لي ان تكفل بذلك بنفسي .
    ثالثا: ان هذا التصريح يكفي بنحو الهداية ، كما اعتقد ، لاخراج الشيعة ، من حيرتها وضلالتها ، لو صح التعبير ، الى معرفة ما هو الصحيح والمعتبر شرعاً . فانه خير لهم من ان يدخلوا في اوهام لا طائل تحتها .
    رابعا: ان ما يخل بالعدالة هو عمل المحرم اياً كان ، والعياذ بالله ، اما بيان الاعلمية فليس جرماً ولا حراماً ، لاني صادق فيما اقول . ولا اقل من مطابقة قولي لاعتقادي فاكون معذوراً امام الله سبحانة فلا يخل بعدالتي . واتذكر قبل فترة قال لي شخص من الشباب الواعي الجريء: يقولون انه لا يجوز للفرد ان يقول : انا عالم .
    قلت له : فضلاً عن ان يقول : انا عالم فيكون مشركاً .
    قال: نعم .
    قلت له : فان الطالب الذي تخرج من الابتدائية اكثر فهماً ام الطالب الذي تخرج من الاعدادية ؟
    قال: بل الذي تخرج من الاعدادية .
    قلت : اذن قد اشركت حسب قولك ، واضعت قولي : اخي ، ان هذا انما هو تعبير عن واقع المستويات المعلومة للانسان بالقياس الى غيره . وليست المسألة بالقياس الى الله سبحانة لكي يكون مخلاً من الناحية الاخلاقية او محرماً . وانما هو لمجرد قياس بعض الناس البعض وهو امر عرفي عام . بان نقول : فلان اثرى من فلان او اصح جسماً او اذكى او اعلم او افهم وغير ذلك : وهذا الايراد به الا تحقيق موضوع الحكم الشرعي .
    خامساً: انني حين ادعيت الاعلمية ، لم اترك ذلك عشوائياً وانما دعمت ذلك بالادلة فان كان من المراجع ( ادام الله ظلالهم ) من يدعم دعواه بالادلة فليفعل ، جزاهم الله خيراً .
    الدليل الاول: درسي في علم الاصول فانني اعتقد ان علم الاصول هو الاهم في الحوزة الشريفة خاصة وفي الفكر الامامي الظاهري عامة . لما فيه من العمق والسعة والنظريات الكثير المعمقة في كثير من الحقول والمعارف ، وان لنا في الحوزة الشريفة حرية الداراسة ، فالطلاب الذين يكونون على مستوى حضور بحوث الخارج لهم ان يحضروا في دروس كل العلماء ولا يستطيع احد ان يمنعهم عن ذلك .

    باب
    عجائبه وغرائبه العلمية والفقهية
    منها : انه سئل عن قول ورد عنه حيث يقول ان المعوذتين ليس من القرآن .
    فأجابه: ليس كذلك بل هي نزلت وحيا اكيد كالقرآن ولكن سياق التعويذ بها يجعلها منشأ للشك في انطباق عنوان القرانية عليها ، وكذا قلنا الاحوط وجوبا عدم قرائتها في الصلاة
    منها: انه سئل عن علم الله جل جلاله وقدره لا متناهيان ، وذلك من دون ان استعين في سبيل إثبات هذه الصفات بدليل " الإمكان والحدوث ".
    فقال: حسب فهمي ان هذه قاعدة مستنتجة من قولهم الواحد لا يصدر منه الا الواحد[93]والازمة ان الواحد لا يصدر منه المتعدد فأذا كان الفعل واحداً دل على كون الفاعل واحد ولا يمكن تعدده ، وكذلك قالوا بأستحالة اجتماع علل تامة متعددة على معلول واحد ، ولازمة انه اذا كان المعلول واحد كانت العلة واحدة فأذا اثبتنا ذلك كقاعدة فقد نناقش في انطباقها على الخالق سبحانة لان المعلول هنا ليس واحد بل هنالك معلولات كثيرة . نعم اذا امكن بالبرهان او بالوجدان ارجاع الكثير الى الواحد عندئذ نعتبر ان يكون الفاعل واحد او يكون من ادلة التوحيد ، لكن هذا يحتاج ايضاً الى اثبات ، ان عالم الخلق لا متناهي لسد الباب امام مجموعة اخرى في الخلق محتملة الوجود ومخلوقة لخالق اخر ، وهذا من الصعب اثباته قبل اثبات الصفات الالهية ، وان امكن اثباته بعده بل هو في الماديات متعذر ، مضاف الى اننا نكون مسؤولين عن الاذعان بأن الموجودات ذات كثرة لا متناهية وهي في عين الوقت واحد فقط وغير متعدد . هذا نفهمه بالحدس الوجداني او العرفاني . ولكنه يتعذر اثباته في العقل .
    منها: انه سئل عن الاعلمية تكون لمن هو اكثر اصابة للواقع واعرف ، ان الاحتياط هو العمل الذي يتيقن معه المكلف براءة الذمة من الواقع المجهول فعليه تكون كثرة الاحتياطات في فتوى المجتهد تدل على عدم اصابته الواقع بذمته .
    فقال : " الاعلمية هي في دقة النظر وقوة الاستنتاج وليس في اصابة الواقع . وما ذكرته في الاحتياط صحيح ، الا انه راجع الى ضعف الدليل لا الى ضعف الاستنتاج .؟ وبعض يعرضون الاحتياط على شكل الفتوى لكي لا يروا هذا النقص ظاهراً فيتورطون امام الله سبحانة ويورطون مقلديهم ايضاً غفر الله لنا ولهم .
    منها: انه سئل هل يمكن للمجتهد ان يرى الامام المهدي (عج) ويتكلم معه . واذا كان يراه ويكلمه لماذا نرى الاحتياط الموجود في الرسائل العملية للمجتهدين ولماذا لا يسأل الامام عن الحكم المطابق للواقع في مسائل الاحتياط .
    فقال : هذا التفكير ناتج عن جهة إعلامية لبعض المراجع الذين يدعون ما ليس لهم مع شديد الآسف .
    منها: انه سئل عن فتوى سماحته عن المخمس هل يخمس في رأس السنة اذا كان فاضل عن المؤنة .
    فقال: اذا بقيت بعينها فنعم .
    منها: ما يثير الدهشة والغرابة ما قاله عن أطروحة عجيبة وغريبة . وهي كالاتي : هي أطروحة لم تخطر على بال احد . وهي انه من المحتمل حصول بطء وتلكؤ في الوحي نسبياً . كما لو قال . لايلاف قريش وسكت[94] لوجود مانع او مصلحة . وحين اراد تجديد الكلام كان لابد من تجديد الارتباط بدون تكرار كامل . فقال : ايلافهم والله تعالى يعلم بعلمه الازلي ، البطء والتكرار فاصبحت جزءاً حقيقياً من القرآن . لان النبي (ص) قرأه هكذا والاحتمال مبطل للاستدال .
    وقال : وان قلت : ان انقطاع الوحي لمانع ، خلاف عصمة النبي (ص) لما فيه من اشعار عدم الاصغاء للوحي .
    قلت : اما من ناحية الكبرى ، وهو لزوم الاصغاء للوحي . فلا اشكال في كونه مسلماً به لان الوحي من الله سبحانة . ولكنه قابل للمناقشة صغرويا لعدة اسباب :
    اولا : ان المتكلم المباشر للوحي ليس هو الله سبحانة بل جبرائيل ، يقول : نزل به الروح الامين على قلبك . فخرجت الصغرى عن تلك الكبرى وهو (ص) أعظم واهم من جبرائيل فليس وجوب الاصغاء متحققاً بالنسبة اليه .
    ثانيا: ان الخواطر غير اختيارية حتى للنبي (ص) والوحي يعلم بذلك . فيسكت حتى تنجلي .
    ثالثا: انه يمكن حصول شغل للنبي ( ص ) كدخول شخص عليه او غير ذلك من عوارض الدنيا . فيتحول ذهنه اضطراراً عن الوحي . فسكت الوحي حينئذ فلا بد من التكرار للارتباط.
    منها: ما قاله في فتوى الغريبة من نوعها وهي : تجوز المناكحة مع المخلوقات الاخرى ضمن الاحكام السابقة على هذه الفتوى من الاحكام الشرعية مع توفر الشرائط الاتية[95] :
    الشرط الاول : ان تكون عاقلة ورشيدة ، وليست من قبيل البهيمة.
    الشرط الثاني: ان يكون النكاح بينهم وبين البشر ممكناً .
    الشرط الثالث: ان يصدق عليهم الذكر والانثى على الاحوط . فلو كان صنف تلك المخلوقات واحداً او ثلاثاً او اكثر . لم يجز لانه قد يلزم من ذلك ان يتزوج كل من الذكر والانثى البشريين نفس النوع ، وهو مشكل .
    منها : قال عن التلقيح الصناعي بين الانسان والحيوان غير جائز . ولكن لو تم عصيانا او غفلة ، فهل يجوز الزواج بالمخلوق الناتج منه . يتوقف ذلك على عدم صدق الحيوان او البهيمة عليه . فان لم يكن جاز التزويج منه ، سواء صدق عليه انه انسان ام لا [96] .
    منها قال : لو نام عن صلاة العشاء الاخرة حتى خرج الوقت ، اصبح صائماً على الاحوط استحباباً[97] .
    منها: مسألة : وردعنه ان لو ادخلت الخنثى في الرجل او الانثى مع عدم الانزال . لا يجب الغسل على الواطئ ولا على الموطء واذا ادخل الرجل بالخنثى وتلك الخنثى بالانثى وجب الغسل على الخنثى دون الرجل والانثى[98].
    منها: انه سئل عن التدخين يبطل الصوم فقال (قدس سره ): نقول بجوازه .
    منها : يقول بوجوب لبس الجورب يعني ستر القدمين للمرأة في الصلاة سواء مع وجود اجنبي ام لا .
    منها : انه قال كلاماً حول ساعة الفجر بشكل سؤال يُطرح ( هل هي من الليل ام من النهار )؟ وهذا نص كلامه : ( المعروف بين الناس ان مدتها ساعة ونصف تماما على طول ايام السنة الا ان المطمأن به كذب هذه الشهرة . وان هذه الفترة تطول بطول الليل وتقصر بقصره . وتتراوح بحوالي ساعة وعشرين دقيقة الى ساعة وخمس واربعين دقيقة . وضبط مدتها طيلة ايام السنة لم يتيسر الى الان مع الاسف. كما ان نسبتها الى الليل او النهار لم يتيسر وان كانت بحسب الظن انها عشر مدة الليل . والله العالم بحقائق الامور[99] . وبالطبع فان هذا الحديث ، حتى لو كان مضبوطاً ، فانه انما يصدق في خطوط العرض بحوالي المدارين الى مسافة من جانبيهما . اما في خط الاستواء وقريباً من القطبين ، فيحتاج ذلك الى اعادة نظر[100].
    ولا يتيسر لكاتب هذه الحروف ذلك مع شديد الاسف والمهم الان هو الانتباه الى هذه المسألة ، ثم يكون التحديد بيد الاجيال الاتية " .
    منها : انه قال في تعيين الزوال : " صياح الديكة نثبتها هنا لما ورد فيها من اخبار ، والا فمشهور الفقهاء قد اعرض عنها ، بعنوان ان الديك حيوان لا يحصل لنا أي احتمال المطابقة عملة للواقع . والحق معهم بحسب الظاهر ، لكننا ينبغي ان نعترف بجهلنا بالقضايا الواقعية التي يعلمها الله واولياؤه ، ففي موثقة سماعة قال : سألته عن الصلاة بالليل والنهار اذا لم نر الشمس والقمر . فقال تعرف هذه الطيور التي عندكم بالعراق والتي يقال لها الديكة.
    قال: نعم . قال اذا ارتفعت اصواتها وتجاوبت فقد زالت الشمس او قال : فصلّ . ورواية الحسين بن المختار .
    قال: قلت للصادق ( عليه السلام ) اني مؤذن فإذا كان يوم غيم لم اعرف الوقت . فقال : اذا صاح الديك ثلاث أصوات ولاء فقد زالت الشمس ودخل وقت الصلاة . ويمكن تبرير هذه الخصيصة للديك باحد أسلوبين :
    الأسلوب الأول : ما ورد في مدحه من الأخبار . ففي حديث المناهي ، قال : نهى رسول الله (ص) عن سب الديك .
    وقال: انه يوقظ للصلاة .
    قال الصدوق: وقال الصادق ( عليه السلام ): تعلموا من الديك خمس خصال : محافظة على اوقات الصلاة ، والغيرة والسخاء ، والشجاعة ، وكثرة الطروقة .
    الاسلوب الثاني: ما ورد في العلم الحديث من أن للديك احساساً مجهولاً لنا بالوقت . فقد حبسوا الديك في غرفة مظلمة دائمة الظلام ومع ذلك كان الديك يصيح صيحته المعروفة في الاوقات المعتادة له فكيف كان يتعرف على الوقت ؟
    ومن المحتمل ان للديك عادة الصياح في كل وقت صلاة . وهذا اكيد في الفجر وراجح في غيره كما انه من المحتمل ان يكون لهم عادة الصياح في خصوص ما اذا كان الزوال مغيماً يعني فيه غيم . الا ان الذي يهون الخطب ان هذه الروايات وان كان فيها الموثق ، وهو حجة معتبرة ، الا ان الاصحاب اعرضوا عنه ، الامر الذي يسقطه عن الحجية . فلا يمكن ان نقول بدلالة صياح الديك على الزوال من الناحية الفقهية الظاهرية.
    منها : انه قال في كتاب ( ما وراء الفقه ) كلام حول الصلاة باتجاه القبلة اينما كان الفرد حيث قال : " وانما الاشكال فيما اذا غابت الارض ، كما يغيب القمر احياناً هنا ، او كان الفرد في بُعد سحيق بحيث لا يرى الارض اصلاً . فعندئذ يكون مشمولاً لقوله تعالى : { فاينما تولوا فثم وجه الله }. واينما توجه كان ذلك مجزيا نعم في الصورة الاخيرة ، وهو ما اذا لم يكن يرى الارض ولكنه كان يرى الشمس ، فالاحوط التوجه الى الشمس . لانه – من الناحية الفقهية -: ان التوجه اليها توجه الى الارض والتوجه االيها توجه الى الكعبة . وبتعبير آخر : يتعرف الفرد على محل وجود الكعبة ، بتعرفه على محل وجود الشمس . وهذا غاية ما يستطيعه هناك ويصدق التوجه بلا اشكال مع اتساع الجهة . ولو كان في مجرة اخرى امكن القول بأن الاحوط ان يتوجه في صلاته الى مجرتنا بصفتها تحتوي على الكعبة المشرفة . فيكون التوجه اليها توجها بالاتساع . نعم ، لو تعذر كل ذلك ، كان مشمولا للآية الكريمة التي سمعناها ، والتي فهموا منها امكان التوجه الى أي جهة مع تعذر القبلة . والحديث لا يستدعي اكثر من ذلك في هذا الكتاب . وانما يحتاج الى كتاب مستقل يتحدث فيه المؤلف[101] عن فقه الفضاء على ان كثيراً من هذه الافتراضات لم يصل اليها الانسان بعد فالامر فيه وفي حكمه موكول الى الاجيال التالية.
    منها: انه حدد المسافة الشرعية التي يجب على المكلف ان يقصر فيها بدقة بذراع حيث قال: " الفرسخ ثلاثة اميال ، والميل اربعة الاف ذراع اليد ، وهو من المرفق الى اطراف الاصابع . فتكون المسافة 43.776 كيلو متراً ويكون نصفها 21.888 كيلو متراً[102]
    وقال في شرح ذلك في كتابه ( ما وراء الفقه ) : " ان السيد ابو القاسم الخوئي قال في " منهاج الصالحين"[103]. ان المسافة تكون حوالي اربع واربعين كيلو متراً تقريباً . وهذا التقريب بقوله : حوالي ، انما يفتقر فقهياً اذا كان ينقص عن 44 بعدة امتار كخمس او عشر مثلاً . لانها مسافات عرفا متشابهة . ولكننا عرفنا انها تنقص عن 44 كيلو متراً :-
    44000 – 43776 = 224 متراً وهو حوالي ربع كيلو متر . وهي مسافة غير مغتفرة عرفاً وفقهياً !! . وبعد ان نسمع من الفقهاء جميعاً انه لو قل السفر عن المسافة متراً واحداً لم يجز القصر .
    اذن فالتقريب ليس فيه نفع بل فيه ضرر فقهي لا محالة . وقد يقال: لعل السيد المحقق بنى على ان الاصبع 20 مليماً ، في حين بنينا على انه 19 مليماً . فتكون المسافة اكثر الامر الذي يمكن معه ان يسد هذا النقص . الا ان هذا مجرد رجم بالغيب لان المسافة سوف تزيد كثيراً . لانها 46080 متراً كما عرفنا . وهي زيد بكيلو مترين وثمانين متراً . فيكون الفرق اكبر والاعتبار العرفي بها اكثر.
    هذا وقد رأى بعض اساتذتنا ان المسافة تساوي 43 كيلو متراً وخمساً ، يعني 43و200 كيلو متراً وهذا لا يستقيم الا اذا اعتبرنا الذراع 45 سنتيماً . وهو ما لم نعرف له وجها الا مجرد القياس المستقل للذراع بدون قياس الاصابع مما يجعله اقل دقة من الحسابات السابقة كما هو معلوم . فيكون تطبيقه :
    45 × 4000 = 1800 متر . وهو الميل . ويكون 1800× 3 =5400 متر وهو الفرسخ ويكون 5400 × 8 = 543200 وهو المسافة الشرعية التي قالها الا انه ناتج من التشويش في حساب الاصبع كما عرفنا .
    منها: انه روى عن سبب حصوله الزلزلة رواية رائعة فضلاً عن حديث رائع عن سورة الزلزلة هذا نصه : " بأ سناده عن هارون بن خارجة عن فاطمة (عليها السلام ) قالت : اصاب الناس زلزلة على عهد ابي بكر ففزع الناس الى ابي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين الى علي ( عليه السلام )، فتبعهما الناس الى ان انتهوا الى باب علي ( عليه السلام ) فخرج اليهم علي ( عليه السلام ) غير مكترث لما هم فيه . فمض وتبعه الناس ، حتى انتهوا الى تلعة ، فقعد عليها وقعدوا حواليه ، وهم ينظرون الى حيطان المدينة تولج جائيه وذاهبة فقال لهم علي ( عليه السلام ) : كأنكم قد هالكم ما ترون .
    قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط .
    قالت : يعني فاطمة ( عليها السلام ) : فحرك شفتيه ، ثم ضرب الارض بيده . ثم قال : مالكِ . اسكني . فسكنت – فعجبوا من ذلك اكثر من تعجبهم اولا حيث خرج اليهم . قال لهم : فانكم قد عجبتم من صنيعي . قالوا : نعم ، قال : انا الرجل الذي قال الله : ( اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان مالها ) . فانا الانسان الذي يقول لها مالكِ . ( يومئذ تحدث اخبارها ، اياي تحدث.
    ويجد القارئ الكريم ان هذه الروايات دالة على عدة امور :
    الامر الأول : آن فصول الزلزلة يكون بامر الله عز وجل ، وتسبيب الملك الموكل بالارض وعروقها . فاذا امره جل جلاله زلزل الارض بالمقدار الذي حصل به الامر.
    وفكرة عروق الارض ماخوذ من فكرة : آن الارض لو كانت تراباً او رملاً محضاً لما تماسكت واستوت ، وانما تتماسك بالصخور الضخمة التي تتخلل ظاهرها وباطنها . ومن هنا جاء قوله تعالى : ( جعلنا الجبال رواسي ). وكذلك قوله : ( والجبال اوتادا ) فالجبال هي الحافظة لانهيار الأرض ، من الخارج ، وما يوازيها من الصخور الباطنة هي الحافظة من الداخل ، وهي عروق الارض . ويمكن آن يكون لها تفاسير اخرى لا مجال لها الان[104] .
    منها : انه قال عن/ الدنيا صورات: الا آن الذي يهون الخطب كونه منقرضاً منذ سنين طويلة قد تقدر بعشرات الملايين ، غير آن اتقراضه بجميع اقسامه غير ثابت بل يوجد من السحليات ما يشبه بعض انواع الديناصورات علي أي حال وهي محرمة بطبيعة الحال. غير آن الديناصورات الضخمة قد بادت فعلاً بعد آن كانت تملا وجه الكرة الأرضية . والظاهر آن الحكمة من ذلك تمهيد وجه الكرة الارضية لخلف الانسان ، فتبارك الله احسن الخالقين . ولم يعلم علماء الحيوان الى الان ما الذي كان سبباً لابادة هذه الاصناف من الحيوانات والنظريات في ذلك متعددة . ولم يثبت واحد منها . غير انهم اتفقوا على كونها قد ابيدت في زمن متقارب وقصير ، فسبحان المحيي المميت.
    منها : انه قال عن حلية اكل الدودة الشصية :-
    فقال: " هي من الديدان المعدية التي تتربى في الأمعاء . وصغرها مانع عن تسميتها عرفاً بالحشرات . كما انه مانع من رؤيتها احياناً . فالقول بجواز اكلها وعدمه بلا مورد . نعم ، لو علم الفرد آن في الطعام ونحوه من هذه الديدان فانه يعلم حصول الضرر له بأكله ، وقد يكون ضرراً معتداً به طبياً وعرفاً . فيكون تناول ذلك الطعام حراماً .
    منها : انه أفتى فتوى بخصوص الشمس ليست من المطهرات حيث قال : " الا قوى كون الشمس ليست من المطهرات . لأي شئ . فيكون مقتض الاستصحاب الحكم ببقاء النجاسة . حيث سائلُ سئل السيد : عند الاطلاع على منهج الصالحين لجنابكم تبين لنا عدم الوضوح في مسألة ( 587) حيث تقولون كون الشمس ليست من المطهرات خلافاً لما ورد عن الفقهاء السابقين ؟ فأجاب سماحته : " هذا يحتاج الى استدلال فقهي ليس هذا محلة والأدلة التي يعتمد عليها المشهور قابلة للمناقشة على أي حال".
    منها: انه قال في فتوى حول الصلاة باتجاه الكعبة " اذا تساوت الخطوط في طولها عرفاً كما في الجهة المقابلة للكعبة من الأرض تماماً ، تخير في الاتجاه . وهي نقطة تقع في جنوب المحيط الهادي ".
    منها: انه سئل حول ذكر دليل على آن الدخان يلحق بالغبار على الاحتياط الاستحباب ؟.
    فقال: هذا الكلام دلاته غير مذكورة في الأدلة المعتبرة فيكون مقتض الأصل استصحاب صحة الصوم مع وجود فرق بين ذرات الغبار فأنها صلبة وذرات الدخان والبخار فأنها لطيفة ذاتاً ، فاتحادهما في الحكم متعذر .
    منها: انه سئل سؤال لم يُسئل من قبل فضلاً عن جوابه بحيث قال كلاماً غريباً حول هذا السؤال مما دفعني الى آن أجري تجربة على هذا الحدث الغريب حتى اصل الى الجواب الشافي لكني فشلتُ ، الا انني حاولت مرة اخرى ، وقد وصلتُ الى نتيجة وهي آن الحيوان عند موته اذا لم يدفن فانه يرفع الى جهة غير معلومة ، والله العالم .

    وهذا نص حديثه : " يدفن الانسان اذا مات في القبر ، فاين تدفن الحيوانات ؟
    لعل هذا سؤال غريب لم يصدر من احد قبل ذلك . ولكننا يمكن آن نشعر بأهمية اذا التفتنا الى عدة حقائق .
    الحقيقة الاولى : كثرة الحيوانات على وجه الارض – مضافاً الى البحر والجو – بشكل متزايد جداً قد تصل الى مئات الملايين ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار كبار الحيوان وصغارها . ولا حاجة الان الى التعرض الى الحشرات والميكروبات والا لتضاعف العدد اضعافا مضاعفة .
    الحقيقة الثانية : أن كل حيوان فهو صائر الى الموت لا محالة ، فان قوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت . ولا يختص بالانسان بل يشمل كل نفس .
    الحقيقة الثالثة : آن هذه الملايين في موتها التدريجي تشكل نسبة عالية من الجثث الملقاة في مختلف الاماكن والبقاع . فان عدد الاحياء كلما زاد تزداد النسبة . او قل : ازداد عدد الولادات فيها والوفيات ايضاً . وهذا لا يختلف فيه الانسان عن الحيوان ايضاً . بل الحيوان اولى بمواجهة الموت للظروف الصعبة التي يعيشها كثير من الحيوانات سواء من الناحية الطبيعية او الاعتداء بعضهم على بعض .
    الحقيقة الرابعة : آن نتيجة ذلك اننا ينبغي آن نجد في كل يوم مئات الجثث الملقات على الشوارع من الكلاب والقطط والطيور والفئران وغيرها كثير . مما يكلف ازالتها تكليفاً اقتصادياً عالياً والا اوجبت فساد البيئة والتسبب الى تدهور الصحة العامة .
    الحقيقة الخامسة : اننا لا نجد – بكل تأكيد – شيئاً من تلك الجثث الملقات اصلاً ، لا في الشوارع ولا في المزابل . بل ولا في البراري ولا في الغابات . فاين يمكن آن تذهب جثث الحيوانات الميتة ، ومن هنا تظهر اهمية السؤال الذي طرحناه اولا ، اين تدفن الحيوانات ؟.
    اعتقد آن الطريقة الوحيدة لمشاهدة اية جثة انما هو مراقبتها عند الموت . وذلك يكون باحد اشكال :
    اولا: الموت الطبيعي للانسان حتفه انفه .
    ثانياً: موت الانسان بحادث .
    ثالثاً: موت الحيوان بحادث .
    رابعاً: موت الحيوان بتسليط الانسان عليه ، كذبح الغنم والبقر ، او قتل الحيوان المعتدي ونحو ذلك .
    خامسا: اعتداء حيوان على حيوان بحيث يؤدي الى موته ، ويكون ذلك تحت مراقبة ومشاهدة الناس . ولو واحداً – اذن ستكون جثته باقية هناك .
    اما اذا مات الحيوان بدون مراقبة ومشاهدة أحد ، فسوف لن يشاهد الإنسان جثته ، واعتقد ان ذلك عام للحيوانات الأرضية والبحرية والجوية وهذا ثابت بحسن توفيق الله سبحانه حيث كفى شر جثث الحيوانات المتكدسة ، اما كيف يتم ذلك واين تذهب تلك الجثث . فهو سؤال معروض امام العلم الحديث .
    لعله يجد الى جوابه سبيلا ، فان لم يجد فقد وجدنا الطريق الى معرفة لطف الله وسعة قدرته وتدبيره[105] .
    منها : له كلام حول قول الشهيد الثاني في شرح اللمعة [106]. بخصوص ان الأمر بالمستحب والنهي عن المكروه .
    ليس من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان اجماعاً ، مع ان الامر بالمستحب والنهي عن المكروه غير واجبين اجماعاً .
    فقال قدس سره هذه التعليقة : " وهذا غريب تماماً لان المعروف لا يحتوي مفهومه على شئ اكثر من الرجحان سواء كان الزامياً ام لا . كما ان المنكر لا يحتوي مفهومه على اكثر من المرجوحية سواء كان الزامياً ام لا وبتعبير اخر : نحن نجد ان المستحب معروف والمكروه منكر الا انهما ليسا الزاميين .
    فان كان الامر كذلك كان الامر بالمستحب امرا بالمعروف لا محالة ، والنهي عن المنكروه نهياً عن المنكر لا محالة ، وتكون النتيجة ان الاجماع منعقد على وجوب حصة من هذه الوظيفة وهو ما اذا كان الحكم المتعلق به الزامياً . لا مطلقاً .
    ولا يمكن ان نفهم من الدليل وهو الاجماع ان موضوعه خاص وليس بعام ، اذ لا غضاضة ان يكون الاجماع قائماً على حصة من المفهوم لا على كل المفهوم .
    ولا يمكن ان نفهم من الدليل تحديد مقدار موضوعه السابق عليه في الرتبة .
    منها : انه قال فيمن لا يحسن القراءة القرآن في شهر رمضان ، فقال : " الاحوط فيمن لا يحسن قراءة القرآن ترك القراءة في نهار الصوم وغيره ، وخاصة فيما يمكنه تعلمه واهمله . سواء كان الغلط مغيراً للمعنى ام لا . نعم ، اذا كان تلفظه مقيما للحروف والحركات ، ومخالفا لقواعد المد والادغام ونحوها ، فالظاهر الصحة مع العجز حتى عن تقصير . ولا يؤثر في افساد الصلاة والصوم ، نعم لو علم مواقعها ولو اجمالاً ، ولم يعلم وجه الصحة فيها اشكل الحكم بالصحة . لا يعرف في كل ذلك بين ما اذا كان يقرأ لنفسه او لغيره مجاناً او باجره ، وسواء سمعه احد ام لم يسمعه وسواء التقطته بعض الاجهزة ام لا . بل حتى لو احرز عجزه عن التعلم ، فانه يجب ان يترك القراءة في نهار الصوم ، على الاحوط استحباباً والعاجز عن التعلم هو من حاول التعلم ولم يتعلم وليس هو من يهمل التعلم او يضطر او يكره على تركه . كما ان الاحوط له ترك التعلم في نهار الصوم لغير الصلاة الوجبة " .
    منها: قد افتى سماحته ( قدس سره الشريف ) فتوى حول الكذب على المعصومين حيث قال : " يلحق الكذب على المعصومين (عليهم السلام ) نسبة الروايات اليهم المروية عنهم من قول او فعل او تقرير ، نسبة قطعية بدون حجة شرعية . ولو كان المقصود مستحباً في نفسه كالموعظة . نعم يمكن تلافي ذلك بعده طرق ، اما ترك ذلك في نهار الصوم واما بالتأكد من اعتبار السند وحجته .
    واما ان ينقله بعنوان ( روي ) او ( ورد ) او ( قيل ) ونحوها . واما ان ينسبه الى مصدره ، فيذكر اسم المصدر الذي آخذه منه ، فيكون صادقاً حتى لو كان ذلك المصدر كاذباً .
    وقال ايضاً: من كان له حدس بصحة النص المروي بطريق غير معتبر ، لم يكن نقله مفطراً اذا بلغ الحدس حد الاطمئنان ، بل الوثوق والا فلا . سواء كان هذا الحدس عقلياً او نفسياً ناشئا من سبب كالشياع او الاستفاضة في النقل او بدون سبب ملحوظ .
    وقال أيضا : الاحوط بل المؤكد الحاق الأدعية والزيارات المروية عن المعصومين ( عليهم السلام ) بالكذب عليهم في كونها مفطرة في بعض الصور : منها : اذا كانت معتبرة السند وقرأها بشكل مغلوط بحرف او حركة فضلاً عن كلمة او اكثر . ومنها : ما اذا لم تكن معتبرة السند ولكنه اخبر بانتسابها الى المعصومين جزما . ومنها : ما اذا لم تكن معتبرة السند ولكنه قرأها بنية جزمية بالورود لابنية مطلق الدعاء او رجاء المطلوبية
    وقال ايضاً : ليس من المفطر ان يقرأ بعض الأدعية مما لا يطلبه حقيقة ، كما ورد طلب حصول الحج في كل عام وهو لا يريده . وكذا لو قرأ ما لا يعرف معناه لغة او لا يعرف مؤداة دلالة . وكذا لو قرأ نصاً خطرت في ذهنه مناقشة عليه لغة او لا يعرف مؤداة دلالة . وكذا لو قرأ نصاً خطرت في ذهنه مناقشة عليه لغة او نحوياً او نظرياً . ولا يعرف جوابها ".


    وقال ايضاً: اذا افتى المفتي بفتوى جامعة للشرائط لم يفطر . والا اشكلت صحة صومه ، كما لم لم يكن دليلها معتبراً ، او لم يكن هذا هو اهلاً للفتوى بما فيها شرط الاعلمية على الاحوط ، واما ناقل الفتوى ، فان كان ينقل عمن يكون جامعاً للشرائط كفى في الصحة ، وان لم يكن جامعاً للشرائط فان كان النقل للفتوى لمجرد الاخبار لا بقصد العمل صح صومه ، ولو كان بقصده اشكلت الصحة . هذا مع العلم والعمد ، والا صح صومه وان خالف الواقع .
    منها : انه قال في مسألة الصيام " لو صام ثلاثين يوم في بلده ، ثم ذهب الى بلد اخر ثبت الحجة الشرعية فيه بقاء شهر رمضان ، وجب عليه الصوم على الاحوط .
    وقال : لو صلى صلاة العيد في بلد ووصل قبل الظهر الى بلد اخر ، وكان يوم الثلاثين من شهر رمضان بحجة شرعية فهل يجب عليه الصوم بشروطه . الاحوط ذلك .
    منها: انه قال فتوى عجيبة تدل على دقة نظر السيد في تمحيص الدليل وقول الحقيقة حتى ولو كان فيها حرج :-
    اذا انفصل المني عن محله ، ولكن الفرد منعه عن الخروج الى الخارج ، كما لو لفّ قضيبه بخيط او سلط عليه حرارة مجففة ، لم يكن مجنباً ، وشمل حكم الطاهر في الصلاة والصوم فلو فعل ذلك قبل الفجر واطلقه بعده ، صح صومه وان كان الاحوط خلافه.
    منها: انه قال في النظر المحرم في شهر رمضان : " اذا تعمد الى سبب الانزال بطل صومه اذا كان غالباً او معتاداً سواء كان حلالا او حراما . فلو نظر او لمس او داعب أي امراة بشهوة بذلك القصد بطل صومه سواء كانت زوجته ام من محارمه ام اجنبية . وكذلك لو نظر الى صورة بهذا القصد ، سواء كانت صورة ثابتة ام متحركة وسواء كانت داعرة ام اعتيادية فان المهم هو قصد التلذذ والانزال . غير انه ان انزل بطل صومه وعليه كفارة كبرى ، وان لم ينزل بطل وعليه القضاء دون الكفارة .
    منها: قال حول حكم من له رأسان[107] : من كان له رأسان على بدن واحد فلا يخلوا ما ان يكون انساناً واحداً او انسانين فان كان واحداً ، فاما ان تكون خلقه الرأسين متساوية في القوة او ان يكون احدهما اضعف . فان كان انساناً واحداً احد راسيه اضعف خلقه عن الاخر ، طبق الاحكام الشرعية في الوضوء والتيمم والغسل والسجود وغيرها على الاقوى ولم يجب في الاضعف شئ . وان كان انساناً واحداً كلا راسيه بقوة واحدة وجب الاحتياط فيهما في كل هذه الامور ، فيغسلها في الوضوء والغسل ويمسحهما في التيمم ، ويسجد عليهما معاً مع الامكان وكذلك يومي براسيه معا للركوع وللسجود ، وهكذا .
    وقال ايضاً : لو كان ذو الرأسين انسانين اختص كل منهما برأسه ووجهه ، ولا تكليف له بالاخر ، ويستعمل كل منهما الاعضاء المشتركة كاليدين والرجلين مكررا لهذا تارة وللاخر اخرى.
    وقال ايضاً : لو كان انساناً ببدنين على حقو واحد ، فهما اثنان لا محالة وليسا فردا واحداً . فيختص كل واحد بتكليفه الشرعي من حيث الحدث والوضوء والغسل والتيمم والصلاة ويستعمل كل منهما الاعضاء المشتركة لكل عبادة او طهارة .
    وقال ايضاً : لو كانت العورة في مثل ذلك متعددة اختص الحدث بصاحبها سواء كان هو موجب الوضوء او البناية او الحيض او النفاس . ولم يكن ذلك سببا لاتصاف الاخر به . واما اذا كانت واحدة . فان علما خروجه من واحد الجسمين ، كما هو الغالب اختص الحكم به . والا لزم ترتيب الاثر على كليهما احتياطاً . فيجب عليهما معا الوضوء او الغسل ام التيمم وكذلك قطع الصلاة ايام العادة والنفاس وان كان الجمع احوط .
    منها: انه قال في مسألة افتى المشمور بها ان الحيوانات الماكولة اللحم مطلقاً تكون محرمة الاكل أي ( جلالاً ) اذا اكلت من عذره الانسان فقال في خصوص هذه المسألة : " الجلل الموجب للحرمة انما هو في اكل الحيوانات المخصوصة عذرة الانسان ، وتتلخص في الابل والبقر والغنم والدجاج والبط باصنافها. جميعاً . واما ما سوى ذلك فلا يكون جلالا . ونذكر فيما يلي بعض صوره :-
    الصورة الاول : ان يأكل الحيوان ماكول اللحم عذرة الانسان ، ولكنه ليس من الانواع المذكورة كالعصفور .
    الصورة الثانية : ان يأكل الحيوان ماكول اللحم مطلقاً غير عذره الانسان كالميتة .
    الصورة الثالثة : ان ياكل الحيوان الطاهر غير ماكول اللحم عذرة الانسان فلا يكون نجساً ، فضلاً عن غيرها . والوحوش تعيش على الحيوانات الاخرى ، ولا تكون نجسة بضرورة الفقه.
    الصورة الرابعة: ان ياكل الحيوان المحلل البحري ( كالسمك ذو القشر ) عذرة الانسان . فالاحوط الحرمة وان كان لحليته وجه .
    الصورة الخامسة : ان يأكل الحيوان المحلل البحري غير العذرة ، فلا اشكال في جوازه .
    الصورة السادسة : ان يأكل الحيوان نجس العين عذرة الانسان او غيرها من النجاسات فانها لا تغير من حكمة شيئاً .
    منها: انه قال في مسألة التلقيح الصناعي : انه يوجد احد عشر الفا وخمسمائة وعشرون احتمالا . تختلف في احكامها واحكام مقدماتها ونتائجها[108] .
    منها: له كلام حول ساعة ( بك بن ) التي يتم على اساسها التوقيت العالمي خلال الاربعين سنة الماضية حيث قال : ان مقتضى الفهم الدقيق ان لا يكون موعد تحديد هذه الساعة هو الزوال بل هو نصف النهار تماماً ويحصل الزوال بعد الساعة الثانية عشر بقليل . وهذا ينافي ما عرفه الناس من ان موعد تحديدها هو الزوال . وكان ذلك هو مقتضى تسميتها ايضاً .
    وعلى أي حال ، فحينما تزايدت التجربة على هذه الساعة المستحدثة ، تغير الفهم الذي ذكرناه في الامر الثالث ، واصبح الزوال يحصل في الشتاء قبل الثانية عشر الى حد قد يصل قبلها بربع ساعة . ويحصل في الصيف بعد الثانية عشر بحوالي ربع ساعة ايضاً .
    واصبحنا نقول : انه لا بأس بذلك لان نصف النهار الطويل اطوال من نصف النهار القصير ، فالنعض القصير في الشتاء يتم قبل الثانية عشر والنصف الطويل يبقى بعدها . وهذا الفهم انما هو تعذير للواقع وليس دقيقاً كما هو معلوم .
    وعندما ازدادت التجارب على هذه الساعة المستحدثة ، اصبح الزوال يميل الى الاتجاه بعد الثانية عشر طيلة فصول السنة ، فهو يتراوح مما قبلها بدقيقتين او ثلاث شتاء الى ما بعدها بحوالي عشرين دقيقة صيفاً . وقد ( يتحرك ) هذه الحركة مرتين في السنة . ( فانظر ماذا ترى ) ؟ وهذا كله مما احسسناه وواكبناه خلال الاربعين سنة الاخيرة .
    وهذه الساعة المستحدثة لم يمض على دخولها الى الشرق المسلم اكثر من ذلك فلم نحض بمحصل طيلة المدة . حتى ان بعضهم كان يجيب عن سبب هذا الاختلاف بأنه شئ من التقصير والاهمال .
    في توقيت ساعة ( بك بن ) التي هي اساس هذا التوقيت في عالم اليوم ، فانها ان صادف انها وقفت او قصرت او عطبت . تم توقيتها من قبل المشرف عليها طبقاً لساعته الخاصة وليس بالدقة كما ينبغي ان يكون . وقد تكون ساعته بدورها ذات شجون . ويكفينا مما ذلك ان ( الغرب) بسلطته على سطح الارض استطاع ان يفرض على كل الشعوب اموراً عديدة منها هذا التوقيت المستحدث . وان يجعل الاساس فيه ساعة ( بك بن ) الموجودة في لندن . وان يجعل خط الطول ( الصفر ) هو المار على مدينة لندن نفسها .
    باعتبار ان بريطانيا كانت تسمى ( عظمى ) في يوم من الايام . ولكنهم بدل ان يسموا الخط : خط لندن سموه بخط ( غرنج ) وتوقيت ( غرنج ) . وكان هذا الخط من انحاء لتسير على هذا المخطط الطويل الامد . ثم قالوا : انهم اخترعوا ( الساعة الذرية ) وان هذه الساعة غير قابلة للغلط الا ثانية واحدة في كل عدة الاف من السنين . وهو امر غير معتدبة ولا ملفت للنظر[109] .
    ثم انه ثبت اخيراً في علم الفلك ، كما ذكرناه في كتاب الصلاة من كتابنا هذا[110]، ان لمركز الارض حركة معينة تجعل القطبين الشمالي والجنوبي يتحركان في حركة دائرة مسننة بطيئة يقدر قطرها بحوالي عشر درجات وليته يعود الى نفس المكان الذي كان فيه قبل سنوات . لا ولكنه في الواقع – يدور في دائرة لولبية مفتوحة وغير متعينة الا في علم الله سبحانة .
    وهذه الحركة الدائرية تؤثر على مختلف بقاع الارض ، وعلى خطوط الطول والعرض فيها ، وعلى طول وقصر الليل والنهار ، وعلى الاوقات والساعات فيهما ، كما عرفنا في المحل المذكور في كتاب الصلاة .
    وهذه الفكرة في الحقيقة تشكل اشكالا مهماً ضد أي توقيت لاي ساعة . يعني بالنسبة الى التوقيتين الغروبي والزوالي غير انه من المؤكد ان تأثيره وضرورة بالنسبة الى التوقيت الزوالي اكثر بكثير ، حتى انه قد اثر كما رأينا على نقطة بدايتها تأثيراً بليغاً فضلاً عن غيرها من الاوقات .
    منها: له كلام حول التوقيت وتحديد الساعة فقال قدس سره : بعد ان تفتق الذهن البشري عن تحديد ساعات الليل والنهار الى اربع وعشرين ساعة متساوية كانت هناك مشكلة ينبغي مواجهتها وحلها . وهي تحديد اللحظة التي يبدأ بها العد . اذ في الامكان جعل أي ( منطقة ) من هذا الوقت الطويل هي ساعة الصفر التي يبدأ بها .
    وقد كان المجتمع لدى ( المتشرعة ) يعيش قرون عديدة على اساس ان ( ساعة الصفر ) تلك هي غروب الشمس او قل : سقوط القرص ، بحيث انه اذا ساوى اخر اجزاء قرص الشمس مع اول اجزاء الافق كانت هي الساعة الثانية عشر . ويبدأ العد من جديد .
    ومن هنا كنا نسميها الساعة الغروبية لان وقت تحديدها وبدايتها هو غروب الشمس وقد تسمى بالساعة ( العربية ) في مقابل الساعة الاخرى الواردة الينا من الفكر الاوربي الغربي ومن خصائص الساعة الغروبية ان وقت الغروب والمغرب ثابت فيها طول السنة بالرغم من طول الايام وقصرها .لانه يعتبر نقطة البداية ومن الواضح انها لا تختلف ما دامت الدورة هي اربع وعشرين ساعة بالضبط .
    اذن فمؤشر الساعة سوف يعود الى نفس المكان في نفس الوقت . وهذا ما ندركه بالبرهان الرياضي ، الا اذا قضى الله سبحانه ان تطول هذه الدورة او تقصر ولم تحس بذلك الى الان على أي حال .
    ولكن حين وردت الينا الساعة ( الغربية ) وهي السائدة الان . والتي سميت بالساعة الزوالية عندئذ تساءل الناس عن نقطة بدايتها او ( نقطة الصفر ) فيها . فاجابوا : انها زوال الشمس . باعتبار انها تسمى ( زوالية ) .
    فعند زوال الشمس تحديداً تكون الساعة الثانية عشر. الا ان هذا لم يكن صحيحاً لعدة امور :
    الامر الاول : ان الساعة تحتاج الى نقطة بداية واضحة عرفاً . يفهمها الناس . واما نقطة الزوال الحقيقية ، فهي صعبة الادراك لغالب الناس . كما هو معلوم .
    الامر الثاني : ان نفس معنى الزوال الذي سقع في وسط النهار فيه ترديد واحتمالات كما اوضحنا في فصل اوقات الصلاة من كتابنا[111]، وان المراد من الزوال هل هو زحزحة مركز قرص الشمس عن دائرة نصف النهار او خروج القرص كله منها . وهذا الفرق قد يشكل دقيقتين او ثلاث ، فيؤثر على نقطة البداية ، ومن ثم على التوقيت كله .
    منها: انه استشكل من تفسير الميزان في تفسير سورة العاديات وخصوصاً في اية ( ان الانسان لربه لكفور ) حيث قال على شكل جواب لسؤال :-
    " جوابه : قال الراغب في المفردات : قوله تعالى ان الانسان لربه لكفور . أي كفور [112]
    اقول : وهو استعمال مجازي لطيف . واشكاله : انه حينئذ ينبغي ان يقال : بربه لكنود . لاننا نقول : كفر به لا كفر له .
    فان قلت : فان استعمال اللام بمعنى الباء مجازاً محتمل .
    قلت : هو محتمل ، ولكنه لا يتعين الا مع الانحصار ، وستبين انه غير منحصر . فيتعين المعنى الحقيقي للام. اذن ، ليس المراد بالكنود المفور ، نعم ، هم فهموا ذلك من الارض غير المنتجة .
    والكافر بمنزلتها . ولكنه مع ذلك ، ليس هذا معنى منحصراً . فان الانسان غير المنتج له عدة معاني :
    الاول: ان الانسان غير نافع لربه كالارض التي لا تنبت شيئاً . من حيث ان الله سبحانه غني عن العالمين . كما قال في الدعاء : الهي انت الغني بذاتك ان يصل اليك النفع منك فكيف لا تكون غنياً عني .
    الثاني: ان الانسان قليل الطاعة . كما قال تعالى : وقليل من عبادي الشكور . وقال : وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولاً .
    الثالث : انه قليل الالتفات الى الاخرة وكثير الغفلة عنها : كما قال تعالى : وهم عن الاخرة هم غافلون.
    الرابع : ان الاية الكريمة لم تتعرض لمتعلق القلة ، وان الانسان كنود من أي جهة . بل تركت الباب مفتوحاً لاجل ان يملأ بأي شئ معقول يمكن ان يخطر على البال . فيمكن ان يقال : ان المراد قلة الاهتمام بامور الدنيا وقلة الاخذ يزبرجها وزخارفها قربة الى الله تعالى .
    ومعنى القربة مفهوم من قوله تعالى : لربه .
    فان قلت : فان هذا لا يحصل الا للقليل ، مع ان الالف واللام جنسية ، فيدل على اتصاف نوع الانسان بالصفة . لا حصة منه ، فيدل على فساد المعنى الربع .


    و المزيد المزيد
    لكن اكتفي بهذا القدر و ان شاء الله تعالى تعم فيه الفائدة و اعتذر على الاطالة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    العراق بصرة
    المشاركات
    411

    افتراضي

    اخي بارك الله فيك على هذا المجهود الرائع و اذا تكدر ان تضع هذه في ملفات تكون الاستفادة اعم و اشمل

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    و الله هي كانت معي بملف pdf و انا قمت بفك ضغطها و نسخها هنا
    كنت اتصور ان تنفع هكذا افضل و اكثر
    على العموم سيتم ما طلبت
    و جزاكَ الله تعالى خير الجزاء

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    434

    افتراضي

    مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    الشكر الجزيل لكَ اخي
    رامي العكراتي
    على المرور و المشاركة
    جزاكَ الله تعالى خيراً

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    3,106

    افتراضي

    بارك الله بالجهود المبذولة
    شكرا لك اخي ووفقك الله



    .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    جزاكَ الله تعالى خير الجزاء و اوفره
    اخي احساس
    على المرور و المشاركة المميزة

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    9

    افتراضي

    لله درك وجعلها الله في ميزان حســـــناتك

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    13

    افتراضي

    مشششششششششششكور

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    عراق
    المشاركات
    37

    افتراضي

    جزاكم الله تعالى خير الجزاء اخوتي
    على المرور و المشاركة و دعائكم الطيب

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني