لم أكن أتصور في يوم من الأيام بان أفلاطون كان غبيا . وان من وضع جزر القمر وقال إنها اسطورة من السعادة الإنسانية كان أيضا غبيا . لم اعتقد يوما بأن الحب ينمو من طرف واحد لكني نظرت في داخلي فوجدت بأني لا احتاج إلا أن أحب . لا يهمني من يكون الطرف الثاني . المهم أن أزيح هذا الألم الذي أعيشه . ان اشعر بوجود إنسان حتى لو كان أكذوبة . حتى لو كان يستغفلني المهم ان لا اشعر بالوحدة هذا الشعور الممل القذر في كل مرة ونفس المرة تعاد الكرة . لا احد يقبل أن يشتري مني في حين أني أبيع بلا ثمن اخرج في كل صباح انشر اشلائي على أرصفة الطريق كالصحف اصرخ وأنادي هل هناك شخص يشتري بلا ثمن . وكأني اقتمص شخصية تلك الطفلة التي كانت تبيع أعواد الثقاب في شتاء شديد البرودة وهي تعاني الجوع . أتصور بأن لا فرق بين العذاب المعنوي وبين جوع الطفلة لانه كله الم .

انا اعلم بأنك خائفة وبأنك في وسط غابة محكوم عليك بالإعدام وأنت التي بيدك الخلاص كل المطلوب أن تقولي بأنك إنسان ولك الحق ان تمارسي ما تفرضه عليك قناعتك فأنا موجود بدون مقابل وقلت لك اكثر من مرة لا اريد منك إلا أن تقولي بأني إنسان ولا استحق كل هذا الإرث الذي منحتيني إياه لا أريد منك إلا ان أجثو على طيفك وان ابكي دون خجل دون موانع دون أي تفكير الى الخلف ان اكون طفلك المدلل ان تمنحيني ذاك الشعور الذي ما احسسته ولو لمرة واحدة صحيح انت منحتيني الكثير لكني كنت استيقظ كل صباح واجد نفسي بأني اتجه أمام الفشل .