[mark=ffcc99]


اضحى الم الفراق ينهشني ويضرب بمعوله هامة سعادتي واستقراري , فكل ما اريد ان اسعى الى تهدئة نفسي فلم استطع لان نار الفراق شبت في داخلي مثلما لا يستطيع الإنسان ان يخمد نارا ملتهبة قد أخذت مأخذها وتوسعت بشكل عظيم وحيث تعلمون ان الشاعر ابن زيدون الاندلسي قد حمل هموم الفراق وصبر نفسه عليه مع محبوبته ولادة بنت المستكفي فكان يخاطبها شعرا ليجسد فيه وجع البعاد والفراق حيث قال :

اضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقاينا تجافينا

نعم ان الشاعر قد اكتوى بلظى البعاد بحيث جعله ينظر الى جمال طبيعة الاندلس نظرة سوداوية وبحيث احاله الى انسان تشاؤمي من اجل عشيقته فكل ما اراد هذا الشاعر ان يصمد امام هذا الفراق المر لم يستطع لأنه يستحضر بهاء وجمال وخلق ( ولادة ) التي اصبحت عنوان عشقه الابدي وهيامه اللامحدود فأني وجدت الوداع صعبا وقاسيا وقد بات يهددني بالفناء كما يهدد الموت النفس البشرية واصبحت معذبا من جراء هذا الحب البهي الذي اضاء كل زاوية من زوايا روحي فقد وجدت عذابه حلاوة ووجدت ناره بردا وسلاما ووجدت فراقه لوعة وحرقة ووجدت وداعه جبلا قد انهار على وجه الارض لأنه لم يستطع الوقوف على رجليه اذا ما فارقته الطبيعة والبشرية فصدق الشاعر عبيد بن الابرص الجاهلي حين قال :

ودع هريرة ان الركب مرتحل
وهل تطيق وداعا ايها الرجل

اهمس في أذنكم همسة انسان برئ لا يعرف الا الصدق في الوصال ولا ينحني وينجر الى كلام معسول يحمل بين طياته وسخ الرذيلة والفحش فهما ابتعدتم ومهما طالت المسافات فأنكم في شغاف القلب وفي صومعة النفس جدرانها الاضلع كي احميك من لسعات الطقس واذى الاشرار [/mark]