صراع جديد بين الإسلاميين والعلمانيين: "إبعاد" عمرو خالد و"عودة" ميرنا المهندس

لن يتوقف الصراع في مصر بين الإسلاميين والعلمانيين, بل يظل مرشحًا دائمًا للتصعيد, كلما تفجرت قضية لا يتفق فيها الطرفان على رأي واحد. ففي حين هلل (العلمانيون) وقرعوا طبول الانتصار لرحيل الداعية الإسلامي عمرو خالد إلى لندن, بالتزامن مع تراجع الممثلة ميرنا المهندس عن اعتزالها الفن وارتداء الحجاب, فإن أنصار خالد بدأوا حملة للمطالبة بعودته وإقناع السلطات المصرية بإلغاء الإجراءات التي اتخذت في حقه ومنها منعه من الخطابة, ما دفعه إلى السفر إلى لندن والإقامة فيها. واعتبر الصحافي مفيد فوزي أن عودة ميرنا المهندس (هي نتيجة لرحيل عمرو خالد عن مصر, ووقفه عن الخطابة), ما اعتبره انصار خالد دليلاً على وقوف فوزي وراء حملة تحجيم عمرو خالد وإبعاده عن مصر.

المعركة بين الطرفين لا تقتصر فقط على الصحف والمجلات, وإنما امتدت لتشمل أيضًا شبكة الانترنت, فأنصار خالد وزعوا رسالة عبر العديد من المجموعات البريدية الالكترونية طالبوا فيها بعودته, ودعوا أنصارهم الى عدم التوقف عن ارسال الرسائل الاحتجاجية إلى المسؤولين, وجرى توزيع عنوان موقع استفتاء إلكتروني لتسجيل اسماء الراغبين في العودة إلى سماع خُطب خالد ودروسه الدينية.

وجاء في رسالة المطالبين بعودة عمرو: (نحن نطالب بعودة الاستاذ الداعية عمرو خالد الى مصر, لا يمكن ان يكون جزاء من يدعو الى الله ودينه الحق, ويدعو لاتباع سنة رسوله الكريم, ويعلم شبابنا دروساً في العزة والرجولة والإباء, هو الابعاد, حتى وإن كان هذا الابعاد تحت اي مسمى آخر, فهو مرفوض مرفوض مرفوض, نحن في زمن نتمنى ان يكون فينا 70 مليون عمرو خالد, وليس عمرو خالد واحداً).

وما زال الموقع الذي يجري عبره تسجيل أعداد المطالبين بعودة الداعية خالد يسجل ارقاماً متزايدة كل ساعة. ووجه أنصار خالد الرسائل ايضاً الى وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق ليلغي قرار وقف دروس خالد, و(عدم تصديق الوشايات الكاذبة, والتحريض المغرض, على الاستاذ عمرو خالد).

وفي المقابل فإن الصحافي مفيد فوزي المناهض لدروس الداعية الشهير خالد, كتب مقالاً وصف فيه خالد بأنه (راسبوتين) و(داعية الاسموكن) وأبدى فوزي سعادته بخلع الممثلة الشابة ميرنا المهندس الحجاب (عقب رحيل خالد عن مصر).

وكتب فوزي ممتدحاً عودة ميرنا الى الفن ورحيل خالد الى لندن قائلاً: (لم اكن اتخيل ان رحيل دون جوان الدعوة الفضائية عن مصرنا سيعيد تلك الضحكات الرائعة الى وجنتيها بهذه السرعة, لم أكن احلم بأن يغادر الحزن والبؤس وغطاء الرأس والعقل هذه الفتاة الشقية المذهلة, التي كانت تتقافز حولنا لتشيع اجواء الاثارة والبهجة, كان يجب أن يذهب هذا (الراسبوتين) المتأنق, الذي يجيد التمثيل المسرحي, كان يجب ان يذهب حتى تعود الضحكات الى الغمازتين, حتى تعود مصر التي نعرف, حتى تعود السندريلا وزمن السندريلا, حتى تعود بنات افكارنا التي اسعدتنا, وبعودة ميرنا المهندس الى نفسها وفنها وجمهورها ومعجيبها تكون قد بدأت مصر تعود الى مصر, مصر الوحدة الوطنية, مصر الفن السابع, مصر الحضارة. مصر الحياة. تعود ميرنا, ومعها تعود مصر في مواجهة قوى الظلام والغيبيات ودعاة الاسموكن).

محمد صلاح (1/12/2002 )

الحياة