rri




الحب في التقويم الشعبي





دراغوبيتيه في رأي الأستاذ يون غينويو النظير المحلي لإله الحب كوبيدون عند الرومان القدامى وأصله في تراث شعب الداك القديم أما اسمه الحالي فهو مشتق من كلمة "دراغوستيه" التي تعني الحب باللغة الرومانية .. فقد تصورته المخيلة الشعبية الرومانية نجلا للعجوز دوكيا الخبيثة التي خصصت لها الأيام التسعة الأولى من شهر مارس باعتبارها العتبة بين نهاية الشتاء و بداية الربيع وضعت ابنها دراغوبيتيه إلى مصاف سائر الشخصيات الأسطورية الربيعية لأن هذه الفترة من السنة تتزامن مع موسم ازدهار النبات و تكاثر الطيور .. وبما أن يومه يحل في الفترة التي تبدأ فيها الطيور بالبحث عن الأزواج وبناء الأعشاش فقد أطلق الريفيون على دراغوبيتيه أيضا شفيع الطيور ....
كان الشباب ينتظرون يومه بفارغ الصبر فإذا كان الجو لطيفا كانوا يجتمعون في مواكب ويذهبون إلى المرج أو الغابة ويقطفون زهور الربيع الرقيقة ثم يعودون إلى القرية ..أم الفتيات فكن يجمعن الثلج و يذبنه و يحتفظن بمائه ليغسلن به وجوههن في الأشهر القادمة و خاصة في عشية الأعياد الكبيرة .. و في طريق العودة إلى القرية كان الفتيان يغازلون الفتيات تحت أنظار أوليائهم الذين كانوا ينتظرونهم عن حدود القرية ويتابعون الموكب باهتمام لمعرفة من يغازل من . قيل إن الفتاة التي لا يغازلها أحد في يوم دراغوبيتيه ستبقى وحيدة طيلة العام .. ولذلك كانت الفتيات يستعددن ليوم دراكوبيتي بعناية فائقة وكن يرتدين فيه أجمل ملابسهن و يحاولن لفت انتباه الشباب وإن فشلن كن يعتقدن أن بعضهن مارسن السحر ضدهن .. لا يزال الريفيون في جنوب رومانيا و خاصة في منطقة أولتينيا يحتفلون بيوم دراغوبيتيه ولكنه أصبح في طي النسيان في مناطق أخرى .. لاحظ الأستاذ يون غينويو بمرارة أن الاحتفال بيوم الحب المستورد من الغرب في الرابع عشر من فبراير تغلب على يوم دراغوبيتيه الأصيل مما دفع خبراء التراث إلى إحيائه من خلال برامج ثقافية شتى ..