بعد قضاء فترة القيلولة في منازلنا نخرج كالعادة الى مقاهي الانترنت في قضاء المسيب ونأخذ مقاعدنا في تلك المقهى والفرح يملئ صدورنا من خلال تداول الاحاديث الشيقة والمفيدة والوعضة ( طبعا هذا بعد التصفح على المواقع الالكترونية ) نتناول الاوضاع التي نعيشها في بلدنا من حيث الوضع السياسي الذي يسوده الاضطراب والفوضى ومن حيث الوضع الاجتماعي الذي اصابته سهام الفساد والانحلال الخلقي . وكان جو النقاش ينبع من ضمائرنا وحرصنا على الوطن والوطنية التي افتقدها الكثيرون ولم يفكروا الا بمصالحهم ورغباتهم الشخصية .
وبين فترة واخرى نحتسي الماء البارد لنطفئ به حرارة النقاش التي ظهرت علينا وبعد ذلك نبعث بأحد اصحابنا ليجلب لنا الصمون الحار من فرن قريب من المقهى حيث كان هذا الصمون محمرا ومنتفخا بحيث يسيل لعبانا عند رؤيته ( انرهول ) وشم رائحته الطيبة وكان هذا الصمون لا يتناول الا مع الشاي غالبا او مع المشروبات الغازية .
ومن المضحك والمبكي ان احدنا كان متلهفا لاكل الصمون الحار فراح يتناوله بأفراط دون ما شعور مما ادى به الحال ان يصاب بأنتفاخ في بطنه مما دفعه الى السقوط من كرسيه الجالس عليه الى الارض مغميا عليه وبعد لحظات قد افاق من غيبوبته الصمونية ( ابو نفس الدنيه ) ففي اول الامر حزنا عليه وبعد الافاقة ضحكنا عليه وقلنا له يا اثول لا تكن كالحيوان المشتر فاترك مجالا لمعدتك يا اغبر الصمون
وفي احدى الجلسات داخل المقهى اشرنا لاحد الجالسين بأن نبعثه ليجلب لنا الصمون الحار فأبى وتراجع عن هذه المهمة البسيطة فأنتفض الجميع عليه ووجهوا له كلمات تؤنبه لتبعث فيه روح المبادرة وكاد ان يقوم الجميع بفصله وابعاده من الجلسة لانه كان يمثل احد تنابلة السلطان قديما وهمه بطنه الملعونة وبعد ان تداولنا قضيته قرر الجميع اعادته الى الجلسة بشرط ان يكون رهن الاشارة عندما يطلب منه جلب الصمون الحار بدون تراجع وتخاذل .
وفي يوم من ايام حضورنا داخل المقهى كالمعتاد جاءنا الصمون الحار الذي اصبح ديدننا لان المعدة قد انحت له أي ( الصمون الحار ) اجلالا لحلاوة طعمه فمن المحزن والمؤسف كان احد الجالسين قد انكب على الصمون الحار وقد احتسى معه اربعة اقداح من الشاي ( سنگين ) وقد اصابه دوار شديد بحيث اخذ يدور داخل المقهى كالثور الهائج بحيث اخذ يرفس برجليه كل من يقف امامه هذا مما دفعنا ان ندعوا سيارة الاسعاف لنقله الى المستشفى لان الحالة وصلت به ان لا يستطيع التنفس وكادت الغازات تنقض عليه في جميع انحاء معدته حتى انها وصلت الى فتحة شرجه الملتهب من شدة شراهته لاكل الصمون
وبعد نقله الى المستشفى فحصه الطبيب المقيم وقال له ماذا اكلت قال له اكلت عدد من الصمون الحار فضحك الطبيب من ذلك فقال له هل روحك رخيصة يا الكع يا طماع فصح المثل الذي انطبق عليك ( طمعه قتله )
وقد اعتدنا على هذه الحالة كل يوم بعد اجراء النقاش وتصفح المواقع في المقهى في تناول الصمون الي اصبح هدفنا لاننا استشعرنا طعمه ولذته عندما يكون حارا بحيث كان يخفف عنا عاصفة الحوار ويهدأ من اعصابنا لاننا فرحين بجلستنا ونقاشنا وبتناول الصمون الحار .
وهنا اود ان ابين ان صاحب الصمون قد استأنس الينا لاننا اصبحنا له اصدقاء من الناحية الصمونية .