طلب يد العروس
rri
طلب يد العروس عند الرومانيين
عادة كان الشاب يبلغ أسرة الفتاة بواسطة أحد أصدقائه بأنه سيحضر مع والديه لزيارتها .. ولكن أسرة الفتاة كانت تستعد لاستقبال أسرة الشاب فور انتهاء زيارة الوكيل الأولى كما أسلفنا كانت زيارة الشاب ووليده لأسرة الفتاة تجري وفقا لمراسم ثابتة وهي في الحقيقة أشبه ما يكون إلى عرض مسرحي إذ كان لكل واحد دوره فيها .. بعد تبادل التحيات و التمنيات بالصحة و العافية الصحة كان وكيل العريس ينهض و يشعر في قص حكاية مستثمرا موهبته و قدراته الإبداعية إلى أقصى حد لإبهار في الحاضرين . ويقول إنه مندوب أمير شاب كان في أحد الأيام يصطاد بصحبة رفاقه وبينما كان يطوف في الغابة إذا بغزالة رشيقة تتعرض طريقه فجأة فأراد الاقتراب منها وملكنها استحت وفرت و اختبأت .ومساعدة كلابهم الماهرة اقتفى الأمير ورفاقه آثارها حتى وصلوا إلى هذا البيت وبين أيدي هؤلاء الناس الشرفاء ليسألوهم ما إذا رأوا الغزالة لعلهم يدلونهم عليها .. أو إذا كانت تختبئ في بيتهم فإن الأمير يريد التحدث إليها .. لم تكن الأمور ببسيطة كما تبدو فإن الوكيل كان يسعى جاهدا إلى نيل إعجاب الحاضرين وكان يملأ الحكاية بأوصاف رائعة للغزالة و للأمير الشاب وينمق حديثه عبارات مجازية جميلة وأمثال و حكم شعبية . وفي تلك الأثناء كان العازفون يرتجلون مقاطع موسيقية لتكون خلفية صوتية جميلة للحماية ...ثم كان الوكيل يتلفت إلى والدي الفتاة ويسألهما : هل رأيتهم الغزالة التي نبحث عنها .. فيجيبان بالنفي .. ولكن الوكيل لا يقبل بذلك الجواب ويقول لهما إن كلاب الأمير دلتهم على هذا البيت وإنها من المهارة في اقتفاء الآثار بحيث لا تخطئ أبدا . حينئذ تحرج والدة الفتاة من الغرفة لتعود بعد قليل بصحبة إحدى مسنات العائلة وهي في حالة يرثى لها . وتقول أم الفتاة : أهذه هي الغزالة التي تبحثون عنها ؟ كلى يقول الوكيل مرعوبا أما العازفون في يؤدون في تلك الأثناء لحنا حزينا يوحي للجميع بخيبة أمل شديدة ثم يمضي الوكيل قائلا : إن الغزالة التي نبحث عنها شعرها لامع كالذهب و عيناها ثاقبتان كعيني النسر وأسنانها كاللآلئ وشفتاها حمراوان كالكرز الناضج وعنقها كعنق البجع و صدرها كصدر الإوز وجسمها كجسم اللبؤة وجهها النضر أجمل من القمر .. ولكن والد الفتاة يقول إنه لم ير مثل هذه الغزالة ويطلب من الوكيل ألا يطيل الكلام و يتعب نفسه من غير جدوى .. ولكن الوكيل لا يستسلم ويقول له إنه على يقين بأن الغزالة تختبئ في بيته و يهدده الوكيل الوالدين بأنه سيرجع مع جيش الأمير و يأخذ الغزالة بقوة .. وحينئذ تخرج والدة الفتاة من الغرفة وتعود بابنتها وهي ترتدي ... و لما يراها يقول الوكيل فرحا : هذه هي الغزالة التي نبحث عنها .. حينئذ ينهض والد الشاب و يطلب يد الفتاة لابنه من والدها وإذا وافق يسأل الفتاة عما إذا أرادت الزواج من ابنه . وإذا قبلت يفرح الجميع ويتبادل التبركيات و التهاني بينما يؤدي العازفون ألحانا مرحة.. الحكاية التي قدمتها هي واحدة من الصيغ العديدة التي دونها سيميون ماريان في بحثه عن العرس التقليدي . وكان بعض الوكلاء يحولون هذه الحكاية إلى قصيدة شعبية . بعد تبادل التهاني كان الوكيل ينهض ملتفتا إلى والد الفتاة ويقول : لقد وجدنا الفتاة الساحرة التي كنا نبحث عنها ووافقتم على تزويجها من أميرنا ولكن ماذا تعطونها مهرا .. فينهض والد الفتاة ويعدد جميع الأشياء التي تشكل مهر العروس وينهي كلامه قائلا : هذه مني فليزدها الرب تعالى .. وإذا كان والد الشاب راضيا بالمهر ينهض هو الآخر و يشكر والد الفتاة .. ثم ينظر الوكيل إلى والد الشاب ويسأله : ولكن حضرتك ماذا تهدي إلى ابنك في يوم زواجه . فيبدأ والد الشاب بتعديد تلك الأشياء و لكنها أقل عددا و أدنى قيمة من مهر العروس .. في أحيان عديدة كان والدا الشاب و الفتاة يطلبان المزيد الواحد من الآخر وكان كل واحد منهما يتمسك بعرضه الأولي إلى أن بدأ حوارهما يأخذ طابع المساومة .. وحينئذ كان الوكيل و العازفون يتدخلون لإقناع كل طرف بالموافقة على عرض الطرف الآخر كما هو ... وإذا كان الأمر ينتهي إلى اتفاق كان الجميع يتبادل التهاني منم جديد . وقبل أن ينصرف الشاب مع أسرته و وكيله و العازفين كان الوالدان يحددان موعد الخطوبة . ورغم جهودهم كان بعض الآباء يخفقون في الاتفاق على مهر العروس
رد مع اقتباس
