[poem=font=",4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.iraqcenter.net/vb/mwaextraedit2/backgrounds/108.gif" border="double,10,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لم تَكلّمِ = بِحَوْمَانَةِ الدّرَاجِ فالمُتَثَلَّمِ
دِيَارٌ لها بالرَّقْمَتَينِ كَأَنَّها = مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ
بِهَا العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلفَةً = وَأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشرينَ حِجَّةً = فَلأْيَاً عَرَفْتُ الدّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ = وَنْؤياً كَجِذْمِ الحَوضِ لم يَتَثَلَّمِ
فَلَمّا عَرَفْتُ الدّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا = أَلاَ انْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ واسْلَمِ
تَبَصَّرْ خَليلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِن = ٍتَحَمَّلْنَ بالعَلياءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ
جَعَلْنَ القَنَانَ عَنْ يَمينٍ وحَزْنَهُ = وَكَمْ بالقَنانِ مِنْ مُحِلٍ وَمُحْرِمِ
عَلَوْنَ بِأَنْماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ = وِرَادٍ حَواشِيهَا مُشاكِهَةِ الدّمِ
ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثمّ جَزَعْنَهُ = عَلى كلِّ قَينيٍ قَشيبٍ ومُفْأَمِ
وَوَرّكْنَ في السّوبانِ يَعلُونَ مَتْنَهُ = عَلَيهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المُتَنَعّمِ
بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ = فَهُنَّ وَوادي الرسِّ كاليَدِ للفَمِ
وَفيهِنَّ مَلْهىً لِلَّطيفِ وَمَنظَرٌ = أَنيْقٌ لِعَينْ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كلِّ مَنْزِلٍ = نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ
فَلَمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُهُ = وَضَعْنَ عِصيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
تُذَكّرُني الأحلامَ لَيْلَى وَمَنْ تُطِفْ = عَلَيْهِ خَيَالاَتُ الأحِبَّةِ يَحْلُمِ
سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بْنِ مُرّةَ بَعْدَمَا = تَبَزَّلَ ما بَيْنَ العَشِيرةِ بِالدَّمِ
فَأَقْسَمْتُ بِالبيْتِ الذي طَافَ حَوْلَهُ = رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وجُرْهُمِ
يَميناً لَنِعْمَ السَّيدَانِ وُجِدْتُمَا = عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحيْلٍ وَمُبْرَمِ
تَدَارَكْتُما عَبْساً وذُبْيَانَ بَعْدَما = تَفَانَوْا وَدَقّوا بَيْنَهم عِطرَ مَنْشَمِ
وَقَد قُلتُما إنْ نُدرِكِ السّلمَ واسِعاً = بِمَالٍ وَمَعْرُوْفٍ مِنَ الأمرِ نَسْلَمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْها على خَيرِ مَوْطِنٍ = بَعيدَيْنِ فيها مِنْ عُقُوقٍ وَمَأثَمِ
عَظِيْمَينْ في عُليا مَعَدٍ هُدِيْتُمَا = وَمَنْ يَسْتَبحْ كَنزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُمِ
وَأَصْبَحَ يُحْدَى فيهِمُ مِنْ تِلادِكُمْ = مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إفالٍ مُزَنَّمِ
تُعَفّى الكُلُومُ بالمئينَ وَأَصْبَحَتْ = يُنَجِّمُها مَنْ لَيْسَ فيِهَا بمُجْرِمِ
يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَوْمٍ غَرَامَةً = وَلَمْ يُهَرْيِقوا بَيْنَهُمْ مِلءَ مِحْجَمِ
أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسَالةً = وَذُبْيَانَ: هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَمِ
فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللَّهَ ما في صُدُورِكُمْ = لِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللَّهُ يَعْلَمِ
يُؤخَّرْ فَيُوضَعْ في كِتابٍ فَيُدَّخَرْ = لِيَوْمِ الحِسابِ أو يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ
وَمَا الحَرْبُ إلاّ ما عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ = وَمَا هُوَ عَنْهَا بالحَديثِ المُرَجَّمِ
متى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً، = وَتَضْرَ إذا ضَرّيْتُمُوها فَتَضْرَمِ
فَتَعْركُكُمْ عَرْكَ الرِّحَى بِثِفَالِها = وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كَلُّهُمْ = كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ
فَتُغْلِلْ لَكُمْ ما لا تُغِلُّ لأهْلِهَا = قُرىً بِالعِراقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ
لَحَيٍ حِلاَلٍ يَعْصِمُ النّاسَ أَمْرُهُمْ، = إذا طَرَقَتْ إحدى اللّيالي بِمُعْظَمٍ
كِرامٍ فَلا ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ = وَلاَ الجارِمُ الجَاني عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ
رعَوا ما رَعَوا مِنْ ظِمئهِم ثُمَّ أَصْدَروا = إلى كَلأٍ مُسْتَوبَلٍ مُتَوَخِّمِ
لَعَمْري لَنِعْمَ الحيُّ جَرَّ عَلَيْهِمُ = بما لا يُؤاتِيهِمْ حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ
وكانَ طَوَى كَشحاً على مُسْتَكِنَّةٍ = فَلاَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ
وَقَالَ: سَأَقضِي حَاجَتي ثُمَّ أَتَقَّي = عَدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرائيَ مُلْجَمِ
فَشَدَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بُيُوتاً كَثِيرَة = ًلَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
لَدَى أَسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ = لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
جَرِيءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ = سَريعاً وإلاّ يُبْدَ بالظُّلْمِ يَظْلِمِ
لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُمْ = دَمَ ابنِ نَهَيْكٍ أَوْ قَتِيلِ المُثَلَّمِ
ولا شَارَكَتْ في الحَربِ في دَمِ نَوْفلٍ = ولا وَهَبٍ فيها ولا ابنِ المُخَزَّمِ
فَكُلاً أَراهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلوُنَهُ = صَحَيحَاتِ مالٍ طَالِعاتٍ بِمَحْرِمِ
تُسَاقُ إلى قومٍ لِقَوْمٍ غَرَامَةً = عُلالَةَ أَلْفٍ بَعْدَ أَلْفٍ مُصَتَّمِ
ومَنْ يَعصِ أَطْرَافَ الزِّجاجِ، فإنَّهُ = يُطيعُ العَوَالي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
وَمَنْ يُوفِ لا يُذْمَمُ وَمَنْ يُفْضِ قَلْبُه = إلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
وَمَنْ هابَ أَسبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ، = وَلَو رَامَ أَسْبَابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ، فَيَبْخَلْ بِفَضلِهِ = على قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
وَمَنْ لا يَزَلْ يَسْتَرْحِلُ النّاسَ نَفْسَهُ، = وَلاَ يُعْفِها يوماً من الذُّلّ يَنْدَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُوّاً صَدِيْقَهُ = وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَه لا يُكَرَّمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاَحِهِ = يُهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يَظلِمِ النّاسَ يُظْلَمِ
وَمَنْ لَم يُصانِعْ في أُمُورٍ كَثيرَةٍ = يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوْطَأْ بِمَنْسِمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعروفَ في غَيرِ أَهْلِهِ = يَكُنْ حَمْدُهُ ذَمَّاً عَليْهِ وَيَنْدَمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امرِىءٍ مِنْ خَليْقَةٍ = وإنْ خَالَها تَخْفَى على النَّاسِ تُعلَمِ
وكَائِنْ تَرَى مِنْ صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ = زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ
لِسانُ الفَتى نِصْفٌ وَنِصفٌ فُؤادُهُ = فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صُورَةُ اللّحمِ والدّمِ
وَإنَّ سَفاهَ الشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ، = وإنَّ الفَتى بَعْدَ السَّفاهَةِ يَحْلُمِ
سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ ومَنْ يَعِشْ = ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لكَ يَسْأَمِ
وأَعْلَمُ مَا في اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ = وَلَكِنَّني عَنْ عِلمِ ما في غَدٍ عَمِ
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشواءَ مَنْ تُصِبْ = تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
سأَلْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَعُدْتُمُ = وَمَنْ يُكْثِرِ التِّسْآلَ يَوماً سَيُحْرَمِ

[/poem]