أم غايب
هي امرأة أخذ الدهر منها مأخذه وسلبت منها الأيام كل شيء .. فلقد غاب عنها كل شيء الأهل والبنون (( والأحبة والصحابا ))..
ولكن ما لم تستطع الأيام سلبه من ( أم غايب ) هو صبرها .. تحملها .. وأيمانها.. فلن تهادن ولم تستسلم لنوائب الدهر وذلته.. ولم تطرق بابا لتمد يدها الكريمة إلى الآخرين لكي يعطفوا عليها بشيء يسير ..بل كانت تعطي الدرس تلو الآخر لغيرها في حب العمل وكسب ( اللقمة ) بعرق الجبين وتعب الأيدي ..
لقد جعلت هذه المرأة الشجاعة من الليل ورشة لعملها لتصنع بيديها ( أطباقا من سعف النخيل ) لتبدأ صباحها بيوم عمل جديد .. بسم الله خير الأسماء .. يالروعتها .. ويا لجمال عفويتها .. ويا لنبلها .. ويا لعزة نفسها .. ويا لإبائها ..
لم تكن أم غايب وهما من ضروب الخيال بل هي حقيقة يشهد لها القاصي والداني في صبرها وتجلدها .. وحبها لكرامتها .. فهي درس لمن لايستوعب الدرس ..
فمتى ( يستوعب ) الدرس من باع قطرة الحياء وهو في عز الشباب والقوه ليمد يده ذليلة صاغرة للآخرين ... (( حســـــــوا )) ..




كامل خزعل جبر الساعدي
كلية الآداب / قسم الأعـــــلام
المرحلة الثالثة
محافظة ميســــــــــان