معلقة الأعشى

[poem=font=",5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.iraqcenter.net/vb/mwaextraedit2/backgrounds/191.gif" border="ridge,10,sandybrown" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأَطْلاَلِ، = وَسُؤَالِي وَمَا تَرُدَّ سُؤالي؟
دِمْنَةٌ قَفْرَةٌ تَعَاوَرَهَا الصَّيْ = فُ بِريْحَيْنِ مِنْ صَباص وَشَمالِ
لاَتَ هُنّا ذِكْرَى جُبَيرَةَ، أَوْ مَنْ = جاءَ مِنْهَا بِطَائِفِ الأَهْوَالِ
حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغُمَيْسِ، فَبادَو = لى، وَحَلَّتْ عُلوِيّةً بالسِّخالِ
تَرْتَعي السَّفْحَ، فالكَثِيْبَ، فَذَاقَأ = رٍ، فروض الغَضا، فَذَاتَ الرِّئَالِ
رُبَّ خَرْقٍ مِنْ دونِها يُخْرِسُ السَّفْ = رَ، ومِيلٍ يُفضي إلى أَمْيالِ
وَسِقَاءٍ يُوْكَى على تَأَقِ المَلْ = ءِ، وَسَيْرٍ، ومُسْتَقَى أَوْشَالِ
وَادِّلاَجٍ بَعْدَ الهُدوءِ، وَتَهْجي = رٍ، وَقُفٍّ، وَسَبْسَبٍ، وَرِمَالِ
وَقَليبٍ أَجْنٍ كَأَنَّ، مِنْ الرِّي = شِ بِأَرْجَائِهِ، سُقُوطَ النِّصالِ
فَلَئِنْ شَطَّ بِيَ المَزَارُ لَقَدْ أُض = حي قَليلَ الهُمُومِ، نَاعِمَ بَالِ
إذْ هِيَ الهَمُّ والحَدِيثُ، وإذْ تَعْ = صي إليَّ الأمِيرَ ذا الأقْوَالِ
ظَبْيَةٌ مِنْ ظِباءِ وَجْرَةَ أَدْمَا = ءُ تَسُفُّ الكَبَاثَ تَحْتَ الهَدَالِ
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنَامِلِ، تَرْت = بُّ سُخاماً تَكُفُّهُ بِخِلاَلِ
وكَأَنَّ السُّمُوطَ عاكِفَةُ السِّلْ = كِ بِعِطْفَيْ وِشَاحِ أُمِّ غَزَالِ
وَكَأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ مِنَ الإسْ = فَنْطِ مَمْزُوجَةٌ بِمَاءٍ زُلاَلِ
بَاكَرَتْهَا الأَغْرَابُ في سِنَةِ النّو = مِ فَتَجْرِي خِلالَ شَوْكِ السَّيالِ
فَاذْهَبِي مَا إلَيْكِ أَدْرَكَنِي الحِلْ = مُ عَدَاني عَنْ هَيجِكم أَشْغالي
وَعَسِيرٍ أَدْمَاءَ حَادِرَةِ العَيْ = نِ خَنُوفٍ عَيْرَانَةٍ شِمْلاَلِ
مِنْ سَرَاةِ الِهجَانِ صَلَّبَها العُضُّ = وَرَعْيُ الحِمَى، وَطُولُ الحِيالِ
لمْ تَعَطَّفْ على حُوَارٍ، وَلَمْ يَقْ = طَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَها مِنْ خُمالِ
قد تَعَلَّلْتُها، على نَكَظِ المَيْ = طِ، وَقَدْ خَبَّ لاَمِعَاتُ الآلِ
فَوْقَ دَيْمُومَةٍ تُخَيَّلُ لِلْسَّفْ = رِ قِفَاراً إلاَّ مِنَ الآجالِ
وإذا ما الظِّلاَلُ خَيفَتْ وكان الشُّرْ = بُ خِمْساً يَرجَوْنَهُ عن ضلالِ
واستُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من الرَّكْ = بِ، وكانَ النِّطافُ ما في الغَزالي
مَرِحَتْ حُرَّةًن كَقَنْطَرَةِ الرّوم = يِّ، تَفْريْ الهَجِيرَ بِالإِرْقَالِ
تَقَطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً، = بِنواجٍ سَرِيعَةِ الإيْغالِ
عَنْتَريسٌ، تَعْدو، إذا حُرِّكَ السَّوْ = طْ، كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّالِ
لاَحَهُ الصَّيْفُ، والطِّرادُ، وإشْفا = قٌ عَلَى صَعْدَةٍ كَقَوْسِ الضَّالِ
مُلْمِعٌ، والِهُ الفُؤَادِ إلى جَحْ = شٍ فَلاهُ عَنْهَا، فَبِئْسَ الفَالي
ذو أَذَاةٍ على الخَلِيطِ، خَبِيثُ النّف = سِ، يَرمي عَدُوَّهُ بالنُّسالِ
غادَرَ الوَ؛شَ في الغُبَارِ، وعادا = ها حَثيثاً، لِصُوّةِ الأَدْحَالِ
ذَاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي عن يَمينِ الرَّع = نِ بَعْدَ الكَلاَلِ والإِعْمَالِ
وَتَرَاهَا تَشْكُو إليّ، وقد صَا = رَتْ طَلِيحاً تُحْذَى صُدورَ النِّعالِ
نَقَبَ الخُفُّ لِلسُّرَى، فَتَرَى الأنْ = ساعَ مِنْ حِلِّ سَاعَةٍ وارْتِحَالِ
أَثَّرَتْ في جَآجيءٍ كإرانِ المَيْ = تِ عُولينَ فَوْقَ عُوجٍ رِسَالِ
لاَ تَشَكَّيْ إليّ مِنْ أَلمِ النِّس = عِ وَلاَ مِن حَفىً، ولا من كلالِ
لا تَشكَّيْ إليّ، وانْتَجِعِي الأسْ = وَدَ أَهْلَ النَّدَى، شديدُ المِحالِ
فَرْعُ نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْ = دِ، غَزيرُ النَّدى شديدُ المِحالِ
عِنْدَهُ البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقِّ، = وَحَمْلٌ للمُعْضلاَتِ الثّقالِ
وَصِلاَتُ الأرحامِ، قد عَلِمَ النّا = سُ وَفَكُّ الأسْرَى من الأَغْلاَلِ
وَهَوَانُ النّفْسِ الكَريمَةِ للذّكْ = رِ إذا ما الْتَقَتْ صُدُورُ العَوَالي
أنْتَ خَيرٌ من أَلْفِ أَلْفٍ مِن القَوْ = مِ، إذا ما كَبَتْ وُجُوهُ الرِّجالِ
وَوَفاءٌ، إذا أَجَرْتَ، فَمَا غُرَّ = تْ حِبَالٌ وَصَلْتَهَا بِحِبَالِ
وَعَطَاءٌ، إذا سُئِلْتَ، إذ العِذْ = رَةُ فِينَا عَطِيّةُ البُخّالِ
أَرْيَحِيٌّ، صَلْتٌ، يَظَلُّ لَهُ القَوْ = مُ وُقُوفاً قِيَامَهُمْ لِلهِلاَلِ
إنْ يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً، وإنْ يُع = طِ جَزِيلاً فإنّهُ لا يُبالي
يَهَبُ الجِلّةَ الجَراجِرَ كَالبُس = تانِ، تَحْنُو لدَرْدَقٍ أطفالِ
والبَغَايَا يَرْكُضنَ أَكْسِيَةَ الإض = رِيجِ وَالشّرعَبيَّ ذا الأذْيالِ
وَالمَكَاكيكَ والصِّحافَ مِنَ الفِضَّ = ةِ وَالضّامزاتِ تَحْتَ الرِّحالِ
وجِياداً كأَنّها قُضبُ الشَّوْ = حَطِ يَحْمِلْنَ بِزّة الأبْطَالِ
وَدُرُوعاً مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الحَرْ = بِ، وُسُوقاً يُحْمَلْنَ فَوْقَ الجمَالِ
مُشَعَرَاتٍ مِنَ الرّمادِ مِنَ الكَرّ = ةِ، دُونَ النّدَى، ودُونَ الطِّلالِ
لَمْ يُنَشَّرْنَ للصَّديِقِ، ولَكِنْ = لِقِتَالِ العَدوِّ يَوْمَ القِتَالِ
كُلَّ يَوْمٍ يَسُوقُ خَيلاً إلى خَيْ = لٍ دِرَاكاً غَدَاةَ غِبِّ الصِّيالِ
لامرىءٍ يَجْمَعُ الأدَاةَ لِرَيْبِ الدّ = هْرِ، لاَ مُسْنِدٍ، ولاَ زثمَّالِ
هُوَ دَانَ الرَّبَابَ، إذْ كَرِهُوا الدِّيْ = نَ دِرَاكاً بِغَزْوَةٍ، واحْتِيَالِ
فَخْمَةٌ، يَرْجَعُ المُضافُ إلَيْها، = وَرِعالٌ، مَوْصُولَةٌ بِرِعَالِ
تُخْرِجُ الشّيْخَ من بَنِيهِ وَتُلْوِي = بِسَوامِ المِعْزَابَةِ المِحْلاَلِ
ثمّ دَانَتْ بَعْدُ الرِّبابُ، وَكَانَتْ = كَعَذَابٍ عُقُوبَةُ الأقيالِ
عَنّ يَمينٍ وَطُولِ حَبْسٍ، وَتجمي = عِ شتاتٍ وَرِحْلَةٍ، واحتِمَالِ
مِنْ نَواصي دَوْدَانَ، إذْ حَضرَ البأْ = سُ، وذُبْيَانَ والهِجَانِ العَوالي
ثُمّ وَاصَلْتَ غَزْوَةً بِرَبيعٍ، = حِينَ صَرّفْتَ حالةً عن حالِ
رُبَّ رَفدٍ هَرَقَتْهُ، ذَلكَ اليَو = مَ، وَأَسْرَى من مَعْشَرٍ ضلاّلِ
وَشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطّيْ أَرِيكٍ، = وَنِساءٍ كَأَنّهُنّ السَّعالي
وَشَريكَينِ في كَثيرٍ مِنَ المَا = لِ، وكَانَا مُحَالِفَيْ إقلالِ
قَسَمَا الطّارِفَ التّليدَ منَ الغُن = مِ فآبَا كِلاهُمَا ذو مَالِ
رُبَّ حَيٍ سَقَيْتَهُم جُرَعَ المَوْ = ت وحيٍ سَقَيْتَهمْ بِسِجالِ
وَلَقَدْ شُنّتِ الحُرُوبُ، فَمَا غُمّرْ = تَ منها، إذْ قَلَّصَتْ عَنْ حِيالِ
هَؤُلاءِ ثمّ هَولَئكَ أَعْطَيْ = تَ نِعالاً مَحْذُوّةً بِمِثَالِ
وَأَرَى مَنْ عَصَاكَ أَصْبَحَ مَحْرُو = باً وَكَعْبُ الذي يُطِيعُكَ عالي
وَبِمثْلِ الذي جَمَعْتَ مِنَ العُدَّ = ةِ تُنْفى حُكُومَةُ الجُهّالِ
جُندُكَ الطّارِفُ التّلِيدُ مِنَ الغّا = راتِ، أَهْلُ الهِبَاتِ وَالآكالِ
غَيْرَ مِيلٍ، وَلا عَوَاوِيرَ في الهَي = جَا، ولا عُزَّلٍ، وَلا أَكْفالِ
لِلعِدَا عِنْدَكَ البَوارُ، وَمَن وَا = لَيْتَ لَمْ يُعْرَ عَقْدُهُ باغْتِيالِ
لَنْ يَزالوا كَذَلِكُمْ، ثُمّ لاَ زِلْ = تَ لَهُمْ خَالِداً خُلُودَ الجِبَالِ
فَلَئِنْ لاَحَ في المَفَارِقِ شَيْبٌ، = يآلَ بَكْرٍ وَأَنْكَرتني الفَوالي
فَلَقَدْ كُنْتُ في الشَّبابِ أُبَارِي، = حِينَ أَعْدو مَعَ الطِّماحِ، ظِلالي
أُبغِض الخائِنَ الكَذُوبَ وأُبْدي = وَصلَ حَبلِ العَمَيْثَلِ الوَصّالِ
وَلَقَدْ أَستَبي الفَتَاةَ، فَتَعْصي = كلَّ واشٍ يُريدُ صَرْمَ حِبَالي
لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَاكَ تَلْهُو بِغَيْرِي، = لاَ ولاَ لهْوُهَا حَديثُ الرّجالِ
ثمّ أَذْهلْتُ عَقْلَها، رُبّما يَذْ = هَلُ عَقْلُ الفَتَاةِ شِبْهِ الهِلاَلِ
وَلَقَدْ أَغْتَدي إذا صَقَعَ الدّي = كُ بِمُهْرٍ مُشَذَّبٍ جَوّالِ
أَعْوَجيٍ، تَنْمِيهِ عُوذٌ صَفَايا = وَمَعَ العُوذِ قِلّةُ الإغْفالِ
مُدْمَجٌ سابغُ الضّلوعِ طَويلُ الشّ = خصِ عَبْلُ الشَّوى مُمَرُّ الأعَالي
وَقِيَامي عَلَيْهِ غَيْرَ مُضيعٍ = قَائماً بالغُدُوّ والآصَالِ
فَجَلَ الصّونُ وَالمَضامِيرَ عن سِي = دٍ جَرَى بَيْنَ صَفْصَفٍ وَرِمَالِ
يَمْلأُ العَيْنَ عَادِياً وَمَقُوداً، = وَمُعَرّىً، وصَافِناً في الجِلاَلِ
فَعَدَوْنَا بِمُهْرِنا، إذْ غَدَوْنَا = قَارِنِيهِ بِبَازِلٍ ذَيَّالِ
مُسْتَخَفّاً على القِيادِ، ذَفيفاً، = تَمّ حُسناً؛ فصارَ كَالتّمثالِ
فإذا نَحْنُ بالوُحُوشِ تُرَاعِي = صَوْبَ غَيثٍ مُجَلْجِلٍ هَطّالِ
فَحَملْنا غُلامَنا، ثمّ قُلنا = هَاجِرِ الصّوْتَ، غَيْرَ أَمْرِ احتيالِ
فَجَرَى بالغُلامِ شِبْهَ حَريقٍ = في يَبيسٍ، تَذْرُوهُ رِيحُ الشَّمالِ
بَيْنَ عَيْرٍ، ومُلمعٍ، وَنُحُوض، = ونَعَامٍ يَرِدْنَ حَوْلَ الرّئَالِ
لَمْ يَكُنْ غَيْرُ لَمْحةِ الطّرْفِ حتى = كَبَّ تِسْعاً، يَعْتَامُها كَالمُغالي
وَظَلِيمَيْن، ثُمّ أَيَّهْتُ بِالمُهْ = رِ أُنادي: فداكَ عَمّي وَخَالي
وَظَلَلْنا ما بَيْنَ شاوٍ، وذِي قِدْ = رٍ، وَسَاقٍ، ومُسْمِعٍ مِحْفَالِ
في شَبابٍ يُسْقَوْنَ مِنْ مَاءِ كَرْمٍ، = عَاقِدينَ البُروُدَ فَوْقَ العَوَالي
ذَاكَ عَيْشٌ شَهِدْتُهُ ثمّ وَلّى؛ = كُلُّ عَيْشٍ مَصِيرُهُ للزَّوَالِ

[/poem]