حسون .... شيل النون "
ذات يوم حدثتني أمراه وهي تشكو من كسل أبنائها وإهمالهم الدائم واللامبالاة التي أصبحت ألسمة ألملازمه لهم .. وكانت تكثر من التأفف , وغالبا ما أحس في نبرات صوتها ألما ومرارة لايخلوان من الحزن والأسى, لأنها لن تجد أذنا صاغية تسمع طلبها تارة وتوسلها تارة أخرى.. وبعد كل هذا يئست من أن تجد أحدا يسمع ندائها الممتزج بالحسرة والخيبة..
وكعلاج أخير فلقد أتت هذه المرأة بما لم يأته ( الأوائل ) وابتكرت أمرا لم يخلد في بال أحد منا :مدت أصبعها إلى شاشة التلفاز المغطاة بالتراب لتكتب جملة كبيرة في المعنى وعظيمة في المضمون ( حسون ... شيل النون ) ..
حينها تنبه الأولاد بعدما أدركوا عمق المعنى و ( حسوا ) فتغيرت أمور البيت وتحسن كل شيء.. وهنا تساءلت بحسرة ومرارة أيضا متى ( نشيل النون ) حتى يعود الألق البهيج الزاهي لواجهات مدارسنا التي تحولت إلى أماكن لجمع النفايات ؟ ومتى يعود الألق الزاهي البهيج إليها وكذلك باقي الدوائر التي وصلت إليها هذه العدوى؟وحينها نكون قد احترمنا العلم ،، فبالعلم وحده تبنى الأوطان وتقوى صروحها حينها نكون قد خدمنا العلم والوطن وبالتالي يكون لشعار ( احترموا العلم ) مكانته وهيبته ... هل من حقنا أن نتكلم ؟ لو نسكن أحسن ؟

كامل خزعل جبر الساعدي
قسم الأعــــلام