قرأت اليوم مقالة تربوية قيمة من قلم الدكتور زياد الحكيم بعنوان "لماذا يكذب الطفل؟", فتذكرت ما كتبت سابقاً وصغت من الموضوع ابياتاً من الشعر , ووضعت المقالة في واحة التربية والتعليم لأنني كيميائي ولست بشاعر !
الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر

الطموح

قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي :

اذا الشعب يوماً اراد الحياة = فلا بد ان يستجيب القدر

لم ارضخ في حياتي لباطل منذ الصغر, ولم اعتدي على احد عمداً, الا انني انفعل عندما اشم رائحة السخرية من شخص اتحدث اليه, او انه يغتصب حقاً من حقوقي, مهما كان بسيطاً !..فأفقد او قل انتقص من حقي, وينتهز ذلك الأنسان الموقف ويضرب ضربته, متهماً اياي بالأعتداء عليه, ويتشبث بحقه وينسى حقي الذي اهمله!
واحمد الله على زوال تلك الخصلة بسرعة, واتمالك القدرة على العودة لحالتي الطبيعية, واتعوذ من الشيطان, واعيد طلبي بهدوء, وينتهي الأمر.
الا انني في احدى المرات, لمست غبناً من مقرر القسم, الأصغر نتي عمراً ودرجة علمية, حيث لم يكن منصفاً في توزيع ساعات عملي بالقسم, ووزع محاضراتي على اربعة ايام, وحصر محاضرات احدى المعيدات بيوم واحد!...فأعترضت, ولم يكترث, وهنا ارتفعت السخونة, وناقشته بحدة, واستجاب لمطلبي, فوجدت من اللياقة الأعتذار عما بدر مني من انفعال!... وقلت له:
" آسـف لأرتفاع صوتي, وانني لا اقصد الأساءة لك ", واذا به يقول لي:
" ليش انت تقدر تفتح فمك!! ",...وهنا جن جنوني مرة اخرى, ولا اريد ان اسرد ما قلته, وتدخل رئيس القسم وانتهى الأمر بنكران ما قاله لي, ونظرت له مفعمة بالألم !
ظلت هذه الحادثة عالقة بذهني, وعزيت تصرف ذلك الأستاذ المغرور بمنصبه السياسي, الى قلة تربيته,... فقد تعلمنا في البيت والمدرسة, طريقة التحدث مع من يكبرنا سناً, حتى لو كنا على صواب, وهو على خطأ, وتذكرت قصة الطفلين الحسن والحسين,(عليهما السلام), عندما شاهدا رجلاً مسناً يتوضأ بطريقة غيرصحيحة, ولذا
طلبا منه ان يكون حكماً لهما ويبين من منهما يجيد الوضوء!
وما ان انتهيا, حتى قال لهما: " انتما على صواب, وانا على خطأ !!".
كما تعلمنا العفو عند المقدرة, ولذا لم اتماك اعصابي, عندما رفض اعتذاري واستهان بشخصي, اضافة الى غروره الصبياني,الذي انساه قواعد المجاملات,... وبدأت اسأل نفسي " كيف ننجح في زراعة الأخلاق الحميدة ؟", وكانت المشاعر التالية:
نحن لم نعرف الحق, وتناسينا الحياء
طبعنا الغدر والتحيز جاحدين الوفاء
طفلنا اتقن الكذب ولقن علم الرياء
وكسوه اللؤم والخبث بأسم الكبرياء
نبذ العالم اخلاقنا, وسرنا مع التعساء
ولنرفع الذل عنا, ونخلع قناع البسطاء
ولنصارح بعضنا البعض بوضوح وجلا ء
ولنحاسب, كل من اساء للجمع السعداء
و من وضع الـسم بالشهد, وصيره بلاء