اخواني الأعزاء كتبت هذه القصيدة منذ فترة نتيجة لأحداث مأساوية حدثت غي عراقنا الحبيب وأهديها لكل مواطن عراقي أصيل.... صبيح الساعدي
بسسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة/ مات البابا الكاتب: صبيح الساعدي
بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم 5شباط 2008
والصلاةُ والسلامُ على سيدَ المُرسَلين ...
محمدا وآلهِ الطيِّبين الطاهرين ... وبعدْ
فقد مات البابا بولص الثاني .... وبموته نعزي العالم أجمع وسدنة الليطاني
مات البابا .. وأياَ مِنّا لا يَموتْ .... الكُلْ سَيحضِنَهُ يَوماَ التابوتْ
البـــــقاءُ لله وَحــــدَه , والبقاءُ في حياة الكـرد والســـرابــله
وأصــحابِ اللّياقَــةِ المَيامـينْ والقيافاتِ الورديةِ المجتَمعينْ
لإنتِخابِ أَميراَ للمؤمنينْ
الذي سَيَحمِلُ صَلِبَ بوش لِيَصلُب َبِهِ المسلمينْ
وبإســمِ بوليصَةَ التأمـينْ
فَقَد فَرَضَ البابا سَــطوتَهُ الدينية .... واشترى بيوتَ المسلمين بمبدأ السرقفلية
فافتتَحَ الموتُ دكاكينهُ العطّارية .... وأطبَقَ جُفونِ البابا وألبسَهُ البدلَةَ الوردية
فهل سيسـتخدم عزرائيل الجَديد .... رسول البابا الجديدالأسـلحَةَ الـتدمــيريــة
ضــد آلـ كابـــوني, في بلاد ســـومر العراقــية
وهل سَتُصادر الأرواح الزَكيّة .... ونسـمَعُها في نَشـراتِنا الأخبارية اليومــية
أحداثٌ طَبيعيّة, مُسَلسَلِ جرائم ... أحـداثَـهُ في تكســاس العراق الأمـريكـــية
ليغفرَ الناس لأوليائَهم والأولياءَ لنبيّهِم والأنبياءَ لرَبِّهم وليغرَ الجَميع لِباباتهم
رَقـدَ البابا على حــافَّــةِ المــَوتِ الكــربلائــية
يَحضُنُ صَليباَ كانَ البابا جَميلا لم يمسح وجـهَهُ يومـا بخـرقَــةَ الطـائفـــيّة
يَستَمِعُ , لِتَرنيـــمَةِ المـــــوتِ فــي الدُنيـــــا, لِتَنقُلُـــهُ للحيــاةِ الأبـــديــــــة
وأذكُرُ يوما أني رأيتُ جارنا عبود, على بسـاط الموت حين وافتهُ المنية
عبـود, بابا لعائلــة عراقــية جُلَّ معيشَتِهِ على البطاقةِ التموينية
جَلَسَ والدي عِندَ رأسهِ يقرأُ سورَةَ يـس والعديلة وآياتِ قرآنيـة
ترنيمَةَ المسلمين وشعائرنا تنقلنا من الدنيــا إلى الحياةِ الأبديـة
بينما كانَ مؤمن الفاتيكان نجمَ العالم المضيء
يرقُدُ بسلام فوقَ سريرَ موتِهِ البّراق
سَيَــعرُجُ عن قريــب في الآفـــــاق
سيُسرى بِهِ ...من على ذاكَ البراق
والعراقيّون يحلقون في القنوات الفضائيّـة
تحملهم عربات الباعـــة الجوالين اليوميـة
هي أسِرَّةِ موتِهم يعرجــون بها الدنيويـــة
إلى مقصَلَةَ التشريح وعالم الطبابة العدلية
حيثُ على الأرضِ بقايا الطيـورُ الأربعـة
للنبيِّ ابراهيم, مختَـلِفَةَ و متخالِفــه
على الأرضِ منشورة .. أعضاءٌ مبتورة .. وعوراتِ مستورة
لكن لا نَبيّ في أرضِ الطب العدلي
ليصيحَ في تلك الأعضاء المتخالفة, والمنشورة, والعورات الّلاّ مستورة
فيجتمعنَ كما كُنَّ ..
فقد مزَّقهنَّ إبنُ الزنا إبن لادن
وسارعت الجزيرة تذرفُ دموعَ الفرحِ الحقيرة
تبثُ سموم الطائفية
وتنشُرُ أخبار التكفيرية أحفادَ يزيد والأموية
تَسكُنُ مياهِ دِجلَةَ تتسطح تتشقق
تأمَلُ شُربَةَ ماءْ ... تروي ضمأ كربلاءْ
تناشِدُ الفُرات ... تنتخيه نخوةَ الأشقاءْ
لا جَوبٍ فالفراتُ مذبوحٍ على أرضِ كربلاءْ
وتطيرُ الحمامات وتودِعُ النوارِسَ شواطئها
بعيداَ عن أعشاشها
لأن الأباتشي صادفَ مرورها فوقَ جسرِ الشهداءْ
تتساقَطُ النوارِسَ أشلاءْ
يتلاقفها قناصوا الرحمانية عبيد النساءْ
يُقَّطِعونَ رؤسَها وتملاءُ أرصِفَةَ شارِعِ حيفا
خَبَرً في التايتل على القناة العراقية
وخَبَرً صغيرً في الصحافة الحكومية
واستنكارً خفيفً اللهجة من القوى التي تسمى سياسية
لكن َّ جُلَّ الأهتمام بخبرِ الحبرِ الأعظَم وبأحداثِ الجمهوريةِ الفاتيكانية
الغَربُ أسرَعَ بطائراتهِ يَحطُ في روما
ويذرفُ دَمعَتِهِ أمام الكامراتِ العوراءْ
يمرُّ موكِبِ الجنازةِ المهيبْ ... المشيعون يصفقون
للجسَدِ الأبيض الذي لم يتذوق طَعمَ الحّصَةَ التموينية
هرع أصحاب بدلات السموكن والصلعاتِ المستديرة
عوى الغَربُ عواءْ
وخَيَّمَ الحُزنُ على روما أرضاَ وسماءْ
كان البابا قِسَّاَ وقديساَ محمولا بأيدي شرفاءْ
يتقاطَرُ شيعَتُهُ ليودِعوه دونَ لطميات باسم الأيطالي
مَرّوا من أمام حصوةَ نابولي
ولَطيفيَّةِ ميلانو واسكندريةِ فينيسيا
وعبروا جِسرَ مسيب البندقية
ولم يخرُج لهم المُلَثَمون لأن البوستانت لا يذبحون
ولا للدشاديشَ القصيرةِ هم لابسون
كانَ البابا ميِّتاَ مِثلَ أيَّ عراقيّ
يخرُجُ من بيتِهِ ليقرأ سورَةَ الكرسي
ودعاء طلب الرزق ودَفعْ الورطة
ليتنفس دخان الحرائق ... ويبتعد عن المشَ في الحدائق
فهي أحيانا مسكن للجهاديين والمجاهدين
أقِفُ بينَ جنازتين ..
جنازة بابا الفاتيكان .. وجنازةِ عبود التعبان
عيني اليسرى تبصر في روما
صوبَ الفاتيكانْ ... موتُ إنسانْ
روائِحُ العُطورِ الباريسةِ بالأطنانْ
أيادي بيضاء مطوقةً بالذَهَبِ والمرجانْ
بدلات ماركة سان لورانْ .. ومن شوارِعِ لندن أحلى القمصانْ
فبأيِّ آلاءِِ رَبِكما تُكَذِّبان
حقاِ حَفلَةُ دَفنٍ لمواراةِالثمانْ ... كانَ بطلُها الميتُ اسماَ وعنوانْ
وعيني اليمنى تبصُرُ عِباد الله الفقراءْ
يسيرونَ بِنعشٍ للبابا صَوبَ كربلاءْ
مصرعان أو مشهدان بالحُزنِ يتنافسانْ
وكأني بحالِ أسيادٍ من على ظهرِ سفينةَ التايتانْ ( تايتنك للضرورات الشعرية)
تغرقُ في عالمِ السلفيةِ والكفرانْ
وأفجعها رأسٌ يبحَثُ عن جَسَدٍ .. وأصبعٍ يبحثُ عن كَفٍ
وصدرٍ يبحثُ عن خرقٍ نهبها حواسمُ بني أمية
كانَ البابا الكربلائي قديسا يوقِدُ من شجرةٍ علوية
يكادُ دَمها يضيء ولم يمسَّهُ سيفُ الطائفية
الحبر العظم يحمله الرومان
ونعش عبود يحملهُ الجيران
ويسير الحفاة إلى كربلاء .. يحملون مفاتيح الجنان والقرآن
استيقظت من نومي .. وكم تمنيتهُ حلما أن لا يكون حقيقة
رفعت نظري نحو السماء
قلت إلهي إن حَلَّ هذا فسيكون الغربُ اسلاما
والأسلام جهالة @@@@@@@@@@ انتهت @@@@@@@@@@@