/ قصيدة إلى حبيبتي بقلم صبيح الساعدي
ما لِشَعـــرُكِ الأســـود وقد غَطّــى جَسَــدُكِ ... ولَــم أعُــد أراكِ
وما لِعَينَــكِ جَفَّــت وَلـم أعُــد أرى دُمــع الفَرح ... مِثلَــما كُنتُ ألقــاكِ
وأنـتِ التي كُنتِ تَرقُصينَ طَرَباً ... لِســماعِ اسمي إن مَــرَّ على ذكراك
وعـيناكِ التي كانت تتلالاءُ كالنَجم مُســتَنيرَةً بوجهي إن مَــرَّ في سَــماكِ
نَجمَةً كُنتِ في عُلاكِ ... ما دَهـــاكِ
شــاحِبَةَ الوجه أراكِ
مُقفَـرَةُ الجَســَدِ ... غائــرَةٌ هـيَ عَــيناكِ
أَ جائِعــةٌ أنتي ...أم ضمآنــةٌ ... أم أحَــداً آذاكِ
أجيبي حَبيبــتي ؟
ها أنا اليوَمَ عُــدتُ لأجَــدِدَ مَــعكِ حكاياتــي
أجيبي حَبيبتي !!
أيــنَ حَديقَتُنا التي كنا فيها نَلعَبُ؟
أينَ الأشجارُ التي غرزناها معا .. و..
عليها حُروف اسمائنا كنا نَكتُبُ ...و ..
أينَ شواطيء دِجلَتنا .. التي كنا اليها مســـاءَ كل يومٍ نذهَبُ
أينَ الكناءــس ... أينَ الجوامــع و أين المراقِد
بل أينَ إلهنــا ... وأينَ هو الرَّبُ
أنَ الناس .. أهم موتــى أم نيام
فَلَم أرى في طَريقي إلا بَضعَةَ أزلام
يحملون على أكتافهم الفؤوسَ والمعاول
وجوهَهم ليست تلكَ التي عَــهدتُها
حبيبتي أجيبي !!!
قالــــت ...
بهذهِ الفؤوس ضَــرَبوني ... أرادوا أن يقتلوني
وبهذهِ المعاولَ حَفروا قَــبري .. أرادوا أن يدفنوني
فهؤلاء همُ الؤدة .. أعادوا عصور الجاهلية .. أرادوا أن يؤدوني
أيــنَ كنتَ فقد طــالَ الفراق
ألم تحرككَ صَــبي الأشـواق
وها أنتَ تعودُ وما بقي لي من باق
حَــبيبتي اصبري فقد عُدتُ إليكِ ... سأزــلُ هَمَّكِ
وسأدفُنُ كلَّ مَن دَنَســكِ .. وكلَّ عــاق
ها أنـا جِئتُكِ بكل ِ حـبٍ وكـلَّ اشـتياق
ها أنا عُتُ يا ملهِمَةَ الأجداد ... ها أنا عُــدتُ يا وطنَ الأحــفاد
هــا أنــا عُــدتُ يــا بَغــــداد
فهـــذا أنـا العــراق فهـــذا أنـا العــراق