[align=center]
اجاب والده بطريقة تخلو من التهذيب وغادر المكان من دون ان يستاذن منه ...لم يكن سن (مصطفى ) الصغير يتناسب مع السلوك الذي بدر منه لذا دافعت عنه والدته بشدة لتخلصه من عواقب غضب والده.. لم يكن والد مصطفى من النوع الذي يسمح بالغاء الفواصل بين الاب وابنه كونه تربى في منزل يقوم على احترام الوالدين ويستمد الابناء بركات يومهم فيه من رضا والديهم.. في دائرته ، سمع والد مصطفى احد زملائه يشكو من جحود ولده وتمرده عليه رغم حداثة سنه ،وقال انه لايسمع نصائحه ولا يطيع اوامره لدرجة ان سلوكه ذاك انسحب على اشقائه الصغار فلم يعودوا يعبؤوا بوالدهم بالدرجة التي يبغيها منهم ..احتدم النقاش بين زملاء الرجل عن اسباب هذا التحول في تصرفات الابناء تجاه آبائهم فعزا اولهم الامر الى التدليل المبالغ فيه من قبل آغلب آباء هذا الزمن ، بينما القى الثاني بالمسؤولية على طريقة تربية الام لأبنائها لانها المدرسة الاولى بالنسبة لهم وان معاملتها زوجها بطريقة تخلو من التهذيب قد تنسحب على اطفالها... ويرى الباحث النفسي محمد الكعبي ان الطفل هو صفحة بيضاء يمكن ان ننقش عليها كل مانريد ، ومن المؤسف ان تسعى بعض الاعمال الفنية الى استغلال العلاقة بين الابناء والاباء استغلالا بشعا لغرض زيادة جرعة الكوميديا والفكاهة وذلك بابتداع عبارات ومصطلحات لايصح قولها للآباء لكنها تتعاقب على شفاه الفنانين وكانها مسلمات جاهزة مايؤثر في الاطفال والمراهقين فيرددونها باستمرار لاسيما وانها تغذي نزعة التمرد المرافقة لمشاعرالمراهقة في الغالب ، والانكى من ذلك -كما يقول الكعبي -هو تداول المراهقين والشباب لنكات ومواقف مضحكة عبر اجهزة الهواتف المحمولة والانترنت يحتوي اغلبها على اساليب عصرية للتعامل مع الاباء بطريقة اقل احتراما واكثر استخفافا بدور الاباء في توجيه الابناء والتحكم بسلوكياتهم... من جهتها ، تلقي الباحثة الاجتماعية الدكتورة فاتن الشاوي باللوم على التفكك الاسري الذي افرزته الظروف القاسية التي مربها العراقيون رغم ان ذلك لايشكل الا نسبة ضئيلة في نظرها اذ تثبت جميع اغلب البحوث والدراسات الاجتماعية ان العراقيين هم من افضل الشعوب المحافظة على التقاليد الاسرية والروابط الاجتماعية وان حالات تمرد الابناء في الاسر العراقية قليلة جدا مقارنة بما يحدث في العالم العربي الذي سبقتنا اليه وسائل التكنولوجيا الحديثة فصارت وبالا عليه من الناحية التربوية ، وتشدد الشاوي على ضرورة سعي وسائل الاعلام الى التاكيد على نقاء العلاقة بين الاباء والابناء من شوائب العصر الحديث طالما يجد ابناء الجيل الحالي في ماتقدمه وسائل التكنولوجيا معلمهم الاول فضلا عن سعي الاباء انفسهم الى ازاحة الحواجز بينهم وبين ابنائهم من دون الاخلال بصورتهم ومكانتهم التي يفترض الحفاظ عليها في نفوس الابناء مهما تغيرت الظروف والمؤثرات الخارجية...


[/align]