لقد كنت أفكر ملياَ في مسألة القاعدة والجهاد والنسف بقتل النفس، تفكيري هذا قادني إلى فكر أهل البيت وفكر كيسنجر.

الإمام الباقر (عليه السلام)على ما أظن يقول
"من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره". والحديث يعطيك قيمة إستكشافية ضخمة لعقلية التدمير الذاتي عندما تتجه لتدمير المحيط بها. فكل الذين دمروا المحيط بهم هم من الذين "هانت عليهم أنفسهم".

كيسنجر يعتبر عبقري السياسة الأميركية، وصاحب نظرية"الردع" إذا تذكرونها. ردع السوفييت بإستخدام نفس السلاح، السلاح الذري الأميركي والقوة المفرطة ضد القوة الذرية السوفيتية الهائلة.

أتصور أن العقل الأميركي تفتق عن اسلوب الردع الإرهابي المتلبس بلباس الإسلام. وهكذا تحولت القاعدة، أو التنظيمات المشابهة لها والتي تحمل عقيدة سلفية متشنجة مع شخصيات "هانت عليها أنفسها" وإستعداد وإستعداء للمجتمع الي تحضر به.
لاحظ أن الردع الإرهابي يستخدم عبارات إسلامية مثل الجهاد، يحمل عقيدة إسلامية، ويحتوي على مسلمين. بمعنى آخر القاعدة صنيعة اميركية، وتستخدم كسلاح للردع، ردع المسلمين الذين يظن أنهم قد يتسببون بأوضاع غير مريحة للأميركان.
الإعلام مفتوح على مصراعيه للدعاية السلفية.
الأموال تنتقل بكل حرية ويسر.
والتجنيد مستمر للقتل بالجملة في بلد المسلمين فقط.

الذي يؤكد نظريتي هذه هو نشرهم لتقرير يدعى أن زرقاوي كتبه وأراد إيصاله إلى قياداته في أفغانستان. الغريب أن تقريراَ بمثل هذه السرية والأهمية يجب أن يبقى طي الكتمان وألا يصل إلى القيادات التي إذا ما أطلعت عليه تستفيد منه لتنفيذ أهدافها. التقرير نشر بكامله وبتفاصيله ووصل إلى القيادات التي كانت تنتظره بدون مشقة تهريب أو ماشابه. إذ تبنت نشره وإيصاله وسائل الإعلام لمن يهمهم الأمر.

إذن أسلوب الردع الإرهابي جاهز للإستخام ضد اية منطقة أو جهة يراد أن تبسط أميركا نفوذها عليه خاصة إذا ماوجدت مناخاَ مناسباَ لتنفيذها فيها. والأذرع جاهزة، السلفية والقاعدة والحشاشين.

إنني لست متحمساَ لنظرية المؤامرة، لكن الذي اراه يجعلني أشك مثيراَ في طبيعة تعامل المنظومة الأميركية أمنياَ في العراق، إبتداء من فتح الحدود، والتسامح الإعلامي إلى حد التسيب مع القنوات الفضائية العربية، والتلكؤ الواضح في ضبط الأمور الأمنية في مسائل هي ليست معقدة بكل تأكيد.

هل إن بريمر"الخبير الأمني الأميركي الأول في مكافحة الإرهاب" أصبح غبياَ جداَ أمنياَ؟؟

وهل أن الأميركان أصحاب سياسة السيناريوهات والخطط البديلة أصيبوا بالعدوى من العرب وبدأوا أسلوب الفوضى والتعلم من خطأ الفوضى؟

أم هنالك شيئاَ ما في أحد السيناريوهات الغير منشورة لحد الآن؟