انت تسال والسيد الصدر يجيب
بسم الله الرحمن الرحيم
(الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم)
لكي نعرف الخط الصدري الاصيل الذي يتقييد بكلام السيد الشهيد فيكشف عن اصالة هذا الخط , قمنا بطرح هذه الاسئلة على المنهج الفكري للسيد الصدر لنستلهم الاجوبة من فكره العملاق المتوهج بين صفحات كتبه , واشرطة كاسيتاته , ومن هنا كانت هذه الفكرة :ـ
س1/ سماحة السيد هل يجوز البقاء على تقليدكم او تقليدكم ابتداءا؟
ج/ انا قلت (اذا بقي على تقليد الميت اهمالا او مسامحة من دون ان يقلد الحي في ذلك كان كمن عمل من غير تقليد وعليه الرجوع الى الحي في ذلك ).((مسالة 13 منهج الصالحين))
وقلت في احدى خطب الجمع( لا ينبغي ان تتكرر هذه المأساة مرة ثانية البقاء على تقليد الميت بدون اجازة الحي غير مجزي فحين اذ حذارا ان يكون تقليدكم الجديد بدون حجة شرعية التقليد دين الانسان كانما تصح به العبادات والمعاملات وينجو به الانسان في يوم القيامة فاذا كان مهمل او مستعمل للدنيا او لشئ غير الاخلاص لله سبحانه وتعالى (شيله وذبه بالزباله)... اذا كنت مهمل .. اتقوا الله حق تقاته وقوموا تقليدكم لا يغرنكم الغرور )
وقلت في اللقاء الرابع بعد ان سؤلت عن اتباع الشيخ الغروي (قدس) بعد استشهاده ( المرجع المجتهد لا يستطيع ان يحدد موقف المكلفين بعد موته هو وانما يرجع المكلفون بعد موت أي واحد الى الوجودين الاحياء اما انا اقول بعد موتي افعلوا كذا وكذا لا يجوز لي ذلك التقليد يمكن ان ينتفي الامور بالولاية تنتفي الوكالات تنتفي كلها فانما يتبدل المرجع بمنزلة العدم كما انه جسمه يخرج من الشارع كذلك اوامره تخرج من الشارع) هذا البقاء على التقليد فضلا عن التقليد ابتداءا.
س2/ هل يمكن ان نتحرك دون الرجوع الى العلماء المجتهدين في مواجهة الاعداء؟
ج/ قال السيد الصدر( لا تقولوا قولا , ولا تفعلوا فعلا , الا باذن المراجع الكرام والقادة العظام , الله يديم ظل الموجودين منهم , لا تتحرك ولا تنطق بل ولا تفكر الا باذن الله , الا بالشئ الذي يرضي الله سبحانه وتعالى , واما اذا كان شيئا مشبوها , او مشكوكا فيه , زيادة او نقيصة , او احتمال الخطر , او احتمال الموت , او احتمال الدم , كما يقولون , امتنع عنه بكل صورة , نحن لم نسمع ولم نرى الله , وانما سمعنا عنه بكتابه المكتوب , وهم العلماء , فلا ينبغي ان الانسان يتصرف اطلاقا الا باذن العلماء..)((الخطبة الاولى من الجمعة الاولى /المصدر))
س3/ هناك من يدعي ان العلماء لم يعودا ينفعوننا , لانهم لم يعطوننا الضوء الاخضر في الجهاد, فهل يمكن اتباع شخص غير مجتهد من طلاب الحوزة , واعتباره عارفا بخطكم , مع كونه ليس بمجتهد ؟
ج/ قال السيد الصدر: (( البشرية قاصرة ومقصرة بطبيعة الحال , فالذنوب فيها والعيوب والخلافات , يعني تحتاج الى تعديل وتقويم والى عدل , تعديل بمعنى اقامة العدل فيها , وهذا لا يكون الا بالاجتهاد , اول درجاته الاجتهاد .. اما انه يستطيع ان يعمل شيئا من ذلك بدون اجتهاد , فهذا دون خرط القتاد , ولا يمكن اصلا , انما يتبوا الفرد مقعده من النار اذا فعل ذلك , وليس بحجة , ولا يجب طاعته , حتى لو كان افضل فضلاء الحوزة , ما لم يحصل على درجة الاجتهاد ...)(شريط كاسيت بحث حول الاجتهاد والمواعظ/ المصدر)
س4/ نحن لا نريد ان نرجع الى المجتهدين , لانهم لا يتماشون مع ما نريد ونعتقد فيهم عدم العدالة , هل يمكن ان نبقى بدون الرجوع الى مجتهد حي ؟
ج/ قال السيد الصدر )) كل البشرية بدون مجتهد تكون ملحقة بالعدم , وتكون ضالة مضلة , وان كان مو لطيفة تساوي (كحف او حذاء عتيق), انما شانها بالحقيقة بالمجتهدين ..))(نفس المصدر) .
س5/ نحن كخط ناطق مجاهد نرى ان الجهاد في هذا الظرف هو الحل الصحيح , واننا قادرون عليه رغم قلة الامكانيات , وعدم وجود القائد المجتهد الذي نصصت عليه , لان المجتهدين يقولون بالمحافظة عل الثلة المؤمنة , فما راي سماحتكم بالامر ؟
ج/ قال السيد الصدر(( وقد اثبتت غالب حوادث التاريخ فشل الامة الاسلامية في حروب الدفاع حال فقدانها للقيادة والوعي .ومن هنا وصل الامر بنا الى ما وصل اليه من سيطرة الاعداء , حتى غزينا في عقر دارنا واخذ منا طعامنا وشرابنا , وفقد منا استقرارنا وامننا .))((تاريخ الغيبة الكرى ص 322) (( اما اذا كان الجيش المعادي اكثر من ضعف افراد الجيش المسلم فلا يجب الجهاد باعتبار ان احتمال النصر يكون ضئيلا )) ( نفس المصدر السابق ص320) .
(( ان الاصوب والاحجى لكل جيل هو ان ينظر الى تكليفه الشرعي امام الله سبحانه . هل هو التضحية او التقية , ولا شك ان التكليف الغالب في عصورنا هذه . عصور الغيبة الكبرى ـ هو التقية وليس التضحية ـ لمدى تآلب الاعداء وترصدهم في العالم ضدنا من كل صوب وحدب بدون وجود طاقة فعلية عند ذوي الاخلاص لمقاتلتهم ومضادتهم . ومن تخيل القابلية فهو متوهم , وسوف يثبت له الدهر ـ اعني التجربةـ وهمه . والافضل له العمل بالتكليف الفعلي , وهو التقية المنتجة , بحفظ اهل الحق من الهلاك المحقق , في أي نقطة من نقاط هذا العالم المعروف )) (اضواء على ثورة الامام الحسين (ع) ص99ـ100)
س6/ ما هو السلوك الصحيح الواجب ان نتبعه لكي يقبلنا الامام المهدي (عج) في جيشه ؟
ج/ قال السيد الصدر( يتمثل بالالتزام الكامل بتطبيق الاحكام الالهية في كل عصر , على سائر علاقات الفرد وافعاله واقواله , حتى يكون متبعا للحق الكامل والهدى الصحيح , فيكتسب الادارة القوية والاخلاص الحقيقي الذي يوصله للتشرف بتحمل طرف من مسؤوليات اليوم الموعود )) (تاريخ الغيبة الكبرى ص294).
س7/ هل عملنا وجهادنا ضد العدو دون وجود قائد مجتهد يمكن ان يعجل بظهور مولانا صاحب العصر , ويصب في مصلحة هداية البشرية , لاننا نعتقد ان المجتهدين غافلون عن هذه المسالة؟
ج/ قال السيد الصدر( القيام بالجهاد الاسلامي بدون اذن القائد (الذي لابد ان يكون مجتهد كما مر في جواب رقم 3) الإسلامي او رئيس الدولة الاسلامية , فان ذلك غير مشروع في الاسلام , كما ينص عليه الفقهاء . سواء كان القائد غافلا او ملتفتا ..فضلا عما اذا كان العمل موجها ضد الامام او الدولة , سواء كان عسكريا ام غيره , ونحن نفهم بكل وضوح المصلحة المتعلقة بهذا الاشتراط , فان القائد الاسلامي ابصر بمواضع المصلحة وموارد الحاجة الى الجهاد من الفرد الاعتيادي بطبيعة الحال وبذلك يكون عمله اخل في التخطيط الالهي العام لهداية البشر من عمل غيره , بل قد يكون غير هداما مخربا ..)) (نفس المصدر ص326).
((ان الفرد المسلم الذي له الاخلاص والايمان ما يدفعه الى اطاعة احكام الاسلام , وتطبيقها في واقعه العملي , فيندفع حين يريد منه الاسلام الاندفاع الى العمل , ويعتزل حين يريد منه الاسلام السلبية والاعتزال .. فهذا الفرد الذي سيفوز بالقدح الاعلى والكاس الاوفى من النجاح في التمحيص الالهي , ويشارك في ايجاد شرط الظهور في نفسه وغيره ..)) ( نفس المصدر ص331).
وبعد هذا .........
هل يمكن ان نحافظ على خط السيد الشهيد ونطبقه ؟؟هل يمكن ان نبقى افياء لدمه الذي جرى لاجلنا ؟؟ هل سيبقى الغافلون في غفلتهم .. ويدعون انهم مقلدي السيد الشهيد , وهم يخالفونه في كل شئ ؟؟ اسئلة اتركها للتاريخ كي لا يخطا في نقله للحقيقة ... وعل من يقرا ان يراجع نفسه ويسالها (( ويتقي الله حق تقاته )) , ثم يجيب بينه وبين الله تعالى , واعلم ان كل من يرد على هذا الكلام فان عليه ان يرد بدليل من كلام السيد والرسالة العملية والقران .
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153.