قم جدد الحزن في العشرين من صفر


قصيدة للسيد هاشم البحراني


[poem=font=",5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.iraqcenter.net/vb/mwaextraedit2/backgrounds/197.gif" border="groove,10,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] قم جدد الحزن في العشرين من صفر= ففيه ردت رؤوس الآل للحفر
آل النبي التي حلت دمــــــاؤهم = في دين قوم جميع الكفر منه بري
يا مؤمنون احزنوا فالنار شاعلـة = ترمى على عروة الإيمان بالشرر
ضجوا لسفرتهم وابكـــوا لرجعتهم = لا طبتِ من رجعةٍ كانت ومن سفر
تذكروا مبتدأ أيــام رجعتهــــم = وأعقبوا سوء ما لاقوا بذا الخبر
فسلهم هل رجعتــم للجســـوم وقد = تركتموها مزار الذئب والنسر
وسلهـم عن رؤوس الآل هــل نشـفـت = دماؤها أم لها التقطير كالمطر
وسل أراس حـسـيـنٌ غــاب رونقــه = أم نوره مخجلٌ للشمسٍ والقمر
وسل عن اللـؤلـؤ المنظوم في فمه = لعله بعد قرع غير منتشر
وسلهم عن جبين كان منتجعاً = من الرسول بتقبيل الرسول حري
واستحكِ عن شعرات في كريمته = فديت طلعة ذاك الشيب في الشعر
هل الطرواة في الوجه الوجيه له = أم غيرتها ليالي السود بالغير
وقد رووا أنه لما يزيد قضى = مآرباً من بني المختار بالضرر
دعا يزيد علي أبن الحسين إلى = مقامه في علوٍ أي مفتخر
وقال معتذراً يا أبن الحسين لقد = كان الذي كان أمراً صار في القدر
أبوك قاومني في الملك مفتخراً = يقول أني بتقديمٍ عليك حري
وكان يعلم أني لا أطيع له = لا أترك الملك لو خلدت في سقر
والآن إذ كان ما قد كان وازدهرت = لآل سفيان دور الفتح والظفر
أن كنت تهوى ديار الشام تسكنها = فانزل بها مستقراً غير محتقر
وأن أردت رجوعاً للمدينة سر = مؤيداً سالماً من بعد مزدجر
وخذ المال ما تختاره ديةً = عن الحسين وعن أخوانك الغرر
فعند ذاك بكى السجاد منتحباً = وقال لازلتُ في ذل وفي ضرر
لقد قتلت أبي ظلماً على ظمأً = وأخوتي وبني عمي ومفتخري
والآن تطعمني في الحال من دمهم = فيالك الويل لا بوركت من بشر
لقد صنعت بنا ما شئت من نكدٍ = فاعطنا رخصة من هذه الحجر
لعل أمضي بأهلي والحريم إلى = ديار طيبة نقضي العمر بالكدر
ومطلبي منك أن مر لي برأس أبي = ورؤؤس قومي أهديها إلى الحفر
ومر بأن يسلكوا بي في الطريق على = سمت الطفوف لأقضي بالبكا وطري
فقال إنا وهبالك الرؤوس فسر = بها لما شئت أن تدفن وأن تذر
هناك نادى بنعمان وقال له = أنت الأمير على تسييرهم فسر
واستخرج السيد السجاد نسوته = من بلدة الشام بالإكرام والسرر
ورأس والده كانت بضاعته = من شامهم ورؤوس العزوة الغرر
لهفي على النسوة الحزنا محملةً = على النياق تشيع النعي في السفر
يا واردي كربلا من بعد رحلتهم = عنها إلى بقع التهتيك والشهر
يا زائري بقعة أطفالهم ذبحت = فيها خذوا تربها كحلاً إلى البصر
والهفتا لبنات الطهر حين رنت = إلى مصارع قتلاهن والحفر
رمين بالنفس من فوق النياق على = تلك القبور بصوت هائل ذعر
فتلك تدعوا حسيناً وهي لأطمةً = منها الخدود ودمع العين كالمطر
وتلك تصرخ واجداه وأبتاه = وتلك تصرخ وايتماه في الصغر
فلو تروا أم كلثوم مناشدةً = ولهىً وتلثم ترب الطف كالعطر
يا دفني الراس عند الجثة احتفظوا = بالله لا تنثروا ترباً على قمر
لا تدفنوا الرأس إلا عند مرقده =. فأنه روضة الفردوس والزهر
لا تغسلوا الدم من اطراف لحيته = خوا عليها خضاب الشيب والكبر
لا تخرجوا أسهماً في جسمه نشبت = خوفاً يفور دمٌ يطفو على البشر
رشوا على قبره ماءً فصاحبه = معطش بللوا أحشاه بالقطر
لا تدفنوا الطفل إلا عند والده = فانه لا يطيق اليتم في الصغر
لا تدفنوا عنهم العباس مبتعداً = فالرأس عن جسمه حتى اليدين بري
لا تحسبوا كربلا قفراء موحشةً = أضحت تفوق رياض الخلد بالزهر
يا راجعين السبايا قاصدين إلى= ارض المينة ذاك المربع الخضر
خذوا لكم من دم الأحباب تحفتكم= وخاطبوا الجد هذي تحفة السفر
يا أم كلثوم قدي الجيب صارخةً= على أخيك وفوق المرقد أعتفري
قولوا لعابده ان لا يفارقه= فكربلا منزل الأحزان والضجر
يا كربلا أي جسم في ثراك ثوى= لو تعلمين لنلت العرش في القدر
لآلىء كعبة الهادي لهم صدف= لديك ما بين مكسور ومنفطر
شككتِ من نقط المرجان من دمهم=قلائداً نورها يعلو على الدرر
ضممتِ أشباح أنوار فواعجباً= عن ساحة الأرض فوق العرش لم تصر
وطتكِ أقدامهم فأرتاح من شرف= ثراك يعطي حياة الجن والبشر
زاروكِ يوماً فأمسى زائروك لهم= شأن تفوق من حاج ومعتمر
يا مؤمنون أكثروا للحزن وانتحبوا= عليهم مدة الآصال والسحر
حطوا عزاه وقولوا رأس سيدنا= قد رد في العشرين من صفر
وابكوه يرنو شطوط الماء ومهجته= في حرة لم يطقها طاقة البشر
وابكوه يلثم أطفالاً ويرشفها= مودعاً ودموع العين كالمطر
وابكوه إذ صار مأوى النبل جثته= وصدره مركز الخطية السمر
وابكوه أذبل وجه الأرض من دمه= وخرَّ عن متن برج السرج كالقمر
وابكوه والشمر جاثٍ فوق منكبه= يخز رأساً سما عن كل مفتخر
قد مكن السيف في نحرٍ يهبرهُ= والسبط يفحص رجلاً حال محتضر
يصيح في شمر أواه واعطشا= هل شربة التقيها آخر العمر
وابكوه والذابل الخطى محتملاً= رأس الجلال ورأس المجد والخطر
وافدوا نتيجة واطي العرش تحطمه= الجياد لم يبق عضو غير منكسر
لا يفجع الدهر إلا من يحس به= ملجاً مرجى لدفع الضيم والضرر
كل الثمار على الأشجار باقيةً= وليس يقطع إلا طيب الثمر
كل الكواكب في الأفلاك آمنةً= والكسف والخسف حظ الشمس والقمر
يا عترة المصطفى المختار يا عددي=ومن بدولتهم عزي ومفتخري
أنتم أولوا الفضل إذ جئتم على قدرٍ= كما أتى ربه موسى على قدر
يا سادتي أرتجيكم دائماً لأبي= والأم والأهل أمناً من لظى سقر
صلى عليكم إلهي حيث خصكم= بعصمةٍ من جميع الأثم والكدر[/poem]